دراسة تحليلية لقضايا التربية في مجلة لواء الإسلام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٢١، ٥ يناير ٢٠١٥ بواسطة Sherifmounir (نقاش | مساهمات) (حمى "دراسة تحليلية لقضايا التربية في مجلة لواء الإسلام" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الفكر التربوى المعاصر في صحافة الإخوان المسلمين
دراسة تحليلية لمجلة لواء الإسلام


آخر صحف الإخوان فى القرن العشرين

بقلم: د حسان عبدالله حسان


مقدمة المؤلف

هذا الكتاب : رسالة بعنوان " دراسة تحليلية لقضايا التربية في مجلة لواء الإسلام " حصل بها الباحث على درجة الماجستير في التربية بتقدير ممتاز، ولم يتم حذف شيء منها في هذا الكتاب بل تم إضافة فصل بعنوان " الفكر التربوي المعاصر في دعوة الإخوان المسلمين " وذلك ليتلاءم مع هدف الدراسة الذي يعني بالبحث في " الفكر التربوي المعاصر في صحافة الإخوان المسلمين " وهو نفس عنوان الكتاب.

والإخوان المسلمون جماعة قامت وسط مجموعة من الظروف السياسية والثقافية والاجتماعية مرت بالعالم الإسلامي- ولا تزال موجودة حتى الآن- حتى وإن رحل الاحتلال العسكري- في جزء كبير من عالمنا- إلا أنه لا يزال موجودا متمثلا في ذلك الكيان الصهيوني والقواعد العسكرية – التي امتلأ بها عالمنا الإسلامي للولايات المتحدة الأمريكية والغرب .

وفي الجانب الثقافي والاجتماعي والذي بدأ بالتغريب في ظل الاستعمار العسكري ونما بداخله روافد عديدة، من دعوات هدفت غلى هدم الإسلام سلوكيا ومضمونا في نفوس معتنقيه إلى دعوات قامت لهدم الإسلام كلية من الطعن في القرآن والوحي والرسول والرسالة.. ولم تكن ههذ الدعوات غربية فقط . بل ساهم من أبناء عقيدتنا ووطننا بجزء كبير في الترويج لها وفي إشاعتها .. حتى وجدنا أغلب نظم عالمنا الإسلامي تعتقد بالعلمانية في شئون دنياها تاركة الإسلام للمساجد والجنائز فقط.

ثم كانت العولمة لتجديد فكر الاستعمار الثقافي بما يتلاءم مع الثورة العلمية والاتصالية الجديدة.. والتحديث.. إلخ. في ظل نموذج كوني واحد. هو النموذج الليبرالي الغربي ( أو بالأدق الأمريكي) لأنه كما ذكر فوقا ياما " نهاية التاريخ الإنساني".

أما العالم الإسلامي فإنه لا يزال منذ القرن الماضي غي حالة من التشتت والتفرق وتعدد المناهج والرؤى فضلا عن الخلافات والتناقضات الفكرية والثقافية بين المشروعين الإسلامي والعلماني وهي نفس الصورة التي كان عليها منذ بداية القرن العشرين.

قامت جماعة الإخوان المسلمين في ظل ههذ الظروف التي لن تتغير ولكنها تطورت، ولا تزال الجماعة موجودة تنادي بما نادت به منذ ثمانين عاما، بالتربية للمجتمع المسلم فذاك هو السبيل الأول للإصلاح وهي في ذلك تطور وسائلها التي بدأت بالخطب والدروس على المقاهي وفي الشوارع والمساجد والبيوت إلى استخدام وسائل الإعلام المطبوعة غلى استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة " الإنترنت".

وهذه الدراسة تحاول الكشف عن ذلك التطور سواء ذلك بالمنهج أو بالمحتوى أو بالوسائل وذلك من خلال دراسة علمية لآخر مجلات الإخوان المسلمين في القرن العشرين وهي مجلة " لواء الإسلام".

ولا يفوتني أن أشكر الأستاذ الدكتور/ على خليل مصطفى – رحمه الله- أستاذ أصول التربية وعميد كلية التربية ببنها على إشرافه على هذه الدراسة وتحمله العناء لإتمام ومناقشة هذا العمل.

بسم الله الرحمن الرحيم

" قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير . تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب". ( سورة آل عمران: آية 26- 27).

الفصل الأول

الإطار العام للدراسة.

يتضمن هذا الفصل

مقدمة الدراسة

أهمية الدراسة

منطلقات الدراسة

مشكلة الدراسة

أهداف الدراسة

حدود الدراسة

منهج الدراسة

مصطلحات الدراسة

الدراسات السابقة

مقدمة الدراسة

يعد الاتصال الإنساني- حقيقة من حقائق الوجود البشري، والتي بدأت مع بداية وجود الإنسان، فالإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الناس.. ولقد بدأ هذا الاتصال بلغة إذا قورنت باللغة المعاصرة فإنها تصبح بدائية جدا. فالعالم يعيش الآن ثورة اتصالية هائلة بدأت منذ ثلاثة عقود في نهاية القرن العشرين، وتتسم هذه الثورة الاتصالية – في تاريخ الإنسان- بالقدرات الفائقة والإمكانات الكبيرة التي تضمنتها الثورة العلمية والتكنولوجية التي دخلتها البشرية في الآونة الأخيرة. والإعلام أحد الجوانب المهمة لهذه الثورة الاتصالية وتبدو أهميته فيما يمتلكه من قدرات اتصالية تختزن الزمان والمكان بالإضافة غلى قدراته التأثيرية الأخرى.

إن الإنسان المعاصر بات مرتهنا لوسائل الإعلام، وواقعا تحت تأثيرها في تكوين آرائه وبناء ثقافته، وتشكيل نظرته إلى العالم، وقد يكون ميدان الصراع الحضاري الحقيقي اليوم، قد تحول إلى مجال الإعلام، وأصبح التمكن من امتلاك الأدوات والوسائل الإعلامية، بكل لوازمها ومقتضياتها ، يضمن الغلبة والتفوق الثقافي، الذي يعتبر ركيزة التفوق الحضاري، فالإعلام بقدرته على الامتداد، والاختراق، ألغى الحدود الجغرافية والسياسية للدول، وتجاوز كل المعوقات، وامتد بحواس الإنسان حتى أصبح يرى ويسمع العالم من مكانه.

وتمتد – كذلك – القدرات الاتصالية لوسائل الإعلام إلى تأثيرها على الإنسان في تشكيل فكره وقيمه وثقافته، فالمحتوى الإعلامي يتضمن في رسالته أهدافا تحتوي ما يريد أن يشكل به عقول الأفراد والمجتمعات ومعارفهم ومشاعره. بل يصل – أيضا- في أهدافه إلى ما هو أدق من ذلك " إن سوق المعلومات الكونية الهائلة تجمع كل الطرق المختلفة التي يتم بها تبادل السلع والخدمات والأفكار الإنسانية. وعلى الصعيد العملي، سيوفر ذلك خيارات واسعة فيما يتعلق بأغلب الأشياء، بما في ذلك: كيف تكسب دخلا وكيف تستثمر، وماذا تشتري وكم تدفع ثمنا له، ومن أغلب هم أصدقاؤك وكيف تمضي وقتك معهم وأين تعيش أنت وأسرتك بصورة آمنة، وسوف يتغير مكان عملك، وكذلك فكرتك أن يكون المرء متعلما، على نحو يفوق كل تصور وربما تفتحت إمكانات الإحساس بالهوية، بمن تكون وإلام تنتمي، على أفق أوسع كثيرا. باختصار ، يمكن القول إن كل شيء سيتم فعله بطريقة مختلفة".

وما يجب الانتباه إليه- في هذه الثورة الاتصالية- هو العلاقة بين الإنسان وبين الرسالة الإعلامية المقدمة فالتفاعل الذي يتم بين الرسالة المنقولة والمخزون الثقافي عند الإنسان يمثل جوهر عملية الاتصال الإعلامي وأهدم أهدافها، " لقد ظن البعض خطأ أن إعلام عصر المعلومات ما هو إلا مجرد طغيان الوسيط الإلكتروني لكنه- في حقيقة الأمر- أخطر من ذلك بكثير، فالأهم هو طبيعة الرسائل التي تتدفق من خلال هذا الوسيط الاتصالي، وسرعة تدفقها وطرق توزيعها واستقبالها. لقد نجمت عن ذلك تغيرات جوهرية في دور الإعلام، جعلت منه محورا أساسيا في منظومة المجتمع، فهو اليوم محور اقتصاد الكبار وشرط أساسي لتنمية الصغار".

وبالرغم من أهمية وسائل الإعلام سواء مستوى الفرد أو المجتمع إلا أنها تختلف من مجتمعات تمتلك أدوات ووسائط إعلامية تستطيع من خلالها امتلاك القدرة التأثيرية على المجتمعات أخرى لا تمتلك نفس الأدوات والوسائط.

وبالتالي لا يمكن أن يؤدي الإعلام نفس الدور في كل المجتمعات نظرا لهذه الاختلافات في قدرات التملك والتفوق" ويتضح هذا التفوق في امتلاك الدول الغنية لوسائل الإعلام – أكثر من ثمانين بالمائة منها، وذبذبات البث الإذاعي التي تبثها تلك الدول أكثر من تسعين بالمائة منها ثم الحسابات الإلكترونية التي تمتلك أكثر من خمس وتسعين بالمائة منها".

هذا التفوق في الوسائل الإعلامية جعل اتجاه الرسالة الإعلامية ينطلق في اتجاه واحد يبدأ من الدول الغنية ويصب في الدول النامية والفقيرة. وأصبحت الرسالة الإعلامية تؤثر تأثيرا واضحا في هذه المجتمعات.

والمجتمعات العربية تأثرت- كما تأثرت كل مجتمعات دول العالم الثالث- بهذه الثورة الإعلامية، وأغلب هذه المجتمعات قليلة الإمكانيات، خالية تقريبا من الصناعات الاتصالية، لم تطلها ثورة المعلومات أو ثورة التقانة إلالماما، وأمام ضعف إمكانياتها بمختلف الجوانب، أصبحت جاذبا للتدفق الإعلامي، والثقافي من أوربا وأمريكا بشكل واضح، وتجاوز الإرسال التلفزيوني والمعلوماتي الحدود بدو رقابة أو إذن أو موافقة، وبهد تحقيق سهولة تلقي ما ترسله التوابع الاصطناعية، وسهولة وانسياب التواصل بين مجتمعات الأرض وبالتالي بعد أن أصبح المتلقي يحصل على المعلومات بوسائله الخاصة دون مرور برقابة.

وعلى الرغم من وجود بعض الآثار الإيجابية للمواد الإعلامية الوافدة على المجتمعات العربية في بعض المجالات مثل المجال الإخباري، والذي جعل العالم كله يعيش الأحداث ويتابعها في أوقاتها وأماكنها، والمجالات العلمية التي تتمثل في التعرف على النظريات والمبتكرات العلمية الحديثة، كما أنها أتاحت فرصا للتعرف على تجارب الدول والثقافات المختلفة، إلا أنه كان من نتيجة عدم التوازن الإعلامي بين الدول المتقدمة والدول التي تقوم بتلقي هذه المواد الإعلامية. وقوع العديد من الآثار السلبية لهذه المواد الإعلامية.

وإذا كانت تربية الإنسان المعاصر لم تعد تقتصر على الوسائط التقليدية مثل الأسرة والمدرسة ودور العبادة وتدخل فيها الإعلام بصورة واضحة ذات تأثير أصبح يفوق – كثيرا- الوسائط التقليدية، فإن الدعوة إلى مراجعة أهداف وفلسفة وسائل الإعلام وتحليلها بات ضرورة وفريضة تربوية وهذا ما جعل العديد من مؤتمرات التربويين وندواتهم وأبحاثهم تحاول إدراك العلاقة بين التربية والإعلام.

لقد أصبحت تربية الإنسان عملية معقدة لا يمكن أن تضطلع بها مؤسسة واحدة أو اثنتين في المجتمع " فمؤسسات التعليم النظامي يستحيل أن يقوم بهذا العبء وحدها، وإنما بالضرورة ، وسائل الإعلام، بما لها من الانتشار، وما لها من تقنيات متقدمة تيسر سبل التعليم والتعلم".

كما أن أية تربية صحيحة للمواطن " تتطلب الوقوف على الأهداف التربوية والإعلامية ومدى تأكيدها المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات الصحيحة ومستوى التنسيق والتكامل بين هذه الأهداف".

لذلك جاءت الدراسة الحالية وهي تحليل مجلة " لواء الإسلام" وهي واحدة من وسائل الإعلام المطبوعة والتي يناط بها دور تربوي داخل المجتمع من حيث قدرتها على المساهمة في تربية أبناء المجتمع وتقديم حلول للمشكلات التي يعاني منها المجتمع، خاصة أن الفترة المحددة لتحليل المجلة وهي فترة الثمانينيات كانت مليئة بالمتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي أثرت على عملية التنمية وتقدم المجتمع وأفرزت العديد من المشكلات- كما سيأتي تفصيله. والتي تطلبت مساهمة الصحافة والقيام بدور فعال في تقديم وتبني الحلول المناسبة.

وترجع أهمية هذه الدراسة إلى ما يلي:

- الوقوف على مدى استجابة الصحافة الإسلامية للمتغيرات العالمية والمحلية المعاصرة.

- استكشاف القضايا التي يهتم بها المفكرون- في الصحافة الإسلامية- ومدى تطابقها مع القضايا التي تشغل المجتمع.

- أن هذه الدراسة تعد استجابة علمية لدراسات سابقة تؤكد ضرورة تحليل الدور التربوي للصحافة الإسلامية، نظرا لما تمثله من أهمية كبيرة في البناء التربوي للمجتمع، وتتبع عناصر القوة وعوامل الضعف في هذا الدور.


منطلقات الدراسة

تقوم الدراسة على المنطلقات التالية:

- أن هناك علاقة وثيقة بين الصحافة وما تقدمه وبين التربية، حيث تحتوي الرسالة الإعلامية على قيم ومباديء تؤثر فى سلوك الفرد والجماعة.

- أن الصحافة لها تأثيرها الواضح على الرأي العام وتكوين اتجاهات المواطنين.

- أن المحتوى الثقافي لأي مجتمع لا يتكون من فراغ وإنما هناك مؤثرات تمارس عملها على الفرد. ومن أهم هذه المؤثرات الصحافة.

- أن الصحافة في المجتمعات المعاصرة تساهم في عملية التنمية الشاملة وأهم ما تقدمه هو المساهمة في بناء الإنسان.

- أن الصحافة تستطيع أن تساهم في حل مشكلات النظام التعليمي عن طريق عرضها الحلول المناسبة.

- أن محتوى الرسالة الإعلامية التي تقدمها مجلة لواء الإسلام يستند إلى ومباديء التربية الإسلامية والتي تهدف إلى تكوين" الإنسان الصالح".

- أن مجلة لواء الإسلام تتفاعل مع المجتمع وأحداثه ومتغيراته وتقدم الحلول للمشكلات المجتمعية المختلفة.

- أن محتوى الرسالة الإعلامية التي تقدمها مجلة لواء الإسلام يراعي النظرة المستقبلية للمجتمع في ضوء التطورات والمتغيرات العالمية.


مشكلة الدراسة

التساؤل الرئيسي لهذه الدراسة هو : ما القضايا التربوية التي تناولتها مجلة لواء الإسلام في الفترة من 1980- 1990؟

ويتفرع من هذا التساؤل الرئيسي تساؤلات فرعية أخرى:

- ما المتغيرات المجتمعية التي حدثت في المجتمع المصري وانعكاساتها التربوية في فترة الثمانينات؟

- ما الظروف والعوامل التي أدت إلى نشأة مجلة لواء الإسلام؟

- ما مدى استجابة مجلة " لواء الإسلام" للمتغيرات المجتمعية وانعكاساتها التربوية التي حدثت في المجتمع المصري في فترة الثمانينات؟ -

أهداف الدراسة

تهدف الدراسة إلى :

- الوقوف على المتغيرات المجتمعية التي حدثت في المجتمع المصري في فترة الثمانينات وتأثيرها على القضايا التربوية.

- التعرف على العوامل لتي أدت إلى نشأة مجلة " لواء الإسلام" .

- تحليل القضايا التربوية التي تناولتها مجلة " لواء الإسلام" في فترة الثمانينات.

- محاولة تفسير مدى استجابة المجلة للمتغيرات المجتمعية وانعكاساتها التربوية التي حدثت في المجتمع المصري في فترة الثمانيات.

- الإسهام في وضع تصور مستقبلي للدور الإعلامي في التربية من خلال الصحافة المتخصصة.


حدود الدراسة

وتتمثل حدود الدراسة فيما يلي:

الحد الموضوعي:

ويتضمن القضايا المراد تحليلها فى مجلة " لواء الإسلام" وهذه القضايا هي:

- قضايا تربوية تهتم ببناء الإنسان وتشمل:

( جوانب التربية- الطبيعة الإنسانية- أهداف التربية- تربية الفئات الاجتماعية- الطفل- الشاب- المرأة).

- قضايا مجتمعية ذات أبعاد تربوية وتتناول:

( المشكلة الاقتصادية- مشكلة العنف- مشكلة الأمية- العدل الاجتماعي- تغير القيم) .

- قضايا تربوية تتصل بالتعليم، وتتضمن:

( المناهج الدراسية- المعلم- التلميذ- السياسات التعليمية- التعليم الجامعي).

وقد حددت هذه القضايا من استقراء الواقع التربوي واستخلاص أهم القضايا التي تشغله وتم عرضها على الأساتذة المتخصصين وأجريت عليها بعض التعديلات وفقا لآراء الأساتذة.

الحد الزمني:

ويتضمن تحليل القضايا التربوية في الأعداد الصادرة من مجلة " لواء الإسلام" في الفترة من 1980- 1990م.

منهج الدراسة:

استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وبما أن الدراسات المسحية إحدى جوانب هذا المنهج فإن الباحث قد استخدم أسلوب تحليل المضمون، ويعرف هذا الأسلوب بأنه " أسلوب للبحث العلمي يمكن أن يستخدمه الباحثون في مجالات بحثية متنوعة لوصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح للمادة الإعلامية المراد تحليلها- من حيث الشكل والمضمون- وذلك بشرط أن تتم عملية التحليل بصفة منتظمة ووفق أسس منهجية ومعايير موضوعية".

كما استخدمت الدراسة المنهج التاريخي للتعرف على نشأة الصحافة الإسلامية في مصر.

مصطلحات الدراسة

  • الصحافة الإسلامية:

وردت تعريفات كثيرة للصحافة الإسلامية ومن هذه التعريفات ما يلي:

تعريف صلاح عبد اللطيف الصحافة الإسلامية بأنها هي التي تقوم على نشر الدين وتعاليمه المختلفة، وكذلك تستخدم الفنون المختلفة للإخراج الصحفي، ولا تعتمد كثيرا على الإعلانات حيث أن لها هدف تربوي وتثقيفي وليس لها أهداف تجارية.

أما سامي عبد العزيز الكومي، فيعرف الصحافة الإسلامية بأنها هي التي تزود جماهير القراء بصفة عامة- بحقائق الدين الإسلامي المستمدة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وبشكل منفصل أو مرتبط بأمور الحياة من خلال صحف دينية متخصصة، أو موضوعات دينية متخصصة في صحيفة عامة، يحررها كاتب لديه معرفة متعمقة وواسعة في الموضوعات الذي يتناوله.

وتتبنى الدراسة التعريف الآتي للصحافة الإسلامية: بأنها تلك الصحافة " التي تعالج مختلف قضايا الحياة وأحداثها من منظور إسلامي، استنادا إلى القرآن الكريم، وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ارتضته الأمة من مصادر تشريعية في إطارهما، وتقدم هذه القضايا والأحداث للجماهير بلغة مناسبة، واستخدام الفنون الصحفية الملائمة، والإفادة من كل الوسائل للتعريف بالإسلام وحقائقه، بما يخدم الأهداف والمثل والقيم الإسلامية، ويمثل ترجمة وقيادة لواقع المجتمع الذي تنشر فيه".

  • قضايا التربية:

ويقصد بقضايا التربية: مجموعة الآراء والأفكار والمشكلات التربوية التي تناولها الكتاب في " مجلة لواء الإسلام" في الفترة الزمنية المخصصة للبحث.

الدراسات السابقة

الدراسة الأولى: دراسة تحليلية للفكر التربوي في مصر من 1952- 1970 ( 1974)

واهتمت هذه الدراسة برصد وتحليل الفكر التربوي في مصر في الفترة من 1952- 1970 واستخدمت الدراسة أسلوب تحليل المضمون بصورة أساسية بغرض تحليل مضمون الفكر التربوي كما يتبدى في الكتابات التربوية المدونة بالصحف والمجلات والكتب التربوية، وتوصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:

أن القضايا التي كانت تشغل المجتمع المصري من 1952- 1970 كانت مشكلات واقع وممارسة وتطبيق أكثر من أن تكون قضايا فكرية نظرية.

- لم تكن هناك نظرية أو مذهب فلسفي يوجه إلى المجتمع خاصة في الخمسينيات أما في الستينات، فقد كان هناك دليل للعمل هو الميثاق الذي رسم السياسة عند فترة زمنية معينة تنتهي بنهاية 1970.

- أسلوب العمل كان المحاولة والخطأ كما رأى البعض، أو ردود أفعال كما رأى البعض الآخر.

الدراسة الثانية اتجاهات الفكر التربوي في الصحافة المصرية دراسة تاريخية مستقبلية

( 1982) وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على اتجاهات الفكر التربوي في الصحافة المصرية ( الأخبار، الأهرام، المصري، الجمهورية) في الفترة من 1919- 1978 واستخدم الباحث المنهج التاريخي، أسلوب تحليل المضمون، وتوصل الباحث إلى عدة نتائج من أهمها:

- - أن ما نشرته الصحف من آراء وأفكار تربوية لم يكن قاصرا على التربويين وحدهم ولكنه مجال اشترك فيه السياسيون والمثقفون، مما جعل الصحافة بالنسبة لقضايا التربية منبرا حواريا. - أن هذا التنوع في الكتابات التربوية يعطي قيمة أكثر أهمية وهي تكوين تاريخ صحيح للفكر التربوي من خلال الصحافة.

- وأوصت الدراسة بضرورة حث المؤسسات التربوية على إعداد دراسة أبحاثها توجيهها نحو التعليم.

الدراسة الثالثة: اتجاهات الصحافة المصرية نحو قضايا الفكر التربوي الإسلامي(1987):

وقد اهتمت هذه الدراسة بالتعرف على اتجاهات الصحافة المصرية نحو قضايا الفكر التربوي الإسلامي، واستخدم الباحث أسلوب تحليل المضمون لتحليل قضايا الفكر التربوي الإسلامي في الصحف اليومية ( الأهرام ، الأخبار، الجمهورية) ، وتوصل الباحث غلى عدة نتائج كان من أهمها:

أن مضمون الصحف بالفكر التربوي الإسلامي جاء اهتماما متواضعا، ولم ترتفع هذه الصحف بتقديم القضايا التي تمس حياة المسلم وتربيته بالصورة الحية المجسمة لجوانب الشخصية المسلمة التي حدد ملامحها القرآن الكريم والسنة النبوية.

أن القضايا التي قدمتها الصحف آنذاك لم تكن مرتبطة بمشكلات الواقع الاجتماعي بقدر ما كانت مساندة للنظام السياسي، وبالتالي افتقدت هذه الصحف دورها كوسيط تربوي.

الدراسة الرابعة: بعض القيم المتضمنة في الصحافة الإسلامية ( 1990) ،

وقامت هذه الدراسة بتحليل بعض القيم المتضمنة في الصحافة الإسلامية في الفترة من أول نوفمبر 1987 حتى آخر أبريل 1988، واستخدمت الدراسة أسلوب تحليل المضمون في التعرف على هذه القيم، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، منها:

- أن للصحافة الإسلامية دورا تربويا جديرا بالاعتبار ويتضح ذلك من خلال تحليل القيم التي تضمنتها في فترة الدراسة.

- أن الصحافة الإسلامية ساهمت في تشكيل الوعي والتثقيف والأمن الثقافي من خلال ما تبنته من قيم وآراء حول هذه الموضوعات.

- بالرغم من أهمية الدور الذي يجب أن تقوم به الصحافة الإسلامية في التربية إلا أنها تعاني من ضعف يتمثل في ضيق الفرص التي تتيحها للأقلام المتخصصة في علوم التربية والعلوم الإنسانية بشكل عام، في مقابل كثرة هائلة من الكتابات الدينية التقليدية.

- عدم وجود فلسفة واضحة ومحددة للسياسة التربوية في كتابات الصحافة الإسلامية.

الدراسة الخامسة: اتجاهات السياسة التعليمية في مصر في ضوء المتغيرات المجتمعية خلال الفترة من 1970- 1990 ( 1991)

وهدفت هذه الدراسة إلى عرض أهم اتجاهات السياسة التعليمية في مصر خلال الفترة من 1970 إلى 1990 والكشف عن مدى استجابتها خلال الفترة المذكورة تأثرت بما كان يجري في المجتمع من أحداث وأن تلك السياسات استجابت استجابة تامة على المستوى اللفظي، وتأثرت تأثرا اختلفت درجاته بالنسبة للواقع التعليمي إلا أن نفس الوقت قد استجابت ولبت بعض من تلك المتطلبات، مثل المتغير السكاني وتمثل في زيادة أعداد المقبولين في التعليم الابتدائي سنويا.

دراسة عبد الجواد بكر ( 1994) وتناولت هذه الدراسة تحليل للآراء والأفكار والقيم التربوية في مقالات صحيفة " العروة الوثقى " واستخدمت الدراسة منهج تحليل المضمون، وتوصلت إلى عدة نتائج أهمها:

- أن منهج " العروة الوثقى" متميز في توجهها الإسلامي الأصيل لعلاج قضايا الأمة الإسلامية.

- أن "العروة الوثقى" أوضحت للمسلمين خطوط الإصلاح وطرق علاج حالات الضعف العقدي الاجتماعي من خلال التأكيد على فهم الدين فهما صحيحا.

- اهتمت " العروة الوثقى" بقضية تربية الأمة وظهر ذلك من خلال بث روح الانتماء الإسلامي بين أبناء الأمة.

- قدمت الجريدة حلولا تربوية للقضايا والمشكلات التي واجهت الأمة الإسلامية آنذاك.

- كان من أبرز توجهات " العروة الوثقى" توجيه الدعوة إلى أبناء الأمة لفهم أصول دينهم كأساس موجه لشئون حياتهم في نواحيها كافة.

  • يتضح من العرض السابق ما يلي:

- أن هناك دراسات تناولت تحليل الفكر التربوي من خلال الصحف العامة وهي، دراسة طلعت عبد الحميد، الشطلاوي، محمد عبد القوي شبل.

- ودراسات تناولت القيم التربوية في الصحافة الإسلامية وهي دراسة "عبد المقصود زكي البالبي"، عبد الجواد بكر.

- كما أن هذه الدراسات استخدمت منهج تحليل المضمون في التعرف على الدور التربوي للصحافة في المجتمع المصري.

- وأوصت هذه الدراسات بضرورة بحث ودراسة الدور التربوي للصحافة داخل المجتمع المصري.

الدراسة الحالية والدراسات السابقة:

تتفق الدراسة الحالية مع بعض الدراسات السابقة في جانبين هما:

الأول: تناول قضايا التربية في الصحافة الإسلامية.

الثاني: استخدام أسلوب تحليل المضمون والذي استخدمته الدراسات السابقة.

ومن أهم أوجه الاستفادة التي قدمتها هذه الدراسات للدراسة الحالية هو التعرف على كيفية استخدام أسلوب تحليل المضمون بجوانبه الكمية والكيفية، وكذلك الوقوف على بعض المتغيرات التي حدثت في المجتمع المصري في فترة الثمانينات.

بينما تختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في:

- أنها تتناول مجلة إسلامية واحدة هي " لواء الإسلام" – بالتحليل والدراسة في عشر سنوات ( الثمانينات).

- أن هذه الدراسة تحاول التعرف على مدى إمكانية قيام الصحافة الإسلامية باعتبار أن لها دور تربوي في ظل المتغيرات العالمية المعاصرة.

- تحاول هذه الدراسة رصد وتحليل الفلسفة التربوية للصحافة الإسلامية في بناء الإنسان المصري المعاصر في الفترة من 1980- 1990.


الفصل الثاني المتغيرات المجتمعية في المجتمع المصري

المتغيرات المجتمعية في المجتمع المصري في فترة الثمانينيات وتأثيراتها التربوية

يتضمن هذا الفصل:

أولا: المتغيرات الاقتصادية:

- الانفتاح الاقتصادي.

- المشكلات الاقتصادية.

ثانيا: المتغيرات السياسية.

- تطور النظام السياسي.

- المشاركة السياسية.

