طلاب الإخوان بوضوح

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
طلاب الإخوان .. بوضوح

من إعداد: طلاب الاخوان المسلمون


المقدمة

"الشباب قديمًا وحديثًا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها" ، لذا كان مشروعا دوما للمهتمين والمتخصصين أن يتساءلوا ويبحثوا كيف يفكر الشباب فى جماعة ضخمة مؤثرة فاعلة كجماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن هذا التساؤل والبحث فقط من قبيل استشراف مستقبل الجماعة عبر قراءة أفكار شبابها اليوم قادتها فى الغد القريب، ولكن أيضا كان هذا الاهتمام بفكر الشباب لأنهم مرآة حقيقية لا تجيد التجمل لأفكار هذه الجماعة بنفوسهم النقية وعواطفهم الجياشة القوية.

ولما كانت قدرات ومهارات الشباب دوما مختلفة ففى الوقت الذى يستطيع البعض فيه التعبير عن أفكاره بكلمات واضحة وعبارات مرسلة يعجز البعض عن أن يستخدم من الكلمات ما يناسب المقال والمقام، والوقت الذى قد يتاح لبعضهم لطرح فكرته ورأيه قد لا يتاح للآخرين، مما دفعنا لنقدم هذا الإصدار ليكون نافذة على فكر جماعة الإخوان المسلمين بمشروعها الإسلامى الحضارى الوسطى عبر عرض أفكار شبابها ومواقفهم ورؤاهم للقضايا المختلفة، تلك الأفكار التى تشربوها فى أحضان جماعتهم وفى جلسات أسرهم ومارسوها فى لقاءاتهم وأعمالهم.

إصدار سنحاول فيه أن نطرح كل ما يمكن أن يتم التساؤل والبحث عنه فى ضمير ونفوس شباب الجماعة، نقدم الإجابات والمواقف بأمانة كما نعيشها ونؤمن بها حتى وإن كانت تختلف مع الآخرين فلقد تعلمنا من ديننا وجماعتنا أن اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية وأن علينا أن نتقبل وجود الآخر واختلافه معنا فى الرأى والفكر والممارسة بل والعقيدة، كما تعلمنا أن نعرض أفكارنا دون تلون أو مداهنة بكل أدب وصدر رحب لسماع النقد والنصيحة والتوجيه، ما دامت هناك غاية واحدة تجمعنا مع مخالفينا تلتقى فى حب الوطن والسعى لرفعته وعزته.

نقدم هذه الإجابات فى صورة برقيات سريعة وكلمات مختصرة ومعبرة مصحوبة ما أمكن بأدلة عملية وممارسات واقعية تثبت الفكرة وتدعمها. ونستسمح من يقرأ هذا الإصدار أن لا يقرأه على إنه وثيقة سياسية، فهو فى حقيقته ليس كذلك بل هى سطور تعبر عن حقيقة فهمنا وأفكارنا بكل وضوح وكما نعيشها ونتنفسها، لذا قد يغلب فى حين عليها الطابع الأدبى العاطفى، وفى أحايين أخرى قد يغلفها الأسلوب العلمى والأرقام والإحصاءات، فى حين قد نستخدم الفتاوى والشواهد القرآنية والحديث وفى أماكن أخرى قد نستدل بالمواقف والأقوال والتاريخ.

ولايعنى تقديم هذه الوريقات أن شباب الإخوان إنما يتم قولبتهم على نمط واحد، ويتم جبرهم على فكر محدد، ولكن بداهة هناك لأى تجمع بشرى مساحة واسعة من الاتفاق ارتضوها واجتمعوا عليها تلتقى فى الثوابت والاساسيات والهم والحلم الواحد، وتجاورها مساحات أخرى من الاختلاف فى الفروع والتفصيلات، ويقدم هذا الإصدار المساحة المشتركة من تلك الأفكار والقضايا وتبقى لأفرادها خصوصية الفكر فيما عداها من تفصيلات.

آملين أن يكون هذا الإصدار هدية مقبولة من شباب الإخوان للزملاء والأصدقاء من أقرانهم فى ذات العمر ليعرفوا كيف نفكر وبماذا نحلم وليمدوا أيديهم إلى أيدينا ويقبلوا بسواعدنا مع سواعدهم فى بناء هذا الوطن حاضره ومستقبله.

وأن يكون كتابا مفتوحا أمام أساتذتنا وآبائنا والمفكرين والباحثين والسائلين والدارسين ليعرفوا كيف نفكر.

وأن يكون سطرا فى كتاب تاريخ جماعة الإخوان الحافل، ووريقات تضاف إلى مواثيقها وأدبياتها.

وأن يكون مرجعا لإخواننا وأخواتنا من شباب هذه الجماعة لترتيب الأفكار ومادة تعينهم على تقديم فكرتهم ومشروعهم الإسلامى بصورته الصحيحة المشرقة المضيئة.

وأن يكون رسالة رمزية لوطننا الحبيب مصر يقدمها قلب شباب نابض يبذل روحه ونفسه عن طيب خاطر فداء لهذا الوطن وثمنا لعزه وكرامته.

طلاب الإخوان المسلمين

القسم الأول: طلاب الإخوان .. من هم؟!

الباب الأول: كيف نشأ قسم الطلاب بجماعة الإخوان المسلمين

في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي قام خمسة من الطلبة الذين كانت قلوبهم تحترق غيرة على الإسلام وحسرة على حال الأمة بدافع ذاتي –وهم محمد عبد الحميد أحمد (كلية الآداب)، إبراهيم أبو النجا الجزار (كلية الطب)، أحمد مصطفى (مدرسة التجارة العليا)، محمد جمال الفندي (كلية العلوم)، محمد رشاد الهواري (كلية الحقوق)، محمد صبري (الزراعة العليا)- بتكوين رابطة أطلقوا عليها "شباب الإسلام" وحاولوا الاتصال بالشخصيات الإسلامية والوطنية ليستنيروا برأيها ويهتدوا بأفكارها وينتفعوا بتوجيهاتها. فتوجهوا للشيخ طنطاوي جوهري رئيس تحرير مجلة الإخوان المسلمين في أكتوبر من عام 1933 م الذي رحب بهم واكبر فيهم هذه الهمة العالية، وهذه الروح الواثبة خاصة أنهم من كليات ليست أزهرية، وقال لهم: " إذًا فقد بدأ عصر جديد ولاحت نهضة جديدة وطلع فجر منشود.. ثم أضاف قوله: لا تستصغروا أنفسكم يا أبنائي فإنكم قوة لو استقامت لأقامت الدولة وأقعدتها، وإنكم شعلة لو أضرمت لأحرقت وأنارت، وما دمتم قد عرفتم الإسلام ووفقتم إلى الدعوة إليه والعمل له فقد عرفتم الطريق، وآن لمصر أن تتطور، وآن للشعب أن ينهض"

وكان الإمام البنا في زيارة للإسكندرية لفتح شعبة فاتصل به الشيح طنطاوي يزف إليه تحقق الحلم الذي حلم به كثيرا وهو أن طلبة الجامعات قد التحقوا بركب الدعوة كأول خطوة في التغيير القوي. وعاد الإمام البنا ليلتقي بهؤلاء الطلبة الخمسة ويضع خطة وإستراتيجية لكيفية تغيير نفوس الطلبة لتصبح صافية نقية تعمل لرفعة شأن الأمة فبايعوه على العمل للإسلام، وقد اختار هؤلاء الأخوة الأخ محمد عبد الحميد مسئولاً عنهم.

وقد نوهت مجلة الإخوان المسلمين عن انضمام هذه المجموعة من الطلاب للدعوة تحت عنوان: "هيئة الإخوان المسلمين بالمدارس العليا": "مبادئ الإخوان المسلمين قويمة سهلة الفهم، ولكنها تتطلب إخلاصًا وعملاً، إنها ترمي إلى شيء واحد هو "تكوين الخلق الإسلامي الصحيح في الأمة تكوينًا صالحًا"، وتعتمد في ذلك على وسيلة واحدة هي "الحب والإخاء والتعارف التي تنتج حسن الأسوة وإصلاح النفس"، والأمة في نهضتها الحديثة أحوج ما تكون إلى مثل هذا المسلك القويم.

وكان من أثر الطلاب أن استطاعوا أن يرفعوا الآذان في الجامعة، وأن يقيموا فيها مساجد لتؤدى الصلوات جهارا حتى زاد عدد المصلين، كما نشط طلبة الجامعة في نشر الدعوة في ربوع البلاد فكانت قوافل الدعوة من الطلبة تذهب إلى البلاد لتوصل لها الدعوة، وكان الناس يعجبون لهؤلاء الطلبة الأفندية الذين يجيدون التحدث في أمور الدين فيقبلون على الدعوة.

وفي 20 من فبراير 1938 م عُقد أول مؤتمر لطلبة الإخوان المسلمين في مقر المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين بالقاهرة. واتخذ الطلاب الترتيبات الكفيلة بأن يكون مؤتمرهم في مستوى جلال الدعوة التي ينتسبون إليها وأن يأتي بالثمار المرجوة منه بتوفيق الله. فأعلنوا عنه في الصحف والجرائد اليومية، وطبعوا بطاقات للدعوة إليه، ووجهوا الدعوة إلى الصحفيين والمصورين ورؤساء الجمعيات الإسلامية وأساتذة الجامعة والمهتمين بالقضايا الإسلامية للحضور حتى احتشدت قاعة جمعية الشبان العامة للمحاضرات بالآلاف من الطلاب والأساتذة.

وبذلك تحقق جزء من حلم الإمام البنا مع هؤلاء الشباب عندما قال فيهم:" أيها الشباب: إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفَّر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها، وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة من: الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب؛ لأن أساس الإيمان القلب الذكي، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب".

وترسم اللائحة العامة لقسم الطلاب والتي وضعت عام 1944 م الملامح الرئيسية للقسم إذ تتحدث المادة الأولى منها عن أغراض القسم فتنص على:

" تتلخص مهمة قسم الطلاب بالمركز العام لجماعات الإخوان المسلمين والفروع فى مختلف الأقطار الإسلامية فيما يلى:

‌'أ-تغيير الاتجاه الثقافي العام لينهل الطلاب من معين الثقافات الإسلامية مع الانتفاع بما يناسبها، ولا يتعارض معها من الثقافات.

‌ب-بث الروح الإسلامية بكامل معانيها فى وسط الشباب، وتهيئتهم لحمل عبء الدعوة الإسلامية الشاملة، وإيقاد مشعلها فى الخافقين.

‌ج-تكوين الشاب المسلم الكامل، فالأسرة المسلمة، فالدولة المسلمة، فالعالم المسلم؛ حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله.

‌د-العمل على تحقيق دعوة الإخوان المسلمين من جميع نواحيها."

بينما تحدد المادة الثانية الوسائل التي يتبعها الطلاب لتحقيق هذه الهداف فتنص على:

" يسلك قسم الطلاب لتحقيق هذه الأغراض سبيل العمل المنتج، مقتديًا فى ذلك بالمنهج المرسوم للإخوان المسلمين، واضعًا نصب عينيه قول الله تعالى: "ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" "

الباب الثاني: جهود قسم طلبة الإخوان في المجتمع

أولى الإمام البنا رحمه الله قسم الطلبة داخل جماعة الإخوان المسلمين عناية خاصة؛ بسبب حيوية هذه المرحلة وقدرتها على إحداث التغيير داخل المجتمع. وكان من اهتمام الإمام البنا بالطلاب أن جعل لهم يومًا في الأسبوع، وكان الطلاب يحرصون على حضور محاضرات الإمام الشهيد ويدعون من يتوسمون فيه الخير من زملائهم الطلاب للحضور، فكان العدد يزداد كل مرة عن التي سبقتها، وكان طلاب الإخوان يحرصون على التعرف على الطلبة الجدد ويوثقون علاقتهم بهم.

وقد قام هؤلاء الطلاب بدورهم في حمل فكر الإخوان ومبادئهم؛ ليصلوا بها إلى كل الطلبة في جامعة الملك فؤاد والأزهر الشريف وغيرهما من الجامعات والمدارس، وليُعَرِّفوا جموع الطلبة المعاني السامية للإسلام، وأنه شامل لكل مجالات الحياة، كما عملوا على بث الروح الإسلامية بكامل معانيها فى وسط الشباب، وتهيئتهم لحمل عبء الدعوة الإسلامية الشاملة، وذلك عن طريق الخُطَب والمؤتمرات والدخول في الاتحادات الطلابية وغيرها.

يقول الأستاذ جمعة أمين: "وقد شارك الطلاب في مختلف أنشطة الجماعة، وكان لهم ممثلون فيها، فقد مثل الأخ محمد عبد الحميد شعبة الطلاب في مجلس شورى الإخوان الثاني، كما كان للطلاب ممثل في مكتب الإرشاد، وكان ممثلهم في تلك الفترة الأخ محمد أفندي صالح مبارك الطالب بدار العلوم، كما كان للطلاب ركن ثابت في جريدة الإخوان يعلنون فيه عن آرائهم، ويشاركون به في نشر الدعوة ونشر الوعي بين أوساط الإخوان، ويكتبون فيه في شتى المجالات تحت عنوان: قسم الطلبة".


1- نشاط الطلبة دعويًّا

وضع الطلبة إستراتيجية أمامهم وهي نشر الفكرة وسط جموع الطلبة، بل وسط جموع المجتمع، فما أن حل صيف 1936م حتى انطلق الطلبة فى البلاد ينشرون دعوة الإخوان بشكل جميل، ووجد الناس في هؤلاء الطلبة نموذجًا يقتدى به، خاصة أنهم وجدوا فيهم الصدق ولباقة الحديث وحسن الخلق في ظل أنهم يرتدون الطربوش و"البدل" على غير المألوف من أن يقوم بهذا العمل المشايخ والأزهريون. كما نشط الطلاب فى توزيع مجلة الإخوان على الناس وتوصيلها لهم بما تحمل من كتابات كبار الإخوان وعلمائهم.

كما عمل طلاب الإخوان على إنشاء الجمعيات، مثلما حدث فى كلية العلوم: قام طلاب الإخوان بالكلية فى عام 1942 م بتأليف جمعية لإحياء الثقافة الإسلامية، وأسندوا لعميد الكلية منصب الرئيس الشرفي، وكان الأستاذ مصطفى مشهور أمين الصندوق، وفي كلية الحقوق من نفس العام تشكلت جمعية الثقافة، وكان المشرف على نشاطها الدكتور عثمان خليل عثمان .

ومن الجهود التي تذكر أنهم أحيوا العبادات فى الكليات ،فقد كانت الصلوات لا تقام، ومن يصلي كان يصلي على استحياء خوفًا من استهزاء الناس أو وصفه بالرجعي، حتى قام طلبة الإخوان بالصلاة في كلياتهم، فما أن رآهم الطلبة حتى تشجعوا على الوقوف خلفهم صفوفًا للصلاة، ثم جاءت الخطوة التالية بأن وقف أحد طلبة الإخوان ورفع الآذان بشجاعة وقوة، فأحدث في نفوس الطلبة أثرًا وسارعوا للصلاة، حتى إذا ضاق بهم المكان سارع الإخوان بالعمل على تخصيص أماكن للصلاة بالكليات.

وقد حرص طلبة الإخوان على التصدي لكل ما يخالف الشرع بالحسنى، وبطريقة تجعل الناس تُقبل على المعروف وتبتعد عن المنكر، ومما جاء في كتاب (أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين) أن طلاب الإخوان اعترضوا على ما قرره قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب من تدريس كتب لـ"برنارد شو" يطعن فيها في الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدموا مذكرة لعميد كلية الآداب الدكتور طه حسين، وقد رفض الدكتور طه حسين حذف تلك الكتب؛ مما أثار الطلاب، فشنوا عليه حملة صحفية قوية، وقد نتج عنها الوعد بإلغاء تلك الكتب، ولما لم تُوفِ الوزارة بوعدها قام الطلاب بمظاهرات كبرى بالجامعة المصرية والأزهرية، كما عمت جميع المدارس الثانوية والفنية؛ مما أدى إلى إلغاء هذه الكتب.

ولم يقتصر نشاطهم على التصدي للفساد بالحسنى، بل عملوا على إحياء المناسبات الإسلامية، مثلما حدث في المدرسة السعيدية حينما احتفلوا بالمولد النبوي الشريف، وكان هذا الحفل تحت إشراف ناظر المدرسة، وحضره الأستاذ حسن البنا، وتحدث مع الطلاب، كما عملوا على كفالة الطلبة الفقراء والمغتربين وتوفير سبل المعيشة لهم.

ولم يقتصر نشاط طلبة الإخوان على ذلك بل كان الكثير منهم من المتفوقين في دراستهم، فلم يعقهم العمل الدعوي داخل الجامعة عن التفوق الدراسي، فقد كان من أوائل الكليات الأستاذ محمود أبو السعود في التجارة، وتوفيق الشاوي وعبد المنعم الصدة في الحقوق، وعبد العزيز كامل في الآداب، وغيرهم الكثير، بل عملوا أيضًا على مساعدة الطلاب غير القادرين دراسيًّا بالشرح لهم، وعمل مجموعات تقوية.


2- العمل السياسي

كان طلاب الإخوان نموذجًا ثريًّا في السياسة كما كانوا في العمل الاجتماعي والدعوي، ففي الجامعات والمعاهد الأزهرية نشط الإخوان فحركوا المظاهرات، وطالبوا بجلاء الإنجليز عن مصر، كما اهتموا بقضايا الأزهر، مثل تحسين مستوى خريجي الأزهر، والمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية.

وفي مظاهرة كوبري عباس الشهيرة التي وقعت في 9 فبراير 1946 م تحركت جموع الطلبة من الحرم الجامعي في مظاهرة سلمية متجهين إلى سراي عابدين لرفع شكواهم والمطالبة بالجلاء ووحدة وادي النيل، غير أن رجال الشرطة اعترضوا طريقهم وحاصروهم فوق الكوبري، واعتدوا عليهم بالعصي، حتى اضطر بعض الطلبة إلى الإلقاء بأنفسهم في النيل هربًا من هذا الاعتداء الوحشي، وهو ما أدى إلى استقالة النقراشي باشا ووزارته.

