رفيق العظم.

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رفيق العظم رجل الإصلاح السياسى والفكرى


مركز الدراسات التاريخية

ويكيبيديا الإخوان المسلمين

أولا : المقدمة

الإستاذ رفيق العظم

عاش رفيق العظم 58 سنة ، قضى ما يقرب من نصفها الأول فى سوريا منذ مولده حتى الخامسة والعشرين من عمره ( 1867-1892) ، والجانب الآخر من حياته عاشه فى مصر حتى وفاته عام 1925، فقد كانت مصر مقصد رجالات الشام فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وأوائل العشرين ، ومن أعلام مشايخ الشام الذين قدموا مصر : الشيخ محمد رشيد رضا الذى ولد في قرية (القلمون) من قرى لبنان في 27من جمادى الأولى1282هـ/ 1865م، و محب الدين الخطيب، ولد بدمشق في حي القيمرية في تموز 1886، وبها تلقى علومه الأولية والثانوية.

والشيخ طاهر الجزائري الذى ولد في دمشق سنة 1852 ،والشيخ على الطنطاوي ...وغيرهم كثيرون .

وقد عاش رفيق العظم فى عصر ظهرت فيه أحداث عالمية مؤثرة ،وفى مقدمتها الحرب العالمية الأولى (1914-1918 ) التى انتهت بهزيمة الدولة العثمانية وما تبعها من سقوطها سنة 1924م .

وقد ضعفت الخلافة العثمانية فى الفترة الأخيرة ، وعجزت عن الحفاظ على البلاد العربية الخاضعة لحكمها مما جعل دول الاستعمار فرنسا وانجلترا تحاولان السيطرة على تركة الدولة العثمانية ،فكانت اتفاقية سايكس بيكو سازانوف عام 1916 تفاهمًا سريًا بين فرنسا وبريطانيا بمصادقة من الامبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى.

وأقرت اتفاقيتا سايكس بيكو وسان ريمو الانتداب الفرنسي على سورية ،لكن المؤتمر السوري العام الذي انعقد في 1920 رفض الانتداب وأعلن استقلال سورية بحدودها كاملة وإقامة المملكة العربية السورية بزعامة الملك فيصل بن الحسين.

ودخلت القوات الفرنسية دمشق في عام 1919 بعد أن لاقت مقاومة عنيفة.

واحتل الإنجليز مصر سنة 1882 بعد هزيمة عرابى فى موقعة التل الكبير ، ثم قامت الحركة الوطنية للمطالبة بالجلاء والتنديد بالاستعمار على يد مصطفى كامل ومحمد فريد ثم قيام ثورة 1919وما أعقبها من وضع دستور لمصر سنة 1923.

وكان رفيق العظم مهتما بما يدور فى الوطن العربى من مشكلات ، لذا فإنه حمل على عاتقه الإصلاح الفكرى والسياسى فى مجتمعه ، وبلور أفكاره فى نشاطه وكتبه .

ثانيا : نشأته العلمية والثقافية

رفيق بن محمود بن خليل العظم من أعلام الفكر والإصلاح فى القرن العشرين ، ينتمى إلى أسرة عريقة رفيعة المكانة واسعة الجاه ،هى أسرة آل العظم ، ومنهم : صادق بن صالح المؤيد آل عظم توفي (1329 هـ / 1911 م) هو رحالة وقائد عسكري في الجيش العثماني.

ولد رفيق العظم في دمشق1284هـ / 1867 م، والده الأديب الشاعر محمود العظم ، أحضر له والده المعلمون وهو صغير إلى المنزل حتى إذا ما انتهى من تعليمه الأولى دفعه إلى مشاهير عصره لينهل من مواردهم الصافية ، فأخذ عن الأساتذة : طاهر الجزائري ، سليم البخاري ، وتوفيق الأيوبي ، وأخذ عنهم اللغة العربية وآدابها والتاريخ، فنشأ مقبلاً على كتب التاريخ والأدب ودواوين الشعر مما غرس فى نفسه حب الإسلام والإعجاب بمبادئه التشريعية ، وتاريخ السلف من صدور الصحابة والتابعين ، واستطاع الفتى أن يغني سليقته، وأن يتمكن من الفصاحة والجزالة لما كان يتمتع به من موهبة وذكاء وفطرة سليمة وصفاء في الذهن وحب للتعلّم، وانصرف إلى كتب النحو والصرف والمعاني والبيان وتعلق بكتب الأدب ودواوين الشعر وهو مازال صغيراً ، فاتصل بالمأثور من أدب العرب فى التراث الخالد ، فاكتسب فصاحة عزّت على دارسى القواعد .