ثالثا: المتغيرات الاجتماعية.

- المتغير السكاني.

- التركيب الطبقي.

- المتغيرات القيمية.


مقدمة

يختلف النظام التربوي من مجتمع إلى آخر، حسب طبيعة القوى والعوامل التي تؤثر فيه داخل المجتمع الذي يشتق منه أهدافه ويصوغها حسب أهداف ذلك المجتمع، وهو في ذلك يتأثر بالقوى الثقافية والدينية، وكذلك النظم الاقتصادية والسياسية ويتفاعل معها، " ومن ثم فإن النظرة العلمية للنظام التربوي في مجتمع ما تقتضي تناوله من خلال منظور ثقافي واسع يتناول الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تتحرك داخل المجتمع".

ويتناول هذا الفصل أهم المتغيرات المجتمعية في المجتمع المصري في فترة الثمانينات وانعكاساتها على النظام التربوي ومدى تأثره بها، وفيما يلي عرض لأهم هذه المتغيرات وتأثيراتها التربوية.


أولا: المتغيرات الاقتصادية

يرى بعض المفكرين أن أساس التقدم في المجتمعات المعاصرة هو الاقتصاد والتربية إذ أنه نتيجة للتدريب الذي يقوم به التعليم " والنظام الاقتصادي في أي مجتمع هو الذي يشكل الدعامة الرئيسية التي يستند عليها التوسع في التعليم، وكلما زاد معدل التنمية الاقتصادية، كلما أمكن تخصيص نصيب أكبر من الموارد لنشر التعليم وتحسين مستوياته، كما أن المجالات الاقتصادية تشكل قوة ضاغطة في اتجاه الطلب على التعليم" .

أما أهم المتغيرات الاقتصادية في المجتمع المصري في الثمانينيات وتأثيراتها التربوية فهي كما يلى:

  • - الانفتاح الاقتصادي:

شهد الاقتصاد المصري منذ منتصف السبعينيات، تحولا جذريا وذلك بإعلان سياسة الانفتاح الاقتصادي والتي أثرت على النظام التعليمي والقيم الاجتماعية والسلوكية داخل المجتمع المصري طوال فترة الثمانينات، وقد أكدت هذه السياسة منذ بدايتها على أنها تشمل " الاستيراد والتصدير، والنقد والجمارك وميزان المدفوعات وتحرير قطاع التجارة الخارجية من التعقيدات والقيود، وذلك بالعمل على إلغاء تراخيص الاستيراد، وسرعة انسياب البضائع المستوردة من المناطق الجمركية، وتوفير احتياجات القطاع الخاص ومطالب الحرفيين والمهندسين، إلى الجهاز المصرفي إلى المدن والريف، ولقد استهدفت الحكومة من تنفيذ سياسة الانفتاح العمل على إعادة مواقع الإنتاج إلى عملها في التنمية الاجتماعية- بعد انتهاء حرب أكتوبر- والإسراع في عملية التعمير وإعادة البناء الداخلي، واستقطاب رءوس الأموال الخارجية عن طريق فتح باب الاستثمارات.

وإزاء اتباع الحكومة سياسة الانفتاح زاد نمو الناتج القومي الإجمالي الذي يعود في الأساس إلى زيادة الحصيلة النقدية من العملات الأجنبية من المصادر الآتية في عام 85- 1986م.

- صادرات البترول 29,4%

- تحولات المصريين العاملين بالدول العربية النفطية 21,6%

- رسوم قناة السويس 9,8%

- دخل السياحة 7,8%

- تدفق المواد الأجنبية في صورة قروض ومساعدات والتي بلغت قيمتها 14 مليار دولار.

وقد شهدت قطاعات الدولة المختلفة تطورات متنوعة، ففي مجال الزراعة تم استصلاح 192,000 فدان بالإضافة إلى قيام المشروعات الزراعية الكبيرة في المناطق الجديدة وقد أدى ذلك إلى توفير فرص كثيرة للعمل سواء في مجال الزراعة واستصلاح الأراضي أو بالنسبة للصناعات التقليدية كالغزل والنسيج أو الصناعات الحديثة كالصناعات الهندسية والمعدنية والكيماوية، والحديد والصلب والخزف والأسمنت والورق والأسمدة والصناعات البترولية، كما ظهرت المدن الصناعية الجديدة وظهر بها الكثير من الصناعات الحديثة.

وعلى الرغم من هذه النواحي الإيجابية لسياسة الانفتاح الاقتصادي إلا أنه كانت هناك سلبيات كثيرة عانى منها المجتمع المصري خلال فترة الثمانينيات منها:

- أن العناصر التي بادرت بالاستفادة من سياسة الانفتاح كانت من الطفيليين والخارجين على القانون التي لم تر في تلك السياسات سوى فرصة ذهبية للثراء السريع.

- أخذت قبضة الدولة تتراخى عن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية فظلت محملة بالتزامات مثل مجانية التعليم ومجانية العلاج وتعيين الخريجين ودعم السلع الأساسية ومشاركة العمال في الإدارة والأرباح، الأمر الذي أدى بالتدريج إلى تفريغ كثير من هذه الالتزامات من مضمونها الفعلي، أو تحويلها إلى أعباء ثقيلة ينوء بها كامل الدولة.

- إن سياسة الانفتاح وتشجيع الاستثمار الخاص، وما صحابها من تدفق أموال هائلة، وما أدت إليه بالضرورة من تضخم وارتقاء في نفقات المعيشة وتفاوت حاد بين الطبقات، ظلت متعايشة مع تشريعات وتنظيمات قاصرة عن مواكبتها، مثل تشريعات الضرائب وإيجارات المساكن والأراضي.

- عدم صدور التشريعات التي تدعم القطاع العام وانطلاقه من القيود الإدارية وتداخل الاختصاصات وترشيد العمالة وربط العمل بالإنتاج.

- عدم وجود الإطار التشريعي الذي يسمح للقطاع العام بالسعر الاقتصادي منعا من استمرار خسائر القطاع العام.

وقد حرصت القيادة السياسية التي تولت الحكم في عام 1981 العمل على تجنب السلبيات التي حدثت بالرغم من تأكيدها على تمسكها بهذه السياسة فقد أعلن الرئيس مبارك في أول خطاب له في 14/ 10، 1981 " ... إن سياسة الانفتاح باقية وسأعمل على تدعيمها وتعزيزها.. بحيث يكون الانفتاح إنتاجيا يحقق الشعب المصري من ورائه الكثير"، ثم وضعت القيادة السياسية الجديدة مجموعة من التحديدات المهمة لسياسة الانفتاح الإنتاجي . منها:

- تحديد الأسلوب الأمثل لترشيد وتوجيه المخدرات المحلية للنشاط الإنتاجي وخدمة حصوله على مسكن مناسب في وقت معين.

- ضمان وصول الدعم إلى مستحقيه.

- استئصال الإسراف والبذخ دون اللجوء إلى إجراءات تعسفية تحد من النشاط الاقتصادي.

- تعويض النقص الشديد في العمالة الماهرة المدربة في كثير من المجالات المتصلة بالإنتاج والخدمات الأساسية.

- ترشيد سياسة الاستيراد بالنسبة لموارد الدولة أو الصناعة الوطنية.

- دعم القطاع العام وتعزيزه باعتباره ركيزة الإنتاج الصناعي والممول الأساسي لعمليات التنمية:

وقد انعكست هذه السياسات الاقتصادية على النظام التعليمي- كما انعكست على غيره- وظهرت هذه التأثيرات في قوانين وقرارات اتخذت بشأن النظام التعليمي في مصر، فقد صدر القانون رقم 139 لعام 1981 والذي نص على :

- مد الإلزام إلى تسع سنوات تشمل المرحلتين الابتدائية والإعدادية واعتبار هذه المرحلة مرحلة تعليم أساسي تهدف إلى تنمية قدرات واستعدادات التلاميذ وتزويدهم بالقدر الضروري من القيم والسلوكيات والمعارف والمهارات العملية التي تتفق وظروف البيئات المختلفة.

- انفتاح المدرسة وبصفة خاصة المدرسة الفنية على البيئة ومد نشاطها إلى المشروعات الإنتاجية ذات الصلة بتخصصها وفتح أبوابها للاستفادة من إمكاناتها في رفع المستوى المهني لأصحاب المهن والحرف، ومشاركة قطاعات الإنتاج والخدمات في العملية التعليمية من حيث :

إبداء الرأي والإسهام في وضع الخطط والمناهج الدراسية والاستفادة بما يتوافر في البيئة المحلية من عمالة ماهرة وإمكانات وتجهيزات.

- تنظيم ودعم التعليم الخاص في إطار السياسات والخطط القومية للتعليم وبما يحقق الأغراض الحقيقية من إنشائه.

كما جاءت الخطة الخمسية للتعليم ( 1982/ 1983، 1986/ 1987) تؤكد على مجموعة من المباديء والأهداف التي تؤكد على ضرورة زيادة نسب الاستيعاب، وتحقيق التوازن بين التوجه الكمي والكيفي بما يتلاءم مع الاحتياجات المجتمعية في فترة الثمانينيات فأكدت هذه الخطة على ما يلي:

أ‌- الارتفاع بالنسبة العامة للاستيعاب بالصف الأول من الحلقة الأولى بالتعليم الأساسي بنسب متزايدة تتدرج من 85,2% عام 81/ 1982 إلى 88,3 عام 82/ 1983 وحتى تصل إلى 96% عام 86/1987.

تحقيق التوازن بين التطور الكمي والتطور النوعي في التعليم بحيث يمكن التوفيق بين تعميم التعليم لجميع أفراد الشعب والارتفاع بمستوى هذا التعليم بما يتفق ومتطلبات العصر.

وإذا كانت القيادة السياسية الجديدة حاولت نجنب سلبيات الانفتاح الاقتصادي إلا أنها لم تستطع أن تمنع من وجود مجموعة مشكلات اقتصادية مثلت لها تحديا وأثرت على المجتمع المصري تأثيرا كبيرا وعانى منها كذلك النظام التعليمي،وكانت أهم هذه المشكلات التضخم، الديون ، البطالة.

  • - المشكلات الاقتصادية

أ- التضخم :

التضخم كظاهرة هو محصلة تفاعل مجموعة قوى داخلية وأخرى خارجية تسبب ارتفاعا مستمرا في الأسعار الذي ينتج من ناحية عن زيادة الطلب وارتفاع التكاليف ، ومن جهة ثانية فإن ارتفاع تكلفة المنتج المحلي نتيجة ضعف مستوى الإنتاج وزيادة الطلب الكلي على السلع والخدمات عن العرض الكلي منها والذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم. ويرجع -أيضا- التضخم غلى " زيادة الواردات بسبب ضعف معدلات نمو الناتج الزراعي والصناعي المحلي، وإطلاق حرية الاستيراد عن طريق القطاع الخاص وتراجع دول الدولة في مجال الرقابة على الأسعار وتزايد الإنفاق العام" وقد كان لانخفاض الواردات الاستثمارية وزيادة الواردات الاستهلاكية أثرا كبيرا على زيادة التضخم وارتفاع الأسعار" كما أن تراجع وزن الإنتاج السلعي في ظروف زيادة أعداد ودخول السكان، أدى إلى تعاظم الواردات الغذائية والاستهلاكية، الأمر الذي جاء بدوره إضعافا للقدرة على توجيه الموارد لاستيراد السلع الإنتاجية، أضف إلى هذا أن زيادة الميول الاستهلاكية وتزايد الإنفاق على السلع الكمالية والمعمرة بما لا تتناسب مع مستوى التطور وحاجات التنمية، دفع بدوره إلى ارتفاع الاستهلاك منها وكان خصما من إمكانيات الاستيراد ولأغراض الاستثمار الإنتاجي.

وقد حاولت الدولة مواجهة مشكلة التضخم في العجز والميزانية من خلال التأكيد على ثلاثة محاور أساسية للسياسة الاقتصادية تمثلت في:

- دعم الدور الجديد للقطاع العام وتصفية احتكاره والاهتمام بالمشروعات المشتركة .

- تشجيع القطاع الخاص المصري والأجنبي العربي المشترك.

- تعديل العلاقات الاقتصادية الخارجية بإلغاء احتكار الدولة للتجارة الخارجية والنقد الأجنبي، ودخول القطاع الخاص بشكل متزايد إلى تجارة الواردات السلعية .

جدول رقم (1) يوضح نسبة التضخم في نهاية الثمانينات.
1دراسه.jpg

وقامت الدولة – أيضا- بمحاولة ترشيد سياسة الاستيراد، وإعادة الثقة للعملة المحلية، ووضع حدود فاصلة بين عمليات تصدير النقد الأجنبي وتهريبه وتحديد سعر الصرف ولتحقيق ذلك وضعت مجموعة من القرارات التي أطلق عليها إجراءات يناير وهي:

- الاتجاه نحو تكوين سوق حرة للنقد الأجنبي.

- محاولة القضاء على السوق السوداء من خلال دمج كل من مجمع الصرف الأجنبي لدى البنوك التجارية في السوق السوداء في سوق واحدة لتوحيد سعر صرف الدولار.

- السمح للأفراد بفتح حسابات بالعملة الأجنبية في مصر بعد أن لوحظ ارتفاع حجم هذه الحسابات حتى وصلت غلى 8 مليار دولار.

وقد تأثر التعليم بكافة جوانبه بمشكلة التضخم حيث أنه اثر فعليا على ميزانيات التعليم الحقيقية، وزادت في الثمانينات كثافة الفصول وارتفعت ارتفاعا كبيرا وعملت المدارس لفترتين وثلاث فترات- حيث لم تستطع الحكومة توفير مدارس جديدة تحقق الاستيعاب الذي أقرته الخطة التي كانت تقدم للتلاميذ وخاصة الوجبات الغذائية التي تم تخفيضها وإنقاص كميتها وتم التوسع في الرسوم المدرسية دون استثناء تحت بند المشاركة الشعبية كما ظهرت الدعوات التي تطالب بإلغاء المجانية أو ترشيدها والتوسع في مجال التعليم الخاص.

وهكذا فقد أثر التضخم على النظام التعليمي بشكل واضح، كما كان له تأثيره على كافة جوانب المجتمع المصري.

ب- الديون:

تعد مشكلة الديون المشكلة الرئيسية للاقتصاد المصري ومنها يتفرع باقي المشكلات الاقتصادية الأخرى، من ضعف الاستثمار، ارتفاع الأسعار، زيادة الاستيراد، ضعف الإنتاج المحلي... الخ، وقد برزت هذه المشكلة بشكل واضح في منتصف الثمانينات " بسبب هبوط أسعار وعائدات النفط، وضعف الصادرات الزراعية والصناعية. واستمرار تناقص تحولات العاملين في البلدان العربية، وتذبذب إيرادات القناة والسياحة، بالإضافة إلى تزايد قيمة المدفوعات لسداد أقساط وفوائد الدين العام الخارجي" وفي تقرير أعده البنك المركزي المصري وقدمه إلى مجلس الشعب المصري في أكتوبر 1985 أشار إلى : " أن الحجم الإجمالي للدين العام المصري بلغ 77,6 46,0 مليار جنيه. بشقيه المحلي والخارجي. حتى 30/ 6/ 1985 بزيادة قدرها 5,15 مليار جنيه مصري ومعدل زيادة قدره 1,6% خلال العام المالي 84/ 85 وبمعدل زيادة قدره 16,4% خلال العام المالي 83/ 1984م".

أما حجم الديون الخارجية وحدها، فقد بلغت حوالي 30,8 مليار دولار في عام 82/ 1983 ، وحوالي 36 مليار دولار عام 84/ 1985 وبناء عليه تكون نسبة ديون مصر الخارجية إلى الناتج المحلي الإجمالي حوالي 130% ، كما أن متوسط نصيب الفرد من الديون يعادل 684 دولارا وهو ما يزيد كثيرا عن متوسط دخل الفرد في هذا العام.

ويمكن إدراك خطورة حجم الديون إذا أدركنا حجمها بالنسبة للناتج القومي كما هو موضح بالجدول رقم (2).


جدول رقم (2) يوضح نسبة الديون من الناتج القومي


دراسه2.jpg


وأدت مشكلة الديون- المحلية والخارجية- إلى عدد من الآثار الاقتصادية غير المرغوب فيها، يمكن إجمالها فيما يلي:

- ارتفاع متواصل لمعدلات التضخم في الاقتصاد المصري، وما يستتبعه ذلك من الآثار غير الحميدة للتضخم.

- استنزاف الاحتياطات النقدية الدولية، نظرا لاضطرار الحكومة إلى استخدام هذه الاحتياطات لسداد أعباء الديون الخارجية.

- إضعاف الطاقة الذاتية للاقتصاد القومي المصري على الاستيراد والاستثمار وذلك بسبب معدل خدمة الدين العام والخارجي نظرا لأن قدرة مصر وهي دولة نامية على الاستيراد والاستثمار تتحدد أساسا في المدى الطويل بمقدار حجم مدخراتها المحلية ومدى حصيلة صادرتها.

وقد كان لمشكلة الديون مجموعة من الانعكاسات السلبية على النظام التعليمي في مصر، نذكر منها:

- عجز الدولة عن توفير المباني المدرسية الملائمة لاستيعاب جميع التلاميذ خاصة في المراحل الأولى للتعليم.

- عجز الدولة عن تجهيز المدارس بالمرافق والمعامل والمختبرات والأثاثات والمكتبات إلى غير ذلك مما أدى إلى إضعاف مستوى الخدمة التعليمية.

- كما أدى نقص المخصصات التمويلية الموجهة للتعليم إلى صعوبة تحسن مستوى المرتبات التي تصرف للمعلمين والعاملين في الحقل التعليمي الأمر ا لذي دفع بالغالبية العظمى من المعلمين إلى البحث عن دخول إضافية، وكان ذلك إما بالهجرة إلى الدول العربية النفطية أو إعطاء دروس خصوصية.

- تم تخفيض السلم التعليمي بالحلقة الأولى للتعليم الأساسي لتصبح خمس سنوات بدلا من ستة سنوات بموجب القانون رقم 223 لسنة 1988، وذلك لخفض كثافة الفصول في الحلقة الابتدائية ، والتغلب على مشكلة تعدد الفترات الدراسية في مدارس ههذ الحلقة.

ب‌- اللجوء إلى استخدام المعونات الأجنبية مما كان له أثر كبير على التدخل الأجنبي في شئون التعليم المصري، والتدخل في سياساته وبرامجه ومقرراته.

  • جـ البطالة والهجرة :

تعني البطالة السافرة في مفهومها الاقتصادي وجود أفراد قادرين على العمل ويبحثون عنه، وفي المقابل لا توجد فرص عمل كافية لاستيعابهم من جهة أخرى تعبر عن وجود طاقة عاطلة في الاقتصاد نتيجة لعدم الاستغلال الأمثل لعنصر العمل الذي يعد من أهم عناصر الإنتاج، ولا سيما في اقتصاديات الدول التي تتمتع فيه بوفرة نسبية. وفي حالة الاقتصاد المصري لا تكمن خطورة المشكلة فقط فى عدم الاستغلال الأمثل للعمل البشري بما تضمنه ذلك من إهدار وتبديد لإنتاج كان يمكن تحقيقه واستخدامه في توفير إشباع أفضل للمجتمع وإنما تكمن أيضا في أن حوالي 90% من المتعطلين هم من الشباب الداخلين الجدد إلى سوق العمل مما يزيد من تفاقم الآثار السلبية الاقتصادية والاجتماعية لمشكلة البطالة.

وفي رصد تطور ظاهرة البطالة نجد أنه مع عقد السبعينات تزايدت حجم المشكلة وارتفع حجم البطالة بشكل كبير، وتوضح بيانات تعداد عام 1976 أن عدد المتعطلين قد بلغ 850 ألف فرد بنسبة 7,8% من إجمالي قوة العمل، وكان عدد الداخلين الجدد إلى سوق العمل خلال الفترة من 66- 1976 قد بلغ ما يزيد على 2, 426 مليون فرد ومع عقد الثمانينات استمر تفاقم المشكلة ، بل وتزايدت معدلات البطالة بصورة أكبر ويؤكد هذا النتائج الأولية لتعداد عام 1986، حيث بلغ حجم المتعطلين عن العمل 2, 011 مليون فرد بما يوازي حوالي 14, 7% من إجمالي قوة العمل المصرية.


جدول رقم (3) يوضح حجم ومستوى البطالة في مصر حسب النوع
" ريف وحضر " ( العدد بالألف)


دراسة3.jpg


وقد لعبت الهجرة الخارجية- خاصة إلى الدول العربية النفطية- دورا مهما في تقليل حدة المشكلة إلا أن الغزو العراقي للكويت عام 1990 وعودة المهاجرين أدى إلى زيادة الخلل وزيادة البطالة في سوق العمل المصري، وكانت من أهم العوامل التي عملت على تفاقم مشكلة البطالة في نهاية الثمانينات. هذا بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من خريجي التعليم النظري العام والمتوسط دون وجود حاجة إلى خدماتهم في سوق العمل ، واستمرار الفجوة بين سياسات التعليم واحتياجات التنمية الاقتصادية، مما أدى إلى وجود بطالة متعلمين بصفة عامة، وبطالة خريجي الجامعات بصفة خاصة.

وبالرغم مما وجه إلى السياسة التعليمية في فترة الثمانينات من اتهامات حول كونها أحد أسباب البطالة في مصر إلا أنها حاولت تقديم سبل علاج وفقا للإمكانات المتاحة، فعملت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارتي الكهرباء والطاقة، والصناعة في مجال إعداد العمالة الفنية المدربة ومد المشروعات الجديدة بحاجتها من العمالة المدربة، وعقد اتفاقات تعاون بين الوزارة وهاتين الوزارتين لهذا لغرض في 10/ 4/ 1989، كما عقدت وزارة التربية والتعليم ثلاث اتفاقيات مع صندوق وبنك التنمية الأفريقي بتاريخ 1/ 9/ 1989 في إطار مشروع تطوير المدارس الثانوية الصناعية، كما أنشأت الوزارة مجلسا نوعيا للتعليم الفني قبل الجامعي والذي يختص باقتراح الأسس اللازمة لتطوير خطط وبرامج التعليم الفني ونوعياته المختلفة على ضوء الاحتياجات والإمكانات والمواصفات المطلوبة لجميع التخصصات، ودراسة المتغيرات الحادثة في سوق العمالة داخليا ومدى ارتباطها بخطط التنمية وانعكاساتها على متطلبات التعليم الفني.

وهكذا عملت وزارة التربية والتعليم على توجيه اهتمامها بالتعليم الفني لربط التعليم بمواقع الإنتاج والعمل وتقليل عدد الداخلين إلى تعداد البطالة من الأفراد ومحاولة إعادة التوازن في سوق العمل المصري، وربط التعليم ببعض مواقع الإنتاج في الوزارات المختلفة عن طريق مدها بالعمالة الفنية المدرسية.

كما سمحت وزارة التربية والتعليم بفتح القنوات بين التعليم العام والفني، فوافقت اعتبارا 87/ 1988 لمن يرغب من الطلاب الناجحين في الصف الثاني والمنقولين إلى الصف الثالث الثانوي العام بالتحويل إلى الصف الثاني الثانوي الصناعي لاستكمال دراسته في المدارس الصناعية، كما سمحت اعتبارا من العام 88/ 1989 لمن يرغب من الطلاب الذين استنفذوا عدد مرات الرسوب في امتحان شهادة الثانوية العامة بالالتحاق بالدراسات التي تنظمها الوزارة لمدة 12 شهرا للحصول على دبلوم المدارس التجارية نظام السنوات الثلاث.

كما ظهرت في هذه الفترة الدعوة إلى تطوير خطط لمواجهة الاحتياجات الفعلية والمستقبلية للبلاد من اليد العاملة في المجالات المختلفة وذلك من خلالك:

- تحديث خطط التعليم وتطويرها بما يواكب الاتجاهات التربوية الحديثة ويواجه التغيرات في التكنولوجيا والاكتشافات العلمية والتطورات المتلاحقة للشئون الاقتصادية والاجتماعية.

- تحقيق التوازن والترابط بين برامج التعليم العام والتعليم الفني من جهة وبين سياسة التعليم العالي والتعليم الجامعي من جهة أخرى، والتنسيق بينهما في إطار السياسة التعليمية الشاملة للبلاد وارتباطها بخطط التنمية للدولة وبالمستوى العلمي والثقافي للإنسان.

- إعداد كوادر من القوي الفنية بما يساعد في رفع معدلات التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة.

ثانيا: المتغيرات السياسية

يقصد بالمتغيرات السياسية تلك المتعلقة بنظام الحكم وشئون السياسة التي يتبعها المسئولون داخل المجتمع من أجل تحقيق الأهداف والغايات التي يقرها النظام السياسي، بل إن أهداف النظام التعليمي في مجتمع ما – لا تنبع من ذاته فحسب ولا تعبر عن طموحاته فقط. بل تعبر- أيضا – عن الأغراض والأهداف السياسية والقومية التي عليها النظام السياسي ، ومما يزيد من الارتباط الوثيق بين النظام السياسي والنظام التعليمي في المجتمع المصري، هو ما يميز الشخصية المصرية " والتي تتسم بالمركزية الصارخة طبيعيا وإداريا". فارتبط التعليم في مصر منذ القدم بالإشراف الحكومي الذي يتولى تحديد أهداف وسياسة النظام التعليمي.

ونتناول فيما يأتي أهم المتغيرات السياسية في فترة الثمانينات التي حدثت في المجتمع المصري وتأثيراتها على النظام التعليمي.

  • - تطور النظام السياسي:

شهد النظام السياسي في مصر في السبعينات تجربتين سياسيتين كانت لهما تأثيراتهما على الحياة السياسية بعد ذلك – خلال فترة الثمانينات- والتجربة الأولى هي تجربة المنابر والتي كانت تعكس تطورا مهما في النظر إلى وظيفة الاتحاد الاشتراكي الذي كان المعبر السياسي الوحيد، فهي تمثل قبول التعبير عن المصالح المختلفة داخل هذا التحالف وما ينعكس عنها من اتجاهات وآراء يمكن أن تلعب دورا فعليا في عملية صنع القرار، كما أنها مثلت الحلقة الأخيرة في نهاية وآراء يمكن أن تلعب دورا فعليا في عملية صنع القرار، كما أنها مثلت الحلقة الأخيرة في نهاية الاتحاد الاشتراكي من الساحة السياسية المصرية وخلال شهري أكتوبر ونوفمبر 1975 تم نشر برنامج عدد من المنابر وكان من الواضح أن هناك أربعة منابر رئيسية هي:

- المنبر الاشتراكي الديمقراطي وكان المتحدث باسمه محمود أبو وافية.

- منبر الأحرار الاشتراكيين وكان المتحدث باسمه مصطفى كامل مراد.

- منبر الاشتراكيين الناصريين وكان المتحدث باسمه كمال أحمد محمد.

- منبر الوطنيين التقدميين وكان المتحدث باسمه خالد محيي الدين، بالإضافة إلى ذلك ظهر عدد من المنابر الأخرى وصلت إلى حوالي 40 منبرا لم يكن لها الطابع الجاد أو الوعي، وقد قامت الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي بوضع بعض الضوابط المنابر منها أن تنشأ داخل الاتحاد الاشتراكي، وأن تلتزم بفلسفته وألا تكون هذه المنابر طبقية وأنها ليست أحزابا وإنما من الممكن أن تتطور من خلال الممارسة الديمقراطية الطبيعية. - كانت هذه التجربة السياسية الأولى ، إلا أنها لم تكن تستمر بهذه الصورة التي تعتمد على أحادية الاتجاه السياسي الذي أصبح يقوم على الولاء الشخصي بين الحاكم والمحكومين الذين يرتبطون به عن طريق إغداق المناصب السياسية والإدارية والمزايا المالية ، كما اتسمت الحياة السياسية في هذه الفترة بعدم تجسيد القوى والحركات السياسية لواقع التعدد الاجتماعي فقد كانت هذه المنابر تضم في عضويتها كل المؤيدين لفلسفة النظام السياسي الحاكم دون وجود تعددية حقيقية، لذلك فرضت القوى الاجتماعية داخل المجتمع المصري على النظام الحاكم بالدخول في التجربة السياسي الثانية وهي تجربة تعدد الأحزاب.

كما صدر قانون تعدد الأحزاب السياسية في 20 يونيو 1977 وقد عدلت المادة الخامسة من الدستور لكي تتناسب مع قانون الأحزاب وقد نصت المادة الخامسة المعدلة من الدستور على أن يقوم النظام السياسي في جمهورية مصر العربية على أساس تعدد الأحزاب في إطار المقومات والمبادئ الأساسية للمجتمع المصري المنصوص عليه في الدستور، واتجهت القيادة السياسية إلى محاولة تكوين شكل ديمقراطي فتم إنشاء ثلاثة أحزاب خرجت من داخل الاتحاد الاشتراكي وهي حزب مصر الاشتراكي، والحزب الوطني الديمقراطي أغسطس 1978، ثم حزب الأحرار والاشتراكيين وحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي.

