رسالة إلى الشهيد العظيم أحمد ياسين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢١:٤٨، ٢٧ أبريل ٢٠١١ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'<center> <font size="5">رسالة إلى الشهيد العظيم أحمد ياسين</font></center> [[ملف:رسالة الى الشهيد العظيم.jpg|يسا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رسالة إلى الشهيد العظيم أحمد ياسين
رسالة الى الشهيد العظيم.jpg

سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين.. أتوجه إليك في ذكراك وأنت الشهيدُ الحيُّ الذي تُرزق عند ربك كما أخبرنا الله تبارك وتعالى:﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران: 169).

وأخاطب روحَك الطيبة التي تتجوَّل هنا وهناك، حرةً طليقةً في حواصل طير خضر، كما أخبر رسولنا الحبيب- صلى الله عليه وسلم- أتوجه إليك بتحيةٍ عظيمةٍ وتقديرٍ كبيرٍ.. أتوجه إليك بكل العاطفة وكل الحب؛ فنحن والله كنا وما زلنا وسنظل نحبك في الله حبًّا جمًّا لا حدودَ له.. أتوجه إليك بروح الوفاء والاحترام والإعزاز والإجلال والإكبار.. أتوجه إليكَ أشكرك وأُطمئِنُك وأفرح معك بفضل الله عليك وفضل الله علينا بك.. أتوجه إليك سيدي الشهيد العظيم أُراجع نفسي وأدعو أمتي أن تُراجع دروسًا أكرَمَنا الله بها على يديك.


أحمد ياسين وصناعة النجاح 2.jpg

سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين.. طِب نفسًا بشهادتك ودمائك الزكية الطاهرة التي قدمْتَها ابتغاءَ وجهِ ربك الكريم؛ فداءً للأوطان ودفاعًا عن المقدسات.. هنيئًا لك شهادتك التي تتمنى العودةَ إليها كما يتمنى كل شهيد.. هنيئًا لك دم الشهيد الذي ظلَلْتَ تحلم به طوال السنين، فقد روى البخاري عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما من مكلومٍ يُكلَم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي، اللون لون دم، والريح ريح مسك" فقد فزتَ وربِّ الكعبة، وعلَّمت الأمة معنى التضحية والفداء والصدق مع الله والسعي لنيل رضاه، وانطَلَقَت كلماتُك الرائعة التي عبرت بها عن أملك: "أملي أن يرضى الله عني".. انطلقت هذه الكلمات تهزُّ ضميرَ الأمة وتُنقِّيْه من كل شائبة وتصفِّيه من كل انشغال بغير الله.

سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين.. طبْ نفسًا بغرسك الرائع وشجرك الطيب الذي زرعْتَه في الأرض المباركة أرض فلسطين الحبيبة، يحمل لواء الجهاد، ويرفع علم التحرير، ويواجه عتاة الإجرام من شراذم اليهود أبناء القردة والخنازير وعبد الطاغوت.. طِبْ نفسًا سيدي الشهيد، فغرسك ثابتٌ ثباتَ الشمِّ الرواسي، بفضل إخلاصك وإرضائك لربك: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ(٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(٢٥)﴾ (إبراهيم).

سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين.. طب نفسًا فقد عشت تعلمنا الاستعلاءَ على الباطل والصمود بالحق في وجه الطغيان، وعِشتَ تعلِّمنا التغلب على الضعف وتخطي العقبات والسخرية من المحن وأنت ترفع راية الحق وتبشر به، وتهتف في الدنيا أن الحق أقوى من الباطل، وتُذكِّر العالم بقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء: 105) وهاهم تلاميذك بعد استشهادك يتجاوزون العقبات ويتخطون الملمَّات ويحققون الإنجازات.

سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين.. طب نفسًا فقد كنت المشلولَ القعيد المبدعَ المفيدَ صاحبَ القدرات والمواهب والإبداعات، قدمت نموذجًا لدور الفرد في إحياء أمته، وفجَّرت فينا الطاقات والإبداعات، وعلمت تلاميذك في فلسطين والعالم التحركَ لنهضة الأمة التي نراها اليوم بفضل الله تعالى تُحقق الإنجازات في كل لحظة، ويتلألأ نجمُها في كل سماء، وتتصاعد يومًا بعد يوم نحو البناء العظيم لخلافة المسلمين وأستاذية العالمين.

أحمد ياسين وصناعة النجاح للمعاقين 3.jpg

سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين.. طب نفسًا، فقد رحلت عنا جسدًا، وكنت عندنا الحبيب الغالي العظيم، رمز العزة والكرامة، فارس الحلبة وأَسَد الميدان، ولكنك سيدي العظيم بقيت فينا مثلاً رائعًا، يشحذ الهمم، ويفجِّر الطاقات، ويضيء