ولم يتجاوز العشرة من عمره حتى توفى ولم يتجاوز ابنه مرحلة الطفولة ، فأشرف أخوه على تعليمه، وأدخل مدرسة أجنبية بدمشق لتعلّم اللغة الفرنسية بجانب العربية ، وتعلم كذلك التركية ، فثابر على البحث والاطلاع وأجاد الفرنسية والتركية.

ونزع إلى البحث في الاجتماع والتاريخ والأدب، وتعلق بالإصلاح وكتب فيه لمّا وجد من سوء أحوال العصر الادارية والسياسية..

يقول الأستاذ سعيد الباني : كان رفيق بك من كبار الأحرار الناقمين على استبداد السلطان عبد الحميد التائقين الى إعلان القانون الأساسي فجاهد في ذلك جهاد الأبطال ولقي من العنت و تجشم المصاعب ما يلقاه طلاب الإصلاح .

ثالثا : رحلته إلى مصر

إن شاب مثقف فى مثل علمه وماله لابد أن يتصل بسياسة عصره وأحوال زمانه ، وقد رأى من تضييق الأتراك على أبناء وطنه فى الشام ما بكّر به إلى الهجرة لوادى النيل سنة 1892، واتخذها وطنًا ، إذ تربطه بشريف باشا رابطة مصاهرة ، وبعد سنة أصيب بمرض عصبي فسافر إلى الآستانة، وعاد منها إلى دمشق، ولما عوفي من المرض عاد إلى مصر .

واتصل بحلقة الإمام محمد عبده، وفي هذه الحلقة كبار الكتاب والمفكرين أمثال : قاسم أمين وسعد زغلول وحسن عاصم ، فأفاد من مجالسهم وكذلك اتصل بالشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد، وتعرّف على مصطفى كامل ومحمد فريد من زعماء الإصلاح في مصر، فاستفاد منهما كثيراً، ونضجت في ذهنه فكرة الإصلاح السياسي والاجتماعي.

كما انصرف رفيق العظم إلى الكتابة والتصنيف في التاريخ والأدب والاجتماع والإصلاح ، ووجد المجال فسيحا لنشر آرائه فى جرائدها ، فبرز اسمه مصلحا سياسيا على صفحات الأهرام والمؤيد واللواء ، وسطع نجمه كاتبًا ومؤرخًا ومحققا عالما فى صفحات الهلال والمقتطف والمنار ، فوثقت صلاته بعلماء وكتاب وسياسي مصر.

فلما أعلن القانون الأساسي سنة 1908 أم الفقيد دمشق آملا بالتفاهم مع الاتحاديين ،لكنه يئس مما لاقاه منهم فعاد الى مصر.

رابعا : جهوده فى الإصلاح السياسى

انصرف رفيق العظم إلى تأسيس الجمعيات السياسية ، فأنشأ مع صحبه رشيد رضا (جمعية الشورى العثمانية) ؛ لتقوم بالدعوة إلى الخلافة المستنيرة المصلحة ، والتأليف بين أمراء الجزيرة العربية، والسعي في جمع شمل العرب ، وقد ساقه إلى تأليف هذه الجمعية ما ظهر من ضعف الدولة العثمانية بعد انكسارها في حرب البلقان، وبدا خطر وقوعها في براثن الغربيين.

وعمل إنشاء فروع لها بأكثر البلدان الإسلامية ، وكانت لها صحيفتها يحرر القسم العربي فيها، وكانت هذه الجمعية قبل ذلك تطبع المنشورات وتذيع البيانات في الوطن العربي وفي غيره ، وانضم إليها كبارالشخصيات من عرب وأتراك وجركس وأرمن، ولكن السلطان فى تركيا أساء به الظنون واعتبر حركته مناهضة لحكمه مما أدى إلى زوالها ..

وفى أعقابها رأى رفيق العظم أن يحكم صلته بجماعة (الاتحاد والترقي) التركية منخدعا بما أعلنوه من مبادىء الحرية المساواة حتى إذا كشف الزمن شعاراتها الزائفة جاهرها العظم بالنقد اللاذع ثم تركها وأسس حزب اللامركزي وكان رئيسًا له ، داعيا إلى خدمة الدولة العثمانية والبلاد العربية عن طريق الإصلاح الداخلى لكل قطربأيدى نخبة صالحة من أبنائه يعملون على رفعته السياسية وإدارة شئونه فى ظل الخلافة العثمانية لئلا يصيب الأقطار العربية خطر الانهيار الذي يقع على العاصمة، وليصبح كل قطر في منجى من السقوط فريسة للأوربيين، و دون أن يكون الوالى التركى صاحب الأمر والنهى بلا معقب .