ومما يلاحظ على تجربة تعدد الأحزاب في هذه الفترة أن التعدد محدود جدا لأن الإطار القانوني لتعدد الأحزاب أضيق أن يمثل كل التيارات المؤثرة في الرأي العام المصري، وأنه على الرغم من وجود نظام تعدد الأحزاب، وقبول مبدأ التعدد قانونا إلا أن النظام يكاد يقترب من نظام الحزب الواحد فهو يتميز بوجود حزب واحد مهيمن هو الحزب الحاكم.

وبالنظر لواقع النظام التعليمي في فترة السبعينات نجد أن معظم المبادئ التي وردت بالدستور قد تميزت بالشكلية حيث أن الإلزام لم يتحقق لجميع من له الحق فيه، والمجانية أفرغت من مضمونها بالدروس والمدارس الخاصة وبزيادة الرسوم التي يدفعها أولياء الأمور تحت مسميات مختلفة، كما أصبح أسلوب إشراف الدولة على التعليم شكلا بلا مضمون إذ ترك الأمر للمحليات تتصرف فيه كيفما تشاء، وما زالت المدارس الخاصة ومدارس اللغات تفرض ما تشاء من رسوم وتحذف وتقرر ما تشاء من موضوعات. وتضع ما تشاء من شروط للقبول. وعملية ربط التعليم بحاجات المجتمع والإنتاج لم تتم بدليل وجود بطالة حقيقية بين المتعلمين بنسبة 14,8.

وتدل الشواهد المختلفة أنه في فترة السبعينيات لم يتوفر لمصر سياسة تعليمية بالمعنى المتعارف عليه وإنما ظلت الجهود المبذولة أقرب إلى خطوط طويلة أو قصيرة المدى وذلك نتيجة غياب النظرة الشاملة إلى التعليم من جانب النظام السياسي في مصر.

ومع بداية عقد الثمانينيات دخلت مصر مرحلة جديدة من مراحل التطور السياسي، خاصة أن القيادة السياسية الجديدة التي تولت الحكم بعد حادثة أكتوبر 1981، قد واجهتها مجموعة من التحديات السياسية منها:

- وجود بوادر أعمال عنف واحتجاجات خلفتها السياسات السابقة، مما اضطر القيادة السياسية إلى استمرار العمل بقانون الطوارئ.

- زيادة الوعي الشعبي نتيجة المتغيرات العالمية نحو الديمقراطية. بأهمية تبني الديمقراطية كمنهج سياسي للقيادة الجديدة.

- مطالبة جماعات الضغط والرأي العام بزيادة وسائل التعبير المنظم للقوى السياسية والذي يضع أسسا أكثر رسوخا للممارسة الديمقراطية.

وبالرغم من الأوضاع الداخلية – غير المستقرة – إلا أن القيادة السياسية أكدت على ضرورة احترام الديمقراطية باعتبارها الحل الوحيد لجميع المشكلات الموجودة فأعلن الرئيس مبارك في خطابه أمام مجلس الشعب في 15/ 5/ 1982 – ذلك بقوله: " نحن نصر على ترسيخ مفهوم الديمقراطية في التجربة المصرية، وحمايته من أوهام الغلاة المتطرفين الذين لا يدركون أو لعلهم لا يبالون بأن الديمقراطية إذا تحولت إلى فوضى ، فإنها تصبح أسوأ صور الديكتاتورية .. وإن توازن المجتمع يختل ما لم ترتبط الحقوق بالواجبات وأنه – لا رجعة عن الديمقراطية ولا ردة عن الحرية.. ولا انتكاسه للانطلاقة الوطنية، ولا عودة غلى الوراء.. بل تطلع إلى المستقبل".

كما تضمن الخطاب السياسي للرئيس مبارك عددا من الوعود فيما يختص بحرية الرأي. من أهمها:

- عدم الحجر على أي فكر، وعدم مصادرة أي رأي.

- عدم التفرقة بين المواطنين ، أو التمييز بين مؤيد ومعارض.

- إن القانون العام هو وحده المختص بوضع الضوابط والحدود التي تضمن عدم تحول الحق إلى تعسف أو انقلاب الحرية غلى فوضى.

- عدم احتكار العمل وإتاحة المجال مفتوحا أمام كل مصري يريد أن يسهم في انطلاقة مصر.

- إعطاء الكلمة حريتها دون قيد أو رقيب، وألا يفرض على الكاتب أو الصحفي قيدا غير ضميره الوطني أو المهني وإحساسه بالمصلحة العامة.

إن التجربة الديمقراطية في فترة الثمانينيات بالرغم مما واجهها من تحديات داخلية إلا أنه يمكن اعتبارها- بالمقارنة مع الفترات السابقة مختلفة بشكل أكثر إيجابية حيث أصبحت الحركة الحزبية في ظلها لها وجود من الناحية التنظيمية مستقلة عن الحزب الحاكم ولها صحف وبرامج ووسائل تعبير بصورة لم تعرفها المراحل السابقة.

كما تلاشت معها الفكرة التي أريد ترسيخها كثيرا وهي أن الحزبية والتعددية فكرة في ذاتها خاطئة، بل أصبحت فكرة التعدد لها من القبول العام ما لم يكن موجودا من قبل، وهذا في ذاته جانب إيجابي في التطور السياسي في مصر.

وقد كان من نتيجة توجيه القيادة السياسية واهتمامها إلى الإصلاحات السياسية، والاقتصادية أن تأخر اهتمامها بالإصلاح التعليمي فلم يأت إلا متأخرا، ويشير وزير التربية والتعليم عام 1987 إلى أنه عندما تقلد الوزارة وجد هناك العديد من المشكلات والتي ما زال التخطيط لمواجهتها ، ومن هذه المشكلات تحقيق تكافؤ الفرص، تحديد فترة الإلزام، مشكلة الاستيعاب وكثافة الفصول المرتفعة، التعليم الخاص وزيادة رسومه، الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات المجتمع، سوء أحوال المعلم ماديا وأدبيا وأنه لا توجد سياسة واضحة لحل هذه المشكلات.

كما جاءت في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات دعوة الرئيس مبارك إلى مؤتمر قومي لإصلاح التعليم في مصر وحدد السنوات العشر من 19901999 عقدا لمحو الأمية وتعليم الكبار انطلاقا من حق كل مصري في التعليم وفقا لما نص عليه الدستور.

كما تضمنت – أيضا- وثيقة مبارك والتعليم 1991 التزامين مهمين هما:

- التغيير في سياسات التعليم لن يمس مبدأ تكافؤ الفرص.

- أن تغيير هذه السياسات لن يضيف أعباء جديدة على الأسرة المصرية، وضرورة وجود بدائل أخرى للتمويل.

وهكذا فإن فترة الثمانينيات ظلت مليئة بالمشكلات التعليمية والتي كانت تعالج من خلال خطط جزئية وأهداف قصيرة المدى مثل الحد من التسرب وتقليل نسبته، خفض كثافة الفصول ، تحقيق الاستيعاب الكامل لكل الأطفال حتى سن الإلزام، وبالرغم من ذلك فقد انتهى عقد الثمانينيات ولا تزال هذه المشكلات وغيرها بلا حل نهائي، ونعزو ذلك غلى غياب التعليم كمشروع قومي يقر أهدافه النظام السياسي ، " ويظهر ذلك من خلال تضاؤل الإنفاق على التعليم، فإذا كانت نسبة الإنفاق قد تزايدت- بالنسبة إلى الناتج الإجمالي- إلى 4,4% عام 85/ 1986 مقارنة بـ 3,3% عام 80/ 1981، إلا أن النسبة تضاءلت مرة أخرى مع بداية التسعينيات لتصل إلى 3,3% وهي نفس النسبة عام 80/ 1981.

  • - المشاركة السياسية :

تعد الديمقراطية نقطة تحول في الأنظمة في العصر الحديث حيث إقرار الحريات، والتعددية السياسية والفكرية، وتداول السلطة، والمشاركة المجتمعية في صياغة وتحديد أهداف معياران أساسيان يمكن من خلالهما النظر إلى الديمقراطية : الأول يتعلق بشرط تحقيقها مثل إقامة تعددية سياسية وحزبية، وتوسيع نطاق المشاركة السياسية، والحرص على الانتخابات الدورية، أما الآخر فيتعلق بالقيم والحقوق والحريات المدنية العامة والخاصة المتاحة للأفراد والتي تتعدى الجانب السياسي الخاص بإفساح مجالات المشاركة في الانتخابات. وهذا البعد الثاني يتعلق في الأساس بطبيعة الثقافة العامة السائدة في مجتمع ما من المجتمعات ومدى احترامها لأشكال الحريات المختلفة مثل حرية الفكر والتعبير".

ومن المؤكد أن المشاركة السياسية أحد الجوانب المهمة للديمقراطية ، فالمشاركة السياسية تعني في أوسع معانيها، " حق المواطن في أن يؤدي ، دورا معينا في صنع القرارات السياسية، وفي أضيق معانيها تعني حق ذلك المواطن في أن يراقب هذه القرارات بالتقويم والضبط عقب صدورها من جانب الحاكم" والمواطن يؤدي دوره في المشاركة السياسية من خلال ما يتم توفيره من إمكانات فعلية توفر له الظروف الملائمة لكي يؤدي هذا الدور من خلال الهياكل الموجودة ، كما أن المشاركة السياسية لا تعني فقط النشاط الانتخابي الذي يعد أبرز وجوهها ولكنها أيضا تعني كل ممارسة سياسية سواء اقتصرت على مجرد التأثير أو امتدت إلى الممارسة الفعلية.

ويقوم التعليم بدور مهم في المشاركة السياسية فمن ناحية فإن النظام السياسي يحاول توظيفه لنقل القيم الخاصة بهذه المشاركة، كما أن النظام التعليمي يعمل على نقل خصائص النمط الثقافي للمجتمع بما في ذلك نقل الثقافة السياسية والقيم والاتجاهات السياسية في المجتمع نقلا ديناميا".

والملاحظ لتطور الممارسة الفعلية لعملية المشاركة السياسية في المجتمع المصري نجد أنها مرت بمرحلتين، المرحلة الأولى تتمثل في الفترة من 1976 إلى 1986 وهي السنوات العشر الأولي لانتقال النظام السياسي المصري إلى الأخذ بمبدأ تعدد الأحزاب ويمكن الإشارة إلى أهم الخصائص التي اتسمت بها هذه المرحلة فيما يلي:

أنه لا يمكن اعتبار هذه الفترة 76- 1986 فترة تعددية سياسية، ويرجع ذلك إلى أن الساحة السياسية المصرية لم تفرز كل القوى الاجتماعية التي تمثل كافة الشرائح الموجودة داخل المجتمع ومعنى ذلك أنه لم توجد مشاركة سياسية فعلية، ويقودنا ذلك إلى التأكد على أن أزمة الممارسة الحزبية والمشاركة السياسية تكمن في النشأة التاريخية للأحزاب فالأخذ بالتعددية السياسية قد ارتبط بظروف موضوعية شرعية جديدة للنظام وبالتوافق مع التحول إلى سياسة الانفتاح الاقتصادي وتغيرات في السياسة الخارجية، كما أنه استند في جانب كبير منه على قرار القيادة السياسية العليان ولم يكن هناك إجماع أو قناعة حول ضرورة هذا التحول، ومن ثم فقد تحقق في إطار قيود قانونية على نشأة الأحزاب وأنشطتها، كما تحقق في ضوء طبيعة علاقة خاصة بالدولة، وفي إطار ثقافة سياسية تشهد أزمة مشاركة حادة.

وارتبط ذلك – أيضا- بتضييق قنوات المشاركة السياسية من خلال القرارات والقوانين التي صدرت طوال هذه الحقبة بخصوص العمل الحزبي مثل " قانون الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977 والمعدل بقانون 36 لسنة 1979، وقانون حماية الجبهة الداخلية والسلام الاجتماعي رقم 33 لسنة 1978 وهي القوانين التي تضمنت حرمان بعض القوى السياسية من ممارسة العمل الحزبي".

وقد حاولت القيادة السياسية في هذه الفترة استخدام النظام التعليمي لتبرير توجهاتها السياسية، حيث اتسمت هذه الفترة في تاريخ المجتمع المصري الحديث بنمو الشعور الديني لدى الأفراد وهو ما حاولت بعض القوى السياسية توجيهه، فاتجهت القيادة السياسية في السبعينيات إلى " الاهتمام بالتوجه الديني للنظام السياسي وتمثل ذلك بربط الدين بالسياسة وجاء ذلك من خلال الاهتمام بمادة التربية الدينية ، إلا أنه لم يأخذ شكلا محايدا، وإنما عمد النظام من خلال توجيه البرامج التعليمية للتأكيد على التوجهات السياسية من خلال القيم الدينية التي تحويها هذه البرامج خاصة في سنوات التنشئة الأولى من خلال التعليم الابتدائي".

أما المرحلة الثانية وتمتد من 19871990 ، وهي الفترة التي حاولت فيها القيادة السياسية الجديدة تثبيت دعائمها السياسية فعملت على الإبقاء على التعدد الحزبي بل وإتاحة الحرية لبعض القوى المحجوبة عن الشرعية في التمثيل والمشاركة السياسية بالرغم من وجود العديد من القيود التشريعية وقد يظهر ذلك واضحا في انتخابات 1987 والتي خاضتها العديد من القوى السياسية المتنوعة.

وبالنسبة للمشاركة الشعبية في فترة الثمانينيات الخاصة بالعملية السياسية فقد بلغت حوالي 40% في انتخابات 1976، 1979 ثم ارتفعت إلى 43,41% في انتخابات 1984 وارتفعت مرة أخرى إلى 50,42% في انتخابات 1987 . أما في انتخابات 1990 فقد بلغت نسبة المشاركة بالتصويت 40% من جملة المقيدين بالجداول الانتخابية.

  • وعن دلالات المشاركة السياسية في فترة الثمانينيات يمكن ملاحظة ما يأتي:


أ - أن النسب المئوية لا تعكس المشاركة الحقيقية في الانتخابات، فالمفترض أن تقترب عدد الهيئة الناخبة من عدد المواطنين البالغين الثامنة عشر. إلا أن الواقع قد شهد فجوة كبيرة بين الاثنين ، وظل عدد المقيدين بالجداول الانتخابية أقل كثيرا من عدد المواطنين البالغين سن الانتخاب. وقدرت النسبة الحقيقية للمشاركة في التصويت إلى إجمالي عدد المواطنين في سن الانتخاب 33,26% فقط.

ت‌- انخفاض نسبة التصويت في المدن والمناطق الحضرية عن الريف، فأقل نسبة تصويت كانت في المدن الكبرى : القاهرة والإسكندرية ، والجيزة، والتي بلغت في انتخابات 1984، 29,88% بينما كانت في الدلتا 48,48% ، وفي الصعيد 44% ، القناة 32,43% كما تشير البيانات عن عام 1987 إلى انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات في المناطق الحضرية - أيضا- حيث لم تصل إلى الخمس.

ث‌- وقد احتل التعليم مكانا مهما في البرامج السياسية للأحزاب خلال فترة الثمانينيات، على اختلاف توجهاتها ومبادئها وتضمنت ضرورة التأكيد على مجانية التعليم ووصوله لجميع المواطنين، مراعاة المناهج الدراسية للتطورات العلمية والمتغيرات العالمية وتحقيق التوازن بين التعليم الفني والعام، الاهتمام باللغة العربية باعتبارها لغة التعليم في كل مراحله.

ثالثا: المتغيرات الاجتماعية

يؤثر التغير الذي يحدث في البناء الاجتماعي تأثيرا كبيرا في النظام التربوي والتعليمي، ولقد شهد المجتمع المصري تغيرات عديدة شملت جميع جوانب البناء الاجتماعي سواء تلك التي تتصل بالهيكل المادي مثل تعدد الطبقات في المجتمع وتوزيع الثروة والدخول أو تلك المتغيرات التي تتصل بالجانب المعنوي والقيمي، مما كان له تأثيراته الواضحة على النظام التربوي.

  • وتتمثل أهم هذه المتغيرات الاجتماعية وتأثيراتها التربوية فيما يلي:
  • أ‌- المتغير السكاني:

شهد المجتمع المصري زيادة نسبة السكان بصورة متفاقمة خلال حقبتي السبعينيات والثمانينيات وترجع خطورة هذه الزيادة إلى المشكلات الاقتصادية التي عانى منها الاقتصاد المصري- في هذه الفترة- مثل التضخم، الديون، انخفاض الدخل القومي، بما جعل هذه الزيادة المطردة سببا لمجموعة من المشكلات الاجتماعية الأخرى، مثل البطالة، ضعف الرعاية الاجتماعية ، زيادة عدد الفقراء، انتشار الجرائم الاجتماعية: " وطبقا للإحصاءات نجد أن نسبة الزيادة السكانية تأخذ في النمو بمعدلات مرتفعة ففي عام 1970 وصل عدد السكان حوالي 33,872 مليون نسمة وارتفع عام 1976 إلى حوالي 38,9 مليون نسمة، ثم إلى 42,2 مليون في عام 1981 ثم إلى 50,5 مليون نسمة عام 1986" وفي عام 1990 وصل عدد السكان في مصر إلى حوالي 55 مليون نسمة ويلاحظ أن الكثافة السكانية تختلف من منطقة إلى أخرى، حيث تتركز أكبر نسبة من السكان في الوادي والدلتا إذا أن 98% من السكان يعيشون على 3,5 فقط من جملة مساحة مصر، وتختلف الكثافة أيضا بين الريف والحضر – كما يتضح- من الجدول الآتي:

جدول رقم (4) يوضح توزيع السكان في مصر
بين الريف والحضر في الفترة من 19761990
دراسة4.jpg

وارتبطت الزيادة السكانية بزيادة الطلب الاجتماعي على التعليم من شرائح المجتمع المختلفة، بالرغم من حرص الدولة على زيادة الإنفاق على التعليم في فترة الثمانينيات كما اتضح في خطة 87/ 88- 91/ 1992 إلا أن ذلك لم يمنع لجو وزارة التربية والتعليم إلى فرض بعض الرسوم في كل المراحل التعليمية لتعويض النقص في مخصصات الميزانية، ومن ناحية أخرى تناقص نصيب الطالب من الإنفاق على المستلزمات السلعية في التعليم العام من 7,14 جنيه عام 80/ 1981 إلى 3,67 جنيه عام 86/ 87 وفي التعليم العالي من 146,7 جنيه إلى 132,9 جنيه في نفس العامين السابقين.

ويوضح الجدول الآتي أعداد المقيدين بمراحل التعليم الجامعي ونسبة الزيادة بين عامي 69/ 1970- 89/ 1990م.

جدول رقم (5) يوضح نسبة زيادة الطلب الاجتماعي
على التعليم في الفترة من 1970- 1990
دراسة5.jpg

وقد أدت هذه الزيادة السكانية وعدم قدرة الدولة إلى مواجهتها إلى ظهور مشكلة الأمية والتي نتجت إما من عدم قدرة الدولة على تحقيق الاستيعاب الكامل للتلاميذ في سن الإلزام أو التسرب الناتج من وجود مشكلات إدارية وتعدد الفترات الدراسية بالإضافة إلى قيام أولياء الأمور محدودي الدخل بإخراج أبنائهم من التعليم لمساعدتهم في الحياة المعيشية، وتشير البيانات التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إلى " أن الحجم الإجمالي للأمية في مصر هو 17160624 طبقا لبيانات تعداد 1986 ممن بلغوا 10 سنوات فأكثر، ويمثلون نسبة 49,4 % من جملة عدد السكان ، كما تبلغ هذه النسبة في الشريحة العمرية من 15- 35 سنة بما يقدر 6,333,000 كما أدت هذه الزيادة السكانية إلى ضعف أوجه الرعاية الاجتماعية المقدمة لفئات المجتمع ولا سيما الوسطى والدنيا، فقد انخفض نصيب الفرد من الإنفاق الصحي العام من 6,6 جنيه في عام 83، 1984 إلى 4,38 جنيه في عام 1987- 1988 كما انخفض عدد أسرة المستشفيات لكل ألف من السكان من 1,97 في 81/ 1982 إلى 1,8 في 86/ 1987" وهو ما يعني انخفاض مستوى الخدمة الصحية بشكل عام في مصر خلال عقد الثمانينيات . كما تشير الإحصائيات إلى تدهور نسبة الإنفاق على الصحة بالنسبة للإنفاق العام، " إذ وصلت غلى 1,9% في 89/199ز في الوقت الذي تنادي فيه منظمة الصحة العالمية بضرورة أن تصل هذه النسبة إلى 5% كحد أدنى،، فإذا أضفنا إلى ذلك انتشار معظم الأمراض الخطيرة بين المصريين مثل البلهارسيا، وأمراض سوء التغذية والتيفود والتهاب الكبد الوبائي والتي عادة ما تكون الفئات الدنيا أكثر تعرضا لها لاتضح أن ارتفاع سعر الخدمات الصحية ستؤثر على إمكانية التغلب على معدلات الإصابة لهذه الأمراض وخصوصا بين الطبقات الفقيرة .

جدول رقم(6) يوضح نسبة الإنفاق على الصحة في الثمانينيات
دراسة6.jpg

وعلى الرغم من حرص الدولة على مواجهة مشكلة الإسكان ، " حيث أعلنت في منتصف السبعينيات أن مشروعات الإسكان الشعبي جزء لا يتجزأ من سياسة الانفتاح التي تهدف إلى تحديث البلاد وتعزيز التنمية الاجتماعية إلا أنه انخفض الإسكان الاقتصادي إلى النصف وانخفضت نسبة الوحدات الاقتصادية في الفترة من 1975- 1980 من 73% عام 1975 إلى 40% سنة 1980 ، في حين تضاعف الإسكان المتوسط وارتفع نصيب الإسكان فوق المتوسط" / " وفي نهاية عقد الثمانينيات أكدت القيادة السياسية الجديدة على ضرورة مواجهة هذه المشكلة وحددت ملامح المواجهة في إعادة توزيع السكان للحد من تصاعد التكدس على الوادي والدلتا".

وفي إطار الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية 82/ 1987 تم صياغة الأهداف الرئيسية للتعمير وإنشاء المجتمعات الجديدة في المدى الطويل ومن أهمها:

- كسر حدة الكثافة السكانية العالية وتخفيف العبء على المناطق والمدن الحالية بالخروج إلى صحراء مصر وسواحلها.

- إنشاء مجتمعات عمرانية تمتص جزء من التكدس السكاني في المدن المختلفة بإقامة مناطق سكنية متكاملة الخدمات والمرافق بامتداد المدن الكبرى .

- إحداث تغيير أساسي في الهيكل الاقتصادي والعمراني المصري مع التركيز على معالجة الاختناقات التي فرضتها سنوات الركود الاقتصادي.

وتحقيقا لهذه الرغبة في حل المشكلة الإسكانية تم إنشاء المجلس القومي للسكان عام 1986، كما وضعت الحكومة مجموعة من الأهداف من أجل تحسين الرعاية الاجتماعية، خاصة في توفير الإسكان للفئات محدودة الدخل " فعملت على التوسع في إنشاء المساكن ووصل عدد الوحدات التي تم إنشاؤها إلى 70 وحدة سكنية في عام 85- 1986 ، كما ظهرت بعض المؤشرات لحل مشكلة الإسكان كالحركة التعاونية لبناء المساكن وتشكيل العديد من الجمعيات وإنشاء هيئة خاصة من قبل وزارة الإسكان تسمى تعاونيات البناء لتسهيل عمل هذه الجمعيات ورعايتها ومراقبتها"، " ولقد بلغ نصيب قطاع الإسكان من الاستثمارات الثانية خلال أعوام 88/ 89- 90/ 199 ما بين 2727,7 إلى 2808,7 مليون جنيه بنسبة 14% من إجمالي الاستثمار ووصل نصيب قطاع الإسكان من الناتج القومي ما بين 4685 إلى 4614 مليون جنيه بنسبة تتراوح ما بين 7% إلى 6% على التوالي خلال الفترة 88- 89/ 90- 1991". كما استهدفت الخطة الخمسية في منتصف الثمانينيات " إلى إنشاء نحو 800 ألف وحدة سكنية إلا أن الإسكان المتوسط قد بلغت أهميته النسبية نحو 29,8% بالمقارنة بنحو 37% من المستهدف في حين بلغت أهمية الإسكان فوق المتوسط والفاخر نحو 8% من المستهدف في نفس الوقت نحو 12,7%.

يتضح مما سبق أن التطور السكاني المتمثل في الزيادة السكانية للمجتمع المصري في فترة الثمانينيات قد كانت له آثاره السلبية على التعليم تمثلت في عجز الدولة عن تحقيق الاستيعاب الكامل للأطفال في سن الإلزام، زيادة نسبة التسرب، تطور مشكلة الأمية وزيادتها بين الفئات العمرية من 15- 35 والتي من المفترض أن يتعهد إليها المجتمع بخططه التنموية لتحقيقها، كما تمثلت آثار الزيادة السكانية على جوانب الرعاية الاجتماعية الأخرى مثل الصحة والإسكان والتي انخفضت ميزانيتها كثيرا تأثرا بهذه الزيادة وترتب على ذلك انخفاض نصيب الفرد المخصص فيهما له.

ب‌- التركيب الطبقي

شهد المجتمع خلال حقبة السبعينات وأوائل الثمانينيات مجموعة من الأحداث التي امتد تأثيرها إلى جوانب المجتمع المصري، حيث شهد سياسة الانفتاح وفتح الأسواق الحرة، كما التزمت القيادة السياسية في بداية الثمانينيات بهذه السياسة والتي زادت من عائد العملات الأجنبية، كما أحدثت تغيرات اجتماعية واسعة داخل المجتمع المصري، وظهر ذلك في تطور الحراك الاجتماعي لدى بعض الفئات والشرائح الاجتماعية.

وتعتبر دراسة التركيب الاجتماعي للمجتمع المصري مسألة لها أهميتها وضرورتها من حيث أن قيمة العلم والتعليم تتحدد بناء على القوى الاجتماعية المسيطرة، كما أن أبناء القوى الاجتماعية المختلفة هم الوعاء الذي يحتوي على ما سيتم تعليمه من معارف ومعلومات واتجاهات، ومن ثم سيتحدد بناء على هذا الشكل الطبقي فلسفة التعليم ومحتوياته.

وقد ساهمت سياسة الانفتاح في حدوث تغييرات واسعة في البناء الاجتماعي مما كان له أثره في ظهور التمايزات الطبقية بشكل واضح، " بل أنها أفرزت طبقة جديدة هي طبقة الرأسمالية الطفيلية والتي كانت إحدى نتائج سياسة الانفتاح الاقتصادي غير المشروع في نشاطها ونفوذها وسلوكها وارتباطاتها وعلاقتها، حيث ساد الفساد وتكرس الانحراف بحيث أضحى من المألوف لهذه الفئة أن أعمال السمسرة والوساطة والمضاربة والعمولات هي الصورة المثلى للدخول. وبناء على ذلك سادت قيم الثراء الفاحش دون جهد.. وأضحت قيمة رأس المال فوق كل قيمة، واستشرى التطلع إلى الحياة السهلة، ومن ثم الكسب غير المشروع بين قطاع فير قليل في المجتمع المصري"، وأصبحت هذه الطبقة ذات الدخول المرتفعة تمثل الطبقة العليا في المجتمع المصري ليس فقط لدخولها المرتفعة، وإنما لأن السياسة السائدة تساندها وتقدم لها التسهيلات والتشريعات والقوانين التي تحافظ لها على وضعها الطبقي المتميز.

وقد أدى وجود هذه الطبقة وما تضافر معها من فئة الانتهازيين غلى نشر نماذج سلوكية لا أخلاقية شكلت مصادر استفزاز الجماهير وترتبت عليه ارتفاع متناهي في معدلات التضخم وغلاء الأسعار وهبوط الدخول الحقيقية، وكان – أيضا- من وراء تفاوت الدخول بين تلك الفئات وباقي أفراد المجتمع المصري زيادة حدة التناقضات الطبقية في المجتمع، " ويؤكد ذلك أحد تقارير البنك الدولي الذي أشار إلى ارتفاع نصيب أعلى خمسة في المائة من السكان في مصر من 17% من الدخل القومي في أواخر الستينات إلى 22% في أواخر السبعينات، بينما انخفض نصيب أفقر 20% من السكان من 7% إلى 5% خلال نفس العقد، أى أن توزيع الثروة في مصر قد زاد اختلالا لصالح الأقلية الغنية، على حساب الأغلبية الفقيرة" ، وفي تقرير آخر وضعه مجموعة من الباحثين عن المؤشرات الطبقية في مصر خلال الفترة من 1970- 1990 يؤكد " أنه في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من 22 مليون فرد في تعداد الفقراء في مصر في نهاية الثمانينات يوجد – أيضا- زيادات واضحة في ثروات بعض الأفراد، ففي مصر يوجد 50 فردا تبلغ ثروة كل واحد منهم ما بين 100 إلى 200 مليون دولار فأكثر، 100 فرد تبلغ ثروة كل منهما ما بين 80- 100 مليون دولار ، 150 فرد تتراوح ثروة كل منهم ما بين 50 إلى 80 مليون دولار ، 220 فرد تتراوح ثروتهم ما بين 30 إلى 50 مليون دولار، وحوالي 350 فرد تقدر ثروتهم إلى 30 مليون دولار ، 2800 فرد تتراوح ثروتهم ما بين 10- 15 مليون دولار، ويوجد – أيضا- في مصر 70 ألف فرد تبلغ ثروتهم ما بين 5 إلى 10 ملايين".

