عبد الرحمن حسب الله

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
عبد الرحمن حسب الله .. أول سكرتير عام لجماعة الإخوان المسلمين


  • بقلم : عبده مصطفى دسوقي

مقدمة

تولد السعادة من حب الغير، ويولد الشقاء من حب الذات. المشاعر الإنسانية باقية ومتوارثة من جيل لآخر، لكن التعبير عنها يختلف حسب ظروف العصر. لقد أنجبت الأمة رجال هاماتها تعانق السماء، وقلوبها يملؤها الإيمان، رجالا يعملون لنصرة ورفعة هذا الدين وهذا الوطن.

رجالا كان الله غايتهم والرسول قدوتهم والقرآن دستورهم والجهاد سبيلهم والموت في سبيل الله أسمى أمانيهم.

رجلا أوقفوا كل حياتهم لله، فكانت ما بين علم وعمل، وجهاد ومحن، واعتقالات وسفر، وصراع على نشر الهوية الإسلامية.

هؤلاء الرجال حملوا مشعل حضارتهم ودينهم من المنبع الصافي وكتاب الله الكريم فكانوا شامة وسط الناس بأخلاقهم التي لم يتعود عليها الناس وفهم لمعاني الحياة بشمول الدين الذي وضع قواعد كل شيء فيها، ولهذا تربى الإخوان المسلمين على ذلك

جذور وثمار

نحيا في هذه الحلقة في شخصية رغم أنها لم تحظ من العلم الكثير أو الشهرة والثراء غير أن الله رفع ذكرها لكونها شخصية من الشخصيات التي عشقت دينها فكانت أول من غرس بذرة هذه الدعوة بعملها في قلوب الناس، وواحد من الذين حملوا هذا الفهم وانتشروا كالرحيق وسط الناس ينشر عبقه الخلاب.

عبد الرحمن حسب الله لم تهتم به وسائل الإعلام بزخرفها، ولا سعت ورائه الصحف ببريقها واكتفى البعض بذكر بعض حياته، لكنه اكتفى بأن الله يذكره وأماته على حب دينه فلم يبدل أو يغير.

ونقف وقفه مع العائلة التي تربى فيها هذا المجاهد فهو من عشيرة الحسابلة (ال حسب الله)، والحسابلة عشيرة من الترابين دخلوا مع الجرابعة من قبيلة العيايدة و نزلوا معهم مصر, وسكنوا في قرية كفر حسب الله وعزبة الحسابلة نواحي العزازي مركز فاقوس بالشرقية, فكان منهم الحاج عبد الرحمن حسب الله , كان احد ستة تبايعوا مع الإمام حسن البنا على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين, و من أحفاده الأستاذ سعيد الصادق حسب الله المحامي وكان مرشحا لعضوية مجلس الشعب , و من العائلة المهندس صلاح حسب الله وكان وزيرا للإسكان (1).

ميلاد الزهرة

ولد عبد الرحمن حسب الله عام 1908م الموافق 1326هـ في قرية العزازي مركز فاقوس محافظة الشرقية، التحق بكتاب القرية غير أنه لم يكمل تعليمه وخرج من المدرسة والتحق بالعمل كسائق بشركة القنال بالإسماعيلية.

مع حسن البنا

ظل عبد الرحمن يذهب لعمله لكن كانت التربية الدينية التي نشأ فيهاله تأثير عليه فكان – بالرغم من انصراف الشباب عنها- محافظا على الصلوات في المسجد إذا وجد في المدينة وكانت يعيش حياته كما يعيشها كل الناس حتى تحولت حياته حينما بدأ الإمام حسن البنا يرتاد المسجد، فما كاد يتحدث أول كلماته حتى انتبه عبد الرحمن له جيدا وتعلق به وظل يتبعه في كل مسجد يذهب للحديث فيه، ولم يكن كبقية الناس بعدما ينتهي الخطيب من كلمته يسارع بالمغادرة بل كان يظل جالسا ليتعرف على هذا الخطيب الذي سلب الألباب بحسن حديثة وزاد عجبه أن حسن البنا لم يكن من مشايخ الأزهر المعممين أو المشايخ الطاعنين في السن لكنه كان شابا صغيرا يرتدي البدلة والطربوش كبقية الشباب المتعلم.

