ديانة الحقائق أم ديانة الأباطيل؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ديانة الحقائق أم ديانة الأباطيل؟
توفيق الواعي.jpg

بقلم: د. توفيق الواعي

الدين الحق هو الذي يبني الضمير، ويطهِّر النفس من الأرجاس والأمراض، ويوجِّه القلوب والعقول إلى الخير، ويحُول بينها وبين نزغات الشياطين، ويكون لهذا الدين الأثر الفعَّال والرشيد في المسيرة الإنسانية في حياة المجتمعات والأمم، يخدم الاستقرار، ويحترم الخصوصيات والحقوق، ويزرع الأمن والأمان والسلام، ويكون عنده القدرة على ردِّ الضَّالِّ، وهداية الشارد والفاجر والعاصي..

أما الدين الباطل، فيفتقد التأثير والسيطرة على الإنسان، وعلى شعوره وضميره، ولا يستطيع أن يقدِّم شيئًا نافعًا وفعَّالاً يفيد الفرد والجماعة، ويضفي على الحياة شيئًا من الاستقرار والهدوء والسعادة.

فإذا فقد الدين هذا وغيره من وسائل الإصلاح، تحوَّل إلى طقوس وتعاويذ وحركات وزمزمات فارغة من المضمون وخالية من التأثير النافع، بل قد يتحوَّل إلى خداع، وبُؤَر للإيقاع بالأغرار والسذَّج الذين يُقادون إلى دهاقين الفساد الديني، بمحض إرادتهم؛ بغيةَ "الاستقرار والتوبة والاستقامة!!" فإذا بهم يستجيرون من الرمضاء بالنار، ويقعون في براثن وحوش الرذيلة ليفترسوهم باسم الدين وباسم الغفران والتوبة.

وكم في تلك الديانات من مضحكات مبكيات!! كم فيها من فضائح وتعديات، تصيب الضمير الإنساني بالهلع والاشمئزاز!! فنستمع إلى الفضائح العالمية تحملها إلينا كلَّ حين أمواجُ الأثير، وقد أذاعت "BBC" أضخم تسوية مالية لقضايا اعتداءات جنسية في أمريكا وحدها، فتقول عن القساوسة الكاثوليك: "دفعت كبرى أبرشيات الروم الكاثوليك في الولايات المتحدة 600 مليون دولار لتسوية قضايا الاعتداءات الجنسية المتهم فيها قساوسة، بحسب الأسوشيتد برس".

وتعتبر هذه التسوية المالية التي تعقدها الأبرشية الأسقفية في لوس أنجلوس الأضخم من نوعها منذ تفجُّر الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة عام 2002 م، وقال رئيس فريق المحامين عن أهالي الضحايا: إن الاتفاق مع الأبرشية الكاثوليكية تمَّ التوصُّل إليه وإن الكنيسة وأهالي الضحايا سيُصدرون بيانًا ويعقدون مؤتمرًا صحفيًّا، ويصل نصيب ذوي كل متضرِّر إلى 1.3 مليون دولار، وهو ما يتجاوز التقارير السابقة عن حجم التسوية.

وقال المحامي: إن التسوية تقضي أيضًا بنشر تقارير سرية عن القساوسة بعد مراجعتها من قِبَل قاضٍ تم تعيينه للإشراف على التقاضي.

وبهذا يزيد إجمالي المبالغ التي دفعتها الكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1950 م على مليارَي دولار (ربع هذا المبلغ قدمته أسقفية لوس أنجلوس)، ومنذ عام 2002 م رفع قرابة ألف شخص دعاوى من هذا القبيل ضد الكنيسة الكاثوليكية في كاليفورنيا وحدها، فكم كان في أنحاء المدن الأمريكية أو المجتمع الكنسي في أوروبا؟!

وأفاد تقرير صدر في فبراير من عام 2004 م بطلب من الكنيسة أن أكثر من 4 آلاف من القساوسة الكاثوليك في الولايات المتحدة واجهوا مزاعم بارتكاب اعتداءات جنسية في الخمسين عامًا الماضية، في كاليفورنيا وحدها، وهذا هو الظاهر في أروقة المحاكم فقط" (BBCARABIC.COM) منشور في 15/7/ 2007 م.

ومع هذا يحاول الإعلام أن يداري هذه الفضائح ولا يكشف عنها إلا القليل، وذلك في مجتمع يُبيح الجنس، ولكنَّ الوحوش الدينيين والقساوسة الذئاب، لا يكفيهم كل هذا، وهذا هو الظاهر للعيان، وما خَفِيَ كان أعظم، وهذا في أمريكا فقط، وفي أتباع كنيسة واحدة فقط، فما حال باقي الكنائس في العالم؟! والمعلوم أنه قد أصبح الذهاب إلى هذه الكنائس مغامرة كبرى!!

أما علماء المسلمين فإنهم أطهَرُ من ماء المُزْنِ، وأطيب ريحًا من زهور الياسمين، ولو وقع أحدهم في زلة ولو صغيرة صُوِّرت فضيحةً كبرى، وداهيةً عظمى، وسارت بها الركبان،

المصدر

قالب:روابط توفيق الواعى