وقد تم حبس مصطفى مؤمن هو ومجموعة من الطلبة بمناسبة حوادث الجامعة؛ حيث أقام الطلاب اجتماعًا على هيئة مؤتمر في قاعة الاحتفالات الكبرى، ندد الخطباء فيه بالاحتلال، ودعوا إلى مقاومته ورفض مشروع صدقي- بيفن. ولعل من أبرز الحوادث التي تصور نضال طلاب الإخوان المسلمين السياسي لتحقيق الجلاء هي المظاهرة التي قام بها مصطفى مؤمن في الأمم المتحدة يوم 22 من أغسطس 1947 م، وهو اليوم المخصص لعرض قضية مصر في الأمم المتحدة، ويروي مراسل جريدة المصري هذه الحادثة: ".. فإن الأستاذ مصطفى مؤمن ما كاد يرى النقراشي باشا يحتل مكانه المعتاد، ليلقي بيانه حتى خرج من مكان المتفرجين إلى مكان الأعضاء والسكرتيرين، فطلب الرئيس منه أن يلزم النظام، ثم دعا الحراس لإخراجه من قاعة المجلس، وقد علمت أن الأستاذ مؤمن كان يريد أن يخطب في أعضاء المجلس باسم الشعب المصري.

وجاء في الكلمة التي استطاع إلقائها ما يلي: سيدي الرئيس، أتقدم إليكم باسم جميع شعوب الشرق الأوسط، وبالنيابة عن الإخوان المسلمين، نحن نطالب أن تعامل قضيتنا بالعدالة التي أصبحت جديرة بها، فإذا لم يحدث ذلك فإن ألوفًا من الناس سيبذلون حياتهم رخيصةً في الكفاح من أجل حرية بلادهم.

ثم قال وهو يلوح بأوراق معه: ونحن نطالب بالحرية، ولكن حارسين من حراس هيئة الأمم المتحدة الذين يرتدون ملابس رسمية زرقاء اللون يصحبهما ضباط الأمن أخرجوه من القاعة، ولكنه ظل يخطب بصوت عالٍ حتى خرج، فساد الذهول أعضاء المجلس، وكانت أنظارهم تتجه إلى المكان الذي خرج منه، بعد أن قام بأول مظاهرة شعبية ساخنة في ساحة المجلس؛ ليذكر أعضاءه بالحقوق المهضومة التي يسكتون على هضمها وهم مرتاحو الضمير، كأنهم يقبرون الحريات ويقتلون حقوق الأمم.

وبعد أن خرج الأستاذ مصطفى مؤمن من الجلسة، تبعه بعض مندوبي الصحف إلى قاعة الصحافة الواقعة خلف قاعة مجلس الأمن مباشرة، فخطب فيهم قائلاً: "أيها السادة، أريد أن أكرر عليكم ما أبلغته لمجلس الأمن قبل مناقشة المسألة المصرية اليوم، فإني أعلن أولاً أن استئناف المفاوضات سيلقى مقاومة شعب وادي النيل بأسره، وأعلن ثانية أن فصم عرى وحدة وادي النيل ستضر السلام العالمي، وأعلن ثالثًا أن الدول الكبرى تسعى إلى مصالحها الاستعمارية دون النظر إلى مصالح الأمم المهضومة."

وبرغم الأوضاع التي كانت تعيش فيها البلاد لم يغفل الطلبة قضية فلسطين التي كانت تحاك ضدها المؤامرات, فتطوعوا وكونوا اللجان, وجمعوا التبرعات, وطافوا بمكبرات الصوت يهيبون بالشعب كي يساهم بنصيبه في الجهاد.

الباب الثالث: طلاب الإخوان في ميادين الجهاد

لم يتوقف دور طلبة الإخوان في الحياة السياسية على التعريف بالقضية الوطنية داخل المجتمع، والتصدي للمحتل في المظاهرات وفي المحافل السياسية، بل حينما أتت ساعة التصدي له بسلاح المقاومة كانوا أول الصفوف ليترجموا ما تربوا عليه عمليا وليحققوا شعار والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمي أمانينا.


1- الطلبة وحرب فلسطين

لم يشترك كثير من طلبة الإخوان في هذه الحرب بسبب الشروط التي وضعها الإمام البنا ومنها عدم قبول أي طالب يدرس في صفوف المجاهدين بسبب صغر سنهم أو حتى ينتهوا من دراستهم، ولذا كانت أعداد المشاركين منهم قليلةً.

غير أنهم تفاعلوا مع القضية بالاشتراك في المظاهرات التي تدعوا لفتح باب الجهاد للتصدي للمخططات الصهيونية في فلسطين، ومنها المظاهرة الكبرى التي دعا لها الإخوان المسلمين خاصة بعد قرار مجلس الأمن بتقسيم فلسطين إلى دولتين، وهي المظاهرة التي شارك فيها آلاف من الطلبة في 15 ديسمبر 1947م، حيث اشترك فيها طلبة الأزهر والجامعات والمدارس وتجمعت في ميدان الأوبرا وخطب فيها السيد رياض الصلح – رئيس وزراء لبنان-والأمير فيصل بن عبدالعزيز والمرشد العام للإخوان المسلمين وغيرهم من القادة.

كما شارك بعض طلبة الإخوان المسلمين في جمع الأسلحة من مخلفات الحرب العالمية وإعدادها ودفعها إلى اللجنة العليا لنصرة فلسطين والتي كان يرأسها مفتي فلسطين أمين الحسيني.

وقد بلغت الهمة ببعض طلاب الإخوان أن تحايلوا ليتمكنوا من الذهاب إلى أرض الجهاد بفلسطين منهم عبد الرحمن البنان الذي ذهب للإمام البنا يستأذنه في الالتحاق بركب المجاهدين غير أنه رفض ذهابه فتحايل وسافر وحده إلى فلسطين، ودخل معسكر المجاهدين واستطاع التدريب معهم بعد موافقة قائد المعسكر على إلحاقه.

كما اشترك الطالب عمر شاهين في معسكرات التدريب بالهايكستب؛ انتظارًا للسفر إلى فلسطين للمشاركة في الجهاد هناك، وعلى الرغم من أنه لم يكن قد بلغ السابعة عشرة، إلا أن نشاطه وحيويته وإقباله على التدريب واستعداده النفسي، كان له خير شفيع عند قادته. ولكن ألح عليه بعض الإخوان أن يعود إلى القاهرة لمواصلة الدراسة - فقد كان طالبًا بالمرحلة الثانوية حينذاك - ثم يفسح له مجال المشاركة الجهادية بعد ذلك، وكان لهم حوار ونقاش طويل مع "عمر" فاضطره لموافقتهم.


2- الطلبة وحرب القنال

ما أن أعلن النحاس باشا إلغاء معاهدة 1936 م وطالب بالتصدي للانجليز حتى اندفع الإخوان وعلى رأسهم طلبتهم يوجهون الضربات للمحتل الانجليزي، في كل مكان خاصة أماكن تمركزه في القنال.

يقول الأستاذ حسن دوح:" لقد بدأ تدبير المعركة قسم الطلبة داخل الإخوان المسلمين ثم اشترك معهم النظام الخاص بقيادة الشهيد يوسف طلعت، كما اشترك قسم الوحدات تحت قيادة الأستاذ صلاح شادي، وتولى قيادة المعركة من الإخوان الأستاذ محمود عبده وكامل الشريف، ويوسف طلعت".

ويقول الدكتور يوسف القرضاوي في مذكراته: "فقد تنادى شباب الجامعات في مصر بضرورة مقاومة الإنجليز، وإقلاق مضاجعهم، حتى يفقدوا الإحساس بالأمان، ولا يجدوا سبيلا لأمنهم غير الرحيل، والعودة من حيث جاءوا، ولا يجوز لشعب مصر أن يستسلم للاحتلال ويعتبر وجوده أمرا عاديا، علينا ألا نرضى به بوصفه جزءا من الواقع، وبهذا يعيش بين ظهرانينا آمنا قرير العين.

تجاوبت هذه الصيحات، وقامت معسكرات التدريب في الجامعات، وكان الإخوان هم قادة هذه المسيرة، وموقدي هذه الشعلة، ومحركي الشعب للتفاعل مع هذا النداء، مستفيدين من جو الحرية، الذي توافر إلى حد كبير في ظل حكومة الوفد.

لقد انطلقت جموع طلاب الجامعات بالتدريب على قتال الإنجليز؛ فكانت جامعة عين شمس مكانًا رحبًا لتدريب الفدائيين، وكان يقوم على هذه المهمة الأستاذ محمد مهدي عاكف، كما تسابقت جامعة فؤاد الأول بتخريج دفعة من الفدائيين الإخوان.

وقد أقمنا نحن طلاب الأزهر معسكرا لشباب الأزهر بجوار الجامع الأزهر هناك، وفي جوار قاعة الإمام محمد عبده وكلية الشريعة، واختار الإخوة الأخ محمد عبد العزيز خالد قائدا للمعسكر وبجواره الصفطاوي والعسال وعلي عبد الحليم وغيرهم، وقد استحوذ المعسكر على نشاطنا في تلك الآونة، نتدرب فيه على استخدام ما تيسر من الأسلحة، كما نعنى بالتربية الإيمانية، فهي نبع القوة المعنوية، ولهذا كان المعسكر يشتمل –مع التدريب العسكري والرياضي- على دروس توجيهية تنمي معاني الإيمان والرغبة في الجهاد، وحياة الخشونة والجندية، القائمة على الطاعة واحترام النظام."

سافرت كتيبة الجامعة الأولى صباح 9 نوفمبر 1951 ووصلت إلى مركز فاقوس شرقية لمكان مملوك للمرحوم إبراهيم نجم مسئول الإخوان بفاقوس، وبعد استكمال التدريب وزعت الكتيبة على عدة مواقع في بلدة القرين، وأبو حماد والتل الكبير وفي الأسبوع الثاني من يناير 1952م وقعت أعنف معركة ضد الإنجليز، والتي حقق فيها طلاب الجامعة من الإخوان المسلمين أروع الانتصارات، واستشهد فيها بطلان من أبطال الإخوان المسلمين هما الشهيد أحمد المنيسي، والشهيد عمر شاهين. وكان يومًا خالدًا في تاريخ مصر وهي تودع شهيدها الشاب الطالب عمر شاهين، وكانت جنازته قد امتدت حوالي ثلاثة كيلومترات، وضمت ربع مليون مشيع تقريبًا في مشهد رهيب يتقدم الصفوف كبار رجال الدولة وأساتذة الجامعة والطلبة والطالبات، وفي ميدان الأوبرا بكت الأمة وهي تودع ابنها البار، وكان مدير الجامعة والمرشد العام الأستاذ حسن الهضيبي يتنافسان على حمل الجثمان الطاهر وفي نفس الوقت كانت مدينة فاقوس تودع شهيدها أحمد المنيسي.

كما استشهد عدد من طلاب الإخوان وهم: الشهيدان محمد أحمد اللبان ومحمود عبد الله عبد ربه من طلبة الإخوان بالإسماعيلية (أثناء هجوم الإنجليز على الإسماعيلية)، والشهيد خالد أحمد الذكري من طلبة الإخوان بالإسكندرية والشهيد عادل غانم.

وفي أحد العمليات الفدائية قام الطالب عبدالرحمن البنان بنسف القطار الانجليزي القطار القادم من بورسعيد إلى الإسماعيلية، حيث ارتدى زي عامل سكة حديد وكمن للقطار في مكان قريب، بعد أن زرع الإخوان اللغم وتم توصيل الأسلاك بين اللغم وبين مكان اختباء عبدالرحمن البنان، حيث اختار له إخوانه مكان يبعد عن مكان الانفجار بحوالي مائتين متر، غير أنه لكي يطمئن أن اللغم سينفجر قرب المسافة إلى ما يقرب من خمسين مترا، وجلس يتربص للقطار وما كاد أن يراه حتى ضغط على زر التفجير فطار القطار وطارت الجثث وتحول إلى ركام وانقلبت الدبابات المحملة، وسرعان ما انتشر الجنود الإنجليز بحثا عن منفذ المهمة غير أنهم لم يعثروا عليه وعاد إلى إخوانه سالما غانما فرحا بهذا النصر العظيم، وقد تعطل الخط لمدة 15 يوم واستمرت سيارات الإسعاف تنقل الجثث.


3- الطلبة وثورة يوليو

لقد اشترك الإخوان جميعا في ثورة يوليو وعلى رأسهم الطلبة بحكم أنهم القوة الضاربة فقد قاموا بتأمين المنشآت المدنية والإعداد للتصدي للانجليز في حالة تحركهم من القنال نحو القاهرة لنجدة الملك فاروق، يقول الدكتور القرضاوي:"وقد طُلب منا نحن الإخوان أن نحرس المنشآت الأجنبية من احتمال تحرك أي أيد مخربة، تحاول أن تصطاد في الماء العكر، والوضع حساس لا يحتمل وقوع أي حادث يكدر صفو الأمن، ويظهر وجود معارضة للانقلاب".

غير أن الخلاف ظهر بين الإخوان وقادة الثورة، ووضح ذلك جليا بعد تصادم طلبة الإخوان بطلبة هيئة التحرير في جامعة القاهرة، خاصة بعدما حدث في يوم 12 يناير 1954م فاحتشد الإخوان وطلابهم في جامعة القاهرة للاحتفال بذكرى بعض شهدائهم، غير أن طلبة هيئة التحرير أرادوا أن يفشلوا هذا الاحتفال فحدث الصدام بينهم.

وقد جر الخلاف بين الإخوان وبين قادة الثورة على طلاب الإخوان الكثير من المحن الشداد والتى أبلى فيها الطلاب بلاءً حسنا، وثبتوا ولم يلن لهم جانب. ولا أدل على هذا الثبات من دماء شهداء طلاب الإخوان المسلمين داخل معتقلات الثورة أمثال: محمد الصوابي الديب الطالب بكلية الشريعة بالأزهر وأحد أبطال معركة القنال الذي قضى من جراء التعذيب عام 1955 والذي شهد له الشيخ حسنين مخلوف –مفتي الديار المصرية الأسبق- بقوله: إذا كانت تربية الشهيد هي تربية الإخوان المسلمين فأنا أضم صوتي بقوة إلى علماء الأزهر المطالبين بعودة الإخوان المسلمين فتربيتهم خير تربية. وشهداء مذبحة طرة في الأول من يونيو 1957 مثل:خيرالدين إبراهيم عطية (طالب أزهري-القاهرة) وعثمان حسن عيد (كلية دار العلوم – القاهرة) وأحمد عبده متولي (كلية الزراعة – الشرقية)، وغيرهم الكثير. وقد تجددت هذه المحن مرة أخرى عام 1965 لتفتح المعتقلات مرة أخرى لاستقبال أفواج جديدة من طلاب الإخوان المسلمين أمثال: محمود عزت إبراهيم (جامعة عين شمس – القاهرة) وصلاح عبد الحق (جامعة عين شمس – القاهرة) وممدوح درويش الديري (كلية العلوم – القاهرة). وكان من جراء كل هذه المحن أن تم الإجهاز التام على الحركة الطلابية الإخوانية داخل الجامعات المصرية.

الباب الرابع: العودة إلى ريادة العمل الطلابي

مع بداية السبعينيات عاد التيار الإسلامي في الجامعات المصرية للنشاط ولكن بشكل محدود ما لبث أن تنامى خلال سنوات قليلة، وفي هذه المرحلة كان المجتمع المصري يعجُّ بالكثير من التيارات والأفكار الإسلامية، فكان هناك الاتجاه السلفي التقليدي، واتجاه الإخوان المسلمين، كما كان هناك الجمعيات الإسلامية الرسمية كالجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية، بالإضافة لبعض المشايخ الذين كان لهم جمهورهم وتلامذتهم كالشيخ "عبدالحميد كشك" والشيخ "حافظ سلامة" والشيخ "المحلاوي" والشيخ "صلاح أبو إسماعيل".وكانت هناك أيضا تيارات التكفير، كاتجاه جماعة المسلمين التي أطلق عليها إعلاميًا جماعة (التكفير والهجرة). وقد استطاعت الجماعة أن أن تجذب إليها أغلب الشباب في كثير من الجامعات المصرية وتصرفهم بعيدا عن أفكار الغلو والتكفير والعنف، وقد كان ذلك عبر جهد طويل ومنظم قام به كل من: الشيخ محمد الغزالي في مواجهة الغلو السلفي والدكتور القرضاوي في مواجهة أفكار التكفير والأستاذ مصطفى مشهور في مواجهة مناهج العنف.

