دولة الحكم العسكري (فترة عبد الناصر)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دولة الحكم العسكري (فترة عبد الناصر)


توطئة

ما أن انقلب الجيش على الملك فاروق ونفاه خارج البلاد حتى حدث صراع أجنحة داخل ثكنات الجيش بين الأسلحة المختلفة تصارعا على الحكم والسيطرة عليه، والتي انتهت لصالح جمال عبدالناصر وفريقه الذي أحكم القبضة على حكم البلاد وتحولت مصر للحكم العسكري من ذلك الوقت.

وفي هذا البحث نحاول أن نلقى الضوء على دولة الحكم العسكري في عصر عبد الناصر من خلال العناصر التالية:

  • الفاعل الاول: الخارج .. (مستعمر جديد)
مستعمر جديد يبحث عن بديل
  • الفاعل الثاني: (بيت الحكم) وصراع الاجنحة
صراع بين الاجنحة .. لكسب الولاء
تكوين حاضنة الزعيم وادواته
  • الفاعل الثالث: شعب .. تحت الترويض
تغييب الشعب
حرق البدائل
  • نقطة التوازن لحكم العسكر
اكبر تهديد لنظام عبد الناصر
  • الخاتمة

مقدمة

  • بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خرجت الدول الأوروبية (المستعمر القديم) منهكة متعبة ليرثها نفوذها في منطقة الشرق الأوسط مستعمر جديد اكثر شبابا واكثر حيوية (أمريكا)
  • كما صارت إدارة المستعمرات لاتتم بالتدخل المباشر انما تتم من خلال (وكلاء) محليين يرعون مصالح المستعمر الجديد وينفذون سياساته مع هامش – يسمح به المستعمر - يصنع وهم الاستقلال الوطنى ..
  • وكان اهم اشكال إدارة أمريكا (المستعمر الجيد) لمناطق نفوذها أسلوب الانقلابات العسكرية .. بدأتها في سوريا 1949 بانقلاب حسنى الزعيم .. ثم انقلاب اخر في عاصمة العرب ...

موضوع البحث:

  • الأركان التي قام عليها الحكم العسكري في مصر عقب انقلاب 1952

فترة البحث:

  • منذ وقوع انقلاب 1952 وحكم عبد الناصر الذى استمر 14 سنة بداية من عام 1956م وانتهاء بموته وسقوط نظامه

اهداف البحث:

  1. ان نتعرف على اركان حكم العسكر في مصر وشروط استمراره
  2. ان نعرف بالتبعية متى يقوم حكم مدنى مستقل عن إرادة المستعمر

أهمية البحث :

  • ان وعى الشعوب بكيف تم بناء دولة (العسكر) على انقاض دولة (الشعب) كفيل بنقض هذا البناء ..
  • ويحدد في الوقت ذاته شروط قيام دولة (ما بعد الاستعمار) ، والتي كانت الجولة الأولى من ثورة يناير تأسيسا لها
دولة الحكم العسكري (عبد الناصر)

تمهيد

  • دخلت مصر حقبة الحكم العسكري بالانقلاب على الملكية في يوليو 1952 .. واستمر هذا الحكم العسكري اكثر من ستين عام حتى قيام ثورة يناير 2011 .
  • بينما كان العالم يتشكل تشكلا جديدا بفعل نتائج الحرب العالمية الثانية .. كان الشعب المصرى كمرجل يغلى لافظا حكم اسرة محمد على باحثا عن حكم جديد يهيأ أسبابه بحركة شعبية كبيرة (الإخوان المسلمين) وحزب تمتع بالأغلبية طوال الحكم الملكى (حزب الوفد) وحركات سرية مستعدة للتحالف (الشيوعيون) وضباط جيش يتوقون لتغيير الأوضاع ، هنا تجمعت ثلاثة فواعل ..
  1. مستعمر جديد يبحث عن شرطي شعب (المستعمرة)
  2. (ضباط) جيش يتطلعون للعب دور في الحياة السياسية
  3. شعب – باطيافه المختلفة – يتطلع للتغيير
  • نبحث في هذه الدراسة تأثير هذه الفواعل الثلاثة في انتاج حكم جديد في مصر

