صلاح الدين خليفة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صلاح الدين خليفة من ضباط الإخوان الأحرار


مقدمة

كثيرا من الشخصيات التي أثرت في التاريخ قد لا يسمع عنها أحد، ومع مرور الزمن قد يتناسها الجميع رغم عظم دورها، إلا أنه لم يسلط عليها الإعلام، أو عمد خصومها في النظام على تجاهلها ومحو تاريخها، ومن هؤلاء الضابط متقاعد صلاح الدين خليفة

حياته

ولد صلاد الدين خليفة في حي روض الفرج بالقاهرة عام 1918 تقريبا والتحق بمراحل التعليم حتى حصل على الثانوية من مدرسة الأمير الفاروق بروض الفرج.

وبعدما فتحت الكلية الحربية أبوابها أمام المصريين من الطبقة الوسطى والوسطى الدنى التحق بالكلية الحربية والتي تخرج فيها عام 1940م، وعمل بسلاح الفرسان.

أول تشكيل لحركة الضباط الأحرار

تعرف عدد من الضباط على دعوة الإخوان المسلمين سواء قبل أن يلتحقوا بالكلية الحربية أو أثناء دراستها فيها، وتاثروا بالشهيد حسن البنا، ومنهم صلاح خليفة الذي انضم للجماعة في وقت مبكر. وحينما وقعت حادثة حصار قصر عابدين في 4 فبراير 1942م لاجبار الملك على تعين النحاس رئيسا للوزراء تأثر عدد من الضباط المصريين الذين شعروا بالمهانة والذل جراء عدم استطاعتهم فعل شيء أمام ما يحدث لملكهم.

ولذا بدأ عدد في البحث عن سبيل للتغيير حيث تلاقت رؤيتهم مع رؤية الإخوان المسلمين في تغيير الوضع القائم، فكان أن شكل الإخوان للنظام الخاص بأفرعه المختلفة سواء المدني أو العسكري أو الوحدات الخاص بالشرطة، حيث التحق الضباط الإخوان بالجيش إلى النظام الخاص وبدأوا في التعرف على أصحاب المبادئ للتعاون معهم، فكان صلاح الدين خليفة أحد فرسان هذا الميدان، وكان واحد من السبعة الذين تشكل على عاتقهم مجموعة الضباط، والتي تمحورت فيما بعد إلى الضباط الأحرار.

يقول حسين حمودة أحد السبعة:

