سؤال لبنان: ماذا بعد استقالة الحريري؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سؤال لبنان: ماذا بعد استقالة الحريري؟


ماذا بعد استقالة الحريري.jpg

كتب: سيد توكل

(07 نوفمبر 2017)

مقدمة

سؤال تصعب الإجابة عنه، فبشكل مفاجئ وبعد أقل من عام على تكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية في 11 نوفمبر 2016 تقدم سعد الحريري باستقالته، في خطاب مصور من العاصمة السعودية الرياض، تضمنت هجومًا حادًا هو الأول على كل من إيران وذراعها الميليشياوي في لبنان "حزب الله" شريك الحريري في الحكومة اللبنانية.

وبينما تزداد الضغوط على كل من إيران ومليشيا حزب الله من قبل الإدارة الأمريكية لتقليم أظفارهما في سوريا والمنطقة، يرى مراقبون أن خطاب الحريري جاء بمثابة رفع للغطاء الرسمي عن شريكه في الحكومة (مليشيا الحزب) ما قد يبرر لاحقًا أي خطوات تصعيدية أمريكية.

وقال الحريري في نص الاستقالة إن

"أيدي إيران في المنطقة ستقطع"، مشددًا على أنه "أينما حلت إيران، يحل الخراب والفتن"، مضيفًا أن "لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي"، محذرًا من أن "الشر الذي ترسله إيران إلى المنطقة سيرتد عليها".

وتأتي استقالة الحريري بعد أيام على إصدار موافقته على تعيين سفير لبناني جديد لدى نظام بشار الأسد في "دمشق"، وما ثار حول ذلك من جدل كبير في الداخل اللبناني.

مخاوف من الاغتيال

عنصر مفاجأة الاستقالة كبير لدى الخصوم وأولهم "حزب الله" الذي كان يعتقد أنه قادر على ضمان استمرار التسوية بمكوناتها الحالية على أقله حتى الانتخابات النيابية في مايو 2018، والتي كان يأمل منها أن يحصد أغلبية نيابية تمكّنه من الإمساك بالبلد عبر الآليات الدستورية وليس عبر سلاحه، إلا أن الحريري قلب الطاولة.

وقال الحريري إن

"إيران تسيطر على المنطقة، وعلى القرار في سوريا والعراق"، مؤكدًا "رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين"، ومشيرًا إلى أن "تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي".

الحريري لم يخفِ في خطابه الخشية من تعرضه للاغتيال، مضيفًا "لمست ما يحاك سرًا لاستهداف حياتي"، مشبهًا الأجواء السائدة في لبنان بالوضع قبيل اغتيال والده رفيق الحريري.

لكنه استطرد قائلاً:

"لن نقبل أن يكون لبنان منطلقًا لتهديد أمن المنطقة"، موضحًا أن "الإحباط والتشرذم في بلدنا أمر لا يمكن القبول به".

إيران في حلقة النار

ووصل "الحريري" المدعوم سعوديًا إلى رئاسة الحكومة اللبنانية، بعد مفاوضات ومساومات إقليمية ولبنانية شاقة، ضمنت حصوله على منصب رئيس الوزراء مقابل تمرير انتخاب الرئيس اللبناني ميشيل عون، حليف حزب الله، في البرلمان.

وتتشكل الحكومة اللبناينة من وزراء من كل من حركة أمل ومليشيا حزب الله (شيعة)، ولم تتوقف التدخلات الإيرانية في الشأن اللبناني عبر ذراعها المباشر مليشيا حزب الله. وبعد استقالة الحريري تجددت المخاوف من انزلاق لبنان في اتجاه التوترات الأمنية، وإمكانية عودة الاغتيالات السياسية على غرار المرحلة السابقة، وعودة التفجيرات الأمنية وتعليق الضحايا على شماعة "داعش".

ويرى مراقبون أن استقالة الحريري التي أعلنها من الرياض، تأتي وفق الاستراتيجية الأمريكية لدونالد ترامب ومعها التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والتي رسمت مسارها منذ قمة الرياض وحددت أهدافها بتحجيم إيران وضرب نفوذها وأذرعها الممتدة إلى دول عربية وخليجية وحتى دول إفريقية ودول أمريكا اللاتينية.

وبات ضرب أذرع إيران العسكرية هدفًا معلنًا، ويرى المراقبون أن المنطقة العربية مقبلة على اشتباك كبير في هذا الإطار، بدءًا من سوريا ومرورًا بالعراق واليمن وصولاً إلى لبنان، ويمكن تلخيص ما يجري الآن في عبارة واحدة "سوريا هي بداية شرارة ومنها قد تأتي النهاية".

المصدر