الفاعل الأول: الخارج .. (مستعمر جديد)

نتعرف في هذا الركن على:

  1. من وقع عليه الاختيار ليكون شرطي مصر.
  2. وكيف رعى هذا الشرطى مصالح السيد الجديد (أمريكا) في مصر ؟

مستعمر جديد يبحث عن بديل

  • بنهاية الحرب العالمية الثانية تقلص نفوذ المستعمر القديم (إنجلترا) لصالح مستعمر جديد (أمريكا) ، فانتقلت بالتبعية مستعمرات القديم الى الجديد ارثا مستحقا
  • وبنهاية الحرب كذلك كانت في مصر ثورة حقيقية بدأت تدق الأبواب ، ثورة كان يمكن ان تأتى بالعدو اللدود للاستعمار (الإخوان المسلمون) الى الحكم ، ممادفع المستعمر الجديد (أمريكا) الى البحث عن بديل تجهض به الثورة ولو (بكلفة عالية) .. وهكذا بدأت المخابرات الامريكية في البحث عن البديل المناسب .. فكان الاتصال بمجموعة من الضباط الشباب داخل الجيش المصرى ...
  • وهكذا دخلت مصر في منطقة نفوذ المستعمر الجديد (أمريكا) ..
  • حقيقة الاتصال: برغم حرص الطرفين (أمريكا – ناصر) على إخفاء العلاقة التي بدأت مبكرا بينهما الا ان ماكتبه بعض رجال المخابرات الامريكية ثم الوقائع التي حدثت بعد ذلك تقدم الإجابة الشافية ..
(الواقعة الاولى) السماح بالانقلاب: فلم يتحرك الجيش الانجليزى ضد انقلاب مجموعة ضباط يوليو على الملك ! برغم تدخل الجيش البريطاني قبل ذلك وحصارهم لقصر الملك اثناء ازمة 2 فبراير 1942 حيث اجبروا الملك فاروق على تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الوزارة !!
من الذى اجبر القوات الإنجليزية على عدم التدخل ضد انقلاب مجموعة الضباط ؟
الإجابة (أمريكا) ليس فقط على لسان مايلز كوبلاند (مندوب المخابرات المركزية في مصر) في كتابه بعنوان "لعبة الأمم" عندما قال : "لم يكن انقلاب 23 يوليو لينجح لولا أن هناك تنسيقاً بين أمريكا وإنجلترا على ألا تتدخل الأخيرة في الأحداث" ، بل على لسان اقرب أعوان عبد الناصر ، محمد حسنين هيكل وعلى صبرى منقولة كلها في كتاب (ثورية يوليو الأمريكية) للكاتب محمد جلال كشك هشام حتاته يكتب : عبد الناصر الحقيقة والأسطورة ( الثانية والأخيرة )
(الواقعة الثانية) انقاذ الانقلاب: وذلك اثناء العدوان الثلاثى على مصر 1956 حيث أجبرت أمريكا والاتحاد السوفيتى الدول الثلاثة (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) على الانسحاب من قناة السويس 1956 ؟
لم يكن ذلك فقط نكاية في فرنسا وبريطانيا (الاستعمار القديم) ، انما كان كذلك لان الانقلاب (عبد الناصر ومجموعته) كان هو البديل الأفضل والاقل كلفة من تولى جماعة مثل الإخوان المسلمين (العدو اللدود لإسرائيل) الحكم هل كانت يوليو ثورة .. وهل كانت أمريكية ؟

الحاكم .. شرطي لمستعمرة

تمثلت الأهداف الامريكية في مصر خلال الفترة الناصرية في ثلاثة اهداف:

  1. استنزاف القوى الحية لمصر في معارك داخلية
  2. إبقاء مصر أسيرة الحاجة والعوز
  3. ضمان امن إسرائيل

تراوحت المصالح الامريكية والسياسة الناصرية بين الاتفاق فى البداية حتى بلغت الذروة في 1956 (حين ايدت أمريكا تأميم القناة نكاية في بريطانيا وفرنسا) ، ثم انحدرت الى القطيعة عام 1965 (كلمتى للمغفلين – محمد جلال كشك) .. لكن بقيت المصالح الامريكية في كل الاحوال مرعية الجانب ...