اقتنعت تماماً بالفكر الإسلامي كما تلقيته عن الأستاذ الإمام الشهيد حسن البنا. وصممت على العمل مع جماعة الإخوان المسلمين لتحقيق أهدافها في إحياء مجد الإسلام وتحرير أرضه من الاستعمار وتطبيق شرع الله في مصر وسائر بلاد العالم الإسلامي حتى تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الله معناها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فاتفقنا نحن الأربعة الأستاذ الإمام الشهيد حسن البنا والصاغ محمود لبيب وعبد المنعم عبد الرؤوف وكاتب هذه السطور على نشر هذا الفكر الإسلامي بين ضباط القوات المسلحة المصرية.
وسألت حسن البنا هل تعرفون أحداً من ضباط الجيش غيري أنا وعبد المنعم عبد الرؤوف يمكن أن نتعاون معه في هذا السبيل؟ فقال حسن البنا نعرف ضابطاً اسمه صلاح خليفة. التقيت بصلاح خليفة فوجدت أني أعرفه ، فصلاح خليفة كان زميلا لي أثناء دراستي الثانوية بمدرسة الأمير فاروق الثانوية بروض الفرج.
فكرت في طريقة نشر الدعوة في الجيش ، وكان يقطن بجواري بحمامات القبة ضابط ملازم أول من دفعتي اسمه سعد حسن توفيق فكلمته في الموضوع فوافقني على الفكرة. ثم التقيت مع عبد المنعم عبد الرؤوف وصلاح خليفة فقلت لهما إني تحادثت مع ضابط من دفعتي اسمه سعد حسن توفيق فقال صلاح خليفة إنه تحادث مع ضابط من سلاح الفرسان اسمه خالد محيي الدين.
وقال عبد المنعم عبد الرؤوف لقد تحدثت مع ضابطين هما اليوزباشي جمال عبد الناصر حسين والملازم أول كمال الدين حسين وسنلتقي جميعاً في منزلي يوم الجمعة القادم بعد صلاة المغرب. التقينا بمنزل عبد المنعم عبد الرؤوف بالسيدة زينب في مطلع عام 1944 وكان عددنا سبعة ضباط هم حسب الأقدمية في كشف الجيش المصري وقت ذاك.
  1. اليوزباشي عبد المنعم عبد الرؤوف.
  2. اليوزباشي جمال عبد الناصر حسين (رئيس جمهورية مصر بعد محمد نجيب).
  3. الملازم أول كمال الدين حسين (عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 52).
  4. الملازم أول سعد حسن توفيق (توفي لرحمة مولاه سنة 1992).
  5. الملازم أول خالد محيي الدين (عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 52).
  6. الملازم أول حسين محمد أحمد حمودة (كاتب هذه السطور).
  7. الملازم أول صلاح الدين خليفة (ضابط متقاعد الآن).
التقينا نحن السبعة وحضر اجتماعنا الصاغ محمود لبيب وكيل جماعة الإخوان المسلمين وتكررت اجتماعاتنا مرة كل أسبوع في منزل عبد المنعم عبد الرؤوف بالسيدة زينب وفي منزل جمال عبد الناصر في منطقة تقاطع شارع أحمد سعيد بشارع رمسيس (الملكة نازلي سابقاً) وفي بيت كمال الدين حسين بالسيدة زينب وفي بيت خالد محيي الدين بشارع الخليج المصري بالحلمية ثم بمنيل الروضة وفي بيتي بحمامات القبة.
وتكررت اجتماعاتنا الأسبوعية ولم تنقطع أبداً طيلة سنوات 1944- 1945- 1946- 1947- 1948 وانقطعت اجتماعاتنا اعتباراً من مايو سنة 1948 بسبب حرب فلسطين. كانت الخلية الرئيسية في تنظيم الإخوان المسلمين داخل القوات المسلحة مكونة من سبعة ضباط هم عبد المنعم عبد الرؤوف وجمال عبد الناصر وكمال الدين حسين وسعد توفيق وخالد محي الدين وحسين حمودة وصلاح خليفة.
وظلت هذه الخلية تعمل سراً طيلة أربع سنوات وأربعة أشهر بدءاً من عام 1944 حتى 15 مايو 1948 لضم أكبر عدد ممكن من الضباط إلى صفوف هذا التنظيم السري. واتسع نطاق هذا التنظيم وتكونت خلايا جديدة فرعية منبثقة من الخلية الرئيسية فشكل كل فرد من أفراد الخلية الرئيسية خلية فرعية وكل خلية فرعية لا تزيد عن سبعة أفراد على ألا يخطر أي واحد منا الآخرين بأسماء المنضمين معه في هذه الخلايا السرية مراعاة لأمن الحركة.
وكان محمود لبيب يحضر الاجتماع الأسبوعي للخلية الرئيسية ويحضر أيضاً الاجتماعات نصف الشهرية للخلايا الفرعية المنبثقة من الخلية الرئيسية. وأصبح بذلك محمود لبيب هو الشخص الوحيد في هذا التنظيم السري الذي يعرف جميع المشتركين فيه.. وصار محمود لبيب هو حلقة الاتصال بين الضباط المنضمين للتنظيم ليس في الجيش فقط بل وفي الطيران أيضاً.
وكان محمود لبيب بالنسبة لنا جميعاً في منزلة الوالد أو أكثر يحاول ربط أكبر عدد من ضباط القوات المسلحة على فكرة العمل بشريعة الإسلام وكنا نحن الضباط السبعة في حالة غليان شديد ضد الإنجليز فطلبنا من محمود لبيب ضرورة العمل على تنظيم شباب الإخوان في خلايا سرية وتدريبهم على استعمال الأسلحة وأن نشرف على تنظيم حرب عصابات مسلحة للقتال ضد قوات الاحتلال.

فقال الصاغ محمود لبيب

"إذا أردتم أن تعملوا معنا في هذا المجال فلابد من أخذ العهد وحلف اليمين وفقاً للأسلوب المتبع في جماعة الإخوان المسلمين".
ذهبنا نحن السبعة في ليلة في أوائل عام 1946 إلى المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بالملابس المدنية حسب اتفاق سابق وبعد أن تكامل العدد ، قادنا صلاح خليفة إلى منزل في حي الصليبة بجور سبيل أم عباس حيث صعدنا إلى الطابق الأول فوق الأرضي فنقر صلاح خليفة على الباب نقرة مميزة وقال الحاج موجود؟ وكانت هذه هي كلمة السر.. ففتح الباب ودخلنا حجرة بها ضوء خافت جداً مفروشة بالحصير وفيها مكتب موضوع على الأرض ليس له أرجل.
ثم قادنا صلاح خليفة واحداً بعد واحد لأخذ العهد وحلف اليمين في حجرة مظلمة تماماً يجلس بها رجل مغطى بملاءة فلم نعرف شخصيته وحين جاء دوري جلست أمام هذا الرجل المختفي. وكان سؤال هذا الشخص المتخفي الذي يأخذ العهد "هل أنت مستعد للتضحية بنفسك في سبيل الدعوة الإسلامية وإعلاء كلمة الله؟ ". فقلت "نعم".

