طارق الغندور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الدكتور طارق الغندور .. حياة شهيد


إخوان ويكي

مقدمة

ليس الشهيد من مات في الحروب تحت أسنة الرماح أو فوهات المدافع فحسب، بل الشهيد كل من نطق بالحق ووقف في وجه الظلم والطغيان ومات على ذلك متمسكا بدينه مطيعا لربه، وهكذا رحل الدكتور طارق الغندور.

حياة شهيد

قرية سنفا مركز ميت غمر والتي كان لها تاريخ في أحداث عام 1965م حينما بدأ فجر عسكر جمال عبد الناصر من هذه القرية في إلصاق التهم ظلما بالمصريين الأبرياء وتسطير خيوط قضايا وهمية ضد هؤلاء الأبرياء لنيل الحظوة لدى عبد الناصر الذي فنى بعدها بسنوات قليلة.

ففي يوليو 1965م اجتاحت جحافل المباحث الجنائية العسكرية قرية سنفا للقبض على يوسف القرش، وبعد ذلك بما يقرب من 90 عاما تحتاح مباحث السيسي العسكري القرية للبحث عن الدكتو طارق الغندور باتهامه بالانضمام لجماعة الإخوان المسلمين.

ولد الدكتور طارق محمود علي إبراهيم بقرية سنفا مركز ميت غمر محافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم وهو في سن سبع سنوات، حيث حرص مع حفظه على التفوق في دراسته وهو ما استطاع تحقيقه حينما تخرج في كلية الطب وأصبح أستاذ الأمراض الجلدية التناسلية بكلية الطب جامعة عين شمس

كما أصبح استشارى امراض الذكورة والعقم والضعف الجنسى، وعضوالجمعيه الدوليه للامراض الجلديه، بل ذاع صيته في تخصصه واشتهر به وسط الأطباء، كما أنه أشرف على أكثر من 100 رسالة ماجستير ودكتوراه وبحث علمي، وله العديد من المؤلفات في مجال الامراض الجلدية والعقم، وليس ذلك فحسب بل حصل على العديد من الدرجات العلمية في الدراسات الاسلامية.

تزوج من ابنة الدكتور حسين شحاته ورزق منها بالبنين والبنات.

بين الدين والدنيا

تعرف طارق الغندور على جماعة الإخوان المسلمين وأصبح واحدا منهم حتى اختير كأحد القيادات في حزب الحرية والعدالة حينما أنشأ عام 2011م، حيث قدم الدكتور طارق الغندور الكثير من أجل دعوته ووطنه فقد كان أحد أطباء ميدان التحرير منذ انطلاقة ثورة 25 يناير حيث ظل ملازما المستشفى الميداني ليضمد جروح المصابين ويعمل على انقاذ أرواح مئات من الشباب الذين أصيبوا برصاص الأمن.

ولم يتوقف جهده عند ذلك بل كان يسارع لنجدة المصابين في جميع مظاهرات الشباب التي خرجت تعترض على بطش النظام العسكري، حتى أنه كان أحد الأطباء الرئيسين في مستشفى ميدان رابعة العدوية والذي كان شاهدا على مدى بطش عسكر وأمن البلاد ضد الشعب الأعزل في الميدان، كما كان أحد المخوّلين بالحديث لوسائل الإعلام الأجنبية في اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية.

من ظلمات السجون لنور القبور

حينما وقع الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي في 3 يوليو 2013م انتفض الشعب المصري ضد هذا الانقلاب إلا أنه كان قد اعد العدة للضرب بيد من حديد على كل من يعترض عليه، فقتل آلاف المصريين الذين اعترضوا عليه، واعتقل الآلاف، كما طارد الملايين في كل مكان

ودارت رحي الظلم في كل شارع في الوطن، حتى طالت الدكتور طارق الغندور الذي فوجأ بهجوم من قبل جحافل الأمن عليهم واعتقاله في 18 ديسمبر 2013م من بيته والزج به في السجون، حيث اعتقلوه بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين، وسط فرحة الفسدة مؤيدي الانقلاب من زملائه بكلية الطب جامعة عين شمس، وعِوضا عن ذلك سرقوا كل أمواله وممتلكاته، وصادروا المستشفى الخاص التي كان يملكها.

