رئيس جمعية "العمل التطوعي" في حوارٍ صريح

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رئيس جمعية "العمل التطوعي" في حوارٍ صريح
22-12-2005

حوار- إيمان حسن

مقدمة

العمل التطوعى

الدكتورحمدي حافظ:

- الدين والتراث حماية للوطن من العادات السيئة الغريبة

- هدفنا في الجمعية تكريس فلسفة التطوع لوجه الله

- العوانس- المطلقات- المعيلات أهم ما يشغلنا

"الحاجة أم الاختراع" لم يأتِ هذا المثل من فراغ، بل كلما تعثرت الأشياء أمام الإنسان وكثُرت المشاكل والأزمات حاول الإنسان أن يخترعَ لها الحلولَ لتمضي الحياة بسهولةٍ ويسر، وفي الآونةِ الأخيرة تفشَّت العديدُ من الظواهرِ الغريبة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية وهي الارتفاع الكبير في نسبةِ العوانس والمطلقات، وغيرها من المشاكل المتعلقة بالمرأة والطفل، وبالتالي خرجت علينا العديدُ من الجمعياتِ الأهلية لتمديد المساعدة والعون ولو بالقدرِ البسيط في التقليلِ من هذه الأزمات.

ومن هذه الجمعيات جمعية أحباب العمل التطوعي التي تُقدِّم التطوعَ لغيرها في مقابلِ أن يُقدِّم هذا الغير المساعدة متطوعًا أيضًا لغيره وهكذا، ويرأس هذه الجمعية الخبيرُ الاجتماعي الدكتور حمدي حافظ وكيل وزارة الشئون الاجتماعية الأسبق.

  • وسألناه في البداية عن كيفيةِ نشأة فكرة الجمعية؟
فأجاب: من واقع عملي في مجالِ الاجتماع التطبيقي وخاصةً في الأسرة والطفل وجدت أنَّ هناك عددًا كبيرًا قد وصل إلى 5 مليون ونصف ما بين امرأةٍ مطلقةٍ وعانس وأرملة ومهجورة العائل ومعلقة بالمحاكم ومريضة الزوج جميعهن يُعانين من ظروفٍ أُسرية غير مستقرة، وهو ما جعلني أُفكر في هذا الأمر.
  • هل هناك مشاكل واجهتكم عند إنشاء الجمعية؟
أُنشئت الجمعية منذ عام تقريبًا ولكن تم إشهارها في يناير 2005 م وخلال الشهر الماضي تمَّ التوفيق بين ثلاث حالات زواج، وفي البداية كانت هناك مشكلة وهي كيف تتم عملية التوفيق بين المتقدمين للزواج من الشباب والشابات، واتفقت إدارة الجمعية أن تتم هذه العملية في سرية تامة أي برقمٍ يكتبه صاحب الطلب ولا يكتب اسمه، وأن يقتصر دور الجمعية على التوفيقِ وفتح المجال لوجود علاقة شرعية بين الطرفين من خلال معرفة الأهل؛ حيث أقومُ بالاتصال بولي أمر الفتاة أو السيدة لتبدأ الاتصالات بين الطرفين بعيدًا عن الجمعية.
وعندما يحدث اتفاق يقوم الأهل بدعوةِ الجمعية لحفلةِ الزفاف، ومن المشاكل التي تواجه أي جهةٍ في بداية إنشائها هي عملية التمويل، ولكننا رفضنا تمامًا أن نستعين بتمويلٍ من الشئونِ الاجتماعية، واخترنا أن تقوم الجمعية بأبسطِ الإمكانيات حيث تكفَّلت الجمعيةُ بكل المصاريف، وفي الحقيقة المصاريف بسيطة للغاية ولم تكلفنا شيئًا.


