عثمان إبراهيم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عثمان إبراهيم.. رحلة العمر في دعوة الإخوان المسلمين

10-08-2011

- إحباط مظاهرة عابدين غيَّر مجرى التاريخ - جمال عبد الناصر قال لي: مفيش شريعة - اعتقلوني 6 سنوات دون عرض نيابة - ثورة يناير صناعة ربانية بيد المصريين حوار: إبراهيم حسونة رغم اقترابه من الثمانين عامًا إلا أنك تجد عند مجالسته شابًّا يتمسك بصفات الفرد المسلم العشرة التي اشترطها الإمام حسن البنا وهي "قوي الجسم، متين الخُلُق، مثقف الفكر، قادرًا على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهدًا لنفسه، حريصًا على وقته، منظمًا في شئونه، نافعًا لغيره". في نوفمبر 1932م وُلد عثمان إبراهيم بقرية أولاد سالم بحري مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، وكان والده وقتها عمدة القرية، وتعرَّف على الإخوان المسلمين وهو في سن 16 عامًا، وأصبح مسئول جماعة الإخوان المسلمين في مدرسة الملك فؤاد الأول الثانوية بسوهاج (الثانوية العسكرية الآن) بعد عام من التحاقه بالجماعة رغم حداثة سنه. (إخوان أون لاين) التقى بالمربي الجليل عثمان إبراهيم، نائب دائرة مركزي دار السلام والبلينا بمحافظة سوهاج سابقًا، وأحد الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين، في مقر مكتب الإرشاد القديم بالتوفيقية وفي مكتب الأستاذ عمر التلمساني، ليستحضر معه حديث ذكريات منذ نشأته وحتى الآن، فإلى التفاصيل:

  • بداية، بم يذكرك وجودك في مكتب الأستاذ عمر التلمساني؟
    • يُذكرني بمناقشة دارت بيني وبين الأستاذ عمر رحمه الله في عام 1984م، حول اتفاق الإخوان مع حزب الوفد لخوض انتخابات مجلس الشعب في قائمة واحدة، والذي وعد فيه سراج الدين الأستاذ التلمساني أن يكون للإخوان نصيب في المراكز الأولى للقوائم الانتخابية يتفق مع حجمهم الشعبي والجماهيري، إلا أن قيادات حزب الوفد بالمحافظة وضعوني في المركز الخامس بالقائمة، رغم أنني كنت المعارض الأشهر في دائرتنا للحزب الوطني المنحل حاليًّا، والذي كان يتزعمه آنذاك وزير الثقافة السابق محمد عبد الحميد رضوان، فجئتُ أشتكي للأستاذ عمر التلمساني.
* وماذا كانت نتيجة هذه الانتخابات ؟
    • انتهت بفوز الإخوان بـ18 عضوًا في مجلس الشعب، وحصد حزب الوفد عددًا كبيرًا من المقاعد بفضل تحالفه مع الإخوان المسلمين، وهذه لم تكن المرة الأولى التي ساند فيها الإخوان المسلمون حزب الوفد، فقد تم ذلك من قبل في انتخابات مجلس النواب عام 1950م.

"دوار العمدة"

