دماء شهداء جمعة الغضب وموقعة الجمل فرضا مطلب الثوار بتنحي مبارك

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دماء شهداء جمعة الغضب وموقعة الجمل فرضا مطلب الثوار بتنحي مبارك


دماء شهداء جمعة الغضب وموقعة الجمل.jpg

كتبه أحمدي البنهاوي

(01 فبراير 2018)

مقدمة

منذ نجحت انتفاضة الشعب المصري في يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، في كسر كثير من التابوهات التي وضعها نظام مبارك، وباتت إدارة البلاد في يد هيئتين، الأولى داخلية ظاهرها التوحد لإبقاء مبارك وباطنها مجلس أعلى للقوات المسلحة امتلك ناصيتين، أحدهما مع الشارع باعتباره مؤسسة وطنية "شريفة" لا يمكن أن تخون شرف السلاح، والناصية الأخرى مع مبارك ومجلس رئاسي من مبارك واللواء عمر سليمان الذي عينه المخلوع نائبا وأحمد شفيق وعينه المخلوع رئيسا للوزراء والمشير طنطاوي وهو وزير الدفاع الأطول عمرا في ظل مبارك.

وكانت الأخرى خارجية فلم يكد يخلو يوم من الأيام الـ18 من عمر الثورة، إلا وتداخل أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون من تصريح حول الثورة، ومعهما كاترين آشتون المبعوثة الأوروبية لشئون الشرق الأوسط، اجتمع مجلس الأمن القومي الأمريكي خلال تلك الفترة نحو 20 مرة، وكان جلها حول مصر وإدارة الملف المصري الذي يملكون له قاعدة بيانات تدير السفارة الأمريكية مراكز بحثية اقتصادية واجتماعية حول الشعب المصري داخلها.

موقعة الجمل

العديد من الإجراءات والقرارات التجميلية اتخذها نظام المخلوع، لإرضاء الرأي العام وإشعاره بتنفيذ مطالبه، متشبثا بالسطة حتى آخر رمق، ومنها؛ تعيين نائب للمرة الأولى منذ 30 عاما، وتغيير الحكومة، وتعديلات دستورية والحديث عن تعليق عمل البرلمان إلى حين الفصل في الطعون المقدمة بشأن نتائج الانتخابات البرلمانية 2010، وتأكيد عمر سليمان أن مبارك ولا ابنه جمال سيترشحان للإنتخابات الرئاسية القادمة.

إلا أن الثوار في التحرير وميادين مصر ومن خبرتهم فهموا أن المخلوع يعد لذبح رقابهم وأن المعركة صفرية لاسيما وأن قتل المتظاهرين السلميين وفوهات القناصة على ميداني عبدالمنعم رياض والتحرير لدرجة استئجارهم فندق النيل هيلتون كانت تقنص العشرات يوميا وكان الدم عنوانا.

وأكدت الدولة العميقة بمساندة البلطجية أنها مساندة لمبارك وعصابته، ففي الأربعاء 2 فبراير، شهد ميدان التحرير أبرز حركة من حركات العنف بما اصطلح عليه موقعة الجمل، قام بها مؤيدو مبارك، حيث دخلوا الميدان على ظهور الخيل والجمال، أوقعوا خلالها أكثر من 8 قتلى وأكثر من 1500 جريح من المظاهرين السلميين، فيما واصل المعارضون المطالبة بتنحي الرئيس عن السلطة.

سبقها بيوم هجوم مجموعة كبيرة من المسلحين "البلطجية" من أحياء السيدة وعابدين تتعرض للمتظاهرين في ميدان طلعت حرب قرب ميدان التحرير، وعلى الطرق المؤدية ومنها مدخل التحرير من شارع القصر العيني حيث يحتشد مئات الآلاف مطالبين بتنحي مبارك، وذلك بعيد خطاب الأخير الذي وجهه للمصريين.

السويس وأخواتها

تواصلت الاحتجاجات منذ السبت 29 يناير وحتى 11 فبراير في جمعة شد الرحال للإتحادية، وتواصلت الاحتجاجات الغاضبة، في المحافظات المصرية علاوة على الثورة المستعرة في القاهرة، وبدأت المطالب تعلو لتنحيته عن السلطة، في الوقت ذاته ارتفعت حصيلة القتلى إلى 68 من المحتجين في القاهرة والإسكندرية والسويس

وأدى التواصل الإجتماعي نشر مقاطع فيديو مصورة للأحداث في المحافظات ثم ساهمت الجزيرة التي كانت تبث على مدار اليوم من التحرير في حماية الثوار وكشف مخططات المخلوع بحقهم، رغم إلغاء بث قناة الجزيرة على القمر الصناعي المصري نايل سات لبعض مناطق الشرق الأوسط منذ 29 يناير.