"المعروف لا يُنسى"

  • وما الجديد في جمعيةِ أحباب العمل التطوعي؟
كما تعرفين فإنَّ عادةَ المصري أنه لا ينسى المعروف، وبالتالي فإنَّ الحالاتِ التي تمَّ التوفيق بينها تُريد أن تُقدِّمَ لنا جزاء هذا؛ ولأن الجمعية بها أنشطة متنوعة فطلبنا منهم أن يقوموا بخدماتٍ تطوعيةٍ مجانيةٍ للجمعية، وكأنها خدمة أمام خدمة، ولكنها جميعها لله في النهاية.
  • وما أهم الأنشطة أو المجالات التي تعمل بها الجمعية؟
الاهتمام بالأفرادِ غير العاديين بالمجتمع، كالمرضى والفقراء والأطفال بلا مأوى وسكان المقابر والنساء المعيلات وغير المتزوجات والمتسولين غير القادرين على العملِ، واقتراح حلولٍ للمشاكل والصعوبات للقضايا الاجتماعية ورفعها لأجهزة اتخاذ القرار لدراستها وإصدار القرارات المناسبة.
  • ما أهم المجالات التي يُساهم فيها المتطوعين؟
يقوم الناس بالتطوع في عملية محو الأمية خاصةً المجالات التي يتم التوفيق بينها من خلال الجمعية، كذلك يقدمون خدمات للطلبة الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة في مرحلةِ الإعدادية رغم ذكائهم؛ لأن هناك عائلات تحت خط الفقر ولا تستطيع مساعدة أبنائهم بالدروس الخصوصية، وأيضًا يُساهم الناس في عمليات جمع التبرعات للأيتام من خلال ما يُقدِّمه لنا أهل الخير؛ وذلك بمساعدته بصفةٍ شهرية.
  • ما أهم عوامل نجاح الجمعية من وجهة نظركم؟
أهم شيء في نجاح أي عملٍ هو روح الفريق الواحد، وخاصةً إذا كان العمل تطوعيًّا لوجه الله، ومبدأنا أنَّ المالَ ليس كل شيء، وهذا ما طبقناه بالفعل في تأسيس الجمعية؛ حيث كانت بأبسطِ التكاليف، ومن عوامل نجاح الجمعية أيضًا وجود مجموعة من الأخصائيين الاجتماعيين معظمهم أساتذة جامعيين، ومعنا أيضًا وكيل وزارة الشباب، ونجتمع بصفةٍ دوريةٍ لتناول الحلول الواقعية للمشاكل الاجتماعية، كذلك يوجد بالجمعية مجموعة من الشباب الواعي المثقف والمتكفل بعملية تيسير الزواج وكفالة اليتيم وموائد الرحمن.

العلاقات الاجتماعية

  • كخبيرٍ اجتماعي ما الأسباب الحقيقية وراء العديد من الظواهر الاجتماعية الغريبة على مجتمعنا؟
العلاقات الاجتماعية ثلاثة أنواع: علاقات صراع وعلاقات انسحاب وعلاقات توافق؛ ولأن العلاقات في المجتمع أصبح يعتريها خلل كبير، وأصبحت العلاقات صراعيةً وانسحابيةً بين الناس إلى حدٍّ كبير، قلتُ علاقات التوافق التي كانت موجودة في السابق، وهذا يظهر جليًّا في علاقاتِ الصراع بين الجيران، وعلاقات الأقارب التي دخل فيها الخلافات على الميراث وانتشار الثقافة المادية وثقافة القوة فيما بينهم، كذلك نسق العمل وغياب روح الفريق الواحد ورغبة كل شخص في أن ينسب الفضل لنفسه.
  • ما الحلول العملية للتقليل من هذه المشاكل على الأقل؟
الدين والتراث، فمَن يتمسَّك بالدين ويتعود على العادات والتقاليد الاجتماعية الأصيلة سوف تعوده إلى ما كان عليه المجتمعات في السابق وتختفي هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا، ومثال ذلك ما نادى به بعض الجهات بتحريم ختان الإناث، فهذه القضية على الخصوص أثبتت فشلها؛ لأن الكثير من الناس لا يقتنع بها، لأن الدين قال كلمته في هذه القضية إلى جانب تأييد التراث لها وبالتالي ما يقوله الدين والتراث تكون صحبته أقوى من الشعارات.

المصدر