د. حبيب: المواطنة تتفق مع الشريعة وهي أساس برنامج حزب الإخوان
- الحزب عندنا قسم في الجماعة ولن نتقدم بطلب إلى لجنة الأحزاب
- المحاكمات العسكرية أكبر ردٍّ على مزاعم وجود صفقات مع النظام
- الأقباط لهم كافة الحقوق وتولي المناصب الكبرى عدا الولاية العامة
كتب- حسين محمود
أكد الدكتور محمد حبيب- النائب الأول لفضيلة المرشد العام ل جماعة الإخوان المسلمين - إن برنامج الحزب الذي سيطرحه الإخوان يقوم على مبدأ المواطنة، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية تتفق مع هذا المبدأ الذي لا يفرِّق بين المواطنين.
وأضاف في حديث لبرنامج (بلا حدود) على قناة (الجزيرة) الفضائية الأربعاء 15/8/ 2007 م أن الإخوان يقبلون المشاركة في العملية الديمقراطية القائمة على حرية الاختيار والممارسة وحق المواطن في المحاسبة، موضحًا أن الإخوان يقبلون قيام المواطن بمحاسبتهم إذا كانوا في السلطة.
وحول قرار الجماعة تأسيس حزب سياسي قال النائب الأول للمرشد العام : إن هناك رغبةً لدى الجماعة في تأسيس حزب منذ العام 1989 م؛ حيث اجتمع مجلس شورى الجماعة واتخذ قرارًا بإنشاء حزب، ثم اجتمع في العام 1995 م مرةً أخرى، وهي المرة الأخيرة التي اجتمع فيها؛ بسبب ظروف اعتقالات أعضاء مجلس الشورى وإحالة عدد كبير منهم لمحاكمات عسكرية!!
وأكد الدكتور حبيب: إن الحزب عند الجماعة يعدُّ قسمًا من أقسام الجماعة، ولن تحوِّل الجماعة نفسها إلى حزب، موضحًا أن القرار جاء بعد تشاوُر مع الصف والقواعد؛ حيث استشعرت قيادات الجماعة وجودَ رغبةٍ لدى الصفِّ والقواعد في أن يكون الحزب قسمًا من أقسام الجماعة، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء بالنظر إلى أن الجماعة بكل أنشطتها التواصلية والتفاعلية أكبر من أن يستوعبها حزبٌ سياسيٌّ، نافيًا وجود ازدواجية في هذا الموقف؛ حيث إن العمل الحزبي له أدواته الخاصة، بينما العمل الدعوي له أدواته المختلفة، مؤكدًا أن فكرة إنشاء الحزب جاءت منذ زمن الإمام الشهيد حسن البنا.
وأوضح أن الفكرة ليست في تأسيس الحزب، ولكن الهدف الرئيسي هو تغيير الوضع السياسي، موضحًا أن الجماعة لن تتقدم إلى لجنة شئون الأحزاب بطلب لتأسيس الحزب؛ لأنها "لجنة غير شرعية تمثِّل الحكم والخصم في الوقت نفسه"، وهو ما سبق وأعلنه فضيلة المرشد العام للجماعة الأستاذ محمد مهدي عاكف.
وشدد على أن الجماعة تطالب بحرية إطلاق الأحزاب، استنادًا إلى تجارب العديد من الدول المجاورة "التي لا يستغرق تأسيس الحزب فيها أكثر من نصف ساعة"، وذلك بدلاً من نظام لجنة شئون الأحزاب التي لا تمنح الترخيص لأيِّ حزب تستشعر أن له قواعدَ جماهيريةً، خاصة إذا كان له مرجعية إسلامية.
ونفى د. حبيب الشائعات التي تقول إن تفكير الإخوان في تأسيس حزب يمهِّد لصفقة بينهم وبين النظام، قائلا إن الحملة التي تتعرَّض لها الجماعة حاليًّا، من اعتقالات وتقديم للمحاكمات العسكرية.. لا تتيح إجراء أية صفقات مع النظام.
وحول رؤية الإخوان للأقباط أكد الدكتور حبيب أن الأقباط مواطنون عاديُّون، لهم كل الحقوق، وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية، مشيرًا إلى أن بطاقة الهويَّة التي تمنحها الدولة للمواطنين قد حلَّت محلَّ مفهوم "أهل الذمة"، مؤكدًا حقَّ الأقباط في تولِّي المناصب الوزارية والإدارية العليا، إلا أنه استبعد حقَّهم في (الولاية العظمى)، وهي ما يعني منصب رئاسة الدولة.
ورفض القول بأن يكون هذا الموقف من الأقباط متناقضًا مع الديمقراطية؛ حيث أكد أن الرئيس سيكون مسئولاً عن تطبيق الشريعة الإسلامية، وبالتالي يجب أن يكون مسلمًا.