قدم للمحاكمة والتي قضى فيها قاضي الظلم بالحكم عليه بـ 5 سنوات، وفي 14 ديسمبر 2014؛ حكمت محكمة جنح مستأنف مدينة نصر، بتأييد حبس الغندور، 5 سنوات، رغم وفاته، قبل شهر من الحكم، وذلك على خلفية اتهامات بالتظاهر دون ترخيص وإتلاف الأملاك العامة، ورفع شعار رابعة العدوية، وتكدير السلم العام، والانضمام لجماعة محظورة

وذلك قبل أن تصدر محكمة النقض المصرية حكمًا مثيرًا للجدل، يوم 21 مايو 2016م، بإلغاء الحكم بالسجن 5 سنوات، وأمرت بإخلاء سبيل أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة عين شمس الشهيد طارق الغندور، رغم استشهاده في ١٢ نوفمبر 2014، إثر إصابته بنزيف حاد بدوالي المريء، استمر لست ساعات متواصلة، دون إسعاف حتى انتقل للرفيق الأعلى شاكيًا اللظلم الذي تعرض له.

وقالت زوجة الغندور لإحدى المحطات الفضائية بعد تبرئة زوجها من القضية المتهم فيها:

"لم أستوعب خبر براءة زوجي وإخلاء سبيله بعد وفاته ونحن احتسبناه عند الله شهيدًا منذ وفاته، ولا ننتظر منهم شيئًا وحتى لو كان أخذ هذه البراءة قبل وفاته ما كنا فرحنا بها لأن هناك آلاف المظلومين بالسجون".

رحيله

ارتقى الدكتور طارق الغندور يوم الأربعاء 12 نوفمبر 2014 شهيدا - داخل المعتقل، بعد تدهور حالته الصحية بشكل كبير ، وقد تم حرمانه من العلاج وتعنتت إدارة سجن "شبين الكوم" في نقله لمستشفى معهد الكبد في شبين الكوم يتلقى فيها العناية التي تناسب ظرفه الصحي كمريض بالكبد، إلا بعد أن ساءت حالته الصحية بشكل كبير. فظل ينزف 6 ساعات دون أن يتمكن الفريق الطبي بالمستشفى من انقاذه، الأمر الذي أدى لاستشهاده رحمه الله.

وقد شيع جثمانه في مسقط رأسه بسنفا ميت غمر حيث احتشد آلاف المصريين للمشاركة في تشيع جثمانه. أوقد علنت النقابة العامة للأطباء عن تعازيها ونعيها للدكتور طارق الغندور، أستاذ الأمراض الجلدية التناسلية بكلية الطب جامعة عين شمس، والذي توفى أمس الأربعاء، نتيجة تليف وفشل كبدي وقيئ دموي، و هو محتجز بسجن وادي النطرون ومحكوم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات وتم نقله لمستشفى السجن بشبين الكوم بعد صراع طويل مع المرض، لفظ بها أنفاسه الأخيرة بعد إصابته بنزيف حاد بالمرئ بداخل محبسه .

كما أعلنت النقابة عن نيتها بتقديم بلاغ للنائب العام للتحقيق في الواقعة التي وصفتها بأن بها شُبهة الإهمال في إنقاذ حياة الطبيب، خاصة وأنها كانت قد تقدمت في وقت سابق للنائب العام بملف الغندور والذي يثبت إصابته بفشل كبدي ناتج عن التليف بعد إصابته بفيروس سي، وأنه يحتاج لنقل كبد. كما صرحت بأنها طالبت بالإفراج الصحي عنه في الملف ذاته، إلا أن المحاولات المتعددة باءت بعدم الاستجابة.

كما واتهم أسعد الغندور – أخو الدكتور صارق - السلطات بتصفية أخيه من خلال القتل العمد، وتركه ينزف لثماني ساعات دون إسعاف، إلى أن تم التأكد من وفاته، لتقوم بعدها السلطات بعملية "شرعنة للجريمة" على حد وصفه، عبر تركيب أجهزة تنفس والتقاط صورة له وكأنه توفي وهو تحت الرعاية، رغم أن هذه الأجهزة ركبت بعد وفاته بالسجن، في مسرحية تهدف لتغطية ما حدث.

في حين قال الناشط السياسي أحمد غانم:

"اعتقلوه، سرق أمناء الشرطة سيارته ومبلغًا ماليًا كبيرًا من بيته أثناء اعتقاله، حرموه من رؤية أهله، أغلقت عيادته وفقدت أسرته مصدر دخلهم، صادروا المستشفى التي وضع فيها "تحويشة" عمره بدعوى الإرهاب، ثم منعوا عنه العلاج في المعتقل ليظل ينزف بلا دواء ولا رعاية طبية حتى الموت".
"واليوم أخلت المحكمة سبيله وبرأته!! إنها قصة حقيقة بطلها أستاذ دكتور بكلية الطب، قصة حياة الشهيد ‏طارق الغندور، الذي لولا أنه قريبي وأستاذي وأعرفه كما أعرف نفسي لقلت إنها قصة درامية غير واقعية".

