د. همام سعيد: الاعتراف بالكيان الصهيوني أخطر من الاحتلال
05-06-2008
أكد فضيلة الدكتور همام سعيد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، أن الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني والتنازل عن أكثر من 80% من أرض فلسطين، واعتبار هذه الأرض لليهود؛ يقيمون دولتهم عليها، ويتصرفون فيها تصرُّفَ المالك الأصيل.. أنكى وأخطر من احتلال القدس والجولان وسيناء.
وطالب في تصريحاتٍ لـ(إخوان أون لاين) "بتحرير المصطلحات، مثل النكبة والنكسة؛ لكونها تُعبِّر عن مصائب الأمة إلى غير ذلك، مشيرًا إلى البُعد السياسي والنفسي فيها، وهو ما تريد الأنظمة فرضَه على أبناء هذه الأمة".
وأضاف أن وقوع فلسطين أو جزءٍ منها سنة 48 بيد الاحتلال اليهودي، ثم وقوع بيت المقدس والمسجد الأقصى وبقية فلسطين والجولان وسيناء، نكبةٌ أعظم من النكبة الأولى، معللاً ذلك بالقول: "إن (النكسة) أخذت معها المسجد الأقصى وبيت المقدس، موضع البركة ومركز القداسة".
وتابع: "ومن هنا يبدو أن هذا المصطلح جاء لتخفيف وطأة هذا الحادث الأليم على الأمة، وجاء لتغطية الهزيمة التي أُصيبت بها الجيوش العربية في بضع ساعاتٍ، وفي هذه الساعات القليلة تركت الجيوش العربية إرث الأمة في فلسطين غنيمةً باردةً لليهود؛ يحتلون فلسطين ويفرضون أمرًا واقعًا عليها وعلى أهلها".
وأشار إلى الحديث الجاري الآن عن القدس الموحَّدة والقدس الأبدية، قائلاً: "إن هذا ما جاء بوش ليؤكده في احتفالات الكيان الغاصب بمرور ستين عامًا على قيامه".
وطالب بتصويب هذه المصطلحات ومخاطبة الناس بأنّ ما جرى عام 67 ليس مجرَّد نكسة، لا سيما ما أعقبه من مسلسلات الحلول الاستسلامية والتصفوية لقضية فلسطين، والتي بدأت بقرار 242، ثم بقرار 383، مشددًا على أن هذين القرارين جاءا تكريسًا للأمر الواقع عندما جرى الكلام عن احتلال أراضٍ عربية وليس "الأراضي العربية"، ودخلنا فيما سُمِّي بـ"ال" التعريف، ويبدو أن غياب "ال" التعريف غيَّب معه فلسطين كلها".
وربط فضيلة المراقب العام بين النكسة وما تبعها من حلول استسلامية، فقال: "بعد ذلك، جاءت "معاهدة كامب ديفيد"، وبعدها أوسلو، ثم اتفاقيات واشنطن ووادي عربة، وغيرها من الاتفاقيات والمعاهدات، التي أكدت النكبة التي وقعت الأمة فيها، بل كانت أشدَّ وقعًا من النكبة الأولى".
وأشاد فضيلته بالتطور النوعي للمقاومة الجهادية في فلسطين بعد هذه السنوات، قائلاً: "من نِعم الله على هذه الأمة أن المصائب لا تُفقِدُها وعيَها، ولا تجتاح وجودها، بل إنها روافع جديدة للأمة؛ تنهض بها من كبوتها، فتستعيد الأمة نشاطَها وفتوَّتَها وشبابها، ومنذ أن بدأت الانتفاضة المباركة عام 87 تطوَّرت هذه الانتفاضة من استخدام الحجر والمقلاع والوسائل البدائية في المقاومة المدنية إلى أن وصلت إلى استخدام السلاح والصواريخ وتجييش الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا المشروع الآثم الغاصب".
وقال: "هناك نقلة كبيرة جدًّا من خلال إعادة مفاهيم الجهاد إلى ساحة الأمة وإعطاء هذه المفاهيم مكان الصدارة في فكرها وفي حركتها وجهودها العملية، والانطلاق بمشروع المقاومة والجهاد على أرض فلسطين؛ لتكون حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى في موقع الصدارة، ولا يقتصر هذا التأثير على فلسطين وحدها، بل امتد إلى العالم العربي والإسلامي، فأصبحت قضية فلسطين قضية المسلمين والعرب أينما كانوا".
وأكد أنَّ المتتبعَ لتاريخ أمتنا العربية والإسلامية يجدها لا تنهض إلا بمشروع جهادي يقودها إلى الأمام، وقد بدأت هذه القيادة الجهادية تعيد للأمة مكانها، وتحرِّر فلسطين وبيت المقدس والأقصى المبارك، وتقيم دولة الإسلام الموعودة".