رحيل عصام العريان الذي أحبه الجميع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رحيل عصام العريان الذي أحبه الجميع

مقدمة

الدكتور عصام العريان أحبه كل من تعامل معه ومن سمع عنه أو تابع أخباره، حيث كان واحد من الذين حاول الخصوم طعن جماعة الإخوان من خلاله إلا انه أثبت دائما أنه نموذج فريد في الأخلاق والتربية رغم الأضواء والفتن التي أحيطت به.

رحل عصام العريان بعد سبع سنوات من الظلم البين نتيجة مواقفه المناهضة للظلم، حيث كان رحمة الله عليه نموذج للمسلم الحافظ لكتاب الله والعامل به، والمطبق لنموذج الإسلام الوسطي المعتدل وسط بحور من الصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية.

عصام العريان الذي تتزاحم الحروف حين كتابة اسمه ويتلعثم اللسان حينما ترى وجهه.. علَمٌ من أعلام الفكر والمعرفة ورجل قلَّما تجد مثله في زمن قلَّ فيه الرجال يحمل فكرًا مسالمًا إصلاحيًّا نهضويًّا تربويًّا.. هو حقٌّ من حقوق البشر التي لا يختلف عليها عاقلان لكنه بسبب هذا الفكر الذي يحمله بين خلايا ذاكرته وهَمِّ نشرِه المكنون بين خلجات قلبه وصدره أصبح المعتقل هو بيته الثاني الذي يذهب إليه رَغمًا عن إرادته ما بين الحين والحين، ومع ذلك فهو الصابر المحتسب.

رحلة حياة

وُلد الدكتور عصام العريان في 28/4/1954م بقرية ناهيا مركز إمبابة بمحافظة الجيزة ومثل جميع الأطفال التحق بالتعليم الابتدائي بمدرسة ناهيا الابتدائية للبنين وأتمَّ هذه المرحلة بمجموع 94% ثم أكمل دراسته وأتمَّ التعليم الإعدادي والثانوي بمدرسة الأورمان النموذجية بالدقي بمجموع 91%.

كانت علامات الذكاء والنبوغ تظهر على عصام العريان طوال فترة حياته فما أن التحق بكلية الطب بجامعة القاهرة حتى برز تميزه في دراسته ولم يقتصر الأمر على الدراسة فحسب بل إنه كان من أنشط زملائه في العمل الطلابى إذ كان عضوًا نشطًا مؤسسًا للنشاط الإسلامي آنذاك ليس في جامعة القاهرة وحدها بل في جامعات مصر كلها.

بين الصفوف المؤمنة

كانت تربية عصام العريان دافعا قويا للتمسك والبحث عن معاني الإسلام الوسطي والعملي، وما ان بدأت بذور الحركة الإسلامية تدب في جامعة القاهرة على يدي الطالب الرباني سناء أبو زيد حتى انضم لمسيرته كوكبة أنارت وقادت الحركة بعد ذلك أمثال عصام العريان وحلمي الجزار وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمود أبو زيد وغيرهم، حتى أصبح أميرًا للجماعة الإسلامية في جامعة القاهرة ثم منسِّقًا لمجلس شورى الجامعات في الاتحاد العام للجمعيات والجماعات الإسلامية في نهاية السبعينيات والذي ترأَّسه فضيلة المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله.

ظل على نشاطه في العمل الإسلامي دون خوف أو وجل حتى ظهرت مظاهر الإسلام في الجامعة بعدما اختفت طيلة حكم جمال عبد الناصر، حيث ظهر الحجاب، واقبال الطلاب على المساجد، ونشطت حركة بيع الكتب الإسلامية، حيث قدم العريان ورفاقه نموذجا طيبا لتسهيل الأمور على جموع الطلبة.

وحينما جاءت اللحظات الفاصلة والتمايز اختار عصام العريان طريق ومنهج وفكر الإخوان المسلمين، ليتخرج من الجامعة وهو يحمل هم هذا التيار معه سواء في انتخابات نقابة الأطباء الذي كان أمينها العام، أو كأصغر عضو يدخل البرلمان عام 1987م، أو كحلقة وصل متميزة ومقبولة من جميع التيارات والأحزاب.

كان العريان حافظ لكتاب الله بين الحافظين، وكان سياسيا مفوها وسط الأحزاب والسياسيين، وكان الرباني إذا تكلم ووعظ، وكان الخادم لإخوانه إذا حضر، وكان السهل اللين إذا تكلم. شارك في كثير من المؤتمرات والمعسكرات التربوية فكان نموذجا تربويا عمليا لكل من حضر، حتى أن أجيالا كثيرة من طلاب الجامعة أو شباب الثانوي لا زالوا يتذكرون كل كلمة ألقاها عليهم في المعسكرات لقوة تأثيرها ولخروجها من قلب مفعم بالإيمان.

حصل العريان على بكالوريوس الطب 1977م، كما حصل على ليسانس التاريخ 2000، وفي 1986 حصل على ماجستير الباثولوجيا الإكلينيكية، وفي 1992 حصل على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، كما حصل عام 1999 على الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر ثم إجازة التجويد في العام التالي.

اختير عضوا في مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين عام 2010م قبل أن يصبح نائبا لرئيس الحرية والعدالة بعد ثورة يناير، ومستشارا لرئيس الجمهورية في عهد الرئيس محمد مرسي.