ومثلت الهجرة العامل الثاني الذي أحدث تغييرا كبيرا في هيكل البنية الاجتماعية للمجتمع المصري، " وقد انتشرت هذه الظاهرة في بداية عقد السبعينات، وقد نص دستور 1971 على حق الهجرة للمواطن سواء كانت دائمة أو مؤقتة وخلال هذا العام صدر قانون يمنح المواطن المهاجر الحق في أن يستعيد وظيفته الحكومية السابقة بعد تقديم استقالته" ، وقد ساعد على هذه الهجرة أن البنية الاجتماعية للواقع المصري أصبحت بمثابة عوامل طرد.

وإذ كانت الهجرة تمثل حلولا فردية لمشكلات مجتمعية قد نشأ عنها مجموعة من المشكلات كان من أهمها" التضخم وغلاء الأسعار، والارتفاع في القوى الشرائية التي تجمعت لدى العاملين المصريين وهو ما أحدث أثره من خلال فجوة التضخم الناشئة عن زيادة الطلب على السلع التي تتميز بعدم مرونة العرض المحلي منها الأراضي الزراعية والعقارات وهو ما أدى إلى ارتفاع سعرها ارتفاعا شديدا" ، وهو ارتفاع يستطيع المهاجرين التغلب عليه بينما لم يتح ذلك للمستقرين والذين لم يستطيعوا الوصول غلى فرصة هجرة مناسبة، " بل وانخفض إجمالي الدخل بنسبة 10% من 67 دولار عام 1986 إلى 610 دولار عام 1990 ، كما انخفض الأجر الحقيقي للعامل بنسبة 14% في أعوام 86- 87، 90- 1991".

وفي ظل هذه الأوضاع أصبح المجتمع المصري يتألف من ثلاث شرائح اجتماعية:

أ‌- الشريحة العليا: وهي ما يمكن تسميتها بالشريحة الانفتاحية المتميزة، وهي تتميز بأنها أقلية ساحقة تتربع على قمة المجتمع، دخولها مرتفعة تطلعاتها وإمكاناتها تناظر المستوى العالمي في الغنى والترف، ومن ثم فهي تعيش في حالة توازن كامل بين تكاليف المعيشة والدخل وبين الأسعار ومستوى المعيشة وبالتالي فهي تستطيع أن تتمتع بحياة مترفة باذخة الرفاهية.

وهذه الشريحة تشتمل على الفئات التي تمارس أنشطة قائمة على ملكية رأس المال في قطاعات الإنتاج السلعي والخدمي منها:

- رأس المال التجاري: ويمارس أنشطة التصدير والاستيراد، وتجارة الجملة، والتوكيلات الأجنبية لشركات مختلفة.

- رأس المال الصناعي: ويتركز في صناعات السلع الاستهلاكية.

- رأس المال العقاري: ويمارس أنشطة في بناء المساكن للفئات الجديدة ومجتمعات الإسكان الإداري المخصصة لمشروعات الاستثمار والأجنبي والمشترك.

- رأس المال الريفي: ويمارس أنشطة في مشروعات زراعة المحاصيل الحقلية والتصديرية.

- رأس المال النقدي: ويتركز نشاطه غي شكل ودائع بالبنوك والمصارف وشركات توظيف الأموال.

كما تضم هذه الشريحة العليا فئات ذات طبيعة طفيلية خاصة تشمل القائمين بأعمال المضاربة والوساطة في مجال التوريد للحكومة والقطاع العام، وفئات تقوم بأنشطة يحرمها القانون مثل القيام بعمليات التهريب من المناطق الحرة وتجارة العملة في لسوق السوداء، وفئات شبه الريعية أي التي تحل على عائد عملها في صورة ما يسمي شبه الريع استفادا إلى محدودية عوض مهارتها وخاصة كبار المهنيين من محامين وأطباء ومهندسين واستشاريين.

ت‌- الشريحة الوسطى: وتشمل هذه الشريحة مختلف الفئات الاجتماعية التي تعيش بشكل أساسي على المرتبات المكتسبة في الحكومة وفى قطاع الخدمات والمهن الحرة الخاصة، وقد يحصلون على دخولهم أيضا من إيجارات وفوائد وأرباح ، كما أنها تشمل صغار الموظفين الذين يعملون في الوظائف الكتابية والبيروقراطية.

ج- الشريحة الدنيا: " وتقع في أسفل الهرم الاجتماعي وتشمل الأغلبية الكادحة من العمال العاديين وفلاحين صغار وموظفين"، مثل العاملين على وسائل نقل الركاب والبضائع والمستويات المتوسطة والدنيا من العاملين في منشآت الاستثمار الأجنبي، وتعيش هذه الطبقة حالة من عدم التوازن بين دخولها وتكاليف معيشتها، وتمثل هذه الشريحة " نسبة من 20- 25% من سكان مصر الذين يعيشون تحت خط الفقر ويحصلون على أقل من 350 دولار سنويا، 2% منهم يعتمدون بنسبة 80% من دخولهم على الإعانات كما أن نسبة الدخل الشهري لنحو 6 ملايين أسرة منهم هو 45 دولار أكثرهم من العاملين بالقطاع العام الذين واجهوا انخفاضا كبيرا في دخولهم في الفترة من 19861991".

ولقد كان النظام التعليمي في مصر انعكاسا للأوضاع الطبقية السائدة، حيث تزاحمت فئات الطبقة العليا في المجتمع على التعليم الخاص مما أدى إلى قيام الدولة بتشجيع القطاع الخاص على إنشاء المدار الخاصة، وفتحت باب التعليم على مصراعيه لمن يريد الربح، وذلك استجابة لمطالب تلك الشرائح الاجتماعية الجديدة، بل إن الحكومة دخلت منافسا للقطاع الخاص حيث قامت بتحويل بعض المدارس الحكومية وحولتها إلى مدارس خاصة بمصروفات تحت دعوى أنها تجريبية وأخذت في التوسع فيها.

كما اتجهت الفئات العليا في المجتمع إلى توجيه أبنائها نحو التعليم العام والذي يرتبط بالمهن الاجتماعية العليا، " أما التعليم الفني فكان من نصيب معظم أبناء الطبقة الوسطى وبعض أبناء الطبقة الدنيا الذين آثروا التعليم بالرغم من الصعوبات المادية التي كانت تواجههم، وفي ظل ههذ الأوضاع الطبقية الجديدة ونتيجة عدم رضا الطبقات الاجتماعية القادرة عن تعليم أبنائها في المدارس الحكومية ازدهرت مدارس اللغات والمدارس الأجنبية ولقد ساهمت الحكومة في دعم هذا الاتجاه ماليا، " فأنشأت الحكومة مجمع مصر للغات يتعلم فيه التلاميذ المعلومات العامة والحساب والعلوم بواسطة الكمبيوتر. وتضاعف خلال عقد السبعينات والثمانينات أعداد الطلاب من الفئات الاجتماعية المحظوظة التي تسعى إلى عواصم الغرب لتلقي التعليم، بل قام رأس المال المصري بإنشاء مدارس هناك مثل مدارس نوال الدجوي بلندن.. . وهنا أيضا يكمن تفسير انتعاش الدور الثقافي والاجتماعي للجامعة الأمريكية بالقاهرة كممثل لتربية هذه الطبقة".

ويتضح مما سبق أن الأوضاع الاجتماعية وتغير البنية الطبقة في المجتمع المصري خلال فترة الثمانينيات قد انعكس على النظام التعليمي سواء في النظرة إلى التعليم والهدف منه أو من حيث التغير النوعي للنظام التعليمي والسياسة التعليمية والتي كانت ترى المساواة الكاملة في الخدمات التعليمية ولكل المواطنين ، فأنشأت المدارس الخاصة وغيرت من اتجاهها نحو اعتبار التعليم مشروعا استثماريا تنتظر منه الربح السريع، وقد كان ذلك استجابة للتركيب الطبقي الجديد الذي أنتجه النظام الاقتصادي وما ارتبط به من عناصر أخرى، كما كان له التأثير السلبي على الطبقات الدنيا والتي اضطرت – نتيجة لفقرها- إلى إخراج أبنائها أو عدم الذهاب بهم إلى التعليم ليساعدوها في ظروفهم الحياتية وذلك بتوجيههم إلى أعمال حرة منذ طفولتهم لكسب قوت يومهم حيث وجدت هذه الفئات صعوبة في توجيه أبنائهم إلى التعليم نظرا لعدم قدرتهم على الإيفاء بمتطلبات الحياة.

  • - المتغيرات القيمية:

القيم هي التي تحدد للأفراد السلوك المرغوب في موقف معين فيه عدة بدائل سلوكية وتنتظم مع بعضها البعض في نظام قيمي بحيث تمثل كل قيمة في هذا النظام عنصرا من عناصره وعلى قدر ما يوجد من تعدد في مجالات الحياة والسلوك يوجد تعدد في نظم القيم الموجهة لسلوك الفرد... ومن الأمور المسلم بها أن القيم تكتسب من خلال عملية التطبيع الاجتماعي للفرد ومن خلال تفاعله مع الآخرين في المجتمع وعلى هذا فإن القيم التي يعتنقها أي فرد في المجتمع تكون بالضرورة ذات طابع اجتماعي وهي جزء مما يسمى بالتكوين النفسي والاجتماعي للأفراد... والقيم الاجتماعية في أي مجتمع ما تعكس طبيعة الوجود الاجتماعي للأفراد والمجموعات والطبقات في مرحلة تاريخية محددة وداخل تكوين اجتماعي معين كما أنها نتاج لهذا الوجود في نفس الوقت.

وتتميز الشخصية المصرية بعدد من الصفات الأصيلة التي تتضمن قيما تعبر عن مدى قوة البناء الاجتماعي ، ساعدت في تكوينها مجموعة من العوامل الجغرافية والدينية والسياسية ويحدد د." على خليل" أهم هذه القيم والخصائص الأصيلة للشخصية المصرية فيما يلي:

- الوسطية .

- التدين.

- الأصالة.

- التجانس.

- الانفتاح والتفتح.

أما د. " زكي نجيب محمود" فيرى أن أهم ما يميز الشخصية المصرية، عمق الشعور الديني، ويتبعه عند المصري اتساع النطاق الذي يتعامل فيه مع الغيب"، ثم تجيء بعد ذلك خاصة انتمائه الأسرى. " وهو انتماء لا يقف معه عند حدود " الأسرة النواة" كما يصفها كثير من كتاب الغرب اليوم بمعنى الوالدين الأخوة، بل يوسع المصري من حدود الأسرة التي يشتد به الانتماء إليه لتشمل كذلك أبناء العمومة والخؤولة ومن يتصل بهم. والمصري – أيضا- محب لأرضه ليس فقط من حيث هي ارض يزرعها، بل من حيث هي كذلك أرض يتصل بها ولادة ونشأة وذوي قربى... ولقد تفرع عند المصري من عمق إيمانه الديني وقوة انتمائه لأرضه وأصله، حب يشبه الحب الصوفي للعمل الذي يؤديه زراعة كانت أو صناعة، وأعني بالحب الصوفي هناك حبا للشيء في ذاته. لا للأجر الذي يترتب عليه".

ولقد شهد المجتمع المصري خلال حقبتي السبعينات والثمانينات عدة عوامل كان لهما التأثير الواضح على الشخصية المصرية والنسق القيمي المجتمعي. فالثابت عند علماء الاجتماع أن النسق القيمي يتأثر وفقا لقوة المتغيرات العلمية الخارجية والداخلية المحلية على السواء ومن أهم العوامل الخارجية ذات التأثير الواضح على الشخصية المصرية والمجتمع بأكمله ثورة الاتصالات التي بدأت في عقد السبعينات وبلغت قوتها في الثمانينات وما بعدها يصاحبها سيطرة الدول المتقدمة على التقنية الاتصالية في العالم، " هذه السيطرة في مجال التقنية المعلومات، التي تمارسها الدول المتقدمة وبخاصة الدول الغربية، وتستغلها في توسيع دائرة هيمنتها ثقافيا، بالتالي تكريسها كحالة هيمنة ودائمة عرفت باسم أسماء مختلفة ثقافيا منها الغزو الثقافي، والهيمنة الثقافية، الهيمنة الإعلامية".

كما تعرض المجتمع المصري للآثار السلبية لهذه الهيمنة الإعلامية، ومن مظاهرها استيراد البرامج والمواد والأفلام الأجنبية والتي تحمل في غالبها مضامين قيمية وأخلاقية تختلف عن النسق القيمي للمجتمع المصري، وقد أثبتت إحدى الدراسات: " أن نسبة الأفلام الأجنبية والمواد التلفزيونية التي استوردها الإعلام المصري ( التلفزيون) خلال الثمانينات بلغت حوالي 41% من مجموع ساعات البث المباشر" ، كما تشير دراسة أخرى إلى أن " أفلام الجريمة والمغامرات كانت على قمة النوعية المستوردة وأن الإعلام المصري لم يوفق في وضع سياسة واعية لاستيراد الأفلام الأجنبية مما يعرض المجتمع المصري لكثير من الأخطار الثقافية والاجتماعية".

كما انتشرت أجهزة الفيديو وكثر استيرادها وتم إنشاء أندية لها، وعلى الرغم من أنها أجهزة يمكن الاستفادة من خلالها استفادة كبيرة في تعميق الثقافة فقد كان لانتشارها دور كبير – أيضا- في هدم كثير من قيم تلك الثقافة المتأصلة في المجتمع نتيجة لإمكانية عرض أفلام الجنس والجريمة.

وعلى الرغم من أن التعرض لها وما تتميز به من عوامل جذب وإغراء لهذه المواد يمكن أن ترسخ في وجدان مشاهديها من الشباب وصغار السن قيم واتجاهات أجنبية يمكن أن يتوحدوا معها كتواحدهم مع أبطال هذه الأفلام، كما أن السياق الثقافي الذي أنتجت فيه هذه الأفلام يختلف بدرجات كبيرة عن السياق الذي يتم فيه تلقيها وامتصاص القيم الاجتماعية والنفسية منها ومن هناك يتوقع أن تكون سلوكيات الأفراد بعد ذلك انعكاسا لهذه القيم الأجنبية.

كما يشير د." صابر سليمان عمران " إلى أهم الآثار التي يتعرض لها البناء القيمي للمجتمع نتيجة الماد والبرامج المستوردة والوافدة ، وهي:

- تؤثر البرامج على مفهوم الزواج وقيمة الأسرة.

- محاولات بث الاغتراب بين شباب المجتمع وتفريغه من آماله وطموحاته، ومحو الهوية أو تذويبها.

- اكتساب قيم واتجاهات سلبية خاصة فيما يشاهده الأطفال من برامج الكبار.

- تعرض أطفال المجتمع لموضوعات لا تتناسب مع المرحلة العمرية التي يمر بها مثل المشاهد العاطفية والجنسية.

ومما يزيد من خطورة تأثير هذه البرامج الوافدة هو سوء التخطيط والإعداد للبرامج المحلية والذي يعتبر أهم الأسباب التي عن طريقها يتوجه الجمهور إلى البرامج والمواد الأجنبية تلك البرامج التي قد لا تتفق مع عادات وقيم وثقافة المجتمع المصري، كما أن هذه البرامج لا تخضع لرقابة المجتمع، بل إن المواد والبرامج والأفلام المحلية أصبحت تحاكي في طريقة أدائها وعضها لهذه البرامج والمواد الوافدة.

وبالإضافة إلى ظاهرة استيراد البرامج والمواد الأجنبية، شهد عقد الثمانينات ظاهرة البث المباشر للقنوات العالمية وذلك عن طريق " الطباق الهوائية" والتي انتشرت في المجتمع المصري لدى فئات متعددة وأصبح الفرد يستقبل ما يشاء من مواد وبرامج كما تعرض في موطنها الأصلي، دون وجود ضوابط ترشد هذا الاستقبال، " مما كان له آثاره على الثقافة الوطنية الأم والتمرد عليها والنفور منها، الأمر الذي يزيد من ثقوب الثقافة ويضعف تكاملها، فتقضى على قيمة التعاون والتضامن المعروف داخل المجتمع المصري، وتقدم لها نماذج مستوردة بما فيها من سلبيات وتناقض" كما وجدنا أيضا داخل المجتمع المصري، "من ترك لغته الأصلية وأصبح يتحدث باللغة الأجنبية في الأمور الحياتية وارتداء الملابس التي لا تتفق مع قيمنا وثقافتنا وديننا، وترديد الأغاني الأجنبية الغربية".

وإذا كانت ظاهرة السماوات المفتوحة بات أمرا لا فكاك منه، فإن المقابل له يكون عن طريق المحافظة على القيم والثقافة الوطنية في الإعلام المحلي حتى يمكن مقاومة تبني البعض للقيم والثقافات الأجنبية والاندماج فيها، إلا أن الملاحظ للواقع الإعلامي وخاصة التلفزيون- باعتباره الأكثر شيوعا في المجتمع المصري الذي تزيد فيه نسبة الأمية عن نصف المجتمع- يجد أن " البرامج الدينية بلغ عدد ساعات بثها في التلفزيون حوالي 1306,56 ، مقارنة بعدد ساعات البرامج الترفيهية والتي بلغ عدد ساعات بثها حوالي 2499,58 ساعة" ، فضلا عن أن البرامج الدينية لا تتعدى إذاعة فقرات للقرآن الكريم، بعض الأحاديث والتفسيرات التي تعرض بصورة تقليدية وفي أوقات مناسبة للمشاهدين ولا تتسم بالتنوع أو بوجود فلسفة متكاملة وأهداف واضحة.

وقد لعبت بعض العوامل الداخلية دورا مهما في التأثير على النسق القيمي للمجتمع المصري وكانت من أهم هذه العوامل سياسة الانفتاح الاقتصادي والتي أخذت بها القيادة السياسية منذ منتصف السبعينيات واستمرت كسياسة اقتصادية للقيادة السياسية الجديدة في الثمانينات " أما الطبقات المتوسطة والفقيرة والتي تعاني من الاختلال المتزايد بين الدخول الاسمية المتواضعة التي يحصلون عليها وبين مستويات الأسعار المرتفعة التي يواجهها هؤلاء المواطنون لإشباع حاجاتهم، " وقد أدى هذا التناقض أدى إلى ظهور ما يسمى بالدخول الخفية التي تفوق في قيمتها الدخول الاسمية مما يجعل الفرد يفقد ثقته في العمل الأصلي الذي يمارسه وبالتالي يتقبل فكرة التفريط التدريجي في معايير أداء الواجب الوظيفي والمهني والرقابي".

مما أدى إلى انتشار قيم الفساد والرشوة واستغلال النفوذ والتهرب الضريبي وتهريب السلع للاتجار فيها، وفي ظل هذه القيم يفقد الأفراد قيمهم الأصيلة الإيجابية ويفقد المجتمع بالتالي هويته، وتتراجع قيم الوظيفية والانتماء الوطني حيث يشعر الأفراد بمسئولية الدولة في غالب الأحيان عن هذا التدهور- ومما يؤكد ذلك " الانخفاض الشديد والملحوظ في المشاركة السياسية نتيجة فقد الحس الوطني، فاتجه بعض المصريين إلى ترك الأمور على أعنتها ليحلها الزمن ، ومرور الأعوام واكتفى بردود الأفعال، وبعض المصريين آثر أن ينسحب ويغيب نفسه كلها عن واقعه المعاش الذي فقد الأمل فيه فاتجه يمارس الانحرافات الصحية".

وفي مقابل الانسحاب من الحياة الاجتماعية لبعض المصريين نتيجة حالة الاغتراب التي حاصرتهم بين قيمهم الأصلية والقيم الجديدة ، " وجدنا على النقيض البعض الآخر يصيبهم داء التطرف بمستوياته النفسية الثلاثة: المستوى العقلي أو المعرفي، المستوى العاطفي أو الوجداني، ومستوى السلوك، ففي المستوى العقلي يتسم هذا الداء بانعدام القدرة على التأمل والتفكير وإعمال العقل بطريقة مبدعة وبناءة وعلى المستوى الوجداني، يتسم بالاندفاعية الوجدانية، وبشدة الانفعال، والتطرف فيه، فالكراهية المطلقة للمخالف في الرأي أو للمعارض، أو حتى للإنسان بصفة عامة بما في ذلك الذات، وهي كراهية مدمرة، والغضب ينفجر بلا مقدمات ، وعلى المستوى السلوكي، نجد أيضا الاندفاعية من غير تعقل والميل الدائم إلى العنف".

وفي دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، عن بعض أبعاد الشخصية المصرية، أوضحت الدراسة" أن الازدواجية والتناقض من أهم تلك الأبعاد، فالمصري يكون أنماط ثابتة من الاتجاهات ولكن سلوكه الفعلي يكشف عن مخلفته لهذه الأنماط، وأن الازدواجية تزداد في عمقها وانتشارها في الفترات التي تتضاعف فيها تناقضات البيئة الاجتماعية، وأن هذه التناقضات زادت وتضاعفت خلال مرحلة الانفتاح، في السبعينات والثمانينات وبفعل الاندماج الكامل للبيئة الاجتماعية في السوق الرأسمالي العالمي، وما فرضه ذلك من ضغوط اقتصادية على الشرائح الوسطى والفقيرة في المجتمع".

ويشير "حسن على حسن" إلى بعض القيم الخاصة بأشكال المجاراة ( الانصياع الظاهري) والمخالفة ( المجاراة المضادة) في المجتمع المصري والتي يفترض أنها تمثل وقاعد عامة للسلوك أو توقعات مشتركة للأغلبية في المجتمع، تحدد ما هو مرغوب فيه وما هو مرغوب عنه من أنماط السلوك في مجالات التفاعل المختلفة ( الاقتصادية ، السياسية، الاجتماعية، الدينية) وهذه القيم هي:

- اللامبالاة والسلبية السياسية، وانخفاض مستوى المشاركة الفعالة أو إبداء الرأي في مواقف الانتخابات العامة من قبل كثير من الأفراد وخاصة الشباب، وفي حالة المشاركة يسود نوع من المجارة المفرطة لاختيارات أهل الحل والعقد في محيط البيئة الاجتماعية التي يعايشها الفرد.

- عدم تطابق القول بالعمل، ويتمثل في ادعاء كثير من المسئولين- أو رموز السلطة في المواقع المهنية والتنظيمية الحكومية- الالتزام باللوائح القوانين- من الناحية الشكلية- بينما يتورط بعض منهم في مخالفات جسيمة لتلك القوانين على المستوى الضمني وغير المعلن.

- شيوع مقولات دارجة وسلوك لفظي غير مهذب ويتسم بالسخرية والاستهزاء والعدوانية المضمرة فيما يتعلق بكفاءة رجال السلطة ورموزها في بعض الأحيان.

- تكرار حالات العنف السياسي الموجه نحو رجال الشرطة باعتبارهم أحد رموز السلطة المنوط بها عملية الضبط الاجتماعي لسلوك الأفراد وفقا لقيم ومعايير المجتمع .

وفي تحليل لصورة التكوين الثقافي للمجتمع المصري عبر مراحل تطوره المختلفة في القرن الماضي يرى محمد سعيد أن الربع الأخير من القرن العشرين شهد خلخلة عنيفة للتكوين الثقافي في مصر، مما فتح الباب على مصراعيه لسلبيات كثيرة أضعفت من البناء الاجتماعي، ومن مظهر ذلك:

- التلاحم الاجتماعي التقليدي الذي وسم الحياة المصرية أخذ في التآكل . ويمكن أن نشير في هذا الصدد غلى تكرار أحداث الفتنة الطائفية وإلى حدوث اهتزاز في البنية القومية المصرية وهذا لم يكن موجودا من قبل.

- التسامح الديني- أيضا- بدأ ينحسر مما فتح ثغرة بل فجوة كبيرة تمدد فيه التعصب والجمود والتطرف الديني والثقافي. وقد اتخذ هذا شكلا عنيفا وغريبا على الحياة المصرية هو حودث الإرهاب الذي عانت منه مصر طوال الربع الأخير من القرن العشرين.

- انحسار المشاركة الجماهيرية ، والذي ترتب عليه انحسار اهتمام قطاع عريض من المجتمع بالشئون العامة: المدنية والسياسية، وميل شديد للانغلاق على الذات الفردية والجماعية والعودة إلى تقاليد سلبية لمداهنة الحكام والسلطة وليس مساءلته وتصويب أدائهم من خلال النقد المسئول.

- ضعف الاهتمام بالثقافة والقراءة وتراجع تذوق الآداب والفنون حتى بين أعلى الفئات التعليمية. وفي ظل غياب التفاعل الحي بين المبعدين والجماهير العريضة من المتذوقين للثقافة والفنون والآداب، أهدرت أهم مزايا الثقافة المصرية حتى كادت مكانتها الرائدة في الإطار العربي تضيع بدورها.

- غياب الثقافة الاقتصادية الرفيعة عن نموذج مصر للحداثة والأصالة والتقدم. فلم يعرف المصريون إلا لماما فضائل الادخار والاستثمار الجاد، ومهارات التنظيم والإدارة الحديثة للأعمال التجارية والصناعية وغلبت عليهم عادات الاستهلاك الزائد من ناحية وذهنية الإدارة البيروقراطية للأعمال الاقتصادية من ناحية أخرى.

وإذا كان النظام التعليمي في المجتمع من أهم وظائفه الوظيفة الأخلاقية حيث غنه يعكس ثقافة المجتمع ويعبر عما يوجد فيها من قيم ومعايير مرغوب فيها ويحث عليها وينبذ القيم والمعايير المرغوب تجنبها، كما أن فلسفة النظام التعليمي تشق أهدافها من القيم الموجودة في المجتمع وعلى أساسها يقوم اختيارها لنوع المعرفة والطريقة التي تقدم بها، وفي ضوئها تحدد الأنماط السلوكية التي تعمل على تكوينها وتربية الأجيال عليها.

وقد شهد التعليم المصري- في فترة السبعينات والثمانينات- تأثرا كبيرا أدت إليه المتغيرات القيمية والاجتماعية المختلفة التي شهدها المجتمع في تلك الفترة، ومن ملامح الأزمة القيمية التي عانى منها النظام التعليمي ما يحدده د." سعيد إسماعيل علي" بقوله ، " إن ملامح أزمة الفكر التربوي في مصر كثيرة ومن أهمها غياب الشخصيات القومية، ويتضح في فكرنا التربوي بسبب إغفال التراث الفكري العربي القديم والحديث، والاغتراب عن الواقع المعاصر ، وكذلك شدة التبعية التي يأتي منها فكرنا التربوي نتيجة لمجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية " ، ويقرر د. " علي خليل " أن مصر تعاني من أزمة حقيقية في التعليم ، ويحدد هذه الملامح الأزمة فيما يلي:

- عدم وجود فلسفة تربوية واضحة المعالم.

- العجز عن مسايرة التطورات الاجتماعية والعلمية.

- غلبة اللفظية والجانب النظري.

- اقتصار هدف التعليم على الحصول على الشهادة.

ويستخلص مما سبق أن فترة الثمانينات شهدت متغيرات مجتمعية كثيرة لها تأثيراتها الإيجابية على التعليم في مصر وكذلك تأثيراتها السلبية في بعض الجوانب، ومن أهم هذه المتغيرات المتغير الاقتصادي والذي أثر نوعيا على نظام التعليم بإنشاء وإقرار التعليم الخاص مما أوجد ازدواجية في التعليم المصري زاد منها التفاوتات الكبيرة في الدخول وغلاء الأسعار والتضخم، وعلى الرغم من أن بداية بتلك الفترة قد شهدت توجها في الممارسة الديمقراطية بهدف توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية إلا أننا وجدنا انخفاضا ملحوظا في هذه لماركة، ويرجع ذلك غلى زيادة نسبة الأمية بين أفراد المجتمع المصري إلى النصف تقريبا مما لم يقابل هذا التوجه الديمقراطي الجديد، كما لعبت الثورة الاتصالية والإعلامية دورا مهما في التأثير على المجتمع المصري ظهر واضحا في بعض مظاهر التبدل القيمي والاغتراب الثقافي لدى فئات من أبناء المجتمع والذي حاولت معه الدولة في نهاية تلك الفترة بإنشاء العديد من القنوات المحلية وتطوي قطاعات قصور الثقافة، وهكذا فالتعليم يتأثر بأحداث المجتمع ويعتبر انعكاسا لما يجري داخله من أحداث عملية سواء كن هذا التأثير إيجابيا أو سلبيا.

