صفحات من سجل شهداء غزة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صفحات من سجل شهداء غزة


رجال قضونحبهم.jpg

تقرير- محمد يوسف:

على مدار أعوام عديدة ودَّعت المقاومة الفلسطينية، وفي القلب منها حركة حماس، العشرات من قادتها شهداءَ في سبيل تحرير وطنهم ودحر الاحتلال الصهيوني، وبالطبع لم يكن أولهم شيخ الشهداء أحمد ياسين، ولن يكون آخرهم كذلك وزير الشهداء سعيد صيام.

وطالما استمرَّ الاحتلال فإنَّ دماءَ الشهداء الأبرار سوف تستمر أيضًا في ري أرض فلسطين الطاهرة، فهؤلاء الشهداء حفروا بدمائهم تاريخًا من العزة والفخر لقضيتهم وأمتهم وجهادهم، نحسبهم إن شاء الله من المخلصين في نياتهم فكافأهم الله بالشهادة، وفي التقرير التالي نُقدِّم سطورًا من سجل الشهداء.

أحمد ياسين

ولد الشيخ أحمد ياسين في عام 1938م في قرية "الجورة" ولم يمكث طويلاً حتى تعرض عام 1952م لحادث وهو يمارس الرياضة على شاطىء غزة ما أدَّى إلى شلل شبه كامل في جسده تطور لاحقًا إلى شللٍ كاملٍ، ولم يُثنه الشلل عن مواصلة تعليمه وصولاً إلى العمل مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس وكالة (الغوث) بقطاع غزة.

اعتُقل الشيخ من قِبل السلطات المصرية التي كانت تشرف على غزة بتهمةِ الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وفي عام 1987م أسس الشهيد أحمد ياسين مع مجموعةٍ من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبعد ازدياد أعمال الانتفاضة الأولى، بدأت السلطات الصهيوينة في التفكير في وسيلةٍ لإيقاف نشاط أحمد ياسين فداهمت بيته في أغسطس 1988م وفتشته وهددته بنفيه إلى لبنان.

وعند ازدياد عمليات قتل الجنود الصهاينة وتصفية العملاء المتعاونين مع المحتل الصهيوني قامت سلطات الاحتلال يوم 18 مايو 1989م باعتقاله مع المئات من أعضاء وكوادر وقيادات حركة حماس، وصدر حكمٌ يقضي بسجن ياسين مدى الحياة إضافةً إلى 15 عامًا أخرى عليه في يوم 16 أكتوبر 1991م؛ وذلك بسبب تحريضه على اختطافِ وقتلِ الجنود الصهاينة وتأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس.

أُطلق سراح الشيخ ياسين في فجر يوم الأربعاء 1 أكتوبر 1997م، وأُبعد إلى الأردن بعد ثمانية أعوام ونصف من الاعتقال، بتدخلٍ شخصي من العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال.

وفي 13 يونيو 2003م، أعلنت المصادر الصهيونية أن ياسين لا يتمتع بحصانة، وأنه عرضة لأي عملٍ عسكري صهيوني، وفي 6 سبتمبر 2003م تعرَّض لمحاولةِ اغتيالٍ صهيونية عندما قامت المقاتلات الصهيونية من طراز (إف 16) بإلقاء قنبلة زنة ربع طن على أحد المباني في قطاع غزّة، وكان أحمد ياسين موجودًا في شقّة داخل المبنى المستهدف مع مرافقه إسماعيل هنية، فأُصيب ياسين بجروحٍ طفيفةٍ من جرَّاء القصف.

وفي 22 مارس عام 2004م وبعد صلاة الفجر وفي عمليةٍ أشرف عليها رئيس الوزراء الصهيوني السابق أرئيل شارون قامت مروحيات الأباتشي بإطلاق 3 صواريخ تجاه المقعد وهو في طريقه إلى سيارته مدفوعًا على كرسيه المتحرّك من قِبل مساعديه فاستشهد على الفور.

