ديوان شعر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ديوان شعر
الصبر والثبات
نفثات مجاهد في سبيل الله

بقلم: جمال فوزي

تقديم

مر قارض هذا الشعور بأنواع من التعذيب والاعنات لم يبتل الله بمثلها سواه. وهو في نفس الوقت شاعر. والشعر وجدان وأحاسيس وتعبير – فإذا امتزجت كل هذه العناصر بعضها ببعض. قرأت شجنا واستعرضت حزنا. وتبينت منبرا ولمست صدقا. أنت ثائر على الظلم إذا استعرضته معه. وأنت أسوان مع الحزانى إذا مر بهم أمام خاطرك. وأنت غاضب على الظلم كاره له إذا شاهدت من خلال الشعر أيديهم تعلو باللهب وتنزل محترقة. أنت معه في كل ما أراد منك أن تكون معه فيه. وهذا هو الصدق في القول.

جزى الله الأخ جمال خيرا. ففى كتابه شعر فيه عاطفة وفيه تاريخ وفيه عرض وفيه ذكرى وفيه جهاد من أجل وجه القوى القدير.

من أحب العمل في سبيل الله فإنه واجد في هذا الكتاب الكثير من بغيته على بصيره ينتهى منه القارئ فإذا به أحد رجلين –مقدم أو محجم فاختر لنفسك ما يحلو –والمرء حيث يضع نفسه "والله يقول الحق وهو يهدى السبيل".

عمر التلمساني

إهداء

إلى أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..

إلى أولئك الذين صبروا وصابروا ورابطوا ..

إلى أولئك الذين انصهروا في بوتقة الإيمان فاكتسبوا صلابة وثباتا ..

إلى أولئك الذين زادتهم السجون والمعتقلات صقلا وعمقا ..

إلى هؤلاء جميعا أهدى ترجمة صادقة لتاريخ محنة صنعت رجالا يعضون على دين الله بالنواجذ ..

جمال فوزي

مقدمة

إن كتابى هذا تاريخا لمحن أحاطت بالإخوان المسلمين – فلن تكفينى مجلدات ضخام ..

ولكنه مقتطفات أسجل بها نماذج من همجية الأساليب التى أحاطت بصفوة تقول ربنا الله وتنادى بتحكيم كتاب الله دستورا تستنقذ به أمة تنكبت طريق الحق فأذاقها الله وبال انحرافها وعاقبة تقصيرها ..

وتلك عجالة صورتها شعرا بين جدران السجون ومن خلال الذكريات الإسلامية خارجها –ما تزيدت وما وفيت مستعينا بالله سبحانه وتعالى مستعينا بالله سبحانه أن لا يكون شعرى بضاعة أرضية أبغى بها شهرة أو كسبا ولكنى قصدتها معانى تجرى فيا مجرى الدم دافعة إلى العمل الخالص لوجه الله – مذكرة بالأشواك التى غرست فى طريق الإسلام وواجبنا حيالها ..

تاريخ طويل بدأت حلقاته يوم أن خرج أمامنا حسن البنا رضى الله عنه وأرضاه ليعلنها على الناس إسلامية قرآنية محمدية في وضوح لا غموض معه.

وفي صراحة لا التواء فيها وفي قوة لا يعرف الضعف إليها سبيلا.

يخاطب بها الناس ليردهم إلى حظيرة الإسلام من جديد ويخاطب بها كتائب الحق لتعرف مواضع الخطى وأسلوب العمل وتبعات المسيرة.

أنتم لستم جمعية خيرية ولا حزبا سياسيا ولا هيئة موضعية الأغراض محددة المقاصد ولكنكم روح جديد يسرى في قلب هذه الأمة فيحببه بالقرآن ونور جديد يشرق فيبدده ظلام المادة بمعرفة الله وصوت دلو يعلو مرددا دعوة محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن الحق لا غلو فيه .. أنكم تحملون هذا العبء بعد أن تخلى عنه الناس.

إذا قيل لكم إلام تدعون. فقولوا نحن ندعو إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. والحكومة جزء منه. والحرية فريضة من فرائضه – فإن قيل لكم هذه سياسة. فقولوا هذا هو الإسلام. ونحن لا نعرف هذه الأقسام. فإن قيل لكم أنتم دعاة ثورة. فقولوا نحن دعاة حق وسلام نعتقده ونعتز به. فإن ثرتم علين ووقفتم في طريقنا فقد آن لنا أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنتم به مشركين فإن لجئوا في عدوانهم فقولوا سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين.

ثم يعلمنا إمامنا رضوان الله عليه في كلمات قصار واجبات من شرفه الله بأن يكون بين صفوف العاملين لدعوة الله يوم أن قال.

وقفت نفسى منذ نشأت على غاية واحدة هى إرشاد الناس إلى الإسلام حقيقة وعملا ولهذا كانت فكرة الإخوان المسلمين إسلامية بحتة في غايتها ووسائلها لا تتصل بغير الإسلام في شيء.

وعلى هذه المعانى تربى الجيل الذي ترجم المفاهيم الإسلامية إلى عمل أقض مضاجع أعداء الإسلام –فقام الصراع بين الحق والباطل وكان لابد له أن يقوم.

دعوة الإسلام تجدد نفسها وتربى جندها فتراهم في فلسطين والقنال إسلاما يتحرك بين الناس يذكرهم بالرعيل الأول في جهاده ويتذكر بها أعداء الإسلام مصائرهم الأولى.

من أجل ذلك تكاتفت قوى الشر في الشرق والغرب معا لإيقاف هذا المد – وسهلت عليهم مهمة اصطناع العملاء يدا منفذة لمؤامرات تلو مؤامرات.

واستشهد حسن البنا رضوان الله عليه – استشهد الرجل الذى عرف كيف يعيش وكيف يموت.

استشهد حسن البنا بدع أن ترك جيلا قوى الإيمان كله حسن البنا.

وتلاحقت القضايا من قبل 23 يوليو سنة 52 ومن بعدها وكلها لمؤلف واحد ينفذها عميل على نمط واحد وتتابع الشهداء نتيجة للتعذيب بين جدران السجون تارة وبين أعواد المشانق تارة أخرى فما ألان بذلك للكتيبة الخرساء عريكة وما أوقف لها الطغيان جهادا ولا مدا.

وإذا أراد الله نشر فضيلة
طويت أتاح لها لسان حسود


وفي الجانب الآخر نرى هزائم وفضائح يندى لها جبين الدهر.

والنتيجة أن الخط البيانى للإسلام يتجه بحمد الله إلى أعلى –وخط أعداء الإسلام البيانى دواما في اتجاه إلى أسفل وتلك ظاهرة تحتاج من أصحاب الدعوات مواصلة العمل دون كلل فالإسلام أمانة في الأعناق نسأل عنها بين يدى الله سبحانه.

علينا أن نستقرئ تاريخنا بعمق وأن تكون المحن التى مرت بنا منحا من الرحمن نشكرها بعمل دائب لا تعوقه لمسات الماضى بحلوها غرورا أو بمرها فتورا – فعمل أعداء الإسلام المنظم لا يغلبه إلا إسلام منظم يعرف مواقع الضربات الموجعة في أساليب أعدائه والخطوات المثمرة في أسلوب أبنائه.

فإذا لم أحترق أنا ولم تحترق أنت ولم يحترق هو – فكيف يخرج من الظلمات نور.

جمال فوزي

تعارف

أسمعك شعرى فقد تشجيك ألحانى
على أخاطب وجدانا بوجدان
فإننى مــا قرضت الشعــر قافيـــة
أهدافها نغمات وفق أوزان
لكنها فكرة تجرى الدماء بها
تحرك القلب في صدق وإيمان
وها أنا يا أخى إن رمت معرفتى
حتى أراك مع الأيام شريانى

أخوك: جمال فوزي

إلى روح إمامنا الشهيد حسن البنا

ذكراك يا مرشد الإخوان نحييها
تعلو لها الرأس إكبارا لماضيها
خرجت للناس بالقرآن تعلنه
دستور حككم وفي شتى مناحيها
سيرة المصطفى درسا تلقنه
كتائب الحق في صدق وترويها
وأثمر الغرس واجتاحت قوافله
شتى الحواجز فارتاعت أعاديها
وبرهنت صدقك الأيام فارتفعت
لدعوة الحق آيات تزكيها
كفى بها مخرسا للجاحدين كفى
برهان حق أذلت هام شانيها
وكنت ترقب أشواك الطريق فما
غفلت يوما وفي حزم تنحيها
أعلنت يا مرشدى في صدق داعية
أن الدعاة سيلقون الأذى فيها
سجن وبطش وتشريد بساحتها
قتل الكرام وفي أقسى لياليها
لكنه الصقل إعدادا لقافلة
بالنفس والروح والأموال تفديها
رأى الذئاب لواء أنت رافعه
فهالهم ما رأوا من عزم بانيها
ودبروا في ظلام الليل مذبحة
فكنت فيها شهيدا لا يباليها
قد أطلقوها رصاصات وفاتهموا
أن الرصاصات لن تمحو مراميها
فدعوة الحق لا تخبو مسيرتها
لا تستطيع جيوش أن تواريها
مهما تعملق أقزام بساحتها
مهما تطاول إجرام يجافيها
مهما تفر عن أغرار فرايتها
تظل تدحر في الدنيا أفاعيها
فالله صاحبها والله ناصرها
والله حافظها والله مبقيها
والله أرسى قواعدها معمقة
في قلب أجنادها والله موحيها
والله برأها من كل ما وصموا
تبارك الله مجريها ومرسيها
أينكرون على الإخوان دعوتهم
شاهدت وجوه العدا شلت أياديها
ماذا جناه دعاة الحق من قدم
هل حللوا الخمر وارتادوا ملاهيها
هل عطلوا شرعة الرحمن في صلف
ألغوا حدودا وجابوا أرضا تيها
هل أنشأوا حزب الحاد يمارسها
حربا على ديننا مسخا وتشويها
هل صوروا الدين رجعيا يؤخرنا
عن التقدم إنكارا وتمويها
هل خربوا كل تشييد أقيم بها
هل حرقوا في حماقات مبانيها
يا دولة العلم والإيمان إن صدقت
إنى وفي صيحة لله أبديها
من ذا الذي مكن الإلحاد في سفه
من ذا الذي ملك الحمقى نواصيها
من ذا الذي حارب الإخوان في قحة
حتى ظننتم قرار الحل يرديها
ظنوا المشاعر ماتت فألهبها
عمى القلوب ضرام الحقد يكويها
ها قد جنيتهم ثمار الالتواء فمن
يغرس بساحتها الأشواك يجنيها
الله غايتنا تلقى عداوتكم
وبات ماركس يعبث في أراضيها
المنكرون لذات الله بات لهم
حزب يحطم أمجادا ويفنيها
الاشتراكية العرجاء مذهبهم
والدعر والفسق والإسفاف يكسوها
وتحت سمع من الحكام في بلد
باتت تعانى من الفوضى مآسيها
يا دولة العلم هذا العلم مهزلة
ما دام من شأنه الحمقى يواليها
شاركتموا من قريب صنع نكستها
حين احتضنتم حثالات بواديها
دعوا التشدق بالإيمان وانتبهوا
إن لم يفيقوا فغرقى في دياجيها
دعنى على صفحة التاريخ أرصدها
لكل جيل يروم الحق أحكيها
لمن أراد لدين الله عزته
لينصر الحق دانيها وقاصيها
دعنى أقص على أسماعهم صورا
تندى الجبين وتدمى من مآقيها
يا مرشدى وتوالت بعدها محن
زاد الرجال بها صقلا ينميها
فالناصرية قد باتت تكيد لهم
سلوا السجون تحدث عن ضواريها
جاءوا بأحقر جلادى الطغاة لكى
ترى السجون رجالات تعانيها
جاءوا بحمزة فاندفعت قوافله
من الكلاب لتنهش أو لتدميها
جاءوا بسفاحها بدران فامتلأت
رمالها بدعاة الحق تطويها
جاءوا بجلادها الروبى يعلنها
مذابحها كانت الأحقاد تعلوها
يا مرشدى نم رعاك الله مرتقبا
في كل أجوائها زحفا يلبيها
لا السجن يرهبها لا الحل يحجبها
ولا المشانق والتقتيل يثنيها
الله أكبر دوت رغم أنفهموا
فالموت في ساحها أسمى أمانيها


إلى روح المرحوم الأستاذ حسن الهضيبي خليفة حسن البنا

خضت الأعاصير عملاقا لترسيها
بر الأمان ورب العرش راعيها
وكان ما كان من كيد ومن خدع
فما وهنت لجبار يعاديها
ظللت ترفع في الآفاق رايتها
لتعلن الحق في شتى مناحيها
ما بين قضبانها تسمو على محن
أحنت لك الرأس في أعتى لياليها
وزادك السجن تمحيصا وتجربة
فحكمة الله في الأبرار يجريها
واليوم نادتك جنات لتسكنها
في الخالدين وتلقى إخوة فيها
والعهد أن نكمل الأشواط في ثقة
بالله حقا وفي أسمى معانيها
حتى نرى شرعة الرحمن غالبة
والناس تسجد إجلالا لباريها
فكفكفوا الدمع إن سالت مآقيها
هى الملائك عزت في مناجيها


الطاغية عبد الناصر

تلك أبيات قلتها بينما كنت أقيم

تحت الحراسة في مستشفى المنيل الجامعى

وأجريت لى عمليات جراحية من آثار تعذيب أعوان الطاغية

وخلال ما كنت أعانيه من آلام أذكر معها حقبة من الزمن فاقت أساليب فرعون.

إذا برحمات الله سبحانه تجتث هذا الطاغوت في عنفوان قوته وجبروته.

