ســـيرة ذاتيــــة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

  • صليت فى السينما وتعلمت العزف على العود وفشلت كشاعر .
  • جدى كان رجل علم وحصل على الباشوية من السلطان عبد الحميــــد .

يفتتح الأستاذ " عمر التلمسانى " المرشد العام للإخوان المسلمين سجل ذكرياته يروى شهادته حول الدعوة والدعاة والأحداث التى هزت العالم الاسلامى كله خلال الأعوام الخمسين الماضية . إن الشيخ الجليل الذى يتزعم أهم منظمة شعبية إسلامية فى التاريخ الحديث والذى ينهى العقد الثامن من عمره الحافل فى الرابع من نوفمبر ( تشرين الثانى ) 1948 بعد صياغة تاريخ جماعة الاخوان المسلمين كما عاصروه حلما ودعوة وكفاحا وسجنا لمدة ثمانية عشر عاما فيحكى لقاءه الأول بالامام الشهيد “ حسن البنا “ فى بيته المتواضع فى المغربلين ومبايعته له فى العام 1932م ويروى كيف نشأت الجماعة والأطر الفكرية والعقائدية التى التزمتها طوال مسيرتها والمعارك التى خاضتها من أجل إظهار الدعوة ونشر العقيدة .. كما يسلط الأضواء على “ النظام الخاص “ التنظيم السرى للجماعة .. وممارساته ووسائل تمويله وتسليحه .. وعلاقة الاخوان بالسعديين والوفد ومصر الفتاه والضباط الأحرار قبل وبعد 23 يوليو ( تموز ) 1952 وصراعه مع عبد الناصر والسادات .

وقد رفض المرشد العام للإخوان المسلمين أن يتقاضى حقه فى ثمن :” المذكرات “ من “ الشرق الأوسط “ معلنا أنه “ لن يتاجر أبدا بتاريخ الأخوان المسلمين “ وقبلت “ الشرق الأوسط “ هديته إليها بالامتنان والتقدير . وقد أعد حلقات المذكرات للنشر عصام الغازى.


ســـيرة ذاتيــــة

فى الحلقة الأولى يسلط الأضواء على طفولته وشبابه ويؤكد أنه كان إنسانا عاديا أقبل على الحياة بكل مباهجها مثله مثل كل أبناء الطبقة الغنية .. فيقول تعلمت الرقص الأفرنجى فى صالات عماد الدين وكان تعليم الرقصة الواحدة فى مقابل ثلاث جنيهات فتعلمت الدن سيت والفوكس تروث والشارلستون والتانجو وتعلمت العزف على العود “

كما يقول إن له محاولات فى كتابة الشعر والأدب ولكنه يؤكد أنه لم يجنح الى المعصية فى حياته لأسباب كان من أهمها زواجه المبكر والوازع الدينى الذى كان يملأ روحه ووجدانه .

  • يقول “ عمر التلمسانى “ :


من أنــــا ؟

مواطن مسلم مصرى على وشك أن يتم الثمانين من عمره فى هذه الحياة ولدت فى القاهرة حارة حوش قدم فى الغورية قسم الدرب الأحمر ـ فى 4 نوفمبر ( تشرين الثانى ) 1904 ـ فى حى قديم بكل معنى القدم قديم فى هندسة مبانيه فى ضيق الحوارى واتساع الغرف بشكل غير مألوف .. الحمامات تسخن مياهها خارجها ـ بما يشبه سخانات اليوم الكهربائية والبوتاجازية ـ و" الليوان " خارج الحمام مباشرة لتستريح فيه قليلا قبل أن تخرج الى الشقة ذاتها مساحة المنزل ثمانمائة متر مربع شقة واحدة . فى الشقة والحوش والسطح ثمانية حمامات بدورات مياهها بعضها بالرخام وبعضها بالبلاط العادى .