وظل رفيق العظم يعمل في الأحزاب وفي السياسة لخير قومه وأمته وبلاده حتى ساءت صحته، فلما قامت الثورة العربية وتسلمت الحكومة الفيصلية مقاليد البلاد، عاد العظم إلى دمشق زائراً فاستقبلته البلاد خير استقبال، وعرضت عليه أن يتقلد بعض الرئاسات الكبرى، فاعتذر لسوء صحته، ولزهده في المناصب، وعاد إلى القاهرة ولازم داره.حتى وفاته 1925.

خامسا : التوجه الإسلامى فى فكر رفيق العظم

1ـ نظرته للخلافة العثمانية

كان رفيق العظم ممن يرون فى الخلافة العثمانية سبيلا لرقة الإسلام ونهضة المسلمين إذا تركت مساوئها الأنانية فرجعت عن حكم الفرد واستبداد السلطان إلى حكم الشورى والخضوع للدستور ، وأخذت بوسائل التقدم الحضارى جيشا وتعليما وإصلاحا،فسوف تتعافى مما ألم بها . .
وكان يرى أن مجاهرة الخلافة بالانشقاق عليها والتحرش بها وهن فى جسم الأمة الإسلامية ، وهى كلها جسد واحد لا صلاح لعضو به فساد عضو آخر ، وقد كافح الرجل وجاهد حتى لمس تغطرس الأتراك عن عناد ، فعلم أنهم فى واد وأنه مع آمال وأحلام فى واد بعيد .
ولم يكن رحمه الله من القائلين بالانفصال عن الدولة العثمانية ،أو الثورة عليها ، بل كان يدعو إلى إصلاحها ، وشتان بين الإصلاح والهدم ، وقد صرح غير مرة بذلك ، ولكن الاتحاديين اتهموه بالسعي وراء الانفصال وحكموا عليه بالقتل بمحاكمة بربرية حكما غيابيا صادرا من محكمة عالية لاهم لها سوى الانقياد لرغائب جمال باشا ، ولمّا لم يتمكنوا من تنفيذ حكم الإعدام عليه تشفوا بالانتقام من أخيه الأكبر عثمان بك فسجنوه في عاليه و حاكموه واتهموه ولما لم يثبت عليه شيئ أبعدوه مع عائلته إلى أقاصي الأناضول ، مما أدى لقناعته بأن العهود عبارة عن قصاصة ورق و أن الوعود وعود عرقوب لا أمل فيها ولا رجاء .

2ـ رفيق العظم والوحدة الإسلامية

أخلص لفكرة العروبة ذات التوجه الإسلامى إخلاصا واضحا ظل ملازما له حتى نهاية حياته عام 1925، وقد جسد هذا التوجه فى مجموعة الأعمال الفكرية الهامة مثل : (البيان في أسباب التمدن والعمران) و (البيان في كيفية انتشار الأديان) ، و (الجامعة الإسلامية في أوروبا) ،و(السوانح الفكرية في المباحث العلمية) ، و(أشهر مشاهير الإسلام) ،و(تنبيه الافهام إلى مطالب الحياة الاجتماعية في الإسلام) .
لقد ارتبطت حياة رفيق العظم بنشأة الحركة العربية الحديثة بقدر ارتباطها بحركة التجديد فى الإسلامى التى أسسها الإمام محمد عبده ، وإن دواعى حركة الإصلاح الدينى فرضتها ضرورة التحديث والتحضر التى هبت موجتها الأوربية عند مطلع القرن التاسع عشر ....
وهو يوضح فى كتاباته ما أحدثه الإسلام من انقلاب عمرانى فى مدى قرن واحد بحيث أثمر للإنسانية ما عجزت عن إثماره حضارة اليوم .
ويرى الأستاذ رفيق العظم أن الإسلام قد وجد تطبيقه العملى فى الفترة الأولى من حياته ، إذ كانت سيرة الرسول الأعظم وتاريخ الخلفاء الراشدين الأربعة مما يعطى النموذج الفريد للسياسة الإنسانية حرية رأى وصلاح ومعتقد واعتدال سلوك ، لذلك جعل من وكده أن يكتب تاريخ هذه الفترة الحرة من حياة الإنسانية جمعاء كتابة تقدم الدليل العملى على عظمة الرسالة الإسلامية وصلاح الشريعة القرآنية .