وكان ذلك في 28 سبتمبر سنة 1970.

إلى الطاغية السفاح


هبنى امتدحتك بين الناس قاطبة
حتى جعلتك بين الناس عملاقا
وبين شتى الزعامات التى سبقت
تمسى زعيما غزا في الناس أعماقا
هبنى زعمتك قديسا تباركنا
وقلت إنك خير الخلق أخلاقا
من ذا الذي يصدقنى بين الألى عرفوا
عنك الخداع وسفاحا وأفاقا
نكلت بالناس في حمق وفي صلف
كأنك الموت في الآفاق أفاقا
وها هو الموت قد أرداك محتقرا
كيما ترى القبر تعذيبا وإرهاقا
أعوان بطشك باتوا اليوم مهزلة
لا تستحق من الأطهار إشفاقا
فذق بقبرك نارا أنت تاركها
إلى جهنم تمزيقا وإحراقا
إن الجحيم الذي تصلاه مكتئبا
ما زال يحمل للطغيان أشواقا


إلى السفاحين

قيلت خلال محاكمات الجلادين أمام محاكم الجنايات والناس تنظر ولا تكاد تصدق إلى أقفاص الإتهام فترى من كان يقتل الأبرياء تلذذا بدمائهم .. وترى من كان يمزق الجلود إرضاء لجبارهم ..

" وما الله بغافل عما يعمل الظالمون "


إلى السفاحين بين القضبان

يا دهر عفوا ويا تاريخ معذرة
كم سجلوا فيكما زورا وبهتانا
كم ألبسوا الظلم ثوب الحق واقترفوا
من الجرائم أشكالا وألوانا
حتى القضاء أغاروا فوق ساحته
داسوا قداسته قهرا وطغيانا
والناس قد شهدوا للطهر مذبحة
حين استباح له السفاح أركانا
حتى رأينا ألاعيبا ومهزلة
تندى الجبين بشر الناس أعوانا
يعلوا المنصة خوار بساحتها
أخلى لصهيون في سيناء ميدانا
ألقى السلاح بلا حرب يمارسها
ينجو هزيلا وباع الخصم أوطانا
هذا هو الفاجر الدجوى جيء به
لشرعة الغاب للإرهاب إعلانا
هذا الجهول الجبان النذل في سفه
يعلوا المنصة للتنكيل سكرانا
بالأمس قد أطلق الساقين في هلع
للريح حتى بدا كالكلب حيرانا
يا للوقاحة هذا الغر يصدرها
حكما بموت دعاة الحق نشوانا
ما مات من باع للرحمن في ثقة
في ساحة الحق أرواحا وأبدانا
واليوم ها هم قضاة الحق قد رفعوا
للحق رايته أعلوا له شأنا
قد حاكموا عهد سفاح وزمرته
فأثلجوا صدرنا شيبا وشبانا
إنى لأسجد للرحمن لست أرى
سواه للحق والأطهار معوانا
ها هم كلاب عوت يا قبح ما صنعوا
ها هم ذئاب غدت في السجن فيرانا
أين السياط وأين اليوم عصبتكم
يا شر من أنجبت للشر دنيانا
إن الذي قد سببتم دينه علنا
أرداكم اليوم في الأغلال جرذانا
سلوا المعذب صفوت في جهالته
هل أدرك اليوم للرحمن سلطانا
هل أدرك الفاسق المجنون أن لنا
ربا نناجيه قهارا ويرعانا
أمدد يدك إلى بدران أين هو
أين الذي حال في الإجرام شيطانا
أين الزنازين قد عدت لخالقنا
ألم تقلها أجب إن كنت إنسانا
ألم يقل شمس آتونى بمصحفكم
جهرا ومزق بين الجمع قرآنا
لا عقل لا دين لا أخلاق تعصمهم
كم لقنوا من صنوف القتل إتقانا
يا دعوة الحق سيرى رغم أنفهموا
وجلجلى في الورى فخرا وإيمانا
لن نستكين لمغرور يحاربنا
مهما تطاول إلحادا ونكرانا
فرعون موسى ترى الأمواج تلفظه
وصرح هامان لم يشهده بنيانا
كذاك فرعونهم أرض المطار رأت
جثمانه عفنا للناس برهانا
سبحان ربى بأيام يداولها
بين العباد علامات بدنيانا
هو المعز المذل الآمر الناهى
هو القدير الذي للحق أبقانا
فلا المجازر نالت من مشيئته
مهما أحلتم بناء السجن طوفانا
ولا سياطكموا أحنت لنا عنقا
هو المهيمن أخزاكم ويرعانا
الله أكبر كبِّر يا أخى فرحا
فالحق يمحق أصناما وأوثانا


هدم الليمان

خرجت الصحف لتمجد هدما لبعض الجدران وكأن الظلم بذلك قد انتهى.

وعلم الله ما عذب الليمان بلبناته أحدا فمن عجب أن تهدم اللبنات ليقام بمثلها سجون سجون ..

ومن عجب أن يبقى السفاحون في مراكزهم ليمارسوا أساليب الطغيان.

وبذلك ما كان الهدم إلا امتصاصا لمشاعر السخط والألم بين الناس.

وتلك أبيات شعر قرضها أحد الساخطين ..

هدم ليمان طره


يا سجن والذكرى تداعب خاطرى
ما بين سجان وظلم مغامر
قالوا سيهدم قلت مرحى إننى
فرح بهدم معاقل المتجبر
لكن أفكارا أقضَّت مضجعى
وتهز في نفسى قديم مشاعرى
هل يهدم البنيان دون طغاته
والغادر السفاح تحت بصائرى
هل يفلت الجلاد من إجرامه
وتظل في يده جميع مصائرى
هل كان للبنيان من يد باطش
أو كان للبنيان سلطة فاجر
هل عذب البنيان رهطا طاهرا
أو تام في ساحاته بمجازر
هل أهدر البنيان كل كرامة
هل كان للبنيانعقل عاهر
هل نفذ البنيان أمرا ملحد
يبغى القضاء على تراث طاهر
هل هدم العقل الذي رسموا به
طرق الإبادة في غرور مكابر
ماذا يفيد الهدم والدنيا ترى
علنا بقاء مجاهر مستهتر
إن الذى أولى بهدم كيانه
هم رهط أغرار وعصبة خاسر
من كل سفاح وكل منافق
عاشوا بغير قلوبهم كتصورى
لا ذنب للبنيان يا كل الورى
الذنب ذنب عصابة ومناصر
سفكوا دماء المسلمين تجبرا
في الأرض وانساقوا وراء مدبر
لا زالت الأصنام في أوكارها
وكيد لفسلام خلف سواتر
هل أوقفت لغة المذابح وانتفت
هل بات للإسلام سلطة منذر
يا رب إن لم ينصلح فجارها
فلأنت يا ربى أعظم قاهر


إلى روح كل شهيد

عرفتك حرا طوال السنين
تبيع الحياة لرب ودين
فإن كنت قد فارقت دار اختبار
فأنت شهيد مع الخالدين
فلا أنت ممن طواه الزمن
ولا أنت ممن يخاف المحن
فقد مزقتك سياط الطغاة
فما نال منك عذاب البدن
مع السابقين اتخذت المكان
وللاحقين رسمت البيان
فمن سار وفق كتاب الإله
سيلحق حتما بأسمى مكان
يقينا صدقت فنلت الجزاء
بجنات عدن ثمار الوفاء
هناك خلود مع الخالدين
مع السابقين مع الأتقياء
عهود الرجال طريق النضال
فمن خان عهدا مضى في ضلال
ومن صان بيعة رب قدير
يدك الطغاة يدك الجبال
ونحن نردد لحن الجهاد
ونرجو الإله القوى السداد
سنصبح نارا على الظالمين
نمزق فيهم صنوف العناد
إلى الله في عزمة يا شباب
فلن نستكين لهم أو نهاب
فإن جنحوا للسلام فمرحى
وإن قاتلونا فضرب الرقاب
سنمضى وأرواحنا في الكفوف
سنمضى نكتل كل الصفوف
إلى النصر دوما بساحاتها
فإما انتصار وإما حتوف
سنمضى نجدد نهج الرسول
لنحيا كراما بوحى السماء
ونثبت حقا أمام الخطوب
ونبذل لله كل الدماء


شهيد الحق

ذهبت يراود قلبها
أمل يحقق حلمها
ومضت تفكر كيف تلقى
غائبا عن عشها
حملته في أحشائها
وربته في أحضانها
ودعت إله الكون أن
يرعاه من أعماقها
ونما الوليد وأينع
الثمر الجميل بعطفها
وتفتحت آفاقه
وتحققت آمالها
فإذا الوليد مجاهدا
يرعى العهود جميعها
باع الحياة رخيصة
لله يرجو أجرها
حتى طوته سجونهم
دهرا وفي ظلماتها
كم ساوموه لكى يحيد
عن العهود بأسرها
ولكى يخون كتائبا
باعوا النفوس لربها
ولكى يشوه ما أضاء
الكون من صفحاتها
ولكى يكون صنيعة
الشيطان بين صفوفها
وأبى الكريم مباهج
الدنيا وطلق أمرها
ورأى السجون معاقل
الأحرار رغم قيودها
وأصر أن يعلى نداء
الحق في جنباتها
فقضى السنين العشر
عملاقا كشم جبالها
ذهبت لكى تلقاه يوم
خروجه بحنانها
وتضمه في لهفة
وسط الجموع لصدرها
ويضمها العملاق في
حب وقبل رأسها
ويقول يا أماه عاد
إلى الجهاد رجالها
أنا لن ألين ولن أخون
ولن أغادر ركابها
أنا لن أهادن من بغوا
يوما على أطهارها
سأظل نارا تحرق
الأشرار من فجارها
قالت رعاك الله يا
ولدى الحبيب فكن لها
جاهدا ولا تخفض جنـا
حــك رحمة بطغاتها
أن تنصروا الرحمن
ينصركم على أعدائها
ومضت به نحو الديار
وكبرت بربوعها
اتخذت كتاب الله نبراسا
ينير طريقها
لم تمض أيام على
هذا الهدوء بدارها
حتى أتى جند الطغاة
وكرروا مأساتها
كان المجاهد يقرأ
القرآن يسمعه لها
ويرتل القرآن
ترتيلا يجدد عزمها
ويفسر التنزيل تفسيرا
بعمق فهمها
حتى أتى جند الطغاة
وكرروا مأساتها
في ليلة ساد السكون
بها وأظلم جنحها
وانقض أعوان الطغاة
يكبلون حبيبها
صرخت وقالت ويحكم
ماذا جنى أطهارها
همت بلثم جبينه
فيردها أشرارها
رفع المجاهد رأسه
في عزة أكرم بها
ويقول في عزم الرجال
تشجعى فأنا لها
الذنب ذنب شعوبها
خانت طريق كفاحها
واستسلمت للبغى حتى
قادها جلادها
سترين يوما شرعة
الرحمن تحكم أرضها
ويزول من كل الوجود
شرارها وطغاتها
وهنا يسير به اللئام
ويسخرون بدمعها
وطوته جدران السجون
لكى يرى أهوالها
كم مزقته سياطهم
وتلقفته كلابها
حتى ارتقته شهادة
ليكون من أبرارها
وهناك يلقى ربه
ويطل من عليائها
والأم كانت في حنين
تستجيب لشوقها
حتى نعته لها الجموع
بكته في سجداتها
ذهبت لتشهد قبره
ترويه من عبراتها
فإذا الجنود تحوطه
في غلظة بسلاحها
والأم قد ردت وقد
شهروا السلاح بوجهها
قالت أما أولى بكم
أن تملأوا ميدانها
سيناء ولت يوم أن
سجن الطغاة حماتها
ذهب العدو بأرضكم
واحتل كل قناتها
وتمركزت قواته
عبر الحدود بأرضها
وفررتموا في ذلة
تأبى النعاج مثيلها
أين المدافع والبوارج
والجيوش بزحفها
أين الصواريخ الضخام
وأين أين أزيزها
بل أين أين الطائرات
تدك حصن عدتها
أين الملايين التى
قد أنفقت لشرائها
الطائرات تحطمت
قبل المعارك كلها
وسلاحكم أخذته إسرا
ئيل فوق عتادها
والعاهرات بجيشهم
قد فزن في حلباتها
أذللن اعناق الطغاة
الماجنين بساحها
ويقلن في كبر قهرنا
العرب في أوطانها
والواهبون حياتهم
لله ملئ سجونها
وكأنهم قد أجرموا
أو لوثوا تاريخها
والهاربون من المعارك
يملكون زمامها
وكأنهم قد حرروا
الأرض السليب لأهلها
بئس الجيوش جيوشكم
يا وصمة بجبينها
غرقى إلى أذقانكم
بالعار في أوحالها
ملكى لفرط ذنوبكم
يا شر كل عصاتها
عودوا إلى شرع الإله
وطلقوا إلحادها
ودعوا جنود الحق
للصحراء يقتحمونها
لتعاد أرض المسلمين
إلى عزيز كيانها
عادت تناجى ربها
في ليلها ونهارها
تستمطر الرحمات
للشهداء في محرابها
دنيا المجاهد كلها
محن لصقل رجالها
الشوك بين سهولها
والزهر بين هضابها


