رضوان كريشان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشهيد الشاب رضوان كريشان شهيد الإخوان في قواعد الشيوخ بالأردن


مقدمة

رضوان-كريشان.1.jpg
رضوان-كريشان.2.jpg
رضوان-كريشان.3.jpg

إنَّ الشهادة في سبيل الله درجةٌ عالية لا يهبها الله إلا لمن يستحقُّها؛ فهي اختيار من العليِّ الأعلى للصفوة من البشَر؛ ليعيشوا مع الملأ الأعلى.

حياته

في مدينة معان الواقعة جنوب الأردن ولد رضوان رجا مرعي كريشان عام 1950م، وأثناء دراسته التحق بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين وهو في ريعان الشباب ، بعدما تربى في محاضن الإخوان التربوية ، وكان من الشباب الذين أثر عنه كثرة الصمت، وعُمق التدين، وكثرة الحركة والنشاط .

فيروي عنه أنه في إحدى الجلسات وهو يقرأ قصة الصحابي الجليل الذي قال للرسول عليه السلام في احدى الغزوات ، ما خرجت من أجل دنيا ولكن خرجت لأرمى هاهنا – وأشار إلى حلقه – فدعا الله تعالى أن تكون نهايته كنهاية هذا الصحابي.

مرحلة الجهاد

عندما تم الإتفاق بين فتح والإخوان المسلمين في الأردن ، بعد معركة الكرامة 1968 ، على إقامة قواعد عسكرية لشباب الإخوان في شمال الأردن للتخطيط لعمليات ضد العــدو الصـــهيونـــي ، انطلقت قيادات الإخوان لزيارة كل شعبهم في المدن الأردنية ، لحث شباب الإخوان على التسجيل في سجلات المتطوعين للجهاد في سبيل الله تعالى ، فما كان من بطلنا رضوان كريشان إلا أن سارع دون تردد بالتسجيل كمتطوع للقتال ضد الصــــــهاينة المحــتلين.

كان نصيب رضوان أن يكون متدرباً في معسكر الأزرق ، وكان البرنامج اليومي الذي التزم به البطل رضوان ، قائماً على البرامج الإيمانية والروحانية والثقافية ، إلى جانب التمارين الرياضية ، والسير الطويل ، واستكشاف المناطق ، والالعاب الرياضية الذهنية ، وترتيب الخيم والتفتيش على النظام

وقد أشرف على المعسكر القائد المصري صلاح حسن ، حيث استمر المعسكر ما يقارب الأربعة أشهر ، ثم انتقلوا بعدها إلى معسكر العالوك في الزرقاء، حيث تطور التدريب على استخدام الأسلحة الثقيلة ، وحفر الخنادق ، والزحف لمسافات ، واطلاق النار ، والمسيرات الطويلة التي تصل لـ 13 كيلومتر ، وتجاوزت ساعات التدريب أحيانا ال 18 ساعة كل يوم .

الشهادة

في صبيحة يوم الإثنين 25 أغسطس - أب 1969م ، أغارت الطائرات الصـــهيونيـة على معسكر العالوك ، وقدر الله تعالى أن يكون المتدربين في مسير خارج المعسكر ، فلم تحدث هناك إصابات ، وفي اليوم التالي ، الثلاثاء 26 أغسطس 1969م ، وجدوا قذيفة لم تنفجر، فسلموها للمدرب إبراهيم عاشور، والذي جمع الشباب ليشرح لهم عن القذيفة وقوتها

وفيما هو كذلك ، انفجرت القذيفة فقتلته على الفور، ودخلت شظية في حلق المجاهد رضوان كريشان، فتم نقله إلى المستشفى، وفي الطريق صعدت روحه الطاهرة إلى عليين ، صدق الله فصدقه ، فاستشهد كما طلب من الله تعالى ، ولم يتجاوز عمره العشرون عاما، وتم نقله إلى معان وشُيع في جنازة مهيبة وكبيرة .

وداع أمه

تقول والدته:

قبل وفاته بأيام زارنا رضوان في إجازته المعتادة من معسكرات التدريب ، فقال لي : لعلي لا أعود ، وإني أشعر بالشهادة فادعُ الله لي ، وارضِ علي ، وإذا رُزقت الشهادة فلا تبكي علي . ولم يمض يومان على كلامه ، حتى رزقه الله الشهادة ، ووفيتُ بوعده فلم أبك عليه.

وورد في بعض الكتب نصه:

بدأ المد الإسلامي بالتنامي مجددا؛ في حين أخذ المد القومي واليساري بالانحسار بعد هزيمة عام 1967.

وقد شارك الإخوان المسلمون في العمل الفدائي ضد إسرائيل من خلال حركة فتح، حيث أقاموا ثلاثة معسكرات، ونفذوا مجموعة من العمليات الناجحة ضد أهداف إسرائيلية. وقد عمل في هذه المعسكرات حوالي 180 مجاهداً متفرغا، بالإضافة إلى العديد من المتطوعين على فترات متقطعة.

كما استشهد عدد من هؤلاء المجاهدين في هذه الفترة، وهم:

صلاح حسن (مصر)، مهدي الأدلبي (سوريا)، رضوان كريشان (الأردن)، محمد سعيد باعباد (اليمن) ،إبراهيم عاشور (فلسطين)، رضوان بلعا (سوريا)، محمود برقاوي (الأردن)، صلاح الدين المقدسي (فلسطين)، زهير سعدو (سوريا)، نصر العيسى (سوريا)، سليم المومني (الأردن)، يعقوب عيسى (سوريا).

وفي عام 1970 وقف الإخوان موقفاً حاسماً من الفتنة، ورفضوا أن يعينوا فريقاً ضد فريق، وأكدوا أنهم إنما حملوا السلاح لمقاتلة أعداء الأمة المحتلين الصهاينة.

المصدر

  1. غسان محمد دوعر: قواعد الشيوخ، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت، 2018م، صـ78.
  2. صفحة تاريخ الإخوان المسلمين في إربد: 13 يوليو 2020