د. عز الدين الكومي يكتب: حقوق "الرفال" وحقوق الإنسان!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. عز الدين الكومي يكتب: حقوق "الرفال" وحقوق الإنسان!!


عز الدين الكومي

( 27 أكتوبر 2017)


عندما تكون المصالح الاقتصادية، أولى من القيم والمبادئ المتعارف عليها، فى عالم تحكمه المصالح ، فى هذه الحالة فقط تعلم بأن العالم كله يتآمر على الشعوب المستضعفة،عندما تطالب بحقها فى العيش والحرية والكرامة الإنسانية، وهذا ماحدث خلال زيارة قائد الانقلاب العسكر لفرنسا ،فى زفة شعبية بعدد من طائرات الرفال الفرنسية، حيث تصل تكلفة تشغيل طائرة الرافال الواحدة لساعة طيران واحدة، إلى ستة عشر ألف دولار،فى مشهد احتفالى هوليودى- بس احنا فقرا أوى- !!

فلا مانع أبداً لدى"ماكرون" من إرسال تشريفة جوية وبرية للزبون -اللقطة-،الباحث عن شرعية مفقودة،عبرعقد صفقات عسكرية لا حاجة لنا بها، في ظل السلام الدافىءمع الصهاينة.

وخلال المؤتمر الصحفى مع الرئيس الفرنسى "إيمانويل ماكرون، وقف لينفي تهم ممارسات التعذيب في السجون والمعتقلات،والإختفاء القسرى وغيرها من الجرائم التى ترتكب يوميا بحق المواطن المصرى، قائلا: "انتو ليه مركزين عن حقوق الإنسان فى السياسة؟ فين حق المواطن فى التعليم؟ معندناش. فين حق المواطن ف الصحة

معندناش؟،نحن لا نهرب من الأسئلة حول حقوق الإنسان.. ولكنا لسنا أوروبا حيث الحضارة والتقدم.. نحن نعيش فى منطقة أخرى!!

وكماجاءت كلمات الرئيس الفرنسى(تاجر الرفال) لتعلن عن موت المبادئ الفرنسية ،فى الديمقراطية،والدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة، حيث قال: أؤمن بسيادة الدول ولا أعطي دروساً للآخرين، كما لا أحب أن يعطي أحد دروسا لبلادي، وفرنسا تدافع عن حقوق الإنسان ومن مصلحة -الزبون- أن يسهر على الدفاع عن حقوق الإنسان، لكن في إطار تقرره الدولة المصرية وحدها.

وعلى مايبدو كانت هذه كلمة السر في الاعتراف الدولي بقائد الانقلاب العسكري, أن يقدم التنازلات الاقتصادية لوكلاء الانقلاب الخليجيين،ويعقد صفقات لشراء السلاح من الدول الداعمة للانقلاب, قائد الانقلاب يشترى صمت الدول الأوربية وأمريكا، بعقد صفقات مشبوهة، فقد اشترى صمت ألمانيا بمحطات سيمنس، واشترى سكوت أمريكا بالانبطاح للصهاينة وتفريغ سيناء من أهلها ، وإحكام الحصار على أهل غزة، وهاهو يشترى صمت فرنسا بشراء طائرات الرفال البايرة!!

واستغل قائد الانقلاب مذبحة "الواحات" والتى غالبا ماتكون من تدبيير أجهرته الأمنية والمخابراتية، لاستخدامها كاكرت يشهره في وجه الأوربيين ، للتحذير من "الإسلاموفوبيا"، ولسان حاله يقول:أنا أحارب "الإرهاب والتطرف الإسلامي"،كما قال الكفيل "ترامب" حتى لايصل إليكم !!

وفى حواره مع قناة فرانس 24 قال:إن الإرهاب لا يضرب مصر فقط، ولكنه يهدد منطقة الشرق الأوسط كلها وأوربا، وعلى دول العالم تكثيف جهودها في مواجهته، وأن النجاح في محاربته في العراق وسوريا قد يدفع ببعض عناصر الدولة الإسلامية للانتقال إلى مصر وليبيا وغرب أفريقيا، وأنه لا أحد يستطيع تأمين حدود يبلغ طولها أكثر من 1200 كيلو متر، وعند سؤاله عن حقوق الإنسان والحريات العامة والمعتقلين السياسيين في مصر، لا يوجد في مصر معتقلون سياسيون بل متهمون يحاكمهم القضاء المصري المستقل، ونحن حريصون على احترام مواطنينا والحفاظ عليهم ودعا محاوره

،لتخيل حجم الإرهاب والتطرف الذي تعانيه مصروتصور لو خرجت الأمور عن السيطرة كما حدث في دول أخري وتشرد الملايين، وأنه مسؤول عن أمن وسلامة مائة مليون مصري، وكأنه يهمس فى أذن الأوربيين، اعلموا لوأنفلتت الأمور في مصر إن لم تقفوا بجانبي وتدعموني بكافة السبل فسيأتيكم سيول من اللاجئين!!

ولكن جاءت الرياح ،بما لاتشتهى سفن قائد الانقلاب ورفاله الباير، فأثناء تواجده فى فرنسا ، نشرت صحيفة "لاتربيون" الفرنسية خبراً مفاده، بأن الحكومة الفرنسية جمدت صفقة بيع اثنى عشرة طائرة رافال للنظام الانقلابى فى مصر، وأن سبب تجميد الصفقة ليس مرتبطاً بالاتهامات الموجهة للنظام الانقلابى بممارسة انتهاكات حقوق الإنسان، ولكن بسبب عدم قدرتها على السداد،وقالت الصحيفة: إنه ليست هذه هي الصفقة الوحيدة التي جمدتها الحكومة الفرنسية؛ بل تم وقف كل العقود مع مصر، سواء العسكرية منها والمدنية؛ ذلك بسبب تصنيف مؤشر النمو المصري من قِبل المؤسسات الفرنسية والذي يعتبر متدنيًا جدًا وأن الرئيس ماكرون لا يمكنه المضي في مثل هذه العقود !!

ولعل ذلك يرجع إلى أن دول الخليج ، الوكيل الحصرى للانقلاب تعانى أزمة مالية،فقد اقترضت الحكومة السعودية واحد وخمسين مليار ريال (13.6 مليار دولار) من السوق المحلية، عبر إصدار صكوك حكومية يتم طرحها لأول مرة بالريال السعودي، كما قامت بسحب سبعين مليار دولار من استثماراتها الخارجية، وقد بلغ العجز فى الميزانية للعام الحالى إلى، ثلاثمائة وسبعة وعشرين مليار ريال، أي ما يعادل (87 مليار دولار)، ونفس الشئ بالنسبة لدولة الإمارات، التى اقترضت نحو عشر مليارات دولار بفائدة 4% من عملية بيع سندات حكومية!!

ومع ذلك سنجد الاعلام الانقلابى يتغنى بهذه الزيارة، لدعم حملة "علشان نبنيها" للإعداد لمسرحية انتخابات 2018،لتجميل وجه النظام الانقلابى القبيح،والتغطية على فشله،وحالة التردى الاقتصادى التى لم تشهد البلاد مثيلاً لها من قبل، حيث بلغ الدين المحلي نحو تريليونات جنيه، أى مايعادل،(179.5 مليار دولار)،والدين الخارجي بلغ تسعة وسبعون ملياردولار وهو مايعادل 125% من الناتج المحلي، حسب تقرير البنك المركزي!!

المصدر