ذكرى الهجرة 1398 هـ

هذى المنصة يرصدون كلامها
والله يرصد حقدهم بسماءها
إن كانت تغضبهم شريعة ربنا
فليبحثو ا بعقولهم عن غيرها
شاهت وجوه الحاقدين وحسبنا
أنا نقول الحق رغم أنوفهم
لك يا رسول الله خير تحية
تزجى إليك من القلوب بعمقها
ترنو إليك إلى الخطوب تتابعت
ترجو وتنهل من جميل تراثها
لترد كيد الكائدين ترسما
لخطاك كيما تسترد كيانها
أشرق بنورك سيدى في ساحها
عم الظلام وران فوق قلوبها
نسيت جموع المسلمين عقيدة
دانت لهم الدنيا وعز دعاتها
يا سيدى ملك اللئام زمامها
في غفلة جرفت قطيع عصاتها
في يوم هجرتك التى نزهو بها
يزهو الذئاب بجرمهم في أرضها
فبأى أسلوب أحدث إخوتى
والناس حيرى في بقاعها
دعنى أحدث ذاكرا تاريخها
حتى نقارن مآبنا في ضوئها
بالأمس قد ثارت قريش وحاصرت
خير ا الأنام محمدا بسلاحها
راموا بقتل محمد قتل الهدى
لتظل أصنام ترام تألها
فطبيعة الشرك اللئيم إذا رأى
نورا يضيئ بصائرا أو نبها
أن يحشد الكيد اللئيم تآمرا
والله يدحر حاقدا إن رامها
وتحرك المعصوم وسط جموعهم
نثر الرمال على رؤوس طغاتها
فتحولوا عميا وخاب صنيعهم
وتجرعوا خزيا أذل رقابهم
قد لاحقوك بكل ما ملكت يد
فنزلت بالغار الكريم مجابها
قد سخرته يد العناية مخبأ
عجزت جحافلهم أمام حصونها
نسجت خيوط العنكبوت ببابه
وحمامتان فردَّهم ما موِّها
وسعى الحبيب إليك يثرب آمنا
ليقيم دين الله بين ربوعها
فتألق القرآن دستورا بها
واهتز كسرى واستجاب لنورها
دخلوا إلى الإسلام يعلى رأسهم
سعدوا بدين الحق يرفع شأنها
وتكبر الدنيا ويهتف جمعها
الله غايتنا تنير طريقها
تبعوك يا خير الأنام تأسيا
اتخذوك يا خير الوجود زعيمها
ليست على نمط الزعامات التى
زعمت فخارا في بحار هزالها
واليوم حوربت الشريعة جهرة
وتآمر الأوغاد من فجَّارها
وأقر الحاد وحزب ماجن
وشريعة الرحمن لا يرضى بها
عرضت على نوائبهم فتأجلت
وتأجلت كى لا تقر نصوصها
الله ألزمنا بها ما خطبكم
وأقرها بالأمس واحتكموا إلها
شرع الإله يناقشون نصوصه
هذا جحود للشريعة نفسها
هذا اجتراء لستموا أهلا له
أتحاربون الله في عليائها
إن الذي يخشى الشريعة فاسق
أو سارق قد أرهبته حدودها
مهلا قرب العرش يمهل تارة
فإذا بدا الإصرار يسحق من بها
لو كان دين الله فينا قائما
ما عذب الإخوان بين سجونها
ولما تنكر للحقيقة أحمق
ويظل أمر الحل من سفاحها
أمسته موسكو فاستجاب عميلها
وأذاعها المخدوع من مذياعها
وتحركت للنيل من أطهارها
فرق العذاب وعملقوا أقزامها
وتتابع الشهداء في ظلماتها
وتضيق معتقلاتهم برجالها
الصبح تلهبهم سياط مزقت
أجسادهم في غلظة نرثى لها
والليل يقذف بالكرام تحرقت
أجسادهم شهداء بين تبابها
فازداد عزم المؤمن تألقا
يعلى نداء الحق في جنباتها
لا السجن يرهبهم ولا جلادهم
مصل تجود بروحها وبمالها
حتى تأذن ربنا بهزيمة
للمجرمين فحطمت فجارها
وانجاب عن أرجائها فرعونها
يا ليت شعرى هل يفيق عصاتها
أم يركبون رؤوسهم في حمقها
فتدك أركان الجحود بظلمهم
يا صاحب الذكرى وأنت رسولنا
وزعيمنا رغم العناد بحقلها
رغم المحاكم والمشانق كلها
رغم القرار بحلها وبحربها
بك نقتدى ونظل نعلن صيحة
أنا هنا فالحل ليس يعوقها
هى فكرة هى دعوة ورسالة
لسنا بها حزبا يجاز وجودها
إن السماء إذا تنزل أمرها
فمحارب التنزيل يحمل عارها
وعلى الطريق نسير نعلن أمرها
مهما أقيم الشوك عبر طريقها
فمعاول الهدم التى رصدت لها
أمست حطاما فوق صلب صخورها
سنظل نجهر من صميم قلوبنا
أنا جنود الحق في ميدانها
ونظل نهتف رغم ظلم بغاتها
أنا لها أنا لها أنا لها


ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

ألقيت أبياتها بجملة سرادقات ..

تضم الآلاف وكأنهم يقولون للطغاة ..

عرفنا طريق الحق فأقبلنا على من لا جاه لهم ولا سلطان ..

تتحد مشاعرهم مع مشاعرنا ..

كما تتحد الخطوات ..

نحو النصر ..

في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم


مشيناها خطى لله دوما
ورمناها دعاة مخلصينا
بذئ الشعر ما قلناه يوما
ولا جبنا المحافل مطربينا
ولو كان الطريق كما رسمناه
لما وجدت جموع الملحدينا
نعيق الناصرية ليس منا
فلسنا في الربوع مهرجينا
ولسنا بالشيوعيين نرضى
وقد جابوا البلاد مخربينا
وقلناها بإيمان وعزم
فبتنا في السجون مكبلينا
برغم تربصات الراصدينا
برغم عدائهم لن نستكينا
وتجمعنا العقيدة لا نبالى
فكنا في رحاها صامدينا
فمن هذه الجموع ومن دعاها
هم الإخوان رغم الناقمينا
برغم البطش والتنكيل قمنا
نجدد بيعة مهما لقينا
ونعلنها وفي الآفاق أنا
بعهد الله متنا أم حيينا
حبيب الله رمناها حنينا
إلى أمجادها في السابقينا
وفي ذكراك رمناها دروسا
نشق بها طريق المؤمنينا
لقد أقبلت للدنيا منارا
تعلم أهلها خلقا ودينا
وشاء الله أن تنمو يتيما
رعاك الله رب العالمينا
وما أن قمت في الدنيا تنادى
بما كلفت من أمر أمينا
صدعت بما أمرت وجلت فيها
رسولا لا تهاب المشركينا
يمينا كنت للدنيا ضياء
ورشدا وازدهارا ما حيينا
فلولا أن بعثت بأمر ربى
لتبلغ شرعة الرحمن فينا
لظل الشرك يعبث في رباها
وما كنا هداة عابدينا
وما دانت لك الدنيا وتعنوا
جباه الراكعين الساجدينا
سلام الله من جيل يعانى
أساليب الطغاة الماجنينا
اتخذناك الزعيم فثار قوم
يهابون الشريعة حاقدينا
يخافون الحدود فهم بغاة
وباتوا للودائع سارقينا
هنا نادت كتائبنا جهارا
بتنحية العصاة العابثينا
وكانت أن تحركت الأفاعى
تنكل بالدعاة الصالحينا
فأصبح كل داعية شريدا
ومن رام الجهاد غدا سجينا
وحوربت الشريعة من لئام
أذلهم القدير مشردينا
فسلنى يا أخا الإسلام انى
أقص عليك أبشع ما لقينا
أقص عليك ما يأباه دين
فظائع مورست تندى الجبينا
حرائر من نساء مؤمنات
يمزقهن سوط المجرمينا
دماء خضبت أرضا ولكن
ظللن على الشدائد صابرينا
فها هى أختنا في الله شجوا
لها رأسها وقد زادت يقينا
أخوها مزقته نياب كلاب
وكم كانت كلاب المارقينا
شريك حياتها أرداه فظ
فصاحت لن نذل ولن نلينا
وترفع رأسها لله ترجو
فناء للبغاة المنكرينا
وتنظر يمنة فترى لفيفا
على أرض المجازر زاحفينا
تكفكف دمعها وتصيح جهرا
ألا سحقا لقوم معتدينا
فصبوا كيف شئتم من عذاب
سجون الغدر أجمل ما لقينا
تعلمنا الثبات فهل أفقتم
غدا سترون عقبى الظالمينا
وظن الألعبان له دواما
لقد عميت بصيرته سنينا
وفي تاريخها فرعون موسى
لنفس مصيره في الغابرينا
وما أرض المطار وشط بحر
يفرق بين الصنف الهالكينا
كلا الاثنين فرعون ولكن
ترى فرعوننا أنكى مجونا
سلوا بدران يعلنها حروبا
مناهضة لخير المرسلينا
سلوا الروبى في جوف الليالى
وبين تبابها يطوى أمينا
سلوا فجارها في كل سجن
كم ارتكبوا الجرائم حاقدينا
سلوا أطهارها كم من شهيد
يلاقون العذاب مكبرينا
هي الجنات مأواهم كراما
على سرر بها متقابلينا
فمن أنتم وقد خارت قواكم
أمام شراذم المترنحينا
أبحتم للملاحدة انتشارا
فكانوا عصبة متآمرينا
وكانوا طغمة رامت قضاء
على كل الدعاة المسلمينا
وكانوا وصمة للعار عونا
لكل الخائنين الكائدينا
أولئك لا يمس لهم كيان
وينمو كيدهم حينا فحينا
تدلل جمعهم سلطان امن
وتشعل حربها للمتقينا
ففى أى البلاد نعيش قولوا
بهذا تغرقون لنا سفينا
أفيقوا إن بطش الله أقوى
دعونا من ضلالتكم دعونا
فإنا لا نهاب سهام غدر
ولا نخشى سجونا أو سجينا
لأنا في حمى الرحمن مهما
برزتم بالسلاح مدججينا
بإحدى الحسنيين نفوز دوما
فلسنا في رحاها هاربينا
فكبر يا أخى وارفع لواء
وجلجل في محافلها رصينا
فلن ترضى سوى القرآن حكما
ولن نرضى سوى الإسلام دينا


الإسراء والمعراج

ألقيت بجملة سرادقات سنة 1397 هـ وازدادت الجموع إقبالا لتسمع وتعى لتكون نارا على أعداء الله ونورا لطريق الحق.

الإسراء والمعراج


منَّ القدير بإعجاز أراد به
لشرعة الله بين الناس برهانا
في ليلة خاضها المعصوم ممتطيا
ظهر البراق وصوب القدس إعلانا
وأمَّ عيسى وكل الأنبياء به
فأعلن الكفر تكذيبا لما كانا
وكتَّلوا كل أسلوب ينال به
من الرسول ومن دعواه بهتانا
كل المكائد والأحقاد ترصده
لكنه عند رب العرش ما هانا
سرى بعوته فاهتز باطلهم
وحطم الحق أصناما وأوثانا
ورفرت راية الإسلام عالية
وهل سوى الله للأطهار رحمانا
لا ظلم لا بطش لا استبداد يؤلمهم
العدل في ساحها فضلا وإحسانا
وتلك ذكرى وكم في الذكريات لنا
أمجاد دين نسيناها وتنسانا
بالأمس دانت لنا الدنيا مكبرة
تيجان كسرى هوت والروم تخشانا
بالأمس خيبر قد زلت لها قدم
والقدس قد دحرت للغزو صلبانا
كانت جيوش صلاح الدين تقبرهم
لا بل محت رجسهم سحقا وبطلانا
بالأمس كانت صفوف المسلمين لها
دين يحركها شيبا وشبانا
الله غايتهم والحق قدوتهم
كانوا على خصمهم نارا وبركانا
تملقتهم ملوك الأرض والتزموا
بجزية في صغار دك تيجانا
واليوم عادت لخيبر كل سطوتها
والقدس يصرخ ي ذل ونادانا
ولا حياة لمن تنادى فكلهموا
صرعى المعاصى يعيش اليوم
يساق في ساحها ذلا ومهزلة
وطلَّق الجمع دين الله عصيانا
سفاح مصر الذي ولَّى وأورثنا
عارا نمر به صما وعميانا
ولَّى وولت به سيناء وانتصرت
جيوش صهيون إذلالا وعدوانا
كفى به تملأ الدنيا إذاعته
من الخدع فبات الشعب حيرانا
الأرض ضاعت وبات القزم يسمعنا
نحيبه المر خوارا وخوانا
ثم استقال بتهريج يمثله
من بعد ما فقد السفاح سلطانا
وبات يشكو خيانات تحيط به
هو الخئون وفي الآفاق أخزانا
كم ارتمى في ركاب الروس أقزمة
فبات إمعة القوة نكرانا
وانت على صفحة الدنيا فضيحتنا
بتنا نزين بين الناس بلوانا
يصور الخزى نصرا والكذوب بها
صوت لسيده أسماه فنانا
يا شدَّ ما صور الدنيا بقبضته
عبر المحيطات لا كانت ولا كانا
حتى إذا اصطدمت بالطين هامته
يعب أقذارها عطنا وقطرانا
طافت مسيرته تنفى مذلته
وبات يقتل أنصارا وأعوانا
بالسم بالغدر بالتزوير يرفضها
رئاسة تملأ الآفاق خسرانا
هو الذى مرَّغ الآفاق في قذر
وبات يوقد في الأوطان نيرانا
نيرون مصر الذى قد كان يحرقها
لا الشعب أبقى ولا للنوم أجفانا
في كل زاوية تطغى عصابته
لم يبق في ساحة الأوطان عمرانا
من أى صنف أتى المجنون في بلد
كانت تضم رجالات وفرسانا
أمن مجاهل أفريقيا نراه أتى
تأبى المجاهل أن تحسبه إنسانا
هو الحقود طواه الغدر وارتسمت
على محياه ما يجعله ثعبانا
ألم يصور هزائمنا مفاخرة
بانها النصر تلفيقا ونشوانا
ألم يسلم إسرائيل ما رغبت
يجتاز أسطولها في البحر تيرانا
ألم يجند حثالات يلوذ بها
بالأمس أخلت مجالات وميدانا
ألم تمزق مصاحفنا علانية
ألم يجند لحرب الدين بدرانا
غياهب السجن كم كانت مكدسة
تضم جدرانها للقتل إخوانا
أموالنا قد غدت نهبا لعصبته
غصبا لشرذمة تكنز ملايينا
ألم تطالب لسد الدين جدولة
والملحون أبوا بالحقد إذعانا
وبالربا قد تسولنا لنا سلفا
سلوا فرنسا وألمانيا وإيرانا
سلوا القصور التى سلبوا خزائنها
أو فاسألوا عن خبايا السلب مروانا
سلوا الحراسات كم كانت حصيلتها
تغزو المراقص نهبا من ضحايانا
وفي سويسرا حسابات مخبأة
باسم البغيض الذى أحنى محيانا
وأسرة الهالك الطاغى يظل لها
كل اختصاصاتها بالمال ألوانا
قصورها شاهقات في حدائقها
برزق أبنائنا من قوت جوعانا
وقبره وسط حراس عمالقة
هل يدفعون عن الشيطان نيرانا
إنى أسائل أهل العلم هل نزلت
آيات ربى بإعفاء لهلكانا
هل قام دستورنا يلغى محاسبة
للمجرمين ويبقى الجرم ولهانا
الناصرية كانت في جهالتها
عارا بتاريخنا قهرا وطغيانا
إنى أخاطب كل الناس في ألم
إنى أخاطب إحساسا وجدانا
شريعة الله ما زالت معطلة
وظل مجلسنا المفتون غفلانا
يا سيد الرسل كم اعلنتها قيما
يظل اشراقها نورا وايمانا
بنت الرسول هي الزهراء إن سرقت
خير الوجود يقيم الحد اعلانا
ما بالنا قد سرقنا في علانية
ويبطلون حدود الله نكرانا
ليامن السارقون المارقون بها
بتر الايادي ويبتزون اوطانا
مراكز الناس لا تشفع لصاحبها
يوم الحساب اذا ما الموت وافانا
ولا الثراء ولا السلطان يعصمهم
من بطشة الله تنكيلا وخذلانا
يا سيد الرسل في ذكراك نعلنها
لن نرتضي غير حكم الله قرانا
بعنا المهيمن ارواحا نقدمها
لله خالصة بذلا وايمانا