الفصل الثالث : الفكر التربوي المعاصر في دعوة الإخوان المسلمين

التربية في دعوة الإخوان المسلمين

تحليل برنامج العمل التربوي المعاصر في دعوة الإخوان المسلمين

- التكوين والإعداد الفردي

- أهداف وغايات التكوين الفردي

- الشخصية المسلمة في محتوى العمل التربوي عند الإخوان

أولا: التربية العقدية

ثانيا : التربية الأخلاقية

ثالثا: التربية السياسية

رابعا: التربية الاجتماعية

خامسا : التربية الثقافية

سادسا: التربية الجهادية

وسائل التكوين الفردي

التكوين المجتمعي في دعوة الإخوان المسلمين

أسس الإصلاح الاجتماعي

خصائص الفكر التربوي في دعوة الإخوان المسلمين

الصحافة في منهج الإخوان المسلمين

القضايا التي اهتمت بها صحافة الإخوان في القرن العشرين

التربية في دعوة الإخوان المسلمين

تعد التربية كمفهوم يرمي إلى تعديل سلوك الأفراد بما يحقق أهداف القائم على هذه العملية من أهم مرتكزات العمل في دعوة الإخوان المسلمين، حيث أنها تشغل الحيز الأكبر في هذا العمل التنظيمي الواسع.

وقد جاء اهتمام الإخوان المسلمون بالتربية مبكرا باعتبارها ركنا أساسيا لدعوتهم في القرن العشرين وظهر ذلك بوضوح في القانون الأساسي للجماعة عام 1928، فالمادة الثالثة من القانون تشير إلى ما يلي:

يعتمد الإخوان المسلمون في تحقيق أغراضهم على الوسائل الآتية:

أ‌- الدعوة: بطريق النشر والإذاعة المختلفة من الرسائل والنشرات والصحف والمجلات والمطبوعات وتجهيز الوفود والبعثات في الداخل والخارج.

ب‌- التربية : بطبع أعضاء الهيئة على هذه المبادئ وتمكين معنى التدين العملي لا القولي في أنفسهم أفرادا وبيوتا، وتكوينهم تكوينا صالحا- بدنيا بالرياضة، وروحيا بالعبادة، وعقليا بالعلم- وتثبيت معنى الأخوة الصادقة والتكامل والتعاون الحقيقي بينهم حتى يتكون رأي عام إسلامي موحد، وينشأ جيل جديد يفهم الإسلام فهما صحيحا ويعمل بأحكامه ويوجه النهضة إليه.

جـ - التوجيه: بوضع المناهج الصالحة في كل شئون المجتمع من التربية، والتعليم، والتشريع، والقضاء والإدارة، والجندية، والاقتصاد، والصحة العامة والحكم.. الخ. والاسترشاد بالتوجيه الإسلامي في ذلك كله والتقدم بها إلى الجهات المختصة.. . لتخرج به من دور التفكير النظري إلى دور التفكير العملي.

د- العمل: بإنشاء مؤسسات اقتصادية واجتماعية ودينية وعلمية وبتأسيس المساجد والمدارس.. الخ، وتأليف اللجان لتنظيم الزكاة والصدقات لأعمال البر، والإصلاح بين الأفراد والأسر، ومقاومة الآفات الاجتماعية، والعادات الضارة، والمخدرات والمسكرات والمقامرة والبغاء، وإرشاد الشباب إلى طريق الاستقامة، وشغل وقت الفراغ بما يفيد وينفع.

ومن خلال هذا الوعي المنهجي لعملية " التربية" في دعوة الإخوان المسلمين يمكن تحديد جوانب منهاجية العمل التربوي لدى جماعة الإخوان فيما يلي:

  • أقسام العمل التربوي:

يحدد الإخوان المسلمون العمل التربوي في مجالين اثنين:

المجال الأول: الإعداد والتكوين الفردي:

ويهتم هذا المجال بإعداد وتكوين الشخصية السليمة في جميع جوانبها: الجانب العقدي، الجانب الخلقي، الجاني الجهادي، الجانب السياسي، الجانب الاجتماعي، الجانب الثقافي.

المجال الثاني: الإعداد والتكوين المجتمعي:

ويهدف هذا المجال إلى إصلاح أحوال المجتمع المسلم الاجتماعية والاقتصادية.. الخ وتطبيعها بطابع التربية والتعاليم الإسلامية.

منهاج العمل التربوي:

يعتمد منهج العمل التربوي في دعوة الإخوان المسلمين على مصدرين التلقي الإسلامي: القرآن الكريم، السنة النبوية المطهرة، وهذا المنهج يتفق مع مبادئ الجماعة التي قامت لتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها الإسلام الحنيف. ويهدف منهاج العمل التربوي إلى تحقيق ما يلي:

- بناء وتكوين الفرد المسلم في تفكيره وعقيدته وفي خلقه وعاطفته وفي عمله وتصرفه.

- بناء وتكوين البيت المسلم في تفكيره وعقيدته وفي خلقه وعاطفته عمله وتصرفه .

- بناء وتكوين المجتمع المسلم في ذلك كله أيضا.

- تحقيق الشروط لإقامة الحكومة المسلمة.

- الاعتقاد والعمل لتحرير الوطن الإسلامي.

- الإعداد وتكوين المجتمع لإبلاغ رسالة الإسلام إلى العالم كله.

  • وسائل العمل التربوي:

يعتمد الإخوان في منهجهم التربوي عدة وسائل لتحقيق أهداف منهجهم في عملية التربية في المجالين: الفردي الاجتماعي ويمكن تقسيم هذه الوسائل إلى مستويين:

الأول : المستوى التقليدي: ويبدو ذلك في استخدام الوسائل الإعلامية كالصحافة والمجلات والمنشورات والمطبوعات عموما.

الثاني: المستوى الخاص: وفي هذا المستوى تظهر وسائل خاصة بالإخوان مثل الأسرة، الكتيبة، الرحلة، المخيم " المعسكر" ، الدورات ، الندوات والمؤتمرات..إلخ.

تحليل محتوى برنامج العمل التربوي المعاصر

في دعوة الإخوان المسلمين

التكوين والإعداد الفردي

أهداف وغايات التكوين الفردي:

يعد الفرد الوحدة الأولى في التكوين الإخواني، وبه يبدأ عمل الإخوان التربوي الذي ينتشر بعد ذلك في البيت المسلم ثم المجتمع ثم الأمة والعالم، وتمثل هذه الوحدة الركيزة الأساسية في العمل الإخواني كله، ويمثل فقدانه انهيار العمل الإخواني كله، فالفرد المسلم هو اللبنة الأساسية في بناء البيت المسلم أو المجتمع المسلم أو الحكومة المسلمة أو الدولة، وبقدر ما ينال الفرد من قسط وافر من التربية بقدر ما يكون البناء متينا.. كما أن عدم إعطاء التربية الاهتمام اللائق بها يترتب عليه هبوط مستوى الأفراد فلا يتخرج أفراد على مستوى المسئولية وتحمل أمانات العمل".

إن صياغة الشخصية المسلمة صياغة سليمة وصحيحة تمثل العمل الأقوى ليس فقط في عمل الحركات والفصائل الإسلامية وإنما في تحقيق النهضة الإسلامية المنشودة ومن هنا جاء اهتمام" الإخوان المسلمون" بإعداد الشخصية المسلمة في جمع جوانبها بحيث تكون شخصية متوازنة مستقلة مستنيرة وأصيلة.

وقد حدد برنامج التكوين الفردي مجموعة من الغايات التي يسعى إلى تحقيقها في لشخصية المسلمة وهى:

1- أن يدرك الفرد ماذا يعني انتماؤه للإسلام، وأنه ليس مجرد انتماء بالميلاد أو الوراثة، ولكن يفهم أن الإسلام والعمل له هو قضيته المصيرية ورسالته التي خلق من أجلها في هذه الدنيا وأن سعادته في الدنيا والآخرة تتحقق بالتزامه بالإسلام وقيامه بمتطلباته، وأن أي مخالفة أو تقصير في هذا المجال يرتب عليه الإثم والحساب والجزاء.

2- أن يتعرف على طبيعة المرحلة التي تمر بها الدعوة الإسلامية في هذه السنوات ومتطلبات هذه المرحلة. ذلك أن أعداء الإسلام تآمروا ضد الإسلام واحتلوا بلاده ثم أبعدوا شريعتهم عن الحكم ، واسقطوا الخلافة والدولة، وغزوا شعب المسلمين بكل أسباب الفساد والانحلال والضعف والفرقة، والشعور بالحاجة إلى الأعداء والركون إليهم والاستسلام لمخططاتهم ، واصطنعوا العملاء ينفذون مخططاتهم. وغرسوا الكيان لصهيوني كالسرطان في قلب العالم الإسلامي.

3- أن يعلم أن الخلاص من هذه الحال لا يكون إلا بالعودة الصحيحة الصادقة إلى كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- فتعود للمسلم شخصيته الإسلامية القوية، العزيزة المؤمنة بالله والمؤمنة برسالتها في هذه الدنيا.

4- أن يؤمن بضرورة العمل على بعث الإيمان في النفوس لتعود للمسلمين قوتهم وهيبتهم، وأنه لابد من أقامة دولة الإسلام وخلافته .

5- أن يتحقق في الفرد المسلم الفهم الشامل للإسلام والذي يؤكد على أن على أن الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء.

6- أن يتحقق تكامل الشخصية المسلمة في جميع جوانبها العقدية، الأخلاقية، الاجتماعية.. إلخ كما رسمها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فتكون صورة المسلم هي " قوي الجسم، متين الخلق ، قادرا على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهدا لنفسه، حريصا على وقته، منظما في شئونه، نافعا لغيره".

جوانب تكوين وإعداد الشخصية المسلمة في محتوى برنامج العمل التربوي

أولا: التربية العقدية

يقصد بالجانب العقدي تكوين وإعداد الفرد على الأمور التي يجب أن يصدق بها قلبه، وتطمئن إليها نفسه وتكون يقينا عنده، لا يمازجه فيها ريب، ولا يخالطه فيها شك.

وبناء العقيدة أو قوة الإيمان هي الأساس الذي يقوم عليه بناء شخصية الفرد المسلم وبناء الجماعة بل والدولة، فأي ضعف أو خلل في العقيدة يعرض البناء كله إلى الانهيار، وقد يركز على العقيدة ونقائها من كل شائبة. فالإيمان حين يباشر القلب يفجر عند صاحبه كل دوافع الخير والعمل الصالح ويقاوم نوازع الشر ويتغلب عليها ويتضح ذلك الأثر عندما نستعرض صفات المؤمنين الوارد في كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم ، والإيمان القوي الحي المتجدد مجال تحقيقه التربية وتزكية النفوس.

وتؤكد دعوة الإخوان المسلمون في التربية والتكوين العقدي على جانبين الأول: سلامة العقيدة. والثاني: صحة العبادة ، ومصادر تلقيها هما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، " فليس هناك مصادر أحق بالرجوع إليها لنشر العقيدة السليمة غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم".

  • 1- منهج شرح العقيدة الإسلامية:

اتخذ الإمام الشهيد في شرح العقيدة الإسلامية- في رسالة العقائد منهجا مختلفا عما اعتاد عليه السابقون، كما أنه لم يحاول الخوض في النظريات الفلسفية والقضايا الجزئية الخلافية التي درج عليها المحترفون حين يعالجون هذه الموضوعات.

ويقدم د. رءوف شلبي تحديدا لمعالم منهج التكوين العقدي والتي يعتمد عليها المربون في دعوة الإخوان من خلال رسالة العقائد، ويصوغ ذلك في القضايا الآتية.

الأولى : عناصر العقيدة الإسلامية:

1- الاعتقاد بوجود الواجب لذاته غير المستمد من سواه، ووصفه جل وعلا بصفات الكمال كلها نتيجة للنظر في هذا الكون.

" هو الله الذي لا إله هو عالم الغيب والشهادة وهو الرحمن الرحيم".

" هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله كما يشركون".

" هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم" (22: 24 الحشر).

2- نفي صفات المشابهة والنقص عن الخالق سبحانه لأن المادة تتحول والخالق بعيد عن وصف التحول.

" فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (11 الشورى).

" ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بغضهم على بعض سبحان الله عما يصفون" (91- المؤمنون).

3- عدم التعرض للحقيقة والماهية في الذات والصفات من حيث هما مع الاحتراس الدقيق بتقرير المخالفة بين ماهية ذات الله وصفاته المقدسة وماهيات المخلوقات وصفاتهم الكثيرة، المتغيرة الحادثة.

" لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير" ( 103 الأنعام)

ويقول صلى الله عليه وسلم: "تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في ذاته فتهلكوا" رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب.

4- تحديد الطريق إلى معرفة صفات الخالق وإدراك كمالات الألوهية ومميزاتها وآثارها، وسيلة ذلك:

- النظر في الكون نظرا صحيحا.

- تحرير العقول والأفكار من الموروثات والأهواء والأغراض حتى تصل إلى الحكم الصائب.

5- تقوية الصلة بين الوجدان الإنساني والخالق جل وعلا حتى يصل الإنسان إلى نوع المعرفة الروحانية هي أعذب وأصدق أنواع المعرفة جميعا.

يقول الإمام الشهيد في هذا العنصر" .. وذلك أن الوجدان الإنسان أقدر على كشف المستورات غير المادية من الفكر المحدود، ويستثير الخواص النفسية الكامنة في الإنسان لتسمو إلى حظائر الملأ الأعلى وتستشعر لذة معرفة الله تبارك وتعالى...".

6- مطالبة المؤمنين بأن تظهر في أقوالهم وأفعالهم أثار هذه العناصر الإيمانية العقدية: " إنما المؤمنين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون". ( 2-3 الأنفال).

7- ثم يعرض الإمام البنا- تطور العقيدة الإلهية من خلال نظرة الدين الوضعي ويفيد كل الآراء الوضعية التي تجعل هواها إلاهها

ثم يقيم الأدلة الفطرية وأدلة البراهة وأدلة الطبيعة والكون ويدعم هذا اللون من الأدلة بآيات من القرآن الكريم.

وبعد هذا التحليل لمحتوى رسالة العقائد التي تمثل المنهج النظري للتربية العقدية- في منهج العمل التربوي- يمكن أن نقول أن هذا المنهج العقدي يجمع بين المنهجين اللذين ظلا- حتى الآن- يمكن أن نقول أن هذا المنهج العقدي يجمع بين المنهجين اللذين ظلا – حتى الآن- متعارضين في الفكر والفلسفة الإسلاميين وهما المنهج العقلي والمنهج النقلي، فالإمام حسن البنا لم يقتصر في رسالة العقائد على تدعيم مكانة الوحي في غرس وتثبيت وتنمية العقيدة الإسلامية- والاقتصار على ذلك، بل أعطى مكانة مهمة للعقل الإنساني في هذه التربية العقدية وذلك لتوافق المنهجين مع الفطرة الإنسانية السليمة.

ثانيا: أبرز- الإمام الشهيد – المنهج الوسطى في تناول قضايا الذات فتناول بالطريقة الكلية ما يجب تناوله وبها ( مثل تناول الحقيقة والماهية للذات الصفات) وتناول بالطريقة الجزئية ما يجب تفصيلة وتوضيحه ( مثل الأسماء وتنصيف آراء السابقين ونقدها).

ثالثا: أظهرت فلسفة التربية العقدية- الرغبة الواضحة في نقل هذه الفلسفة من ميدان القول والنظر إلى ميدان التطبيق والعمل .

  • 2- البرنامج العلمي للجانب العقدي:
جدول رقم (1) يوضح الجدول العملي للجانب العقدي
دراسة7.jpg

من الأمور الأساسية في دعوة الإخوان المسلمين متابعة البرامج العملية التي يتم وضعها متابعة دقيقة ومن جوانب هذه المتابعة، الجانب العقدي في تربية الفرد ويتضمن هذا البرنامج:

- ورد الصلاة : حيث الفرائض الأساسية والتي يجب أن تكن في جماعة المسجد بالدرجة الأولى، ثم الحرص على السنن والرواتب وصلاة الحى وسنة قيام الليل ولو مرة على الأقل أسبوعيا.

- ورد الصوم: ويتضمن فريضة شهر رمضان، وصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع والسنن الأخرى مثل الأيام البيض وصيام يوم عرفة.

- ورد الذكر: وهو من الأوراد التي تمثل ركيزة مهمة في التربية العقدية فحال الذكر يجعل الفرد مرتبطا دائما بالله سبحانه وتعالى في كل شأن وكل حال ويقسم ورد الذكر إلى:

- المأثورات " الوظيفة" وهي عبارة عن مجموعة من الآيات القرآنية والأدعية النبوية الصحيحة، التي يجب أن يتحرى عملها الفرد مرتين في اليوم صباحا أو مساءا امتثالا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم . وسميت الوظيفة أنه يجب على الفرد تأديتها وعدم الغفلة عنها وتنقسم هذه الوظيفة إلى قسمين:

أ‌- الوظيفة الكبرى وهي كامل الأدعية والآيات التي توجد في المأثورات.

ب‌- الوظيفة الصغرى وهي اختصار لبعض جوانب الوظيفة الكبرى لمن وجد ضيق في الوقت.

- الورد القرآني: لم يحدد- الإمام الشهيد – مقدار الورد القرآني للفرد في اليوم وذكر قوله " تختلف ظروف الإخوان وأحوالهم... المهم ألا يمر بغير أن يقرا الفرد شيئا من كتاب الله تعالى إلا أن الشائع بين الإخوان تحديد جزء في اليوم – في الظروف العادية- ويزيد في أيام المحن والابتلاءات .

وتنقسم طبيعة الورد القرآني غلى ثلاثة أقسام.

- الحفظ: فالفرد عليه أن يحفظ شيئا- منتظما- من القرآن أسبوعيا.

- السماع: وذلك لمن لا يستطيع الحفظ والتلاوة.

- التلاوة: وهي القراءة والتي عليها أغلب الإخوان.

ويحرص الإخوان على وجود برنامج تدريبي " لتجويد القرآن " وتعلم أحكامه فلا يصح أن يكون الفرد منتظما في صفوف الدعوة ولا يكون عارفا بأحكام التلاوة والقراءة.

- ورد الأدعية والمناسبات: ويتضمن أدعية النوم والاستيقاظ والأعياد والأفراح والأطراح.. إلخ التي يجب أن حال لسان الفرد فيها.

- ورد الإنفاق: ويتمثل في الزكاة والصدقات والهبات والهدايا بما يكون في خدمة الدعوة.

جوانب تكميلية في التربية العقدية ( تصحيح المفاهيم العقدية)

1- مفهوم الإيمان والكفر:

لا يكتفي منهج الإخوان بعرض جوانب تثبيت العقيدة وتنميتها، بل يمتد ليشمل تصحيح المفاهيم العقدية الخاطئة التي أوشكت أن تلصق بالعقيدة الإسلامية ذاتها لا إلى من يتمثلونها ويرجون لها.

لذلك عالج - ذلك المنهج- تصحيحا لهذه المفاهيم وأهمها- على الإطلاق- مفهوم قضية: الإيمان والكفر وقد منهج التربية الإخواني علاجا دقيقا وحاسما وواضحا، تتحدد عناصره فيما ذكره الإمام الشهيد- رضي الله عنه- وذلك في الأصل العشرين لركن الفهم، بقوله " لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض- برأي أو معصية، إلا أن أقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة أو كذب صريح القرآن أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال أو عمل لا يحتمل تأويلا غير الكفر".

وهذا أيضا ما أكده الأستاذ حسن الهضيبي – رحمه الله بأن:

" حكم الناطق بشهادتي لا إله إلا الله محمدا رسول الله أن نعتبره مسلما تجري عليه أحكام المسلمين وليس لنا أن نبحث في مدى صدق شهادته، إذ أن ذلك متعلق بما استشعره واستيقنه بقلبه وهو أمر لا سبيل لنا للكشف عنه والتثبت منه ولكن ذلك من شأن الذي يعلم السر وأخفى.

ودلائل ما قدماه يتضح فيما يلي:

- حديث أبي معبد المقداد بن الأسود قال: قلت يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا فعزل إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ بشجرة وقال أني أسلمت لله، أأقلته بعد أن قالها؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – " لا تقتله ، فقلت يا رسول الله لقد قطه إحدى يدي ثم قال ذلك بعد قطعها؟ فقال : " لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته".

- الحديث الذي رواه أبي هريرة قال ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله".

- وقوله صلى الله عليه وسلم : " يدرس الإسلام كما يدرس الوشى من الثوب فيأتي أقوام يقولون لا إله إلا الله ويقولون أدركنا آباءنا يقولون – فيقول الرواي ماذا تفيدهم لا إله إلا الله فقال: ويحك أنها تنجيهم من النار".

- حيث أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله".

- حديث معاذ حين قال له الرسول- صلى الله عليه وسلم- ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار، قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا ؟ قال لا إني أخاف أن يتكلموا".

- عن أسامة بن زيد قال: بعثنا رسول الله إلى الحرفة من جهتين فصحبنا القوم على مياهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما أغشيناه قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري عنه، وطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا المدينة بلغ ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال: أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ فما زال يكررها على حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت في ذلك اليوم".

ويترتب على ما سبق اعتقاد الإخوان ببطلان القول باشتراط العمل للإيمان " .. فحكم الله تعالى أن يعتبر الشخص مسلما في ذات اللحظة التي ينطق فيها بالشهادتين . وأنه حال نطقه بالشهادتين يلزمنا اعتباره مسلما ويحرم علينا دمه وماله" وعلى هذا القول فإنه " لا يخرج العبد من الإيمان إلا بجود ما أدخله فيه".

القواعد الحاكمة للحد الفاصل بين الإيمان والكفر:

يقدم د. القرضاوي – بحسب الرؤية الإخوانية – مجموعة من القواعد التي توضح الحد الفاصل بين الإيمان والكفر وفقا للرؤية الإخوانية واستكمالا لجانب التربية العقدي " الذي ينفرد به نهج الإخوان الذي أرسى قواعد الوسطية وأعاد ترتيبها وتدعيمها في العصر الحديث:

القاعدة الأولى : أن الإنسان يدخل الإسلام بالشهادتين : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.

القاعدة الثانية: أن من مات على التوحيد- أى على لا إله إلا الله- استحق عند الله أمرين:

الأول: النجاة من الخلود في النار، وأن اقترف من المعاصي ما اقترف. الثاني: دخول الجنة لا محالة، وإن تأخر دخوله.

القاعدة الثالثة: أن الإنسان بعد أن يدخل في الإسلام بالإقرار بالشهادتين، يصبح بمقتضى إسلامه- ملتزما بكافة أحكام الإسلام، والالتزام يعني الإيمان بعدالتها وقدسيتها، ووجوب الخضوع والتسليم لها، والعمل بموجبها أعني الأحكام النصية الصريحة الثابتة بالكتاب والسنة.

القاعدة الرابعة: أن المعاصي والكبائر- وإن أصر صاحبها عليها ولم يتب منها. تخدش الإيمان وتنقصه ، ولكنها لا تنقضه من أساسه ولا تنفيه بالكلية.

القاعدة الخامسة: أن الذنب الذي لا يغفر هو الشرك بالله تعالى، وما عداه من الذنوب- صغرت أو كبرت- فهو مشيئة الله تعالى، إن شاء عفا عنه وإن شاء عفا عنه بما فيه.

القاعدة السادسة: أن الكفر في لغة القرآن والسنة قد يراد به الكفر الأكبر، وهو الذي يخرج الإنسان من الملة بالنسبة لأحكام الدنيا، ويوجب له الخلود في النار بالنسبة لأحكام الآخرة، وقد يراد به الكفر الأصغر وهو الذي يوجب لصاحبه الوعيد دون الخلود في النار، ولا ينقل صاحبه من ملة الإسلام ، إنما يدمغه الفسوق والعصيان.

القاعدة السابعة: أن الإيمان قد يجامع شعبة أ أكثر للفكر أو الجاهلية أن النفاق.

القاعدة الثامنة: أن مراتب الناس متفاوتة في امتثالهم لأمر الله تعالى واجتنابهم لنهيه.

وقد ساهمت ههذ الرؤية الوسيطة في عدم امتداد موجة هائلة من الغلو وسوء الفهم والرؤى الأحادية بين قطاع عريش من الشباب المسلم في العالم الإسلامي منتصف القرن العشرين وحتى الآن، بل يمكن القول أن هذه القواعد أصبح يتبناها ليس فقد قطاع الإخوان المسلمين ولكن كل عقل تدبر أمر الإسلام والفقه الإسلامي، فأضحى فيها الفهم العميق والسليم لأمر العقيدة والإيمان.

2 - مفهوم البدعة:

كذلك اهتم المنهج التربوي في دعوة الإخوان المسلمين بالأخذ بالسنة النبوية الشريفة والنهي عما يشوبها من بدع وضلالات أخذت تنتشر بين المسلمين بأفعال ثلاثة:

1- فعل الجهل والأمية ( الدينية والأبجدية والثقافية.. إلخ).

2- فعل المؤامرات الخارجية من تبشير واستشراق واستعمار.

3- فعل فرق جعل محافظتها على السنة إلى تحريم ما لم يحرم أو تحليل ما لم يحل الله فأضحى عملها بدعة ضلالة.

وجاء منطق منهج الإخوان في معالجة هذه القضية على أمرين:

الأول: تحدي المقصود بالبدعة وما تم اعتباره بدعة وليس كذلك.

الثاني: عرض نماذج وجوانب لقضايا تمثل نموذجا لفهم الإخوان لهذه القضية.

تحديد المقصود بالبدعة:

يقصد بالبدعة- كما أشار إليها منهج الإخوان – " كل ما لا أصل له في دين الله"

وشروط هذه البدعة:

1- أن تكون من الأمور التي يفعلها العباد على أنها من العبادات.

2- يتقربون بها إلى الله تعالى.

3- لم يجيء بها أصل في الدين.

وعلى هذا فإن الابتداع في الدين هو:

1- الذي يخرج به المؤمن عن دائرة الرسالة الأهلية.

2- والذي يغتصب به المبتدع حق الله في تشريع هو له وحده.

3- والذي يضع به المبتدع نفسه موضع من يرى أن العبادات أو العقائد التي رسمها الله ليتقرب بها العباد إليه ناقصة أو فاسدة فأكملها أو أصلحها بابتداعه.

4- أو موضع من يرى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- الذى اصطفاه الله لتبليغ دينه قد قصر فيما أمر بتبليغه، وحجز عن عباد الله بعض ما يقر بهم إليه.

تقسيم البدعة:

ويشير الإمام الشهيد إلى أنواع البدع بقوله: " والبدعة الإضافية والتركية والالتزام في العبادات المطلقة خلاف فقهي فيه رأي ، ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان".

ويشرح هذه الأنواع – جمعة عبد العزيز – كما يلي:

- البدعة الإضافية: هي كل بدعة أصلها مشروع ولكن اختلفت الكيفية. ولها شائبتان:

- إحداهما : لها الأدلة متعلق فلا تكون من تلك الجهة بدعة أي لها أصل في الدين

- الأخرى: ليس لها متعلق إلا مثل ما للبدعة الحقيقة ولذلك سميت بدعة إضافية، لأنها بالنسبة لإلى إحدى الجهتين سنة لأنها مستندة غلى دليل، وبالنسبة للجهة الأخرى بدعة لأنها مستندة إلى شبهة لا إلى دليل أو غير مسندة إلى شيء ولذلك سمين إضافية لأنها لم تتخلص لأحد الطرفين: المخالفة الصريحة أو الموافقة الصريحة.

- الالتزام في العبادات المطلقة: وهي أن يلتزم المسلم بعبادة لها أصل مشروع ولكنه يحدد لها مكانا معينا أو زمانا محددا أو عددا مكررا ذلك:

مثل: قراءة سورة " قل هو الله أحد" مائة مرة بعد الفجر أو في أى وقت معلوم.. وهي كالبدعة الإضافية سواء بسواء، اختلف العلماء في الحكم عليها فهي من مسائل الخلاف الفقهي.

البدعة التركية: والبدعة كما تشمل الفعل المخالف للسنة، تشمل الترك المخالف للسنة كذلك والمسلم إن عزم على ترك المباح من الطيبات لغير سبب مقبول كمرض يزيد بتناوله أو ضرر ينتج عنه، فإن كان تركه لذلك على وجه التحريم بحيث لو رغب فيه لتناوله فلا شيء عليه، لأن المباح يستوي فيه لفعل والترك. وإن حرمه على نفسه أو نذر ترك تناوله مطلقا أو لمدة محدودة فهو مبتدع بهذا التحريم وبهذا النذر.