(1) استنزاف قوة (الدولة) في معارك داخلية:

فبدل ان تبدأ الدولة (في عهد عبد الناصر) معركة بتوحد فيها جميع الشعب المصرى بقواه المختلفة .. جعل النظام معركته مع قطاعات من شعبه .. نسلط الضوء على ثلاث منها (القضاء) و (الإخوان المسلمين) .. ثم (تفجيرات في القاهرة) ..

  • القضاء: ففي مارس 1954 عندما خرج المصريون يهتفون (يحيا الدستور .. يحيا الدستور) فقام جمال عبد الناصر برشوة نقيب عمال النقل بمبلغ 5 آلاف جنيه (وهو رقم ضخم بمقياس تلك الفترة) ليسير مظاهرات تهتف (يسقط القانون .. يسقط الدستور) ثم قامت باقتحام مجلس الدولة واعتدت على رئيسه الفقيه الدستوري الكبير د. عبد الرازق السنهوري بالضرب بالأحذية !
  • تفجيرات في قلب القاهرة: في 19 مارس 1954 وقعت ستة تفجيرات، كشف التاريخ عن أن عبد الناصر كان وراء خمسة، وإسرائيل وراء السادس ، ويقول خالد محيي الدين العضو في ذات المجلس: "وقد روى لي بغدادي وعاد فأكد ذلك في مذكراته أنه في أعقاب هذه الانفجارات زار جمال عبد الناصر في منزله هو وكمال الدين حسين وحسن إبراهيم، ليناقشوا معه تطورات الأوضاع".
مضيفًا: "وأبلغهم عبد الناصر أنه هو الذي دبر هذه الانفجارات لإثارة مخاوف الناس من الاندفاع في طريق الديمقراطية، والإيحاء بأن الأمن قد يهتز، وأن الفوضى ستسود . كما قام رجال عبد الناصر بعمل عدة تفجيرات في أماكن متفرقة بالقاهرة .. لزعزعة الحكم والإساءة إلى محمد نجيب . كما نادت هذه العصابات بسقوط محمد نجيب "..
يحكى عبد اللطيف البغدادي في مذكراته :
" اعترف جمال عبد الناصر في اليوم التالي وهو على فراش المرض، أن الانفجارات التي حدثت في اليوم السابق وأشار إليها في اجتماع المؤتمر، إنما هى من تدبيره لأنه كان يرغب في إثارة البلبلة في نفوس الناس.. الخ وليشعروا بأنهم في حاجة إلى من يحميهم على حد قوله".
  • الإخوان المسلمين: وكان التيار الشعبى الأكبر في الساحة المصرية فتمت شيطتنه ليتحول فجأة الى تيار مضاد للثورة ومتآمر على الوطن .. وتم تدبير مذابح في عامي 1954 ، 1965 .. وهكذا حرم الوطن من تيار شعبى كبير كان له دور غير منكور في تقوية الجبهة الداخلية وحشدها ضد فساد العصر الملكى وضد الاحتلال الانجليزى وضد المشروع الصهيوني في الحدود الشرقية للوطن (فلسطين) !
قال خالد محي الدين (أحد الضباط الأحرار) في مذكراته .. أن جمال عبد الناصر طلب من أعضاء مجلس الثورة تكوين تنظيم سري للتخلص من الإخوان و الشيوعيين و طبقة الباشوات الرجعية علاقة عبد الناصر والسيسي بالتفجيرات
هذه شهادة عمر بهاء الدين الأميري السفير السورى في السعودية 1954 حيث تحدث مع السفير الامريكى في ذلك الوقت (وودس وورس) حيث اخبره الأخير ان هناك اتفاقا سريا بين أمريكا وبين عبد الناصر بها بندان هامان: الأول تجميد القضية الفلسطينية لمدة عشر سنوات، والثاني تعطيل وإيقاف نشاط الإخوان المسلمين وفعالياتهم. سر العداء الأمريكي للإخوان منذ نشأتهم !. فبدل ان يكون الصراع بين الأمة والاستعمار ، صار الصراع بين (النظام) وشعبه !