وكان آخر ما كتب الشهيد طارق الغندور من محبسه :

عمرالظلم ما أخر بكرة .. عمر السجن ما غير فكرة

قولوا للـ cc ويا عصابته .. لازم يوم هتفوقوا م السكرة

مهما تقتل فينا وتحبس .. مهما هتغسل مخ وتكره

لازم هنحرر أوطانى .. م الظالم وبطانته الماكرة

على يلا وعد سجونك .. واحشر فيها صحاب الفكرة

خلى الشرطة تواجه شعبى .. بسلاحها ووشوشها العكرة

إحنا إلهنا شايف سامع .. مش هيضيع جنده الشاكرة

أبدا مش هيوفق ظالم .. ولا أعوانه وخليها فاكرة

إنه بيهمل يوم والتانى .. مكره هنشوفه فيهم بكرة

يا شهيد سايرين على دربك .. عمرك يوم ما هتبقى ذكرى

وهتافنا راح يعلى ويعلى .. رغم أنوف كل اللى بيكره

عمر الظلم ما أخر بكرة .. وعمر السجن ما غير فكرة

قالوا عنه

يتذكره الجميع بالخير سواء في الشارع أو العمل أو حتى السجن حيث قال أحد رفاقه في المعتقل " محمد عبد الحفيظ ":

أعرف الدكتور طارق الغندور منذ 2007 ولكن زادت علاقتى به أكثر بعد أن دخلت السجن ،أنا أول مره أعتقل ولا أعرف ما هو المجهول الذى ينتظرنى ،حينما دخلت زنزانة 2 فى قسم أول مدينة نصر وكانت بى بعض الكدمات والخدوش فحينما دخلت الحجز ونظرت الى وجوه الجنائيين والدخان الذى يملأ أجواء الزنزانة وليس هناك مكان لقدم انقبض قلبى فكان أول من استقبلنى وأسرع نحوى وساعد فى حملى كان الدكتور طارق الغندور وجعلنى أنام فى مكانة الذى ينام فيه وقام على علاجى ودهن موضع الكدمات ...
وجدت الجنائيين يحبون الدكتور طارق حبا شديدا ويلجأون اليه فى كل شيئ ويستشيرونه فى كل أمورهم وكان هو يحسن اليهم فى كل شيئ ويأتى اليهم بالاطعمة المختلفة والحلويات حتى أنه ذات مرة فاجأ أحد الجنائيين وكان نبطشى الحجز (مسؤل الحجز) فى يوم ميلاده بتورتايه جميلة أهله جابوها مخصوص فى الزيارة لرضا الشهير بأبو الغضب المحبوس بتهمة السرقة
ومش عارف أقولكم كان شعور رضا ازاى لما الدكتور طارق قال الناس :النهاردة يوم ميلاد رضا واحنا نقوله كل سنة وانت طيب ودى هدية منى له ،لذلك كان رضا بيحلف بحياة الدكتور طارق وكان رضا يصحى الفجر ويصحى الناس الفجر بالعافية
فى مرة ظباط القسم حبوا يكدروا الدكتور طارق فنقلوه لأسوأ زنزانة فى القسم ومشهورة بعنبر الكفار لأن فيها عدد كبير جدا وفيها كبار الجنائيين وتدخل فيها متشوفش حد من دخان البانجو والحشيش والسجاير دخل قعد فيها 3 أيام وعمل فيها تغيير محترم ،أول ما دخل الجنائيين وسعولة وقعدوه على المصطبة وجمعهم وبدأ يحكيلهم فى قصص الأنبياء وقالهم: فى الآخر هسأل شوية أسألة اللى هيجاوب على كل سؤال هياخد 25 جنية هدية وده خلاهم يركزوا ويسمعوا ويجاوبوا على الأسئلة وياخدوا الجوايز ...
يوم ما تم ترحيل الدكتور طارق لسجن أبو زعبل المساجين فى القسم كلهم كانوا زعلانين جدا وفيه منهم اللى عيط على فراق الدكتور طارق ،أنا قعدت بعده فى القسم حوالى أسبوع قبل ما أترحل لأبو زعبل كل واحد فى الزنزانة الدكتور طارق هاديه بحاجة واحد يقولك المرتبة دى غالية عليا قوى علشان الدكتور مدهالى والتانى معاه لبس والتالت معاه برفان وكله يقعد يحكى ذكرياته مع الدكتور طارق ويقولوا احنا حبينا الإخوان علشان الدكتور طارق الغندور...
الدكتور طارق يحفظ القرآن عن ظهر قلب وكان يصلى بنا القيام بصوته العذب الهادئ فيؤثر فى قلوبنا تأثيرا واضحا لأنه بكل بساطة كان يقرأ القرأن بقلبه وليس بلسانه فقط .. لو قيل لى أختر رجلا تحسبه من أهل الجنة لأخترت الدكتور طارق الغندور .. أحسبه شهيدا وقد جمع الله عليه الحبس فى سجون الظالمين ومرض الكبد فاستشهد رحمه الله فى سجون الظالمين كما استشهد الامام بن تيمية والامام البويطى تلميذ الشافعى وأحمد بن نصر الخزاعى وسيد قطب وعبد القادر عودة ...