الرنتيسي


رجال قضونحبهم1.jpg

وُلد د. عبد العزيز الرنتيسي في 23 أكتوبر 1947م في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا) ولجأت أسرته بعد حرب 1948م إلى قطاع غزة واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين وكان عمره وقتها ستة شهور، ونشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة وأختين.

التحق وهو في السادسة من عمره بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واضطر للعمل أيضًا وهو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرُّ بظروفٍ صعبةٍ، وأنهى دراسته الثانوية عام 1965م.

درس طب الأطفال في مصر لمدة 9 سنوات وتخرَّج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972م، ونال منها لاحقًا درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيبًا مقيمًا في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خان يونس) عام 1976م.

شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها: عضوية هيئة إدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني، وعمل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978م محاضرًا يُدرس مساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.

بدأ الرنتيسي العمل في مجال الطب عام 1972، وتزوج عام 1973.

أول مواجهة له مع الاحتلال الصهيوني كانت عام 1981م؛ حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية ثم اعتقل على خلفية رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال.

كان أحد قياديي حركة الإخوان المسلمين السبعة في "قطاع غزة" عندما حدثت حادثة المقطورة، تلك الحادثة التي صدمت فيها مقطورة صهيونية سيارة لعمال فلسطينيين، فقتلت وأصابت جميع مَن في السيارة، واعتبرت هذه الحادثة بأنها عمل متعمد بهدف القتل مما أثار الشارع الفلسطيني، خاصةً أن الحادثة جاءت بعد سلسلةٍ من الاستفزازات الصهيونية التي استهدفت كرامة الشباب الفلسطيني، خاصةً طلاب الجامعات الذين كانوا دائمًا في حالةٍ من الاستنفار والمواجهة شبه اليومية مع قوات الاحتلال.

وقد خرجت على إثر حادثة السير المتعمدة هذه مسيرة عفوية غاضبة في (جباليا) أدَّت إلى مقتل شخصٍ وترك عدد من الجرحى، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وعلى رأسهم الرنتيسي على إثر ذلك، وتدارسوا الأمر، واتخذوا قرارًا مهما يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني.

وتم اتخاذ ذلك القرار التاريخي في ليلة التاسع من ديسمبر 1987م، وتقرر الإعلان عن "حركة المقاومة الإسلامية" كعنوانٍ للعمل الانتفاضي الذي يُمثِّل الحركة الإسلامية في فلسطين، وصدر البيان الأول موقعا ب "ح.م.س" هذا البيان التاريخي الذي أُعلن بداية الانتفاضة والذي كُتِبَ لها أن تُغيِّر وجه التاريخ، وبدأت الانتفاضة وانطلقت من المساجد، واستجاب الناس، وبدأ الشعب الفلسطيني مرحلةً من أفضل مراحل جهاده.

وفي 17 ديسمبر 1992م أبعد مع 416 مجاهدًا من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، ونجحوا فيما بعد في كسر قرار الإبعاد والعودة إلى الوطن وإغلاق باب الإبعاد إلى الأبد، وقد أسس في مرج الزهور مدرسة ابن تيمية نسبةً إلى العالم الإسلامي ابن تيمية.

وبعودة الشيخ أحمد ياسين إلى قطاع غزة في أكتوبر 1997م، عمل الرنتيسي جنبًا إلى جنبٍ مع أحمد ياسين لإعادةِ تنظيم صفوف حماس بعد فقدان صلاح شحادة، وقام الرنتيسي بعمل المتحدّث الرسمي لتنظيم حماس وكقائد سياسي للتنظيم.

واعتقل الرنتيسي في سجون السلطة الفلسطينية 4 مرات، وبلغ مجموع ما قضاه في زنازينها 27 شهرًا معزولاً عن بقية المعتقلين.

