شباب العمل الخيرى.. المدمنون الجدد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شباب العمل الخيرى.. المدمنون الجدد
17-08-2005


مقدمة

العمل التطوعى مطلب كل شباب الاسلام

-الشيخ محمود الفار: العمل الخيري إدمان للخير، وهو إدمانٌ مستحب يحتاج للثناء.

- د. سناء أحمد: العمل الخيري علاج لأمراض الشباب التي يولدها الفراغ.

- شباب العمل الخيري يعتبرونه رسالتهم في الحياة، ويتعجبون من مواقف الحكومات!

الحماس والاندفاع طاقة هائجة في النفس الشابة، وهي بحاجة إلى استثمار بناء، يفيد المجتمع والبشرية من خلال توجيه تلك الطاقة المندفعة إلى الخير، بدلاً من أن تتحول إلى مشكلة قابلة للانفجار.. إما إلى الداخل فيكون ما يعرف بمشكلات الشباب، والتي قد تصل بهم إلى مراحل الاكتئاب والملل والإدمان أو الانتحار.. أو قد يكون الاندفاع إلى الخارج فتكون الصدامات مع الأهل أو المجتمع بكل شرائحه في صورة بلطجة شبابية أو تطرف، وفي المقابل قد يكون الاندفاع نحو العطاء للآخرين؛ حيث يجد الشاب متنفسًا خيريًّا للطاقة المتدفقة بين جوانحه؛ مما يجعله يدمن العمل الخيرى، ومن الحب إلى الإدمان يحدثنا الشباب والآباء عن تصوراتهم عن تلك الظاهرة.

تغيير للأفضل

تقول السيدة سوسن السيد (42 عامًا)- ربة منزل بمدينة البحيرة في مصر-: في الحقيقة لقد كان للعمل التطوعي أثرٌ كبيرٌ في تغيير أولادي إلى الأفضل خاصةً الشباب، لكن بصراحة كان لهذا العمل التطوعي غير المنظم من قبل أبنائي آثار سلبية؛ حيث إنهم أدمنوه على حساب دراستهم؛ مما أدى إلى تدهور أوضاعهم الدراسية؛ حتى إن أحد أبنائي وهو طالب بكلية الهندسة لم يدخل امتحاناته هذا العام؛ لأنه لم يذاكر جيدًا بسبب عدم تنظيم وقته، ومع ذلك فأنا مقتنعة بأن المشكلة ليست بالعمل التطوعي بحد ذاته وإنما في اندفاع الشباب إليه وعدم تنظيمهم للوقت وتحديد الأولويات لديهم.

زيادة وعي

يقول المهندس ماهر الدريني (48 عامًا) من الإمارات: في الحقيقة لقد زاد وعي الشباب كثيرًا خلال الفترة الماضية بأهمية العمل التطوعي، وهذا ما لمستُه في أبنائي، فمنذ عامين لم يكونوا يهتمون بالمشاركة في أي عمل خيري، ومع الوقت بدأوا يشاركون بالمال فقط، مثل التكفل بإطعام بعض اليتامى، أو التكفل بشراء بعض الملابس الجديدة مع قدوم العيدين للأطفال، دون المشاركة الفعلية في العمل، لكن مع انتشار هذا الوعي بين الشباب انضم أولادي لقوافل المتطوعين.

عشاق التطوع

تقول أمل مهيوب (22عامًا) من اليمن: "انضممت للعمل التطوعي منذ أربعة أعوام في صنعاء، تعلمت خلالها كيف أضحِّي وكيف أتعب في سبيل نصرة ديني؛ حيث اشتركت في إحدى الجمعيات التي تضم العديد من المتطوعين من الشباب والفتيات، وقمنا بعقد دورات تأهيل طلاب الثانوية في مجال الكومبيوتر عن طريق تدريسهم منهج الـ ICDL المقدم من اليونسكو؛ بهدف تقديم منح في مجالات التصميم والشبكات والبرمجة للمتميزين في المرحلة الثانوية, وبآلية تضمن استمرار هذا المشروع، والذي يستهدف 90 طالبًا في المرحلة الأولى و10 منتدبين لاستكمال تدريس الدورات لبقية الطلبة، بالإضافة لإعطائهم دورات تنمية ذاتية، كتنظيم الوقت والقراءة السريعة.