3ـ جهوده فى خدمة الثقافة الإسلامية

ولم يكن ممن يتصدرون للنقد العلمى تباهيا بالمعرفة وإثباتا للأستاذية شأن من يحملون العصا فى كل وقت ليشتهر مكانهم فى الناس ، ولكنه كان يصدر عن حب للحقيقة تدفعه غيرة مفرطة على الحقائق التاريخية وبخاصة ما يتعلق منها بتاريخ العرب والإسلام .
فقد طرق سمعه أن محاضرة علمية ألقيت بنادى المدارس العليا بالقاهرة تحدث فيها صاحبها عن التدوين فى الإسلام حديث المنتقص ، فإذا بالأستاذ رفيق العظم يلقى محاضرة فى نفس المكان ، ففند الرأى دون أن يذكر أشخاصا برفيع أخلاقه ، وقد نشرت مجلة المنار محاضرته وكان لها صدى طيبا فى الأوساط العلمية .
ومازال رفيق لعظم يواصل النقد البرىء حتى آخر فترة فى حياته حين تكالبت عليه الأسقام والعلل ، وآخر ما كتبه وسجلته جريدة السياسة اليومية من رد حاسم على الدكتور طه حسين التى جمعها فى الجزء الثانى من حديث الأربعاء حيث ذهب إلى أن العصر العباسى كان عصر لهو ومجون مستدلا بشعراء أمثال بشار وأبونواس ومطيع ووالبة على نحو ما رواه صاحب الأغانى من روايات عن خلاعة ومجون الخلفاء أيضا ..

4 ـ الدعوة الى الاجتهاد

وقد شن هجوما ضاريا على العلماء الذين أفتوا بحرمة الاجتهاد ودفعوا بالعقل إلى التحجر والتعبد بآثار السلف دون مناقشة ونقد ، وخدروا العامة بما شوهوه من معانى الشريعة ونصوص الكتاب طمعا فى المنصب والثراء .
وقد تابع حملاته على الجامدين من العلماء فى ثلاثة فصول متتالية ، فتارة ينعى عليهم سوء الفهم للدين وانتحاءهم طريق الحشو والاستطراد فى التأليف حتى تشعبت بقرائهم السبل فضلوا ، وتارة يأسى على سكوتهم على البدع والخرافات وتعبدهم لأقوال السابقين من أمثالهم دون مناقشة .
أما اشتغالهم بمسائل الخلاف دون أبواب الائتلاف فمما طفح به الكيل إذ جعلوا الناس شيعا وأقسانما مهملين وظيفتهم الأولى ، وهى الأخذ على أيدى الفجرة من الظالمين ،وقد أتبع ذلك كله برسم طريقة الإصلاح العلمى إذ أوجب على أئمة الدين الخروج السريع من دائرة التقليد، وكرر دعوته إلى الاجتهاد .

وحمل كذلك على الخطباء الذين لا يفقهون كثيرا فى الدين ومخاطبة الجماهير ، ويصفهم بأنهم :هم مصدر البلاء وسبب الشقاء بما يتلونه على مسامع العامة من السجعات المقلوبة والأحاديث المكذوبة الداعية إلى استدراج العامة في الشروراعتمادًا منهم على ما يسمعونه من أولئك الوعاظ والخطباء من الأكاذيب المضلة، فانتزعوا بهذا ( الإطلاق المجمل ) وأشباهه باعث الرهبة من أعماق القلوب ونزعوا وازع الضمير من نفوس العامة ، وهذا ما أوصل الأمة إلى ما نراها فيه من فساد الأخلاق والضمائر ، واجتراح الآثام والجرائر حتى كادت تكون أحط الأمم في الأخلاق وأبعدها عن مراعاة حاكم الضمير، يحسدنا الأمم والشعوب على مشروعية الخطابة في الإسلام ، ويعجبون من أمة تتلى على منابرها في كل جمعة آلاف من الخطب في سائر أنحاء الديار الإسلامية ، وهي لا تنتفع بها فتخطو خطوة إلى الأمام .

