عامر شماخ يكتب : ماذا قدم الإخوان المسلمون للقضية الفلسطينية 3

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عامر شماخ يكتب : ماذا قدم الإخوان المسلمون للقضية الفلسطينية [3]


لن يأتي.jpg

( 04 يناير 2018)


يعتقد الإخوان المسلمون أن احتلال الصهاينة لفلسطين ليس من نوع الاحتلال الغربى لمعظم بلاد العالم الإسلامى فى القرنين التاسع عشر والعشرين، لكنه احتلال استيطانى عنصرى إرهابى توسعى تحدوه عقيدة وتحمله مزاعم تاريخية.. ومن ثم فهو يسعى إلى الاستيلاء الدائم على الأرض وتفريغها من أهلها بالإرهاب والقتل والتهجير والطرد، وتدمير القرى والمزارع وإحلال يهود العالم محل الفلسطينيين.

ورغم إعلانهم قيام دولتهم سنة 1948 فإنهم لم يحددوا لها حدودًا حتى الآن؛ وذلك لأنهم يسعون لتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات، ويسعون لتدمير المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه.. يقول بن جوريون: «لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل». إنه منذ دنَّست أقدامهم أرضنا لم تعرف المنطقة أمنًا ولا استقرارًا ولا تنمية ولا سلامًا، وإنما هى الحروب بويلاتها أعوام: 48، 56، 67، 82، 2006، 2009، 2014 وكان من نتائجها: التدمير والخراب والقتل وإراقة الدماء والتخلف والاحتلال.

إن المجازر التى اقترفوها ضد أهلنا فى فلسطين مثل دير ياسين وقبية وكفر قاسم وخان يونس وغيرها كثير، والتى قتلوا فيها الشيوخ والأطفال وبقروا بطون الحوامل وهدموا المنازل على ساكنيها، والتى تكررت فى قانا وبيروت وصابرا وشاتيلا فى لبنان وبحر البقر فى مصر، وقتل أسرانا فى حربى 56، 67، ودفن بعضهم أحياء، والتهديد بضرب السد العالى بالقنبلة الذرية، والتآمر على حصتنا فى مياه النيل، وإطلاق فرق التجسس على أسرارنا العسكرية والاقتصادية، والسعى لفصل جنوب السودان عن شماله، وإثارة الفتنة فى دارفور لتمزيق السودان، وتحريض السلطة الفلسطينية على منظمة حماس، والحصار الخانق لقطاع غزة بغية تركيع الفلسطينيين ودفن القضية، إضافة إلى دورهم التحريضى لتدمير العراق واحتلاله وتمزيقه بإثارة النعرات الطائفية ونشر الدمار والخراب بين ربوعه، إضافة للتهديد بالإفناء المتمثل فى ترسانة الأسلحة النووية الضخمة المعلقة فوق رءوسنا.

كل هذا يقطع بأن هؤلاء القوم ليسوا بشرًا طبيعيين ولكنهم وحوش متعطشة للدماء يتطلعون إلى الاستيلاء على ما فى أيدينا والأرض التى تحت أقدامنا. لكل هذا تصدى الإخوان -وبكل قوة- لهذا المشروع العنصرى البغيض، رغم ما نالهم من أذى على أيدى وكلاء الصهاينة من حكام العرب وسلاطينهم.. ويأبى الإخوان سوى فضح هؤلاء وهؤلاء، فى كل زمان ومكان، وفى أوقات السلم والحرب، وفى الداخل والخارج، وفى السر والعلن.

لقد رفض الإخوان مبادرات تسول السلام، ودفعوا ضريبة ذلك منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، ورفضوا المفاوضات الهشة مع الكيان التى تشبه المفاوضات بين الحمل وقطعان الذئاب، ويرفضون الإقرار باغتصاب فلسطين مهما كلفهم ذلك.

وهم لذلك يحشدون الرأى العام المصرى والعربى والإسلامى والعالمى لنصرة إخواننا فى فلسطين، وملاحقة مجرمى الحرب الصهاينة، ويدعون كذلك إلى الأخذ بأسباب القوة السياسية بتحرير الشعوب من الاستبداد، وبتربية أبناء الجماعة وباقى فصائل الأمة على الإيمان والجهاد، ويدعمون المقاومة بكل أشكالها وكسر الحصار عن أرض الرباط. لقد اتُهم الإخوان من قِبل التيارات الوطنية الأخرى باهتمامهم الزائد بفلسطين، من كثرة ما خصصوا لتلك القضية من أنشطة وفعاليات، ولقاءات واجتماعات، ولجان وأقسام.

لكن الإخوان يرون أن الذى وقع على الفلسطينيين وعلى المسجد الأقصى لا يمكن أن يُقبل بأى حال من الأحوال، معتبرين تحرير المسجد الأقصى الأسير ودعم الشعب الفلسطينى بكل أنواع الدعم - واجبًا مقدسًا على المسلمين، شعوبًا وحكومات، من المفترض ألا ينسوه أو يتغافلوا عنه. ولذلك لا يخشى الصهاينة أحدًا سوى الإخوان المسلمين.. وقد وصفوهم عام 2012 بأنهم أخطر على دولتهم من قنبلة إيران النووية إذا نجحوا فى اعتلاء السلطة فى مصر بعد سقوط نظام مبارك.

فقد نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرًا، حذر فيه قادة الموساد، وعلى رأسهم رئيس الموساد الأسبق جنرال شبيتاى شافيت، وقادة عسكريون ومحللون استراتيجيون آخرون، كان منهم د.حاييم آسا الذى عمل مستشارًا سياسيًا لرئيس وزراء إسرائيل الأسبق إسحاق رابين، من خطورة جماعة الإخوان المسلمين فى مصر على أمن إسرائيل، وذلك بسبب طموح الجماعة للوصول إلى حكم مصر وإقامة دولة إسلامية تحكمها الشريعة، ستحاول القضاء على مشروع الدولة اليهودية الصهيونية فى إسرائيل.

ووصف قادة الموساد والخبراء العسكريون والمحللون الاستراتيجيون فى إسرائيل، جماعة الإخوان بأنها ستكون خطرًا على إسرائيل أكثر من القنبلة النووية فى إيران، إذا نجحوا فى اعتلاء السلطة فى مصر، لهذا يجب على إسرائيل أن تراقب الأوضاع جيدًا فى مصر، لأن لا أحد يعرف إلى ماذا ستئول الأمور.

المصدر