ذكرى غزوة بدر

القيت بجملة سرادقات وعبرت فيها عما لمسته في مشاعر الجماهير التي يزداد اقبالها على تجمعات الإخوان المسلمين ليقولوا لهم لستم وحدكم

وكانني في ساحها وقد انبرت
للمشركين كتيبة القرآن
يا غزوة للحق كانت فيصلا
بين الطغاة وعصبة الرحمن
المسلمون برغم قلة جمعهم
وسلاحعم سحقوا قوى الطغيان
خين استغاثوا ربهن فامدهم
بالعون امنا في رحى الميدان
وراوا ملائكة تدك حصونهم
وانهار فيلق عابدي الاوثان
وتلاحم الجمعان واشتبك القنا
فتطايرت أعناق كل جبان
من أي صنف كان جند محمد
حتى تجندل عصبة الشيطان
صنف طوته سجونهم في شعبها
وأذيق كل مكائد البهتان
هذا هو التمحيص يصقل جمعهم
فإذا بهم في قمة الأزمان
باعوا الحياة رخيصة كيما يروا
جنات عدن في حمى الرحمن
ولنفس أسلوب الطغاة تعرضت
بين السجون جماعة الإخوان
نحن امتداد للكتيبة نفسها
لن نستكين لناقم وجبان
فإذا السجون تضم اطهر فرقة
والدين والأغرار يشتبكان
دعتي أقص عليك من تاريخها
قصصا تشيب فرائص الولدان
قصصا تدونها الدماء بشاعة
تمزيق كل معالم الإنسان
إن قيس فرعون اللئيم يحرمهم
أمسى اللعين مبرأ الأركان
وفظاعة الأخدود أكثر رحمة
من سوط حمزة أو عصا بدران
من صفوت الروبي يسفك ناقما
أزكى الدماء بثورة السعران
هذا أخي في الله شد وثاقه
وتكبلت خلف الظهور يدان
عيناه تحتجبان خلف لفافة
ساقاه بالنيران تكتويان
وتحطمت أسنانه وتهتكت
أحشاؤه بيد الظلوم الجاني
فإذا تجلد داس فوق جبينه
قدم لقاس القلب كالحيوان
هذا أخي طرحوه فوق رمالها
ويظل من فرط العذاب يعاني
ويقول في عزم إنا لها
مهما تجرأ فاجر ورماني
ظمئ الحبيب فبات يطلب رشفة
ضنوا عليه بجرعة الظمآن
ولتوه لحق الشهيد بإخوة
بين القباب على يد السجان
ولقل ما جاد الزمان بمثله
فذوى وكف القلب عن خفقان
يا ليتها قد أيقظت وجدانهم
لم يمض في هذا المجال ثواني
حتى تزاحمت السياط لترتوي
بدماء طاهرة بغير حنان
صاحت بهم يا ويحكم هل فاتكم
بطش الإله القادر الديان
أنستكم الدنيا الغرور حسابه
فغدا ترون مصائر الغفلان
وهنا يمزق ثوبها بوقاحة
لطمت يداها جبهة السكران
وغدت تزلزل جمعهم بثباتها
قذفوا بها للأرض في هيجان
واتوا بأصغر من رأيت معذبا
ولد العفيفة ساقه رجلان
عمر المعذب لا يجاوز سبعة
ضربوه بالإقدام والعصيان
وهنا تعلقت الكريمة بولدها
لترد عنه قساوة العدوان
والطفل في الم يسائل أمه
أماه أين أبي دعيه يراني
فتجفف الدمع الغزير وتوصه
صبرا فنحن بساحة الطوفان
قتلوه يا ولدي فمالك من أب
يرعاك من قد صانني ورعاني
دعني أقص عليك أمر محطم
طرحوه ينهش لحمه كلبان
قد جاوز السبعين لا يقوى على
ضرب ولكن من له بالحاني
أمسى بغير أظافر من هول ما
نزعت فكيف تقيمه قدمان
قد قدموه الى المحاكم هيكلا
لكنه في شعلة الإيمان
قد واجه الدجوي يفضح آمرهم
منعوه من قول وشرح بيان
وتبجح القاضي الدخيل بحكمه
ويقوده للسجن جلادان
دعني أسائل أمتي عن خطبها
عن سر ما لاقت من الخذلان
السر بعد عن شريعة قادر
والناس والحكام ملتويان
هذي مناهجهم تشكل وصمة
جلبت لنا من خارج الأديان
رباه هذا شيخنا الأعمى بدا
يجري تلاحقه عصا هامان
هو لا يرى بالعين لكن قلبه
نور يضيء له طريق أمان
أمروه لعق الطين من فوق الثرى
وبكى الضرير بدمعه الهتان
يتضاحكون ويسخرون بدمعه
وهو المرتل محكم القرآن
دفعوه فوق رمالها فتسلخت
إقدامه والظهر والكتفان
سالت دماء المستجير بربه
ضرباه بالقدمان عملاقان
ورموا بهذا الطهر في زنزانة
بتبجح وشراسة وهوان
أو من خلال البطش والتنكيل
في جوف السجون وظلمة الوديان
أو من خلال تشرد لدعاتها
أو من خلال القهر والطغيان
أو من خلال الناعقين تمشدقا
وبغير ما عقل ولا ميزان
أو من خلال السلب من قطط غدت
بين العراة مليئة الأبدان
أو من خلال قصورها وبكوخها
الناس والحيوان يزدحمان
لو بات لي قلم يخط ملامحا
ما خط كل مشاعري وبياني
يا عصبة الإسلام في كل الورى
تاريخكم أسمى من النقصان
أقوى من الجبروت في طغيانه
أقوى من التدمير والنكران
هيا اذكروا الغزوات كيف سما بها
دين أطاح بعابدي الأوثان
فحذار من صنمية مصنوعة
بيد اللئام لتستبيح مكاني
يا عصبة الإسلام هيا فانفروا
حتى ترفرف راية القرآن


ذكرى الهجرة 1397 هـ

من حق الجماهير المؤمنة أن تعلم بان هناك مؤامرة على شرع الله حتى لا يطبق وتظل الامة في هوان .

من أجل ذلك صارحت المؤمنين بالحقائق ......


ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم


ذكرى تنادي فجئناها ملبينا
لعلها من صميم الحق تروينا
دعها تذكرنا أمجاد عروبتنا
دعها تعمقنا دعها تربينا
دع هجرة المصطفى في عمق مقصدها
تغزو القلوب بآيات وتعطينا
دعها بأحداثها تروي ملامحها
درسا لكل بقاع الأرض يكفينا
كانت منارا ونبراسا ليرشدنا
دوما الى النصر في اعتي ليالينا
كان الرسول يربي وفق دائرة
قد خطها لرجال الحق تكوينا
بعمق الفهم للإسلام تهيئة
لنصرة الدين تركيزا وتأمينا
أقام جمعا على حب لخالقه
فمن سوى الله يرعانا ويحمينا
جمعا يوحد رحمانا ويحملها
روحا على كفه يفدي بها دينا
لكن جمع قريش ثار في سفه
يمارس القهر في الأطهار تهوينا
حتى رأينا بلالا وسط باطلهم
الصخر يعلوه في الرمضاء مرهونا
والي ياسر يلقون الأذى بشعا
فما استكانوا عمالقة تزكينا
هنا يراها رسول الله ملزمة
أن يهجر الأرض إعدادا وتحصينا
وان يقيم بيثرب خير قافلة
تعد للزحف تدريب وتلقينا
حتى ترفرف للإسلام رايته
على ربوع الورى نصرا وتوطينا
فقامت الدولة الكبرى يتوجها
كتاب ربك دستورا وتمكينا
في ظلها قد رأينا الفرس قد دخلوا
دين الحنيفة ترحيبا مقرينا
والعدل ساد ربوعا كم رأت صلفا
والروم تحني رؤوسا بين أيدينا
واليوم عادت الدنيا الى ضلالتها
والظلم يجرفنا والقهر يرمينا
عادت طواغيتها تدعو جحافلها
تكتل الشر يرصدنا ويغزونا
اليوم بات كتاب الله محتجزا
عن الحياة ومشطوبا ومركونا
عمت مواخيرها شدت مراقصها
من يملكون زماما في أراضينا
أصنام مكة كانت من حجارتها
لكن أصنامنا فاقت شياطينا
وكم عميل غدا في أرضها وقحا
يبدي المطاعن في القرآن مفتونا
فخالد الأمس سيف الله يعلنها
حربا على الكفر قد خاض الميداينا
وخالد اليوم بالإلحاد ينشرها
حربا على ديننا مسخا لماضينا
هذي رؤوس الأفاعي في مكامنها
جهرا أطلت لتسحقنا وتطوينا
يا دولة تدعي علما ومعرفة
هلا سلكت طريق الحق مأمونا
كيف استبحت جحودا بين أظهرنا
لا بل أقمت حثالات تجافينا
إنكار ربك قد باتت له نظم
في دولة بقرار الحل تشقينا
وشرع ربك في أدراج مجلسهم
يشكو الى الله تأجيلا وتخزينا
بعض المساجد قد شجبوا الأذان بها
كي لا تؤرق مخمورا وملعونا
قولوا لأوقافنا هذي مهاترة
هذي مؤامرة باتت تعادينا
وزارة الدين تشوك إن تحاربه
من بعد ما زعمت إسلامها حينا
إسلامنا قد غدا نهبا لشرذمة
قل أي أزهرنا بل أين مفتينا
هي المناصب تخدع من يمارسها
تكالبا يبتغي كسبا وخزينا
من أجل ذلك لاقى المؤمنون بها
بين الشجون أساليب المضلينا
دعني اذكر إخواني بمرحلة
كانت صنوف العذاب تغزو الزنازينا
السوط يحمله الجلاد مفخرة
ليلهب المؤمنين العزل يدمينا
فكم اسألوا دماء في كراهية
وكم شهيد غدا في السجن مطعونا
وهل سمعت عن الروبي كم قتلت
يد اللئيم رجالا كي توارينا
فرأس عواد قد دكت على يده
ظنا بان طريق البطش يثنينا
وشمس بدران يجهر دون خجل
بأنه الآمر المسئول يمحونا
يقول مارستها يحمي زعامته
فالهارب النذل قد فاق الفراعينا
والمجرمون بغوا في الأرض وارتكبوا
من الفظائع ما يدمي مآقينا
هنا رأينا انتقام الله يردعهم
بنكسة قد أذلت هام شانينا
الطائرات ذوت من غير ما عمل
دكت على الأرض دكت أمانينا
وكان عامر يقضي ليله عبثا
يعاقر الخمر لا يدري مآسينا
أما السلاح فقد ألقوه في خور
وسابقوا الريح عبوا ماءها طينا
هنا تتابعت الإحداث مهزلة
ديست كرامتنا والعار يكسونا
وغادر الوغد فارا من محاكمة
وفي حقيبته أخفى ملايينا
وهل رأيت رياضا في مكاتبهم
يحرق الناس بالنيران مجنونا
وهل رأيت كفافي يوم أن قتلت
يداه إخواننا عزلا مساجينا
وصاح نمرودها يبدي استقالته
من بعد ما خرب المفتون وادينا
لكن زمرته طافت تؤيده
خوفا على ما غدا بالسلب مخزونا
ثار المشير يريد الانفراد بها
من بعد ما أصبح المخمور محزونا
واحسرتاه وتمضي مصر بينهما
توارثاها وبات الشعب مغبونا
الأرض ضاعت وبات الحقد يحكمهم
حرصا على الحكم واختلوا موازينا
لا بل رأينا سموما يقتلون بها
أعوانهم ليتهم يرمون صهيونا
لو كنت املكها أن أحاكمهم
حتى يرى الشعب كم احنوا نواصينا
حتى يرى الناس كم كانوا أبالسة
وإمعات توجه من أعادينا
آمالنا صدمت أوطاننا خربت
أموالنا سرقت والقهر يكوينا
يا سيد الرسل والذكرى تؤرقني
يا سيد الرسل والإحداث تلهينا
تفتت العرب أشتاتا ممزقة
وثار بينهم حقد يعرينا
سلوا القواميس عن قومية دحرت
أين اشتراكية الأقطاب تحمينا
لو أنهم جمعوا في ظل دينهموا
ما مزقتنا خلافات بأيدينا
لقد نسيتم كتاب الله يجمعكم
على الطريق فبات الركب مفتونا
لكن جيلا من الأطهار يعلنها
عهدا على الحق أبرار مياميننا
أرواحنا في سبيل الله قد رخصت
فجنة الخلد نرجوها تنادينا
نقولها لا نبالي في علانية
إنا هنا وكتاب الله يدعونا
نواجه الظلم والطغيان في ثقة
لا نرهب السجن لا نخشى ملاعينا
فجلجلوا يا رجال الحق لا تهنوا
حتى نرى شرعة الرحمن تهدينا
وكبروا رغم أنف المفسدين بها
غدا نراها تزلزل من يعادينا


ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم 1398 هـ

إقبال الجماهير على تجمعات الحق كان موحيا بأبيات هذه القصيدة وبالجماهير المؤمنة ينتصر الحق ولو تجمع الباطل بعدده وعدته .