وكقاعدة فإن البدعة التركية هي ترك الأشياء المشروعة بغية التقرب إلى الله تعالى، وعلى كل حال فهي من المسائل الخلافية بين العلماء باختلاف مفهومها.

نماذج تطبيقية في منهج الإخوان حول مفهوم البدعة:

وقد عرضت رسالة التعاليم لأمثلة تطبيقية حول مفهوم البدعة مثل:

- التوسل في الدعاء.

- التبرك بالصالحين.

- العرف والعادات التقاليد.

- زيارات القبور.

ثانيا : التربية الأخلاقية

يؤكد منهج الإخوان التربوي على تميز الفرد أخلاقيا في المجتمع الذي ينخرط فيه كما يدعو إلى شمولية الأخلاق لتكون في جميع جوانب حياة الفرد باعتبار أن الأخلاق غاية الرسالة الإسلامية وهدفها الأسمى.

فالأخلاق تمثل جانبا كبيرا من حياة الفرد، فهي تتعلق بتصرفاته وسلوكه مع غيره من أقارب وجيران وكل من يختلط بهم ويتعامل معهم ، ومن ألزم الأمور للداعي إلى الله أم رجل العقيدة امتثاله لخلق المسلم ليكون القدوة لما يدعو إليه ويعرض الإسلام عمليا لا نظريا فقط والقدوة العملية أكثر تأثيرا وفاعلية في نفوس الآخرين من القول، وقدوتنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان خلقه القرآن.

الأخلاق الأساسية للفرد:

يحدد الأستاذ سعيد حوى - رحمه الله – الأخلاق الأساسية التي يكون عليها الفرد في جماعة الإخوان المسلمين – بعد برامج تدريبية يمر بها- وهذه الأخلاق التي أكد على ضرورة اتصاف الفرد بها في الجماعة هي.

الصفة الأولى:

تحرير الولاء: لله ورسوله والمؤمنين:

أن الله حرم على المسلم أن يعطي ولاءه للكافرين كما حرم سبحانه وتعالى- أن يعطل المسلم ولاءه بل لابد أن يعطيه لله ورسوله والمؤمنين، والولاء لله الآن مظهره عبادته والولاء كتابه والولاء لرسول – صلى الله عليه وسلم – مظهره الولاء لسنته ودعوته، والولاء للمؤمنين مظهره كل ما مر معنا من مظاهر الولاء. فالشيء الذي لا يجوز أن نعطيه للكافرين والمنافقين يجب أن نعطيه للمؤمنين وخاصة العلماء العاملون والصالحون من عباد الله والدعاة إلى الله لأنهم خواص المؤمنين:

مظاهر الولاء لله والرسول المؤمنين:

- ننصر المؤمنين ولا نخذلهم " المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله".

- ونربط مصيرنا ومصيرهم .

- ولا نطيع الكافرين فيهم.

- ولا نتورع عن إعطاء أسرار الكافرين ومخططاتهم إليهم.

- ونحبهم ونودهم ونؤيدهم أينما كانوا أو حيثما كانوا.

- ونجالسهم ونجعلهم خاصتنا ونكثر سوادهم.

- ونطيع قيادتهم السياسية والعلمية.

- التشبه بهم، والتشبه بهم يعني الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسم- إذ هو قدوتهم فنتشبه بهم، بلباسهم وطعامهم وشرابهم وزيهم وهيئتهم.

الصفة الثانية: المحبة:

ويصنف رحمه الله – المحبة في ثلاثة أقسام:

القسم الأول: من يغضبهم الله واشر إلى ما يلي:

1- قال صلى الله عليه وسلم " أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية وطالب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه" رواه لبخاري عن ابن عباس.

2- روى الترمذي عن جابر عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " وإن أبغضكم إلى وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون؟ قال : المتكبرون".

3- يقول تعالى: " والله لا يحب الظالمين" ( آل عمرا : 57).

والظالمين هم : المشركون بالله : " إن الشرك لظلم عظيم" ( لقمان: 13).

المطيعون للشيطان " وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم، وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي. فلا تلوموني ولوموا أنفسكم، ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي . إني كفرت بما أشركتمون من قبل . إن الظالمين لهم عذاب أليم". ( إبراهيم: 22).

المكذبين بآيات الله : " فمن أظلم من ممن كذب بآيات الله وصدف عنها" ( الأنعام : 157).

الحاكمين بغير ما أنزل الله " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون" ( المائدة ).

الكاذبين على الله " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته" ( الأنعام: 21).

الكاتمين الحق: " ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله " ( البقرة: 140).

المعرضين عن آيات الله " ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه" ( الكهف: 57).

4- " والله لا يحب كل كفار أثيم" ( البقرة: 276) ، " فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين" ( آل عمران: 32).

5- " إن الله لا يحب المعتدين" ( البقرة: 190).

6- " إن الله لا يحب المسرفين" ( الأعراف : 31).

7- " إن الله لا يحب كل مختال فخور" ( الإسراء : 37).

8- " إن الله لا يحب الخائنين" ( الأنفال: 58).

9- " والله لا يحب المفسدين" ( المائدة: 64).

10- وعن عائشة رضى الله علنها – يروي البخاري- قوله صلى الله عليه وسلم :

" إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم" ( الألد: الشديد الخصومة- الخصم: المجادل).

11- " إن الله لا حب الفرحين" ( القصص: 67).

القسم الثاني: من يحبهم الله:

1- " وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" ( البقرة: 195).

2- " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" ( البقرة : 222).

3- قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا – أراه قال: أفنيتكم ولا تشبهوا اليهود" رواه الترمذي عن سعيد والنسائي عن سعيد بن المسيب مرسلا.

4- " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" ( آل عمران: 31).

5- قال تعالى في الحديث القدسي:

وجبت محبتي للمتحابين في والمتزاورين في والمتباذلين في" رواه مالك.

6- " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص" ( الصف: 4).

7- " إن الله يحب المتقين"

8- " إن الله يحب المقسطين" ( المائدة: 42).

9- قال صلى الله عليه وسلم" إن الله يحب العبد المحترف" أي الذي له حرفة، رواه الطبراني في الكبير الأوسط بضعف.

القسم الثالث: محبة الإنسان لله .. ويحبونه

يشير - الأستاذ سعيد حوى – رحمه الله في صفة " ويحبونه" التي يجب أن يكون عليها حال الفرد المسلم – بقوله : أن محبة الله تقتضي منا أن نحب من أحبه الله، ومن أحبه الله أكثر تحبه أكثر، ولا يكتمل الإيمان إلا بهذا. فالله عز وجل يحب رسوله صلى الله عليه وسلم أكثر من كل خلقه فمقتضى محبتنا لله أن نحب رسوله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون إليه أحب من والده وولده والناس أجمعين" رواه الشيخان عن أنس بن مالك.

وكذلك الصحابة نجلهم جميعا ونحترمهم لورود النصوص الكثيرة بفضلهم وهل نحن إلا في صحائفهم. فهم أفضل الأمة بعد رسولها ولا يلحقهم بالفضل لاحق كما قال – صلى الله عليه وسلم – " لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم أو نصيفه" رواه الشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد عن سعيد الخدري.

الصفة الثالثة والرابعة

الذلة على المؤمنين والعزة على الكافرين:

القسم الأول: مظاهر الذلة على المؤمنين:

الذلة على المؤمنين أثر من آثار الرحمة بهم وأعلى ما تمثلت به هذه الرحمة سلوك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال تعالى:

" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" ( التوبة: 128).

أما عن أهم مظاهر الذلة على المؤمنين فتمثل فيما يلي:

- العفو عنهم:

" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر" ( آل عمران: 159).

-التواضع لهم:

قال عليه السلام:" تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد" رواه مسلم ، وابن ماجة، وأبو داود بإسناد إلى عياض بن حمار رضي الله عنه.

ـ إزالة ما يؤذيهم:

قال أبو برزة: قلت يا نبي الله علمني شيئا ينفعني قال : " أعزل الأذى عن طريق لمسلمين" رواه مسلم وابن ماجه.

- لقاؤهم بوجه طلق وكلام طيب:

قال عليه السلام:" لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طليق " رواه مسلم عن ابي ذر.

" تبسمك في وجه أخيك لك صدقة" رواه أحمد وابن حبان في صحيحه عن أبي الدرداء.

- إنظار معسرهم، وتفريج كربتهم وإجابة ملهوفهم:

قال صلى الله عليه وسلم : " على كل مسلم صدقة، قيل أرأيت إن لم يستطيع؟ قال يعين ذا الحاجة الملهوف" رواه أحمد والشيخان والنسائي.

- الحب لهم ما يحب لنفسه:

" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه أحمد والشيخان.

- القيام بحقوقهم:

يقول عليه السلام: " حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه" رواه أحمد والشيخان والترمذي.

- عدم ترويع المؤمنين وعدم الإضرار أو المكر بهم:

قال عليه السلام: " لا يأخذن أحدكم عصا أخيه لا عباد لا جادا فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه" رواه ابو داود والترمذي.

" لا يحل لمسلم أن يروع مسلما" رواه أحمد وأبو داود.

- عدم الشماتة والهجران:

قال عليه السلام:" لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك" رواه الترمذي وقال حسن غريب.

" لا يحل لمسلم أن يهجر أخا فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" رواه أحمد ومسلم.

- الاهتمام بشأن المؤمنين:

" من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" رواه البيهقي.

" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه أحمد ومسلم.

القسم الثاني: مظاهر العزة على الكافرين:

وتبدو مظاهر العزة: على الكافرين في دار الحرب فيما يلي:

قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة" (التوبة: 13).

" فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدو الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها" ( محمد : 4).

" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" ( التوبة : 29).

أما مظاهر العزة على الكافرين في دار السلام فتتمثل في:

أ‌- دفع الجزية.

ب‌- التزام أحكام المسلمين العامة.

جدول التدريب الأخلاقي
دراسة8.jpg

ثالثا : التربية السياسية

ينطلق منهج العمل التربوي - في دعوة الإخوان – في جانبه السياسي من قاعدة نظرية تؤكد أن الإسلام يمثل لهذا العمل منهج في العقيدة ومنهج في الحركة والعمل، وهذه النظرة العميقة لفلسفة المنهج يتبعها نتائج أول ما يترتب عليها أن الإسلام يتصل ويحتوى في مضمونه كل مجالات الحياة المدنية، كما يحتوي في مضمونه أسس الحياة العبادية .. ومن هذه المجالات السياسية مجال السياسة الذي يصر المستشرقين والتغريبيين على تغييبه عن الذهن الإسلامي، بدءا بمقولة الشيخ على عبد الرازق في كتابه الإسلام وأصول الحكم " بعدم وجوب الخلافة وانتهاء " بالعلمانيين الذين أكدوا على ضرورة فصل الإسلام عن شئون الحياة جملة وتفصيلا".

ولذلك جاءت التربية السياسية تشمل العناصر التالية:

- تصحيح المفاهيم والتأكيد على شمول الإسلام لجانب السياسة.

- دعائم الحكم الإسلامي.

- قضايا سياسة معاصرة وموقف منهج الإخوان منها.

1- تصحيح المفاهيم والتأكيد على شمول الإسلام لجانب السياسة:

ويمكن أن نلاحظ ذلك من خلال الأصل الأول – في رسالة التعاليم- والذي يحدد فلسفة العمل في منهج الإخوان من خلال توضيح وتحديد النظرة للدين الإسلامي. " فالإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء ويذكر الإمام الشهيد عن دور الغزو الفكري لذي أراد وضع منهجا للذهنية المسلمة يفصل فيه بين الإسلام وشئون الحياة قوله " .. إن غير المسلمين حينما جهلوا هذا الإسلام، أو حينما أعياهم أمره وثباته في نفوس أتباعه، ورسوخه في قلوب المؤمنين به ... لم يحاولوا أن يجرحوا في نفوس أتباعه، ورسوخه في قلوب المؤمنين به ... لم يحاولوا أن يحصروا معناه في دائرة ضيقة تذهب بكل ما فيه من نواح قوية عملية... فاتهموا المسلمين أن الإسلام شيء والاجتماع شيء آخر، وأن الإسلام شيء والقانون شيء غيره، وأن الإسلام شيء ومسائل الاقتصاد شيء آخر لا تتصل به، وأن الإسلام شيء والثقافة العامة سواه، وأن الإسلام شيء يجب أن يكون بعيدا عن السياسة ثم يستنكر كل ذلك فيقول " .. حدثوني بربكم أيها الإخوان ، إذا كان الإسلام شيئا غير السياسة وغير الاجتماع، وغير الاقتصاد وغير الثقافة ، فما هو إذن؟..".

2- دعائم الحكم الإسلامي:

يشير منهج الإخوان إلى ثلاثة دعائم أساسية للحكم الإسلامي هي:

أ‌- العلاقة بين الحاكم والمحكومين :

فالحاكم مسئول بين يدي الله وبين الناس وهو أجير لهم وعامل لديهم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليقول: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، وأبو بكر – رضي الله عنه- يقول عندما ولي الأمر وصعد المنبر:" أيها الناس، كنت أحترف لعيالي فأكتسب قوتهم، فأنا الآن أحترف لكم من بيت مالكم" ، وهو بذلك قد فسر نظرية العقد الاجتماعي أفضل وأعدل تفسير، بل هو وضع أساسها، فالحكم ما هو إلا تعاقد بين الأمة والحاكم على رعاية المصالح العامة، فإن أحسن فله أجره، وإن أساء فعليه عقابه.

ب‌- الشورى .. احترام إرادة الأمة:

يؤكد المنهج السياسي للإخوان على أنه يهدف – ما وسعه من جهد – ليعود بحكم الله إلى شعوب الإسلام، ويقرر بذلك أن الأمة هي مصدر السلطات، وأن الشعب هو الذي له الحق أن يولي باختياره الصحيح من يرتضي دينه وأمانته وعلمه وكفاءته، ليقوم على ما يحدده له من أمور الدولة مع التسليم بأن القرآن الكريم والسنة المطهرة هما الدستور الأسمى لحكم المسلمين، ولا يعتد ولا يقبل ما خالف أيهما، فإن الأمة لابد أن يكون لها دستور مكتوب نأخذ من نصوصه الشريفة الغراء ثم من مراميها وغايتها وقواعدها الكلية.

جـ - التعددية السياسية:

أقر المنهج السياسي للإخوان مبدأ التعددية السياسية في المجتمع استنادا لطبيعة البشر في الاختلاف فيما بينهم واستنادا شرعيا لما حدث في الاختلاف في حضرة الرسول - صلى الله عليه وسلم – في العديد من الأمور فلم ينكره، وإنما المنهي عنه هو الاختلاف الذي يؤدي إلى التنازع والفشل... وتقول الجماعة في ذلك .. " لذا فإننا نؤمن بتعدد الأحزاب في المجتمع الإسلامي، وأنه لا حاجة لأن تضع السلطة قيودا من جانبها على تكوين ونشاط الجماعات أو الأحزاب السياسية، وإنما يترك لكل فئة أن تعلن ما تدعو إليه وتوضح منهجا وما دامت الشريعة الإسلامية هي الدستور الأسمى، وهي القانون الذي يطبقه قضاء مستقل محصن بعيدا عن أي سلطة أو جهة ومؤهل فكريا وعلميا وفقهيا وثقافيا بما يضمن سلامة المجتمع وصحته".

" وقبول تعدد الأحزاب يتضمن قبول تداول السلطة بين الجماعات والأحزاب السياسية".


رابعا: التربية الاجتماعية

اهتم المنهج التربوي للإخوان بتحقيق أهداف التربية الاجتماعية في الإسلام والذي يتمثل في:

1- تكوين روح الأخوة الإسلامية:

وهو المبدأ المعروف في المنهج " بقوة الوحدة " والذي يأتي مباشرة بعد البناء العقيدي أو " قوة العقيدة" .. وأما قوة الوحدة فتتحقق بتوفر الحب والأخوة في الله بين من يسلكون طريق الدعوة فهي بمثابة المادة التي تشد البنيان بعضه إلى بعض وتجعله قويا متماسكا".. وقد جعل الإمام الشهيد الأخوة ركنا من أركان البيعة وقال فيها: إن معنى الأخوة هو " أن ترتبط القلوب والأرواح برباط العقيدة، والعقيدة أوثق الروابط وأغلاها والأخوة أخوة الإيمان ، والتفرق أخو الكفر، وأول القوة قوة الوحدة، ولا وحدة بغير حب، وأقل الحب سلامة الصدر، وأعلاه مرتبة الإيثار. والأخ الصادق يرى إخوانه أولى بنفسه من نفسه.. والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص".

2- تكوين الوعي بوحدة حياة الأمة الإسلامية:

من المفاهيم التي حاول المنهج إحيائها في نفوس طلابه هو مفهوم الأمة الذي مزقته عوامل خارجية ( كالاستعمار) وعوامل داخلية ( كالتغريب وروافده) لذلك عمد هذا المنهج إلى إحياء هذا المفهوم وتحقيق وحدة حياة الأمة الإسلامية في نفوس المسلمين، يقول الإمام الشهيد في رسالة المؤتمر الخامس: الإسلام لا يعترف بالحدود الجغرافية ولا يعتبر الفوارق الجنسية الدموية ويعتبر المسلمين جميعا أمة واحدة، ويعتبر الوطن الإسلامي وطنا واحدا مهما تباعدت أقطار وتناءت حدوده وكذلك الإخوان المسلمون يقدسون هذه الوحدة ويؤمنون بهذه الجامعة، ويعملون لجمع كلمة المسلمين، وينادون بأن وطنهم هو كل شبر أرض فيه مسلم يقول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله).

3- إحياء قيم المجتمع الإسلامي:

ومن هذه القيم التي يعمل منهج الإخوان على إحيائها:

- قيمة الترابط والتماسك الاجتماعي:

- قيمة المساواة بين الأفراد دون التمييز بينهم لجنس أو لون أو غنى أو فق .. إلخ.

- قيمة الحرية في مقابل الاستبداد والطغيان، وتشمل هذه الحرية: حرية العقيدة ، حرية القول، حرية الرأي، حق الفرد في التقدم والتقويم.

- قيمة التكافل، ويتضمن هذا التكافل الجانب المادي وكذلك التكافل المعنوي الذي يعد من أهم سمات المجتمع المسلم.

- قيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والتناصح بين المسلمين بما يحول دون وقوع الانحراف أو الاستمرار فيه وتفشيه.


خامسا: التربية الثقافية

المقصود بالتربية الثقافية:

يقصد بالتربية الثقافية – في منه الإخوان المسلمين – أن تستمد الذهنية المسلمة أفكارها وتصوراتها في جميع المجالات الحياتية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كمصدرين رئيسيين في ثقافة المسلم.

أهداف التربية الثقافية:

1- تصحيح المفاهيم الخاصة بالإسلام وعلاقته بالحياة.

2- معالجة الانحرافات الفكرية التي نشأت في ظل الاستعمار والتبشير والثورة الاتصالية المعاصرة.

3- بناء الثقافة الإسلامية السليمة.

4- تحصين المجتمع المسلم من الأخطار الفكرية والثقافية والعقائدية في ظل " النظام العالمي الجديد" و" العولمة الإعلامية والاتصالية".

5- توحيد فهم العقل الإسلامي عن الإسلام وأهدافه ومجالات عمله.

6- تكوين قراءة صحيحة لتاريخ الأمة الإسلامية.

7- معرفة التحديات وأهداف الأمة الإسلامية.

محاور ثقافة المسلم المعاصر:

تتمثل هذه المحاور في اثنى عشر محورا:

الأول: علم الأصول الثلاثة: ويتضمن ذلك من خلال دراسة ثلاثة أبحاث:

البحث الأول: عن الله جل جلاله .

البحث الثاني: عن الرسول – صلى الله عليه وسلم-.

البحث الثالث: عن الإسلام.

الثاني: الكتاب: ويتضمن ذلك دراسة العلوم الخاصة بالقرآن ( علم التجويد، أدب التلاوة، علم القراءات ، علم الناسخ والمنسوخ، علم أسباب التنزيل، علم غريب القرآن، علم التفسير).

الثالث: السنة: ويتم هذا المحور دراسة ( علم مصطلح الحديث، علوم السنة، علم الصالحين).

الرابع: علم أصول الفقه: ويشتمل دراسة: ( الرسالة للشافعي، المستصفى للغزالي، أصول الفقه للسرخسي، أصول الفقه للبزودي).

الخامس والسادس والسابع: علوم الإسلام النظرية والعملية ( العقائد والفقه والأخلاق) ويدرس في هذا المحور كتب: العقائد للإمام البنا، كبرى اليقينيات للبوطي، الجواهر الكلامية للجزائري، أصول العقائد لعبد الله عرواني، وفي الأخلاق: يقرأ جند الله أخلاقا. وفي الفقه يدرس : تاريخ التشريع الإسلامي للخضري أو الشيخ محمد أبو زهرة عن المذاهب الإسلامية، وأن يدرس أيضا : متنا في الفقه مع شرحه على مذهب من المذاهب المعتمدة.

الثامن: تاريخ الأمة الإسلامية وحاضرها: ويهدف هذا المحور إلى تكوين قراءة صحيحة عن تاريخ الأمة ويدرس في هذا المحور إلى تكوين قراءة صحيحة عن تاريخ الأمة ويدرس في هذا المحور سيرة ابن هشام أو نور اليقين، وفقه السيرة للدكتور البوطي، حياة الصحابة العواصم من القواصم، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، من رائع حضارتنا للدكتور السباعي، العالم الإسلامي ومحاولة السيطرة عليه للأستاذ محمود شاكر.

التاسع: علوم اللغة العربية: ومن أجل تكوين ثقافة عربية سليمة يدرس المسلم في هذا المحور: كتاب في الخط العربي وفي الإملاء العربي، والنحو الصرف، وعلوم البلاغة، وعلم العروض، والإطلاع على قواميس اللغة العربية القديمة.

العاشر: التحديات والمؤامرات ويهدف هذا المحور إلى إدراك التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب العربي المعاصر، حصوننا مهددة من الداخل لمحمد محمد حسين، الغزو الفكري والدعوة القومية، دراسة بروتوكولات حكماء صهيون، كتاب الثقافة الإسلامية خصائصها، تاريخها، مستقبلها للدكتور عبد الكريم عثمان، وكذلك تتبع كل ما يكتب عن المؤامرات والتعديات التي تواجه العالم الإسلامي.

الحادي عشر: الدراسات الإسلامية المعاصرة: ويهدف هذا المحور إلى إعطاء صورة كاملة عن الإسلام وخصائصه وحاجة الإنسانية إليه ومقارنته بالنظم الوضعية، ويدرس هذا المحور الكتب الآتية:

- مبادئ الإسلام " أبو الأعلى المودودي".

- هذا الدين " سيد قطب"

- الرسالة المحمدية " سليمان الندوي".

- العدالة الاجتماعية في الإسلام " سيد قطب".

- المرأة بين الفقه والقانون " د. مصطفى السباعي".

- نظرية الإسلام وهدية في الدستور والقانون " أبو الأعلى المودودي". - منهج التربية الإسلامية" محمد قطب".

- شبهات حول الإسلام" محمد قطب".

- جاهلية القرن العشرين " محمد قطب".

- خصائص التصور الإسلامي " سيد قطب".

- المستقبل لهذا الدين " سيد قطب".

- الحضارة الإسلامية " أبو الأعلى المودودي".

- أسس الاقتصاد الإسلامي " سيد قطب"

- السلم والحرب " د. مصطفى السباعي".

الثاني عشر: فقد الدعوة والعمل: ويهدف هذا المحور إلى تكوين ثقافة الداعية المسلم المبلغ عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ويتطلب ذلك من الداعي أن يدرس:

- منهاج الانقلاب الإسلامي " أبو الأعلى المودودي".

- واقع المسلمين وسبيل النهوض بهم " أبو الأعلى المودودي". - تذكرة الدعاة" البهي الحولي".

- معالم في الطريق " سيد قطب".

- رسائل الإمام الشهيد " حسن البنا".

- نحو حكم إسلامي " محمد الضناوي".

سادسا: التربية الجهادية

تحتل التربية الجهادية مكانة بارزة في المنهج التربوي للإخوان المسلمين والشعار الرئيسي للجماعة يحتوي على مبدأ " الجهاد سبيلنا" ولم يأت هذا الشعار من فراغ فكري ( نظري أو عملي) ، ولكن له مضمونه وأهدافه ومقاصده التي تمثل أهمية كبيرة في منهج الإخوان.

يقول الإمام الشهيد- في رسالة أفردها للجهاد- " فرض الله الجهاد على كل مسلم فريضة لازمة حازمة لا مناص منها ولا مفر معها، ورغب فيه أعظم الترغيب، وأجل ثواب المجاهدين والشهداء، فلم يلحقهم في مثوبتهم إلا من عمل بمثل عملهم ومن اقتدى بهم في جهادهم، ومنحهم من الامتيازات الروحية والعملية في الدنيا والآخرة ما لم يمنح سواهم، وجعل دماءهم الطاهرة الذكية عربون النصر في الدنيا وعنوان الفوز والفلاح في العقبى".

وهذا ما يؤكده الأستاذ مصطفى مشهور بقوله" إن الجهاد في سبيل الله أخذ في السنوات الأخيرة يفرض نفسه على الساحة الإسلامية، وصار له واقع ملموس في بعض أجزاء العالم الإسلامي ، وفي باقي الأجزاء تسري روح الإعداد له والشعور بأنه لابد منه وأنه هو السبيل الوحيد لرد عدوان أعداء الله وتحرير أرض الإسلام من احتلالهم وغزوهم، وصارت هناك قناعة أن سبيل المفاوضات واتفاقات السلام مع أعداء الله على كل مسلم لا يتحقق بغير الجهاد والإعداد له: ألا وهو إقامة دولة الإسلام وخلافة الإسلام والتمكين لهذا الدين".

أنماط التربية الجهادية

يهتم منهج الإخوان بتربية الفرد المسلم وإعداده للجهاد في سبيل الله من خلال تنوع مفهوم الجهاد الذي يتبناه المنهج، من خلال أنماط الجهاد الآتية – التي أقرها القرآن الكريم:

النوع الأول: الجهاد باللسان.

النوع الثاني: الجهاد باليد والنفس.

النوع الثالث: الجهاد المالي.

الجهاد باللسان :

ويتمثل في تبليغ الإسلام وإقامة الحجة به على غير المسلمين، ويجب أن يؤدى على أكمل وجه ويتضح ذلك في الوعظ والتذكير ومن وسائل الجهاد اللساني:

- نشر الكتاب الإسلامي.

- الخطابة والمحاضرة والدرس.

- الصحافة والمطبوعات الإسلامية.

- الدعوة الفردية.

الجهاد التعليمي:

ويقصد به: بذل الجهد مع من استجاب للإسلام من أجل تعليمه وتثقيفه وتربيته ، ومن وسائل هذا النوع:

- حلقات العلم والدراسة.

- الأبحاث والدراسات العلمية.

- المطالعة الشخصية.

الجهاد باليد والنفس :

ويقصد به الجهاد في ميدان المعركة مع العدو، ويتضمن ذلك الاستعداد المادي والمعنوي العلمي والإيماني. الجهاد السياسي:

وتتمثل مظاهره في عالمنا المعاصر في:

- الموقف السلبي من الحكومات التي انحرفت عن تطبيق الإسلام.

- الوقوف الدائم في وجه هذه الحكومات عند كل انحراف بالاحتجاج والنصيحة والاعتراض.

- محاربة الفساد الناتج عن هذه الحكومات.

الجهاد المالي:

وهو غير الزكاة التي هي فرض على الإنسان أن يؤديها، بقوله تعالى : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" ( التوبة : 111). وسائل التكوين الفردي

أهم وسائل التكوين الفردي في المجتمع التربوي للإخوان المسلمين

1- الأسرة :

نظام الأسرة في منهج الإخوان المسلمين نظام منبثق من تعاليم الإسلام، حيث يحرص الإسلام على تكوين وتقوية الروابط بين أبناء الأمة، ويعتمد هذا النظام على ثلاثة أركان:

الأول: التعارف: فعلى كل أفراد الإخوان أن يتعارفوا ويتحابوا بروح الله ويستشعروا معنى الأخوة الصحيحة الكاملة بينهم.

الثاني: التفاهم: ومعناه الاستقامة على منهج الله وتنفيذ ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه ومحاسبة النفس على الطاعة والمعصية وتبادل النصح والنصيحة.