(2) إبقاء مصر أسيرة الحاجة والعوز: حيث تسببت سياسات عبد الناصر الاستعلائية في تهديد شريان حياتها ، ثم أجبرت مصر على فتح ممر لعدوها في مياهها الإقليمية ، ثم استنزفت قوة مصر في حروب خسرتها كلها في اليمن وغيرها ..

فقدت مصر ظهيرها الجنوبى والذى يحمى شريان حياتها (النيل) عندما انهار مشروع الوحدة مع السودان برغم فوز انصار الوحدة مع مصر في اول انتخابات هناك .. مماحقق افضل خدمة للاستعمار الانجليزى والامريكى حيث تم الموافقة على فصل مصر عن السودان ، وهو الطلب الذى طالما رفضه الملك وحكومة الوفد مرار ؟!! كيف ساهمت سياسات ناصر الاستعلائية في انفصال مصر والسودان؟
وهكذا فقد حقق عبد الناصر ما عجز عنه الانجليز طيلة 60 عاما وهو انفصال السودان؛ حيث يقول "سلوين لوبد": (أعلن حكام مصر الجدد تنازلا لم يصدر من حكومة مصرية من قبل وهو حق السودان في تقرير المصير - وأدخلنا عبد الناصر في حرب اليمن ولا طائل لنا منها إلا أن تشرذم جيش مصر وساءت الحالة الاقتصادية) 45 عاماً على رحيل عبد الناصر .. ماذا فعل بنا العسكر ؟ . وهكذا تحولت مصر الى ظاهرة صوتية ودعائية اكثر منها ..
فى يناير 1950 تم الاتفاق بين حكومة الوفد والسعودية على أن تنزل قوات مصرية في جزر تيران وصنافير اللتين تتحكمان في خليج العقبة، ونصبت المدافع المصرية في رأس نصراني؛ مما أدى إلى عزل إسرائيل وعجزها عن إقامة علاقات اقتصادية مع الدول الإفريقية الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
الا ان هذه العزلة انهارت نتيجة لحرب 1956 التي هُزم فيها النظام الناصري، واضطر فيها لمنح الكيان الصهيونى ممراً بديلاً عن قناة السويس عبر المياه الإقليمية المصرية في خليج العقبة وتحت رعاية قوات الأمم المتحدة ناصر والمخابرات الأمريكية.. واللعب بصور الحكام!
كل الحروب التي خاضها عبد الناصر انتهت بالهزيمة ليس لان قدراته لا تسمح بانتصار انما كذلك لان مقتضيات الدور المرسوم له تحول دون ذلك حتى ولو أراد عبد الناصر تحقيق انتصار ..

(3) ضمان امن إسرائيل :

  • لم يخض عبد الناصر حربا اما إسرائيل الا وكانت في صالحها بفعل لايحتمل تأويل الا الخيانة ، ففي تقرير لوزارة الخارجية المصرية يقول بأن عدد قتلى الأسرى المصريين في حربي 1956 و 1967 فقط ، وصل إلى (65) ألف أسير ..!!! وأن هذا الرقم قد تم الوصول إليه من خلال (1000) وثيقة و (400) شهادة حية لقادة إسرائيليين وأمريكيين وأوروبيين .. كانت أوامر عبد الناصر لانسحاب الجيش المصري من سيناء في حربي 1956 ، 1967 م .. لا تعني سوى تسليم سيناء إلى إسرائيل بدون قيد أو شرط وبلا مقابل .. وتجنيب جيش إسرائيل أية خسائر في القوات أو المعدات لاحتلالها جرائم قتل اسرائيل للاسرى المصريين " لن ننسى " ..!