وما أن بلغت الثالثة من عمرى حتى رحلت العائله .. جدى وأبى ومن معهما الى العزبة ـ فى قرية نوى مركز شبين القناطر من أعمال مديرية القليوبية ـ قبل أن تسمى محافظة ـ بينها وبين القاهرة حوالى الاثنين والعشرين كيلوا مترا فيها محطة للقطارات وكانت القطارات فى تلك الأيام غاية فى النظافة ومتوفر بها كل وسائل الراحة من الدرجة الثالثة الىالثانية الى الأولى ..

بدأت أتبين ما حولى فى الرابعة من عمرى فإذا بالمسكن الذى نقيم فيه ـ يسمونه ( السراية ) ـ جدى يسكن شقتين بزوجتيه وأبى يشغل شقتين بزوجتيه أمى وضرتها فى شقتين متقابلتين وعمى يشغل شقة بزوجة واحدة لأنه لم يكن بعد قد ملك من أمره شيئا .


سرايــة ضـخمـة

فى السراية أربع جوار " حسيبة وبرلة وسعيدة وبخيته " وثلاثة عبيد " سرور وريحان وتحسين " ويتبع السراية مطبخ يعمل فيه طباخ ومرمطون و" عربة خانة " للعربة ذات الحصان الواحد ويعمل عليها العربجى والسايس وفى المؤخرة زريبة للمواشى بها ثور وشمبرى وبقرة وجاموستان وجملان وثلاثة حمير يعمل عليها الكلاف ومساعده . وتحيط بالسراية خمسة فدادين موالح بها برتقال واليوسفى والمانجو والعنب والبلح بأنواعه والمشملة والموز والتفاح والسفرجل والليمون الحلو والمالح والمشمش والبرقوق والعناب وعلى وجه التقريب كل أنواع الفواكه التى كانت معروفة حين ذاك " منذ أكثر من سبعين عاما " .

وكان فى حرم السراية حديقة للزهور بها الورد بأنواعه والسوسن والياسمين والفل المجوز والمفرد والأراولة والجارونيا والقرنفل والعطر ويقوم على رعايتها الجناينى .

كانت ثروة الجد " عبد القادر باشا التلمسانى " ثلاثمائة فان منها مائة وثمانون فى قرية نوى قليوبية ومائة وعشرون فى قرية المجازر شرقية ـ وسبعة منازل فى بعض أنحاء القاهرة ـ فى منشية الصدر وحى العشماوى فى شارع عبد العزيز بالقرب من العتبة الخضراء ـ كانت أوامر الجد " همايونية " لا يجرؤ أحد على مخالفتها وإلا كان نصيبه " الفلقة والخيرزانة " .

وكان سبب الانعام بالباشوية علىالجد من السلطان عبد الحميد لأن جدى اعتاد فى أواخر أيام الحج أن يجمع كل من عجز ماليا عن العودة الى بلاده من جنوب أسيا وأندونسيا فقط ويستأجر لهم من المراكب ما يوصلهمالى بلادهم . وحقا كان الجد سخيا حتى أنه كان كل يوم سبت من كل أسبوع وهو يوم السوق فى قرية نوى يشترى من اللحم ما يكفى لإعداد وجبة عشاء لكل فلاحى العزبة ويجلس بينهم يتناول طعام العشاء معهم حتى ينتهى العشاء وتعود الأوضاع الى حالتها .

فإننى أقول إن عائلتنا أصلا من الجزائر من بلد اسمها تلمسان " وهذا سر اللقب" فلما دخل الفرنسيون الجزائر كانت تلمسان آخر بلد احتلوها بعد أن دافع أهلها عنها دفاع المستميت حتى اعترف الفرنسيون بهذه البطولة .. فأفردوا فى متحف" اللوفر " فى باريس جناحا خاصا فيه كل الأسلحة التى دافع بها التلمسانيون عن بلدهم حتى آخر لحظة من قدراتهم .


فى تلك السنة ( 1830 ميلادية ) هاجر جد أبى ومعه عائلته الى مصر واشتغلوا بتجارة الحبوبوالأقمشة بين مصر والخرطوم وسنغافورة ثم لما وصل الأمرالى جدى صفى أعماله التجارية واقتصر فى دخله على العزبتين والمنازل التى فى القاهرة .

فهرس الكتاب