الثالث: التكافل: ويعني به أن يحمل كل أخ قادر عبء الأخ الضعيف وذلك صريح الإيمان ولب الأخوة فعلى كل أخ أن يتعهد أخاه بالبر والسؤال عنه وإلى مساعدته ما وجد إلى ذلك سبيلا.

الواجبات التربوية للأسرة:

- مذاكرة شئون العاملين ومدارسة التوجيهات الواردة من القيادة.

- متابعة أفراد الأسرة ومشاكلهم.

- تحقيق معنى الأخوة وتنمية العلاقات بين أفراد الأسرة.

البرنامج العملي للأسرة:

- رحلات ثقافية لزيارة الآثار والأماكن المختلفة.

- رحلات قمرية رياضية.

- رحلات بالدراجات.

- صلاة الفجر جماعة.

- رحلات نهرية للتجديف.

- صيام يوم في الأسبوع والإفطار معا.

2- الكتيبة:

ويتلخص نظام الكتيبة في الآتي:

- مبيت ليلة في الأسبوع.

- تناول طعام العشاء طعاما رمزيا.

- المذاكرة والسمر.

- الاستيقاظ قبل الفجر بساعتين للتهجد.

- تلاوة آيات من القرآن الكريم.

- الاستماع إلى درس.

3- المعسكرات والنظام الكشفي:

يهدف الإخوان من إقامة المعسكرات إلى ما يلي:

- محاربة الضعف والخنوثة وبعث العزة والرجولة في كل شباب مسلم.

- تجديد نشاط الفكر والجسم بتنويع العمل وصقل حواس الإنسان وكسب العمل عن طريق المشاهدة والرحلة. - إعداد الرجل القوي لأعباء الجهاد.

- خدمة البيئة وتقوية أواصر المودة.

- محاربة الكسل والضعف والركود.

- أن يصطبغ الأخ بالصبغة الإسلامية.

وتشمل هذه المعسكرات: الرياضة البدنية والتدريبات، والرحلات وأعمال الجوالة والكشفيات.

4-الندوات والمؤتمرات:

وتهدف ههذ الندوات والمؤتمرات إلى المساهمة في التكوين الثقافي للفرد وتشمل مناقشة قضايا مختلفة مثل:

- قضايا دينية ( فهم أصول الدين وتصحيح المفاهيم).

- قضايا اجتماعية ( تعليم المرأة، الحجاب، المشكلات الأخلاقية..إلخ).

- قضايا اقتصادية ( العمل والإنتاج والبطالة..إلخ).

- قضايا فكرية مذهبية ( التقريب بين المذاهب الإسلامية – الفرق الإسلامية ..إلخ).

- قضايا ثقافية ( الإعلام والمتغيرات العالمية المعاصرة والتقدم العلمي والتكنولوجي).

التكوين المجتمعي في دعوة الإخوان المسلمين

تربية الفئات الاجتماعية:

اهتم المنهج التربوي للإخوان المسلمين بعناصر التكوين المجتمعي الثلاثة: الطفل/ الشباب/ المرأة، وفيما يلي أهم جوانب تربية هذه الفئات الاجتماعية.

تربية الطفل:

يظهر الاهتمام بتربية الطفل في جانبين: الأول ويؤكد على ضرورة إقامة البيت المسلم على الأسس والقواعد التي أقرها الإسلام بما فيها طرق اختيار الزوج والزوجة والأمة، بما يحقق الهدف الثاني للجماعة وهو " إقامة البيت المسلم".

الجانب الثاني: ويتمثل في التأكيد على دور الأسرة التربوي بالنسبة لأبنائها، " فالأسرة المسلمة من أهم المؤسسات في حياة المسلمين عامة وفي منهاج العمل الإسلامي بصفة خاصة ويرجع ذلك إلى الدور الكبير المنوط بالأسرة في تنشئة الأجيال وصناعة الرجال الذين هم عدة المستقبل وركائز البناء ودرع الأوطان".

ولقد أكد هذا المنهج – أيضا- على القدوة في محيط الأسرة نظرا لأهميتها واعتبارا من الوسائط القوية للتأثير في لأبناء " فالبيت المسلم القدوة هو الذي يخرج الأفراد المسلمين القدوة وهكذا يتم توريث الأصالة الإسلامية للأجيال بقوة وإذا حدث تقصير في هذا التوريث تعرضت الأسرة والأفراد إلى هبوط المستوى والانهيار".

تربية الشباب:

هذا الفئة لها أهمية كبيرة لتحقيق الغايات الكبرى في منهج العمل عند الإخوان ويؤكد ذلك الإمام الشهيد في رسالة أفراد لهم بقوله " أيها الشباب. إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل من خصائص الشباب، لأن أساس الإيمان القلب الذكي وأساس الإخلاص الفؤاد النقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفني، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب، ومنها كان الشباب قديما وحديثا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رأيتها".

وقد اشتملت هذه الرسالة على مجموعة من التوجيهات الخاصة بالشباب منها:

- تحديد مطالب الدعوة الإسلامية في القرن الرابع عشر الهجري.

- تحديد جوانب مناهج الإخوان المسلمين.

- تصحيح الفهم بالنسبة للإسلام والعمل الإسلامي.

- تحديد القواعد الثابتة للعمل الإسلامي المعاصرة.

وقد جاءت برامج العمل التربوي مناسبة تماما لهذه التوجيهات التي ذكرها الإمام الشهيد وقد ذكرنا ذلك سابقا- في التكوين الفردي ووسائله.

تربية المرأة:

ينظر الإخوان إلى المرأة ليس فقط باعتبارها تمثل نصف المجتمع بل- أيضا- هي التي تؤثر في النصف الآخر، وقد حدد منهج العمل الإخوان جوانب تربية المرأة ، وتتمثل في:

- تعليم المرأة حقوقها وواجباتها في المجتمع المسلم، حيث أكد المنهج على حقها في التعليم والتعلم والعمل والمشاركة في المجتمع في ضوء قاعدة مساواتها الإيمانية مع الرجل، وهي في تلك أيضا لها ذمة خاصة، كما رأى الإخوان حقوقا معاصرة ، وهي:

- حق المشاركة في انتخاب أعضاء المجالس النيابية وما ماثلها- تولى مهام عضوية المجالس النيابية وما يماثلها.

- كما أكد المنهج على ضرورة التزام المرأة بالآداب والفضائل التي أقرها الإسلام والشريعة الإسلامية.

- أكد أيضا على أن المهمة الأساسية للمرأة ودورها الرئيسي وهو إعداد الجيل والنشء المسلم إعدادا سليما وصحيحا.

أسس الإصلاح الاجتماعي عند الإخوان

وتتمثل هذه الأسس فيما يلي:

- الربانية.

- التسامي بالنفس الإنسانية.

- تقرير عقيدة الجزاء.

- إعلان الأخوة الإنسانية.

- النهوض بالرجل والمرأة جميعا. وإعلان التكافل والمساواة بينهما، وتحديد مهمة كل منهما تحديدا دقيقا.

- تأمين المجتمع بتقرير حق الحياة، والتملك، والعمل والصحة والحرية والعلم، والأمن لكل فرد، وتحديد موارد الكسب.

- ضبط الغريزتين الأساسيتين : غزيرة حفظ النفس وغريزة حف النوع، مع تنظيم مطالب الفم والفرج.

- الشدة في محاربة الجرائم الأصلية.

- تأكيد وحدة الأمة، والقضاء على كل مظاهر الفرقة وأسبابها.

- إلزام الأمة بالجهاد في سبيل الله ومبادئ الحق الذي جاء بها هذا الدين.

- اعتبار الدولة ممثلة للفكرة وقائمة على حمايتها، ومسئولية عن تحقيق أهدافها في المجتمع وإبلاغها إلى الناس جميعا.

البرامج العملية للإصلاح الاجتماعي والعلمي

1- تعويد الشعب احترام الآداب العامة، ووضع إرشادات معززة بالحماية القانونية في ذلك الشأن وتشديد العقوبات على الجرائم الأدبية.

2- علاج فضية المرأة علاجا يجمع بين الرقي بها والمحافظة عليها وفق تعاليم الإسلام حتى لا تترك هذه القضية التي هي أهم قضايا الاجتماع تحت رحمة الأقلام المغرضة- والآراء الشاذة من المفرطين والمغالبين.

3- القضاء على البغاء بنوعيه: السري والعلني واعتبار ( الزنا) مهما كانت ظروفه جريمة مذكرة يجلد فاعلها.

4- القضاء على القمار بكل أنواعه من ألعاب ويانصيب ومسابقات وأندية.

5- محاربة الخمر كما تحارب المخدرات، وتحريمها وتخليص الأمة من شرورها.

6- مقاومة التبرج والخلاعة وإرشاد السيدات إلى ما يحب أن يكون، والتشديد في ذلك بخاصة على المدرسات والتلميذات والطبيات والطالبات ومن في حكمهن.

7- إعادة النظر في منهاج تعليم البنات ووجوب التفريق بينها وبين مناهج تعليم الصبيان في كثير من مراحل التعليم.

خصائص الفكر التربوي في دعوة الإخوان المسلمين

يتسم الفكر التربوي في دعوة الإخوان المسلمين بعدة خصائص هي:

1- التوازن والشمول:

ويبدو التوازن فيما يقدمه هذا المنهج من اهتمام بجميع الجوانب الأساسية لبناء الشخصية المسلمة من جوانب ثقافية واجتماعية وعقدية وسياسية.. الخ، ولم يؤثر جانب بالاهتمام على حساب آخر ولكن لكل أهميته في بناء ذلك المنهج وبرامجه الخاصة به، كما أنه راعي الفطرة الإنسانية في عبوديتها لله وفي اتصالها بالواقع الأرضي، فالواقعية من جوانب التوازن المهمة في هذا المنهج مما يجعل الفرد في حالة الفعل والإيجابية في حياته.

أما الشمول فيرتبط بالتوازن فقد قدم هذا المنهج الإسلام ككل متكامل وحاول رسم الشخصية المسلمة في إطار هذا التكامل غير منتقص منه، ودعا إلى إنشاء منهج متكامل أيضا للحياة الاجتماعية ، كما ربط بين حياة المجتمع وحياة الفرد في غير تناقض.

2- الأصالة والانفتاح:

فيتميز هذا المنهج بالأصالة التي نتجت عن التحديد الدقيق لمصادر تلقيه والمتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بما يجعل عمل هذا المنهج يتسم بالثبات والاستقرار ثم إنه في نفس الوقت الذي يقوم فيه بإحياء الذات يقبل كذلك الانفتاح والتعامل مع الآخر في غير انبهار أو تغريب ولكن انفتاح العاقل الواعي الذي يرى أن الإنسانية جميعا أمة واحدة، من سننها التنوع والتعدد والاختلاف ، وأن هناك إنتاجا إنسانيا عاما ، كما أن هناك خصوصيات لكل أمة وتراث لا يجب العبث به أو السخرية والاستهزاء منه، فهناك اعتزاز بالذات والتميز بمصادر المنهج الربانية وغايته الإنسانية ومهمته العالمية وصيغته الأخلاقية . وفي نفس الوقت لا يمنع من " الحوار والتفاعل والانفتاح على الآخر".

3- ذو طبيعة عملية:

يؤثر المنهج الإخواني الطبيعة العملية على الناحية النظرية لذلك يظل فيه خاصية تميزه وتفرده عن المناهج التربوية الأخرى وهي التنفيذ والمتابعة والتقويم، وهم بذلك يبتعدون عن اللفظية المهلكة التي تمثل أهم مشكلات الشخصية المصرية أو كما يصفها د. على خليل أنها " مشكلة المشاكل في الشخصية المصرية" . والعملية التعليمية في المؤسسات التعليمية نفسها تقوم على اللفظية.

4- الاستقلالية الفكرية:

يعتمد هذا المنهج على الفكرة الإسلامية كاملة في بنائه التربوي وخططه وبرامجه فهذا المنهج يهدف أساسا إلى " أن تسود الفكرة الإسلامية حتى تؤثر في كل الأوضاع وتصبغها بصبغة الإسلام وهذا يتطلب تفكيرا استقلاليا يعتمد على الإسلام كمنهج لا على أساس الفكرة التغريبية التي جعلتنا نعتمد على الغرب ونظرياته واتجاهاته ومناهجه.

5- التدرج والمرحلية:

لا يعتقد هذا المنهج في الثورة أو " القفزة الفجائية" في تحقيق أهدافه ولكنه يعتمد على التدرج وتقسيم العمل إلى مراحل، لكل مرحلة طبيعتها وخصائصها ومتطلباتها وعموما يعتقد المنهج في ثلاثة مراحل مهمة هي:

مرحلة التعريف : وفيها يتم نشر الفكرة بين الناس، والمرحلة الثانية : مرحلة التكوين وتهتم هذه المرحلة باستخلاص العناصر الصالحة لعمل أعباء الدعوة. والمرحلة الثالثة: التنفيذ وهي مرحلة الجهاد والعمل المتواصل لتحقيق غايات المنهج التربوي.

6- المركزية في التنظير واللامركزية في التنفيذ:

فالهيئات الإدارية الرئيسية هي التي يضلع بها وضع الخطط والتنظير لمحتويات ومضمون هذا المنهج بينما يترك التطبيق والتنفيذ وفق الآليات الخاصة بكل شعبة أو منطقة أو إقليم.

الصحافة في منهج الإخوان المسلمين

لقد ساهم الإخوان المسلمون في نشأة الصحافة الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي، فبعد مصادرة العروة الوثقى أولى الصحف الإسلامية في العالم الإسلامي ظهرت مجلتي الفتح والمنار، ثم أخذت الصحف الإسلامية تزداد يوما بعد يوم ردا على نزعات التغريب والاستعمار، وكان للإخوان نصيبا كبيرا من هذا النوع من الصحف.

وفيما يلي جدول يبين صحافة الإخوان المسلمين:

دراسة9.jpg

القضايا التي اهتمت بها صحافة الإخوان المسلمون في القرن العشرين

القضايا الاجتماعية:

- الإسلام والإصلاح الاجتماعي.

- المشكلات الاجتماعية.

- الأسرة.

- المرأة .

- الوحدة الوطنية.

- قواعد وشروط المجتمع المسلم.

- الحركات الإسلامية.

القضايا الثقافية والفكرية:

- التغريب والغزو الثقافي والاستشراق.

- الفرق والمذاهب الإسلامية.

- أسلمة العلوم والمعارف.

- التربية والتعليم.

- اللغة العربية.

- النهضة الإسلامية.

- الإعلام الإسلامي.

- الفكر الإسلامي.

- التراث.

قضايا العالم الإسلامي:

- التحرير والاستعمار.

- قضية فلسطين.

- الوحدة الإسلامية.

القضايا الاقتصادية:

- المشكلات الاقتصادية المعاصرة.

- الاقتصاد الإسلامي.

- الزكاة.

- نظام الوقف.

- شروط التقدم الاقتصادية.

والصحافة بذلك تعد من العوامل الرئيسية التي شكلت شخصية الفرد في دعوة الإخوان المسلمين ومن هنا برزت الحاجة لدراستها ومجلة لواء الإسلام آخر صحف الإخوان المسلمون في القرن العشرين نقوم بدراستها وتحليلها في الفترة التي تولى إدارتها الإخوان وهي فترة الثمانينات 1980- 1990.


الفصل الرابع

يتضمن هذا الفصل:

مجلة لواء الإسلام نشأتها وتطورها

نشأة الصحافة في مصر

الصحافة الإسلامية وظهور لواء الإسلام

اهتمامات مجلة لواء ا لإسلام في بداية فترة صدورها

تطور مجلة لواء الإسلام حتى بداية الثمانينات

خصائص الكتابة في مجلة لواء الإسلام


مجلة لواء الإسلام نشأتها وتطورها

دخلت الطباعة إلى مصر – في العصر الحديث- مع مجيء الحملة الفرنسية عام 1798 " فأصدرت الحملة صحيفتان باللغة الفرنسية إحداهما للجنود وهي le courrcer de legypt والثانية للعلماء la dec a degyptiennes ".

وعقب خروج الحملة الفرنسية من مصر شهد عهد محمد على تقدما كبيرا في الطباعة والصحافة المصرية، " فمع إنشاء المطبعة الأميرية بدأت إصدار الصحف المصرية فقد اقتضت النهضة الواسعة التي طرأت على حياة المصريين في عهد محمد على أن تنظم حياة المجتمع حكومة ذات دواوين تسجل فيها أمور الدولة وتصدر عنها أوامر الولي... وأدى كل ذلك إلى إنشاء مطبعة تنسخ فيها أوامر الدولة وتساعد في عمل الدواوين فأنشأ محمد على المطبعة الأميرية في سنة 1820- 1235 هـ ، وظهرت بعد ذلك مطبوعا حكوميا أطلق عليه " جرنال الخديوي" ثم ظهرت بعد ذلك الوقائع المصرية عام 1828 وكان ينشر فيها خلاصة خصوصية عن الوقائع التي تحصل بالدواوين ويتم توزيعها على الذات الملكية والجهادية ، ثم أنشأت بعد ذلك مجلة روضة المدارس " وهي مجلة أنشأها على مبارك عام 1870 م وكان الغرض من إنشائها النهوض باللغة العربية وإحياء آدابها نشر المعارف الحديثة، وكان يرأس تحريرها رفاعة الطهطاوي، وعاونه في إصدارها جهابذة العصر في العلوم والآداب والفنون المختلفة".

ثم صدرت الأهرام عام 1875 على يد سليم وبشارة ثم أصدر ميخائيل عبد السيد صحيفة الوطن عام 1877 وأديب إسحق السوري جريدة مصر، ثم أصدر جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده صحيفة العروة الوثقى من باريس عام 1884 م توقفت عن الصدور بعد ثمانية عشرة عددا وفي عام 1889 أصدر يعقوب صروف وفارس نمر صباحي المقتطف صحيفة المقطم، ثم اصدر الشيخ عبد الله النديم صحيفة الأستاذ عام 1892 وكان أسلوبها هادئا في أول الأمر، ولكن نقده للاحتلال أخذ يشتدد رويدا رويدا، فلم تر السلطات بدا من إغلاق الصحيفة.

كما ظهرت في بداية القرن العشرين العديد من التيارات الفكرية التي أثرت في الثقافة المصرية تأثيرا كبيرا، كما استخدمت هذه التيارات الصحافة كوسائل لنشر أفكارها، فالاتجاه الاشتراكي في مصر قد أخذ يتنامى في ظل حالة الضعف التي كانت عليها المؤسسات الدينية في مصر – الرسمية وغير الرسمية- ، وقد ظهر الفكر الاشتراكي في الصحافة المصرية قبل الحرب العالمية الأولى في صحيفة المقتطف التي اختصها شلبي شميل بأبحاثه في نظرية النشؤ والارتقاء، وفي عرض النظرية الاشتراكية ، ثم في مجلة الحكومة التي أصدرها فهمي عزيز المصري، وكتب عليها سياسة اشتراكية أسبوعية.

ثم قام بعد ذلك- الحزب الاشتراكي- بالبحث عن إصدار صحيفة تكون له منبرا إعلاميا لنشر أفكاره" فوجد جريدة الشبيبة لعبد الحميد النحاس وتم تحويلها إلى شكل جديد وألغى ما صدر منها من أعداد وجدد نشرها بالعدد رقم (1)، وصدر العدد الأول منها في يوليو عام 1922 يحوي مقالات عن لينين ومقالات عن النظرية الاشتراكية". ، ثم صدرت بعد ذلك صحيفة الحساب عام 1924، وصحيفة روح العصر التي كتب عليها جريدة اشتراكية سياسية أسبوعية ، وأخذت تدعو إلى الاشتراكية بشكل واضح، كما صدرت صحيفة شبرا عام 1937، ومجلة التطور التي تصدرها جماعة الفن والحرية لصاحبها أنور كامل".

كما ظهرت الأفكار الوطنية في ظل ضعف الإمبراطورية العثمانية ولعبت الصحافة دورا مهما في الترويج لهذه الأفكار من خلال العمل على إعلاء شأن الحضارات الوطنية القديمة وعقد المقارنات بين فضائل الوطن وغيره من الأوطان وكان من أنصار هذا الاتجاه" أحمد لطفي السيد الذي كان يدعو إلى أن مصر أمة لها قوميتها المستقلة مثل غيرها من الأمم وأصدر صحيفة الجريدة عام 1907 لنشر أفكاره وآراء هذا الاتجاه، كما صدرت صحيفة الأهالي عام 1910 لصاحبها عبد القادر حمزة الذي كتب العدد الأول أنهدف الصحيفة هو تقوية الجامعة المصرية والمناداة بالاتحاد التام بين العناصر المكونة للوحدة القومية".

أما الاتجاه الليبرالي فكانت أهم الصحف التي استخدمها لنشر أفكاره " مجلة الجامعة العثمانية 1922 التي صدرت على يد فرح أنطون ومجموعة من المثقفين الفرنسيين والتي ركزت في محتواها على الفكر الفرنسي والمذاهب العقلانية، " المقتطف والسياسة التي أصدرها محمد حسين هيكل عام 1922 ومجلة العصور 1927، والمجلة الجديدة لصاحبها سلامة موسى التي صدرت عام 1929 فضلا عن صحيفة الهلال التي أصدرها جورجي زيدان 1892". وكانت هذه الصحف تدعو الناس إلى التشكك في كل ما يخرج عن دائرة المحسوس وترى في ذلك تحررا في الفكر من عبودية التقليد باسم العلم والعلمانية، وعدم التقيد بأي مورث ثقافي أو ديني.

وفي هذا المناخ الثقافي السائد في المجتمع المصري ظهر الاتجاه الإسلامي في الصحافة المصرية وظهرت مجموعة كبيرة من الصحف التي تعبر عن الاتجاه الإسلامي.


نشأة الصحافة الإسلامية وظهور لواء الإسلام

في ظل المناخ الثقافي والفكر السائد في المجتمع المصري والذي امتلأ بالتيارات الفكرية المختلفة ظهر الاتجاه الإسلامي في صورتين هما:

الصورة الأولى: عمل فردي وكان من أبرز أعلامه الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا والشيخ محب الدين الخطيب والشيخ مصطفى صبري والشيخ شاكر محمد والشيخ طنطاوي جوهري، ومحمد فريد وجدي.

والصورة الثانية : عمل جماعي في صورة إنشاء وتكوين جمعيات دينية وكان من أهم الجمعيات التي بدأت في الظهور قبل الحرب العالمية الأولى.. الجمعية الشرعية وجمعية مكارم الأخلاق السياسية وجمعية الأمة والكتاب، جمعية الإصلاح الديني، الجمعية الخيرية الإسلامية وجمعية إحياء مجد الإسلام.

وقد ظهرت في هذه الفترة صحفا استخدمها الاتجاه الإسلامي للتعبير عن أهدافه والعمل على تحقيقها، ويمكن التمييز بين نوعين من الصحافة التي تبنت قضايا الاتجاه الإسلامي النوع الأول: صحف عامة ظهر فيها الاتجاه الإسلامي، واتسم هذا النوع بتبنيه لبعض قضايا الاتجاه الإسلامي وعرضها من خلال وجود مستوى معين من الاهتمام بتوخي المعاني والمفاهيم الإسلامية في معالجتها لقضايا مجتمعية، ذات علاقة وثيقة بتراث الأمة الإسلامية وحاضرها الديني إلا أن ذلك لم يكن ملحا ومكثفا، كما أنها تعرض للمفاهيم الإسلامية كجزء من كل يتضمن مفاهيم متعددة على المستوى السياسي الاقتصادي والثقافي والاجتماعي وقد لا تكون هذه المفاهيم بالضرورة نتاجا للفهم الإسلامي ومن هذه الصحف الوقائع المصرية، روضة المدارس، التنكيت والتبكيت، الأستاذ، المؤيد، مصباح الشرق، أما النوع الثاني: فهي الصحافة الإسلامية الخالصة والتي تحتكم إلى الإسلام كمنظومة عقدية في طرحها ومناقشتها للأحداث المثارة أي أنها تجعل الإسلام بمفهومه الشامل هو المعيار الذي تستند إليه فتصطبغ بالصبغة الإسلامية، وإن تباينت القضايا والأحداث.

وسوف نتناول فيما يلي أهم الصحف الإسلامية وأهدافها والتي كانت عاملا من أهم عوامل ظهور الصحافة الإسلامية المتخصصة ومنها لواء الإسلام- موضوع البحث.

1- العروة الوثقى:

أسس جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده جمعية العروة الوثقى ، وهي جمعية إسلامية عالمية هدفها إعادة عزة الإسلام ومجده، وأصدرا صحيفة العروة الوثقى في 5 جمادي الأولى 1301هـ - 3 مارس م . وتتمثل أهم أهدافها فيما يلي:

- أن العروة الوثقى تضع نفسها في خدمة الشرقيين عامة فتبين لهم الواجبات التي يجب عليهم القيام بها والتي كان التفريط فيها سببا في تدهورهم وتوضح الطرق التي يجب اتباعها لتدارك الأخطاء الماضية، وتجنب الصعاب والأخطار في المستقبل.

- البحث عن العلل والأسباب التي أدت إلى ضعفهم وفي طليعتها تفريطهم في تعاليم دينهم،وكشف الغطاء عن الشبه التي شغلت أوهام المترفين وتزيح الوساوس التي سيطرت على عقول المنعمين مما أدى إلىاليأس من الإصلاح والقنوط من تلافي الأخطار الماضية.

- العمل على إحياء الأمل في النفوس وإيضاح أن طريق النهضة ليست بالصعوبة المتوهمة التي توجب فتور الهمة أو ضعف العزيمة.

- الرد على التهم التي توجه إلى الشرقيين عامة والمسلمين بصفة خاصة، وذلك بتنفيذ مفتريات الغرب التي يزعم قائلوها بأن المسلمين لن ينهضوا أبدا ما داموا متمسكين بأصول دينهم.

- إطلاع الشرقيين على الأحداث العالمية وأسرارها ليحيطوا علما بما يدبره السياسيون الأوربيون وما يبيتونه لهم ولكي يعلموا في أي عالم يعيشون حتى لا يقعوا في شراك الدعايات المغرضة.

- العمل على تقوية الصلات بين الأمم الإسلامية وبيان المنافع المشتركة بينها ومناصرة كل سياسة خارجية من شأنها ألا توقع حيفا وضررا بالشرقيين.

ويشير أنور الجندي إلى عدة أهداف أخرى للعروة الوثقى وهي:

- إيقاظ الروح الكامنة في النفس الشرقية ومواجهة النفوذ الأجنبي.

- التماس منهج القرآن في بناء الأفراد والمجتمعات بوصفه المنقذ الوحيد للمسلمين.

- تنبيه الأمة إلى ذاتيتها الأصلية التي أنشأت الحضارة الإسلامية الزاهدة، وقدمت صفحات التاريخ الوضيء التذكير بعظمة الذات الإسلامية.

- محاربة الاستعمار بكل ما تملك الأمة من وسائل الجهاد الإسلامي.

- الدعوة إلى امتلاك أسباب القوة والتقدم والعلم والتمدن دون التخلي عن الجذور في دائرة مفهوم الإسلام القائم على العدل والرحمة والإخاء البشري.

وبالرغم من قصر عمر صحيفة العروة الوثقى حيث لم تستمر أكثر من ثمانية عشر عددا، إلا أنها تعد أول الصحف الإسلامية والتي وضعت منهجا للعمل الصحفي الإسلامي في العصر الحديث.

2- مجلة المنار:

أنشأها الشيخ محمد رشيد رضا ، وصدر العدد الأول منها في 15 مارس 1898 وقد كتب على صدر صفحتها الأولى. مجلة شهرية تبحث في فلسفة الدين وشئون الاجتماع والعمران، وحدد أهدافها فيما يلي:

- الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة الإسلامية.

- اتفاق الإسلام مع العلم والعقل وتوافقه مع مصالح البشر.

- العمل على إبطال ما يورد من الشبهات عن الإسلام وتفنيدها.

- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- الحث على تربية البنين والبنات.

- الرغبة في تحصيل العلوم والفنون.

- التنشيط في مجاراة الأمم المتمدنة في العلوم النافعة.

- شرح الدخائل التي مازجت عقائد الأمة والأخلاق الرديئة التي أفسدت كثيرا من عوائدها والتعاليم الخادعة التي ليست ألفى بالرشد والتأويلات الباطلة التي شبهت الحق بالباطل.

- تبين البدع التي مازجت العقائد والمفاسد التي عرضت للسجايا والعوائد.

أما عن محتوى مجلة المنار فهو يدل على أنها رائدة حقا في رسم الطريق الصحيح للصحافة الإسلامية من حيث عنايتها بالجوانب المختلفة الآتية:

- دراسة العقيدة الإسلامية: في مجال تفسير القرآن والسنة والفقه والفتاوى.

- دراسة أحوال المسلمين في العالم الإسلامي كله وخاصة البلاد الإسلامية في معركتها مع الاستعمار.

- الاهتمام بالإصلاح الإسلامي الذي ظهر على يد الشيخ جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.