ويمكن تقسيم تطور الحركة الطلابية الإسلامية في هذه الفترة إلى المراحل التالية:

المرحلة الأولى:

منذ 1962م: اتسمت الحركة الدينية الطلابية فيها بالضعف؛ نظرًا لسيطرة التيار القومي والشيوعي على اتحادات الطلاب، واستمرت هذه المرحلة حتى وفاة "عبدالناصر"، برغم بعض الحراك السياسي والاجتماعي الذي أحدثته الهزيمة عام 1967م في المجتمع الطلابي والذي كان من أبرز رموزه الطالب خيرت الشاطر. ويصف د/ عبد المنعم أبو الفتوح (أبرز الرموز الطلابية في السبعينيات) هذه المرحلة فيقول: "فى هذه الفترة كانت التيارات القومية والناصرية واليسارية هى التى تسيطر على الجامعة واتحادات الطلاب فيها، وكانت أفكار هذه التيارات خاصة اليسارية بمثابة الصدمة لى ولأمثالى من الشباب البسيط المتدين. كانت مفاجأة لنا أن مجلات الحائط التى يعلقها اتحاد الطلاب كانت تنتقد الإسلام وتخوض فيه بجرأة ولم يكن يسلم من نقد بعضها بل وسخريته من أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم، وأذكر أننى حين كنت أقرأ هذه المجلات وما فيها من سب للإسلام كنت أشعر بالحزن وكنت أبكى، وكنت أتساءل هل هذه هى الجامعة المصرية؟ كان هذا مما حفزنى وأمثالى من البسطاء والمتدينين على أن نرد على هذا السب بتعليق مجلات نبين فيها الحرام والحلال، وكان أن تصادمنا مع اليساريين والشيوعيين فى حوارات كنا الذين ننال الهزيمة فيها غالبا، نظرا لثقافتنا القليلة السطحية وعدم خبرتنا بالحوار والجدل النظرى، فلم تكن لدينا القدرة على الرد أمام القضايا التى كان يثيرها هؤلاء الطلاب المثقفون المدربون جيدا على مثل هذه المناقشات، كما كان طلاب الاتحاد يمزقون لنا المجلات التى كنا نعلقها وكانت حجتهم أننا لم نستأذن منهم فى تعليقها وهم الطلاب المنتخبون لإدارة النشاط"

المرحلة الثانية:

منذ عام 1972م: اشتدت فيها سواعد الحركة الطلابية الإسلامية مع تغير النظام ونضوب الدعم الموجه للتيار الناصري واليساري من قبله فتطورت لجنة التوعية الدينية من مجرد لجنة تجمع مجموعة صغيرة من الناشطين ينحصر مجالها في التوعية إلى الجمعية الدينية. وقد تميز نشاط هذه الجمعية الدينية في هذه الفترة بالبعد عن الصبغة السياسية أو التنظيمية واقتصاره على بعض الوسائل البسيطة كمعرض الزي الإسلامي أو إقامة مصلى أو توزيع أوراق من القطع الصغير بها آيات وأحاديث.

المرحلة الثالثة:

وتبدأ من عام 1974 وفي هذه المرحلة تحول اسم الجمعية الدينية إلى الجماعة الإسلامية وبدأت رموز التيار الإسلامي يمثلون قيادات مؤثرة في الحركة الطلابية كما بدأت السيطرة على اتحادات الطلاب ففي أعوام متتالية تم انتخاب عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس اتحاد جامعة القاهرة وعصام العريان أمينا لصندوق اتحاد طلاب جامعات مصر وحلمي الجزار أمير أمراء الجماعة الإسلامية والمتحدث الرسمي باسمها وأبو العلا ماضي رئيس اتحاد طلاب جامعة المنيا ونائب رئيس اتحاد جامعات مصر. كما زادت وتعددت أنشطة الجماعة الإسلامية الثقافية والتربوية من اللقاءات والندوات والمعسكرات بل وتعدى الأمر أسوار الجامعات فزاد الاهتمام بمشاكل المجتمع واتصلت بالشارع المصري وأسهمت في معارضة نظام الرئيس السادات عقب اتفاقية كامب ديفيد.

وأثناء هذه المرحلة في العام 1975م دخلت الجماعات الإسلامية في الجامعات المصرية في مرحلة حسم السؤال الجوهري، كما يقول الدكتور "عصام العريان": هل نبدأ من جديد أم نكمل المسيرة مع مَن صمدوا وثبتوا واستفادوا من تجاربهم؟ فاختار السواد الأعظم التواصل والاستمرار عدا جامعة أسيوط التي سيطر عليها اتجاه بقي على اسم (الجماعة الإسلامية) لكن بمضامين أكثر عنفًا وبتحالف مع التيار الجهادي.

الباب الخامس: طلاب الإخوان والتصدي لمحاولات قتل الحركة الطلابية

إذا نظرنا لواقعنا المعاصر نجد أن طلاب الإخوان المسلمين قد تحملوا العبء الأكبر في الحفاظ على بقاء الحركة الطلابية المصرية وحيويتها رغم محاولات القمع والاحتواء والتي استمرت أكثر من ثلاثين عاما واتخذت أشكالا متعددة منها:

1- اللائحة الطلابية لعام 1979 وتعديلاتها والتي تضمنت الكثير من السلبيات من فرض الوصاية على الاتحادات الطلابية والتضيق على تكوين الروابط والأسر وإلغاء اتحاد طلاب مصر.

2- تعقيد نظم الدراسة والامتحانات بما لا يتيح المجال أو الظروف الملائمة للنشاط الطلابي.

3- التدخل في انتخابات اتحاد الطلبة بالتلاعب في مواعيدها ورفض قبول طلبات الترشيح والشطب والتزوير والتعيين .

4- التعسف الإداري المتمثل في رفض تسجيل الأسر ورفض إعطاء الموافقات بالأنشطة والتحويل للتحقيق ومجالس التأديب والعقوبات الظالمة والتي قد تصل إلى الحرمان من دخول الامتحانات والفصل.

5- الإعتقالات والخطف للنشطاء من الطلاب والذي كان يحدث أحيانا من حرم الجامعات وما يعقبه من تعذيب وإرهاب نفسي وبدني.

6- تكوين ميلشيات من الأمن الإداري والموظفين وبعض الطلاب والخريجين الذين يتصدون لأي نشاط طلابي ويستبيحون الحرم الجامعي بالأسلحة البيضاء والعصي وقنابل المولوتوف.

7- حرمان الطلاب الناشطين من حقوقهم مثل الاستبعاد من المدن الجامعية أو رفض تعينهم معيدين بالكليات.

8- وصولا لاستشهاد الطالب محمد السقا من جامعة الاسكندرية فى اثناء تظاهره مع طلاب الإخوان فى جامعتهم اعتراضا على زيارة باول لمصر فى أعقاب مجزرة جنيين، وذلك فى ابريل من عام 2002.

وكان القسط الأكبر من هذه الإجراءات التعسفية والقمع من نصيب طلاب الإخوان المسلمين وعلى الرغم من ذلك فقد قام طلاب الاخوان المسلمين بواجبهم تجاه زملائهم وجامعاتهم وتجاه وطنهم ويتمثل ذلك في:

1- تبني المطالب الطلابية والدفاع عن حرياتهم وحقوقهم مثل:

- تنظيم الاتحادات الحرة والانتخابات الموازية وغير ذلك من الفاعليات الاحتجاجية لرفض تزوير إرادة الطلبة.

- تنظيم الحملات الخاصة بالقضايا الطلابية العامة مثل : الكتاب الجامعي و المصروفات ، حق طلاب الانتساب في حضور المحاضرات أو للاحتجاج على بعض ال@����������8ت التعسفية من فصل أو اعتقال أو استبعاد من المدن الجامعية.

- تقديم عدة مشروعات لتعديل وتطوير اللوائح الطلابية بما يرفع الوصاية عن الاتحادات الطلابية ويزيل القيود المفروضة على النشاط الطلابي.

2- التفاعل بإيجابية مع قضايا الوطن وتنظيم العديد من الفاعليات والحملات للتعبير عن المواقف الطلابية في القضايا العامة مثل:

- حملة نرفض: لرفض التعديلات الدستورية والتي كرست للاستبداد السياسي وأضرت بالعدالة الإجتماعية.

- حملة قوم يا مصري: لتحفيز الطلاب على القيام بدوره في إصلاح أحوال الوطن.

- حملة معا للإصلاح: لدعوة الطلاب للمشاركة بانتخابات مجلس الشعب 2005.

- انشاء اللجنة التنسيقية للقوي الطلابية بالتعاون مع القوي الطلابية الأخري والتي تبنت العديد من الفعاليات مثل الاحتفال بيوم الطالب العالمي والعديد من الفعاليات الطلابية .

- مشاركة القوي الوطنية في الحراك السياسي والمطالبة بالتغيير والاصلاح وذلك عبر التفاعل مع دعوات اضرابي ٦ ابريل و 4 مايو ، وفعاليات حركة شباب من أجل التغيير والجبهة الوطنية للتغيير ومؤخرا الجمعية الوطنية للتغيير .

3- الإسهام – كجزء من الحركة الوطنية – في الدفاع عن قضايا الأمة مثل:

- تنظيم حملات المقاطعة للمنتجات الأمريكية والصهيونية والتصدي لمحاولات التطبيع مع إسرائيل.

- تنظيم المؤتمرات والتظاهرات لدعم المقاومة وتأييد الانتفاضة الفلسطينية عامي 1987 و2000.

- تنظيم حملات وتكوين الروابط الطلابية (كرابطة طلاب من أجل فلسطين) للمطالبة برفع الحصار عن غزة.

- تنظيم الفاعليات لرفض الاعتداءات الأمريكية المتكررة على العراق تسعينيات القرن الماضي والغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق عامي 2001 و2003.

4- القيام بعدة حملات قيمية تستهدف نشر السلوكيات والأخلاقيات الإيجابية مثل:

- حملة يلا نحب بجد: لتصحيح مفهوم الحب والعلاقة بين الطلبة والطالبات.

- حملة جدد حياتك: لتكوين جيل من الشباب يتمتع بمقومات النجاح.

- حملة راقي بأخلاقي: لتصحيح بعض القيم السلبية الغير لائقة بالحياة الجامعية.

- حملة بادر: لتشجع الطلاب على الاهتمام بالشأن العام وتقديم المصلحة العامة علي الخاصة وتنفذ مجموعة من المشاريع الخدمية .

5- هذا بالإضافة إلى الأنشطة الخدمية والعلمية والترفيهية والفنية التي أثرى بها طلابنا الحياة الجامعية.

القسم الثاني: طلاب الإخوان .. هكذا نفكر

الباب الأول: جماعة الإخوان المسلمين

1- لماذا نحن من جماعة الإخوان المسلمين .

2- من نحن ؟! وماذا نريد؟!

3- دلالات اسم ورمز وشعار الاخوان .

4- السمع والطاعة.

5- عدد أفراد الإخوان.

6- تمويل جماعة الإخوان.

7- قيادات الجماعة وطلاب الاخوان.


1- لماذا نحن من جماعة الإخوان؟

إيمانا منا بأن الإسلام يحمل فى طياته مشروعا متكاملا، وارتضاء بالعمل الجماعى وسيلة لنشر هذا المشروع، ورغبة فى أن تعم عدالة هذا المشروع وطننا وان ينهض به، كان لا بد من البحث عن تجمع بشرى لخدمة هذه الفكرة ونشرها، وكان اختيارنا لجماعة الإخوان المسلمين دون غيرها من الجماعات والأحزاب ذات الجهد المشكور فى هذا الميدان لعدة أسباب أهمها:

1- فهمها الشامل للإسلام وأنه منهج حياة وليس مقتصرا على الشعائر والعبادات.

2- فهم أدى لعمل فى مختلف المسارات المشروعة لنشر هذا المشروع الدعوى منها والسياسى.

3- عمل يسير فى اطار مؤسسى تحكمه الشورى وتحيطه اللوائح.

4- مؤسسة ارتضت أن يتسم منهج التغيير التى تعمل به بالتدرج والسلم والاقناع والعمق والانطلاق من المجتمع .

5- مستخدمة كل وسيلة حديثة ومبتكرة لخدمة منهج التغيير الذى ارتضته، متواكبة مع لغة العصر والتطور السريع لآلياته ومفرداته.

6- هادفة للارتقاء بالفرد والأسرة والمجتمع، ونهضة الوطن وتنميته، ونشر فكر سماحة الإسلام وعدالته فى ربوع العالمين.

ونحن ننظر لجماعة الإخوان المسلمين والتى نشرف بالانتماء لها ليس على أنها جماعة المسلمين بل هى جماعة من المسلمين، آمنوا بأن الدين الإسلامى ليس مجرد عبادات وصلوات وركعات تؤدى لرب العباد، ولكنه دين يحمل فى طيات أوامره ونواهيه وعقائده وعباداته ومعاملاته مشروعا حضاريا كاملا متكاملا، يحفظ الفرد ويعلى كرامته، ويعظم الوطن ويبنى نهضته، ويسعى لنشر سماحته وعدالته على ربوع الأرض فى مشارقها ومغاربها.

وارتضوا العمل الجماعى المؤسسى وسيلة لنشر هذا المشروع الإسلامى الحضارى وآلية لنقل أفكاره من سطور وكتب تقرأ إلى واقع حى يلمس وينظر. جماعة من البشر لا يتنزل عليها وحى ربانى ولا الهام سماوى، ولكنها قراءة انسانية لمصادر التشريع الإسلامى من قرآن وسنة وسيرة وفقه، ثم اجتهادات بشرية من وحى هذه القراءة تصيب وتخطئ، يحرك هذه الاجتهادات عاطفة حية ذكرها المؤسس البنا فى رسالته دعوتنا قائلا " ليعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا، وأنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمنًا لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغَنَاء، وما أوقفنا هذا الموقف منهم إلا هذه العاطفة التي استبدَّت بقلوبنا، وملكت علينا مشاعرنا، فأقضَّتْ مضاجِعَنا، وأسالت مَدامِعَنا، وإنه لعزيز علينا جَدُّ عَزيزٍ أن نرى ما يحيط بقومنا، ثم نستسلم للذل أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس، فنحن نعمل للناس في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا، فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب، ولن نكون عليكم في يوم من الأيام".


2- من نحن ؟! وماذا نريد؟!

"الرؤية والرسالة"

رؤيتنا:

نحن مجموعة من الشباب يعمل على تربية نفسه ومجتمعه على الأخلاق السامية الكريمة، رغبة فى أن يصنع لوطنه حضارة ونهضة تكون مصدر إلهام للعالم أجمع وتقدم صورة مشرقة للإسلام ورسالته، يحركنا لذلك إيمان عميق بمشروعنا الإسلامى بمفهومه الوسطى الحضارى المدنى، قاصدين بذلك وجه الله وغاية أملنا أن ننال من عملنا هذا رضا الله وجنته.

رسالتنا:

- العمل علي اصلاح احوال التعليم في مصر وتقديم رؤى اصلاحية تساهم في تطوير ودعم والنهوض باحوال التعليم في مصر .

- استعادة روح وحيوية العمل الطلابي داخل الجامعات وريادته للمجتمع .

- التفاعل مع قضايا وهموم الوطن.

- العمل علي اصلاح المجتمع الطلابى ونشر قيم الاسلام بشموله وتحقيق شرائعه .

- رفع الوعي داخل شريحة الشباب واستنهاضها لاداء دورها .


3- دلالات اسم ورمز وشعار الاخوان

لماذا هذا الاسم "جماعة الإخوان المسلمين" ؟

قبل الاستطراد فى تفاصيل اختيار هذه الكلمات الثلاثة "جماعة" و" الإخوان" و "المسلمون" يجب ان نوضح بداية قناعتنا بالنقاط التالية:

1- أن من حق اى فرد او مجموعة او حزب أن يتسمى بما يشاء من أسماء مادامت لا تخالف الدستور والقانون، ومادامت هذه المسميات لا تصطدم بعادات وتقاليد المجتمع.

2-أن الاسم يكون بمثابة ومضة و أشبه بعنوان المقال أو كنية الشخص ولكنه بالتأكيد ليس كل الشخص أو الكيان وليس كل تفاصيل الموضوع أوالمقال، ولكنه مختصر يشير إلى الهوية او الرسالة أو.. أو ...

وجاء اختيار اسم "جماعة الإخوان المسلمين" للأسباب التالية:

أ- "جماعة"

لماذا استخدام هذه اللفظة دون غيرها من ألفاظ كمنظمة أو حزب أو نادى، ولعل أفضل ما يجيب على هذا التساؤل هى المفردات التى كتبها مؤسس هذه الجماعة فى توضيح هذا الأمر والتى يقول فيها : "وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك ، إن الإخوان المسلمين :

( 1 ) دعوة سلفية : لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله.

( 2 ) وطريقة سنية : لأنهم يحملون أنفسهم علي العمل بالسنة المطهرة في كل شيء ، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا .

( 3 ) وحقيقة صوفية : لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس ، ونقاء القلب ، والمواظبة علي العمل ، و الإعراض عن الخلق ، والحب في الله ، والارتباط علي الخير .

( 4 ) وهيئة سياسية : لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل وتعديل النظر في صلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج ، وتربية الشعب علي العزة والكرامة والحرص علي قوميته إلي أبعد حد .

( 5 ) وجماعة رياضية : لأنهم يعنون بجسومهم ، ويعلمون أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، وأن النبي صلي الله عليه وسلم يقول : (إن لبدنك عليك حقاً) و إن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تؤدي كاملة صحيحة إلا بالجسم القوي ، فالصلاة والصوم والحج والزكاة لا بد لها من جسم يحتمل أعباء الكسب والعمل والكفاح في طلب الرزق ، ولأنهم تبعاً لذلك يعنون بتشكيلاتهم وفرقهم الرياضية عناية تضارع وربما فاقت كثيراً من الأندية المتخصصة بالرياضة البدنية وحدها .

( 6 ) ورابطة علمية ثقافية : لأن الإسلام يجعل طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة ، ولأن أندية الأخوان هي في الواقع مدارس للتعليم والتثقيف ومعاهد لتربية الجسم والعقل والروح .

( 7 ) وشركة اقتصادية : لأن الإسلام يعني بتدبير المال و كسبه من وجهه وهو الذي يقول نبيه صلي الله عليه وسلم : (نعم المال الصالح للرجل الصالح) ويقول : (من أمسي كالاً من عمل يده أمسي مغفوراً له) ، (إن الله يحب المؤمن المحترف)

( 8 ) وفكرة اجتماعية : لأنهم يعنون بأدواء المجتمع الإسلامي ويحاولون الوصول إلي طرق علاجها وشفاء الأمة منها .

وهكذا نري أن شمول معني الإسلام قد أكسب فكرتنا شمولاً لكل مناحي الإصلاح ، ووجه نشاط الإخوان إلي كل هذه النواحي ، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلي ناحية واحدة دون غيرها يتجهون إليها جميعاً ويعلمون أن الإسلام يطالبهم بها جميعاً"

ب- الإخوان

وتعنى هذه الكلمة أن هذه الجماعة تبنى العلاقة بين أفرادها على الترابط والتعاون والتكامل فى أجمل صورة وليس هناك أفضل من الأخوة، لذا استخدمت لفظة الإخوان للتعبير عن هذه الروح التى تتمناها الجماعة بين أفرادها وتبثها فيهم.

