عاكف: الإخوان لا يعادون الحضارة الغربية والقهر ضد المسلمين سيزول

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عاكف: الإخوان لا يعادون الحضارة الغربية والقهر ضد المسلمين سيزول


(02-06-2006)

كتب- أحمد رمضان

أكد الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- أن الإسلام دينًا وحضارةً يمرُّ حاليًا بمنعطفٍ شديدِ الخطورةِ مع استمرارِ المشروع الاستعماري في فِعْله في مختلفِ أرجاء الأمة العربية والإسلامية، وقال عاكف: إن الفترةَ المقبلةَ يجب أن يُركِّزَ فيها المسلمون كافةً على الإصلاح ومواجهة الاستبداد كبداية لمشوار النهضة المنشودة.

جاء ذلك خلال رسالة فضيلته الأسبوعية والتي حملت هذا الأسبوع عنوان: "الحضارة الغربية.. إلى أين؟!"، وتناول فيها عاكف مجموعةً من قضايا الأمة في الوقت الراهن، ضمن رؤية أكثر شمولاً حول الوضع العالمي العام وما آل إليه من ظلمٍ بفعل سياسات الغرب، وعدم رشادة الفعل الحضاري للحضارة الغربية.

وقال عاكف إنه على خلاف الظلم الإنساني الذي أدَّت إليه التطبيقات والسياسات الغربية على مستوى العالم؛ فإن الإسلام عرف أكمل بنية حضارية عبر مر التاريخ، "فلا يكاد يمضي جيلٌ أو جيلان حتى يكون الإسلام بوتقةً حضاريةً عبقريةً البناء، تنصهر فيها عطاءات العالم".

وعاب فضيلته على المسلمين في الوقت الراهن حالةَ الضعف والتخاذل التي يمرون بها، مع اهتزاز الإسلام في نفوس أتباعه، بالإضافةِ إلى ضغوطِ الخارج ومؤامراتِه، التي تشبه خطًّا زمنيًّا واحدًا، منذ الحملات الصليبية على المشرق العربي والإسلامي في مرحلة ما قبل القرون الوسطى.

وأشار عاكف في رسالته الأسبوعية إلى المظالم التي تجتاح العالم حاليًا، بسبب سياسات الغرب من فقرٍ ومجاعات، إضافة إلى الجرائم التي تُرتكب بحقِّ العرب والمسلمين في كل مكان، ولفت عاكف إلى الدور الذي لعبه ضعف المسلمين الواضح في تردِّي أحوالِهم والسماح للغرب بارتكاب العديد من الفظائع بحقهم.

وفي هذا الصدد قال فضيلته:

"ثم رأى العالمُ كله حديثًا ما فعلَه الصربُ والكرواتُ بمسلمي البوسنة، خمسون ألف امرأة مسلمة تُنْتَهَك أعراضهن على مرأى ومسمع من أوروبا وأمريكا، وحراسة من قوات الأمم المتحدة، ثم تُلقَّح النسوة البائسات بأجنةِ الكلاب!!، إن هؤلاء لا يُلامون وحدَهم، ولا يُبغَضون وحدَهم، بقدر ما ينبغي أن نلومَ أنفسنا ونبغضَ ضعفنا".

وقال عاكف موضحًا في رسالته إن المسلمين- والإخوان من بينهم- لا يقفون موقف العداء من كل حضارة الغرب، بل يعترفون بما قدَّمته للعالم من عطاءٍ ماديٍّ، وتَقَدُّمٍ علميٍّ وتِقَنِيٍّ، ونهضة في آليات الثقافة والفنون، وعلوم السياسة والاجتماع، "بالرغم ما صدرته لنا هذه الحضارة، وما قبلت به حضارة الإسلام".

وذكر عاكف أن الحضارة ليست تقدمًا ماديًّا فحسب، بل هي نتاج تقدم مادي قائمٍ على أسس روحية وأخلاقية رفيعة، وقيم إنسانية نبيلة، وختم فضيلة المرشد العام رسالته بقوله: إن الأمة حاليًا على مشارف مرحلة تاريخية تُذوَى فيها حضارة القهر والاستعباد والقوة الغاشمة والمادة المستكبرة لتفسح المجال لحضارة أكثر عدالةً، وأعظم إنسانيةً، هي حضارة الإسلام.

المصدر