عاكف: أيها الإخوان اطمئنوا فنحن على طريق الجنة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عاكف: أيها الإخوان اطمئنوا فنحن على طريق الجنة


(13-06-2004)

أكَّد فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف على أن "موقف كل الصادقين المخلِصين من أصحاب الفكر والرأي في هذه الأمة هو موقف كريم من جماعة الإخوان المسلمين؛ ولذا فالاحترام متبادلٌ بينهم وبين الإخوان، حتى ولو خالفوهم في الرأي، أما الذين يمدون أيديَهم لأعدائنا وأعداء هذه الأمة بالسؤال، ويمدَّون إلينا أيديَهم بالإساءة والعدوان فلا قيمة لهم عندنا، وهم في النهاية من المهزومين إن شاء الله تعالى".

بهذه الكلمات افتتح المرشد العام كلمتَه في عزاء الشهيد المهندس أكرم زهيري، وقال باعثًا الأملَ في نفوس الآلاف من أبناء الدعوة، الذين توافدوا لحضور عزاء الشهيد: "واجبنا أيها الأحباب ألا يصيبَنا همٌّ ولا حزن، وكما يقول المولى عز وجل (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 139).. اطمأنوا أن الرسالة التي نحملها والدين الذي نعتز به هو رسالتنا في هذه الحياة، وقائدنا إلى الجنة في الآخرة إن شاء الله تعالى.. ليس لنا سواها، فلنحرص أيها الأحباب على الالتزام بمنهج هذه الجماعة؛ حتى نلقى الله إما منتصرين أو شهداء إن شاء الله".

وحول تقييم فضيلة المرشد العام للواقع قال:

"أوجِّه رسالتي هذه إلى النظام، وإلى الأجهزة المتخلِّفة بكل معنى التخلُّف والتي لا تراعي الله عز وجل في عملها، ولا تتقي الله في هذا الشعب.. إننا عندما نتحاور مع العاملين في بعض مؤسسات الدولة نجد عندهم ذات فهمنا ونفس إحساسنا بالوطن وقضاياه، ثم بعد ذلك نجد التصرف الذي ترونه، عجب يفضي إلى عجب، غير أن المتابع المتأمل للموقف يتأكد له أن هناك من يصادر إرادة هذه الأجهزة، وأن هناك من يريدون المحافظة على مصالحهم".

وأكد فضيلته على أن مأساة النظام المصري في أن المصالح هي التي تحرك مكوناته، قائلاً: "لقد سمعت من كثيرين- ممن ينتمون إلى الأحزاب والقوى السياسية- من يقول:

"أنا لا أريد السجن"، بالرغم من أن فهمه للواقع، وتقديره للظروف والأحوال التي يعيشها شعبنا وأمتنا مثل فهمنا وتقديرنا، لكنه يقول "أنا لا أريد السجن"، أما نحن فنقول لهم كما قال الأستاذ مأمون الهضيبي يومًا لأحد المسئولين: "إننا سوف نظل نقول إن الإسلام هو الحل حتى ولو كنا على أعواد المشانق".

وقد بعث فضيلة المرشد رسالةً إلى السيد الرئيس محمد حسني مبارك يقول فيها:

"أنا مشفق على الرئيس من أخطاء بعض رجاله!! وأنا وهو على أبواب الآخرة سنذهب إلى الله ونحتَكِم إليه.. ماذا نقول لرب العالمين عن هذا التخلُّف الذي وصلَت إليه مصر في كل شيء؟! من أول الصفر الرياضي إلى الصفر الاقتصادي.. في كل شيء تخلُّف.. وسيُسأل عنه الرئيس لأنه هو الراعي.. "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".

ولقد بعث الإخوان إليه رسائل مكتوبة، وتكلمنا مع بعض رجاله، من أننا أحرص الناس على أمن مصر واستقرارها، وأننا لا ندخر وسعًا أو جهدًا في سبيل رفعة شأنها، وأنها القاطرة التي تشد العالم العربي والإسلامي، ومع ذلك ها أنتم ترون النتيجة، بعثَوا لنا رسالة.. قبضوا على ستين فردًا، ثم برَّروا ذلك، قائلين: "محمد عاكف تعدَّى الخطوط الحمراء"!!

وتساءل المرشد: هل محمد عاكف هذا إنسان مجهول؟! يمكنك يا سيادة الرئيس أن تبعث إليه، وأن تقول له هذا صحيح وهذا خطأ، أو يجب أن تقف عند هذا أو ذاك!! أعتقد أن هذه الطريقة كانت أنسب من تلك التي تمَّت.. إن أيَّ إنسان- أيًّا كان موقعه وأيًّا كانت منزلته- لا يقبل هذه النوعية من الرسائل.

وأوصى المرشد العام إخوانه في كل مكان قائلاً:

"اعلموا أيها الأحباب أنكم سندُ هذه الأمة، وعليكم الحفاظ عليها بكل ما تستطيعون من قوة وعمل، تنشرون الخير في كل أنحائها، وإيَّاكم إيَّاكم أن تفعلوا شيئًا يؤثر سلبًا على مؤسسات الدولة.. نحن لا نريد فوضى؛ لأن ذلك يعطي الفرصة للمحتلين الغاصبين، لكن كونوا كالبنيان المرصوص حبًّا وقوةً لأنفسكم ولهذا الوطن الحبيب، أذكر كلمةً من أيام ثورة 1919م؛ شعارًا رفعه المصريون.. نموت نموت وتحيا مصر.. فعلاً نحن نموت وتحيا مصر، مصر بدينها وإسلامها ورجالها".

واختتم فضيلة المرشد العام كلمته بالدعاء، سائلاً الله- سبحانه وتعالى- أن يبارك أُخوَّة الإخوان، وأن يجمَعَهم على الحقِّ، وأن ينصر دعوتهم نصرًا عزيزًا، وأن يفتح لها قلوب الناس، كما حيَّا فضيلته الشهيد أكرم زهيري، وشهداء الأمة في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان.

المصدر