ذكرى مولد رسول الله صلى الله علي وسلم

في ذكريات رسول الله قد ظمئت
هذي القلوب لأمجاد ترويها
أرادها الله للأجيال قاطبة
صقلا وعمقا وتذكيرا يربيها


من قبل مولد خير كم غمرت
شباب مكة أحداث يقاسيها
أصنامها عبدت أعراضها سلبت
وأد البنات غدا بالعار يكسوها
الظلم في أرضها والرق في ساحها
والجهل في أهلها يغزو نواديها
ووسط هذي الأباطيل التي انتشرت
ما بين أبنائها عارا ويخزيها
تلألأ النور في الآفاق وانقشعت
عن القلوب ضلالتك تغميها
شب الحبيب وعين الله تصنعه
ليبلغ الحق دانيها وقاصيها
كم لقبوه أمينا قبل بعثته
وصادقا عافها زورا وتمويها
حتى اصطفاه اله العرش يحملها
رسالة تنقذ الدنيا ومن فيها
رسالة تحطم الأصنام في بلد
كانت تعاني لظاها في أراضيها
حاربته جموع الشرك وأتمرت
حقدا على من أتى بالحق ينجبها
ووسط رمضائها ذاقت صحابته
ألوان خسف وفي شتى مناحيها
والصخر يعلو بلالا وسط شرذمة
تناوئ الحق والأحقاد تكويها
لكنه لا يبالي ما الم به
فدعوة الحق يرضاها ويفديها
حياته باعها لله خالصة
لا يستطيع لها الكفار تشويها
بهؤلاء علت للحق رايته
ودين ربك بالإقناع يغزوها
الفرس ترضاه من أعماقها وغدو ا
من بعد عصيانهم جمعا يلبيها
وكيف لا ورسول الله يعلنها
عدلا بكل بقاع الأرض يرسيها
لا ظلم في ساحها لا رق في أرضها
لا حقد يهدم لا شكوى تعانيها
من وحي ربك جاء النهج مكتملا
لينقذ الناس من أوزار ماضيها
أصنام مكن قد ديست بأرجلهم
لا يعبد الناس إلا الله موحيها
لا يشركون به شيئا فخالقهم
قد حرم فارتاعت أعاديها
وظل نهج الإله الحق بينهموا
يغزو ربوع الورى يمحوا أفاعيها
حتى تبدلت الأجيال وانتكست
أخلاقنا وارتوينا من مخازيها
وعاودتنا ضلالات وأنظمة
تحارب الحق والتاثت أياديها
بالأمس أصنامها كانت هياكلها
لا تستطيع انتقاما من مجافيها
واليوم أمسى لها عقل تكيد به
من وحي شيطانها مت مآسيها
بالأمس كان أبو جهل يمارسها
في المؤمنين بشاعات ويجريها
واليوم عادا جهالات بلا عدد
تمارس القهر في أطهار واديها
قالوا على الدين رجعيا وكم جلبوا
من المذاهب هداما ليفنيها
يوم تخط لهم روسيا مناهجهم
فيسفكون دماء في لياليها
وبات إجرامهم جهرا ومفخرة
لكل ذئب تحكم في نواصيها
روسيا بإلحادها لا ترتضي فئة
قامت تنادي بشرع الله يعلوها
فيستجيب لها الأغرار في سفه
وأعلنوا البطش إرضاء لممليها
ماذا جناه دعاة الحق في بلد
لاقت صنوفا من الطغيان يؤذيها
أأجرموا حين قالوا الله غايتنا
أغاظهم أن يكون الله راعيها
دستور ربك هل يأبون منهجه
هل جب ميثاقهم آيات باريها
هل يبتغون لدى الإلحاد ما عجزت
عقولهم عنه في شتى مراميها
الناصرية أعلنتم عمالتها
سلوا التهامي عن الخزي الذي فيها
عرى زعامة مفتون وأعلنها
للناس حتى بدت عارا يعريها
سلوا صراحة هيكل في تفاهتها
الم يكن كاتب السفاح حاديها
الم يصور لكم روسيا مقدسة
الم يكن حامل الأسرار يخفيها
الم يبرر لكم تعذيب طائفة
كانت على الحق لا تخضع لباغيها
الم يمجد خيانات تعبث بها
يضفي على الغادر السفاح تأليها
سلوا سويسرا كم اكتظت خزائنها
بمال شعب غدا يشكو لياليها
جوعى يسيرون أميال على قدم
وسارق القوت يمرح في دياجيها
تبا لها من عصابات مخضرمة
تسطوا لتكسو حراما من يواليها
واليوم هانحن نجني ما جنته بد
على الشريعة تعويقا وتسفيها
ابعد هذا يظل الحل يحجبنا
عن المسيرة لا نرسي مراسيها
جبتم مع الروس دهرا في مصالحة
فأغرقوكم هزائم لم نزل فيها
ثم استجبتم لأمريكا تؤازركم
فأثخنتكم جراحات لتدميها
وقد نسينا لبيجين أمس مجزرة
بدير ياسين في فجر يؤديها
وقد ظننا بأمريكا مساندة
فخادعتننا بجولات تزكيها
مستوطنات غدت في أرضنا صلفا
فهل نجول مع الشذاذ نرجوها
لا فرق بين صليبي يكيد لنا
وبين صهيون فالإجرام يحويها
مصالحات مع الأنجاس كلهموا
لكن صلحا مع الرحمن نجفوها
للقدس محضن إسلام وليس لنا
في ترك شبر بأرض الحق توكيلا
إنا تريد جهادا في مثابرة
دعوا المساجد تحشد من يفديها
بالروح بالمال لا نرضى مساومة
زحفا الى القدس ندحر من يعاديها
يا سيد الرسل هذي خيبر زحفت
فهل نفرط في حق لنرضيها
لا لن تكون إسرائيل من قدم
هيا نزلزل أقداما لباغيها
أتنكرون على الخلاق مقدرة
أن ينصر الحق إن جارت أفاعيها
حتى لو كان للأعداء أسلحة
ذرية فجنود الحق تطويها
القائلون عن الإخوان قد حجبوا
بئس المقال فرب العرش حاميها
أتحجبون عن الميدان دعوتهم
إن السماء تناصر من يناجيها
لن يستطيع قرار الحل حجبهموا
فالحل يهدم أحزابا ويخفيها
لكننا دعوة والقلب مكمنها
والله حافظها والله راعيها
خمسون عاما مضت لم تنحرف قدما
عن منهج الله تطبيقا وتوجيها
ضريبة الحق أدتها مناضلة
عن شرعة الله لا تخشى عواتيها
ففي فلسطين كم دكت كتائبهم
حصون صهيون واجتثت نواصيها
وفي القنال أذاقوا الانكليز بها
سحقا وذلا سلوا التاريخ يرويها
فكان ما كان أحاط بهم
فاغتال فاروق والأنذال بانيها
ظنوا بان رصاص الغدر قد حجبت
به المسيرة لكن خاب باغيها
وظل بناؤها حيا بدعوته
بين القلوب التي ثارت لتحييها
وجاء سفاحها في ثورة لبست
ثوب الفضيلة تدجيلا تداريها
لكنها عصبة حمراء قد رضعت
من ثدي روسيا فباتت من حواشيها
لقنت نهج سيبيريا لقائدها
ضمته روسيا تبيعا من مواشيها
وحركته يد الإلحاد فانتفخت
أوداجه ومضى غرا يجاريها
وجمع الأحمق المجنون زمرته
من أحقر الناس أخلاقا ويرشوها
جمال سالم يعلو في محاكمها
منصة الحكم يسخر من معاليها
من دين ربك مفتونا وفي سفه
حتى أتى سرطان دك قاضيها
وصال حمزة يجري من مذابحه
كأنها قصة الأخدود يحكيها
حتى رأى الناس في الطرقات مصرعه
وهكذا كل جبار يعاديها
وشمس بدران والروبي سوف يروا
عقوبة الله في الأشرار يجريها
خمسون عاما وما زلنا نجابههم
في عزم و لم تهادن من يجافيها
ها أنتموا أيها الإخوان تسمعكم
هذي الألوف فتنهل من معاليها
ما جمعتنا عروض الأرض اجمعها
لكنها دعوة الرحمن نتلوها
أحفاد بدر ونصر الله جانبنا
تذكروا غزوة الأحزاب تجليها
قريش غطفان بل كل اليهود أتوا
لسحق حق ولكن ذل عاديها
وأرسل الله جندا والرياح لكي
تمحو جموع العدا فاندك طاغيها
فان تجمعت الأحزاب ثانية
فالله يسحقها والله يرميها
يا سيد الرسل جند الله لن يهنوا
آجالنا في يمين الله يوفيها
والرزق والنصر والأكوان في يده
وحسبنا في جمع يعاديها


الإسراء والمعراج 1398 هـ

وعلى نفس الطريق ومن نفس المنطلق ألقيت هذه القصيدة بجملة محافظات وفيها تأريخ وتحذير وأسأل الله لكل غافل أن يفيق


