د. المطعني: قوانين المرأة الجديدة تستهدف ثوابتنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. المطعني: قوانين المرأة الجديدة تستهدف ثوابتنا
28-02-2005

مقدمة

من مرحلة رجل أوروبا المريض، إلى عصر العولمة؛ حيث يعيش العالم عهد هيمنة القطب الواحد، وحين تغيب التوازنات، ونعيش نحن- العربَ والمسلمين- مرحلة القصعة، ونكون فقط مجرد غثاء، تنثرنا أيدي الاستعمار على الخارطة فنتفرق دويلات، وتحصرنا حينًا آخر في سلَّة فيتغير مسمانا إلى الشرق الأوسط الكبير.

د.عبد العظيم المطعنى

وتلعب في ملامحنا قوانين العدو مستهدفةً ما تبقى في أجسادنا من بقايا رمق يبقينا مجرد أحياء.. هكذا صار حالنا، وهكذا نحن مستهدفون، حتى المرأة، حتى الطفل، حتى الأسرة، لم يفلتوا من نار المعركة.. إلا أنَّ معركتهم ذات ملامح قانونية ترتدي قناع المقررات الدولية، ملونة أظافرها المدببة بألوان متعددة؛ فمنها تغيير قوانين الأحوال الشخصية، وتارة: الصحة الإنجابية، وحينًا آخر: مكافحة العنف، ومرة الجندر ثم المثليين، فالثقافة الجنسية، فالإجهاض.. لنجد أنفسنا محاطين بزخمٍ هائل من القوانين العربية المعدلة، خاصةً ما يخص الأسرة والمرأة. وفي دوامةٍ لا تنتهي من الضغوط فماذا نحن فاعلون؟ وكيف نقاوم؟ وكيف نحمي الأسرة المسلمة من تلك القوانين؟ هذا ما سيدلنا عليه الدكتور عبد العظيم المطعني الأستاذ ب جامعة الأزهر .

  • مع مطلع شمس كل يوم تنهال علينا القوانين الدولية الخاصة بالمرأة.. فهل الوضع يحتاج كل هذا الزخم؟
الوضع ليس بجديد، والضغوط مستمرة في هذا الاتجاه، منذ ما يزيد عن القرنين، وما كانت دعوات قاسم أمين ومَن سار على دربه إلا انعكاسات لتلك الضغوط!
  • وهل كان قاسم أمين متواطئًا مع فكرة الوصايا الغربية علينا؟
في الحقيقة كتابات قاسم أمين تعتبر معتدلة بالنسبة للمنتمين إلى تياره اليوم!
  • أوَلمْ يُحمِّل قاسم أمين الإسلامَ كشريعة مسئوليةَ التخلف الذي كانت تُعاني منه المرأة حينئذ؟
لم تكن في دعوة قاسم أمين مأخذ مناهض لثوابت الإسلام في تعامله مع المرأة سوى أنه ربط خروجَ المرأة للتعلم والعمل بالسفور، وأورد تلك المفاهيم في كتابه "المرأة الجديدة" واشتطَّ في أفكاره المنحازة للغرب، وتعرَّض لنقدٍ شديد كان أشبه بالثورة، مما دفعه إلى تعديل رؤاه وأفكاره في تلك القضية؛ فأخرج كتابه الثاني "تحرير المرأة"، الذي تحدث فيه عن أهمية خروج المرأة للعمل، وناهيًا إياها عن الجلوس في البيت، ونحن كممثلين للفكر الوسطي للإسلام لا نعترض على خروج المرأة للعمل أو للتعلم من حيث المبدأ؛ وإنما اختلافنا مع رؤية قاسم أمين حول كيفية هذا الخروج!