  • نعود بالحديث إلى سوهاج، حيث نشأتكم فما أهم ملامح هذه النشأة؟
    • نشأت في قرية أولاد سالم بحري مركز دار السلام محافظة سوهاج، وكان والدي في هذه الفترة عمدة للقرية بعد جدي الذي كان يتولى مسئولية العمدية في البلد قبل والدي، ووالدي كان أزهري التعليم ولكنه لم يُكمل دراسته لأن جدي استدعاه من القاهرة عام 1919م لكي يتولى مسئولية العمدية من بعده لكبر سن جدي.. نشأتُ في هذا الجو الذي التحم بروح الإسلام الطبيعية في ريف لم تكن قد شوهته المدينة، وكان والدي يستقبل في دار الضيافة "دوار العمدة" زائرين من شرق البلاد وغربها كعادة أهل الصعيد.
  • وماذا كان يمثل "دوار العمدة" بالنسبة لك؟
    • تعلمتُ فيه الكثير، فقد كان منتدى اجتماعي أصيل يرتبط بقيم الريف في هذا التاريخ، تلمس فيه صور إكرام الضيف ومساعدة المحتاج؛ حيث إنه كان لا يغلق ليلاً أو نهارًا، ويُقدم فيه الطعام لأي مارٍ في الطريق غريبًا كان أو فقيرًا من أهل البلد، وكانت هذه سمة أهل الريف في ذلك الوقت، وأسأل الله أن يعود للمجتمع المصري ريفه وحضره بهذه الصورة المضيئة الكريمة التي تنطلق من طبيعة إسلامنا العظيم.
  • وماذا تعلمت من العمدة "الوالد"؟
    • تعلمتُ من والدي رحمه الله السياسة والأمانة وحب الخير لكل الناس، والدفاع عن الحق ولو كان على حساب نفسه أو منصبه؛ حيث كان يرفض طلبات البعض من أفراد العائلة المقربين، بالتلاعب في حيازاتهم الزراعية بهدف الحصول على كمياتٍ كبيرةٍ من حصة السماد الذي كان يُوزَّع عن طريق الجمعيات التعاونية الزراعية على المزارعين، كل حسب حيازته الزراعية ونوع المحصول الذي يزرعه، رغم أن هذا الأمر كان يفعله عددٌ كبيرٌ من العُمد بالقرى المجاورة، وكانوا يُهرِّبون السماد في السوق السوداء، إلا أن والدي كان يرفض ذلك بشدة ويعطي كل ذي حق حقه، بل رفض والدي إضافتي إلى بطاقة التموين لأني كنت وقتها في المدرسة الابتدائية بمدرسة العباسية بالقاهرة، رغم أن هناك الكثيرَ من العمد كانوا يحولون مكاتب التموين لحسابهم الشخصي، وكونوا منها ثروات ضخمة.
  • نفهم من ذلك أنك تلقيت تعليمك في القاهرة؟
    • نعم فقد دخلت مرحلة التعليم الإلزامي عام 1938م في البلدة وقضيت بها ثلاث سنوات بعدها دخلت المدرسة الإبتدائية بمدرسة العباسية بالقاهرة، وكانت تُسمَّى حينئذٍ مدرسة (الأهرام) الابتدائية، وكانت مقابلة لمسجد القبة الخديوية بالعباسية، لكني لم أستمرَّ في مدرسة العباسية وعدتُ واستكملت التعليم الابتدائي من مدرسة البلينا الابتدائية، وقضيتُ فيها السنة الثانية والثالثة الابتدائية ثم حصلتُ على إتمام الدراسة الابتدائية من مدرسة سوهاج الابتدائية عام 1946م "كان عمري 13 عامًا وقتها"، ثم دخلت مدرسة الملك فؤاد الأول الثانوية "الثانوية العسكرية" بسوهاج وظللت فيها حتى عام 1951.
  • ومتى تعرفت على جماعة الإخوان المسلمين؟
    • بعد التحاقي بمدرسة الملك فؤاد الأول الثانوية في عام 1946م، وبعدها وتحديدًا في عام 1948 كان مدرس التربية البدنية في المدرسة المرحوم المجاهد صلاح البنا أحد الإخوان الذين تطوعوا للذهاب في حرب فلسطين 48 وخرجنا لوداعه في القطار من سوهاج إلى القاهرة في مظاهرة ضخمة، تعرفتُ خلالها على الإخوان، وبعدها زار سوهاج سعيد رمضان زوج الحاجة وفاء البنا كبرى بنات الإمام حسن البنا هو وعبد الحكيم عابدين سكرتير عام جماعة الإخوان المسلمين آنذاك، ومنذ ذلك الحين التحقت بالعمل في الدعوة معهم، ثم حصلت على "التوجيهية"، والتحقت بجامعة عين شمس عام 1953م.

