د. مرسي: مصر في مرحلة عنق الزجاجة ويجب حمايتها

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. مرسي: مصر في مرحلة عنق الزجاجة ويجب حمايتها

04-04-2011

بقلم: أسامة عبد السلام

التكاتف من اجل حماية الثورة

المتحدثون في الندوة

طالب د. محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة الشعب المصري، بالتكاتف من أجل حماية ثورة 25 يناير ومكتسباتها ومقدراتها، والتصدي للثورة المضادة المتمثلة في بقايا النظام البائد، وشل حركتها عن الوصول إلى أهدافها بتطهير البلاد من مبارك وعائلته، وكل رموز الفساد في مصر.

وأوضح د. مرسي- خلال ندوة "أولويات العمل الوطني لمواجهة الثورة المضادة واجب الوقت"، التي نظمتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية مساء اليوم- أن جميع أفراد النظام البائد من ضباط أمن الدولة ومسئولين وبلطجية وأصحاب رءوس الأموال متهمون بارتكاب جريمة الفساد السياسي، وتأخير تنمية مصر إلى عقود عديدة، ويجب محاكمتهم واسترداد أموال الشعب المصري.

وأكد أن بقايا النظام البائد موجودون، ويعرفون تفاصيل كثيرة عن الدولة وعن الأفراد والمؤسسات ومسلحون، ويسعون في الفترة الحالية إلى إجهاض الثورة، وإثارة المفاهيم المضللة والفتن والتي كانت آخرها أحداث البلطجة التي تمت في إستاد القاهرة.


تحدي أكبر يواجه الثورة

وشدد على أن الثورة تواجه تحديًّا أكبر في مخطط الصهاينة والدول الكبرى التي تفرض هيمنتها على العالم، وتوقن أن تنمية وإعمار واستقرار مصر لن يكون في صالحها؛ بدليل أن عددًا من وسائل الإعلام كشف عن إرسال الولايات المتحدة الأمريكية لعشرات من صحفييها لمحاورة الشباب من جميع شرائح المجتمع، وترويعه من المستقبل، ودراسة الأوضاع في مصر بحجة إجراء تغطيات صحفية.

وأوضح أن البلاد تمر بمرحلة المرور من عنق الزجاجة، التي يجب فيها تحقيق عوامل الاستقرار بتكوين الهيكل العظمي لمؤسسة الدولة؛ من خلال تطبيق الحريات والعدالة، وإجراء انتخابات برلمانية نزيهة، ووضع دستور جديد يمنح مصر رئيسًا بإرادة شعبية، وإقامة حكومة جادة.

وقال د. مرسي إن الثورة مستمرة حتى تحقيق كل قراراتها، ويجب أن تستمر روحها وأخلاقها التي عمَّت ميادين مصر، موضحًا أن الشعب المصري يقظ وواعٍ، وسيذهب ليعلن عن رأيه في ميدان التحرير يوم الجمعة القادم ضد التباطؤ في اتخاذ إجراءات حاسمة لتطهير البلاد والإعلام من الفساد، وبقايا النظام البائد الذي يستهدف الثورة.

وأضاف: الإخوان ليسوا أصحاب الثورة، ومن ينادي بذلك مخطئ ويظلم الشعب المصري؛ لأن الإخوان شاركوا بجزء منها مع كل القوى الوطنية وفئات الشعب وأطيافها، وحريصون على استمرارها والتضحية من أجلها، مؤكدًا أن علاقة الإخوان بالأقباط علاقة دين، والذي يسعى للتحدث مع الأقباط لتمرير مواقف ظاهرية فقط وفي قلبه غير ذلك فهو ضد الإسلام؛ لأن الدين يدعونا إلى البر بهم مصداقًا لقوله تعالى ﴿لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة: 7).

ودعا الشعب المصري والقوى الوطنية إلى ضرورة الارتقاء بلغة الخطاب بعد نجاح الثورة وإسقاط النظام البائد، موضحًا أن تحرك المجلس الأعلى للقوات المسلحة في تحقيق قرارات ثورة الشعب ليست كافية، ويجب توحد الشعب على تحقيق مطالب الثورة بنفسه من خلال التنسيق بين القوى الوطنية.