وفى هذا يقول مؤسسها الإمام البنا :" أُخــوّة:

واذكروا جيداً أيها الإخوان .. أن كل شعبة من شعبكم وحدة متصلة الروح مؤتلفة القلوب ، جمعتها الغاية السامية علي هدف واحد وأمل واحد وألم واحد وجهاد واحد ، وأن هذه الوحدات المؤتلفة يرتبط بعضها ببعض ويتصل بعضها ببعض ويحن بعضها إلى بعض ويقدر بعضها بعضاً ، وتشعر كل أمة منها أنها لا تتم إلا باخوتها ولا تكمل أخوتها إلا بها ، كلبنات البناء المرصوص يشد بعضه بعضاً ، وأنها جميعاً ترتبط بمركزها العام أوثق ارتباط وأسماه وأعلاه ، روحياً وإدارياً وعملياً ومظهرياً ، وتدور حوله كما تدور المجموعة المتماسكة من الكواكب المنيرة حول محورها الجاذب وأصلها الثابت ، لتحقق بذلك قول الله تبارك وتعالي : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10) .

جـ- المسلمون

هى اشارة سريعة لمنطلق هذه الجماعة الذى تدعيه وهو المنطلق الاسلامى، مرورا بأن ضوابطها وقيمها مستقاة من الاسلام، وانتهاء بالهدف الذى تدعى الجماعة أنها تسعى اليه وهو نشر سماحة الاسلام ومبادئه. وأن أفرادها يتم اختيارهم بناء على استعدادهم للبذل لهذا الاسلام والعمل له. ويضيف المفكر القبطى "رفيق حبيب" عن استخدام لفظة "مسلمون" فى اسماء الجماعات التالى : "أنه أثناء وجود الخلافة الاسلامية حقيقة وواقع على الأرض لم تكن الجهات والجماعات لتتسمى بمثل هذه الاسماء وانما أسماء فرعية حسب الاختلافات بينها، أما بعد سقوط الخلافة الاسلامية فقد ظهرت الجماعات بأسماء اسلامية فى محاولة للحفاظ على مفهوم الوحدة الاسلامية وكخطوة لاعادة تلك الخلافة الاسلامية فظهرت جماعة الاخوان المسلمين، والجماعة الاسلامية و......"

و هنا يتكرر تساؤل هل نحن اخوان مسلمين وغيرنا ليسوا "اخوانا" وليسوا " مسلمين"؟

اجابة هذا السؤال وهذه الاشكالية، لا ترتبط فقط باسم جماعة "الإخوان المسلمين" ولكنها قاعدة عامة، فبشكل عام ليس معنى أن يتسمى شخص باسم ، أنه هو الوحيد صاحب هذا الاسم أو صاحب الصفات التى يدل عليها الاسم وأن غيره يكون عكس هذا الاسم أو لا تنطبق عليه صفات الاسم.

فمثلا ... الحزب الوطنى ... لا يعنى أن أفراده وطنيون وغيرهم غير وطنين وخائنين.

ومثلا ... الجبهة الديمقراطية ... لا يعنى فقط ان من ينتسبون إليه ديموقراطيين و غيرهم لا.

ومثلا ... الجمعية الشرعية ... ليس معناه انها تعنى بالشريعة وانها شرعية وأن غيرها غير شرعى.

وكما أسلفنا انما يتم اختيار الاسم ليكون كعنوان قصير معبر للفكرة والرسالة.


رمز الجماعة "سيفان ومصحف" :

المصحف ... اشارة للقرآن الكريم كلام الله المنزل على خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وأنه الدستور والمنهج الذى تسير عليه جماعة الإخوان المسلمين، وتستقى من بين سوره وآياته فهمها لشمولية الاسلام، " إن القرآن الكريم كتاب جامع جمع الله فيه أصول العقائد و أسس المصالح الاجتماعية , و كليات الشرائع الدنيوية , فيه أوامره وفيه نواهيه" وتأخذ منه ضوابط وقيم وحدود مشروعها الاسلامى الذى أول ما يعنى يعنى بالفرد واصلاحه مرورا بالبيت والمجتمع والحكومة وانتهاء بنشر قيم الاسلام وسماحته وعدالته فى ربوع الأرض.

السيفان ... يثير ارتباط المصحف بالسيف في رمز الإخوان المسلمين بعض التأويلات الخاطئة كأن يكون ذلك دلالة على نشر الفكرة بالعنف أو إرهاب الخصوم والمخالفين، والحقيقة أن الأمر أبسط من ذلك وأوضح .. فالشعار يعني أنه لابد للحق من قوة تحميه وهو ما كان يقوله علماء السلف الصالح: قوام هذا الدين .. الكتاب الهادي والسلاح الناصر.

وقد استقى الإخوان هذا المعنى من قوله تعالى:" لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز" سورة الحديد- الآية 25

فلا أحد ينكر اللجوء إلى القوة للدفاع عن الحق كما تشير كثير من أعلام الدول التي تحمل مثل هذه الرموز كالسيف أو الصقر أو الأسد. فالقوة التي يشير إليها رمز الإخوان قوة رشيدة لا تستخدم إلا بحقها ولا تستخدم إلا فى وقتها ، وحقها ووقتها هو الدفاع عن الوطن وأراضيه، فهو إذن سيف وقوة محكومة بتعاليم الإسلام وأحكام القرآن الذى يعلو على السيف.

يقول فى ذلك الأستاذ عمر التلمسانى المرشد الثالث لجماعة الاخوان المسلمين فى كتابه ذكريات لا مذكرات :

".. أنهم يسفهون رأى الامام الشهيد فى ربط المصحف بالسيف رباطا رقيقا دقيقا مع إيمان الإخوان بأن الاسلام دين إقناع وحجة وبرهان إن هذا الظن أو هذا التسفيه لا يمكن أن يصدر من عقل به ذرة من سلامة التفكير . أنظر الى العالم كله فى جميع قاراته ألا ترى أن الدعوة الى السلام قائمة على قدم وساق بالمؤتمرات وأجهزة الاعلام وكتب الداعين الى السلام .

ألا ترى أن إسرائيل نفسها تتباكى طالبة العيش فى سلام داخل حدود آمنة ؟ هل مر بنا يوم لم نقرأ فيه شيئا عن السلام العالمى والرغبة الملحة فى أن يسود الدنيا السلام حتى كدنا نمل من كلمة السلام العالمى التى يستعملها المرشحون لرئاسة دولهم ؟ ثم ماذا نرى بعد هذا ؟ نرى العالم كله يتبارى فى اختراع الأسلحة المهلكة المبيدة للبشرية وتنفق فى سبيل اختراع وسائل الدمار ألوف الألوف من الملايين ثم تدعى كل أمة بعد ذلك أنها أمة السلام والأمان والهدوء والاطمئنان، لماذا كل هذا؟، أليس للدفاع عن الحرية المزعومه والسلام المنشود. إن الورد يحتاج الى شوك يحميه والاسلام دين السلام والدعوة اليه لا تكون إلا بالاقناع والدليل { أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن } . ولم يقبل رسول الله صلى ا لله عليه وسلم إلا هذا فى بدء الرسالة رغم ما أنزله المشركون بالمسلمين من تشريد وتعذيب وقتل .

.. وهكذا كان الامام الشهيد أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ رأى محقا أن الحق لا بد أن تكون له قوة تدافع عنه وتحميه تنفيذا لقوله تبارك وتعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } ولعله لم يفتك فى مقام الاعداد أنه كان للإرهاب لا للقتال ولا للاعتداء ولا للاستعمار والاستعباد .

هكذا فعل الامام الشهيد إذ كانت مصر محتلة واليهود يطأون أرض فلسطين فأراد أن يلفت نظر المسلمين الى أن الاسلام الضعيف الواهى المتخاذل يكون نهبة لكل ناهب ومطمعا حتى لشذاذ الآفاق ومن لا يستطيع الدفاع حتى عن نفسه . حقيقة أراد الامام الشهيد أن يقيمها أمام أنظار المسلمين يوم أن وضع المصحف بين سيفين إن هذا الشعار الذى لا يرضى أعداء الاسلام لا يزال ألزم لنا من أى وقت مضى .

لهذا وضع الامام الشهيد العقيدة بين شفرتى السيفين حتى يظل المسلمون ذاكرين لكل بلادهم السليبة المنهوبه وسيظل هذا الشعار الاخوان المسلمين الى أن تحرر كل أرض إسلامية من احتلال عسكرى أو سياسى أو إقتصادى أو فكرى وسيظلون يعدون أنفسهم لتحقيق قوله تبارك وتعالى : { وجاهدوا فى الله حق جهاده } . "


الشــعــار

الله غايتنا

فالغاية من كل عمل وحركة يقدم عليها كل أخ من الإخوان المسلمين إنما يقصد بها التوجه إلى الله عز وجلا أملا فى نيل ثوابه ورضاه. وهو ما ينفى أن يخالط العمل غاية اخرى من مكاسب أو مناصب.

وفى ذلك يقول الإمام البنا مخاطبا الإخوان : " واذكروا جيداً أيها الإخوان أنه ما من رجل يرجو بمناصرة هذه الدعوة والعمل تحت رايتها غاية من غايات الدنيا أو عرضاً من أعراضها ، وأنكم تبذلون من ذات أنفسكم وذات يدكم ، لا تعتمدون إلا علي الله ، ولا تستمدون المعونة والتأييد إلا منه ، ولا ترجون إلا ثوابه ولا تبتغون إلا وجهه , (وَكَفَى بِاللهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللهِ نَصِيراً) (النساء:45) .

الرسول قدوتنا:

فالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وسيرته العطرة قدوة لكل مسلم بل لكل إنسان ينشد المثل والقيم فى حياته، يقرأ فى صفحات سيرته كيف يكون أبا وزوجا كيف يكون قائدا وداعيا، كيف يكون عاملا ومتعبدا، وكيف يتعامل كمسلم مع مختلف امور الحياة، بمعنى آخر كيف يكون فى حياته اسلاما وقرآنا يمشى على قدمين كما كان الرسول الكريم كما تقول السيدة عائشة عنه صلى الله عليه وسلم "كان خلقه القرآن"، وهذا الاتباع والاقتداء انما هو طاعة لأوامر الله عز وجل : "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا"

القرآن دستورنا:

فيه إشارة للمنبع الصافى والمنهج الوافى الذى يحمله القرآن الكريم بما يحويه من ضوابط وقواعد واوامر ونواهى واحكام ترسم حدود تعاملات المسلم وتسطر له دستورا ونبراسا لحياته.

الجهاد سبيلنا:

يخطئ من يظن كلمة الجهاد إنما تعود فقط على ذلك المعنى الشائع بأنه جهاد القتال، رغم أن هذه اللفظة "الجهاد" تشير لغة إلى بذل ومضاعفة الجهد، واصطلاحا قد ذكرها القرآن الكريم فى أكثر من موضع بمعانى مختلفة غير القتال، وكان اذا تطرق للجهاد بالمفهوم الذى يظنه الناس المعنى الوحيد للجهاد كان يقدم جهاد المال وانفاقه على التضحية بالنفس والقتال، يقول المولى عز وجل " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ…." الأنفال /72

فللجهاد أشكال متعددة كما يفهمه الإخوان المسلمون وكما وضحه الإمام البنا فى رسائله، ومنها:

أن الجهاد عاطفة حيه قويه تفيض حناناً إلى عز الإسلام ومجده، ومن الجهاد في سبيل الله أن يكون المرؤ مهموما بحال المسلمين وأن يحمله هذا الهم على التفكير والعمل لاصلاح حال الأمة، ومن الجهاد النزول عن بعض الوقت وبعض المال وبعض مطالب النفس لخير الإسلام،

ومن الجهاد الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والنصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن الجهاد أن يكون الإنسان جندياً لله يقف له نفسه وماله لا يبقي علي ذلك من شئ، ومن الجهاد في سبيل الله العمل على إقامة ميزان العدل وإصلاح شئون الخلق وانصاف المظلوم والضرب علي يد الظالم مهما كان مركزه وسلطانه .

ومن الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى ان لم يوفق إلى شئ من ذلك كله أن يحب المجاهدين من كل قلبه وينصح لهم. الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا ..

وهى اشارة لبذل الغالى والعزيز والثمين والنفيس فى سبيل الغاية والهدف الذى نسعى إليه، وليس أعز على مرء من التضحية بالنفس فإن هانت فى سبيل دعوته وفكرته، هان ما دونها. بل إن الأمر لدى الإخوان المسلمين قد فاق الهوان ليكون أمنية غالية، بل وأسمى الأمانى على الاطلاق، مادام الموت فى سبيل الله يمهد الطريق لعز هذا الدين ورفعة هذا الوطن واعلاء رايته. غاية وأمنية لا تعنى أبدا اهمال الحياة واعمار الأرض بل ان شئت فهى فى حقيقتها انماء وازكاء للحياة وتشييد واعمار للأرض حين تكون سببا فى أن ينتشر فى ربوعها سماحة الإسلام وقيم الحرية .

4- السمع والطاعة

هو أحد مفردات العمل الإسلامى والذى يمكن أن نعتبره بمصطلحات العمل السياسى "الالتزام الحزبى"، بحيث يطيع الفرد قرار الجماعة وينفذه مادام قد اتُخذ بشكل شورى مؤسسى ولا يخالف الشرع أو يتعارض مع منهج الجماعة وثوابتها، طاعة مبصرة بالمناقشة وطرح الآراء المخالفة بمنتهى القوة والوضوح، ثم يكون بعدها الالتزام بما يتفق عليه المجموع عبر آليات اتخاذ القرار. طاعة والتزام حتى وإن خالف القرار المتخذ رؤية الشخص نفسه وقناعته فهذه إحدى ضرائب العمل الجماعى فى أى تجمع بشرى، ولا يعنى ذلك أن يغير الشخص أفكاره إلا بالقدر الذى يقتنع به من مسوغات الآراء الأخرى، بل يبقى رأيه لنفسه ولا مانع من أن يطرحه باسمه دون أن ينسبه للجماعة ودون أن يؤثر ذلك على همته فى تنفيذ وانجاح ما اتفق عليه المجموع.


5- عدد أفراد الإخوان

سؤال يشغل بال الكثيرين من أبناء الجماعة قبل من هم خارجها حول عدد أفراد هذه الجماعة، "وخاصة أنه قد بلغ عددهم نصف مليون عضو مسجل من أصل 17 مليون مصرى فى عام 1947 " ، وأن تقديرات الباحثين والمهتمين تفاوتت ما بين 100 ألف فرد مرورا بدراسة قدرتهم ب 2 إلى 2.5 مليون وانتهاء بأحد التقديرات التى اعتبرتهم بالمتعاطفين معهم قرابة ال 5 ملايين.

وبالتأكيد المناخ الأمنى الذى تعيشه مصر وفى القلب جماعة الإخوان المسلمين يجعل حصر أفراد الجماعة بشكل دقيق دوري منتظيم امر شبه مستحيل، فعلى سبيل المثال تعرض أكثر من 20 ألف فرد من الإخوان المسلمين للاعتقال فى الخمس عشرة سنة الاخيرة فقط على خلفيات مختلفة.

والحقيقة أنه ينبغى ابتداء أن يدرك الجميع أن جماعة الإخوان المسلمين هى فكرة وتنظيم، والمقصود بالفكرة مبادئ وأهداف الجماعة والتى قد يتفق معها الكثيرون من أبناء الوطن والذى بالتأكيد يتجاوز عددهم أضعاف المنتمين للتنظيم والعاملين تحت اسم وراية الجماعة.

ونجاح الجماعة الحقيقى ليس فى كثرة أعداد المنتسبين لها بل نجاحها فى قدرتها على نشر فكرتها وجلب مقتنعين ومؤيدين لها حتى وان كانوا من خارج تنظيمها، والنجاح الأكبر أن يعمل هؤلاء لنفس الفكرة تحت رايات أخرى ووسائل مختلفة. وتثبت استطلاعات الرأى المختلفة ومظاهر الحياة العامة فى المجتمع وكذلك بعض الانتخابات النزيهة قدرة الإخوان على تحقيق شيئ من النجاح على هذا الصعيد وهو المعيار والمقياس الأهم.


6- تمويل جماعة الإخوان

تقوم نشاطات جماعة الإخوان المسلمين على دعم مادى تحصل عليه من خلال اشتراكات أفرادها، تلك الاشتراكات التى يقدمها المنتمون للجماعة عن طيب خاطر دون إجبار. وليس مقبولا ذلك الاتهام لجماعة الإخوان بأنها تتلقى دعم مادى من هنا أو من هناك سوى من اشتراكات أبنائها، والأولى أن يطلب من أصحاب تلك الاتهامات الأدلة على مزاعمهم لا أن يطلب من جماعة الإخوان اثبات عكس ذلك فالبينة على من ادعى.

فعلى المستوى الطلابى ونشاطات الجامعات على سبيل المثال يكون دعم الأعمال عبر مسارات أربعة:

1- المشاركة من طلاب الجماعة باشتراكات شهرية على قدر استطاعتهم لتسيير وتنفيذ نشاطاتهم.

2- اعمال تغطى مصاريفها مثل الرحلات والدورات وملازم الامتحانات و.. و.. وهى الأعمال التى يقوم عموم الطلاب بالمشاركة فيها بدفع تكاليفها مما يغطى احتياجات هذا العمل بل وربما يتحقق هامش صغير من الربح يعاد استخدامه مرة أخرى فى تغطية الأعمال الأخرى التى لا يتحقق لها دخل مباشر من عموم الطلاب.

3- بقى أن نضيف أن هناك جزء كبير من مصاريف الجماعة يتم توفيره ابتداء، وهو ذلك الجزء المتعلق بالمجهود البشرى الذى يقدمه أبناء الجماعة من وقتهم وجهدهم ومواهبهم ومهاراتهم وقدراتهم دون أن يكافئوا عليه، فقد يعجب البعض حين يعرف أن من يقوم مثلا بلصق البوسترات الدعائية وكتابة اللوحات وتعليقها ليسوا أناسا مستأجرين بل هم أبناء جماعة الإخوان المسلمين بما فيهم الطبيب والمهندس والمحاسب والاستاذ...،بما يوفر على الجماعة الكم الكبير من النفقات.


