عالمة أمريكية: العولمة فشلت خلال 13 عامًا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عالمة أمريكية: العولمة فشلت خلال 13 عامًا

مقدمة

[10/09/2003]

- مليون فقير داخل أمريكا نتيجة العولمة

- الأمريكيون يعتقدون أن العرب"شئ مخيف"!

- نرفض ضرب العراق..وهذه الحرب ليست باسمنا

- على الدول الفقيرة أن تتخذ خطوات لمواجهة العولمة

السيدة "ساسكيا ساسين" أحد أهم علماء الاجتماع الامريكيين، لها اهتمام خاص بقضية العولمة، فهي ترفض العولمة، ولكنها في ذات الوقت تؤكد أنها "واقع يجب أن نتعامل معه بما يعظم من مكاسبنا ويقلل من خسائرنا"، لها عدد من الكتب في هذا المجال منها كتاب" المدينة العالمية" وكتاب" العولمة ومساوئها " وغيرها من الكتب.

نص الحوار

حضرت إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر دولي عن العولمة والعدالة، سألناها عن موقفها من العولمة والحدود بين العام والخاص في كل ثقافة، وموقفها كأمريكية من احتمالات توجية ضربة للعراق، فكان هذا الحوار:

  • سألناها بداية: لماذا انعقاد مؤتمر العولمة بالقاهرة؟
ابتداءً انعقاد مؤتمر عن "العولمة " في القاهرة وبحضور ممثلين عن أكثر من 80 دولة حدث مهم جدًا، فالقاهرة مركز مهم لمنطقة الشرق الأوسط، والعولمة أصبحت قضيةً ملحةًَ تستوجب تبادل الآراء.
ثانيًا: وجودنا بالقاهرة كمهتمين بالعولمة مهم، فنحن نتمنى أن نكون جسرًا أو قناة اتصال بين العالم العربى والغرب، فالعالم العربى الآن بالنسبة للأمريكيين شئ مخيف اقترن بالارهاب، وهذا بالطبع شئ نرفضه، فكل مجتمع له إيجابياته وسلبياته، وأمريكا ذاتها يصدق عليها نفس الشيء.
ثالثًا: قضية الفقر تشغل بالنا بشدة، خاصةً وأن الطبقة الوسطى تتضاءل بالاتجاه نحو الفقر، والفقراء يزدادون فقرًا، وأظن أن وجودنا في القاهرة سيجعلنا قريبين من معرفة آثار العولمة على الأقطار الأخرى غير الغربية.

فرض العولمة بالقوة

  • البعض يرى أن سلوك أمريكا حاليًا تجاه الآخرين هو فرض للعولمة بالقوة أيا كانت النتائج؟
الحقيقة التي لا خلاف عليها هى أن أمريكا القوة رقم واحد في العالم، ولكن ذلك لايجعلنا نستسلم ونقر لها بأن تفعل ما تشاء بسبب تلك القوة، لأنها تريد منا ذلك، وهو أن نقر أنها القوة الأولى وأن نتركها تفعل ما تريد، فالحكومة الأمريكية لها أن تتحدث عن نفسها أنها الأقوى والأفضل، والمطلوب عدم الاستسلام لذلك.
أما الشيء الآخر فهو أن أمريكا بها 50 مليون فقير، والفقر في أمريكا مختلف عن الدول النامية، ولكن الحادث هو أن معظم الطبقى الوسطى الآن أقرب للفقر، فأمريكا القوية جدًا والغنية جدًا بها 50 مليون فقير مما يعنى فشل سياساتها، بل إن ترتيبها في العديد من أوجه التنمية الانسانية متأخر بالنسبة للدول المتقدمة، فهى تحتل المركز رقم 13 في وفيات الأطفال دون الخامسة، معنى ذلك أن العولمة لها أيضا آثارها السلبية على أمريكا أو بمعنى أصح على نسبة كبيرة من سكانها.
ثالثًا: على الطرف الآخر وهو الدول الأخرى غير أمريكا أن تعدل من سياساتها، فلم تفلح 13 عامًا من العولمة في تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات الصحة والتعليم، وسيطرة الدولة أيضا لم تحقق نجاحًا في ذلك، ومع كون العولمة واقعًا مفروضًا الآن، فالمطلوب- كما ذكرت- هو أن تجتهد الدولة في التعامل مع العولمة، فالحل ليس الانسحاب من العولمة وليس الاغراق فيها أيضًا، ولكن يجب أن تضع كل دولة الخطط الكفيلة بإدارة الدخول في العولمة؛ لإحداث نوع من المساواة الاجتماعية من جانب، وحتى لا ينهار اقتصادها من جانب آخر.
والعولمة لها ايجابياتها وسلبياتها، ولكنها أصبحت أمرا واقعًا يجب حسن إدارة التعامل معه؛ لتقليل السلبيات وتعظيم الايجابيات، حتى نحن الذين نقف ضد العولمة نعتبر جزءًا منها بسعينا لأن نشكل تكتلاً عالميًا لمناهضتها، وهى في جانبها الاقتصادي يمكن أن تقوم بإنعاش اقتصادي، ولكن مع جزء من الرقابة على السوق، فنحن نحتاج الى نوع جديد من التنظيمات والآليات لمراقبة السوق وليس السيطرة عليه، فالتنظيمات القديمة التي كانت تحمى الدولة القومية لم نعد بحاجة اليها الآن، مع اعتقادنا بأنه مازال هناك أهمية لدور الحكومة في مواجهة قوة وتصاعد الشركات متعددة الجنسيات، فإسكان الفقراء وتوصيل الطاقة والكهرباء بأسعار مناسبة والرعاية الصحية وتوفير فرص العمل والتمثيل السياسى لهم لن تقوم به قوى السوق التي تسعى للربح، ولكن تحقيق ذلك واجب الحكومة في المقام الأول، حتى لو بالإستدانة.
أما دورنا نحن كمختصين، فهو محاولة تكوين شبكة عالمية للتواصل بين الناشطين والباحثين في أنحاء العالم لتطويع العولمة بما يخدم الفقراء والدول الفقيرة.