وفي الوقت ذاته تدخلت القوات المسلحة لتدفع نفسها إلى الشارع بقوات كبيرة بكل المدن، وإلى احياء القاهرة وفي ميدان التحرير والميادين المجاورة وأمام ماسبيرو.

خطاب الأمريكان في الأيام الأولى دعم "انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة"، بعدما كلف مبارك عمر سليمان بإجراء اتصالات مع جميع القوى السياسية وضمنها الإخوان المسلمين للمرة الأولى رسميا، بشأن حل كل القضايا المثارة المتصلة بالإصلاح الدستوري والتشريعي.

الحشود للحماية

أحدثت موقعة الجمل وهجمات البلطجية خروج سيول من المصريين للشوارع، هبوا لنصرة من استفردت بهم عصابة مبارك قتلا وإخفاء، لتصل الأعداد في وقت مبكر يومي الاثنين والخميس إلى مليون شخص وأكثر، بناء على دعوة القوى السياسية لمظاهرة مليونية للمطالبة برحيل مبارك وسط احتجاجات في بقية المدن.

وكان امتلاء ساحة الميدان بالشباب الجرحى، أقوى من دعوات المعارضة لتحريك المصريين، وفي يوم الجمعة 4 فبراير تجمع أكثر من مليون شخص لصلاة الجمعة في ميدان التحرير حيث دعا الخطيب الحشود والشباب إلى الصبر حتى إسقاط نظام الرئيس مبارك، والمسيرات الحاشدة تنطلق في الإسكندرية ومدن أخرى عقب ما أطلق عليه الشباب "جمعة الرحيل" التي تطالب برحيل مبارك.

تصريحات ويسنر

في أعقاب مليونية الجمعة 5 فبراير، قال المبعوث الأميركي إلى مصر فرانك ويسنر: إن مبارك يجب أن يبقى في السلطة في الوقت الحالي حتى يدير التغييرات المطلوبة للانتقال السياسي، والمتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي يقول: إن ويسنر عبر عن رأيه الشخصي ولم ينسق مع الإدارة الأمربكية.

وقائد المنطقة العسكرية المركزية بالجيش المصري اللواء حسن الرويني يطالب المتظاهرين بمغادرة ميدان التحرير، ويخفق في ذلك، حيث اصطف شباب التحرير أمام الدبابات وطالبوا بالسير على جثثهم قبل مغادرة الميدان، ومبارك يصر على ممارسة صلاحياته.

وفي هذا البحر اللجي يعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه سيفكر بجدية فيما إذا كان سيسعى للترشح للانتخابات الرئاسية! فيما يصرح مبارك للصحفيين الغربيين بأنه يود الاستقالة من منصبه، لكنه يخشى إن فعل ذلك الآن أن تغرق البلاد في فوضى.

الإجراء الأول

وفي 10 فبراير استقر المجلس العسكري على الحكم، وانعقد في غياب حسني مبارك وأعلن البيان رقم "1" الذي حيا في شهداء مصر، ومبارك يؤكد في خطاب قبيل منتصف الليل تمسكه بالحكم حتى انتهاء ولايته، ويفوض نائبه اختصاصات رئيس الجمهورية وفقا للدستور، وكل هؤلاء دعوا المتظاهرين للعودة إلى منازلهم واستئناف أعمالهم.

بدورهم، رفض المتظاهرون خطابي مبارك وسليمان، وأكدوا تمسكهم بتنحي مبارك وسقوط النظام، وآلاف المتظاهرين يتوجهون إلى القصر الجمهوري ومبنى التلفزيون، والجيش ينصب الأسلاك الشائكة حول القصر الجمهوري.

وفي السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير، أعلن عمر سليمان تنحي حسني مبارك وتسليم الحكم للجيش، الذي أصدر بيانه الثاني قبل ساعات وعد فيه بانتخابات رئاسية حرة والغاء الطوارئ فور انتهاء الأحداث.

البيان رقم "3" كان البيان الأكثر مخالفة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر حيث قال إنه ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب المصري، الذي أطاح بنظام محمد حسني مبارك بعد 18 يوما من المظاهرات والاعتصامات.

حينها نزل الناس عن "كنباتهم" وارتدوا علم مصر ووضعوه على سياراتهم وفي أيدي صغارهم، معبرين عن فرحة عارمة، لكي لا يبقى بعدها أحد في الميدان رغم أن مطلب إزاحة مبارك كان مطلبا واحدا من مطالب الثورة.

قتل المتظاهرين منذ جمعة الغضب

سيارة السفارة الأمريكية تدهس المتظاهرين

موقعة الجمل المقتلة الفارقة

مرتضى يحرض بالصوت والصورة على قتل المتظاهرين

البيان رقم واحد (1)

المصدر