وفي إحدى المرات وبعد انتهاء الدرس وقف ستة –لم يكونوا من خريجي الجامعات أو الأزهريين أو المشايخ أو علماء الأمة أو عليه القوم- لكنهم من العمال البسطاء وقفوا وتعاهدوا مع الأستاذ البنا على العمل لخدمة دين الله.

يقوله الأستاذ البنا في مذكراته: "زارني بالمنزل أولئك الإخوة الستة: حافظ عبد الحميد "نجار بالحي الإفرنجي"، أحمد الحصري "حلاق بشارع الجامع بالإسماعيلية"، فؤاد إبراهيم "مكوجي بالحي الإفرنجي"، عبد الرحمن حسب الله "سائق بشركة القنال"، إسماعيل عز "جنايني بشركة القنال"، زكي المغربي "عجلاتي بشارع السوق بالإسماعيلية"، وهم من الذين تأثروا بالدروس والمحاضرات التي كنت ألقيها، وجلسوا يتحدثون إليَّ وفي صوتهم قوة، وفي عيونهم بريق، وعلى وجوههم سنا الإيمان والعزم، قالوا: لقد سمعنا ووعينا، وتأثرنا ولا ندري ما الطريقة العملية إلى عزة الإسلام وخير المسلمين، ولقد سئمنا هذه الحياة: حياة الذلة والقيود، وها أنت ترى أن العرب والمسلمين في هذا البلد لا حظ لهم من منزلة أو كرامة، وأنهم لا يعدون مرتبة الأجراء التابعين لهؤلاء الأجانب، ونحن لا نملك إلا هذه الدماء تجري حارة بالعزة في عروقنا، وهذه الأرواح تسري مشرقة بالإيمان والكرامة مع أنفسنا، وهذه الدراهم القليلة، من قوت أبنائنا، ولا نستطيع أن ندرك الطريق إلى العمل كما تدرك، أو نتعرف السبيل إلى خدمة الوطن والدين والأمة كما تعرف، وكل الذي نريده الآن أن نقدم لك ما نملك لنبرأ من التبعة بين يدي الله، وتكون أنت المسؤول بين يديه عنا وعما يجب أن نعمل، وإن جماعة تعاهد الله مخلصة على أن تحيا لدينه، وتموت في سبيله، لا تبتغي بذلك إلا وجهه، لجديرة أن تنتصر، وإن قل عددها وضعفت عدتها" (2).

ويضيف الأستاذ عبد الرحمن حسب الله بعض التفصيلات عن هذا اللقاء فيقول: "في هذا الوقت كنت أحد ستة من الشباب كانوا يحضرون دروس الأستاذ البنا، وأخذت من نفوسنا كل مأخذ، مما جعلنا نقبل عليه بعد انتهاء أحد الدروس مصافحين ومعجبين ومستفسرين منه: من هو؟ وأين يعمل؟ وأين يقطن؟ وهل يمكن أن يسمح لنا بزيارة خاصة نتحدث فيها في شأن هذا البلد المحروم من معرفة الإسلام؟ فتهلل وجهه سرورًا وبشرًا واصطحبنا معه إلى حيث يقطن وهناك كانت جلسة ربانية، وأسئلة وأجوبة شرح فيها مهمة المسلم في الحياة وما هو المطلوب منه أمام الله، وما الواجب عليه أن يعمله فاقتنعنا كل الاقتناع، وتهيأت نفوسنا واستعدت لمواصلة اللقاء والاستزادة من المعرفة بواقع الإسلام والمسلمين، وكان رحمه الله يتحدث بتأثر عجيب وكانت دموعه تسيل على لحيته.. وهنا كان الوقت يقترب من منتصف الليل، فقال قبل أن ننصرف: يجب أن نتعارف وبدأ بنفسه "أخوكم في الله الفقير إلى الله تعالى حسن أحمد عبد الرحمن البنا – من مواليد المحمودية بحيرة عام 1906 – وتخرجت في كلية دار العلوم – وأعمل مدرسًا بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية – وأرجو الله تعالى أن يعينني على أن أعمل شيئًا لهذا الدين الحنيف، وبدأ كل منا يعرّف نفسه.