دور الدولة

  • بالرغم مما ذكرتيه عن دور الدولة لحماية الفقراء في مواجهة العولمة فإن الواقع يؤكد تراجع هذا الدور؟
بالفعل هذا حقيقي، فمع العولمة والخصخصة يتراجع دور الدولة، ولكن كما ذكرت، يجب على الدول أن تتخذ خطوات إيجابيةً نحو العولمة، ونحو تعزيز دورها أيضًا في المجالات سالفة الذكر، التي لن يستطيع ولن يفعل السوق فيها شيئًا (توفير الصحة والسكن والتعليم وفرص العمل للفقراء)، وذلك لتحقيق العدالة المرجوة على مستوى أوسع، وهذا صعب ولكنه مهم لإعادة تنظيم السوق والخصخصة وترشيدها.
  • ولكن العولمة في جانبها الاقتصادي سيكون لها آثار سلبية للغاية على الشركات المحلية الصغيرة؟
يجب أن تعلم أن الشركات متعددة الجنسيات إن لم يكن عندها الأفضل فلن يتعامل معها أحد ويشترى منتجاتها.
ثانيًا: لو تم ذلك فعلى الحكومات أن تفكر في حل المشكلات الناجمة عن منافسة تلك الشركات للشركات المحلية، وذلك بالطبع سوف يختلف من دولة لأخرى.
ثالثًا: رأس المال الأجنبي أيضًا إذا لم يجد المناخ المناسب للعمل وترك البلاد التي يستثمر فيها، فإن تلك البلاد ستتأثر سلبيًا من الناحية الاقتصادية، إذن فعلى حكومات الدول النامية أن تفكر في سياسات وبرامج تسمح فيها بفتح الأبواب أمام الشركات المتعددة الجنسية، وفي نفس الوقت تحمى الشركات المحلية سواء بتطويرها أو بأي وسيلة أخرى طبقًا لكل دولة.

الخاص والعام

  • في الجانـب الثقافي والقيمى أيضًا.. ما هو الفاصل بين الخاص والعام في ظل العولمة؟
لكي تنجح العولمة بالأساس ويقوى الاقتصاد، يجب أن تملك الدولة مؤسسات اقتصاديةً واجتماعيةً وثقافيةً قويةً، فإذا امتلكت كل ذلك فلا تخشى تغلغل العولمة، ولكن المجتمع والاقتصاد الضعيف إذا دخلت فيه العولمة دمرته.
ثانيا:ً يمكن أن تكون لدينا ثقافة قوية ونصبح جزءاً من العولمة، مع الأخذ في الاعتبار أن الثقافة بها ما هو ثابت وما هو متغير، وهى حية تتغير وتنمو مثل الطفل ولا تقف الثقافة أو تثبت عن حد معين.
ثالثا: لا يوجد تنافر أو اختلاف بين مجتمعات ترتدي فيها المرأة الشادور أو الحجاب، وهذا حقها كثقافة وعقيدة، وبين أن تكون نفس المرأة عالمة كمبيوتر في ذات الوقت، وكون الإنسان ملتزمًا بدينه الإسلامي أو المسيحي لا يمنعه من أن يكون متقدمًا تكنولوجيًا، فهنا العولمة تختص بذلك الجانب الفني والتكنولوجي وليس الشخصي، ولكن من ناحية أخرى فالخصوصية الثقافية لا تعني منع المرأة من الدراسة، والذى أعرفه أن الإسلام لا يمنع المرأة من الدراسة، ولا يمنع ظهور علماء مسلمين لديهم معارف واسعة.
أنا ضدها، وشاركت في أكثر من مسيرة ضد ضرب العراق، وكنت أحد رافعى شعار أن تلك الحرب " ليست باسمنا"، وفي مؤتمر العولمة الأخير بالقاهرة كنت أحد الموقعين على دعوة السلام ورفض الحرب في العرق التي وقع عليها تقريبًا معظم المشاركين فيه.

المصدر