الإسراء والمعراج


تمر الذكريات بنا وتمضي
وكم للذكريات بنا حنينا
تمر بنا تعمقنا فنخطو
دعاة الشريعة ذاكرينا
تمر بنا تنير لنا طريقا
نخوض به سبيل الموقنينا
تمر بنا تعلمنا ثباتا
وإصرارا وعزما ما حيينا
تمر بنا فنذكرها رهوطا
تواجه عصبة المتربصينا
تمر بنا نعد لها صفوفا
لرد مكائد المتمردينا
تمر بنا لنعلنها جهارا
بانا لن نذل ولن نلينا
أراد الله بالإسراء درسا
لمن جحدوا الشريعة منكرينا
وجاء الحق بالإعجاز كيما
يراه المصطفى حقا مبينا
وإعراج الحبيب الى علاها
مناجاة لرب العالمينا
فكم شهد الرسول بها صنوفا
من التوجيه إرشادا مكينا
تلقى الآمر بالصلوات حتى
ترى الدنيا صفاء العابدينا
ويبصر بالكذوب من تعدى
حدود الله كبرا أو مجونا
له النيران يخلد في لظاها
عقابا للعصاة الآثمينا
وما أن حدا المعصوم عنها
أثارت كيدهم حقدا دفينا
فجالوا بالأراجيف انتشارا
تشوه قول خير المرسلينا
وظنوا أنهم إذ كذبوه
يرون القوم يوما مدبرينا
ولكن شحنة التكوين كانت
لتثبيت الرجال المؤمنينا
وكيف يكون لا وقد افتداها
رجال لا يهابون المنونا
أبو بكر يجابه في يقين
أراجيف الطغاة المشركينا
فثارت عصبة الأصنام فيهم
وجابوا ارض مكة ناقمينا
وفي رمضائها قتلوا دعاة
يلاقون الموت مكبرينا
وقد نالوا الشهادة في ثبات
فكانوا في عداد الخالدينا
ولكن دعوة الرحمن باتت
تزلزل جمعهم حينا فحينا
فخر الكفر مرتاعا هزيلا
وباتوا في الفلاة مشتتينا
ودين الله يعلو في رباها
برغم أنوف كل الناقمينا
أبو جهل يجندل في رحاها
وتلك نهاية المتجبرينا
ويقتحم الرسول ديار كفر
بمكة والصحاب مكبرينا
وأصنام تهاوت هدمتها
سواعد من رضوا الإسلام دينا
ودار الدهر دورته وبتنا
غثاء وانزوينا غافلينا
وأمسى القدس محتلا ذليلا
وبتنا للوعود مصدقينا
دعونا بيجين الملعون حتى
يقر تصالحا ومرحبينا
تعانقنا وقبلنا عدوا
بغير تقهقر عن ارض سينا
فيركب رأسه صلفا ويمضي
يذيق العرب قطرانا وطينا
ونحن نقابل العدوان صمتا
لعل المستبد لنا يلينا
وأمريكا جعلناها شريكا
أصيلا يملك التقرير فينا
كأنا قد رضيناها بديلا
يحل مكان أمر الكرملينا
ونصبح سلعة رخصت وأمست
تباع وتشترى من فاسقينا
فطورا يمتطى الإلحاد ظهرا
سفاح غدا في الهالكينا
فيرتع ماجنا يرسي خطاها
ليقهر مؤمنين موحدينا
وطورا تملك الصلبان أمرا
تنفذه رؤوس العاجزينا
كان قريش قامت من جديد
لتقتيل الدعاة الصالحينا
سلوا الحربي عن جبروت حكم
سلوا كل السجون إذا نسينا
سلوا بدران كم سالت دماء
على أيدي الطغاة الظالمينا
سلوا عن حمزة المجنون تغدو
عصابته البغاة معذبينا
سلوا عن صفوت الروبي دكت
يداه رؤوس اطهر من لقينا
سلوا نوابنا باتوا نياما
وكانوا في المجلس عاجزينا
وشرع الله مركون لديهم
وعنه أمام ربي يسألونا
فأين عهودهم باتت سرابا
وكان العهد عهد المارقينا
وبالسرقات قد بتنا جياعا
وأمسى القوت ملك المفسدينا
لهيب حرائق يخفى المخازي
وجوع الناس أفزعنا أنينا
قصور ناطحت سحبا ليحظى
بها صنف من المتبجحينا
وأكواخ تضم جموع شعب
فكيف يرد أمر الناصحينا
رسول الله هذا الجمع أعطى
عهودا أن نظل مجاهدينا
سياط البطش لن تحنى رؤوسا
فطعم السوط أحلى ما لقينا
سنمضي نعلن القرآن أصلا
ودستورا ومنهاجا متينا
فرب العرش أوحاه شمولا
تعالى الله رب الحاكمينا
فأما أن يكون كتاب ربي
يخر له الجبابر ساجدينا
وتنتظم الحياة به وترقى
وإلا فارقبوا ذلا مهينا
برغم تربصات الحاقدينا
برغم تكتلات الراصدينا
قرار الحل ليس له وجود
فنحن رسالة خلقا ودينا
أقمتم حزب الحاد مقيت
فكان ركيزة للملحدينا
ينفذ ما ترى روسيا وأمسى
على أرض البلاد لها عيونا
وأعددتم لعصبته مقرا
وأغدقتم عليه ومسرفينا
يسفه شرعة الإسلام جهرا
وذقتم من بجاحته فنونا
كأن بلادنا تغدو حلالا
لكل تجمعات الآثمينا
ويبقى الملحدون بلا رقيب
يجوبون البلاد مخربينا
وتمنع شرعة الرحمن فينا
محال أن نقر الفاجرينا
سنمضي في الطريق ولا نبالي
نقول الحق لا نخشى سجونا
حبيب الله رمناها جهادا
ولن نرضى حياة الماجنينا
سلام الله من رهط أباها
مساومة ويعلنها رنينا
هم الإخوان رغم تربصات
ورغم معوقات الكائدينا
سلوا التاريخ من كانوا سلوه
سلوا ارض القناة مسجلينا
فلسطين الجريحة جربتهم
وقد بذلوا الحياة مصابرينا
نماذج لم تر الدنيا مثيلا
لهم خاضوا المعارك باسمينا
وحسبي أن ترى الدنيا سواهم
وقد تركوا السلاح مهرولينا
شعارا لناصرية بات عارا
يؤرق مضجع الدنيا سنينا
ونهج الاشتراكيين أمسى
مهازل زلزلت شعبا حزينا
ولن يبقى سوى القرآن حصنا
ومنطلقا لكل الراشدينا
هيا يا إخوة الإسلام وامضوا
ولا تهنوا كفانا ما لقينا
ضعوا الأرواح تحملها كفوف
فداء للشريعة واهبينا
رسول الله طب نفسا فانا
سنمضي في طريق السالفينا
لنرفع راية القرآن دوما
وان كرهت جموع الساخطينا
كفانا ما مضى وامضوا رجالا
بدستور السماء مطالبينا
ألا يا قدوة الرحمن جدوى
بنصرك وادحري حقدا دفينا
ويومئذ نكبر في رباها
ونسجد للمهيمن ما حيينا


وسط حلقات التعذيب

صيغت في حجرة مظلمة بسجن القلعة سنة 1954 وصرخات المعذبين تعلو مستجيرة بالله من سياط المعذبين.

زنزانة مملوءة بالماء تمنع المعذب من النوم حتى تعاود معه أساليب الإجرام من جديد وما زاد ذلك المؤمنين بحول الله إلا قوة وثباتا – فلا الطغيان يكبت للحق صوتا – ولا النيران تنزع من القلب عقيدة .


وسط حلقات التعذيب


الهي قد غدوت هنا سجينا
لاني انشد الإسلام دينا
وحولي أخوة بالحق نادوا
أراهم بالقيود مكبلينا
طغاة الحكم بالتعذيب قاموا
على رهط من الأبرار فينا
فطورا حرقوا الأجساد منا
وطورا بالسياط معذبينا
وطورا يقتلون الحر جهرا
لينطق ما يروق الظالمينا
وقد نال شهادة في ثبات
رجال لا يهابون المنونا
فمهلا يا طغاة الحكم مهلا
فطعم السوط أحلى ما لقينا
وما عابوا عليه سوى جراح
تصيب الجسم دون الروح فينا
لقد نالت سياط الكفر يوما
بمكة من جسوم الصالحينا
فما ضر الصحابة ما أصيبوا
به يوما بل ازدادوا يقينا
سمية لا تبالي حين تلقى
عذاب النكر يوما أو تلينا
وتأبى أن تردد ما أرادوا
فكانت في عداد الخالدينا
الا يا دعوة القرآن عودي
مظللة ربوع العالمينا
ألا يا شرعة الرحمن سودي
مبددة فلول الظالمين
ألا يا نصرة الديان جودي
بتحطيم البغاة الآثمينا
ألا يا عصبة الإخوان قودي
كفى صبرا كفى ذلا مهينا
سنبذل روحنا في كل وقت
لرفع الحق خفاقا مبينا
فان عشنا فقد عشنا لحق
ندك به عروش المجرمينا
وإن متنا ففي جنات عدن
لنلقى إخوة في السابقينا


هل لظلام المجرمين صباح

قيلت بالزنزانة سنة 1955 بالسجن الحربي الماء حلال للكلاب حرام على المؤمنين في السجن الحربي.


سمعت خرير الماء في السجن مرة
فخيل الى أن الوضوء مباح
وأخبرت أن الماء غير ميسر
لمثلي ومثلي عندهم سفاح
فغامرت يوما كي احقق مطلبي
من الماء والأمر العصي كفاح
وعدت طريد السوط من كل جانب
وجسمي يعلوه دم وجراح
فساءلت نفسي هل أبيحت دماؤنا
ويحكم جمع المسلمين قباح
أباحوا دماء الناس في كل موطن
ففي كل بيت مأتم ونواح
ولا ذنب للقتلى ولا جرم بينهم
فهل لظلام المجرمين صباح


العيد بين جدران السجن الحربي

أقبلت يا عيد والدنيا تذكرني
بالحادثات التي مرت بوادينا
كما صفوفا وشرع الله يجمعنا
كنا دعاة مصافنا بأيدينا
كنا هداة الى الدنيا نبصرها
بالحق دوما وما يرضي أمانينا
فكنت يا عيد لا تلقى الجمع مبتسما
لا ظلم فيه ولا طغيان يؤذينا
لا بطش فيه ولا استبداد يؤلمنا
الله اكبر في عزم تنادينا
حتى طوتنا سجون الغدر مرحلة
كانت صنوف الأذى تغزو الزنازينا
الصبح يلهبنا الكرباج تذكرة
بمطلع أصبح والنيران تكوينا
والظهر يقبل والأغلال تجمعنا
وسط الكلاب لتنهش كل ما فينا
وحمزة العاهر المجنون قد ظمئت
الى الدماء له نفس فيشقينا
وشمس بدران بالتقتيل يأمرهم
وفاته أن جنات تحيينا
وغاب عن عقله إن كان يعقلها
النفس والمال بعناها لبارينا
ففي ظلام الليالي الحالكات ترى
رأسا يشج وتبات توارينا
كم عيون بأيدي البطش قد فقئت
لكن نورا من الرحمن يهدينا
كم من ذراع بكسر العظم قد بترت
لكن يد الله ترعانا وتحمينا
وفر بدران بالأسلاب يوم رأى
زمانه مدبرا ينعي الشياطينا
وخر حمزة قد داسته ناقلة
والأرض قد بصقت في وجهه طينا
وأين رأس الأفاعي في زعامته
أين الذي ظن أن يمحو لنا دينا
أقبلت يا عيد والذكرى تؤرقني
لا عيد في ظل طغيان يعادينا
لسنا مسيرة تأييد تحركنا
مغانم الحكم والأطماع تلهينا
لله بيعتنا في نصر دعوتنا
فالله ناصرنا والله راعينا
من لي بعيد يعيد الحق منتصرا
ويسحق الله فجارا فراعينا


سأقول لا ..

سأقول لا للماجنين
سأقولها في كل حين
سأقول للطغيان كم
كم هلكت جموع المفسدين
أنا لن أداهن حاكما
سأظل حرا لن ألين
سأقولها للسوط لن
تحظى بإذلال للسجين
سأقولها للمجرمين
إني على عهدي امين
سأقولها بصلابة
تحني رؤوس الماجنين
سأقولها في عزة
حتى أرى نور اليقين
فالسجن تمحيص لمن
يسلك طريق السابقين
سأقولها لعصابة
كادت لأخلاق ودين
يا سادة الدنيا كفى
ذلا على مر السنين
روموا الحياة كريمة
وامضوا فانا لن نلين
سنقول لا بل ألف لا
في وجه كل الحاقدين
سنقول لا والله في
عون العباد الصالحين

1- هي خاطرة بين جدران مزرعة طرة



فقد البصر في السجن الحربي

فقدت اليوم أبصاري
وعين الله لم تنم
بنور الله أبصركم
فما جزعي من الظلم
علام الخوف والدنيا
بما فيها ومن فيها
نرى الباعوض يفضلها
لدى الخلاق باريها
ويعني لا ترى فيها
سوى ظلم وطغيان
كأن الناس قد باتوا
خلائق غير انس
فكم من مبصر أعمى
وكم أعمى له بصر
فما بالعين إبصار
وبين قلوبنا النظر
الم تسمع من القرآن
إن العين لا تعمى
وبين صدورنا قلب
يكون إذا عصى أعمى
أنا رهن بأعمالي
إذا ما الموت وافاني
وحسبي إنني لله
أعماقي ووجداني
وقلبي اليوم موصول
بربي كيف لا أبصر
ونور الله يرشدني
دواما كيف لا اشكر



(1) ابيت التأييد فافقدوني البصر خلال محنة 1965


قصة قطة

القطط تستأنس في سجن طرة

من كل عاطفتي ووجداني
من فيض كل مشاعري وحناني
من عمق أعماقي اخط تحيتي
شعرا إليك تصوغه الحاني
ما قلته يوما أداهن حاكما
أو قلته فخرا ليرفع شاني
ما قلته لحنا لكسب معايش
شعري يصاغ لطاعة الرحمن
وبطاعة الرحمن انشد راحتي
في جنة الفردوس والرضوان
من بين قضباني ومن زنزانتي
بين الظلام وقسوة السجان
أسمعك قصة قطة كانت لها
في النفس آثار ونبل معاني
جاءت لتختطف الطعام بخلسة
وتروغ وسط سحابة الجدران
ساءلت نفسي هل نجيز عقابها
بالسوط والتعذيب والحرمان
كلا فما اقترفته كان أساسه
جوعا يثير حفيظة الجوعان
ثارت على الحرمان وهي محقة
والأمر يخرج من يد الغضبان
ناديتها فتمنعت من خشيتي
داعبتها فتوجست عدواني
فقذفت فائض وجبتي في قربها
كيما اخفف ما ترى وتعاني
وتمر ايام فتالف صحبتي
قاسمتها زادي بغير تواني
علمتها ذوق الحلال فطلقت
ذوق الحرام ومنهج الشيطان
وتبيت تحرس وجبتي بأمانة
عجبا لصنع الواحد المنان
هي شرعة الرحمن كم رسمت
لنا رشدا يحقق عزة الإنسان
كم لقنتنا الحب عذبا صافيا
تمحى به الأحقاد في تحنان
لو انفقوا ما في الوجود
جميعه ما ألفوا قلبا بأي مكان
لكنه الرحمن ألف بينهم
فإذا بهم في قمة الأزمان
لو كان خير الرسل فظا ما رأى
التاريخ شعبا حاطم الأوثان
لا يطفئ النيران نار مثلها
والحقد لا يمحوه حقد ثاني
من يزرع الأشواك يجني جرحه
بدم يسيل ودمعه الهتان
هذا طريقي في الحياة أرومه
خلوا من الأحقاد والأضغان
كل الذي ارجوه دين محمد
تسمو به صوب العلا أوطاني
والدين توأمه الحكومة دائم
إن صحت النيات في السلطان
الدين اصل والحكومة حارس
وهما بهذا الوصف يتفقان
إن غاب اصلي في الحياة فأنني
عدم بجوف القبر في أكفاني
أو ضل سلطاني فيا ويحي
إذن مما أكابد أو يضيع كياني
دمعي عصى إن أرادوا سكبه
لكن درس قطيطي أبكاني
عجبا لأمرك قطتي في توبة
والجمع ملتفت إليك وراني
خالفت كل محرم من بعدها
فارقت كل طبائع الحيوان
والناس بين جهالة وضلالة
لا يؤمنون بمنهج القرآن
ضل ابن ادم نهجه متأرجحا
ما بين مقترف الذنوب وزاني
ويبيت في ظلماته مترنحا
فحياته ليست بذات معاني
قولي لهم يا قطتي درس الهدى
وخذي بأيديهم الى العرفان
أو لقنيهم ما ينير قلوبهم
بالحب والإيثار والإحسان
لا ظلم لا استبداد لا استرقاق
في شرع الإله القاهر الديان
سأظل حرا ما حييت منددا
بالبطش والجبروت والطغيان
روحي على كفي فداء عقيدة
في ظلها الوافي تخذت مكاني
ويظل صوتي ما حييت مجلجلا
ذوق المهانة ليس في إمكاني