وبعد أقل من شهر وفي مساء 17 أبريل 2004م قامت مروحية صهيوينة بإطلاق صاروخ على سيارة الرنتيسي فاستُشهد ولده محمد ومرافق الدكتور، ثم لحقهم الدكتور وهو على سرير المستشفى في غرفة الطوارئ.

صلاح شحادة


رجال قضونحبهم2.jpg

وُلد صلاح شحادة في مخيم بيت حانون شمالي غزة بعد عام واحد من طرد عائلته من مدينة يافا داخل الخط الأخضر غداة إقامة الدولة الصهيونية، أتم مراحل التعليم المختلفة إلى أن التحق بالجامعة؛ حيث درس العلوم الاجتماعية.

وأثناء هذه الفترة من حياته انخرط في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، وسافر إلى مصر لمتابعة دراسته، وتواصل مع المجموعات الفدائية الفلسطينية الناشطة والتي كانت تخطط وتُنفِّذ أعمال المقاومة بعد حرب 1967م واحتلال أراضي الضفة والقطاع.

تم اعتقال شحادة أول مرة عام 1984م؛ حيث قضى سنتين وراء القضبان، انكبَّ بعدها على تشكيل خلايا "المجاهدين الفلسطينيين" مع بداية الانتفاضة الأولى، والتي تكوَّنت منها فيما بعد نواة كتائب عز الدين القسام بعد تأسيس حركة حماس.

منذ ذلك الحين توالت العمليات المسلحة الجريئة ضد الجنود الصهاينة الذين كانوا يتدربون في مغتصبة آتزمونا وأمام مزرعة (كيبوتز) قريم شالوم.

و في عام 1988م اعتقل صلاح شحادة مرةً أخرى وحُكم عليه بـ10 سنوات ونصف سجنًا نافذةً؛ بتهمة مشاركته في التخطيط لعملية اختطاف وقتل جنديين صهيونيين، وبعد انقضاء مدة الحكم بقي معتقلاً أكثر من سنتين إضافيتين في ظل نظام الاعتقال الإداري بدون محاكمة، إلى أن أُطلق سراحه في شهر مايو 2000م.

عاد شحادة بسرعةٍ إلى النشاط في إطار كتائب القسام، كما أصبح من القادة النافذين في حركة حماس، وكان قريبًا جدًّا من قائدها الشيخ ياسين، ونظرًا للدور الجهادي الذي اضطلع به وُضِعَ اسمه بسرعةٍ على رأس قائمة المطاردين المطلوبين من جيش الاحتلال منذ عام 2001م بعد أن أخذت انتفاضة الأقصى منحى المقاومة المسلحة.

لقد حاول القادة العسكريون في الكيان الصهيوني اغتيال قائد كتائب عز الدين القسام عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة لكن محاولاتهم باءت بالفشل في كل مرة.

استشهد صلاح شحادة في نهاية يوليو2002م بقنبلة تزن طنًا ألقتها طائرة صهيونية على بناية في حي مزدحم بمدينة غزة؛ مما أدَّى إلى استشهاد 18 فلسطينيًّا بينهم ثمانية أطفال

أبو شنب


رجال قضونحبهم3.jpg

وُلد المهندس إسماعيل حسن محمد أبو شنب "أبو حسن" في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة عام 1950م؛ وذلك بعد عامين من هجرة عائلته من قرية "الجيّة"، والتي تقع جنوب شرق المجدل وعسقلان؛ حيث استقرت أسرته في نفس المخيم.

قضى معظم دراسته الابتدائية في مدرسة وكالة الغوث في النصيرات، كان ذلك ما بين عامي 1956م و1961م؛ حيث تأثَّر كثيرًا حينها بتوجّهات ورعاية الأستاذ حماد الحسنات أحد الدعاة في منطقة النصيرات "وهو من قادة حركة حماس".

تخرَّج في كلية الهندسة بجامعة المنصورة بمصر عام 1975م بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف وكان الأول على دفعته.

