عبد الوهاب التونجي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد الوهاب التونجي أحد مؤسسي الإخوان في سوريا


إخوان ويكي

مقدمة

عبد-الوهاب-صبحي-التونجي.1.jpg
عبد-الوهاب-صبحي-التونجي.2.jpg

ما إن ظهرت جماعة الإخوان المسلمين ووضعت الأطر العالمية لها حتى كانت بلاد الشام قبلتهم الأولى لنشر فكرتهم، والتي وجدوا فيها استجابة كبيرة من علمائها وشعوبها، ومنهم الشيخ عبد الوهاب التونجي.

مسيرة حياته

في حي المبلط القريب من باب النصر في مدينة حلب بسوريا ولد الشيخ العالم عبد الوهاب صبحي التونجي عام 1331 هـ - 1912م.

وكمعظم البيوت السورية فقد نشأ في ظل أسرة متدينة وهي أسرة عريقة في حلب، برز منها:

د . محمد ألتونجي محاضر في كلية الآداب في جامعة حلب ، والدكتور عبد السلام ألتونجي، وقاسم التونجي (شقيق الشيخ عبد الوهاب وكان أمين سر الهيئة التشريعية لجماعة الإخوان المسلمين في سورية عام 1954م).

تعليمه

التحق الشيخ التونجي بمراحل التعليم المختلفة حتى حصل على الثانوية في حلب عام 1933م، ثم أكمال درسته في المدرسة الفاروقية، وكان من اساتذته الأستاذ عبد القادر السبسبي أحد جهابذة مادة. وأكمل دراسته فالتحق بمعهد الحقوق العربي في دمشق (الجامعة السورية) وتخرج فيه عام 1937م.

تزوج في وقت مبكر ورزقه الله بـ12 ولدا، ذكران هما رضوان ورافع ، وعشر بنات.

أعماله

بعدما أنهى الشيخ عبد الوهاب التونجي دراسته في كلية الحقوق بدمشق عاد إلى مدينته حلب وافتتح مكتبا للمحاماة عام 1938م بالاشتراك مع الأستاذ عبد القادر السبسبي وبقيا معا حتى تاريخ تعيين التونجي في القضاء الشرعي في حلب في آخر عام 1941م.

عين في دائرة بريد حلب لفترة وفي مديرية المالية، قبل أن يصير رئيسا لمحكمة القضاء الشرعي في مدينة الباب بحلب قبل أن ينقل قاضياً إلى مدينة حلب في المحكمة الشرعية عام 1945م، وظل في منصبه حتى عام 1949م.

خلف الشيخ إبراهيم الترمانيني فعين قاضياً ممتازا، وسمي القاضي الشرعي الأول عام 1953م، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1973م، حيث رقي إلى نائب رئيس محكمة النقض فنقل إلى دمشق، وبقي في منصبه حتى عام 1976م حيث أحيل إلى التقاعد، وبعدها عاد إلى ممارسة المحاماة في مدينة حلب. كما أنه درّس في المدارس الثانوية، وألقى محاضرات في كلية الحقوق في جامعة حلب منذ إنشائها

نشاطه

عرفت الجامعة السورية الشيخ عبد الوهاب بنشاطه وحركته الدؤوبه ضد المحتل الفرنسي وممارساته ضد شعبه حتى أنه حاربهم دون هوادة مع الشباب العرب في حلب، ولذا عانى الكثير في سجنه.

مع الحركة الإسلامية بسوريا

بداية من عام 1933م كانت بداية ظهور الفكرة الإسلامية عامة، والتي غذتها الأفكار الإخوانية وعملت على نموها وازدهارها، ومرورًا بعام 1935 ذلك العام الذي حرصت فيه قيادة الإخوان بمصر على إرسال مندوب لها إلى الأراضي السورية واللبنانية والفلسطينية تأصيلًا لجذور الدعوة الإخوانية.