وبعد أن انتهينا من التعارف قال: الآن وقد علمتم ما وصل إليه حال المسلمين من ضعف وذل واستعباد واستعمار وما ذلك إلا لبعدهم عن الدين وعدم تمسكهم بمبادئه.

وقد علمتم أن مهمة المسلم الحق في هذه الحياة أن يكون داعيًا إلى الله (وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104] وما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدء الدعوة الإسلامية إلا في مثل سنكم أو أقل أو أكثر بقليل، فهل تعاهدونني على أن نكون أخوة في الله، وأن نعمل لهذا الدين الحنيف، فسررنا لذلك كثيرًا، ومددنا أيدينا للمبايعة، فوضع أيدينا فوق يده ثم قال: رددوا معي: نستغفر الله العظيم "ثلاثًا" تبنا إلى الله، وعزمنا على أن لا نعصي الله أبدًا، نعاهد الله تعالى على أن نكون إخوة في الله، وأن نعمل معًا لهذا الدين الحنيف، والله على ما نقول وكيل، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [الفتح: 10].

ثم تصافحنا مصافحة حارة واختار الإمام البنا لنا اسم "الإخوان المسلمون" وكنا بفضل الله نواة تلك الجماعة المباركة، واختتمنا الاجتماع على أن نلتقي بمشيئة الله في مغرب اليوم التالي (3).

وضعت النواة ولم يجلس كل واحد بجوار الأستاذ حسن البنا لينهل من علمه أو فكره لكن حمل الفكرة وانطلق بها في كل قرية من قري الإسماعيلية وبورسعيد لينشر هذه الدعوة، حتى إذا بدأت تؤتي ثمارها تعاهدوا على تسجيلها في السجلات الرسمية وإشهارها وبالفعل لم يمر شهر حتى تكونت جمعية الإخوان المسلمين عام 1928م.

وبعد تأسيس الجمعية رسميًا تولى الإمام البنا رئاسة مجلس إدارتها، وتولى الشيخ محمد حسين الزملوط أمانة الصندوق فيها كما تم اختيار الأستاذ عبد الرحمن ليكون أول سكرتير لجماعة الإخوان المسلمين وتسجيل أسماء المواظبين على الحضور في اللقاءات (4).

وقاموا باستئجار حجرة متواضعة في شارع فاروق في مكتب الشيخ علي الشريف بمبلغ 60قرشًا في الشهر ووضعوا فيها كل أغراضهم، وأخذ البنا يصطحب بعض إخوانه معه يجوبون في الحي العربي ليطرقوا قلوب الناس، يحكي الحاج عبد الرحمن حسب الله أحد المواقف بقوله: "وكم كان طريفًا أن يقبل بعض العصاة معلنين توبتهم نادمين على ما فرط منهم، منتظمين في الحضور كل يوم، وتلقي الدروس وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم، وقد أصبح من هؤلاء دعاة بفضل إخلاصهم وصدق توبتهم وحسن نياتهم، وأذكر أن رجلاً في الأربعين من عمره شرب حتى ثمل كان يسير خلف الركب من مقهى إلى مقهى وهو يبكي ويتحسر، حتى وصلنا إلى الدار فيجلس ويستمع إلى الدرس ثم يبقى بعد انصراف الناس ويتقدم من الداعية معلنًا توبته نادمًا على ما فرط منه ويقول: أريد أن أتعلم الصلاة وأتعلم أمور ديني، ويطلبني الداعية ويأمرني بأن أعلمه أمور دينه وأعلمه الوضوء والصلاة، وترددت في بادئ الأمر وكأني كنت يائسًا منه فيقول لي حسن أفندي البنا: لماذا تتردد؟ ما يدريك لعل الله تعالى يقبل منه ويتوب عليه، فابدأ معه في تعليم الوضوء والصلاة وحفظ الفاتحة والتحيات، وكان صامتًا مستجيبًا لكل كلمة يسمعها، ثم قلت له: عندما تذهب إلى منزلك اغتسل بنية التوبة والبس طاهرًا، ثم ابدأ في الصلاة كما عرفت، وكم كان جميلاً أن أرى هذا الرجل – وكان يعمل نقاشًا – في المسجد في صلاة الفجر، وقد بدا النور على وجهه واستقام وأدى فريضة الحج بعد ذلك، وكان من دعاة الإخوان المسلمين الصالحين (فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ) [الأنعام: 125] (5).

