شاهد..«أعداء الوطن» من “أحمد سبع الليل” إلى حملة «علشان تبنيها»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شاهد.."أعداء الوطن" من "أحمد سبع الليل" إلى حملة "علشان تبنيها"


على خطى السادات.. تعديلات مرتقبة لدستور العسكر.jpg

(01 يناير 2018)

كتب:حازم الأشموني

مقدمة

العامل الأبرز بين تجارب العسكر المتعددة في الحكم، بدءًا من الديكتاتور جمال عبد الناصر (1954 ــ 1970)، وصولا إلى رئيس انقلاب 3 يوليو 2013م الجنرال الدموي عبد الفتاح السيسي، هو الحشد الإعلامي لخلق عدو "وهمي" من الشعب والتحريض المتواصل عليه؛ حتى يجعل قطاعا من الشعب يؤمن بمعركته الوهمية التي غالبا ما تكون ضد القطاع الأكثر صفاء ونقاء من الشعب، والأكثر إيمانا بالوطن والحرية والعدالة والديمقراطية، سواء كانوا من الحركات الإسلامية أو الحركات الوطنية الأخرى، أو الذين ليس لهم انتماء سياسي.

"أعداء الوطن"!

برز هذا المصطلح وبقوة بعد عرض فيلم "البريء" 1986م، والذي كتبه وحيد حامد، الموالي للعسكر، وقام ببطولته الفنان العبقري أحمد زكي، الذي أبدع في القيام بدور مجند الجيش البريء الذي يتم "غسيل دماغه" بواسطة الشئون المعنوية بالجيش، واتهام كل من يعارض المؤسسة العسكرية بأنه عدو للوطن!

والفنان محمود عبد العزيز الذي قام ببراعة بأداء دور ضابط الجيش الوحشي الهمجي في وحدته العسكرية، والذي يتلذذ بتعذيب الأبرياء، والعاطفي الجميل مع طفلته وزوجته بالمنزل، وممدوح عبد العليم الذي قام بدور الشاب الثائر حسين ابن الشيخ وهدان، الذي كان أعز صديق لسبع الليل، وابن الرجل الطيب المتدين الشيخ وهدان. وحسن حسني الذي قام بأداء دور الصول ببراعة كبيرة. إضافة إلى فريق من الرائعين في هذا الفيلم الذي يعد الأبرز في تاريخ السينما المصرية مع أفلام "الأرض، وشيء من الخوف".

"علشان تبنيها" وأعداء الوطن

ورغم أن الفيلم يدور حول فترة سابقة من حكم مصر، لكنه يعكس السياسة التي يتبعها حكم العسكر دائما في التعامل مع الشعب وقواه الحية؛ فالمؤسسة العسكرية الحاكمة منذ حركة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952، والتي انحرفت عن مسارها بانقلاب عبد الناصر في 1954، دائما ما تقوم على خلق عدو وهمي من أكثر الحركات الشعبية قدرة على منافستها وإزاحتها من السلطة، وتحرض عليها إعلاميا عبر أبواقها المأجورة، وتقوم على شيطنة القوى الشعبية الحية ووصمها بأحط الصفات خداعا وتضليلا للشعب.

وبحسب الكاتب الصحفي محمد علي إبراهيم، في مقاله اليوم بالمصري اليوم بعنوان: "الاستمارات المليونية.. صوبات سياسية أم رشاوى انتخابية!" يؤكد استخدام أنصار الجنرال الدموي السيسي لنفس المصطلح، حيث يقول:

"ذهبت إلى إحدى الوزارات الخدمية لأنجز مصلحة شخصية.. وجدت طابورا طويلا أمام المكتب المفترض أن أنهى فيه مهمتى.. سألت هل لكل هؤلاء شكاوى مثلى من سوء الخدمة.. قال من أمامى: يا أستاذ نحن موظفون وعمال هنا وننتظر دورنا فى التوقيع على استمارة "عشان تبينها" للضغط على السيسى ليترشح لفترة ثانية.. وفوجئت بالرجل يقول "إننا نقطع الطريق على أعداء الوطن"!.