لقاء عبد الناصر

* حدثتنا عن لقاء الرئيس جمال عبد الناصر في قصر المنتزه بالإسكندرية.. فهل تذكر لنا تفاصيل هذا اللقاء؟
    • في عام 1953م نظمت رعاية الشباب بقصر عابدبن رحلةً لقصر المنتزه بالإسكندرية في محاولةٍ لتكوين منظمة للشباب، وكان القائم عليها الصاغ إبراهيم الطحاوي أحد منظري الضباط الأحرار في ذلك الوقت، وشارك في هذه الرحلة 20 من طلبة الإخوان المسلمين بالجامعة، وكانت هذه أول رحلة لقصر المنتزه بعد رحيل الملك بعام تقريبًا، وتم عمل محاضرات بقصر المنتزه أشبه بعملية غسيل مخ لشباب الرحلة.

وكان يحضر يوميًّا محمد فؤاد جلال وزير الشئون الاجتماعية وقتها بمصاحبة الصاغ إبراهيم الطحاوي، وعقب كل محاضرة يتقدم الشباب بأسئلة يجيب عليها الوزير أو الطحاوي، وفي اليوم السابق لحضور أعضاء مجلس قيادة الثورة، بمن فيهم جمال عبد الناصر، وكان وقتها يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في الوزارة التي كان يرأسها محمد نجيب قبل إعلان الجمهورية، تقدَّم شاب ذو ميول يسارية بسؤال حول تبني الثورة المبادئ الاشتراكية "اليسارية" فردَّ عليه محمد جلال مفندًا للمبادئ الاشتراكية. وأشرت إلى أحد شباب الإخوان ووجهته لتقديم سؤالٍ معناه: كيف نناقش مبادئ تدَّعي أن فيها فوائد للناس وعندنا الإسلام قد جمع للناس خيري الدنيا والآخرة؟ فرد الطحاوي على هذه السؤال مسترشدًا ببعض كلمات الأستاذ البنا في محاولةٍ لاستمالة الحضور مبديًا نيتهم في العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية ضمن برامج "انقلاب 1952م"، وعندما جاء موعد الغداء وزَّع أعضاء مجلس قيادة الثورة أنفسهم على مناضد الغداء، وكنتُ على المنضدة التي جلس عليها عبد الناصر فبادرته بسؤالٍ عن الاستثناء الذي كان يُمنح لبعض الفئات للقبول بالجامعة لمجموعاتٍ وسيطة من أبناء الأساتذة وغيرهم وحرمان أبناء المواطنيين العاديين من هذا الاستثناء، رغم أنهم الأولى لظروفهم المادية، ثم سألته عن رد الطحاوي عن نيتهم في تطبيق الشريعة الإسلامية فرد عليَّ قائلاً: "هو أنت منهم"، وتطور النقاش لمدة 3 ساعات وانتهى بقول عبد الناصر لي: "أنتم تطالبون بتطبيق الشريعة وأنا أقول لكم مفيش حكم للشريعة"، فقلت له: سنجاهد في سبيل هذه الغاية"، وبعد الغداء ألقى عبد الناصر محاضرةً صبَّ فيها جامَّ غضبه على الحركات الإسلامية، وتحديدًا الإخوان دون أن يسميهم. مظاهرة عابدين