وأنشأ الإخوان مسجد ومدرسة وبيت للتائبات ويتذكر الأستاذ عبد الرحمن ذلك بقوله: أذكر أنه فى احدى الجلسات الخاصة مع الامام الشهيد حسن البنا فى سنة 1928 أننا تحدثنا فى واقع الدعوة ومستقبلها فقال رحمه الله: بمشيئة الله ستفتح عليكم البلاد وستنتشرون وتنتشر الدعوة بكم مادمتم مخلصين لله فى نياتكم متجهين الى الله بقلوبكم وسيكون للدعوة دور ومساجد ومدارس لتربية النشء على مبادئ الإسلام الحنيف، فقال أحد الحاضرين وهو الحاج حسين أحمد حجاب "النقاش" لماذا لا نبدأ من الآن فى جمع التبرعات ونشترى أرضا ونبنى مسجدا ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، ثم اخرج من جيبه جنيها وقال : هذا أول تبرع منى فسر الأستاذ البنا من هذا الاقتراح ووافق عليه جميع الحاضرين وكان عددهم عشرة أشخاص وتجمع فى هذه الجلسة 12 جنيها وتكونت فى الحال لجنة للتبرعات وعين الشيخ على الجداوى أمينا للصندوق وبدأ فى طبع إيصالات ودفاتر تبرعات كتب عليها "مشروع بناء مسجد ومدرسة للإخوان المسلمين بالإسماعيلية"

واذكر هنا أن الأخ على أبو العلا وكان يعمل ميكانيكيا وأراد أن يتبرع للمشروع ولكنه لا يملك شيئا فما كان منه إلا أن باع الدراجة التي كانت تنقله الى عمله الذي كان يبعد عن الإسماعيلية حوالي ستة كم، باعها بـ150 قرشا ودفعها للإخوان وأصبح يذهب إلى عمله على قدميه فلما علم الإخوان بذلك ساهموا فى شراء دراجة جديدة وقدموها له (6).

بدأت الدعوة تنتشر فزادت عدد الشعب والبلاد التي تعرفت على الإخوان وزادت مسؤوليات عبد الرحمن لكونه السكرتير العام للجماعة.

وحينما انتقل الأستاذ البنا للقاهرة تم اختيار الشيخ علي الجداوي ليكون مسئولا عن الإخوان في الإسماعيلية ومع ذلك لم يتركه عبد الرحمن حسب الله وظل سكرتيرا لجمعية الإخوان بالإسماعيلية.

وعندما حدثت الفتنة الأولى وحاول الأستاذ البنا حلها لكن أصحاب الفتنة أبوا، فاجتمعت الجمعية العمومية وقررت فصلهم في يوم الأحد الموافق 12 من ربيع الثاني سنة 1351هـ - الموافق 14 أغسطس سنة 1932م بعدما اجتمعت الجمعية العمومية للإخوان المسلمين بدعوة حضرة نائب الجمعية الشيخ علي الجداوي وبرياسته، وسكرتارية حضرة عبد الرحمن أفندي حسب الله كاتم سر الجمعية، وحضور حضرة أحمد أفندي السكري نائب جمعية الإخوان بالمحمودية وبحضور الموقعين أدناه وعددهم 196عضوًا كما قرروا تجديد الثقة في المرشد العام ومجلس الشورى الجمعية.