7- قيادات الجماعة وطلاب الإخوان

ينظر البعض إلى العلاقة بين طلاب الإخوان من ناحية وقيادات الجماعة من ناحية اخرى على أنها واحدة من اثنين إما علاقة استغلال لعاطفة الشباب أو ادارة وتحكم كامل فى نشاطهم وفكرهم .

ولما كنا نحن الشباب طرفا فى هذه المعادلة فينبغى أن نوضح التالى:

1- أننا حينما اتبعنا جماعة الإخوان المسلمين لم يكن محركنا فقط الحب والعاطفة وان كانا موجدين لا ننكرهما، ولكن مع العاطفة هناك قناعة عقلية بمنهج الجماعة وفكرها وأهدافها، وظن بأنها الأفضل على الساحة لندعمها ونشرف بالانتماء لها. وما أحببناها وما اتبعنها إلا ابتغاء رضوان الله وعندنا من الشجاعة بل وعند كل ابن من ابناء الجماعة –كما نظنهم ونحسبهم- القدرة على أن يقوموها اذا انحرفت أهدافها لمجد شخصى أو لعرض زائل مادى غير التمكين لدين الله وعز الأوطان ونشر العدالة والرحمة والقيم السامية والحرية.

2- اختيار الفرد ليكون من الاخوان المسلمين يكون قائما على توافر مجموعة من الصفات والقيم الأساسية لديه، ليكون فردا مسلما نموذجا وقدوة. ولم نسمع أن الاختيار يكون بناء على الكفاءات دون الاهتمام بالاخلاق، فضلا عن الاهتمام المستمر بأفراد الجماعة وتنمية الناحية الخلقية والإيمانية لديهم.

فلو كانت فعلا هذه الجماعة تبتغى الدنيا لكان أولى بها أن تبحث عن شباب لديهم كفاءات ومهارات تحقق تلك المآرب. لا تبحث عن شباب مسلم وتنمى فيه الخلق والتعامل الإسلامى، ليكون بعد وقت قريب حجرا أمام تحقيق القيادات لمصالحهم الدنيوية.

3- بل دعونا نعود لقادة الجماعة الذين يريدون الحياة الدنيا بسلطاتها وكراسيها ومناصبها وزخرفها، كيف ذلك وهم يحرقون سنين عمرهم فى تلك المعتقلات، سنوات الشباب والنضارة والحياة فى غرف ضيقة مظلمة لسنوات وسنوات، حتى يشب أبناؤهم وهم بعد فى سجونهم ومعتقلاتهم. اتدرون ماذا يعنى الحبس لمدة خمس سنوات وعشرة وعشرين سنة ، أخبرونا عن اسم من قيادات الجماعة لم يطاله السجن أو التضييق او المنع من السفر أو مصادرة الأموال، أى عقل ذلك الذى يقول أن هؤلاء يريدون الدنيا. بل ربما يقول قائل ان هؤلاء القادة يفكرون بمنطق "قليلا من أيام السجن ثم بعدها اكون زعيما او عظيما" ربما تكون حسبة مقبولة عند البعض، ولكن ما رأيكم فى أن تقدم الروح والحياة لتنال الدنيا !!! أى دنيا تلك التى سيريدها بدفع الثمن حياتهم؟؟

ألم يقضى الامام البنا شهيدا وهو بعد فى اوئل الاربعين من عمره!!! ألم يعلق الشهيد سيد قطب على حبال المشانق وتطلب منه كلمة ليخفف الاعدام عنه فلا يقولها!!! ألم يقضى العشرات من الاخوان شهداء وهم بين أيدى جلاديهم؟؟؟ ألم يصدر حكم باعدام المرشد السابق محمد مهدى عاكف؟؟

يقول البعض أن هذا هو الجيل السابق الذى كان يقدم باخلاص ولكن الموجودون حاليا يريدون الدنيا !!

فأين دماء أكرم الزهيرى أحدد قيادات الاخوان وقد قضى نحبه وهو فى المعتقل منذ سنتين ؟! وأين دماء مسعد قطب الذى قضى نحبه فى معتقلات أمن الدولة ؟! وأين دماء طارق الغنام الذى قضى شهيدا فى مظاهرات المطالبة بالاصلاح السياسى كخطوة لتحقيق عز الدين ورفعة الوطن؟!

أما بخصوص استقلالية قرار طلاب الاخوان نقول :

يخطئ من يظن أن طلاب الإخوان إنما هم قطع شطرنج تحركها جماعة الإخوان بالموبايل لتحقيق مصالح فئوية ومنافع خاصة بها، وحقيقة الأمر غير ذلك فلطلاب الإخوان رؤاهم وتحركهم الذاتي والمتوافق مع طبيعة مرحلتهم السنية وخصوصية مجتمعهم الجامعى واهتمامات واحتياجات زملائهم الطلاب، والتى ولا شك قد تتقاطع مع الجماعة الأم ومع كل القوى الوطنية فى العديد من القضايا والهموم، والنقاط التالية للتدليل العملى على هذا الأمر :

1- مع الاعلان عن الاضراب العام يوم 6 ابريل ارتأت جماعة الإخوان أن لا تشارك بشكل رسمى فى إضراب 6 أبريل، إلا أن طلاب الاخوان ارتأوا المشاركة في الاضراب داخل الجامعات، لذا كان قرار الجماعة الأخير هو المشاركة فى الإضراب عبر طلابها فى الجامعات.

2- أن طبيعة القضايا التى يتناولها طلاب الإخوان فى جامعاتهم وكذلك الوسائل المستخدمة إنما تتناسب مع طبيعة مرحلة الشباب واحتياجات هذه المرحلة الفكرية والعاطفية، ومثال على ذلك تبنى طلاب الإخوان عام 2004حملة بعنوان "يللا نحب بجد" تتناول العلاقة العاطفية بين الولد والبنت والفرق بين العاطفة والشعور وبين الممارسة والأفعال، والفرق بين الاعجاب والحب وكيف يتم توظيف الحب فى الاتجاه الصحيح حتى تخرج هذه للعلاقة إلى النور والارتباط الشرعى وأن الحب كالوردة لا تنبت فى الظلام .. وغيرها من المعانى والرسائل. وليس من المنطقى أن يظن البعض أن"موبايل" من قبل مكتب الارشاد خرج ليوجه الطلاب لاختيار مثل هذا الموضوع ليكون هو محور تحركهم فى مثل هذه القضية الشبابية الخاصة.

3-طلاب الإخوان لا يكلون فى كل وقت ان يطرقوا أبواب عمداء كلياتهم ورؤساء جامعاتهم لحل مشاكل الحياة الطلابية وازالة القيود الأمنية عن النشاط الطلابى. ويتم فى أثناء تلك اللقاءات نقاشات وحوارات وأخذ وعطاء. ولم يحكى يوما أن الطلاب استأذنوا من العميد أو رئيس الجامعة أن يتصلوا "بالموبايل" ليأخذوا موافقة على ما يتفقون عليه مع أساتذتهم ورؤساء جامعاتهم.

4- حتى فكرة الاتحاد الحر ذاتها والتى أقامت الدنيا عام 2005، نشأت أول ما نشأت كفكرة فى كلية ثم عقبها بعد ذلك مخاض الفكرة فى بعض جامعات دون غيرها، وليكتمل الميلاد عام 2006-2007 فى أغلب الجامعات تتويجا بالاتحاد الحر العام لطلاب مصر، إذا فالفكرة بدأت متدرجة لدى بعض الطلاب ثم احتضنها طلاب الإخوان لتقدم نموذجا ابداعيا فى التعامل مع التضييقات والانتهاكات فى الانتخابات الطلابية .

5- وينبغى أن لا يغيب عن أذهاننا أن الحركة الطلابية المصرية منذ فجرها الأول وهى متحركة نابضة ناطقة بحال المجتمع وقضاياه. ناطقة متألمة بآلامه كما هى نابضة حالمة بأحلامه. من1934 وتحركها لتغيير الدستور إلى عام 1946 والمطالبة برحيل الاحتلال عن مصر. ومرورا بعام 1968 واعتراضها على النكسة إلى 1973 وشحذها للهمم والشارع للاستعداد لحرب التحرير حرب النصر. انتهاء بأجيال السبعينات والثمانينات، حركة طلابية حرة وطنية مخلصة لا تتحرك لمطامع البعض أو أهوائهم.

6- جماعة الإخوان تدرك جيدا أن شباب اليوم هم قادة الغد، ولذا بالتأكيد لن تحرك الطلاب المنتسبين لها "بالموبايل" وهى تعلم أنه لصنع قادة حقيقيين فلا بد أن تصقلهم التجارب وميدان العمل. وأن يأخذوا قرارهم بأنفسهم وأن يخطئوا فيروا نتيجة خطئهم وأن يصيبوا فيروا ثمرة جهدهم. وأن هذا الطريق هو الطريق الوحيد المضمون لاخراج جيل يعتمد عليه، و يبنى على أكتافه الوطن، وتجد مصر من بينه الرجال القادرين على حمل المسئولية وتولى التبعة الثقيلة لتصحيح واصلاح كل ما تم افساده فى مصر.

7- وأخيرا لا يعنى كل ما سبق انعدام التنسيق بين طلاب الإخوان المسلمين فى بعض الجامعات مع بعضهم البعض لشأن تبنى قضية واحدة فى بعض الأوقات لأهميتها ولاحداث زخم حقيقى حولها ولانضاج نتائجها وأثرها كما حدث فى عام 2005 وتبنى كل طلاب الإخوان لحملة "معا للاصلاح جامعة حرة وطن حر" لتواكب الانفتاح السياسى الحادث فى تلك الفترة. وإذا كان طلاب الإخوان لديهم من القدرة أن ينسقوا مع عموم التيارات الطلابية الناشطة المختلفة معهم فكريا فبديهى أن تكون قنوات اتصالهم ببعضهم البعض مفتوحة للتنسيق فيما يفيد الحياة الطلابية والتواصل لتبادل الخبرات والتجارب.


الباب الثانى: جماعة الإخوان المسلمين وقضايا مجتمعية

1- النقد الخارجى والتعامل معه.

2- الوطن والانتماء لمصر.

3- المرأة فى تصورنا.

4- نحن وزملاؤنا الأقباط.

5- الانعزالية والتعامل مع الآخر.

6- الحريات الفردية.

7- الفنون.


1- رؤيتنا للنقد الخارجى وكيفية التعامل معه

محاور الانتقادات ونماذج منها:

يمكن تقسيم تلك الانتقادات والقضايا التى دوما ما تثار سواء كان ذلك نقد محلى أو نقد خارجى بحسب منطلقاتها إلى:

1- اشكاليات فكرية، حول موقف الجماعة من بعض القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. مثل موقف الجماعة من المرأة والفن ومفهوم الدولة والموقف من الأحزاب و.. و..

2- اشكاليات تنظيمية اجرائية، تتعلق بكيان الجماعة وادارتها ومواقفها وتكتيكاتها واستراتيجياتها. مثل مواقف الجماعة السياسية وتصريحاتها ومفهوم السمع والطاعة ومصادر التمويل والموقف من استخدام العنف كوسيلة و..و..

3- قضايا واشكاليات افتراضية، لم تحدث على أرض الواقع ولكن يثيرها ويتخيلها المتابعون والإعلام فى هيئة اجابات لسؤال "ماذا لو كان الإخوان فى دائرة الحكم؟" مثل الحديث عن مستقبل الأقباط والتعددية السياسية ومساحات الحريات العامة والخاصة و.. و...

وبرغم أن العديد من تلك الانتقادات و القضايا تتناولها الجماعة أكثر من مرة بالرد والتوضيح والتبيان عبر بيانات وتصريحات إعلامية واصدارات مكتوبة. بل وتجاوز الأمر فى بعضها مرحلة التصريحات إلى مراحل التنفيذ. إلا أنها تبقى موجودة وطافية على السطح تكرر هنا وتعلن هناك.

كيفية التعامل مع تلك الانتقادات:

يمكن تقسيم النقد المقدم إلى قسم من أربعة:

1- نقد مصيب فيما ذهب إليه:

فى هذه الحالة علينا الاستماع له، إن كان قد صح منا التجرد لله عز وجل وخلصت النيات وقدمنا الصالح العام ومصلحة الوطن، فلا يضيرنا أن نعترف بخطأنا أو صواب ما أُقترح، ومن ثم لا نجد أى حرجا فى أن نتبعه.

2- نقد يمثل وجهة نظر خلافية فى أمور تقبل أكثر من وجه :

فى هذه الحالة ينبغى أن تطرح الامور المتناظرة وحيثيات كل رأى منها وحجته ووجاهته وأسبابه، وتقابل الحجج بالحجج والأدلة بالأدلة، ولا ضير بعدها أن نتخذ مع جماعتنا من هذه النظائر ما نراه أنسب لفهمنا وحالنا، ويكون ذلك انعكاسا للرأى العام السائد بين أبناء الحركة واقتناعهم، ويصاحب ذلك بالضرورة تربية لأبناء الجماعة على ثقافة الاختلاف وتقبل وجود آراء أخرى مختلفة.

3- نقد مغلوط أو مبنى على معلومات ناقصة :

ينبغى على الجماعة أن تتناوله بالتوضيح والتصحيح، وأن لا تتركه يتضخم ويكبر ويسبب بلبلة ولبسا.

4- نقد قائم على الاتهامات الكاذبة والسب والقذف :

فى هذه الحالة التى يلقى فيها السباب والقذف والاتهامات جزافا بلا دليل ولا بينة، تقيم كل حالة بقيمتها ووقتها وحالها، ففى أحيان كثير يكون السكوت عن الرد عليها هو أبلغ رد، ولكن فى أحايين أخرى يكون من الضرورى الوقوف عليها وردها، وليس المقصود الرد على صاحبها ولكن المطلوب ازالة ما قد تنسجه تلك الأكاذيب من لبس لدى عموم المتابعين لجماعة الإخوان ولا سيما فى عصرنا الحالى وسهولة وسرعة تناقل الأمور والأخبار.

ولعل اعتذار طلاب الأزهر عن عرضهم الرياضى الذى حمل على غير محمله لهو دليل صادق وواضح على التزامنا بخلق الاعتذار كما وصى الإمام البنا فيقول الإخوان المسلمين: "أن تكون شجاعا عظيم الاحتمال , وأفضل الشجاعة الصراحة في الحق وكتمان السر , والاعتراف بالخطأ والإنصاف من النفس وملكها عند الغضب ."


2- الوطن والانتماء لمصر

غريب أن يتبادر لأذهان البعض سؤال عن حب الإخوان لوطنهم مصر وانتمائهم لها، وهل يسهر الإخوان الليالى ويصلون الليل بالنهار إلا حبا لهذا البلد مصر؟!، وهل تنتهك حرمات بيوتهم ويروع أبناؤهم وتصادر أموالهم إلا حبا لهذا البلد الحبيب مصر؟!، وهل يبيتون مشردين خوفا من اعتقال وينام أكثرهم ليله وهو لا يعلم هل سيستيقظ كما يستيقظ الأناس فى بيوتهم آمنين أو سيستيقظ على اقتحامات زوار الفجر إلا حبا لهذا البلد مصر؟!!

نحن ككل أبناء هذا البلد إن لم نكن فى مقدمة صفوفهم نحب هذا البلد ونعشق ترابه، نتمنى رفعته وننشد تقدمه وحضارته، نفرح لأفراحه ونغتم ونبكى وتحرق قلوبنا كمدا وألما لاحزانه وانكساراته، تصفق قلوبنا قبل أيدنا حينما نشهد إنجازات أبنائه ويسيل الدمع رقراقا حينما تفوته الفرص وتمر به الأيام ولا زال فى مكانه.

ولسنا ندعى بحبنا لوطننا أننا نفعل ما لايفعله الآخرون، فحب الأوطان أمر فطرى يجرى فى الدماء، ولنا ابتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل حين أُخرج من مكة فقال :" والله إنك لأحب بلاد الله إلىّ، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت" ومرورا بالصحابة الكرام وموافقهم وانتهاء بكلمات الإمام البنا حين تكلم عن الوطنية فقال : " إن كان دعاة الوطنية يريدون بها حب هذه الأرض، وألفتها والحنين إليها والانعطاف حولها، فذلك أمر مركوز في فطر النفوس من جهة، مأمور به في الإسلام من جهة أخرى، وإن بلالا الذي ضحى بكل شيء في سبيل عقيدته، ودينه هو بلال الذي كان يهتف في دار الهجرة بالحنين إلى مكة في أبيات تسيل رقة وتقطر حلاوة:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بواد وحولي إذ خر وجليـل

وهل أردن يوما مياه مجـنة

وهل يبدون لي شامة وطفيل

ولقد سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم وصف مكة من أصيل فجرى دمعه حنينا إليها وقال: (يا أصيل دع القلوب تقر).

وإن كانوا يريدون أن من الواجب العمل بكل جهد في تحرير الوطن من الغاصبين وتوفير استقلاله، وغرس مبادئ العزة والحرية في نفوس أبنائه، فنحن معهم في ذلك أيضا وقد شدد الإسلام في ذلك أبلغ التشديد، فقال تبارك وتعالى: (وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) (المنافقون:8) ، ويقول: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (النساء:141) .

وإن كانوا يريدون بالوطنية تقوية الرابطة بين أفراد القطر الواحد، وإرشادهم إلى طريق استخدام هذه التقوية في مصالحهم، فذلك نوافقهم فيه أيضا ويراه الإسلام فريضة لازمة، فيقول نبيه صلى الله عليه وسلم : (وكونوا عباد الله إخوانا) , ويقول القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران:118) . .. "

وكان طلاب الإخوان دوما مثالا واضحا جليا لمكانة هذا الحس الوطنى فى أفكار جماعة الإخوان المسلمين، سواء تم من التاريخ استدعاء صور شهداء طلاب الإخوان مع أقرانهم حينما كانوا ينادون بالتحرر من كآبة الاحتلال الجاثم على صدر الوطن، أو تم من الحاضر متابعة الحملات والقيم التى يدعو لها الطلاب فى جامعاتهم وكان من بينها فقط فى الأعوام الخمسة الأخيرة حملة "معا للإصلاح جامعة حرة .. وطن حر" للمناداة بالاصلاح السياسى وحملة " قوم يا مصرى" للتذكرة بتاريخ الشعب المصرى والعمل على استنهاض هذه المشاعر من جديد وحملة "نرفض" لرفض التعديلات الدستورية الأخيرة التى شوهت الدستور.