خروج آمن

  • وما ملامح تلك الكيفية؟
أن تخرج المرأة، وتعمل، وتتعلم، على ألاَّ تتعدى حدود الله:
أولاً: ألا تخرج سافرةً، فعليها أن تلتزم الحجاب والحشمة والوقار؛ فلا ينبغي أنَّ يظهر منها شيئًا سوى الوجه والكفين؛ وهو ما اصطلح عليه جمهور الفقهاء.
ثانيًا: ألاَّ يكون خروج المرأة من البيت كليةً؛ لأن الخروج الكلي لها يعني ضياع الأسرة والمجتمع.
  • ومتى يكون الخروج كليًّا ومتى يكون جزئيًّا؟
الخروج الكلي هو ما تستهدفه القوانين الدولية التي تضغط تحت مسميات برَّاقة كحق المرأة في السفر دون إذن زوجها، وفي نقلة أخرى التحاق المرأة العربية بالقوات المسلحة، والكل يعلم ما معنى التحاق المرأة بالجيش، وما فيه من غياب عن موطن جنديتها الأول والرئيسي ألاَّ وهو البيت، وإذا حصلَ- لا سمح الله- والتحقت بالجيش وسافرت في مهمات بعيدة، كما نرى الأمريكيات اليوم في العراق، وخرج زوجها طلبًا للرزق.. فمَن يرعى الأسرة والبيت؟! وكيف عن احتياج الأنثى لإشباع احتياجاتها العاطفية والجنسية؟!


مواجهة

  • وكيف نواجه تلك القوانين وهي تُفرض بالحديد والنار؟
بالهجوم المضاد على طريقة ﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (النحل: من الآية 125).
  • وكيف تكون تلك الحجة وهو يتعامل معنا من منطق الوصاية؟
الحجة بالحجة، ثمَّ المبادرة المستمرة والمقنعة وتقديم المشروع الإسلامي البديل والمستنير، ونحن قد بدأنا ذلك المشوار، ومعنا جهات إسلامية أخرى كثيرة أصبحت تتقدم بورقات عمل إسلامية تقدم البديل الإسلامي، وأنا شخصيًّا قد تقدمت بدراسة حديثة كورقة عمل، وستناقش بالأمم المتحدة خلال هذا الشهر- وتحمل عنوان "المشروع الإسلامي البديل لوثائق الأمم المتحدة" شرحت فيها كيف أنَّ الإسلام لم يحرم المرأة من شيء تصلح له، ولم يفرض عليها شيء ضد طبيعتها!
وقد نشرت مجلة صوت الأزهر الحلقة الأولى من تلك الدراسة، والتي أتمنَّى أن تقرأها كل امرأة، وكل فتاة لأنني أعتبرها بمثابة دستور مبيّن وموضح لكل ما تريد أن تعرفه المرأة عن حقوقها وواجباتها وتشريعاتها في الإسلام، وقد اتفقت مع إحدى دور النشر لنشرها في كتاب صغير ليكون في متناول الجميع، وبالإضافة إلى تلك الدراسة فأنني أكتب حلقات عن محاسن الإسلام ومزاياه في تشريعات المرأة، وقد نشرت مجلة منبر الإسلام عشر حلقات منه.
  • القوانين الدولية الخاصة بالمرأة لا همَّ لها إلا مخالفة التشريعات الإسلامية، وقد رأينا تطبيقاته في تونس، ومقدماته في المغرب والأردن واليمن ومصر ودول الخليج في ظاهرة.. فكيف التصرف؟
أعلم أنَّ هناك دولاً كثيرةً طبقت، وتطبق تلك التوصيات الدولية على حساب التشريعات الإسلامية فهناك من حرَّم التعدد، ورفع سن الزواج، وحرَّم الحجاب، وتلاعب في قوانين الشريعة الخاصة بالميراث، ورغم كل هذا لابد؛ من نشر الوعي ومبادرة الحجة بالحجة المستنيرة، والله غالب على أمره، وستنجلي الحقيقة؛ المهم أن يؤدي كل منَّا دوره على أحسن ما يكون.

المصدر