عاكف: أمتنا في أمس الحاجة إلى روح بدر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عاكف: أمتنا في أمس الحاجة إلى روح بدر


(28-10-2004)

كتب- محمد الشريف

أكد الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- أن أمتنا اليوم في أمسِّ الحاجة إلى أن تستلهم روح بدر، تلك التي توحَّدت فيها رؤية القيادة والأمة، واتسقت مساراتهم فكانت مسارًا واحدًا، وتعلمنا فيها درس الشورى واحترام إرادة الأمة.

موضحًا أن الشورى في حياة النبي- صلى الله عليه وسلم- وصحابته لم تكن مقتصرةً على أمور الحكم وقضايا السياسة، بل كانت خُلُقًا عامًا، تربى عليه ذلك الجيل الفريد، واستمسك به، وأن النصر في تاريخنا لشديدُ الارتباط بالحرية السياسية، كما أن الهزيمة والنكوص قرين الاستبداد والقهر.

كما أكد على أن القدس وسيناء والجولان وغيرها لم تضِع سنة 1967م إلا في أجواء القهر السياسي، حين استأسد الحاكمون على شعوبهم، وبقي على الشعوب أن تدفع ثمن هذا وذاك من كرامتها ودماء أبنائها، وهو ثمن فادح ثقيل ما كانت ستدفع معشارَه لو أخذت على أيدي ظالميها، واضطَّرتهم إلى لزوم الجادة، وأعادتهم إلى الصواب، وأفاقتهم من نشوة الحكم، وغرور السلطان، وأوقفتهم على حقيقة أمرهم أنهم أجراءُ عند شعوبهم، إن أحسنوا بقَوا، وإن أساءوا عُزلوا.

وقال فضيلته- في رسالته الأسبوعية-: "تأتي ذكرى موقعة بدر الكبرى ونحن أشد ما نكون حاجة إلى الوقوف عندها، وتأمُّل معانيها، وأخْذ الدرس والعظة منها، وتلك وقفةٌ ينبغي أن تقفها الأمة كلها، خاصةً وهي في حال انكسارها وتراجعها، لتستمد من تاريخها نورًا يبدد ظلام حاضرها، ورشدًا لمن ضل منها عن طريقه.

وأضاف أن شعوبنا المسحوقة قهرًا وعسفًا، وطغيانًا وعجزًا، في حاجة إلى أن تتدبر قول ربنا عن الجماعة المؤمنة يوم بدر.. ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (آل عمران: 123)، وقوله عن أصحاب الدعوات على امتداد تاريخ الصراع بين الحق والباطل ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 249)، وتدرك أن النصر من عند الله وحده، يمنحه مَن نصر دينه وأعز دعوته، وأعد عدته، وأجاد التوكل عليه.

وشدد فضيلة المرشد العام على أن جهاد أهلنا في فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير والشيشان وغيرها ليس عدوانًا على أحد، ولا إرهابًا كما يرجف المرجفون، بل هم مَن اعتدى عليهم المجرمون، وأرادوا لهم الخسف والهوان، وفُرض عليكم القتال فرضًا.

وما أحوجنا إلى أن نتأسى اليوم برسولنا وصحبه في تمام التوكل على الله، وحسن الدعاء بين يديه، ودوام الاستغاثة به؛ حتى يتنـزَّل علينا نصره، ويرتفع عنا بلاؤه، كما أننا في حاجة أيضًا إلى إدراك دور كل منا في دعم الجهاد ونصرة إخوانه في ساحات الشرف والابتلاء، بالدعاء وبمقاطعة منتجات العدو وإضعاف اقتصاده، وشل يده عن مقدراتنا وثرواتنا، لعل الله عز وجل يرى فينا خيرًا وصدقًا فينـزل علينا نصره وتمكينه.

المصدر