صيحة لله

إني قرأت في شبابي قصة
شرحت طريق الغدر والعدوان
أسد يصول بغابة فرأى بها
نورا تألق برتعي ديداني
الليث هم بصيده فبد له
ثوران في غضب يقظان
قد هاجماه بغلظة وتعاون
فتراجع الغدار بعد ثواني
وغدا يخادعهم ففرق جمعهم
وخلت له الدنيا من الثيران
واليوم ترجمها اللئام حقيقة
سوداء منها نشتكي ونعاني
يا مسلمون بكل ارض أيقظوا
وجدان هذا العالم المتفاني
شهداء الصومال حرق جمعهم
بالنار وسط الناس بالميدان
واريتريا فيها يرى إخوانكم
كيدا صليبيا وكل هوان
سفكوا دماء المسلمين ودمروا
بلدانهم جهرا بكل مكان
يا عصبة الإسلام هيا انفروا
فالدين يرقب نصرة الأعوان
أمسى لزاما أن نخوض غمارها
كيما تدك عصابة الشيطان
أرواحنا فوق الكفوف رخيصة
لله باسم كتائب الرحمن
إنا أردناها سلاما وارتضوا
لغة الدمار ونعرة الصلبان
فغدا قتال المجرمين فريضة
حتى تفيق شراذم الطغيان
يا مسلمون وهل هناك خيرة
لتقابلوا العدوان بالإحسان
الله اكبر فازحفوا إنا لها
حتى تباد جحافل النكران


الفن الخادع

أنا لا اقر براعة الفنان ما
لم تصور مقصدا ومعاني
هبني أريتك لوحة مرسومة
بالزيت في زاه من الألوان
كل الذي فيها ازدحام مناظر
تخلوا من الإبداع والإتقان
هب أن فنانا تخيل امة
يرسي لها دستورها بأماني
ويخط بالبنط العريض بنوده
فإذا بها من واهم حيران
طرف من التصوير يرسم
مسجدا لتقام فيه شعائر الرحمن
وترى على الطرف المقابل
حانة للخمر ليس بها سوى سكران
هذا التناقض لا يقيم دعائما
تبنى بها أمم من الإنسان
هذا التمزق لا يحقق غاية
فإلى متى النقاد في كتمان
دعني أخوض غمارها بصراحة
من غير ما لف ولا دوران
هي امة الإسلام نحن
رصيدها وبنا تقام صلابة البنيان
وصلابة البنيان في لبناته
ما استمسكت لإقامة الجدران
فإذا انتفى حق التناصح بيننا
فمصيرنا حتما الى خسران
دعني أسائل أمتي هل
نحن في حق بناء العلم والإيمان
العلم في جنباتها منقسم
بين مفهومه علمان
علم رسا بالقلب في خفقانه
وبغيره علم بطرف لسان
من أي أنواع العلوم شعارنا
بالله خبرني بغير تواني
أفمن علوم القلب قلب نظامنا
بما لا يلائم شرعة الديان
دستورنا القرآن هل آياته
تحمي المراقص أو تبرئ زاني
هل صاخب الشهوات من
إسلامنا قل من نخادع يا أخا العرفان
الله خادع من يروم خداعه
ويروغ في صد وفي نكران
هذي المفاهيم الهزيلة كلها
لون من التدجيل والبهتان
الحق والتضليل لن يتجمعا
وهما بلا شك سيصطرعان
وتثور نيران الخلاف تأججا
حتى يرى نيرانها الهرمان
والنار إن شبت على ساحاتها
ستكون مثل ضراوة البركان
لا الماء يطفئ من شديد لهيبها
ستطيح بالإحياء والسلطان
قانوننا الوضعي ليس بصالح
لحياتنا فدعوه للنسيان
ودعوا كتاب الله يحكم بيننا
نلقاه في حب وفي اطمئنان


كفى جدلا

ملت قلوب المؤمنين كلاما
لا يرتجي منه الكرام سلاما
فطالما المذياع يعلن خطة
حسب النؤوم إطارها إسلاما
قد أعلنوا الإيمان وفق شعارهم
فتبلورت أفكارهم أوهاما
ويظل كل الفسق ملئ بلادنا
وتحولت آمالنا أحلاما
ليس التشدق بالفضيلة مقنعا
إن ظل انجاز البلاد حراما
أو ظل قانون البلاد محللا للخمر
تملك في الربوع زماما
وتقام في شتى الفنادق عندنا
حفلات عري الساقطات تماما
والداعرات يجبن في حلقاتها
بين الرجال على المجون زماما
فإذا تصدى المؤمنون لفسقهم
يقضي الطهور بسجنهم أعواما
هذي مواخير تبرأ جهرة
ونذيع في استقبالها أنغاما
ميمي شكيب تزف يوم خروجها
ويرفرفون بركبها أعلاما
أما الصحافة لا تعي ما قدمت
عن سعر كل دعارة ارقاما
وغدت فتاة الليل أكثر شهرة
من قائد قذف العدو سهاما
وإذا توسطت اللعوب لعاشق
لقي العشيق مكانها بساما
وإذا ذوى الفنان سار وراءه
مليون هتاف وحاز وساما
أما الشهيد فيكتفون بنعيه
بين السطور لقومه إعلاما
وإذا بدا خصر الخليعة مجهدا
صرفوا لها أموالنا اسهاما
وجدت بأمريكا العلاج ميسرا
وتلقفوا أخبارها تكريما
أما الملاليم التي هي فائض
للجائعين الغارقين مقاما
ويخص كل معذب لمعانها
لتكون وسط بطونهم آلاما
فاخفض على الأيام رأسك
يا أخي ماذا يضر انيننا اعواما
هذا طريق الغافلين ونهجهم
فإذا اعترضت ترقب الإعداما


القبر

القبر إما روضة من جنة أو
حفرة من صاخب النيران
القبر صيحة هذه الدنيا لمن
نسي الممات بغفلة الانسان
وفم ينادي صححوا أخطاءكم
وتخلصوا من خدعة الشيطان
إن المعاصي إن أتتني هاهنا
تبقى لصاحبها مع الأزمان
فالعبد ذات في طوال حياته
يمضي ويعمل جاهدا ويعاني
فإذا فني انقلبت جميع فعاله
ذاتا تسجل ما اتاه الفاني
عجبا لمن تخذ الحياة صغائرا
حجبت ضمير الناس والوجدان
يا أيها المغرور في الدنيا
أفق دنياك لا تعدو ضئيل ثواني
خذ من حياتك للحساب حصيلة
بالطهر والإخلاص والإحسان
لو ساوت الدنيا جناح بعوضة
عند الإله الواحد المنان
قل ما سقى الكبار فيها جرعة
للماء فهي عديمة الاوزان
وهي الفساد لمن تذوق طعمها
خلوا من الطاعات والايمان
وبغير طاعات وغير طهارة
شمسي محقرة بغير معاني
دنياك مزرعة لآخرتك بها
جنات عدن أو عذاب هوان


قارون

قارون كان بقوم موسى فانتحى
جنبا يروم تكدس الأموال
وقد ابتغى عرض الحياة فغره
مال يسيل لعابة الجهال
ومضى يفاخر إنما أوتيته
بصميم علمي وانفساح مجالي
متبخترا وسط الجموع بزينة
فغزا نفوسا ضحلة الاعمال
لكن قوما يعرفون طريقهم
قالوا ثواب الله خير مجال
وأراد ربك أن يلقن درسا
ويعلم الدنيا عميق مثال
فإذا بدار المستبد تحطمت
وغدا اللعين ممزق الاوصال
وأفاق من راموا مكانة فاجر
ركضا الى ثوب من الاهمال
جنات عدن قد اعد مكانها
للصالحين على مدى الأجيال


شجيرتي

وغرستها ببر الرجاء لخالقي
إن يرعها لتجود بالثمرات
وتفرعت اغصانها وتشابكت
وتبادلت ازهارها النظرات
ورايتها دوما تتيه بغصنها
وترى الغصون تتيه بالزهرات
والنحل يمتص الرحيق اذاقني
شهدا تحار بوصفه كلماتي
وسمعت انغام البلابل عذبة
ما اجمل الزهرات والنغمات
والماء يجري راويا لشجيرتي
فتمسه الاغصان بالقبلات
مرحى فقد ظهر الثمار بشائرا
في موكب الترحاب والبسمات
وجنيت حلو بشائري مترقبا
عاما جديدا وافر الثمرات
فاذا رأيت شجيرتي قد اسقطت
ما زاد عن اوراقها النضرات
واذا رايت شجيرتي ذبلت بها
بعض الغصون وتالف الزهرات
فلقد اعدت للنمو كيانها
خلوا من العقبات والافات
وشجيرتي مثل يعمق فهمنا
لمسيرة الاصلاح والدعوات
قل تلك سنة خالقي في كونه
فدعوا التشاؤم واتركوا العبرات


قضية فكر

قرضت الشعر ابياتا طوالا
وناقشت المحافل والرجالا
وبرهنت الحقائق في وضوح
وما كانت فروضا او خيالا
فليس الشعر ابياتا تقفى
وليس الشعر فخرا او جدالا
قضايا الفكر يبحثها رجال
احبوا الحق واعتنقوا النضالا
فما وهنوا اذا ما الجمع ولى
وكان الشعر في الهيجا مجالا
وجندي العقيدة لا يبالي
اذا ما الحرب تشتعل اشتعالا
رمى الاعداء صلبا في رحاها
وناجى الله شوقا وابتهالا
وان قامت صراعات لفكر
يجول بفكره حرا وصالا
فسلني لم قرضت الشعر
اني اصوغ برهانا حلالا
فلا ابغيه للتشهير يوما
ولا للنيل من قوم نكالا
حجود المارقين اهاج شعري
رايت تجمعا عشق الضلالا
فكم من جاحد رام اعوجاجا
وكم من مارق القى سؤالا
رأوا بالمادة العجماء اصلا
لهذا الكون وانحرفوا خبالا
فمن ذا حطم الذرات قولوا
اذا صلتم يمينا اوشمالا
فقلتم انه الانسان اجرى
تجارب حققت فيه انفصالا
فكيف يقال صانعة لكون
وكيف ينال من رب منالا
ايحطم حادث اصلا لكون
الا عودوا الى الله امتثالا
فلا ابد لمادتهم تهاوت
ولا ازل لمن يغني وزالا
ومن خلق الذي افناه عبد
هلموا صححوا اليوم المقالا
ملايين النجوم بكل درب
كواكب لو اردنا مثالا
تدور فلا صدام يعوق سيرا
ومن ذا انزل الماء الزلالا
تصاعد من محيطات ضخام
يروي الناس والزرع اكتمالا
نباتات يغذيها زفير
من الانسان يملؤها كمالا
فتعطينا بديلا كاد يمحى
وتمنحنا الفواكه والغلالا
وسطح الارض يزداد سمكا
تحطمت الحياة بها اختلالا
تبدل جاذبيتها وتفنى
فمن حفظ التجاذب أن يزالا
وهذي الارض يحميها غلاف
يجنب سطحها الشهب الثقالا
فإن رق الغلاف ترى جحيما
من النيران يقتلنا اغتيالا
فمن حفظ الخلائق من هلاك
ومن خلق التناسق والمجالا
وما سر الحياة وكيف تفنى
لقد عجزت عقولكموا كلالا
فاصل الكون تنسيق دقيق
وكل تناقض يلقى زوالا
اله الكون انزله كتابا
ترى في ظله الدنيا جمالا
نرى في ظله عدلا وحبا
يقيم عدالة تمحو وبالا
حقوق الناس بالإسلام ترعى
فلست ترى خصاما وانحلالا
ولست ترى فقيرا او ضعيفا
وعندكموا الداء العضالا
افيقوا من خرافات جسام
تخلخل جمعنا خلقا ومالا
وكونوا حيث شاء لله قوما
كتاب الله اكسبهم جلالا
نظام الكون انشأه قدير
نرى انكاره امرا محالا


الى كل أخ في دعوة الحق

لك يا حبيب من القلوب
مناها فهي الأواصر لا يرد دعاها
ولمن يكون الحب في جنباتها
إلا لكل مجاهد يرعاها
الله شكلها كتائب فكرة رب
السماء من السماء رواها
سلني عن الأمس القريب فإنني
من ومضة الأمس القريب اراها
فبأمسنا كنا امتداد عقيدة
واليوم نحن نسير وفق خطاها
لا الأمس غير من صلابة عودنا
فالصقل في ساحاتها ارساها
كل العوائق لن تعوق مسارها
مدد السماء يدك ما عداها
أين الفراعين الذين تألهوا
عاد مضت وثمود خاب رجاها
وجميع من قد ساندوا فجارها
دك القدير جموعهم وطواها
طوبى لمن باع النفوس لربها
رغم الصعاب الحالكات مشاها
هو لا يلين فقد تذوق طهرها
وغدا يكبر صبحها ومساها
فسياطهم لم تثنه عن عزمه
وخداعهم بالمغريات أباها
قالوا السجون فقلت حسبي
إنني من بين قضباني عرفت نداها
هذا الرباط أخا الدعاة كفى
به قدسا ينير قلوبها ورباها
يا دعوة القرآن أنت حياتنا
فيها نعيش ولن نروم سواها