  • كنت أحد قيادات مظاهرات عابدين المشهورة التي خرجت عام 1954م لتطالب بإعادة الحياة البرلمانية وإنهاء حكم العسكر.. كيف تم تنظيم هذه المظاهرة؟
    • كانت مظاهرة يمكن أن تكون فاصلة في تاريخ مصر؛ حيث جمعت طوائف الشعب ضد القوانين التي حاول أن يصدرها عبد الناصر بعد خلافه مع محمد نجيب، وكان نبأ استشهاد اثنين من إخوان طلبة هندسة القاهرة عند كوبري قصر النيل قد ألهب مشاعر الجماهير المحتشدة في ميدان قصر عابدين، خرج محمد نجيب ليحاول تهدئة الجماهير المتظاهرة إلا أنه فشل في ذلك، فحضر في هذه اللحظة الشهيد عبد القادر عودة وكيل الإخوان المسلمين آنذاك في سيارة جيب فأفسحت له الجماهير المتظاهرة فطلب منه محمد نجيب الصعود للشرفة، وتهدئة المتظاهرين، فطلب الشهيد عودة من الإخوان المتظاهرين الانصراف فانصرفوا في أقل من 5 دقائق.
  • هل كان كل المتظاهرين من الإخوان المسلمين؟
    • كانت من جميع طوائف الشعب، وكان في هذه المظاهرة بعض الطلبة الشيوعيين بكلية العلوم، وحاولوا ركوب موجة المظاهرة فحلنا بينهم وبين ذلك، حتى أنهم كانوا يرددون هتافات غريبة على الإخوان المسلمين لاسترضائنا، منها: "يحيا الإخوان المسلمين" فرفضنا ذلك وطلبنا توحيد لغة الهتاف لتوحيد الشعب.
  • وماذا حدث بعد انصراف المتظاهرين ؟
    • قام النظام بحملة اعتقالات واسعة لقيادات جماعة الإخوان المسلمين منهم الأستاذ عبد القادر عودة، أعقبها حملة اعتقالات واسعة في صفوف طلبة الإخوان بالجامعات، وكان الطلبة الشيوعيون قد أبلغوا حرس الكلية الذي كان يشرف عليه المباحث العامة الخاضعة للنظام أني كنت أحد قيادات مظاهرة عابدين، وعندما علمت بذلك تركت الكلية حتى تهدأ الأمور، واستمر هذا الوضع إلى أن تم تلفيق حادث المنشية للإخوان عام 1954م، وسَّع بعدها النظام حملة الاعتقالات التي طالت المرشد العام للجماعة، ولم يقدر الله لي الاعتقال في هذه الحملة لوجود خطأ في اسمي بالقائمة المطلوب اعتقالها، وتم اعتقال مجموعة الإخوان التي كنت مسئولاً عنها في شرق القاهرة، منهم الدكتور أمجد صديق وعبد الفتاح درغام والشيخ محمد حسن المطراوي.
  • أين ذهبت في ذلك الوقت، وخاصة بعد انقطاعك عن الكلية؟
    • تقدمت للعمل في شركة "شل" الإنجليزية لكي أبعد عن عيون المباحث العامة، ونجحت في الالتحاق بالعمل في الشركة بعد اختبارات رهيبة باللغة الإنجليزية، وعينت بالشركة في نوفمبر 1955م، وعين معي بالشركة أخ كريم كان طالبًا في بكالوريوس طب القاهرة وهو المرحوم اللواء طبيب فريد مسلم، وكان أكبر جراح بجمعية المواساة بالعجوزة.

وتزوجت بعد التحاقي بالعمل بالشركة بأربع سنوات؛ حيث كان مرتبي بالشركة في ذلك الوقت 35 جنيهًا، في الوقت الذي كان يحصل فيه موظف الحكومة على 12 جنيهًا، وكان والد زوجتي نائب شعبة الإخوان بالعباسية، وكان واسطة زواجي المرحوم عز الدين مالك الذي كان متزوجًا من أخت زوجتي، وهو والد رجل الأعمال حسن مالك، وأنجبت سحر، وهي الآن طبيبة أخصائية أطفال، ووفاء وتعمل حاليًّا مدرسة أولى بمعهد أزهري، وأحمد يعمل الآن بالجهاز المركزي للمحاسبات بسوهاج، ومحمد ويعمل حاليًّا بجهاز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ومنتدب بالأمم المتحدة، ونجلاء آداب علم نفس، ولمياء بكالوريوس علوم، والتوأم سها مدرسة بمعهد الإحصاء بجامعة القاهرة ونها أخصائية نفسية بمحكمة الأسرة، والصغرى مروة محاسبة بالبنك الوطني المصري، وعندي الآن 20 حفيدًا "12 ولدًا و8 بنات". شريعة الغاب

