طلاب الريف يواجهون التصنيف الأمني بالجامعات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
طلاب الريف يواجهون التصنيف الأمني بالجامعات لأول مرة.. قرى لإخوانية


طلاب الريف يواجهون التصنيف الأمني.jpg

كتب: محمد مصباح

(24 سبتمبر 2017)

مقدمة

يواجه طلاب الجامعات المغتربين أزمة طاحنة تهدد مستقبلهم التعليمي، حيث تفاجئوا منذ أيام، خلال إنهاء إجراءات قيدهم الجامعي بالتعليمات الأمنية الصارمة باستبعاد قرى ونجوع وكفور بأكملها من السكن في المدن الجامعية بحجة الانتماء للإخوان، ليواجهوا مصيرا لن يخرج عن تحمل تكاليف عالية في السكن الخاص، أو ترك الجامعة نهائيا والتحول إلى العمل بدلا منها والاكتفاء بحضور الامتحانات فقط لعدم القدرة على سداد التكاليف الحكومية الباهظة.

وضمت قائمة الممنوعين من السكن الجامعي كل طلاب دلجا بالمنيا، والعدوة والعزيزية وميت سهيل وسنهوا والسعديين، وتوابعها من الكفور والعزب بالشرقية والميمون ببني سويف، وطلاب شمال سيناء والفيوم.

نماذج

وكشف أحد أوليار الأمور أن إدارة المدينة الجامعية للطالبات بالجيزة قررت من ابنته الطالبة بالفرقة الأولى بجامعة القاهرة من السكن بالمدينة، إثر زعمهم أنها تنتمى لإحدى القرى "الإخوانية".

ولي الأمر -الذي رفض ذكر اسم ابنته، ولا الكلية التي تم القبول بها- أكد أن موظفا مسئولا بالمدينة الجامعية أكد له رفض الإدارة اسم ابنته، بين عشرات الطالبات، وحرمانها من السكن بالمدينة الجامعية للطالبات، مشيرًا إلى أن هناك قائمة أرسلها لهم أمن الجامعة بأسماء القرى والنجوع والكفور التي يحظر على أبنائها من البنين والبنات السكن بأية مدينة جامعية حكومية، خاصة في القاهرة.

وأكد الموظف أنه يُمنع السكن على ابنته وجميع أبناء قريته التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، بجانب قرى أخرى بالمركز نفسه؛ ذكر منها قرى العزيزية وميت سهيل وسنهوا والسعديين، وتوابعها من الكفور والعزب بالمنطقة ذاتها.

وقال "ش. أ" - في تصريحات صحفية

"شعرت حين قال لي الموظف هذا الكلام أنني لست في بلدي مصر، وأن ابنتي لن تكون في أمان أثناء دراستها الجامعية". وتساءل: "كيف ستسكن وحدها وأسرتها بمحافظة أخرى؟ وكيف ستحب ابنتي بلدها أو تزرع الحب في قلب أبنائها لبلد يزدريها؟"!!

عقبات

وتوالت سلسلة العراقيل الجماعية أمام طالبي السكن الجامعي، إذ اشترطت إدارة الجامعات تقديم صحيفة الحالة الجنائية وإجراء تحليل تعاطي المخدرات، إضافة لرفع رسوم المدينة الجامعية للضعف، وتقسيم الوحدات السكنية داخل المدينة إلى سكن استثماري للأغنياء والسكن العادي للفقراء، الذي يعاني من كل أشكال الإهمال.

أما المدينة الجامعية بالأزهر فتعاني من التضييق الأمني الشديد، والاستبعاد لمجرد الاشتباه، والاعتقال لمجرد الشكل أو الزي، أو السير بجانب مظاهرة سابقة. بينما تحولت جامعة الأزهر إلى مصيدة لاعتقال الطلاب المعارضين؛ بسبب تحول الجامعة لثكنة عسكرية تحاصرها قوات الأمن من جميع الجهات.

وتبقى معاناة القادمين من محافظات بعيدة تاركين وراءهم الأهل والأصحاب لأجل الدراسة والالتحاق بكلياتهم لا يجدون مكانًا يأويهم سوى المدن الجامعية، التي يفضلون السكن بها، توفيرًا للنفقات وتيسيرًا على أسرهم.. إلا أن حكومة الانقلاب قررت أن تنغص عليهم عيشتهم في هذا العام.

يقول أحدهم:

"أنا طالب غلبان في مدينة الأمل الجامعية بنين بجامعة المنصورة، لما كنت في سنة أولى كانت مصاريف المدينة 65 جنيهًا في الشهر+50 جنيهًا تأمين بتدفعها أول السنة وتأخدها عند مغادرتك. وفي نصف السنة الثانية للدراسة، صدر قرار أن تكون المدينة مجانية لمدة شهرين تقريبًا، وفي آخر العام أصبحت 100 جنيه".

ويضيف:

"وارتفعت في السنة الثالتة لتصل تكاليف الإقامة في المدينة الطلابية 165 جنيهًا، والسنة دي بقت ٣٥٠ جنيهًا ليه يا رئيس الجامعة؟ ليه يا رئيس المدن الجامعية؟".

من جهتها تبرر سلطات الانقلاب رفع أجرة السكن في المدن الجامعية هذا العام، بأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأيضا المرافق من الكهرباء والمياه جعل الوزارة تفضل أن يتحمل الطالب تلك الأعباء المالية، مما استدعى زيادة أسعار السكن إلى ٣٥٠ جنيهًا.

وعلى عكس معاناة الطلاب في الحياة المدنية، يفرق نظام الانقلاب العسكري بين ما يمنحه للطالب الملتحق بالكليات العسكرية والشرطة من مزايا وحوافز تشجيعية، وبين حرمان الطالب الذي من المفترض أن يتخرج طبيبا ومهندسا ومحاميا وصيدليا ومدرسا.

ويتمتع طلبة الكليات العسكرية (بنين وبنات) بمميزات عديدة كلها مجانية:

  • الإقامة الكاملة "سكن – تغذية – ملبس".
  • الرعاية الطبية الكاملة المتقدمة وتقوم بها مستشفى الكليات العسكرية ومستشفيات القوات المسلحة.
  • مزاولة الأنشطة الرياضية والعلمية لتنمية مهارات الطالب.
  • ممارسة النشاط الرياضي في جميع الألعاب والسماح للطلبة البارزين رياضيًا الذين يمثلون الأندية والمنتخبات القومية بالخروج للاشتراك مع فرقهم.
  • الاشتراك في مشروع إسكان القوات المسلحة بما يحقق لك الحصول على مسكن مناسب بعد التخرج.
  • الاستفادة من مشروع جهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة (تموين ومواد غذائية بأسعار رمزية).
  • يمنح الطالب مصروف جيب رمزي أثناء الدراسة.
  • وبالنسبة لطلبة السنة الرابعة بالكلية الفنية العسكرية وكلية الطب يمنحون راتبا كاملا.
  • بالنسبة للطلبة خريجي الجامعات والمعاهد العليا يمنحون مرتبا شهريا كاملا.
  • يمنح من يتوفى أو يصاب بعجز كلى أو جزئي من الطلاب أثناء فترة الدراسة تعويضات مجزية ومعاش دائم.

المصدر