الفاعل الثانى: (بيت الحكم) وصراع الاجنحة

  • المقصود ببيت الحكم هنا هو (حزب العسكر) فبرغم ان الجيوش جهة (خدمة) لاجهة (إدارة) ، الا انه في دولة العسكر يصبح الجيش حزب يحكم بعد صراع بين اجنحته

صراع بين الاجنحة .. لكسب الولاء

  • فلم يكن قادة الجيش المصرى على قلب رجل واحد او عقيدة قتالية واحدة .. بل كانوا شتاتا يجمعون حولهم الأنصار لمعركة لاتتعلق بمصلحة البلد او الشعب !
  • ففي مارس 1954 تتحرك اجنحة داخل القوات المسلحة المصرية ليس ضد إسرائيل .. انما ضد اجنحة أخرى داخل القوات المسلحة !
  • وكان هناك كذلك صراع نفوذ بين مجموعة على صبرى (الذى حمله هيكل في كتابه الانفجار مسئولية هزيمة 67 وسوء العلاقة مع أمريكا) ومجموعة عبد الحكيم ومجموعة زكريا محيى الدين .. وخرج كمال الدين حسين والبغدادى من صراع النفوذ مبكرا
  • وغالبا مايُحسم هذا الصراع (بالدم) .. ودائما يكون على حساب مصالح الشعب المغيب

تكوين حاضنة الزعيم وادواته

  • بدل ان يلجأ النظام الحاكم الى تكوين حزب يمارس من خلاله السياسة فيحشد انصار برنامجه او سياسته .. لجأ الى أسلوب ماقبل السياسة .. تكوين طبقة ترتبط منافعها بل وجودها بوجود ذلك الزعيم (وليس النظام) !
  • وكبر مظهر لذلك أيام عبد الناصر هو تكوين (التنظيم الطليعى) والذى تحكم به عبد الناصر في مفاصل الدولة المصرية ثم عمل افراده بعد ذلك كمرتزقة لاى نظام جديد في دولة (العسكر) ليكون هذا التنظيم هو الكتلة الصلبة للزعيم
  • جمعه عبد الناصر من خليط متنافر الا من الولاء للزعيم ، تنظيم سرى وحديث عبد الغفار شكر في كتابه (الطليعة العربية: التنظيم القومي السري لجمال عبد الناصر) يبين ان التنظيم كان دولة داخل الدولة فله محاكمه الخاصة وله جهازه الامنى الخاص وكان يطلب من كل فرد ان يكتب تقارير في اقرب الناس اليه من أصدقائه وزملائه وحتى اخوته واقاربه ! وحمادة حسنى (عبد الناصر والتنظيم الطليعي السري)
  • عبد الغفار شكر - علي الدين هلال - حسين كامل بهاء الدين - مفيد شهاب - عبد الاحد جمال الدين - محمود شريف - مصطفى الفقى - ممدوح سالم - فؤاد علام - أسامة الباز - عمرو موسى - حسام عيسى - محمد أبو الغيط - على السلمى - عبد الجليل مصطفى - فتحى سرور
  • في كل مرة يصعد حاكم جديد بعد نوال الرضا الامريكى ويعيدا ان الإرادة الشعبية .. كان يبدأ داخل بيت الحكم صراع مكتوم واحيانا يحرج للعلن بين مجموعة الحكم .. ينتهى بغلبة احدهما على الاخر .. ليس لصالح الشعب .. وكان الشعب في كل مرة هو من يدفع الثمن
  • لايجتمع المجموع على مشروع وطنى واحد او قومى واحد .. بل يكون التركيز يكون على الاستيلاء على اكبر قدر من عناصر القوة التي تضمن البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة
"أبلغت أنا عن شقيقين لى أحدهما كان ضابطا فى الشرطة (عز الدين شرف) وكان ينتمى ل جماعة الإخوان المسلمين فقلت عنه فى الاجتماع المحدد لبحث مراكز ضباط الشرطة إنه إخوانى خطير ونقل على أثر ذلك إلى إحدى محافظات الصعيد. والثانى كان ضابطا فى القوات المسلحة (الملازم طارق شرف) وأبلغت الرئيس شخصيا عنه
وأنه بيعمل اتصالات مع ضباط أعتبرها ضارة بأمن وسلامة البلاد وقبض عليه فعلا وظل مقبوضا عليه فترة إلى أن أمر الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا بالإفراج عنه بدون علمى وذلك بتكليفه محمد أحمد بالإفراج عنه بالاتفاق مع شمس بدران فى هذا الوقت وإلحاقه بعمل. وعندما علمت بذلك اعترضت فقال لى محمد أحمد ليس لك أن تعترض لأن دى أوامر الرئيس" من كتاب إعترافات سامي شرف ص 111 ، 112 من كتاب الحكومة الخفية في عهد عبد الناصر جلال حماد