وأوضح أن التيار الإسلامي الوسطي الممثَّل في الإخوان المسلمين بدأ يأخذ وضعَه السياسيَّ في العديد من الدول، إلا أنه قلَّل من إمكانية تطبيق تجربة حزب العدالة والتنمية التركي في المنطقة العربية؛ نظرًا لاختلاف الظروف السياسية بين تركيا والدول العربية.
تصعيد سياسي
وفي تعليقه على تصعيد النظام حاليًّا ضد الإخوان أكد د. حبيب أن التصعيد يرجع بالدرجة الأولى إلى النجاح الكبير الذي حقَّقته الجماعة في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2005 م؛ بحصولها على 88 مقعدًا؛ حيث حصلت في الجولة الأولى على 34 مقعدًا، ثم في الجولة الثانية على 42 مقعدًا؛ مما دفَع النظام إلى ممارسة القمع بوحشية ضد الجماعة، فحصلت في الجولة الثالثة على 12 مقعدًا فقط، إلى جانب 40 مقعدًا خسرتها الجماعة لصالح الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بسبب التزوير؛ مما يعني أن مرشحِي الإخوان المسلمين حقَّقوا نسبة نجاح تقدَّر بـ75% من إجمالي مرشحيهم في الانتخابات حيث دخلوها بـ161 مرشحًا.
وأضاف النائب الأول لفضيلة المرشد أن فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في العام 2006 م ألقى بظلاله السلبية على الواقع السياسي المصري والعربي بصفة عامة، مشيرًا إلى أن النظام السياسي المصري دخل بعد ذلك في خصومة مع كل شرائح المجتمع، بما فيهم الطلبة والقضاة، نافيًا أن يكون العرض الرياضي لطلاب الأزهر مبرِّرًا لكل هذا القمع الذي يتعرَّض له الإخوان؛ حيث أكد أنه كان مجرد عرض رياضي ساذج؛ ردًّا على الانتهاكات التي تعرَّض لها طلبة الإخوان في جامعة الأزهر، ولا يحمل أيةَ إشارات على أن الجماعة لها تنظيم سرِّيٌّ؛ لأن ذلك التنظيم "يضرُّ الجماعة أكثر مما ينفعها".
قضايا دولية
وحول علاقة الإخوان مع الغرب نفى الدكتور حبيب أية علاقة، قائلاً: إن الغرب يبدِّل مواقفه كل ساعة مما يفقده المصداقية، كما أن الإدارة الأمريكية خرقت كل القوانين والقواعد وبدأت في انتهاك المنطقة العربية.
أما عن اللقاءات بين برلمانيين إخوان ونظرائهم الأمريكيين قال نائب المرشد العام : إن اللقاءات مع الغرب تكون وفق القواعد، فالمسئولون في الخارجية يجتمعون مع نظرائهم في الخارجية، والنواب مع النواب، مشيرًا إلى أن الخارجية الأمريكية إذا طلبت لقاء الإخوان فإن اللقاء لن يُعقد إلا بمعرفة الخارجية المصرية.
وحول مرجعية جماعة الإخوان في مصر لجماعات الإخوان حول العالم ذكر الدكتور حبيب أن الجماعة في مصر تحتفظ بالمرجعية، إلا أنها تعرف أيضًا خصوصية كلِّ دولة، وتقدِّم النصح في حالة ما إذا طُلِبَ منها.
وفيما يتعلَّق بموقف الإخوان من معاهدة التسوية مع الكيان والمعونة الأمريكية أكد أن المعاهدات يجب أن تَجري عليها مراجعاتٌ بين كل فترة وأخرى، فإذا جاء الإخوان للحكم فسيتخذون قرارَهم: إما بالتمديد أو التعديل أو الرفض، وفق ما ستصل إليه مؤسسات الدولة والاستفتاء الشعبي، مشيرًا إلى أن المعونة الأمريكية أيضًا تمثِّل قيدًا على المصريين يجب أن يسقط.
وردًّا على سؤال عن الدور الإيراني في الشرق الأوسط أكد الدكتور حبيب أنه مثيرٌ للقلق، إلا أنه يمثِّل ردَّ فعلٍ مشروعًا على المخططات الأمريكية في المنطقة، منتقدًا ما يسمَّى "محور الاعتدال العربي" الرامي إلى تحقيق المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط؛ حيث دعا الدول العربية إلى مواجهة المشروع الأمريكي ودعم مشروعات المقاومة حول العالم.
المصدر
- خبر:د. حبيب: المواطنة تتفق مع الشريعة وهي أساس برنامج حزب الإخوانإخوان أون لاين