نشطات واقعية

ظل عبد الرحمن حسب الله نعم الجندي الذي يعمل لدعوته ودينه في صمت والذي يشير إليه الجميع بالبنان لحسن خلقه وتصرفه ومن ثم فحينما شارك إخوان الإسماعيلية في المعسكرات التربوية مثل المعسكر الذي أقيم في صيف 1939 م بالإسماعيلية وكان مندوب المعسكر الأستاذ عبد الرحمن حسب الله (7)

وحينما حملت الجماعة على عاتقها التصدي ومحاربة التبشير الذي أخذ يزحف نحو القرى الفقيرة والبنات اليتيمة انتفض حسب الله وكتب للأستاذ البنا وقال: حضرة صاحب الفضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فتنفيذًا لقرار مجلس الشورى العام وبمناسبة تنصير المبشرين للشاب إسماعيل بكر السواق بالإسماعيلية وتسميته بجان بكر، تكونت لجنة لمقاومة التبشير بالإسماعيلية من حضرات الأستاذ الشيخ شافعي من العلماء وإمام مسجد الإخوان المسلمين رئيسًا، والأستاذ سلامة أفندي خاطر ناظر معهد حراء الإسلامي سكرتيرًا، والأستاذ عبد الحميد أفندي رجب والأستاذ محمد أفندي حسام الدين والأستاذ سيد أفندي الهندي والأستاذ عبد العزيز أفندي الغفاري المدرسين بمعهد حراء الإسلامي وعبد الرحمن أفندي حسب الله وحسن أفندي موسى وفؤاد أفندي إبراهيم خليل وإسماعيل أفندي عز وإسماعيل أفندي إبراهيم وزكي أفندي المغربي أعضاء جمعية الإخوان (8).

مجلس شورى الإخوان

اختير الأستاذ عبد الرحمن حسب الله عضوا في مجلس شورى الإخوان عن الإسماعيلية فحينما انعقد المجلس في بور سعيد في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م حضر عن الإسماعيلية كلا من:

1- الشيخ علي أحمد الجداوي.

2- الشيخ محمد فرغلي وفا.

3- حافظ أفندي عبد الحميد.

4- الشيخ مصطفى أحمد سلمى.

5- عبد الرحمن أفندي حسب الله.

6- يوسف أفندي محمد طلعت.

7- ميرغني أفندي محمود.

8- عبد الحميد أفندي جودة.

9- أحمد أفندي الجداوي.

10- يوسف أفندي الشريف.

وأيضا حينما قرب موعد انعقاد مجلس الشورى العام الثالث أرسل سكرتير الجمعية بالإسماعيلية

عبد الرحمن محمد حسب الله خطاب للمرشد العام قال فيه:

حضرة صاحب الفضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ حسن البنا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لنا عظيم الشرف بأن نوجه الدعوة هذا العام لاجتماع الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، حيث إن الإسماعيلية هي منبع الدعوة وأساس الفكرة السامية، وأول غرس أينع وأثمر، وتقع في مكان يتوسط فروع الجمعية وبذلك يكون اجتماعًا عامًا نتعارف فيه بإخواننا الذين لم نتمتع برؤيتهم إلى الآن والذي نحن في شغف كبير إليهم.

والإخوان هنا ينتظرون بلهف شديد تحقيق هذه الأمنية وهم على أتم الاستعداد لملاقاة إخوانهم، وتمهيد سبيل الراحة التامة طوال مدة زيارتهم، فيا حبذا لو أقررتم هذه الدعوة ووجهتموها إلى حضرات إخواننا الكرام، فننال بذلك فخرًا كبيرًا وشرفًا عظيمًا ونحن في الانتظار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وقد رأى "مكتب الإرشاد" أن يكون انعقاد مجلس الشورى في عطلة عيد الأضحى بالقاهرة، ووجه الدعوة إلى الإخوان، وقد عَقد المجلس جلساته في الفترة من يوم السبت 11 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 16 من مارس 1935م حتى يوم الاثنين 13 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 18 من مارس 1935م وحضر عن الإسماعيلية:

1- الشيخ محمد فرغلي وفا.