3- المرأة في تصورنا

عُنى الإسلام بالمرأة عناية خاصة، وقام بتحريرها سابقا فى عصوره الأولى من النظرة التى كانت تنظر إليها، على أنها شيئ ومتاع يتم توارثه كما تورث الدور والأشياء. ولا سيما نظرة الجاهلية للمرأة على أنها عار يجب وئده فور ولادته، ويكفى أن نذكر هنا هذه الآيات لترسم شكل وملامح نظرة المجتمع للمرأة فى ذلك الوقت، يقول الله عز وجل فى سورة النحل: " وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {59}" .

ولكن الإسلام أعاد للمراة مكانتها كإنسان يتساوى مع الرجل فى التكليف والجزاء، يرفع من قدرها ويحفظها ويصونها، يجعل لها ذمتها المالية الخاصة بها، وإرادتها الحرة فى قبول ورفض الزوج المتقدم لها، وغيرها من الأمور التى فردت لها كتب وأبحاث طويلة. ولازال حتى الآن يدافع الإسلام عن المرأة ويحررها، ولكن فى العصر الحديث يحررها من استعباد بشكل جديد، استعباد يريد أن يجعل من المرأة أسيرة فى جمالها وأسيرة مفاتنها، يريد ان يجعل منها لعبة فى يد تجار الشهوات، فيصبح جسدها تجارة فى الإعلانات وتجارة من أجل ترويج الأفلام والسلع، ويجعل منها سلعة رخيصة وينزلها من عرشها ومكانتها ليستمتع بها القاصى والدانى والعزيز والحقير. فى حين أن الإسلام أرادها درة مصونة ولؤلؤة مكنونة، وجعل لها مكانتها الكريمة العزيزة.

وليس المقام هنا مناسبا لتفصيل أسباب ظن البعض وجود اشكاليات للمرأة فى ظل المشروع الإسلامى والتى قد ترجع إلى خطأ البعض فى فهم موقف الإسلام من المرأة، او إلى مشاكل فى التطبيق، أو إلى دور العادات والتقاليد.

ولكنا سنتوقف عند بعض الأمثلة التى تؤكد اهتمام وايمان جماعة الإخوان المسلمين بالمرأة وبدورها:

1- اهتمام جماعة الإخوان المسلمين المبكر بالدور الدعوى والسياسى والمجتمعى للمرأة، لذا تم انشاء قسم خاص للاخوات المسلمات عام 1932 اى بعد تأسيس جماعة الإخوان المسلمين بأربعة أعوام.

2- الدور التاريخى والقيادى المهم الذى لعبته السيدة "زينب الغزالى" فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وتاريخ مصر السياسى.

3- ترشيح جماعة الإخوان المسلمين لمرشحات فى مجالس الشعب فى دورة 2000 ودورة 2005 وتشير بعض المصادر القضائية لفوز مرشحات الإخوان المسلمين فى تلك الانتخابات لولا التدخلات الأمنية السافرة فى العمليات الانتخابية.

بناء على كل ما سبق نؤمن نحن طلاب الإخوان المسلمين بالتالى:

1- أن للمرأة دور كبير فى نهضة الأمم وتنشئة الأجيال، فهى نصف المجتمع بعددها وتمثل نصف المجتمع الآخر بتربيتها له.

2- أن لها أن تستفيد من كل حقوقها المدنية والسياسية، مثل الترشح للانتخابات والتصويت واختيار من يمثلها.

3- بحاجة المجتمع لدور المرأة المجتمعى والمهنى، مع مراعاة كل الضوابط التى تحفظ لها كرامتها وتصون عزتها فى أثناء خروجها للعمل وتأديتها له. ويتناسب مع فطرتها التى خلقها الله عليها.

4-أن للمرأة الحق فى أن تتقلد أى منصب وفق معيار القدرة والكفاءة.

وهنا يتبقى استفسار عن رؤيتنا للمرأة كرئيس:

وبعيدا عن ملابسات الاجابة على هذا السؤال الفقهية والسياسية، وهل هو سؤال افتراضى تخيلى جدلى فلسفى أم هو سؤال حقيقى عملى واقعى، فإننا نؤمن أن دور المرأة ومكانتها لا ينقصه أن تكون رئيسة، وأن خيارنا الفقهي بعدم جواز تولية المرأة للولاية العظمى أو مايوازيها يعني أن الجماعة لن ترشح امرأة لهذا المنصب ولكنها لن تسلبها حقها الدستوري في الترشح فنحن نؤكد أن هناك كثيرا من النساء أفضل وأشرف من كثير من الرجال عامة ومن الرؤساء والمسئولين الذين يفرضون على الشعوب دون اختيار حقيقى لهم.

وفى مجال العمل الطلابى نسعى دوما لتكون للطالبات مكانة واسعة من المشاركة والعمل والتدريب ومن الأمثلة على ذلك:

1- اختيار طالبة من الإخوان لمنصب نائب رئيس الاتحاد الحر فى بعض الجامعات وتقلّد طالبات أخريات مناصب تنفيذية فى الاتحاد الحر.

2- طالبة من طالبات الاخوان المسلمين هى من ألقت كلمة طلاب الإخوان المسلمين فى الندوة الطلابية لمؤتمر القاهرة الخامس بنقابة الصحفيين وكانت الممثل لطلاب الإخوان على المنصة الرئيسية .

3- مشاركة طالبات الإخوان الفاعلة فى النشاطات والمؤتمرات والحملات التى يتم تبنيها فى الجامعات، بالاضافة للفعاليات والحملات الخاصة بهنّ .


4- نحن وزملاؤنا الأقباط

ملف الأقباط هو دوما ملف ذو شجون، لتشعباته وتعقيداته، وليس من السهل أن تُدرك جوانبه وأبعاده فى سطور قليلة، ولكن باختصار نجمل موقفنا ورؤيتنا حول هذا الملف فى نقاط سريعة:

1- شريعة الإسلام لا تفرض على أبناء الديانات الأخرى اعتناقها، وإنما تترك فى رحابها الفرصة للفرد فى حرية العقيدة والعبادة.

2- أن الأقباط إنما هم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن ماضيه وحاضره ومستقبله، ونرى أنه من التكرار الممل أن نذكر ونؤكد على أن لهم كامل حقوق المواطنة ولهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين من وتجاه وطنهم.

3- ومما سبق بديهى أن لهم الحق فى تقلد كل المناصب فى الدولة وفق معيار الكفاءة والقدرة والاحترام دون الاحتكام لمعايير أخرى سوى المعايير المهنية والأخلاقية.

4- أن الدستور يتيح لأى مواطن الترشح للرئاسة، وبالتالى يحق لإخواننا الأقباط فى ظل انتخابات نزيهة الترشح لهذا المنصب على أن يكون للشعب حق الاختيار فيما بين المترشحين من يرونه مناسبا وكفؤا لهذا الدور فى دولة تديرها المؤوسسات ويحوطها الدستور والقانون.

5- ولكننا كفصيل وطنى وإن كنا نرى فى أحقية الأقباط تولى كل المناصب فإننا لا نرى توليهم المنصب الرئاسى فى بلد يدين أكثر من 90% منه بالاسلام، ولسنا بذلك نقدم بدعة من القول السياسى بل فى كثير من الدول التى تضرب كنموذج ومثال للحرية والديموقراطية يفترض فيها أن يكون دين الرئيس هو دين غالبية المواطنين فى تلك البلدان. وليس مرجع رؤيتنا هذه طائفى ولكنها رؤية سياسية بحتة، فحق لنا كأصحاب مشروع وفكرة أن ننتخب الأقرب لمشروعنا السياسى الإسلامى والذى سيكون بالتأكيد كجزء من إيمانه بهذا المشروع مؤمنا به كدين وشريعة ومرجعية، شأننا فى ذلك شأن الليبرالى الذى سيختار المؤمن بالفكر الليبرالى او الاشتراكى أو العلمانى..

6- أن علاقة الأقباط بإخوانهم المسلمين هى ليست علاقة سوية بالتمام وتعتريها بعض الشكوك دوما التى تساعد على اشتعال أى فتيل صغير يتم الباسه الثوب الطائفى، ولا ينبغى أن تدفن أمام تلك الحقيقة الرؤوس فى الرمال، الأمرالذى يستدعى معالجة عميقة حكيمة متأنية، تعالج جذور المشاكل وتبحث مواطن القلاقل وتزرع فى النفوس ثقافة المواطنة والأخوة، تلك الثقافة المزروعة فى فطرة المصريين ويشهد عليها تاريخهم ومواقفهم، مما يعيد الثقة المتبادلة التى يُبنى عليها لمستقبل هذا البلد، وأن لا يكون المعيار الأول فى التعامل فى مثل تلك القضايا وهذا الملف الشائك هو الحل الأمنى.

7- أن ضمان علاقة طبيعية مستقبلية بين المسلمين والأقباط تستوجب الاهتمام بالشباب من الجهتين، فمن ناحية تقوم النخبة ورجال الدين المسيحى بتحفيز الشباب المسيحى على الاندماج مع المجتمع بصورة طبيعية والتفاعل مع النشاطات الشبابية المختلفية وأن يكسروا تلك الحواجز الوهمية التى تضفى هالة من الترقب من كلا الطرفين تجاه الآخر، وعلى الناحية الاخرى يوجه علماء الدين والمثقفون الشباب المسلم التوجيه السليم نحو فهم سماحة الإسلام وحقوق غير المسلمين عليهم وتوعيتهم ان عليهم دور لمسح الصور الذهنية الذهنية السلبية عن الإسلام بمد أيديهم وفتح أذرعهم للتعاون مع إخوانهم من الشباب المسيحى.


5- الانعزال والتعامل مع الآخر "الشراكة"

بديهى ان يميل الإنسان لمن يوافق فكره واهتماماته وأحلامه وآلامه وآماله، مما يجعل شباب الإخوان فى مقتبل عمرهم واولى خطواتهم يجتذبون للتواجد سويا مما قد يفهم او يؤدى لبعض الانعزالية عن الاندماج فى المجتمع، وحول هذه النقطة نوضح التالى:

1- ان هذا التقوقع قد يحدث بالاساس فى مقتبل وبدايات العمل تحت راية وفكر أى مشروع وليس لابناء المشروع الاسلامى فحسب، وسرعان ما تتغير الامور بعد فترة.

2- ان حقيقة فكر ومنهج الإخوان قائم على الدعوة، ما يتطلب أن يندمج أبناء الجامعة اندماجا حقيقيا مع المجتمع لنشر فكرتهم وتوصيل صوتهم وكسب تأييد وقناعات لمشروعهم. بما يتعارض مع ما يظنه البعض من ان هناك توجيهات او تعمد للانعزال عن المجتمع.

3- أن جزءا من هذه العزلة هى عزلة شعورية ناتجة عن شعور أبناء الجماعة بالتربص الأمنى بهم نتيجة ما يرونه من التعامل الأمنى السافر مع المنتمين الجماعة فى كل وقت وكل مكان دون مراعاة لحقوق أو حرمات. فضلا عن التربص الإعلامى من قبل بعض المؤسسات الاعلامية ولا سيما التابعة منها للدولة.

4- أنه على أبناء جماعة الإخوان نفض كل هذه المشاعر السلبية ومقاومة كل الحواجز المفروضة عليهم للدخول فى عزلة، وأن نجاحهم أول ما يكون هو بالاندماج الفاعل مع المجتمع ومخالطته مخالطة ايجابية تؤثر فيه وتتأثر منه بالمفيد والنافع، يما يؤدى لشيوع الفكرة وتترس المشروع بالرأى العام والحصانة المجتمعية.

ولشباب الإخوان الكثير من المبادرات التعاونية مع أقرانهم الطلاب سواء بالتعاون فى الأعمال الخيرية أو التكاتف مع زملائهم فى الروابط الدراسية والمشاركة فى نشاطات الأسر والجوالة، وحتى فى تعاونهم مع زملائهم من أصحاب التيارات الفكرية الأخرى وتواجد طلاب الإخوان الفاعل فى اللجنة التنسيقية لطلاب مصر وكون طلاب الإخوان أحد مؤسسيها وأصحاب فكرتها من الأساس.


6- الحريات الفردية

قد كفل الإسلام للأفراد حريتهم فى ظل المشروع الإسلامى. هذه الحرية التى تنطلق من كون الإنسان خليفة لله فى الأرض، وأنه لا يذل ولا يعبد إلا خالقه الله عز وحل، ولا يذل لأحد من البشر كائنا من كان.

وأبرز مقياس لقيمة الحرية فى أى مشروع هى تعامله مع الطوائف المختلفة عنه والتى تحيا بداخله. ولما كانت العقيدة هى حجر الزواية فى المشروع الإسلامى، فإن قياس مساحة الحرية المكفولة فيه إنما تتم بتقييم وضع العقائد المخالفة له فى ظل شرائعه وأحكامه، والمشروع الإسلامى قد ضرب أروع المثل فى كيفية تعايشه مع غير المسلمين. ويكفى دليلا على الحرية فى العقيدة قول الله عز وجل " لا إكراه فى الدين"، ومن ثم فإن الحريات مكفولة للأشخاص فيما هو دون ذلك من أمور وأفكار، على أن لا تتسبب حرية البعض فى ايذاء الآخرين فكما يقال " انت حر ما لم تضر"، وأيضا ما دامت تلك الحرية لا تثير الفتن وتقلب المجتمع وتهدد وحدته ونسيجه واستقراره.


7- الفنون

كانت الفنون ولا زالت قادرة على ايصال الرسائل والقيم بسرعة وقوة تفوق سرعة وقوة الخطاب المباشر، لذا لا يتعارض المشروع الإسلامى مع الفنون بل ويسارع فى الاستفادة منها فى ايصال رسائله التى تعمل على نشر الفضيلة والخلق القويم واصلاح المجتمع واستنفار ايجابيته وجهده وحركته.

غير أن هناك من الفنون ما يُساء استخدامه فيسعى لنشر الرذيلة وتهييج الشهوات وكسر القيم والمبادئ وهو ما يجب على المجتمع ككل وأصحاب المشروع الإسلامى كجزء من المجتمع التصدى لمثل تلك الفنون الهدامة التى تتعارض مع الفطر السليمة والعادات والأخلاق القويمة.

وقد فطن الإمام البنا منذ نشأة الجماعة لأهمية الفنون فأنشأ فرقة الإخوان المسلمين المسرحية والتى قدمت فى حينها مسرحية جميل بثينة وغيرها، وقدمت للساحة الفنية بعضا من نجومها فيما بعد، ولا زالت إلى الآن تعنى جماعة الإخوان المسلمين بالفن فى بعض صوره وإن كانت تحتاج لمزيد جهد واجتهاد فى هذا المسار للوصول للمكانة المرجوة من استخدام وتفعيل الفن فى خدمة قضايا الوطن والأمة.


الباب الثالث: المشروع الإسلامى وقضايا سياسية

1- عناصر المشروع الإسلامى وغياب التفاصيل.

2- منهج التغيير عند الإخوان المسلمين.

3- استخدام العنف.

4- استخدام شعار الإسلام هو الحل.

5- اللعب على أوتار العاطفة الدينية.

6- تداول السلطة واستخدام سلم الديمقراطية لمرة واحدة.

7- رغبة الإخوان فى الوصول للحكم.

8- صفقات الإخوان مع النظام.

9- بطء حركة الإخوان.

10- التفاعل مع قضايا الأمة واهمال قضايا الوطن.

11- مفهوم الخلافة الإسلامية


1- المشروع الاسلامي واشكالية غياب التفاصيل

نرد على هذه الاشكالية بالتالى:

1- أن سرد التفاصيل يحتاج ولا شك للمعلومات، وفى ظل أوضاع بلادنا الراهنية تعامل المعلومات حتى وان كانت معلومات حق للجميع على أنها أسرار عسكرية لا ينبغى البوح بها او تداولها، مما يعيق على اى مهتم أن يقدم أطروحة متكاملة واقعية فى ظل الضبابية الموجودة وغياب الشفافية فى تداول المعلومات.

2- أن غياب التفاصيل فى بعض الأمور هو أمر إيجابى يعكس أنه ليس للإخوان فكر متحجر جامد تجاه القضايا يحملون المجتمع حملا على اعتناق وتنفيذ أرائهم، بل لدى الإخوان قواعد وضوابط عامة ومتروك للأمة أن تختار ما يناسبها من خيارات واحتمالات فى ظل تلك القيم والمبادئ والضوابط.

3- أن الإخوان يقدمون التفصيلات والبرامج فى أماكن بعينها والتى يحتكون بها ويتقدمون لشغلها كما هو الحال فى انتخابات المجالس النيابية والمحليات، وانتخابات اتحادات الطلاب ونوادى هيئة التدريس، فضلا عن القطاعات المهنية المختلفة كل بحسب وظيفته ودوره، ولذا كان لهم مثلا أدوار ومشاركات متعددة فى تقديم مشاريع قوانين تحت قبة البرلمان فى حين أنهم لم يقدموا تفاصيل تنفيذية كونهم لم يعرضوا نفسهم بعد كبديل للجهات التنفيذية متمثلة فى الحكومة والوزارات.

وقدم الطلاب نموذجا عمليا فى ذلك بتقديهم تصورات وتفاصيل للاتحادات الطلابية وكذلك تقديمهم لمبادرات وتوصيات تضيف وتثرى الحياة الطلابية على مستوى الدراسة والنشاط، فضلا عن مشاركة طلاب الإخوان لغيرهم من الطلاب الناشطين فى صياغة لائحة طلابية تكون بديلا للائحة 79 والتى تم فعليا اقرار بعض بنودها المقترحة فى اللائحة الطلابية الجديدة التى صدرت عام 2007


2- منهج التغييرعند جماعة الإخوان

قناعتنا بالمشروع الحضارى الإسلامى الذى تحمله جماعة الإخوان المسلمين، تجعلنا نراه وكأنه وردة جميلة فائحة العطر زاهية الألوان نحملها بقلوب محبة لوطننا وأمتنا ونسعى لنشر بهائها وألقها فى كل مكان، لتأخذ بيد أهلنا ووطننا لرحاب الحرية والكرامة والتقدم.