فكرتي

رضيت بها وهل أرضى سواها
وعشت لها يظللني حماها
لقيت بها السعادة في حياتي
ورمت بها الجنان ومن بناها
وما ضر العقيدة في علاها
عناد الحاقدين وما دهاها
فسلني يا أخا الإسلام إني
أقص عليك عقبى من رماها
سل التاريخ عن أحداث بدر
لا يخر الكفر 1لا في رباها
وضعت الروح في كفي فداها
فهل من جولة تمحو عداها
سلاحي غضبة الرحمن فيهم
فهل من غضبة يوما اراها
الهي أنت حسبي أنت عوني
بحولك أنت تمحو من جفاها
فكن للعاملين بها ملاذا
ومن للعاملين سواك جاها


قرار زيادة رسوم الجمارك على الخمر بدلا من الغائها

نادت محافلنا بحت حناجرنا
نخاطب الشعب والحكام تذكيرا
قمنا نطالب بالقرآن في بلد
باتت تخالف شرع الله تقصيرا
قلنا وهي يرتجي في ظل معصية
انا نلاقي من الرحمن تقديرا
هيا انظروا ما نعاني في مسيرتنا
ما يهدم المجد والاخلاق تدميرا
في كل زاوية نلقى بها عوجا
لا يستطيع لها الكتاب تصويرا
الاقتصاد غدا صفرا يؤرقنا
وبات مسئولنا يبدي المعاذيرا
وطالعتنا صحافتنا كعادتها
تدق طبلا وتسمعنا المزاميرا
إن اللجان تواصل حل ازمتنا
وتبحث الامر مخفيا ومنظورا
ومجلس الشعب لن تنفض دورته
حتى يقرر اصلاحا وتعميرا

روشرع ربك معروض باكمله

وبات اقراره للشعب ميسورا
وهلل الناس تقديرا لهمتهم
وصفق الشعب اكبارا وتعبيرا
فدولة العلم إن صدقت وفطنت
الى العلاج سيمسي الداء مقهورا
ترقب الناس شرع الله وابتهجوا
بدين ربك تطبيقا وتقريرا
لكنهم باجتماعات مكثفة
تمخض الامر بالتأجيل منشورا
وفاجأتنا انتخابات مجددة
لمجلس الشعب تغييرا وتطويرا
وكل من خاضها يعطي مبايعة
إن يستميت لجعل الشعب منصورا
وجاء مجلسنا الثاني يعلنا
في صيحة لا ترى في الشرع تحويرا
لا بل تباكوا على ما قد مضى اسفا
حتى تكشف ما كان مستورا
هل كان ما اعلنوا للناس ترضية
بلا رصيد لدى النواب تبريرا
سلني اخا الدين ما معنى زيادتهم
رسما على الخمر اصرار وتدبيرا
قرارهم كان الغاء لما وعدوا
قراراهم كان معوجا مبتورا
به التحدي بان الخمر باقية
وشرع ربك لا يرتضوه دستورا
هذا التناقض اقر ار لمعصية
من الكبائر تقبيتا وتزويرا
يا مجلس الشعب هل الغيت شرعتنا
وجئت تنشئ في الدنيا مواخيرا
لن يعجب الناس بعد اليوم
إن لمسوا عقلا يجلجل بالاصلاح مخمورا
إن القدير الذي تأبون شرعته
ولا تخافون في القرآن تحذيرا
سيبطش البطشة الكبرى تزلزلكم
ما لم تفيقوا فهل نسي أغاديرا
الشعب لن يرتضي هذا الخنوع
كفى ما قد لقينا وبات الدين مهجورا
الله يحشر من يعصي أوامره يوم
القيامة أعمى لا يرى نورا
هناك لا حكام لا سلطان يعصمكم
من غضبة الله إن اقررتموا زورا
جلودكم بين أيدي الله شاهدة
لا تملكون لها صدا ولا تأثيرا
يا مجلس الشعب قد ضقنا بغفلتكم
حي ارتضيتم طريق الخزي منشورا
كفى عنادا كفى فالله يرقبنا
والله سجل ما تخفون مسطورا
وغضبة الله إن حلت بساحتكم
فغضبة الله لن ترضي معاذيرا


غـزوة بــدر الكـبرى سـنة 1398 هـ

يا بدر والذكرى تثير خواطري
وتهز في نفسي عديد معاني
استقرئ الامجاد في تاريخها
فارى منارات على الازمان
وكأنني بمحمد قد خاضها
حربا على الكفار والاوثان
وارى قريش بجمعها وسلاحها
دكت وزالت عصبة البهتان
المسلمون وقد شملها ايمانهم
خاضوا الوغى ركضا الى الرحمن
فتدك اعناق الطغاة بساحها
وذوى ابو جهل وكل جبان
قل تلك قاعدة فما من فاسق
الا محته كتائب الديان
وككتائب الديان في ايمانها
اقوى من الجبروت والطغيان
جند تربوا وفق اكرم منهج
للصقل وفق قواعد القرآن
آيات ربي عنقت في قلبهم
فاذا بهم في قمة الايمان
ما كان بين صفوفهم من خائر
الكل أبرار من الفرسان
ما كان من قوادهم من يختفي
هربا وخف الموت والعدوان
ارواحهم فوق الكفوف وحسبهم
جنات عدن في حمى المنان
ومضى الزمان ورفرت اعلامنا
فوق الربوع وسائر الاركان
لا ظلم في أرض الحنيفة كلها
الكل في عدل وفي اطمئنان
لا يستبد خليفة في أرضها
والناس والحكام يستويان
ميزانها التقوى تميز صفوفهم
أكرم بها للحق من ميزان
واليوم عاد القهر يملك أمرها
من غير ما قلب ولا وجدان
والكائدون لديننا قد أعلنوا
في غير ما خوف ولا كتمان
حربا على اسلامنا وتحركوا
في كل زاية وكل مكان
قد جندوا عملاءهم فتطاولوا
وتبجحوا في نشوة السكران
وتعملق الاقزام من فجارها
من كل طاغية ومن شيطان
دعني أسجل للورى جرمهم
دعني أجابه دون ما كتمان
دعني أصور حقبة بسجونهم
بين السياط وقسوة السجان
فبشاعة السفاح في أرجائها
باتت تدك كرامة الانسان
فرعونها المجنون بل نيرونها
أمسى يقود جحافل الخسران
أملته موسكو من صنوف إبادة
للمؤمنين تفوق كل بيان
فيجند الموتور أقذر عصبة
ذاعت جرائمها بكل لسان
فتذكروا الحربي في حلقاته
بين الكلاب وشاسع الجدران
كانت كلابهموا أقل ضراوة
من صفوة الروبي او بدران
وترى خسيس النفس حمزة ماجنا
ويحرق الاجساد بالنيران
هذا أخي في الله بات ممزقا
ويذوق كل مرارة الحرمان
بقضي الليالي عاريا برمالها
وتهتكت كتفاه والقدمان
قد علقوه محطما بقيودهم
وكانه في موجة الطوفان
فيظل في أرجائها متماسكا
وبغير ما ضعف ولا خذلان
لا ماء من جلادهم كي يرتوي
فيغيب عن وعي لا اذعان
وذى شهيد الحق بين تبابها
ويكف قلب الحر عن خفقان
حتى النساء يذقن من ويلاتهم
صلفا يشيب فرائص الولدان
ونرى بساحات العذاب وقهرها
أما يلوذ بعطفها طفلان
ينهال فوق رؤوسهم وجسومهم
بالسوط بالاقدام عملاقات
والام تحجب عنهموا اطفالها
تبكي الهوان بدمعها الهتان
كل الذي اقترفته كان ببيتها
ولد لها والزوج يختفيان
وجدوا الظلال ومصحفا ورسالة
عن قصة الاخدود والطغيان
فأتوا بها كيما يروا تمزيقها
وترى ابنها والزوج يعترفان
خاب الرجاء وظل كل منهما
رغم البشاعة شامخ البنيان
يتحديان طغاتها بصلابة
طرحاهما للارض جلادان
والشيخ يدمع في عصارة قلبه
والابن يدفع عن ابيه العاني
صرخا لهول البطش في ظلماتها
بالسوط والتحريق يكتويان
راموا بقتل الابرياء ابادة
فاهتز عرش الجاه والسلطان
وتتابعت نكباتهم وتكشفت
أسرارهم لصائر الغفلان
فهزائم تلو الهزائم حطمت
جبروتهم في سطوة الميدان
فروا وألقوا بالسلاح وسابقوا
ريحا وذاقوا ذلة الخسران
والعاهرات بجيش خيبر جبن
فيحلباتها تيها بكل امان
كم كنت أرجو أن يفيق عصاتها
وكفى بنا في غفلة وهوان
نتجاوز الماضي البغيض بأسره
بعدا عن الاحقاد والاضغان
ونحكم القرآن في أوطاننا
من بعد اجيال من النسيان
لكنني ساقولها بصراحة
في وجه كل مراكز العصيان
دستور ربك لا يزال معطلا
ومحاربا بتعمد الخوان
زعموا حدود كتابنا رجعية
ليعيش لص القوت في اطمئنان
ويظل مجلس شعبهم متارجحا
يقضي المراحل مغمض الاجفان
وتمر دورات بغير تحرك
ما حددوا لونا من الالوان
وكانما نوابنا قد جمعوا
في زحمة من سائر البلدان
ليمثلوا التأييد دون تعقل
وليتقنوا التصفيق للسلطان
ويوافقون على قروض بالربا
من غرب المانيا ومن ايران
ويكممون بذلة افواههم
والجوع والفقر ينتشران
والجامعات اذا نما اسلامها
كالوا لها تهما بغير حنان
بالدس والتدجيل والتشهير في
لؤم وفي حقد وفي استهجان
وحدود ربك عندهم وفق الهوى
وفي دولة الايمان والعرفان
لبنان دكت ارضه وتحطمت
آماله من كثرة العصيان
وبشارع الاهرام في بلداننا
عري وخمر فاق كل بيان
بات الحرام محللا ويحوطه
جند لتحمي حفنة الشيطان
أيفيض رب العرش من رحماته
لشراذم الطغيان والخسران
لبنان ليست غير موعظة لنا
لنفيق من تيه ومن خذلان
فاذا تبجحت العقول واسرفت
في الفسق والجبروت والبهتان
فالله يبطش بالمناوئ بطشة
تمحو المناوئ او تدك الجاني
دعني اوضح بعض ما جاءت به
للعالمين جماعة الإخوان
خرجت تنادي بالشريعة مصدرا
كيما تصحح أمرها بلداني
شرحت لهم أن المشاكل
كلها تجد الحلول من القرآن
ماذا جناه الناس من نظم
غدت عارا يدك سلامة البنيان
الاشتراكيون خاب نظمهم
في كل زاوية وكل مكان
وخلال اعوام قصار حطمت
أخلاقنا وتزعزت اركاني
ورسا المطاف بشجبها فلعلنا
لا تستجيب بجلب خزي ثاني
ومن البلاهة أن نظن عدونا
يسعى الى ارضائنا ويداني
ها قد رأينا بيجين المجنون
قد ألغت عصابته طريق أمان
وتقول أمريكا تقرر مخرجا
فإذا بها ادهى من القعبان
فإذا أردنا النصر حقا فليكن
من بدر درسا واضح الاعلان
من واقع يدعو الى عود لمن
سحقوا جموع الغدر والكفران
فجنود بدر كان كل سلاحهم
في دقة التكوين والايمان
كان اتصال المؤمنين بخالق
أقوى من الجبروت والعدوان
حين استغاث المتقون بربهم
نزلت ملائكة من الرحمن
فتزلزلت أقدام كل مكابر
وتحطمت أطماع كل جبان
ونداء ربك جاء من عليائها
لن تقتلوهم في رحى الميدان
لكنه الرحمن يدحر جمعهم
ورمى فلولهموا من الفرسان
يا سيد الرسل الحبيب بلادنا
باتت بلا نهج ولا اوزان
يوما نرى حزبا تألق صاعدا
وبلحظة يغدو بلا اعوان
وكأن كل الأمر نفع عارض
أما الجهاد فليس في الحسبان
ومن العجيب نرى رئيس وزارة
في الغابرين مبرأ الأركان
قد حاكمته محاكم ثورية
وأدين بالإعدام والخسران
صدر القرار بجعله من بين من
باتوا بلا جرم ولا استهجان
ودماؤنا ما زال يحمل وزرها
وكأننا لسنا من الإنسان
كان النواة لما اصاب بلادنا
ولفكرة الجلاد والسجان
عقلي يقول نتيجة حتمية من
غير ما لف ولا دوران
أما المحاكمة التي بطشت به
كانت على زور وفي بهتان
أو أن تكون بلادنا قد رحبت
بالمجرمين وقررت حرماني
ودعاة شرع الله يحجب نهجهم
لاقوا صنوف الغدر والحرمان
قولوا لهم إن القرار بحلنا قد
بات رمز الخزي والنكران
المؤمنون تعوقون طريقهم
ونقابل الاجرام بالاحضان
إن الامور اذا اردتم صيحة
بالحق في عزم وفي اطمئنان
بيد أن المهيمن وحده وقراره
يمحو قرارات من الهذيان
سنظل يا خير الانام جنودها
مهما تبجح ظالم ورماني
اوراحنا فوق الكفوف لعهدنا
والله خير مناصر ومعوان