صليت فى السينما

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٥:٢٦، ٢٧ يناير ٢٠١٠ بواسطة إخواني (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''فهرس الكتاب''' ولأنى احترم رأيى ونفسى فقد كنت أحترم رأى ال…')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

ولأنى احترم رأيى ونفسى فقد كنت أحترم رأى الغير وشخصياتهم والتزمت جانب الموضوعية فى ما أكتب مع تمسكى برأيى الذى اقتنع به مهما كلفنى ذلك وقد قاسيت وما زلت أقاسى من هذا الكثير والكثير حبسا وإيذاء فلم ولن أنصرف عما أخذت نفسى من الحق ابتغاء وجه الله . إنه عقيدة سرت مسرى الدم فى العروق والشرايين وزادها تعميقا أننى نشأت فى بيت رأيت كل من فيه يصلى ويصوم رجالا ونساءس فتيانا وفتيات حتى أننى لا أستطيع أن أتذكر متى صمت ومتى بدأت أصلى ولكننى لما تفتحت الدنيا أمام عينى وذهنى وجدتنى أصوم وأصلى ولا أذكر أنه فاتنى فرض من وقتها الىالآن .

حتى أننى لما كنت أباشر عملى كمحام وأنزل يوم الجمعه لأحضر بعض الأفلام السينمائية وكنت انتهز فرصة الاستراحة (الانتراكت)لأصلى الظهر والعصر مجموعين مقصورين فى أحد أركان السينما التى أكون فيها . كنت أرى بعض الناس إذا كان على موعد للذهاب الى أحدى دور السينما أو المسرح اعتذر لمن معه فى المجلس عن البقاء وطلب الانصراف لأمر مهم .

أما أنا فما كنت أتحرج من الاعتذار بسبب الذهاب الى السينما فإذا تعجب الحاضرون أو غضبوا فإن ردى الوحيد الدائم : إن الله يعلم الى أين أذهب فكيف لا أخشى الله ثم أخشى الناس والله أحق أن أخشاه خاصة وأن ما أفعله ليس حراما وإن دخل فى دائرة المكروه .

هكذا كانت طفولتى هادئة سعيدة ميسرة كل ما أطلبه فى متناول يدى. كان لجدى سبعة من الأبناء هم رجلان وخمس سيدات أما أبى فتوفى عن سبعة عشر ثمانية ذكور وتسع إناث وكنت موضع الحب الأول عند أبى لأنى أنجح سنة بعد سنة دون رسوب أما أخواى اللذان يكبراننى فقد زهدا فى التعليم واشتغلا بالتجارة وحتى هذه لم يفلحا فيها . وكان بعض المدرسين من أصدقاء الوالد يحاولون مساعدتى بدروس خاصة ثم يرون أننى لست فى حاجة الى شىء من ذلك بالمرة . إذ نجحت من أولى ثانوى الى ثانية ثانوى أذاكر كل دروس سنة تالية فى الأجازة : الدروس النظرية .. التاريخ والجغرافيا والأشياء واللغة وما إليها ولذلك ما كنت أجد كبير معاناه فى متابعة المدرسين طوال العام . وكان ترتيبى فى الفصل لا يقل عن الثالث وإن لم أفز بأولوية أبدا . وكان مدرس اللغة الإنجليزية " مستر جاكسون " إذا سأل طلبة الفصل عن معنى كلمة عقب على السؤال بقوله ما عدا " معرية والبشرى والتلمسانى " فقد كان يعلم أن ثلاثتنا نستذكر دروسنا تماما .

كنت أقرأ جريدة " المقطم وأنا فى سن العاشرة وأتابع أحداث الحرب العالمية الأولى فى شغف وكنت أرجو أن يهزم الانجليز لتتخلص مصر من الاستعمار البريطانى وما شاهدته فى ذلك الحين من تصرفات تعسفية للمندوب السامى البريطانى ـ كما كانوا يسمونه ـ كانت الأوامر تصدر من المندوب السامى الى رئيس الوزارة فإذا بنا نرى الرجال تساق رغم أنفها الى العمل فى الجيش البريطانى .

وكانت الجمال والحمير تجمع بالقوة وكذلك القمح والذرة بئأثمان زهيدة وبالاكراه فتولدت لدى جيلنا كراهية الحكم البريطانى وما أن انتهت الحرب العالمية الأولى حتى هب الشعب بثورته عام 1919 وما زالت تلك العوامل تتفاعل فى نفوس المصريين حتى انتهت بخروج الانجليز من مصر نهائيا عام 1956 . بموجب اتفاقية عام 1954 .

وبدأت مرحلة الدراسة الثانوية . فالتحقت بمدرسة الجمعية الخيرية الاسلامية ثم بمدرسة الرشاد الثانوية والالهامية الثانوية بالحلمية .

فهرس الكتاب