كان له دور مهم خلال الأحداث المؤسفة التي وقعت بين التنظيمات الفلسطينية في عام 1986م في قطاع غزة؛ حيث تداعت المؤسسات والهيئات الأهلية في القطاع لوأد الفتنة وتم اختيار المهندس إسماعيل أبو شنب عضوًا في لجنة الإصلاح المنبثقة عن هذا التجمُّع وقد أدّت اللجنة دورًا طيبًا في تصفية الأجواء وتهدئة الخواطر.

وهو من مؤسسي جمعية المهندسين الفلسطينيين في قطاع غزة عام 1976م، وكان عضوًا في مجلس إدارتها من عام 1976م وحتى عام 1980م، ثم انتخب رئيسًا لمجلس إدارتها ونقيبًا للمهندسين في نفس العام؛ حيث ترك هذا المنصب لسفره للدراسة في أمريكا ومصر، وبعد عودته من هناك تم انتخابه عضوًا لدورتين متتاليتين وجرى اعتقاله في عام 1989م، وهو يحمِل هذه الصبغة، وبعد الإفراج عنه في عام 1997م، أُعيد انتخابه رئيسًا لمجلس إدارة الجمعية ونقيبًا للمهندسين حتى اللحظة.

لعب أبو شنب خلال الانتفاضة الأولى دورًا مميزًا في قيادتها منذ الشرارة الأولى؛ حيث كلَّفه الشيخ أحمد ياسين بمسئولية قطاع غزة في تفعيل أحداث الانتفاضة، وكان نائبًا للشيخ ياسين، وقد عمل أبو شنب منذ اليوم الأول في الانتفاضة على متابعة كافة الأحداث التي تقوم بها حماس وعمل على تقوية هذه الثورة من خلال عوامل كثيرة وتطوير أساليبها حتى لا تقتصر على الحجر فحسب، أيضًا عمل على تنظيم الأجهزة المتعددة للحركة وترتيبها وتفرّد كل جهاز بعمله الخاص حتى اعتقل في إطار الضربة التي وجهتها المخابرات الصهيونية لحركة حماس.

لعب أبو شنب بعد الإفراج عنه دورًا مهمًّا كقائد سياسي في الحركة؛ حيث كان يُمثِّل الحركة في الكثير من اللقاءات مع السلطة والفصائل، واستشهد القائد الفذ يوم الخميس 21/8/2003م في قصفٍ همجي.

عماد عقل

ولد عماد حسن إبراهيم عقل في التاسع عشر من يونيو من عام 1971م في مخيم جباليا بقطاع غزة، وكان والده الذي عمل مؤذنًا بمسجد الشهداء قد اختار لابنه هذا الاسم "عماد" تيمنًا بالقائد المسلم عماد الدين زنكي، الذي حارب وقارع الصليبيين في فلسطين، مُهيِّئًا الظروف لظهور البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

درس في إحدى مدارس مخيم جباليا في المرحلة الابتدائية، وحصل على ترتيب بين الخمسة الأوائل بين أقرانه، ثم انتقل إلى المدرسة الإعدادية، وبرز بين أقرانه، وأنهى المرحلة الثانوية عام 1988م من ثانوية الفالوجا، وقد أحرز عقل المرتبة الأولى على مستوى المدرسة وبيت حانون والمخيم.

تقدَّم بأوراقه وشهاداته العلمية إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة، إلا أنه ما إن أتم إجراءات التسجيل ودفع الرسوم، حتى اعتقلته قوات الاحتلال وأودعته السجن في 23/9/1988م ليُقدَّم إلى المحاكمة بتهمة الانتماء لحركة حماس والمشاركة في فعاليات الانتفاضة، وقضى 18 شهرًا في المعتقل ليخرج في مارس 1990م.