وتكمل أمل قائلةً: "في مدينة تعز اليمنية قاد الشباب مشروع متابعة دار الرعاية الاجتماعية والأحداث في تعز؛ بحيث تتم متابعةٌ أسبوعيةٌ للأيتام؛ مما ساهم في إخراج الأيتام من حالة الإهمال والتهميش وفتَح أفقًا جديدةً لهم من خلال نشر القيم الإسلامية بينهم، بالإضافة لعمل مسح طبي مجاني للمقيمين في الدار استهدف 120 يتيمًا من ساكني الدار نتج عنه اكتشاف بعض الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي، والذي تم بالتعاون مع بعض الأطباء الذين تنازلوا عن أجورهم للقيام بالعمليات, كما استطاع الشباب القيام ببعض الاتصالات بأهل الخير للإفراج عن بعض الأحداث المحتجزين بسبب بواقي مدفوعات ديات أنفس.

وتضيف أمل بسعادة بالغة: والأجمل من هذا كله هو أننا قد ساهمنا في تنظيم حفل عرس جماعي منذ شهر، رفع روحَنا المعنوية بشكل كبير للغاية وغمرنا بسعادة بالغة.

رسالة

وإبراهيم مجاهد (22 عامًا) الطالب بكلية الهندسة عاشق آخر من سوريا يتحدث عن حبه الشديد للعمل الخيري، فيقول: أهوى العمل الخيري بشكل كبير, فهو يساعدني على تحقيق رسالتي في الحياة التي خلقتني الله من أجلها، لكن بكل صراحة أتعجَّب من الحكومات التي تضرب بيد من حديد على يد هؤلاء المتطوعين، وتترك المجرمين الذين يطيحون فسادًا في المجتمع!!

ومن أمريكا يقول هشام محمود (25 عامًا) مصري الأصل: قبيل أحداث سبتمبر كان الوضع جيدًا، وكنا نمارس نشاطنا بشكل رائع لخدمة الجالية الإسلامية عندنا، أما الآن المتطوعون يعملون بشكل فردي، وأفتقد كثيرًا روح الجماعة واليد الواحدة التي تربينا عليها منذ الصغر، كما أنني أعتقد أنه من لا يلجأ من الشباب للعمل التطوعي خاصةً في بلاد الغرب سيفقد الكثير من هويته الإسلامية!!

ومن مصر يقول أمجد محمود (28 عامًا) طبيب: نقوم بعمل تطوعي من نوع فريد، وهو توعية الناس ببعض الأمراض وسبل التغلب عليها أو الوقاية منها، وذلك عن طريق تنظيم منتديات صحية بين الأطباء، كما نقوم بتدريب بعض الشباب غير الأطباء على بعض فنون التوعية.

علاج نفسي

ويرى الشيخ محمود الفار- مدير المركز الإسلامي بمدينة "كالكري" في كندا- أن العمل الخيري إدمان للخير، وهو إدمان مستحب ويحتاج إلى الثناء، فيقول: العمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل، ولكنه يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع إلى آخر.

وتتفق د. سناء أحمد- المدرس المساعد بكلية الطب جامعة القاهرة- مع الشيخ محمود الفار وتراه إدمانًا محمودًا، بل وتراه علاجًا لأمراض الشباب التي يولدها الفراغ أو الترف الزائد، أو الذاتية الانطوائية، وغير ذلك من العلل التي تصيب الشباب فتقول: العمل التطوعي وسيلة فعالة ليشعر الشاب بالراحة النفسية والشعور بالاعتزاز والثقة بالنفس؛ لأنه يقوي عند الأفراد الرغبة بالحياة والثقة ببناء مستقبل مشرق له ولغيره؛ مما يجعل العمل التطوعي أحد الأدوات الفعالة في العلاج للمرضى النفسيين ليتجاوزوا محنتهم الشخصية والتسامي نحو خير يمس محيطهم الشخصي وعلاقاتهم بالآخرين؛ ليشعروا بأهميتهم ودورهم في تقدم المجتمع الذي يعيشون فيه؛ مما يعطيهم الأمل بحياة جديدة مفيدة لهم ولغيرهم.

المصدر