2- الشيخ محمد علي المصري.

3- الصولي أفندي أحمد.

4- عبد الرحمن أفندي حسب الله.

5- محمد أفندي حسب الله.

6- محمد أفندي شاكر الغرباوي.

7- محمد أفندي التيراني.

8- فؤاد أفندي إبراهيم خليل.

9- يوسف أفندي عبد الرحمن.

ظل عبد الرحمن حسب الله في موقع القيادة في الإسماعيلية حتى أنه في تشكيل مكتب الإسماعيلية عام 1937م كان نائب وكيلها الشيخ علي أحمد الجداوي، ومندوبها عبد الرحمن أفندي حسب الله، وجاء تشكيل مكتب 1940م بنفس الشكل.

وحينما تأسست الهيئة التأسيسية في عام 1945م تم اختيار الأستاذ عبد الرحمن حسب الله ليكون أحد أعضائها وظل كعضو فيها حتى استشهد حسن البنا وحلت الجماعة عام 1948م.المحن

شارك عبد الرحمن حسب الله إخوانه في الإعداد لحرب فلسطين وشارك بالمساهمة المادية فيها وحينما انتهت الحرب وزج بالإخوان في السجون طالت هذه المحنة عبد الرحمن وزج به معهم وظل فيها حتى أفرج عنه.

حينما عادت الجماعة عام 1951م كان واحد من الهيئة التأسيسية التي اختار المستشار حسن الهضيبي مرشدا عاما للجماعة، وحينما بدأت المحن تحيط بالجماعة وتعتريها الفتن كان له دورا حاسما في التصدي لها مع إخوانه، فكان من ضمن الذين ساهموا في ثورة 23 يوليو كما كان من الذين وقفوا في وجه من سعى لتشتيت شمل الجماعة فكان مصيره الاعتقال بعد محنة عام 1954م.

نشطت زوجته وسط الأخوات وقد شاركت بكل جهدها في رعاية أسر الإخوان المعتقلين ومع ذلك لم تتأخر عن زيارة زوجها قدر استطاعتها.

الثبات حتى الممات

حينما نشأت شركة المقاولون العرب التحق عبد الرحمن بها وظل يعمل بها حتى سن التقاعد، ولقد ظل ثابتا على طريق دعوته ومرت المحنة تلو الأخرى وهو ثابت لا يتزحزح وقد بلغ من العمر أرذله، وتوارى عن النظار يعمل في صمت ويشارك إخوانه كل اعماله حتى ابتلاه الله بمرض الشلل النصفي عام 1409هـ الموافق [[1988]]م فأقعده عن الحركة لكنه ظل متواصل مع إخوان حتى زاد الابتلاء عليه ففقد القدرة على النطق وظل كذلك حتى فاضت روحه إلى الله أوائل شهر ذو القعدة عام 1412هـ الموافق 1992م.


الهامش

(1) موقع اتحاد النسابين العرب، بقلم د/ أيمن زعرون، 1/11/ 2009م.

(2) حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية صـ83.

(3) مجلة لواء الإسلام – السنة 42 – العدد 12 – غرة شعبان 1408هـ / 19مارس 1988م – صـ15.

(4) مجلة لواء الإسلام – السنة 42 – العدد 12– غرة شعبان 1408هـ / 19مارس 1988م – صـ27.

(5) مجلة لواء الإسلام – السنة 42 – العدد 12– غرة شعبان 1408هـ / 19مارس 1988م – صـ27.

(6) المرجع السابق

(7) مجلة النذير الأسبوعية – السنة الثانية – العدد 18 – صـ26 – 1جمادى الأولى 1358هـ / 20يونيو 1939م.

(8) عبد الرحمن حسب الله ، مرجع سابق