انتُخب في بداية عام 1991م ضابط اتصالٍ بين مجموعة الشهداء- وهي أولى مجموعات كتائب عز الدين القسام- وبين قيادة كتائب القسام، وقد كانت مجموعة الشهداء هذه تعمل بشكل أساسي في قتل المتعاونين مع الصهاينة الخطرين إلى حين الحصول على قطع سلاح لتسليح أفراد المجموعة استعدادًا لتنفيذ عمليات عسكرية ضد دوريات وجنود الاحتلال.

أصبح عماد عقل مطاردًا من قِبل الصهاينة بعد اعترافاتٍ انتُزعت من مقاتلين للحركة نتيجة تعرُّضهم لتعذيب شديد؛ فانتقل في 23/5/1992م إلى الضفة الغربية، وعمل على تشكيل مجموعات جهادية هناك، ثم عاد بعد حوالي ستة أشهر إلى قطاع غزة بعد أن نظَّم العمل العسكري في الضفة الغربية، وبعد أن تم اعتقال العشرات من مقاتلي القسام في الضفة؛ الأمر الذي اضطر عقل إلى العودة إلى القطاع.

في يوم الأربعاء الموافق 24 نوفمبر عام 1993م قام أحد العملاء بالدلالة على المكان الذي يوجد فيه عماد، فقامت قوات الاحتلال بمحاصرة البيت والمنطقة المحيطة، فبادر بالهجوم على الجنود والعملاء المحاصِرين له فقتل منهم وأصاب عددًا حتى نفدت ذخيرته، وكانت قوات الاحتلال تُطلق النار بكثافة نحو عماد فأصيب، لكنه ظل يتحرك ويقاوم حتى أصابته إحدى القذائف المضادة للدروع فاستُشهد.

يحيى عياش


رجال قضونحبهم4.jpg

ولد يحيى عبد اللطيف عياش في 6 مارس 1966 في قرية رافات جنوب غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، ودرس في قريته حتى أنهى المرحلة الثانوية فيها بتفوق أهَّله للدراسة في جامعة بيرزيت، وتخرَّج في كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية في العام 1988م.

نشط في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام منذ مطلع العام 1992م، وتركَّز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من موادَّ أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية، وطوَّر لاحقًا أسلوب الهجمات الاستشهادية عقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير 1994م، واعتُبر مسئولاً عن سلسلة الهجمات الاستشهادية؛ مما جعله هدفًا مركزيًّا للعدو الصهيوني.

ظل ملاحَقًا ثلاث سنوات، وقد تمكَّن العدو من اغتياله بعد أن جنَّد لملاحقة المجاهد البطل مئات العملاء والمخبرين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بتاريخ 5 يناير 1996م باستخدام عبوة ناسفة زُرعت في هاتف نقَّال كان يستخدمه الشهيد يحيى عياش أحيانًا.

فتحي الشقاقي.. الجهاد الإسلامي

فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي: المؤسس والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من قرية "زرنوقة" بالقرب من يافا في فلسطين المحتلة عام 1948م.. شُرِّدت عائلته بعد تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948م، وهاجرت إلى قطاع عزة؛ حيث استقرَّت في مدينة رفح، وأسرة الشقاقي هي أسرة فقيرة؛ حيث يعمل الأب عاملاً.

وفقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته.. درس في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، وتخرَّج في دائرة الرياضيات، وعمل لاحقًا في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم جامعة الزقازيق، وعاد إلى الأراضي المحتلة ليعمل طبيبًا في مشفى المطلع بالقدس، وبعد ذلك عمل طبيبًا في قطاع غزة.

كان فتحي الشقاقي قبل العام 1967م ذا ميول ناصرية، ولكن هزيمة العام 1967م أثَّرت تأثيرًا بارزًا في توجهاته؛ حيث قام بالانخراط في سنة 1968م في الحركة الإسلامية، إلا أنه اختلف مع الإخوان المسلمين.