الثورة مقصرة

جانب من المشاركين في الندوة

وأوضح ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ" الأهرام" أن الثورة مقصرة حتى الآن لعدم تمكنها من تقديم تصور لإعادة البناء؛ حيث إنها لن تكون ذات أهمية لدى الأغلبية الصامتة إلا إذا حققت الثورة نجاحًا في حل مشاكلهم وأزماتهم، وإعادة بناء المؤسسات من خلال فرض إجراءات تشريعية.

وطالب القوى الوطنية باستغلال الهياكل القيادية الشبابية الثورية في أنحاء البلاد؛ لإعداد هذا التصور من خلال تشكيل لجان فورية في كل قرية ومركز ومدينة ومحافظة؛ حتى تتمكن من إعادة البناء، موضحًا أن قرارات د. عصام شرف رئيس الوزراء الأخيرة في اتحاد الإذاعة والتلفزيون وغيرها تعتمد سياسة النظام البائد في التعيين بإبدال الوجوه والأسماء الفاسدة، وتعيين وجوه وأسماء أخرى مشاركة في الفساد وغير معروفة.

ودعا إلى تشكيل لجنة من حكماء مصر لبدء إعداد صياغة تتوافق عليها القوى الوطنية وشرائح الشعب؛ حتى لا يمر الوقت ونفاجأ بأزمة خلافية، مشيرًا إلى أن بقايا النظام البائد من فلول الحزب الوطني وأفراد أمن الدولة ورجال الأعمال والبلطجية التابعين لهم يعدون أنفسهم منذ سقوط مبارك لاختطاف الثورة خلال الانتخابات البرلمانية القادمة.

وطالب الثوار بالضغط على الأجهزة المكلفة بحماية البلاد خلال المرحلة الانتقالية لمحاكمة جميع أفراد الحزب الوطني، وأمن الدولة، ورجال الأعمال المكشوفين وغير المكشوفين في النظام البائد جنائيًّا بتهمة الفساد السياسي، بجانب التهم الأخرى، ومصادرة الامتيازات التي خصَّصها لهم النظام البائد، ويستمتعون بها حتى اللحظة.

وأكد أن حلف بقايا النظام السابق يسعى من خلال ما يملكه من مقومات وأموال منهوبة إلى النجاح في الانتخابات البرلمانية، والمشاركة في لجنة وضع الدستور، مطالبًا القوى الوطنية بتكوين حلف من قوى الثورة، وإيجاد توافق بينها؛ لحماية الثورة، وإنجاز المرحلة الانتقالية، والتوافق على قائمة موحدة، وعدم التعامل مع المجلس العسكري على أنه مجلس قيادة الثورة؛ حيث إنه يحافظ على الثورة وينفذ قراراتها فقط.


الثورة ومواجهة الاستبداد

وأوضح د. سيف الدين عبد الفتاح أستاذ النظرية السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أن الثورة استطاعت على اختلاف اتجاهاتها وطبقاتها أن تواجه 30 عامًا من الاستبداد، وتكوِّن رؤية واحدة في اتجاه واحد، متمنيًا أن تسري روح الثورة في الشعب والمجتمع المصري كله؛ حتى نتمكن من التصدي لحلف الثورة المضادة وعمقه، وليس ظاهره فقط.

وقال د. عبد الفتاح: إن الثورة والانتقال المجتمعي يجب أن يكون شاملاً، بحيث لا يمثِّل سقوط رأس النظام غاية المنى، ويجب أن تستمر الثورة في البناء والعمل ورقابة ما يحدث داخل مصر، موضحًا أن من ينادي بأن سقوط رأس النظام هو سقوط للدولة مخطئ؛ لأن أفراد الحزب الوطني يمارسون في المرحلة الراهنة كل الجرائم السياسية في الجامعات والإعلام والصحف لتشويه صورة الثورة.

وأكد أن بقايا النظام عبارة عن شبكة استبدادية، ولا يجب أن نخلط بين النظام والدولة؛ حيث لا يمنعنا هذا من إسقاط النظام البائد حتى تبقى الدولة، وأن الثورة المضادة تهدف أن تكون الدولة كيان رخوي وضعيف، مطالبًا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصدار مراسيم بقوانين لتطهير البلاد؛ حتى يتثنى تحقيق التنمية والاستقرار للبلاد.

المصدر