وبديهى إن كان الدافع الحب والمودة والاشفاق على الوطن وإن كان الشيئ الذى يقدم جميلا رقيقا، أن تتم الدعوة لهذا الفكرة ونشرها بحكمة وموعظة حسنة، متمثلين فى نشرالفكرة وتغيير المجتمع لها منهاج جماعتنا والذى يتسم بانه متدرج وليس فورى،عميق وليس سطحى، واقعى وليس خيالى، شامل وليس جزئى، يعترف بالآخر فكرا ورأيا، تغيير نقود الأمة إليه ولا ننوب عنها فيه.


3- استخدام العنف

ترفض جماعة الإخوان المسلمين منذ نشاتها وحتى حاضرها ومستقبلها استخدام العنف كوسيلة للتغير، ويتم التأكيد على ذلك دوما فى أدبياتها كما يتسم ذلك مع ممارساتها وأعمالها. ونتناول هذا العنصر سريعا فى عدة نقاط:

1- أن الاتهام بان كل جماعات العنف قد خرجت من عباءة الإخوان المسلمين، هو فى الحقيقة شهادة لها بأن العنف لم يجد له طريقا او سبيلا فى جماعة الإخوان فاضطر مؤيدوه ومريدوه للخروج منها بحثا عن سبيل آخر لممارسة عنفهم.

2- وأن هذه الشهادة تستوجب أن يدعم نشاط جماعة الإخوان لا أن يحارب، حتى تستوعب مثل هذا الشباب المتحمس وتوجهه للتربية السليمة ومفهوم الدين الصحيح، فتوظف طاقاته فى بناء المجتمع ونهضته وتطويره بعيدا عن مستنقعات العنف وظلام الجهل.

3- حين يفتح هذا الملف تسرد من فورها عدة مواقف و أحداث تاريخية بعينها على أنها دليل استخدام العنف من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وإن افترضنا جدلا –برغم أن مواقف الجماعة القديمة والحديثة وبرغم أن تفاصيل الاحداث تنافى ذلك- اذا افترضنا أن الجماعة كانت على علم بتلك الاحداث، فإنه كما يقال يكفى للمرء فخرا أن تعد معايبه، فسردها فى عدة احداث لا تجاوز فى عددها أصابع اليدين بل وأصابع اليد الواحدة إنما هو شهادة للثوب ببياضه حتى تتمكن من عد وحصر نقاط سوداء عليه، وأن انكار الجماعة لعلاقتها بهذه الأحداث –حتى وان افترضنا جدلا أنه كانت هناك روابط لها بهذه الأعمال- إنما هو أكبر دليل وشاهد على رفض مبدأ العنف واستنكاره وأن أدبيات الجماعة لا تقبله وخاصة إذا أكد تاريخ الجماعة على عدم تكرار مثل هذه الأحداث.

4- أن أحكام القضاء كانت دوما تسطر دليل براءة الإخوان من العنف واستخدامه ، فلم يتم ادانة أحد من أفراد جماعة الإخوان المسلمين فى قضايا عنف أو خروج على القانون منذ السبعينات، وكانت دوما البراءة هى العامل المشترك الوحيد فى كل القضايا التى يحال فيها الإخوان المسلمون للقضاء الطبيعى المدنى.

5- وإن كان البعض يدعى أن ابتعاد الإخوان عن العنف إنما هو خطوة تكتيكية مؤقتة وأنهم يضمرون فى نفوسهم غير ذلك من استعداد ورغبة لاستخدام العنف، فالسؤال الذى يطرح نفسه بقوة ومتى سيحين هذا الوقت؟ وما هى الدواعى التى ستدفع الإخوان لاستخدام العنف؟ وهل هناك أوقات وضغوط ستقع على الإخوان تدعوهم لاستخدام العنف أكثر مما يلاقوه هذه الأيام من ظلم وانتهاكات لحرمات البيوت واعتقالات ومصادرة اموال ومحاكمات عسكرية ومنع من التعيينات والتعسف الإدارى وتزوير انتخابات انتهاء بالقتل البطئ بحبس أصحاب الأمراض المزمنة والأمراض المستعصي@����������8�م بل والقتل المباشر كما حصل للشهيد مسعد قطب والشهيد أكرم الزهيرى وغيرهم؟، فإن لم يلجأ الإخوان للعنف أمام كل هذا الظلم والقهر فمتى سيستخدموه إن صح هذا الاتهام ؟!! وإذا أردنا اسقاط هذا العنصر على الحياة الطلابية وما يتم ترويجه من بعض المشاهد على انها دليل لانتهاج طلاب الإخوان العنف فى الجامعات كعرض طلاب الأزهر وأحداث عين شمس وغيرها..

لسنا هنا ندعو الناظر إلى أن يقتنع برأينا فى تلك الأحداث ولكن ندعو المنصف أن يقف على كل تفاصيل الحدث قبل أن يلقى الحكم.

ولعل حادثة الأزهر قد كتب فيها وعنها الكثير ما يوضح حجمها وحقيقتها و يكفينا فيها الآن شهادة مفجرها وهو مصور جريدة المصرى اليوم فى رسالته الطويلة حينها والتى قال فى مقدمتها :

" أرجو من قراء هذه الرسالة أن يعرفوا إلي أي مدي السوء الذى أعانيه نفسيا من جراء نشر تلك الصور فمنذ يوم الاثنين عندما نشرت جريدة المصري اليوم خبر( ميلشيات الأزهر ) أحسست بضيق في صدري لما سوف يأتي بعد ذلك.

الله وحده يعلم أنني كنت أؤدي عملي فقط وان الأمر لا يستعدي كل هذه الضجة ولا ما ترتب عليها من أحداث واعتقالات فما حدث يوم الأحد كان مجرد فقرة رغم غرابته إلا أن حواري مع الشباب تأكدت انه لايحمل اى مضمون أو هدف بالإضافة أن عدد الطلبة لم يكن يتجاوز 2% من قوات الأمن الموجودة على أبواب الجامعة فمن الذي يقوم بالاستعراض ؟ ."

أما بلطجة عين شمس فعين الكاميرات وملفات الفيديو المسجلة والموجودة على مواقع اليوتيوب لهى خير شاهد على من كان يستخدم الاسلحة البيضاء والزجاجات الحارقة من شباب بلطجية استأجرتهم قوات الأمن وسمحت لهم الجامعة بتنديس حرمها ضد طلاب الإخوان الذين كانوا إنما يطالبون بحق شرعى لهم ولزملائهم الطلاب فى انتخابات نزيهة تسمح للجميع بالترشح وتترك للطالب حرية اختيار من يمثله.

ولا يعنى ما سبق أن طلاب الإخوان المسلمين ملائكة مبرئون فبالتأكيد قد يصاحب نشاطاتهم وكثرة حركتهم وتنوعها بعضا من الخروج عن الأمثل، فى بعض المواقف العصبية التى قد يعلو فيها صوت حماس أو أحيانا تهور الشباب على صوت العقل والحكمة، إلا أننا نؤكد انها تكون مواقف فردية انفعالية سرعان ما يتم تداركها والاعتذار عنها فضلا عن معاتبة ومحاسبة صاحبها، وإن كان البعض يتحامل بشدة على طلاب الإخوان فى مثل هذه المواقف فالأولى أن يتم محاسبة ومعاقبة المسئول عن هذا التأزم والانغلاق فى الحياة الطلابية من ادارات جامعية سلمت قرارها ورقابها للاوامر الأمنية فحجمت إن لم تكن وأدت وقتلت النشاط والابداع الطلابى.، وحرمت الطلاب عموما والناشطين منهم خصوصا من حقوقهم الطبيعية فى ممارسة نشاط طلابى فى جو صحى ومناخ مفتوح يرعى مواهب الشباب ويربى عظماء جدد ويصنع قادة المستقبل.


4- استخدام شعار الإسلام هو الحل

من وقت لآخر يتجدد الحديث حول استخدام جماعة الإخوان المسلمين لشعار "الإسلام هوالحل" كشعار فى الانتخابات والفعاليات العامة، وبرغم أن ذلك الجدل قد انتهى قضائيا بالحكم بصلاحية الشعار وعدم معارضته للقاون والدستور، إلا أن استخدام الشعار لا يزال يثير التساؤلات والنقاشات مما يحتاج للوقوف فى نقاط سريعة: 1- أن هذا الشعار ابتداءا ليس شعارا دينيا ولا دعوة لتفرقة طائفية، كما أقرت بذلك أحكام القضاء التى نصت على مشروعية استخدام هذا الشعار فى الانتخابات وعلى انه لا يخالف الدستور.

2- أن هذا الشعار باختصار هو قلب الأيدلوجية الإسلامية وعنوان ومضمون مشروعها الإصلاحى، وأن أى نقاش بين إسلاميين من أبناء الجماعة أو خارجها حول الشعار إنما يكون حول تصديره واستخدامه كشعار وليس حول مضمونه وتعبيره عن هوية المشروع.

3- لكى نقف على اختيار الشعار الأنسب بحسابات سياسية، سواء كان من يقوم بهذا الحساب هو فرد من أبناء جماعة الإخوان المسلمين أو من خارجها، فينبغى عليه أن يقوم بحساب المتغيرات التالية بدقة وكل متغير بوزنه ليصل لنتيجة ترجح كفة شعار على آخر:

1- مميزات ومكاسب استخدام شعار الإسلام الحل.

2- مشاكل وخسائر من جراء إستخدام شعار "الإسلام هو الحل"-نضع عدة خطوط تحت كلمة استخدام.

3- خسائر ترك شعار "الإسلام هو الحل" فى حال استخدام شعار آخر مقترح.

لم نضيف هذه النقطة من باب أن استخدام شعار "الإسلام هو الحل " من الثوابت لدى جماعة الإخوان- ونضع مرة أخرى عدة خطوط تحت كلمة استخدام- ولكن تم اضافة هذا الطرف فى المعادلة لأن هذا الشعار هو المستخدم فعلا فى الانتخابات السابقة منذ الثمانينات، لذا فى حال الرغبة فى استبداله ينبغى أن نحسب خسائر تركه.

4- مميزات استخدام أى شعار آخر مقترح.

5- مشاكل وخسائر استخدام هذا الشعار الآخر المقترح.

6- المعطيات على الساحة والظروف والبيئة المحيطة، ومراعاة متغيرات تقبل الناس للشعار وقاعدة خاطبوا الناس على قدر عقولهم.

يجب أن توضع هذه النقاط الست فى الحسابات للوصول لنتيجة تتعلق باستخدام الشعار الأنسب.

7- نتيجة هذه المعادلة لن تكون صح وخطأ ومصيب ومتجاوز، ولكن ستكون صح وأصح وصائب وأصوب . وفى ضوء ما سبق فإننا نؤمن بشعار "الإسلام هو الحل" كشعار معبر عن المشروع الإسلامى الحضارى الذى نحمله، ونرى أن استخدامه من عدمه يتغير من وقت لآخر بتغير المعطيات والظروف ووفق حسابات يدخل ما سبق ذكره من نقاط فيها.


5- اللعب على أوتار العاطفة الدينية

تتهم دوما جماعة الإخوان بانها تلعب على وتر العاطفة الدينية فى حشد الأصوات وتحريك عموم الشعب والذى يتسم بانه متدين بطبيعته.

ونرد على هذا الاتهام فى النقاط التالية:

1- ان حقيقة المشروع الإصلاحى الذى تحمله جماعة الإخوان المسلمين هو مشروع ذو مرجعية إسلامية، فليس استخدام الأيات والشعارات كشعار الإسلام هو الحل وليس ربطه بالإسلام شيئا متكلفا متصنعا لالهاب العواطف وتجييش المشاعر، بل هو ربط منطقى وطبيعى.

2- ان جماعة الإخوان لم تحتكر التحدث باسم الدين، ولا تعتبر نفسها هى الإسلام، بل تقدم فى مشروعها رؤيتها وفهمها لاحكام الإسلام وشريعته، ويسرها ونجاح لها أن يربط الباقون مشاريعهم بالإسلام، فهى إذا لم تحكتر الارتباط بالإسلام وتمنع الآخرين منه، كما لا تقبل أن يقصر الإسلام والتحدث باسمه على مؤسسة او أشخاص.

3- انه وان جاز تقبل هذا الاتهام على عموم الشعب والمواطنين البسطاء بما يحقق للإخوان النجاحات فى انتخابات مجلس الشعب، فهل يفسر هذا الاتهام نجاحاتهم فى اقناع العقليات المفكرة ورموز المجتمع ونخبته فى انتخابات أعضاء هيئة التدريس والنقابات واتحادات الطلاب.

4- أن مخاطبة العواطف والتفاعل معها ليس عيبا فى حد ذاته، فالتأثير والتغيير يقوم على ثلاثة محاور الخطاب العقلى والاقناع والخطاب العاطفى والمحور الثالث العمل والحركة، ولكن العيب فى ان يكون هذا الخطاب العاطفى أجوفا مفرغا من التفاصيل والاجراءات العملية والشق العقلى والنظرى. ويتسم خطاب ومشروع جماعة الإخوان المسلمين أنه يحتوى على العناصر الثلاثة فالخطاب العاطفى يلازمه ويسبقه برامج وتفاصيل ومسودات ومبادرات واطروحات ويسبقهما ويلحق بهما سبق فى ميادين العمل اولتضحية والبذل والحركة.

5- أن هذا الاتهام فى حقيقته هو شهادة للمشروع الإسلامى بأنه الأنسب لبيئتنا ومجتمعنا - المتدين بطبعه-، مما يستدعى أن يدعمه الجميع أو على أقل التقديرات أن تتاح له الفرصة المناسبة لطرح فكرته بتفاصيلها وأن يتم اعطاؤه المشروعية القانونية بالاضافة لمشروعيته الشعبية .

6- أن هذا الاتهام فيه تجنى على عموم الشعب واتهام له فى رجاحة عقله وحسن اختياره بما يتعارض مع مبادئ وأسس الديموقراطية ويتسق مع تصريحات لأحد المسئولين بان الشعب لم يصلح لمرحلة النضج السياسى التى تؤهله لاختيار من يمثله.


6- تداول السلطة واستخدام سلم الديموقراطية لمرة واحدة

يؤمن الإخوان المسلمون بأهمية تداول السلطة كدليل صحى على حياة الشعوب وكمحفز حقيقى للتنافس والاجتهاد بما يصب فى مصلحة الوطن والدفع به وبنهضته، ويرى الإخوان أن ترسيخ معانى الديموقراطية وتداول السلطة فى نفوس وضمير الشعوب هو الضمانة الحقيقية والوحيدة لبقاء الوطن حرا مقاوما للاستبداد والاستعباد.

وهنا يتهم البعض الإخوان بأنهم يريدون استخدام سلم الديموقراطية لمرة واحدة يصلون به للحكم ومن ثم ينقلبون على هذا السلم، ويُرد على هذا الاتهام بالتالى:

1- أن هذا الاتهام نوع من استباق المواقف والبحث فى الضمائر، وليس مبنيا على أى دليل مادى ولا يرتكن لأى وثيقة تنظيرية للجماعة أو ممارسات عملية لها.

2- أن الإخوان هم بالأساس أصحاب مشروع فكرى والجانب السياسى يمثل جزء صغير منه، ولا معنى لنجاح هذا المشروع السياسى الذى يمثل مسارا إلا بأن يكون المشروع الفكرى قد ترسخ فى نفوس الشعب بالإيمان به أو على أقل التقديرات احترامه ممن لم يؤمن به، ذلك المشروع الفكرى هو مؤشر البوصلة لنجاح دعوة الإخوان واهتزازه فى نتائج انتخابات نزيهة هو مؤشر انذار يحتاجه الإخوان أكثر من غيرهم للعمل على نشر مشروعهم واقناع الناس من جديد به.

3- وأن التجارب التاريخية تثبت العكس ففى المرات القليلة التى يسمح فيها بهامش من النزاهة والحرية فى الانتخايات على مختلف مستوياتها، قد يحصد الإخوان حينا فوزا ونصرا يلحقه خسارة وتراجع، ولا يصاحب ذلك انقلابا من الإخوان على النتائج.

4- بل وتجارب الدول الأخرى تشير إلى أن دوما الانقلابات كانت تأتى حينما يتصدر الإسلاميون المشهد السياسى عبر انتخابات نزيهة، ويكون المنقلبون هم دعاة الحرية والعلمانية، كما هو الحال سابقا مع أربكان وحزبه فى تركيا، وجبهة الانقاذ فى الجزائر، وحكومة حماس فى فلسطين.


7-رغبة الإخوان فى الوصول للحكم

يتكرر اتهام من البعض بأن للإخوان أجندة داخلية هدفها الوصول للحكم وليس التغيير والتطوير، ولهؤلاء نقول:

1- أن طلب الحكم بالأساس ليس عيبا، وعجيب كل العجب أن يوجه اتهام كهذا من قبل من ينادون بالحرية والديموقراطية التى تكفل لأى فرد الرغبة فى الوصول للحكم ما دام مؤهلا للقيام بتلك المهمة ووصل للحكم عبر اختيار حر نزيه من الشعب.

2- أن التفتيش فى الضمائر ليس من أدوات اللعبة السياسية التى تعترف بالمعطيات على الأرض والتنظيرات والممارسات، وتصريحات الإخوان وممارساتهم لا توحى ولا تتطلب لا تصريحا ولا تلميحا الوصول للسلطة والاستئثار بالحكم.

3- أن للإخوان رؤية وأهداف معلنة تبدأ من الفرد المسلم وتمر عبر الحكومة المسلمة، فليس غريبا أن يتمنى وينشد الإخوان وجود الحكومات التى تنفذ وتطبق المشروع الإسلامى الحضارى، ولكن تلك الأهداف لم تشترط أن يؤلف هذه الحكومة الإخوان المسلمون، فنحن فى جماعة الإخوان المسلمين نريد أن نُحكم بالإسلام –بضم النون-لا أن نَحكم بالإسلام –بفتح النون-، ومقياس نجاح دعوتنا الحقيقى أن يقتنع بها من هم خارج التنظيم ويسعوا لتطبيقها.