سادسا : موهبته الأدبية و مؤلفاته

الإستاذ رفيق العظم

وكتب فصولاً رائعة في التربية الوطنية والأدب، صاغها بأسلوب رشيق سبق بها زمانه، فلم يأبه للبديع والزخارف والمحسنات اللفظية، وإنما اتجه بها إلى المعنى الذي يَعْلَق بالفكر، فكانت ثورته مضاعفة في التفكير والتعبير. وأخذ على عاتقه أن يكون الرائد والقدوة لأصحاب الأقلام الحرّة، َفَسخّر قلمه السيال لهذه المهمة السامية، فكتب :

1- كتاب ( الدروس الحكمية للناشئة الإسلامية ) طبع عام 1314 هــ .
2- رسالة (البيان في كيفية انتشار الأديان) مطبعة الإسلام طبع، عام 1314 هــ .
3-كتاب (تنبيه الأفهام الى مطالب الحياة الاجتماعية فى الإسلام) طبع عام 1318 هـ / 1900م .
4- كتاب ( الجامعة الإسلامية وأوروبا ) طبع عام 1325 هـ / 1908 م.
5- (تاريخ أشهر مشاهير الإسلام في الحروب والسياسة) ، وطبع منه أربعة أجزاء و هو أجزل مصنفاته وأغزرها مادة و أوسعها انتشارا، القاهرة 1909.
6ـ (تاريخ السياسة الإسلامية)، مطبعة المنار ، القاهرة 1925.
7ـ كتاب (البيان في أسباب التمدن والعمران).
8ـ (السوانح الفكرية في المباحث العلمية).

ـ مجموعة آثار رفيق العظم، عني بجمعها شقيقه عثمان العظم.

الإنتاج الشعري: ومن آثاره الخطية ديوان شعر محفوظ في دار الكتب الظاهرية.

وشرع بوضع كتب لم يتمها منها: تاريخ السياسة الإسلامية، ورسالة في الخلاف بين الترك والعرب كتب منها 67 صفحة.

وله الكثير من المقالات في النواحي الاجتماعية والسياسية نشرت في كبريات المجلات والجرائد.

له عدة مقطعات في كتاب «قدماء ومعاصرون» ،وكتاب «أعلام الأدب والفن،وشعره قليل، مطبوع، من الموزون المقفى: قوي العبارة حسن السبك.

ومن شعره فى رثاء محمد علي مسلم :

أيهـا الموتُ كم هـززتَ نفــوسًا

طـالـمـا هـزّتِ الخطـوبَ الجِسـاما

نحن كنا كالصلد إن مسّه الخَطْــ

ـبُ وَرَتْ نـارُه وأذكت ضِراما

فـاصطلـمتَ الجلادة الـيـوم مـنا

فغدا القـلـب يشـتكـي الآلاما

وتجـاوزتَ غايةَ الصــبر حتى

قـد فقـدنـا السكـونَ والاحتشـامـا

مذ صدعتَ القـلـوب بـالنـبأ الفــا

جعِ أن يصـيبَ مـنّا الكرامـــا

قـد كفـانـا بـالأمس فقـدُ هـمــــامٍ

فلـمَ الـيـومَ قـد فقـدنـا هُمـامـــا

عـمـرَكَ اللهَ مـا نطـيـق حـيـــاةً

بعـد ذا الخطبِ أو نريـد سلامـــا

كلّمـا أنعـمَ الزمــانُ بفردٍ

ورجـونـا أن يـنفعَ الإسلامـا

فجعتـنـا بـه الـمـنـونُ كأن الـ

ـمـوتَ يفدي بـالأكرمـيـن الطَّغامـا

أو كأن الـمـنـونَ حـاكـمُ قــــومٍ

مستبـدٌّ يصـادر الأحـلامــا

يـا عـلـيّاً بِتَّ العـلـيَّ وإنـا

لـم نزل بـالـدّنـا نعـانـي السقـامـا

سابعا : رفيق العظم فى ذاكرة التاريخ

لقد كانت جهود رفيق العظم محط أنظار الباحثين والكتاب والسياسين منذ عصره حتى اليوم ، فكل يراه بوجهة نظر مختلفة ، ففى حين تراه أسرة آل العظم ممثلا فى عبدالقادر العظم بأنه من أعاظم الرجال الذين قلّ أن يجود بأمثالهم الزمان , وملأت ترجمته أشهر الصحف و المجلات العصرية و الكتب التاريخية و الأدبية .