بين ظلمات السجون

كان لابد للعريان من دفع ضريبة التمسك بعقيدة الإسلام ومواجهة الأنظمة المستبدة، فجاء اعتقاله للمرة الأولى لمدة عام واحد وذلك قبيل اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات وذلك من بداية سبتمبر لعام 1981م حتى نهاية أغسطس لعام 1982م.

وفي عام 1995م اعتقل ليحكم عليه بالسجن 5 سنوات، قبل أن يعاد اعتقاله عام 2005 و2006و 2007 لعدة شهور لتضامنه مع القضاة. اعتقل مع عدد من قيادات الإخوان قبل جمعة الغضب لثورة 25 يناير غير أنه خرج مع تصاعد أحداث الثورة حيث اتجه مباشرة إلى ميدان التحرير لمشاركة الثوار.

وحينما وقع الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي كانت سلطات الانقلاب حريصة على اعتقال العريان لتأثيره على الشباب، حيث اعتقل صباح يوم الأربعاء الموافق 30 أكتوبر 2013م ليبقى في سجن العقرب – سيء السمعة – حتى توفى يوم 13 أغسطس 2020م الموافق 23 ذو الحجة 1441م – أي قبل ذكرى مذبحة رابعة بيوم واحد - بعد شكاوي عدة للمحكمة من الإهمال الطبي إثر أزمة قلبية داهمته في محبسه بسجن العقرب عن عمر ناهز الـ 66 عاما.

قالوا عنه

يقول عنه الدكتور شرف الدين محمود – أحد الذين رافقوه في العمل الإسلامي في السبعينيات وأحد قادة الإخوان المسلمين:

عرفته ونحن طلاب في الجامعة فكان له سبق العلم و العمل و الدعوة والجهاد في سبيل الله. سبق الى الله بالقرآن حفظا و تلاوة و تخلقا و حالا مع الله. ما رأيته الا ذاكرا تاليا لكتاب ربه في كل وقت. من اكثر الناس لينا وسماحة نفس وسعة افق وفهم للأمور.
ما لانت له قناة في سبيل الله، وما اخافته السجون ولا التعذيب عن صراط ربه و كلمة الحق وما لانت له قناة في مقاومة الظالمين حتى نفسه الأخير. خسر الوطن سياسيا بارعا و خطيبا مفوها وجامع لعلوم الطب وأصول الدين والسياسة والاجتماع والحقوق و مثقفا فريدا. صعدت روحه الى خالقها تحفها الملائكة و قرآنه و شهادة الصالحين فاللهم تقبله عندك من الشهداء والصالحين و حسن أولئك رفيقا.

وكتب الدكتور إبراهيم الزعفراني:

اللهم انت من هديته ووفقته ووهبته مالم تهبه لكثير من خلقك ، وثبته فى المحن واغظت بقوته وثباته المجرمين والأعداء المتربصين بالإسلام والمسلمين . اللهم إنك قبضته حال كونه مظلوما سجينا غريبا وحيدا إلا من التواصل بؤنسك وقربك ، فحررته من سجنه وظالميه ، واستقبلته فى رحابك يا ارحم الراحمين .
اللهم إنى اشهد أنه آمن بك وبنبيك محمد ورضى بالإسلام دينا وسخر حياته لعبادتك والدعوة اليك ونصرة دينك، اللهم آنس وحدته برفقة عمله الصالح ، واجعل قبره روضة من رياض الجنة ، واجعل روحه فى عليين.


ألبوم صور

ألبوم صور الدكتور عصام العريان
 

الدكتور-عبدالمنعم-أبو-الفتوح-والأستاذ-عاكف-والدكتور-عصام-العريان-والدكتور-محمود-حسين

الدكتور-سناء-أبو-زيد-والدكتور-عصام-العريان-في-المعتقل

الدكتور-العريان-والمهندس-الصروي

الأستاذ-مصطفى-مشهور-والهضيبى-وعصام--العريان-فى-انتخابات-1987م

الدكتور-العريان-والمستشار-الهضيبي

الأستاذ-مصطفى-مشهور-والهضيبى-وعصام-العريان-فى-انتخابات-1987م

الأستاذ-مصطفى-مشهور-والعريان-خلفه-فى-جنازة-جابر-رزق

الأستاذ-صلاح-شادى-والدكتور-العريان-وأحمد-عز-وأحد-الفلسطينيين-المرافقين-لعرفات

Copy-(4)-of-حسن-الجمل-والدكتور-حبيب-والهضيبي-والعريان-وسيف-الإسلام

المستشار-الهضيبى-والدكتور-القرضاوى-والعريان-والشيخ-محمد-جبريل-فى-الإحتفالية

العريان-والزعفراني

الدكتور-عصام-العريان-وعبده-دسوقي

الدكتور-عصام-العريان-والدكتور-يوسف-القرضاوي-والسفير-إبراهيم-يسري-والأستاذ-مهدي-عاكف

الدكتور-عصام-العريان-في-محاكمات-1995م-وبجواره-الشيخ-سيد-عسكر-وطلعت-الشناوي

الدكتور-عصام-العريان-في-محاكمات-1995م

الدكتور-عصام-العريان-فى-مجلس-الشعب-1987م-(4)

الدكتور-عصام-العريان-فى-مجلس-الشعب-1987م

الدكتور-عصام-العريان-فى-مجلس-الشعب-87م

الدكتور--عصام-العريان-02

الدكتور-عصام-العريان-04

الدكتور-عصام-العريان-01

الدكتور-عصام-العريان-03