قاد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وسُجِنَ في غزة عام 1983م لمدة 11 شهرًا، ثم أُعيد اعتقاله مرةً أخرى عام 1986م وحُكِمَ عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات، و5 سنوات مع وقف التنفيذ؛ لارتباطه بأنشطة عسكرية والتحريض ضد الاحتلال الصهيوني ونقل أسلحة إلى القطاع.

وقبل انقضاء فترة سجنه قامت السلطات العسكرية الصهيونية بإبعاده من السجن مباشرةً إلى خارج فلسطين بتاريخ 1988م بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية؛ تنقَّل بعدها الشهيد المُعلِّم فتحي الشقاقي بين العواصم العربية والإسلامية لمواصلة جهاده ضد الاحتلال الصهيوني، إلى أن اغتالته أجهزة الموساد الصهيوني في مالطا يوم الخميس 26/10/1995م وهو في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق، بعد جهودٍ قام بها لدى العقيد القذافي بخصوص الأوضاع الفلسطينية على الحدود المصرية.

وقد صدرت في القاهرة عن مركز يافا للدراسات موسوعة بأعمال فتحي الشقاقي السياسية والفكرية والثقافية تعكس شخصية فتحي الشقاقي وآراءه ومواقفه.

أبو جهاد

ولد القائد خليل إبراهيم محمود الوزير المعروف بـ"أبو جهاد" في نهاية عام 1935م في بلدة الرملة بفلسطين، وغادر بلدته (الرملة) إلى غزة إثر حرب 1948م مع أفراد عائلته، ودرس أبو جهاد في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، ومن السعودية توجَّه إلى الكويت؛ حيث ظل بها حتى عام 1963م، وهناك تعرَّف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح.

وفي عام 1965م غادر الجزائر إلى دمشق؛ حيث أقام مقر القيادة العسكرية، وكُلِّف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، كما شارك في حرب 1967م، وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الصهيوني في منطقة الجليل الأعلى، كما كان له دورٌ بارزٌ في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982م، والتي استمرَّت 88 يومًا خلال الغزو الصهيوني للبنان.

وفي 16 أبريل 1988م قامت عصابات الغدر الصهيونية بعملية إنزال 20 عنصرًا مدربًا من عصابات الإجرام الصهيوني من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة، وتوجَّهت هذه القوات إلى منزله فقتلوا الحرَّاس، وتوجَّهوا إلى غرفته، فلما شعر بالضجة في المنزل رفع مسدسه ووضع يده على الزناد، لكن رصاصات الغدر الصهيونية كانت أسرع إلى جسده، فاستقر به سبعون رصاصة.

أبو علي مصطفى

ولد أبو علي مصطفى- واسمه الحقيقي علي الزبري- في عائلة مزارعين في قرية عرابة بشمال الضفة الغربية، واضطرته ظروف الحياة إلى ترك المدرسة باكرًا ليعمل في الزراعة.

وفي يونيو 1967م وعلى إثر هزيمة الجيوش العربية أمام الكيان الصهيوني أسَّس أبو علي مصطفى منظَّمة لمقاومة الاحتلال قبل أن تضطره ملاحقة الصهاينة إلى المنفى عدة أشهر.

وفي ديسمبر 1967م شارك أبو علي مصطفى في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى جانب حبش ونايف حواتمة الأمين العام الحاليِّ للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، ووديع حداد الذي نظَّم في السبعينيات عمليات خطف الطائرات الشهيرة، وباسل الكبيسي العراقي الذي اغتاله الصهاينة على ما يبدو في باريس في 1973م، والسوري هاني الهندي.

وبعد هزيمة الفدائيين وطردهم من الأردن استقرَّ أبو علي مصطفى في بيروت، وأصبح في أواسط السبعينيات المسئول الثاني في الحركة بعد فصل وديع حداد الذي رفض وقف خطف الطائرات.

واستُشهد يوم الإثنين الموافق 27 أغسطس عام 2001م، إثر قصف جوي صهيوني استهدف مكتبه في مدينة رام الله.

المصدر