و يذكر "محمود محمد علي" أحد مواقفه مع الشهيد فيقول ..

من ضمن المواقف التي أتذكرها لدكتور طارق الغندور عندما كنت أسمع له كتاب أبيات شعرية للقراءات السبع للقرآن الكريم أثناء تحركنا بسيارته و كان لا يتذكر بداية البيت كان يبدو مثل التلميذ الصغير و هو يقول متقولش يا محمود أنا هفتكر كم كان قلبه معلق بالقرآن و كنت أسأله على آيات بطريقة عشوائية فيجيبني بمكان الآية في الصفحة و كيف كان يأتي بمحفظ له ليعلمه القراءات السبع . رحمك الله و أسكنك فسيح جناته

ابنه وحواره

أما آخر حوار مع أبنه "زياد" يذكره ..

آخر محادثة و هو واعي فيها كانت و هو داخل عربية الترحيلات:

بابا: شد حيلك يا زياد متكسفنيش...بتراجع ولا لسة؟

أنا: حاضر يا بابا متقلقش هبدأ مراجعة حاضر (مكنتش اعرف إني اتأخرت أوي عشان افرحه بختم القرآن)

بابا: طيب شد حيلك..و ماما عاملة إيه لسة تعبانة؟

أنا: آه لسة في السرير والله دعواتك

بابا: ربنا ييسر إن شاء الله...هتزوروني إمتى المكان كئيب و معيش حد و براء و يحيى وحشوني..

أنا: أول ما ماما تخف هنيجي كلنا إن شاء الله (مكنتش اعرف ان ده كان متأخر أوي)

بابا: ماشي سلملي عليهم كتير..

المرة اللي بعدها شفته و هو مش قادر يتكلم..كان فايق بس بيشاور بس!

و بعدها دخل في الغيبوبة..

أنا دخلتله كتير و هو في الغيبوبة بس عمري ما عيطت..قبل ما يموت بربع ساعة مكنتش اعرف انه هيموت بس حسيت إحساس وحش أوي و قعدت ابكي من غير سبب و مسكت إيده قعدت اتكلم معاه شوية..و نزلت..بعدها شفته في الكفن!

يحكي عنه "وائل محمد" فيقول ..

الدكتور طارق حافظ لكتاب الله عن ظهر قلب لدرجة انه كان بيدخل العمليات يسال مريضه تحب تسمع سورة ايه!!! والدكتور طارق يقرأها وهو شغال في العمليات الدكتور طارق كان بشوش جدااا مبتسم باستمرار متواضع جدااا وكل طقم وعمال المستشفى بيحبوه

وقال فيه الداعية "هشام صقر"

احبه كل من عرفه ، صالحا كان ام طالحا ... اما الذين عاشوا معه اياما وليالي في الله مثلي فقد احبوه في الله بشدة حتى اذا تباعدت الاجساد بالسفر او الانشغال فكان حبا بيننا لا يوصف واللقاء لا يوصف . حافظ لكتاب الله ، عابد ، صالح ، مجاهد ، جميل الخلق والمعشر ... ولا ازكي على الله احدا اللهم تقبله شهيدا عندك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

و يقول "عمر بن المبارك":

رحمه الله كان أثبتنا يوم الفض لما أعلنا حالة الطوارئ في المستشفى الميداني وأيقنا ان الفض مسألة ساعات فقط وقف يخطب في الناس ويثبتهم وألقى علينا قصيدة شعر وكان هادي جداً ومبتسم ! الدكتور طارق الغندور الشهيد رقم (88) اللي يموت داخل سجون الإنقلاب بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي !

و يضيف أحمد رامي قائلا :

رغم قرب سكنى من عيادة د .طارق الغندور فلم اكن كثير اللقاء به، وكان اكثر تواصلى معه تليفونيا حين اريد ان ارسل اليه مريضا غير قادر من المرضى المترددين على الصيدلية ، وكان الانطباع عند كل من ارسلهم تواضعه و العناية بهم كما لو كانوا قد دفعوا مقابل علاجهم.

وقال د. محمد الغندور في ندوة بدار الحكمة:

كان أكثر ما يميز أخي طارق هو الإخلاص وقد حفظ القرآن وهو في السابعة من عمره، ولم يكتف بهذا بل بدأ بالدخول إلى ميدان الخطابة وأجادها وكان إمامًا وخطيباً في المساجد وقد حفظ الكثير من الطلاب القرآن على يده، وكان معروفًا بأخلاقه وإخلاصه مع جميع من تعامل معه.

ويحكي عنه أحدهم فيقول:

من حوالي 22 سنة وكان يوم خميس بالليل وكنا ننتظر رؤية هلال رمضان، كنت سهرانا في المسجد ننظفه أنا وإخواني استعدادا لصلاة الجمعة لأن خادم المسجد لم يكن موجودا. وكانت الرؤيا قد ظهرت متأخرة. واتفق الناس على الصلاة بجزء ليس مثل كل عام وسيأتي شيخ حافظ يصلي بنا.
وأخرنا صلاة التراويح حتى يأتي الشيخ و يصلي بنا. انتظرت أنا والشباب الشيخ. ثم فجأة إذا برجل من غير ذقن ويلبس بدله شيك، وزي ما بيقولوا بالبلدي "وشه سمح" فدخل وبدأ يصلي صلاة التراويح إماما بنا.
فقلنا لعل الشيخ مش جاي، علشان كده أي حد يدخل يصلي الليلة دي وبكرة الشيخ هيصلي بينا. وجدنا الرجل يصلي ولا يقرأ من المصحف. قلنا عادي أغلب أناس حافظة أول ربعين في البقرة. ثم وجدناه لا يخطئ أبدا وصلى بجزء كامل دون النظر في المصحف ولم يخطئ مرة واحدة، وهو الذي ألقى درس التراويح.
وبعد الصلاة نادى على الشباب الذين كانوا ينظفون المسجد وجمعهم حوله بروح جميلة بها كثير من الدعابة. وعرفنا أنه هو الشيخ الذي سيصلى بنا التراويح هذه السنة.. وكنا في غاية الذهول لما عرف نفسه وقال: ‏طارق الغندور مدرس أمراض جلدية في طب عين شمس.
ويقول كان أكثر ما يجعل أي إنسان يحب أن يصلي خلف الدكتور‫‏طارق الغندور هو ذلك الصوت الخاشع المتدبر لآيات الله.. كم أبكى خلفه من أناس بدعائه.. كم رأيته يحمل حذاء والده ليلبسه له بعد انتهاء صلاة التراويح وهو من كان يصلي بالناس إماما.. كم كان مرحا خفيف الظل يملأ المكان حوله بروح جميلة.. لقد كان قدوة حسنة في العلم والدين.‬

قتله العسكر في سجونهم قتلهم الله. رحمك الله يا دكتور طارق

ألبوم صور

ألبوم صور.. طارق الغندور


طارق-الغندور.1.jpg
طارق-الغندور.2.jpg
طارق-الغندور.3.jpg
طارق-الغندور.4.jpg
طارق-الغندور.5.jpg
طارق-الغندور.6.jpg
طارق-الغندور.7.jpg
طارق-الغندور.8.jpg
طارق-الغندور.9.jpg
طارق-الغندور.10.jpg
طارق-الغندور.11.jpg
طارق-الغندور.12.jpg
طارق-الغندور.13.jpg
طارق-الغندور.14.jpg
طارق-الغندور.15.jpg
طارق-الغندور.16.jpg
طارق-الغندور.17.jpg
طارق-الغندور.18.jpg
طارق-الغندور.19.jpg
طارق-الغندور.20..jpg
طارق-الغندور.21..jpg
طارق-الغندور.22..jpg