ويضيف الكاتب:

"برقت فى رأسى الجملة.. أين سمعتها؟ نعم من الراحل أحمد زكى العظيم فى فيلم البرىء، من إخراج عاطف الطيب، بعد أن غسلوا مخ المجند المستجد أحمد سبع الليل، وأفهموه أن كل من فى المعتقل أعداء الوطن".

ويعلق الكاتب على هذا المشهد، متابعا

"إذن من له رأى فى السياسات الاقتصادية عدو للوطن.. الذى يريد ترتيب أولويات الإنفاق خائن.. من يعتقد أن مصر أثقلتها الديون ولا بد أن تهتم بالإنتاج والتصدير والتوظيف يستحق المحاكمة"!. ويتساءل الكاتب: "هل هذا ما وصلنا إليه.. أصبحنا كورس يعزف نغمة واحدة طبقاً لإشارات عصا المايسترو.. وأصابني اكتئاب".

امتداد لسياسة التفويض

وينتقد الكاتب حملات دعم السيسي، مضيفا "كنت أتصور أن الاستمارة ستنص على بناء دولة وليس مشروعات تتطاول فى البنيان، وتوفر وظائف موسمية تنتهى بانتهائها.. ما الذى سيبنيه الرئيس؟ أتصور أن تحسين معيشة المواطن يكون أول اهتماماته.. تقليل القروض وتثبيت الأسعار والتوقف عن فرض ضرائب كل صباح"!.. مشيرا إلى أن "70% من موازنة الحكومة تأتى من المواطن حسب الأرقام الرسمية"!..

ثم ينتقد مصادرة الحياة السياسية بقوله:

"لا اعتراض على الاستمارة وكان يمكن أن أوقعها بسهولة لو كانت هناك حملات أخرى تدعو لمرشحين آخرين دون أن يلاحقوا أو يطاردوا أو يتم اعتقالهم.. نعم أقبل التوقيع على الاستمارة لأنها ستكون فرصة هائلة للديمقراطية.. حملة تأييد وأخرى تقدم مرشحا آخر.. لكن الجميع يخشون القبضة الحديدية".

ويؤكد الكاتب أن

"أصحاب هذه الحملات لا يحظون بتأييد الشعب.. فالتوقيعات تتم فى غرف مغلقة وليس كاستمارات تمرد مثلاً التى كنا نوقعها على قارعة الطريق.. الاستمارات بهذه الطريقة هى "صوبة" سياسية للمؤيدينح حتى لا يحتكوا بجراثيم المعارضة وفيروسات الرأى الآخر.. إن هذه الحملات لا تحظى بأى قدر من المصداقية.. فلن تشحذ همم المصريين للمشاركة فى ظل غياب الاشتراطات الموضوعية".

ويتهم المقال من أطلقوا هذه الحملات بأن لهم مصلحة خاصة ومباشرة، كأن يحجزوا لأنفسهم مكانا فى الفترة الرئاسية القادمة.. ويبدو أنهم لا يعلمون أن السلطة- أى سلطة- تستخدم من تريد وقتما ترغب ثم تلقى بهم بعيدا إذا ما بدر منهم نية للشراكة أو بدر عنهم نقد أو مساءلة حتى لو كان للصالح العام.

مساومة المواطنين على الخدمات

ويعلق الكاتب على ما أعلنته الحملة من أرقام، متهكمًا بأنه يفوق عدد الذين يذهبون إلى صناديق الاقتراع!!. مضيفا: "للأسف الشديد ما أعلنه أحمد الخطيب، عضو اللجنة التأسيسية للحملة، يؤكد أنها تمت "بالرشاوى".. فقد تم إطلاق 200 قافلة طبية وتموينية إلى القرى الأكثر فقرا واحتياجا.. الفقراء يحصلون على احتياجاتهم إذا ما وقعوا الاستمارات.. هذه حقوقهم التى تساومونهم عليها.. الحملة تضم نواباً فى مجلس الشعب الذين تفرغوا فجأة لتلبية احتياجات الفقراء والمعوزين بشرط التوقيع على الاستمارات"!.

المصدر