الفاعل الثالث : شعب .. تحت الترويض

الحكومة الخفية في عهد جمال عبدالناصر

  • الحكم العسكري جاء الى الحكم بقوة الدبابة وليس بإرادة الناس ، والدبابة وحدها لاتعطى شرعية او تصنع استقرارا .. فلابديل امام اى حكم عسكري سوى امرين :

تغييب الشعب

  • فالوعى هو العدو الأول لاى حكم عسكري او مستبد ، ومن ثم فتغييبه يمثل أولوية تسبق – عند الحكم العسكري – أولوية التنمية او الحفاظ على الامن القومى !
  • فالشعب لم يكن في نظر عبد الناصر (كاى حكم عسكري) سوى حشود لجماهير غير منظمة سياسيا لاتستطيع ان تصنع موقف سوى الهتاف للحاكم الفرد .
  • اعتمد الحكم الناصرى بشكل اساسى على ثلاثى (الثقافة والفن وكرة القدم) حيث اعطى الثقافة للماركسيين (اعتقلهم ثم هادنهم ثم مكنهم منها) وبقيت كرة القدم والاعلام حيث بالغ في الاهتمام بهما وخاصة الاعلام لهدفين اثنين:
  1. الترويج لمنجزات ترفع من شعبيته ، سواء حقيقية كقوانين الإصلاح الزراعى او الإسكان الشعبى .. او غير حقيقية كصواريخ الظافر والقاهر وسفن الفضاء .. ولاجل ذلك أمّم عبد الناصر السينما المصرية ودور التوزيع .. وتوغلت المخابرات في تجنيد الفنانين حتى هرب العديد منهم الى بيروت السينما في عهد عبد الناصر.
  2. إعادة تشكيل العقل المصرى ، من خلال الاحتفاء المبالغ فيه برياضة كرة القدم او الحفلات الفنية لام كلثوم وعبد الحليم حافظ .. واشغاله بخلاف بين ام كلثوم وعبد الوهاب ينتفض رئيس الدولة لحله .. فتغنى ام كلثوم اغنية من تلحين عبد الوهاب ويفرح الشعب للخير الميمون ! وعبد الحليم حافظ يقدم نموذج جديد غير معتاد للعاشق الذى يتذلل لمعشوقته حتى لاتهجره !

وهكذا سيطر عبد الناصر على الشعب واعاد تشكيل وعيه بثلاثة:

  1. ام كلثوم وعبد الحليم حافظ في الفن
  2. وحسنين هيكل في جريدة الاهرام
  3. واحمد سعيد في إذاعة صوت العرب

حرق البدائل

نقطة ضعف الأنظمة العسكرية ان ينجح (بديل) في تحقيق الشعبية .. ممايهدد وجوده .. لذا فهو يحرص باستمرار على حرق اى بديل له وفي سبيل ذلك فهو :

  1. يؤمم الحياة السياسية لصالحه
  2. يفجر (البدائل) من الداخل (بازكاء الصراعات الداخلية)
  3. يحرق (من) يستعصى على الترويض او التطويع بشيطنته
  • حينذاك يصبح الشعب رهينة في يد العسكر .. لايوجد من يمثله او يحتمى به .. ويتحول الشعب من (السيد المواطن) الى شعب من اللاجئين ! فــ (اللاجئون) لايسئلون عن تنمية او امتلاك عناصر القوة او استقلال القرار .. فقط يتم توفير مايساعدهم على الطعام والشراب حتى لايتمردوا او يفيقوا