وكتب عنه الأستاذ سعيد البانى فى مجلة التمدن الإسلامي في الأجزاء (من 25 الى 28) من المجلد 26 صفحة 582 :

" من خيار العظاميين وقادة جيوش العصاميين جمع بين نبل الأرستقراطية الشريفة وحرية الديموقراطية النزيهة اذ انتقت فطرته السليمة خيرة الخصال التي ازدان بها العظاميون و العصاميون , فهو مع شممه و إبائه وعلو جانبه وطهارة يده خال من الغطرسة و الفخفخة الفارغة التي سلم منها الأماجد و أصيب بمرضها الساري المتجمدون بأنسابهم أو برتبهم وهم عاطلون من المجد الذي أحرزه فقيدنا فلم يكن رفيق بك ليأبى مما شاة كل ساع للخير, عامل في سبيل الإصلاح العام . وقد لقي من العنت و المصاعب ما يلقاه العصاميون فصبر صبر الكرام .

فبهذا وما جبل عليه من الحلم و الكرم و الإيثار و الغيرة والشجاعة الأدبية ورقة الشمائل و مضاء العزيمة ومفاداته بمنافعه الخاصة في سبيل اصلاح قومه العامة , مع فرط وطنيته وإنسانيته يعتبر من أقطاب الأخلاقيين و أرباب المبادئ السامية الشريفة و قليل ما هم .... ولئن حرم البعيدون عن رفيق بك من محادثته العلميه فهذه مؤلفاته القيمة شاهدة بعلمه وأدبه وهي كثيرة ."

وقد نال رفيق العظم اهتمام الباحثين ، فألفت حوله الكتب ، منها ماكتبه بسام عبد السلام البطوش بعنوان: رفيق العظم (1865-1925) : دراسة في فكره ودوره في الحركة الاصلاحية ، الجامعة الأردنية 1988.

وقد أُعجب المجمع العلمي العربي في دمشق بكتابات العظم وروعة أسلوبه وجميل خدماته للعربية، فانتخبه عضواً مراسلاً إكباراً لأياديه، ولكنه لم يتح له أن يشارك في أعماله، وإنما أوصى بمكتبته كلها هدية إلى المجمع العلمي العربي، وهي في نحو ألف مجلد، كلها من أنفس الكتب.

وكذلك جمع أخوه عثمان العظم آثاره فى كتاب ( مجموعة آثار رفيق بك العظم ) ، وأطلق اسمه على أحد شوارع الأردن باسم ( شارع شارع رفيق العظم ).

توفي رفيق العظم في القاهرة سنة 1925 بعد فترة من المرض.

ثامنا : أهم المراجع

1 - أدهم آل جندي: أعلام الأدب والفن (جـ1)، مطبعة مجلة صوت سورية ، دمشق، 1954.
2 - د. سامي الدهان : قدماء ومعاصرون، دار المعارف، مصر، 1961، ص166ـ 172.
3 - عبدالرزاق البيطار: حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ، تحقيق : محمد بهجة البيطار، دار صادر، بيروت، 1993. ص1343
4 - عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين ، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1993م.
5 - مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ، المجلد 5 ،الجزء 12 ، ديسمبر 1925 (المرحوم رفيق العظم : ترجمة حياته).
6- مجلة المنار ، القاهرة ، المجلد 26 ، أبريل 1925 ، ترجمة حياة رفيق العظم.
7 - عبدالقادر العظم: الأسرة العظمية ، مطبعة الإنشاء ، دمشق ،1960.
8 - محمد كرد علي: المعاصرون ، دار صادر ، بيروت 1993.
9 ـ عبد الوهاب الكيالي : موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 1981، ص 826ـ 827.
10ـ جميل عويدات : أعلام نهضة العرب في القرن العشرين، الطبعة الأولى 1994 ص 100.
11- د. محمد رجب البيومى : النهضة الإسلامية فى سير أعلامها، دار القلم دمشق ـ الدار الشامية بيروت ، الطبعة الأولى ، 1415هـ / 1995، ج 1 ص 163ـ 185
12- معجم البابطين لشعراء العربية فى القرنين التاسع عشر والعشرين .
13ـ خير الدين الزركلى : الأعلام ، دار العلم للملايين ، ط15، 2002، ج3 ص 30.
14- صلاح زكى أحمد : أعلام النهضة العربية الإسلامية فى العصر الحديث : رفيق العظم ، مركز الحضارة العربية القاهرة ، 2001، ص 96-102.
15- رفيق بك العظم : اقتراح على السادة العلماءفي تقويم اعوجاج الوعّاظ والخطباء، مجلة المنار 12 رمضان 1317هـ/ 13 يناير 1900م ، مجلد35 ص2.
16- أحمد سعيد هواش : رفيق العظم (1284 ـ 1343هـ/1867 ـ 1925م) الموسوعة العربية الميسرة ، المجلد 13، ص290.