فقال

"امدد يدك لتبايعني على كتاب الله وعلى المسدس سلاح العصر ، فوضعت يدي على مصحف ومسدسد وبايعته على فداء الدعوة الإسلامية وعدم إفشاء أسرارها".

وقال الرجل المتخفي.

"إن من يفشي سرنا فليس له منا سوى وفى جزاء واحد هو جزاء الخيانة وأظنك تعرف جيداً ذلك الجزاء".
وبعد أن بايع كل منا عدنا إلى الحجرة ذات الضوء الخافت فوجدنا شخصاً عرفنا بنفسه وذكر اسمه (عبد الرحمن السندي) وقال إنه يرأس التنظيم السري الخاص بجماعة الإخوان المسلمين وهو تنظيم سري مسلح يضم شبانا من الطلبة والعمال والفلاحين والحرفيين ممن باعوا أنفسهم لله واستعدوا للموت ف في سبيل إعلاء كلمة الله.
ثم ذكر كل واحد منا اسمه ليتعرف علينا عبد الرحمن السندي وكان الذي بايع على فداء الدعوة الإسلامية هي هذه الليلة هم بحسب الأقدمية في كشف الجيش المصري وقتذاك.
  1. اليوزباشي عبد المنعم عبد الرؤوف.
  2. اليوزباشي جمال عبد الناصر حسين.
  3. الملازم أول كمال الدين حسين.
  4. الملازم أول سعد حسن توفيق.
  5. الملازم أول خالد محيي الدين.
  6. الملازم أول حسين محمد أحمد حمودة (كاتب هذه السطور).
  7. الملازم أول صلاح خليفة.
وفي هذه الليلة تفاهمنا مع عبد الرحمن السندي على أن تقوم بتدريب شباب الإخوان من أعضاء التنظيم السري على استعمال الأسلحة. فقال إنه سيرسل لنا شخصاً للاتفاق معه على تنظيم هذه العملية.
وهو الأمر الذي أكد خالد محي الدين في مذكراته (والآن أتكلم) حيث قال:
بدأت علاقة من نوع غريب مع جماعة الإخوان وتكونت مجموعة عسكرية تضم العديد من الضباط ولم نعد نلتقي في أماكن عامة وإنما بدأنا نعقد اجتماعات منتظمة في البيوت فكنا نجتمع في بيت مجدي حسنين وأحيانا في بيت الضابط أحمد مظهر (وهو نفس أحمد مظهر الفنان)
وفي هذه اللقاءات الإخوانية كان يحضر معنا جمال عبد الناصر وكمال الدين حسين وحسين حموده وحسين الشافعي وسعد توفيق وصلاح خليفة وعبد اللطيف بغدادي وحسن إبراهيم لكن هؤلاء الضباط لم يكونوا على ذات الدرجة من الولاء للجماعة فمثلا صلاح خليفة وحسين حمودة كانا من الإخوان قلبا وقالبا أما الآخرون فكانوا مجرد عناصر تبحث عن طريق لسنا ضد الإخوان بل نحن معهم لكننا لسنا معهم بالكامل.
المهم اتصل بنا صلاح خليفة وأخذنا أنا وجمال عبد الناصر إلى بيت قديم في حي الدرب الأحمر باتجاه السيدة زينب وهناك قابلنا عبد الرحمن السندي المسئول الأول للجهاز السري للإخوان في ذلك الحين وأدخلونا إلى غرفة مظلمة تماما و استمعنا إلى صوت أعتقد أنه صوت صالح عشماوي ووضعنا في يدنا على مصحف ومسدس، ورددنا خلف هذا الصوت يمين الطاعة للمرشد العام في المنشط والمكره (الخير والشر) وأعلنا بيعتنا التامة الكاملة والشاملة له على كتاب الله وسنة رسوله.
وبرغم هذه الطقوس المفترض فيها أن تهز المشاعر فإنها لم تترك إلا أثرا محدودا سواء في نفس عبد الناصر أو نفسي. وعلى أية حال بدأنا بعدها عملنا في الجهاز السري أخذونا للتدريب في منطقة قريبة من حلوان وطبعا كنا نحن ضباط نفهم في السلاح أكثر ممن يدربوننا وكان عبد الناصر يبدو ممتعضا من ذلك وبدأنا نستشعر حالة من الاغتراب عن الجماعة.

نهاية غير معروفة

شارك صلاح الدين خليفة مع الضباط ضمن ثورة يوليو غير أنه بعدها أحيل للتقاعد ضمن آلاف الضباط الذين فصلهم عبد الناصر من الخدمة لمعارضتهم له.

انتقل للعمل الإداري حتى أصبح مديرا لشئون العاملين بمحافظة الجيزة قبل أن يخرج على المعاش، ولا يعرف أحد متى رحل.