التعامل مع اى تهديد محتمل لسلطانهم : كانت سلطة العسكر تتعامل مع اى تهديد محتمل لسلطانهم من خلال خمس خطوات :

  1. زرع الكراهية: نسبة اى اضطرابات او مشكلات في البلد الى مجموعة معينة (تلك المراد شيطنتها) فتفقد اى تعاطف من المجتمع وتبدأ مسلسل زرع الكراهية تجاههم .
  2. النبذ: وتكون بعزلهم عن المجتمع وبابعادهم وحصرهم في منطقة جغرافية معينة (جيتو) .. اونهاكهم اقتصاديا ودفعهم الى استخدام العنف .. حتى يتأكد لدى المجتمع انهم بالفعل مصدر تهديد للمجتمع وليس لسلطة العسكر فقط .
  3. المصادرة: وتكون بمصادرة ممتلكاتهم وطردهم من وظائفهم وسن القوانين التي تسلبهم حقوقهم المدنية والسياسية
  4. التغييب: من خلال الاعتقال والسجون فيفقدون اى تواصل مع المجتمع او القدرة على حتى التناسل والانجاب .. وفى هذه المرحلة يطرأ التغير على أفكار ومعتقدات الافراد المنتمين لهذه الجماعة
  5. الإبادة: وتبدأ من منع العلاج عن المعتقلين الى التخلص المباشر بالقتل او بافران الغاز سلسلة التدمير: كيف يشيطن الاستبداد خصومه ..
  • وهذا بالضبط ماحدث مع الإخوان المسلمين من عام 1954 الى عام 1965 .. بعد ان تم القضاء على كافة الأحزاب السياسية داخل مصر والحياة النقابية بالكامل

نقطة التوازن لحكم العسكر

  • يظل النظام في حالة استقرار مابقيت هذه الثلاثية (رضا أمريكا+استقرار هرم السلطة+شعب تحت السيطرة) في حالة اتزان . فاذا اهتز احد هذه الأركان الثلاثة فقد النظام اتزانه ، فان لم يستطع استدراكه وجب رحيله وانهار من داخله

اكبر تهديد لنظام عبد الناصر ..

  • احد اخطر هذه الاحداث كانت هزيمة 1967 ، حيث اهتز الركن الثالث (الشعب) تبعه اهتزاز الركن الثانى (هرم السلطة)
  • الشعب ينتفض : بدأت هذه الاهتزازات باطلاق النكات على نظام عبد الناصر ، فربما نكته واحدة لخصت حقيقة نظام عسكري قمعى مثل "الشعب لم ينهزم، إنما تعرض قادته الذين خدعوه وضللوه لحالة اعتداء جنسى" لدرجة أن عبد الناصر في أول خطاب له بمجلس الشعب بعد الهزيمة طالب الشعب بأن يكف عن النكات بزعم استغلالها من قبل أعداء الوطن ! حتى اشتكى منها عبد الناصر

انتفاضة الطلاب 1968

ناصر والمخابرات الأمريكية.. واللعب بصور الحكام

كان خزان الغضب المكتوم يزداد يوما بعد يوم من ممارسات نظام عبد الناصر من عام 1954 الى عام 1967 .. وانفجر عندما حدثت الهزيمة وبدأت الأصوات تعلوا بوجوب محاسبة المتسببين فيها فكانت محاكمات ضباط الطيران 1968
  • اندلعت الانتفاضة فى 21 فبراير على يد عمال حلوان فور إعلان حكم المحكمة العسكرية فى قضية ضباط سلاح الطيران المتهمين بالإهمال والذين كان الرأى العام يرى أنهم مسئولون عن جانب كبير من الهزيمة العسكرية. واعتبر عمال المصانع الحربية وكذلك زملاؤهم عمال الصناعات الأخرى أن الأحكام مخففة للغاية .. تجاوب معها الطلاب حيث شارك فى الانتفاضة الآلاف من طلبة الجامعات الكبرى فى القاهرة والإسكندرية . وكان لطلبة كلية الهندسة بجامعة القاهرة دورهم المتميز
  • اضطر النظام لأول مرة ان يتفاوض مع الشعب الذى يحكمه منذ 1954 .. حتى تمكن من احتوائها تجددت مظاهرات الطلبة مرة أخرى في ذات السنة في شهر نوفمبر 1968 ومن مدينة المنصورة هذه المرة تمكن النظام مرة أخرى من احتواء مظاهرات نوفمبر .. لكن كان هذا مؤشرا على ان ثمة شعبا لم يعد قابل للترويض هذه المرة .. فادرك الجميع ان عبد الناصر مات قبل ان يموت في هزيمة 1967