أما بداية عام 1937 فقد استطاع الإخوان تأسيس أول مركز مرخص للجماعة في حلب تحت اسم: (دار الأرقم التي كانت تقع داخل باب النصر في حلب)، أي أن النشأة الرسمية للإخوان في سوريا كانت عام 1937م، وكان من أبرز المؤسسين: الأستاذ عمر بهاء الأميري، الأستاذ عبد القادر الحسيني، الأستاذ أحمد بنقسلي، الأستاذ فؤاد القطل، الشيخ عبد الوهاب التونجي، والأستاذ سامي الأصيل، وعبد القادر السبسبي

وعبد الحميد الأصيل، ويوسف الصقال ، وعبد الحميد ميري، وانضم إليهم العلامة عبد الفتاح أبو غدة والاستاذ سامي الأصيل والأستاذ عادل كنعان ، ولم يكن عددهم في البداية يزيد على الأربعين ، لكنهم تمكنوا من جلب أعداد كبيرة من علماء المدينة وشيوخها وطلاب العلم ومن أبناء ريف حلب بما قاموا من أنشطة ومشروعات منها:

  1. إنشاء مكتبة عامرة بصنوف الكتب .
  2. شكلوا فرقاً كشفية ورياضية جذبت الشباب برعاية الأخ عبد الحميد الأصيل والأخ فوزي حمد وسامي الأصيل .
  3. وضعوا برنامجا حافلاً بالمحاضرات في مقرهم وفي المساجد وخلال ثلاث سنوات وصل عدد المنتسبين بضعة عشر ألفاً .
  4. استقبلوا المسلمين اليوغسلاف والرومان والبلغار والألبان الفارين من حمامات الدم ومجازر الشيوعيين في أوربا الشرقية .
  5. أنشؤوا مدارس ليلية لمحو الأمية فتخرج منها كثير حملوا الشهادات ووصل بعضهم إلى الدكتوراه .
  6. أسسوا شركات صناعية وزراعية وتجارية مثل شركة النسيج والبناء والعقارات .
  7. وعندما اشتعلت الثورة في العراق ضد الإنجليز أرسلوا فرقة من الشباب يقودهم الأخ فوزي حمد - رحمه الله – عام 1941م ويعاونه سامي الأصيل، وعادوا برفقة مجاهدي فلسطين المطلوبين بشدة من الانجليز فأمنوا الملاذ الآمن لهم .

ومن اللافت للنظر أن معظم قادة الأحزاب في سورية التحقوا بدار الأرقم لفترة أو أخرى ثم شعروا بثقل الالتزامات الدينية والأدبية وأداء الطاعات واجتناب المحرمات فتركوها والتحقوا بالحركات السياسية كالبعثيين والناصريين واليساريين وأمثالهم .

ظل الشيخ محافظا على مكانه داخل الحركة الإسلامية – رغم توليه القضاء - وترقى في مناصبها، وانتخب رئيساً للهيئة التشريعية للإخوان المسلمين في سورية عام 1954م وكان ضمن مجموعة إخوان سوريا الذين التقوا بالمستشار حسن الهضيبي (المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين) أثناء زيارته لسوريا ولبنان عام 1954م.

كما عمل الشيخ في عدة مؤسسات خيرية وثقافية ورياضية وكشفية، وخف نشاطه بعد توليه القضاء عام 1941م.

صفاته وأخلاقه

كان شديداً في الحق لاتلين قناته، عادلاً في قضائه، لايخشى في الله لومة لائم ،وكان رجلاً صلباً في حكمه، وكان يقف أمام المسؤولين الذين يحاولون التدخل في استقامة القضاء، ولا سيما أيام حكم أديب الشيشكلي الذي لقي فيه عنتاً شديداً.

وكان متواضعاً نزيهاً عفيف اليد واللسان عطوفاً على الضعفاء ، لا يعرف الحقد والحسد ، وكان يجيد الفرنسية والتركية ، وكان محباً للأطفال ، بعيداً عن الأضواء هادئاً ، مرحاً ، محباً للأسفار والنزه ، مهيب الطلعة كريماً ، وكان شاعراً مرهف الحس.

مؤلفاته

أصدر بضعة كتب في القضاء الشرعي ، فكان له من المؤلفات:

  1. محاضرات في الشريعة الإسلامية، ألقاها على الصف الأول في كلية الحقوق بحلب ، ط1- 1962م .
  2. وله مقالات في مجلة العدالة، التي تصدرها وزارة العدل في الإمارات العربية المتحدة.

وفاته

ظل الشيخ عاملا مجاهدا صادعا بالحق في كل مكان حتى توفاه الله بعد رحلة من خدمة الدعوة عام 1983م ودفن في حلب.

للمزيد

  1. جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، الكتاب السابع، صـ66.
  2. عمر العبسو: فضيلة الشيخ عبد الوهاب صبحي التونجي . القاضي الشرعي الممتاز وأحد مؤسسي دار الأرقم في حلب، 25 نوفمبر 2015
  3. عامر رشيد مبيض: مئة أوائل من حلب - أعلام, معالم أثرية, صور وثائقية، دار القلم العربي للنشر، 2004م.