  • وهل أفلت من اعتقالات عبد الناصر؟
    • اعتقلت في 18 سبتمبر 1965م، بتهمة محاولة اغتيال عبد الناصر، في القضية التي اعتقل فيها الشهيد سيد قطب ود. محمد بديع ود. محمود عزت وعدد كبير من قيادات ورموز وشباب الإخوان في ذلك الوقت الذين امتلأت بهم المعتقلات في هذه المدة، ومكثت بالمعتقل 6 سنوات لم أخرج منه إلا بعد أن استعاد الشعب حريته بالقضاء على مراكز القوى وفلول المباحث العامة في 15 مايو 1971م، وقضيت كل هذه السنوات دون محاكمة أو تحقيق باستثناء بعض الاستدعاءات التي تمت لمكتب شمس الدين بدران، ولم تكن تحقيقات بل كانت عبارة عن جرعات إضافية من التعذيب الذي ما زالت آثاره في جسدي حتى الآن، وكان شمس الدين بدران يقول لنا: أنا الحكم وأنا الخصم حتى رأيته قعيد شريعة الغاب في الليمان فذهبت إليه وقلت له: "فاكرني يا شمس، قال لي: من أنت؟ قلت له: أنا عثمان إبراهيم، وكان يعرفني جيدًا فسكت ووضع وجهه في الأرض وهو قعيد ولم يعقب، وخرجت من السجن وظل هو محبوسًا بداخله.

التزوير الفاضح


عثمان ابراهيم في مجلس الشورى

  • كان لك تجربة برلمانية طويلة نريد أن نتعرف عليها؟
    • في عام 1976م تقدمت للترشيح لمجلس الشعب لأول مرة بدائرة مركز دار السلام، وكان التأييد جارفًا من أهالي مركز دار السلام غير أن النتيجة زُوِّرت من قبل مباحث أمن الدولة؛ حيث تم تغيير النتيجة، وفي عام 1979م خضت انتخابات مجلس الشعب بنفس الدائرة، وكان التأييد كما هي العادة كبيرًا إلا أن النتيجة زورت أيضًا حين أحضرت مباحث أمن الدولة صناديق مغلقة ممتلئة ببطاقات إبداء الرأي من مديرية أمن سوهاج واستبدلوها بالصناديق الأصلية وأعلنت النتيجة بالمخالفة للحقيقة، وتم التزوير بها.

وفي عام 1987م كنت مرشحًا على رأس قائمة التحالف بين الإخوان المسلمين وحزب العمل وحزب الأحرار، وقد أعلنت النتيجة بنجاحي في اللجنة العامة للفرز وفي جميع الصحف الرسمية إلا أن المنافس له كان أحد المسئولين يالدولة في هذه الفترة وذهب للرئيس المخلوع حسني مبارك وأبلغه بأنني من جماعة الإخوان المسلمين، وأنه تم اعتقالي لمدة 6 سنوات، وكان حينذاك وزير الداخلية زكي بدر سيعلن نتيجة الانتخابات ونجاحي فيها والذي سلمها له اللواء زكي راسخ مدير إدارة الانتخابات بوزارة الداخلية آنذاك، إلا أن المنافس المسئول بعد لقائه بالرئيس المخلوع في هذه اللحظة ذكر له بأنني من المعارضين للنظام مما جعل الرئيس المخلوع حسني مبارك يأمر بتغيير نتيجة الانتخابات وبإسقاطي.