4- وبالحسابات السياسية البحتة سيدرك أى شخص أن التبعة السياسية فى وضعها الحالى كئيبة ومثقلة، وليس من الحصافة أن يتقدم الإخوان المسلمون ويرغبوا فى تسلم هذه التركة الثقيلة مما قد يفشل مشروعهم فى أول خطواته وتجاربه، ويدرك الجميع أن وصول الوطن لمرحلة من الاستقرار يتطلب اكتتابا جماعيا من مختلف القوى والأفكار للتضامن وتتكاتف لتنتشل الوطن مما هو فيه ولتسابق الزمن فى تعويض أعوام وعقود من التخلف والتأخر مر بها وطننا الحبيب.


8- صفقات الإخوان مع النظام

يتم الحديث كثيرا عن وجود صفقات بين النظام والإخوان، وتحمل كلمة "صفقة" عدة دلالات ومعانى مختلفة، فإذا كان المقصود بالصفقة هو التواصل بين الإخوان والنظام للاتفاق على مصلحة عامة تفيد المواطن وتخدم القضايا الوطنية فهو أمر محمود لا تنكره الجماعة بل وتعلن دوما أن بابها مفتوح للجميع وأنها تمد يد التعاون وتساند وتكاتف كل ما من شانه الرقى بهذا الوطن وتحقيق آمال وطموحات الشعب.

وأما إن كان المقصود ب "الصفقة" المعنى المشبوه الذى يشير لتحقيق مصالح شخصية غير مستحقة للجماعة أو بعض أفرادها، ، أو أن يتم التوافق على غير مصلحة الوطن والشعب فهو بالتأكيد اتهام مستنكر ومرفوض. فعناصر أى صفقة أربعة عناصر، الطرف الأول والطرف الثانى والشيئ المقدم والمقابل

الطرف الأول : قيادات جماعة الإخوان المسلمين :

والسؤال الذى يطرح نفسه من فى قيادات جماعة الإخوان المسلمين لم يناله الطرف الثانى بالايذاء المادى والمعنوى، سواء بالاعتقال لسنوات أو المنع من السفر أو مصادرة الأموال وانتهاك حرمات البيوت وترويع الأطفال والنساء، فكيف يتناسى قادة جماعة الإخوان أوجاعهم وأحزانهم ومثل هذه الانتهاكات ويعقدوا صفقة. الطرف الثانى وهو النظام الحاكم بما هو منتشر فيه من فساد ونفعية، واشتهاره بالنكوث عن العهود، والوعود الكاذبة والأفعال المتعدية على حقوق الإنسان والحريات، وعدم الالتزام بالقوانين والدستور. فهل يعقل أن تعقد صفقة مع طرف لا يؤمن جوانبه، وقادر دون أن يرمش له جفن أن يخل بأى اتفاق ويخرق أى عهد ووعد.

الشيئ المقدم :

ويتبادر للذهن السؤال عن المقدم الذى ستدفعه الحكومة هل هو حرية لأفراد الجماعة؟ بدلالة اعتقال نائب المرشد م.خيرت الشاطر و40 من رموز الاصلاح والحكم عليهم بالسجن لمدد تصل ل 7سنوات بعد محاكمة عسكرية؟!!.أم أن المقابل مادى بدلالة مصادرة مئات الملايين من الأموال الشخصية لأفراد الإخوان واغلاق شركاتهم ومؤسساتهم ؟! أم ان المقابل مساحة حركة تضيقها وتوسعا السلطة كيفما تشاء ووقتما تحب؟، أم أن تغض السلطة الطرف عن بعض تحركات الإخوان المسلمين فى المجتمع والتى هى حق لهم مشروع فى نشر وسطية الإسلام وفكر المشروع الحضارى الإسلامى؟!.

وما هو المقابل المطلوب من جماعة الإخوان :

هل هو أن يغير الإخوان فكرهم الذى تربت عليه أجيال وظل صامدا متواجدا على مدار 80 عاما هى عمر الجماعة، أم مطلوب منهم أن يهادنوا الحكومة ويداهنوها ويقبلوا بما تفعله ويؤيدوه بحلوه ومره وخيره وشره واصلاحه وافساده بما يعد خيانة لعقيدة الإسلام قبل أن يكون خيانة للمشروع والفكرة والشعب والأمة.

وبعيدا عن السطور الماضية التى يعتبرها البعض كلمات عاطفية، فلنذهب للواقع هل قدم الإخوان ذلك المطلوب منهم وتوقفوا عن معارضة الحكومة فيما يرونه مضادا لمصلحة الشعب والوطن؟ وهل هادنوها؟ هل غير الإخوان خطابهم ومشروعهم؟ وهل قامت الحكومة بتقديم المقابل وفتحت المجالات والأبواب للإخوان ليتحركوا بحرية وينالوا حقوقهم التى كفلها لهم القانون والدستور، نعتقد أن الباب الوحيد الذى فتحته الحكومة للإخوان هو كان ومازال أبواب السجون والمعتقلات مكافاة لهم على نضالهم الدستورى السلمى للدفاع عن حريات الشعب وحقوقه ومصلحة الوطن. وإذا كان الإخوان يبحثون عن المصالح الخاصة والسلطة كما يظن البعض فهل سيحقق الإخوان بالصفقات ذلك، أم أن سعيهم لوجود حرية حقيقية فى ا لمجتمع هو ما سيضمن لهم الوصول للسلطة –إن أرادوها- ولا سيما بأنهم قد حصلوا فعليا على 20 % من ثقة الشعب فى انتخابات مجلس الشعب 2005 والتى كان بها قدر من النزاهة.

ربما يتفق البعض أو يختلف مع قرارات الإخوان وتحركاتهم، ولكن لعل قراءة منصفة للأحداث ستخرج تصرفات الإخوان وأفعالهم من تحت تصنيفها تحت بند الصفقات المشبوهة وستخرجها من تصنيف المداهنة والبحث عن السلامة والراحة.


9- بطء حركة الإخوان

يرى البعض أن حركة جماعة الإخوان المسلمين بطيئة ولا تتناسب فى بعض الأحيان مع تتابع الاحداث وسرعتها، ويعيب البعض أيضا من الأساس تحركاتها ويرى ان فى بعضها ما لا يتماشى مع المصلحة العامة.

ويصعب بالطبع تناول مثل هذه الانتقادات الآن فى معزل عن المواقف التى تقال فيها، وتحسب كل حالة بحالتها فى جو ودى تتقبل فيه الجماعة النقد والنصيحة بصدر رحب، ولكن ما يعنينا هو أن نضع بعض النقاط التالية التى نعتبرها أدوات قياس تسبق اتخاذ القرار، والتى قد يقبلها البعض كسبب وجيه لما قد يعتبره البعض تأخرا أو تخلفا عن المصلحة العامة.

1- جماعة الإخوان المسلمون عمرها 80 عاما، ليست وليدة حدث أو موقف ولا تنتهى أهدافها عند تغير جزئى أو لحظى، بل تتسع رؤاها لمنظومة إصلاح متكاملة الأركان على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والعالم.

2- تحرك جماعة كبيرة فى حجم جماعة الإخوان المسلمين – وأرجو أن لا تقرأ الجملة السابقة على أنها نرجسية ولكنها إحصاءات وأرقام – هذا التحرك يمثل مفاصل تاريخية، ومشاركة الجماعة بثقلها فى حدث ما أو تأخرها فى المشاركة فى هذا الحدث يجعلها بالضرورة مسئولة تاريخيا عن هذا الموقف ونتائجه وعواقبه.

3- ولنستعيد من التاريخ دور الإخوان ودعمهم لثورة يوليو ومسئولية الإخوان التاريخية عن رعاية هذه النبتة – أيضا ليس هذا من باب المن ولكنه حقيقة تاريخية يؤكدها ولا ينكرها المشاركون الأوائل فى الثورة - مما يجعل الإخوان مشاركين فى مسئولية هذا الحدث، وفى حال تقييم التجربة وكانت مخطئة الأهداف والمسارات فعلى الإخوان تحمل نصيبهم من هذا العبء التاريخى الذى سيلقى بساحتهم، وإن كان العكس فلهم نصيب من التقدير لا نعتقد أنهم ينتظروه.

4- وفى كثير من الأحيان تدفع جماعة الإخوان المسلمين الضريبة الأكبر لتلك التحركات حتى وإن كان الراعى لتلك التحركات مختلف التجمعات الوطنية الفاعلة، ويكون ذلك عبر الاعتقالات والتضييقات ومصادرة الاموال وانتهاك حرمات البيوت والمنع من السفر والمنع من التعيينات و.. و.. ، ولذا كان حقا لهذه الجماعة أن تقيم المكاسب والخسائر من هذا التحرك فى ضوء استراتيجية طويلة المدى من مكافحة الفساد والاستبداد.

5- ودليل مكمل لكل ما سبق، هو سرعة تحرك طلاب الإخوان فى الجامعات المصرية والمدن الجامعية مع الأحداث إن لم يكونوا الأسبق دوما فى التفاعل، فبرغم أن طلاب الأخوان جزء هذه الجماعة الكبيرة إلا أنهم لا تحكمهم نفس الحيثيات والموازنات التى طرحناها فى النقاط السابقة بما يعطيهم فرصة أكبر للتحرك ومساحة أوسع وأسرع من التفاعل.


10- التفاعل مع قضايا الأمة واهمال قضايا الوطن

يرى البعض أن جماعة الإخوان تتحرك لقضايا الأمة مثل فلسطين والعراق وغيرها بصورة أكبر وأقوى مما تتحرك به تجاه قضايا الوطن، ولعل الحكم على مثل هذا الأمر يستدعى قراءة تاريخية منصفة وأيضا دراسة تفصيلية احصائية لنشاطات وفعاليات الأخوان المختلفة ليسهل فى النهاية الخروج بحكم موضوعى على هذه النقطة دون تعميم غير منصف.

أما إن أردنا الحديث عن الحياة الطلابية وتفاعل طلاب الإخوان المسلمين مع تلك القضايا، فنقر ابتداء أن أداءنا كطلاب الإخوان وتفاعلنا مع القضايا الوطنية لا يكون بالصورة المثلى وبالحجم الأنسب، ولا يعنى هذا تجاهلنا لقضايا الوطن أو تعظيمنا لقضايا الأمة على هموم الوطن وآلامه وأحلامه، ولكن هذا الخلل فى التفاعل يرجع لعدة عوامل، ولكن قبل أن نتطرق إلى تلك العوامل ينبغى أيضا أن يوضع معيار الوقت والحدث فى الحسبان ففى أثناء الاحتلال الانجليزى لمصر وبعد احداث النكسة كان الهم المصرى الوطنى الخالص فى صدارة الحدث وفى مقدمة النشاط السياسى والمجتمعى والطلابى سواء كان ذلك من طلاب الإخوان أو من غيرهم من القوى الوطنية المختلفة، وحديثا على سبيل المثال كما هو الحال فى عام 2005 كان التحرك لقضايا الاصلاح وتعديل الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية هو الحدث الأهم والذى تفاعلت معه كل القوى والشخصيات الوطنية ومعها طلاب الإخوان المسلمون فتبنوا حملات متوالية بعناون " قوم يا مصرى" ثم حملة " معا للاصلاح جامعة حرة وطن حر" ثم حملة لرفض التعديلات الدستورية بعنوان "نرفض" وخرجت الجماعة بشبابها وشيبها فى مظاهرات تنادى بالاصلاح وقدمت المعتقلين فضلا عن شهيد الطوارئ طارق الغنام.

وبالعودة لأسباب وجود بعض الخلل فى التعامل مع قضايا الوطن وعدم التعامل معها بالشكل الأمثل فيمكن سرد بعض النقاط التالية:

1- أن المحرك لقضايا الأمة يكون تحرك عقائدى بحت، نتيجة لانتهاك حرمات المقدسات فى فلسطين أو تساقط الشهداء والمسلمين فى فلسطين أو العراق أو أى من البقاع الساخنة فى العالم، مما يجعل القضية واضحة والانفعال والتفاعل سريع وقوى والحافز والموجه عقائدى واضح.

2- أن قضايا الوطن فى أغلبها لا تتسم بذات الوضوح والحدة، ولكنها فى الأغلب تكون قضايا متدرجة متشابكة مبهمة، مما يفقدها سمات الاستثارة للتحرك السريع أو القوى، بالتأكيد لا تنطبق هذه الصفات على كل قضايا الوطن بل كما قلنا أغلبها.

3- أن ما سبق ليس حالة إخوانية خاصة بل هى ثقافة مجتمعية عامة وسائدة فمن السهل أن يتحرك الشعب أو حتى عموم الطلاب تجاه إحدى القضايا العقدية فى حين تجد صعوبة ورهبة وخوف وتفكير قبل التحرك فى قضايا الوطن لأنها تصنف تحت بند "السياسة" وهو الأمر المزروع فى عقلية المواطن المصرى عبر ثقافة متراكبة على أنه منطقة محرمة محظورة وأن نتائج التفاعل معها غالبا ما تكون نتائج وخيمة تنتهى بالاعتقال وتشريد الأسر.

4- أننا كطلاب الإخوان نبذل جهدا حثيثا فى زيادة مساحة التوعية السياسية الداخلية بيينا والخارجية بين عموم الطلاب لنكون والطلاب أكثر دراية بالحقوق والواجبات السياسية وأقدر على تقييم المواقف والأحداث وقراءتها القراءة الصحيحة ليكون التحرك والتفاعل معها أنسب وأقوى. حتى يتم اصلاح هذا الخلل الموجود فى بعض تعاملنا مع قضايا الوطن.


11- مفهوم الخلافة الإسلامية

ترتبط كلمة الخلافة الإسلامية فى الأذهان بمعنى وصورة تاريخية تعنى توحد الأقطار الإسلامية فى المشرق والمغرب تحت ولاية أمير واحد أو خليفة للمؤمنين ويتبعه امراء على ألأمصار والدول المختلف.

وحينما يرنوا أبناء المشروع الإسلامى فى نسخته المعاصرة للخلافة الإسلامية فإنهم لا يعنون صورتها التاريخية تحديدا، وإنما يريدون وينشدون روح الوحدة والتعاون والتكامل بين الدول الإسلامية بما يقدم نفعا لتلك الدول فضلا عن نشر السماحة ودعم الحق فى ربوع الأرض، وبديهى أن يشمل العدل أول ما يشمل غير المسلمين فى تلك المنظومة الكبيرة والذين هم جزء أصيل من أوطانهم وعلى اكتافهم تبنى حضارة بلادهم وتمتزج دمائهم مع مواطنيهم المسلمين فى الدفاع والزود عن حدود الوطن.

والقارئ الحصيف للوضع الراهن يعلم أن عصرنا هو عصر التكتلات، حتى ان أقوى دول العالم امريكا تلجأ للتحالفات وتكوين المحاور والجبهات، وإن كانت الكثير من البلدان قد تغلبت على اختلافاتها العقدية واللغوية والجغرافية وصراعاتها التاريخية بل ومصالحها الاستراتيجية من اجل تكوين روابط وتكتلات، فأولى بالدول الإسلامية بما تمثله العقيد الإسلامية من مرجعية مشتركة ان تكون اول من ينشئ هذه التكتلات بل وان يكون تكوينها أسهل من غيرها لما تمثله العقيدة الإسلامية من مكانة فى نفوس أصحابها.

ولا يعنى ذلك أبدا أن تذوب شخصية الوطن فى التكتل الكبير بل لكل وطن تاريخه وسماته، خصائصه وصفاته، تمايز بين البلدان يثرى ذلك التكتل الكبير ويدعمه ويقويه ويجمله ويكمله.

ولا يعنى أيضا التكتل الإسلامى الانعزال عن أى شكل من أشكال الترابط والتكاتف والتعاون ما دام تكاتفا يسعى للخير وترسيخ قيم الكرامة والإنسانية والعدل و الحرية، كان هذا الرابط لغويا فى شكل جامعة الدول العربية أو جغرافيا كمنظمة الوحدة الجغرافية، او سياسيا كحركة عدم الانحياز.

خـتام

هنا نصل لنهاية هذا العمل المتواضع، وكلنا أمل أن تتلقاه قلوبكم قبل أن تقرأه عيونكم، فقد كتبت سطورهذا العمل بكلمات مدادها صدق واخلاص نابعان من القلب، فإن لامست شغاف قلوبكم فاسمعوا لصوت مشاعركم وأحاسيسكم تنبئكم بصدق ما جاء فيه، وإن وصلت اليكم الكلمات والعبارات جافة وكأنها عبارات مرسلة وسطور متواصلة وجمل متراصة، فرجاء أن تقرأوها كاجتهادات شباب لم يبحثوا وراء المترادفات من الكلمات وقد تخونهم فى لحظة الجمل والتعبيرات.

حاولنا فيما سبق من سطور أن نجيب على أهم التساؤلات التى رصدناها فى الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين، ولا ندعى أنها شاملة كاملة وافية، بل أهى أقرب لعناصر ولمحات ترسم بعضا من الملامح الأساسية للإجابة على هذه التساؤلات.

ويسرنا بصدق أن نتلقى منكم أباءنا الكرام وإخواننا وأخواتنا اى انتقادات واعتراضات ونصائح وتوجيهات، كما يسرنا أن تسألونا عن أى نقاط وقضايا لم يشملها هذا الاصدار لنجيب عليها بذات المنطق ونفس الوضوح.

آملين من الله عز وجل أن لا تكون هذه السطور مجرد كلمات وتنظيرات، بل تخرج من هذا الإطار لتوضح وتصحح للجميع صورة فصيل فاعل من فصائل العمل الوطنى بما يدعم العمل المشترك ويقويه من أجل انجاز نقلة حقيقية فى واقع وحاضر بلدنا الحبيب مصر.

طلاب الاخوان المسلمون