الإنتفاض الطلابى فى 1968

الخاتمة

  • كان نتاجا لكل ماسبق ان توقف قطار التنمية بعدما انطلق في منتصف الستينات (1965) تقريبا .. ليس بسبب حرب اليمن البائسة 1962 انما كذلك بسبب إدارة عبد الناصر الفردية حتى النظام نفسه ان يسقط لولا جرعات الإنقاذ من السوفييت .. واصدق مثال على ذلك ماحدث لقطاع التربية والتعليم ذلك القطاع الرائد والذى يمثل قطار التنمية في بلد ناهض
  • فبعدما انطلق محققا بعض الإنجازات على يد كمال الدين حسين توقف بسبب اقالة كمال الدين على اثر خلاف مع عبد الناصر .. ثم بدأ في التراجع على يد الوزير التالى (عديل عبد الناصر) بسبب ادارته البيروقراطية لماذا توقفت ثورة 1952 في طريق التنمية الحقيقة؟ وحكم لايستند على تأييد الشعب او يخضع لمحاسبته لابد ان تنشأ عنه كوارث وتتحكم في مقدراته مجموعات الفساد ..
  • برغم اعتقال نظام عبد الناصر للشعب كله باعتقال قواه الفاعلة في السجون (الإخوان المسلمون – الوفديين – الشيوعيين ..) الا ان حرب اليمن ثم هزيمة 1967 اوقدت نارا في الرماد .. فاهتز لأول مرة الحكم العسكري ليس بسبب فقدانه الدعم الخارجي او بسبب صراعا بين اجنحة حكمه .. انما بين شعب افاق فلم يعد تفلح معه خفلات الترويض اليومية فسقط النظام وسقطت هيبته يوم الهزيمة .. واُعلن عن سقوط النظام بموت عبد الناصر .
  • لايستطيع (الاجنبى) ان يحدث اختراق للسيادة الوطنية او استباحة الاستقلال الوطنى مالم يتواجد (الوكيل المحلى)
  • اذا كان الحكم يستقر باستقرار مرتكزاته الثلاثة (رضا الخارج + تماسك جماعة الحكم + رضوخ الشعب) فان:
  1. تغير العامل الأول .. ينتج حكم غير وطنى بالضرورة
  2. تغير الفاعل الثانى .. ينتج حكم عسكري بالضرورة
  3. تغير الفاعل الثالث (الشعب) .. وحده ينتج حكم مدنى بالضرورة .

للمزيد عن العلاقة بين الإخوان وعبد الناصر

كتب متعلقة بعلاقة الإخوان بجمال عبد الناصر
أقرأ-أيضًا.png

ملفات متعلقة

  • ملف: الإخوان وثورة 23 يوليو 1952م ،"لكل ما يتعلق بدور الإخوان في ثورة يوليو 1952م"
  • ملف: ملف تنظيم 1965م ،"لكل ما يتعلق بتنظيم 1965م واعتقال عبد الناصر للإخوان ومحاكمتهم"
  • ملف: ملف حادثة المنشية ،"لكل ما يتعلق بحادثة المنشية التي دبرها عبد الناصر للنيل من الإخوان"
  • ملف: ملف مذبحة طرة ،"لكل ما يتعلق بالمذبحة التي فعلها عبد الناصر للإخوان في معتقل ليمان طره عام 1957م"

مقالات متعلقة

وثائق متعلقة

أحداث في صور

.

وصلات فيديو

.