  • وما الإجراءات القانونية التي اتخذتها ضد هذا التزوير الفاضح؟
    • أقمت دعوى أمام محاكم مجلس الدولة، وفي عام 1992م خضت انتخابات مجلس الشورى عن دائرة مركزي دار السلام والبلينا، وتصادف وجود المستشار رئيس اللجنة العامة وكان رجلاً أمينًا ويعرف الله، لم يستطع جهاز أمن الدولة وقتها أن يغير النتيجة وأعلنت النتيجة وقتها بنجاحي، إلا أنه بعد ثلاث سنوات من إعلان هذه النتيجة ودخولي مجلس الشورى وتحديدًا في عام 1995م، أخرجوا من الدرج طعنًا كان قد تقدم به المرشح المنافس على النتيجة التي كان قد مضى عليها ثلاث سنوات، واستطاع كمال الشاذلي بالضغط على نواب المجلس وكلهم من الحزب الوطني "المنحل" وانتهى الأمر بقرار المجلس (سيد قراره) بإسقاط عضويتي بمجلس الشورى، وأعيد فتح باب الترشيح بالدائرة مرة أخرى، ويشهد على هذه الوقعة من الأحياء الدكتور فوزي العمدة، عميد معهد الخدمة الاجتماعية بسوهاج ووكيل مجلس الشعب السابق، وسكينة فؤاد الكاتبة الصحفية وعضو مجلس الشورى السابق.

رمضان الزمن الجميل

  • بمناسبة شهر رمضان، هل يذكِّرك هذا الشهر الكريم بشيء معين تحب أن تذكره لنا؟
    • يفكرني بالفرق الكبير في المعيشة منذ 70 سنة والنعم التي نعيشها الآن من ثلاجات ومكيفات، في حين أن "القُلة" كانت بالنسبة لنا منتهى الأمل على الإفطار، ورغم ذلك كان رمضان زمان له طعم آخر كنا نشعر فيه بجو روحاني متميز، وقلما وجدت من يفطر نهار رمضان حتى المفطر بعذر كان يتخفى؛ كي لا يجرح شعور المسلمين الصائمين، أما الآن فحدِّث ولا حرج.
  • قضيت ست سنوات في المعتقل، كيف كان أول رمضان مرَّ عليك في هذه المحنة؟
    • كان أول رمضان في شتاء 1966م، وكنا في السجن الحربي، ورغم توقف التعذيب والتحقيقات في شعبان بمناسبة قدوم شهر رمضان إلا أن شمس بدران قام باستدعائي في بداية شهر رمضان؛ ليحقق معي في قضية لا أساس لها من الصحة، وكانت حول وجود سلاح في كرداسة، فقلت له: لا أعلم عنها شيئًا، فأشار بدران لمايسترو التعذيب في السجن الحربي صفوت الروبي ليقوم بالواجب معي، وكانت الإشارة معناها: "خلص عليه"، فجذبني الروبي جذبةً شديدةً وقام بضربي كي أخرج معه من مكتب بدران، فقلت له: "حرام عليك، تضربني وأنا صايم؟"، والغريب أنه ذكر لي حديثًا قدسيًّا استغربت أنه يحفظه ويصنع معي ذلك، قال لي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به"، فقلت له: "حافظ الحديث ده وتعذبني"، فتوقف عن التعذيب وضربني على رجلي ضربةً قويةً لم أستطع بعدها السير عليها، فشاهدني الإخوان من نوافذ الزنازين فأجهشوا جميعًا بالبكاء، ثم قضينا بقية رمضان في الصيام والقيام والتهجد وقراءة القرآن دون توقف، لدرجة أن عساكر السجن عندما حدثت النكسة قالوا لنا: "قعدتوا تقرءوا قرآن ياولاد الـ .... لحد ما خربتوها".

الحلم الكبير

  • بعد عقود من الجهاد والكفاح في سبيل الله.. ما الحلم الذي تتمنى تحقيقه؟
    • أن أرى الإسلام قد عم العالم كله، وأن يعود الإسلام كما بدأ وتنضم كل اللواءات الإسلامية تحت لواء واحد، والحمد لله أن رأينا آيات الله تتحقق قبل أن نموت في الثورة المصرية والثورات العربية وفي العالم الإسلامي، وكله يصب بإذن الله في النهاية في مصلحة الإسلام، وأنا مطمئن تمامًا من ذلك؛ لأن هذه الثورات من صنع الله وليست من صنع البشر.

وصلة الصفحة الأصلية http://www.ikhwanonline.com/ramadan/Pageview.aspx?ID=2075&SectionID=12

[أعلام الحركة الاسلامية]