- متابعة أحوال ونشاط الجمعيات الإسلامية في مصر وتونس والعالم الإسلامي.

- دراسة المجتمع الإسلامي وأحوال المرأة وإصلاح المحاكم الشرعية ومختلف ما يتصل بالأخلاق السيئة والفساد الاجتماعي.

- الاهتمام بالتربية الإسلامية وإصلاح التعليم والجامع الأزهر وشئونه.

- مواجهة التحديات والأخطار المنبعثة من الدعوات الهدامة كالبهائية والقاديانية والرد على كتابات الغربيين من خصوم الإسلام.

- عرض المؤلفات الإسلامية والتراث الإسلامي المجدد.

- الاهتمام باللغة العربية بالتعرض للأدب والشعر والبلاغة.

- عرض وجهة نظر الصحافة الإسلامية في المجلات والصحف اليومية .

3- مجلة الإسلام:

أنشأها أحمد الشاذلي الأزهري وصدر العدد الأول منها في 8 مارس عام 1894م. ويمكن تحديد أهم أهدافها كما يلي:

- تربية البنين والبنات على حب الوطن.

- تربية الناشئة في المدارس على تعاليم الإسلام.

- العمل على نشر العلم والتعليم.

- البعد عن القضايا الخلافية.

- الاهتمام بتوضيح أسس ومباديء العبادات الإسلامية.

4- صحيفة الحياة:

أنشأها محمد فريد وجدي وصدر العدد الأول منها في غرة صفر 1317 هـ 9 يونيه 1899، أما عن أهداف نشأتها فهي كما يأتي:

- بيان حقيقة الإسلام للعالم أجمع، وأنه فضلا عن كونه بريئا من الأضاليل التي ينسبها إليه بعض الكتاب الغربيين، ومنزها عما يفعله العامة على مرأى من المتفرجين فإنه ناموس السعادة الحقيقية.

- محو البدع التي انتشرت في العالم الإسلامي ، وهذا الواجب أشد ضرورة في صلاح الأمة.

- ضرورة توعية المسلمين بمحاسن الحضارة الغربية ومساوئها حيث أن العصر الحاضر كثير فيه اختلاط المجتمعات ولم تعد معزولة بعضها عن بعض.

- الوقوف في وجه تقليد الشرقيين للأوربيين، هذا التقليد الذي بدأ لأوربا من تقدم في الفنون والصناعات والزخارف المدنية، ثم امتد إلى الأخلاق والعادات ثم إلى العقائد.

5- مجلة الفتح:

تعد الفتح ( ذى القعدة 1344 هـ - يونيه 1926 ) من أهم الصحف الإسلامية في العصر الحديث والتي كانت عاملا مؤثرا ومرشدا وموجها لباقي الصحف الإسلامية الأخرى من خلال المنهج المتكامل الذي وضعته للصحافة الإسلامية في العالم الإسلامي، وتعلن الفتح عن مبادئها فتقول:

- الفتح لأهل القبلة جميعا، والعالم الإسلامي وطن واحد.

- أنت على ثغرة من ثغور الإسلام فلا تؤتين من قبلك.

- اعمل ليراك الله وحده وتوار عن أنظار الناس.

- الفتح رسالة الأقطار الإسلامية بعضها إلى بعض.

ومن أهم القضايا والموضوعات التي اهتمت بها الفتح ما يأتي:

- قضايا العالم الإسلامي مع الاستعمار.

- التبشير والتعليم في العالم الإسلامي، ومسألة ترجمة القرآن وأحاديث عن جامعة المسجد الأقصى. - أحاديث عن العالم الإسلامي وتأخره، والأمة العربية ورسالتها.

- قضايا التغريب والغزو الثقافي في مصر، وعن الفرق التي ظهرت في العالم الإسلامي كالقاديانية والأحمدية وشبهاتهم.

- قدمت الفتح أبحاثا مستفيضة بأقلام شكيب أرسلان والدكتور . عبد الكريم جرمانوس وبرنارد شو وتصريحاته عن الإسلام ومساجلة بين فريد وجدي ومصطفى صبري.

- الحضارة الإسلامية واللغة العربية.

- الشريعة الإسلامية وتوحيد القضاء المصري والمحاكم المختلطة.

- مأساة فلسطين والاستعمار اليهودي لها.

- المسلمون أمة واحدة والعالم الإسلامي وطن واحد وأهل كل قطر إسلامي هم جند الله في ذلك القطر فعليهم أن يتحروا الخير ويدرءوا عنه الشرور.

وتعد تلك الصحيفة أهم الصحف الكبرى التي أثرت في تاريخ الصحافة الإسلامية في مصر، ولكنها بالطبع لم تكن هي فقط التي ظهرت بل ظهرت صحف إسلامية أخرى بين هذه الصحف الكبرى " ففي عام 1900 صدرت مجلة مكارم الأخلاق الإسلامية ، عن جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، وهي أول صحيفة تصدر عن جمعية إسلامية في مصر، وذكرت في صدر صفحاتها أن هدفها الدعوة إلى إحياء معالم الدين التي طمست، وتأليف القلوب التي نفرت، كما عملت على سرد علوم الشريعة في أسلوب حلو المذاق، خفف على الأسماع، مع إرشاد التائه وتنبيه الغافل".

كما صدرت مجلة الهداية عام 1910 وكتب عليها مجلة دينية علمية أدبية اجتماعية، يرأس تحريرها عبد العزيز جاويش، وتتحدد أهم أهداف المجلة في توعية المسلمين للاهتمام بدينهم ، الدعوة إلى وحدة المسلمين واتحادهم، العمل على عدم التقليد الأعمى للحضارة الغربية، رد شبهات المستشرقين والمبشرين على الدين الإسلامي، الدفاع عن اللغة العربية، وبعد عام 1928 ظهرت مجموعة كبيرة من الصحافة الإسلامية مثل النضال ، الشعاع، التعارف، الكشكول، الشهاب، النذير.


نشأة مجلة لواء الإسلام

قام أحمد حمزة بإصدار مجلة لواء الإسلام عام 1947 وصدر العدد الأول منها في غرة رمضان 1366 هـ - 19 يوليو 1947 م ، وقد حدد صاحبها- أحمد حمزة – أهداف نشأة المجلة فيما يلي:

- أن تكون المجلة منبرا للكتاب المسلمين للدفاع عن الإسلام.

- دعوة المسلمين في العودة إلى الإسلام الذي به ينصلح أحوالهم.

- تحقيق عالمية الإسلام فهو ليس لأمة خاصة بل هو دين الإنسانية كافة.

وفي ذلك يقول أحمد حمزة – تحت عنوان افتتاحي: لماذا أصدرت لواء الإسلام؟ .. وبعد، فقد خامرني منذ عهد بعيد فكرة إخراج مجلة إسلامية تكون لهذا الدين القيم منارا، ولفضل الإسلام على الإنسانية كاشفا وللمسلمين في الدفاع عن عزتهم منبرا عاما ولأقلام الكتاب والعلماء ميدانا حرا واسعا. ذلك ليقيني أن لا أمل في استعادة مجد الإسلام إلا بتمسك المسلمين بدينهم، والرجوع إلى ما به صلاح أولهم من استلهام كتابهم، والاقتداء بهدى رسولهم... وهاأنذا أصدر العدد الأول من مجلة لواء الإسلام للمسلمين خاصة ولقراء العربية عامة، بعيدة عن كل لون سياسي أو هدف حزبي، لا أبغي من ورائها ربحا ماديا، أو كسبا أدبيا، بل أعددت نفسي للتضحية في نجاحها والبذل بكل ما أملك- وما أقلة- في سبيل الوصول بها إلى ما يتفق وعظمة الإسلام، راجيا أن أكون قد قمت بواجب متواضع مما هو مفروض على كل قادر القيام به، نحو تخليص الإنسانية مما هي فيه من محن، وإنقاذها مما ترزخ تحته من شقاء، لأن الإسلام ليس دينا لأمة خاصة، ولا لبلد بعينه بل هو دين الإنسانية كافة، وشرعة الحياة عامة، في كل زمان ومكان ولكل أمة وجيل".


اهتمامات مجلة لواء الإسلام في بداية فترة صدورها

اهتمت المجلة في بداية صدورها- في العام الأول- بعدة موضوعات يمكن إجمالها فيما يلي:

- الاهتمام بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:

ويظهر ذلك الاهتمام في المجلة حيث أن الموضوع الأول بعد المقال الافتتاحي هو تفسير القرآن الكريم.

أما الاهتمام بالسنة النبوية فيظهر في الباب الثابت " الفتاوى والأحكام" وكانت في بداية الصدور عبارة عن تصحيح لبعض الفتاوى الخاطئة التي كان يرسل بها القراء للمجلة، ثم بعد ذلك أصبحت المجلة تتلقى الأسئلة وتجيب عليها من خلال صفحة ثابتة هي صحيفة الفتاوى والأحكام كما ظهر أيضا من خلال الباب الثابت للحديث الشريف والذي كان يتم عرضه بعد تفسير القرآن الكريم مباشرة.

- الاهتمام بمكانة الإسلام في العالم المعاصر وأهميته الإنسانية:

من الموضوعات التي اهتمت بإبرازها المجلة، مكانة الإسلام في الحضارة العالمية، حيث احتياج تلك الحضارة إلى الإسلام كدين وأخلاق إنسانية عالمية، والمجلة في ذلك تنشر آراء الفلاسفة الغربيين في الإسلام ، يقول الكاتب الإنجليزي برناردشو " لقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولا لدى أوربا غدا وقد يكون مقبولا لديها اليوم، وقد يكون دين الإنسانية بأسرها قبل الصيحة الأخيرة، ولكن كل هذا يتوقف على نشاط العالم الإسلامي وحيويته ومقدار جهده ومقدار جهاد أئمته لنشر حقائق دينهم وصياغتها حتى تصل إلى الأذهان العالمية، ومن قبله قال الكاتب العالمي كارليل: باتباع التعاليم الإسلامية يصبح الإنسان إماما كبيرا لهذا المعبد- الكون – بل يرى أن من أقدس واجباته إنقاذ إخوانه في الإنسانية وهدايتهم وتستطرد المجلة بقولها.. إن للعالم الإسلامي رسالة كبرى تنتظره، على ساسة المسلمين أن يساهموا في إعداد هذه الرسالة وتقريب أمدها واستعجال نورها، بالدعوة إلى ومباديء دينهم ونشرها على العالمين".

- الاهتمام بالمرأة المسلمة ومكانتها في المجتمع:

اهتمت – مجلة لواء الإسلام- أيضا بالمرأة المسلمة في الوقت الذي كان وضع المرأة مثار جدل ونقاش ليس فقط على المستوى المحلي في مصر بل على المستوى العالمي- خاصة في أوربا وتقول المجلة في ذلك " .. لقد وقف الرأي العام المصري نحو المرأة فريقين: فريق يرى أن تساير المرأة الشرقية أختها في الغرب في كل ما أخذت به، وفريق يرى أن تبقى حيث هي وحيث كانت أمها وجدتها.. وكلا الفريقين كان مسرفا في رأيه غافلا عن هدى الإسلام في هذه القضية : فالإسلام لم يجعل من المرأة متاعا يتصرف فيه كيف يشاء، ويحرمه من نور العلم والمعرفة، والاستمتاع بالحقوق التي تلائم طبيعتها وتجعل منها عضوا نافعا في الأسرة والأمة كما لم يجعل الإسلام من المرأة مخلوقا يساير أهوائه وعواطفه ويزاحم الرجل فيما لا قبل له بالمزاحمة فيه ويتحلل من مسئوليات المنزل والأسرة والمجتمع، بل وقف الإسلام منها موقفا وسطا جعل لها حقوقا وفرض عليها واجبات، وحررها من الأغلال التي كانت ترسف فيها قبل أن يستضيء العالم بنوره في الحدود التي تلائم طبيعتها لتساهم مع الرجل في بناء أسرة صالحة ومجتمع صالح تظله سحائب السعادة والهناءة...

فالإسلام أخذ بيد المرأة فأنزلها مواطن الكرامة وصحح وضعها في الجماعة الإنسانية، يريدها حيث وضعها وفي الحدود التي رسمها متمتعة بحقوقها قائمة على واجباتها، فتتعلم من العلم ما شاءت مما يصلحها في دينها ودنياها ويبصرها بشئون عاجلتها وآخرتها".

- الاهتمام بالجانب الخلقي في الإسلام:

أكدت مجلة لواء الإسلام فيما نشرته من موضوعات على الجانب الخلقي وعلى حسن الخلق في التعامل بين الأفراد بعضهم وبعض أو بين الأفراد وخالقهم بما يضمن تحقيق غاية الإسلام وهي حسن الخلق للإنسان المسلم فتذكر المجلة .. حديث النبي صلى الله عليه وسلك : " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" وهذا الحديث تضمن ثلاث وصايا عظيمة جامعة بين حقوق الله تعالى ، وحقوق العباد، فأما ما يتعلق منه بحق الله على عباده فهو أن يتقوه حق تقاته بأن يطاع فلا يعصي، ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر، وأما ما يتعلق بحقوق العباد، فمنه ما يرجع إلى حق الإنسان على نفسه، ومنه ما يرجع على حق غير عليه، فحق الإنسان على نفسه اجتناب الذنوب والبعد عن الآثام، واتباع السيئة بالحسنة ، إذا فرط منه شيء من ذلك، فإن هذا يمحو أثرها ويضع وزرها، وحق غيره عليه إحسان المعاملة، وإجمال المعاشرة، والتخلق معه بالأخلاق الكريمة.

وقد حددت المجلة في أحد أعدادها الموضوعات التي تعمل على الاهتمام بها ونشرها وهي كما يلي:

- الإسلام دين عالمي.

- أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.

- دور المرأة في الجهاد الإسلامي.

- لا إكراه في الدين.

- حالة العالم قبل ظهور شمس الإسلام.

- عوامل انتصار المسلمين في غزواتهم.

- نصيب المرأة في نشر الدعوة الإسلامية.

- الثقافة الروحية هي رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.

الاهتمام بتقديم الإسلام للمسلمين غير الناطقين بالعربية، وغير المسلمين ممن يتحدثون باللغة الإنجليزية:

اهتمت المدجلة – في العام الثاني لصدورها- بتقديم مجموعة من المقالات والموضوعات باللغة الانجليزية ، وكان يتم نشرها في نهاية المجلة بأرقام صفحات خاصة بهذه الموضوعات ، التي كانت تقدم للمسلمين الأجانب وغير المسلمين ، وكانت هذه الموضوعات تتحدث عن تعاليم الإسلام ، ما هو الإسلام؟ ، أركان العقيدة الإسلامية، الآداب والأخلاق الإسلامية، الإسلام دين الفطرة، الإسلام والديمقراطية، التسامح، الوحدانية، ويمكن الإشارة إلى جوانب اهتمام المجلة بهذه الموضوعات كما يلي:

فتحت عنوان " الإسلام هو دين السلام" ، تقول المجلة: إن كلمة إسلام تعني حرفيا السلام، الخضوع، فالإسلام هو دين السلام والخشوع الكامل لإرادة الله وهذا ما يؤكده القرآن الكريم في قوله تعالى " بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه.ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" ( البقرة : 112) ، وتذكر المجلة تحت عنوان " موضوع الدين" إن الإسلام يزود أتباعه بالهداية التي تبين لهم الطريق القويم للإنسان والذي يجب اتباعه ومن ثم يعيش الإنسان في حالة من الهدوء النفسي، كما أنها تسبب له الأمان الاجتماعي لأنه يعلم أن هناك حياة أخرى بعد الموت، وأن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم يقول الله تعالى: " لقد خلقا الإنسان في أحسن تقويم" ( التين: 4) ،

وتحت عنوان " مكانة المرأة في الإسلام" ، ترى المجلة: أن الله سبحانه وتعالى خلق الرجال والنساء من نفس واحدة كما أن الله زودهم بقدرات متساوية من حيث الجزاء والعمل، الله قد أقر الواجبات للمرأة بما يتناسب مه طبيعتها وهذا لا يعني عدم المساواة ولكنه يعني مراعاة القدرات الفطرية للمرأة، يقول الله تعالى:" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة . وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" ( النساء: 1)، وتحت عنوان " الإسلام دين الفطرة" تقول المجلة: إن الإسلام هو دين الفطرة حيث إن الإنسان يولد على الفطرة ولكن أبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، ونحن كمسلمين نؤمن بأن الإسلام موجود في النفس الإنسانية منذ الخليقة ويستطيع أي إنسان أن يصل لهذه الحقيقة إذا أراد".

الوصف الإعلامي للمجلة في الشكل والإخراج:

تحرير المجلة: وقد تضمنت أسرة تحرير مجلة لواء الإسلام نخبة من المفكرين والمثقفين والأزهريين، وكان يرأس تحرير المجلة في وقت صدورها الشيخ محمد الخضر حسين ، والذي تولى مشيخة الأزهر الشريف عام 1952 ، وتوفي في رجب عام 1377هـ ، وكان من أهم المحررين في العام الأول صاحب الفضيلة الشيخ فكري يسن الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الأزهر ، الدكتور عبد الوهاب خلاف أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة فؤاد الأول، سليمان عزمي باشا ، الدكتور عبد الوهاب حمودة الأستاذ بجامعة فؤاد الأول، دكتور محمد فخر الدين السبكي، الدكتور حسن عبد الوهاب مفتش الآثار المصرية وباحث في التاريخ والفن الإسلامي، دكتور محمد وصفي رئيس جماعة الحج ورئيس جمعية نشر الفضائل والآداب الإسلامية، والأستاذ محمد صبري أبو علم باشا، فؤاد محمد شبل دبلوماسيا لمصر بموسكو، ومحمد عبد الجواد أستاذ اللغة العربية بمعهد التربية للمعلمات بالزمالك، والسيد محمد الببلاوي ، محمد العشماوي باشا، محمد البنا، دكتور محمد محفوظ، محمد توفيق عربة باحث إسلامي ومدير إدارة المجلة ، محمد على النجار ، دكتور حامد البدري، عفاف محمد طالبة.

إخراج المجلة الصحفي:

كان حجم المجلة في بداية صدورها من الحجم الصغير 24,5 سم طول في 17 سم عرض ، والغلاف الخارجي لا يكتب عليه سوى رقم العدد في أعلى الغلاف، واسم المجلة في المنتصف، وتاريخ العدد في أسفل الصفحة ، والغلاف عبارة عن ورق مقوى ملون بزخرفة وفنون رسم إسلامي، ثم بعد ذلك الصفحة الأولى والتي يوجد على الغلاف مرة أخرى اسم المجلة ، رقم العدد، تاريخ العدد، ثم صفحة الافتتاحية ، والتي كان يكتبها دائما في هذه الفترة صاحب المجلة، ومن الأبواب الثابتة في المجلة، باب تفسير القرآن والذي كان يلي الافتتاحية مباشرة ، وكانت الآيات التي يتم تفسيرها توضع في جداول ملونة خاصة بها دون باقي موضوعات المجلة ، وباب الفتاوى والأحكام، وباب ملح وطرائف،

أما باقي المجلة فكانت موضوعات متفرقة من غير أن يكون لها أبواب ثابتة، أما عن بيانات المجلة، اسم رئيس التحرير، وصاحب الامتياز، ومدير الإدارة، وشعار المجلة ، وشروط الاشتراك ، والأسعار . فكتب في العدد الأول : لواء الإسلام، مجلة دينية ثقافية اجتماعية، ثم كتب تحت ذلك، تحمل إليك شهريا من القاهرة خلاصة الفكر الإسلامي، وروائع الكتاب والسنة، ودراسات جديدة في العلم والآداب الإسلامية في أسلوب سهل قريب التناول لكل بيئة وكل ثقافة، ثم أصبحت هذه البيانات تكتب في صفحة الفهرس أسفل الصفحة التي كانت توجد في آخر المجلة دائما طول الفترة الأولى للصدور،

أما عن المعالجة التيبوغرافية للمجلة، فكانت نادرا ما تستخدم الألوان أو الجداول أو الفواصل، بل كانت الصفحة عبارة عن نهرين مكتوبين يفصل بينهما مقدار كلمة تقريبا، أو كانت تأتي الصفحة مكتوبة بسطر واحد على عرضها، كما كانت نادرا ما تستخدم العناوين الفرعية، أما عن فنون أشكال التحرير الصحفي فغلب عليها بصورة كبيرة استخدام قالب واحد من قوالب التحرير الصحفي ، وهو المقال حيث كان الاستخدام الدائم للمجلة ، وأهملت باقي قوالب التحرير الأخرى، وكان غالبا ما يكتب اسم كاتب المقال مرتين، مرة في أول المقال ، والثاني في آخره، وكان نادرا ما يكتب اسم مستعار، وقد حدث وكتب كاتب كبير معروف و ع ، و ف .

تطور مجلة لواء الإسلام حتى بداية الثمانينات

مع استمرار مجلة لواء الإسلام وانتظامها في الصدور، حدث تطور واضح على المجلة ، ووضح هذا التطور في ناحية الكيف_المحتوى-، حيث تناولت المجلة موضوعات جديدة أدخلتها في أولوياتها ، كما عالجت موضوعات أخرى قديمة ولكن بشكل جديد، ومن ناحية أخرى ظهر تطور على مستوى الشكل الصحفي والإخراج، ويمكن أن نلخص ملامح ذلك التطور فيما يأتي:

1- تطور المحتوى ( المضمون) ويتضمن ما يلي:

الاهتمام بقضايا العقيدة الإسلامية:

وشمل هذا الاهتمام الأمور العبادية والإيمانية ومما تحتويه كل منهما ، وتمثل في الموضوعات الثابتة في المجلة مثل : تفسير القرآن الكريم، باب الفتاوى والأحكام، شرح مقاصد الشرع وأمور الدين في سلاسل مقالية متتابعة ومتفرقة، وتذكر المجلة في أحد مقالاتها عن مقاصد الإسلام قولها"... ليس العابد هو الذي يجلس في صومعته يردد ذكر الله بالألفاظ ينطق بها، وبالكلام يردده، ويعتزل الناس كأنه صائم عن الاتصال بهم، وإنما العابد حقا وصدقا هو الذي يقوم بالتكليفات الشرعية، ويستحضر عظمة الله ويذكر الله بقلبه وعقله وحسه ونفسه ، وذلك بالتدبر والتفكير فيما أنشأ، فإن ذلك هو التذكر الذي يعني به المؤمن في ذات الله، فيعبد الله كأنه يراه ، ويكون في ذكر دائم لرب العالمين... ".

الاهتمام بقضايا المسلمين المعاصرة:

اهتمت المجلة بقضايا المسلمين المعاصرة، وكانت أهم هذه القضايا قضية فلسطين والاستعمار اليهودي لها، وتحدثنا المجلة عن السبيل الذي تراه لتحرير فلسطين وهو الجهاد فتقول ".. ومن حكمة الإسلام الدقيقة أنه أمر بحمل السلاح ، والقتال حتى الموت في مواطن كثيرة أولها وأهمها وأجدرها بالذكر الذود ع الوطن ورد الأعداء عن احتلال أي جزء من أراضيه ، ويعد كل مدافع عن أي موطن من هذه المواطن شهيدا يحشر مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا، حتى يعيش الإنسان في حياته آمنا مطمئنا غير مرتاع ولا مضطرب ولا مهدد ، حتى يستطيع أن يؤدي رسالته التي خلق لها، وواجبه الذي نيط به في جو هادئ أمين... وإذا كان اليهود بدهائهم وخستهم ومكرهم قد استطاعوا بمعاونة أعداء الإسلام إقامة دولة لهم، فإن علينا نحن العرب أن نتعظ بهذه النكسة، وأن أول ما يجب علينا فعله أن نطهر صفوفنا من كل مثبط ومنتهز، وأن نوحد كلمتنا وقيادتنا وجيوشنا ومعداتنا ، ونوجه كل مقدراتنا لنواجه العدو، مع الإخلاص في العمل، فبالإخلاص ممتزجا بالجهاد وبالتصميم المسبق بالاستعداد وبالإرادة يؤيدها الحزم واليقين يكتب الله لنا النصر المبين".

الاهتمام بتوضيح علاقة الإسلام بالتقدم والحضارة:

اتسع اهتمام المجلة بقضايا الإسلام من الناحية النوعية، وتمثل ذلك الاهتمام في شرح الأسس والمبادئ الإسلامية العالمية ذات البعد الإنساني ، فكتبت توضح عن علاقة الإسلام بالتقدم، وعلاقة الإسلام بالحضارة والمبادئ التقدمية التنموية في الإسلام، فكتبت تحت عنوان " الإسلام حضارة وتقدم ثورة ودولة" تقول :" ... إن العمل والعدالة من أهم ما عنى به الإسلام من المبادئ ، ودعا المسلمين إلى مراعاته والقيام به ، ولعل هاذين المبدأين أهم العناصر التي تقوم عليها الحضارات الراقية وتتقدم بها الأمم في كل وقت وفي كل مكان، أما العمل فإن من الواضح أن أشنع ما تعني به أمة من الأدواء أن تتفشى البطالة بين أفرادها.. فالعمل هو فرق ما بين الأحياء والموتى.. وميزة القادرين على العاجزين، والإسلام يكره البطالة حتى الأغنياء الموسرين ، فشر الناس عند الله المكتفي الفارغ.. وما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، أما العدالة فما نظن أمة بلغت منها ما بلغ الإسلام.. ولا يرجع ذلك فقط إلى القوانين التي سنها والقواعد التي رسمها بل يرجع أكثر من ذلك إلى القيام عليها ورعاية تنفيذها حتى تكون ومباديء فعالة، لا مجرد قوانين كلامية تقال ولا يعمل بها".

الاهتمام بتوضيح أسس المجتمع الإسلامي المعاصر:

صاحب التطور الفكري والقافي للمجلة اهتماما واضحا ببيان شكل المجتمع المسلم المعاصر ، وتوضيح أهم القيم والمبادئ والمعايير التي يقوم عليها ذلك المجتمع ، فتحدثت عن مجتمع العلم والإيمان، ومجتمع العدالة، ومجتمع الإخاء والتكافل. وتحت عنوان بناء المجتمع الإسلامي على الإيمان كتبت المجلة: " إن من أهم أسباب اختلال المجتمع الإسلامي ، وإثارة الفتن والقلاقل فيه: رمي المسلم بالكفر وربما كان من أسباب ذلك عدم التفريق بين الكفر المخرج عن العقيدة، وكفر النفاق، وإن بعض الناس يأخذون بظاهر النصوص، فكما ورد في النص لفظ الكفر حملوه على الكفر المخرج من العقيدة ، وحكموا بعدم إسلام صاحبه.. ولعل ذلك أدعى إلى إشاعة القلق والتوتر داخل المجتمع الإسلامي ، الأمر الذي يستدعي المعرفة التامة بقواعد الإيمان في الإسلام، وكذلك سمات المنافقين، وأن نعرف الحدود الفاصلة بين الكفر والإيمان حفاظا على سلامة وحماية النظام العام في المجتمع الإسلامي، فالثقة العامة والأمن والاطمئنان من أهم حدود الإسلام، وأن صفات المنافق في المجتمع الإسلامي صفات تنقص من الثقة والأمان... وهكذا، فإن إقامة حدود الله من قوائم النظام الإسلامي ، ولا يجوز الإخلال بذلك بمذاهب حرية الرأي وحرية العقيدة ونحو ذلك، لأن المجتمع المسلم يجب أن تسوده وحدة العقيدة والثقة والترابط بين الناس وهي في الحقيقة جزء من شرائع الإسلام ، وبالنسبة له كالدرع الواقي والعين الساهرة.

الاهتمام بتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة:

اهتمت المجلة كذلك، بتصحيح المفاهيم الخاطئة والتي ارتبطت في أذهان الناس كمسلمات أساسية عن هذا الدين ، فأخذت تصحح البدع والخرافات التي علقت بأذهان الأفراد، كما أخذت تصحح المفاهيم التي علقت بعقولهم واعتبروها من الدين، ومن المفاهيم الهامة التي عملت المجلة على تصحيحها مفهوم التوكل والتواكل، فتقول المجلة : " .. يحسن أن نعرف الفرق بين التوكل والتواكل، فالتوكل إيمان بالله وثقة فيه واستعانة بحوله وقوته مع بذل الجهد والطاقة ، والتواكل تضييع للعمل وإلقاء للعبء على الغير . ولذلك نجد الأصفهاني في مفردات القرآن يقول: وواكل فلان إذا ضيع أمره متكلا على غيره ، وتواكل القوم إذا اتكل كل منهم على الآخر، ويعجبني قول من قال: اعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له".

الاهتمام بالمرأة المسلمة:

استمرت المجلة في الاهتمام بالمرأة المسلمة وبيان حاجة المجتمع المسلم إليها ، واهتم بصفاتها الأخلاقية، كما اهتمت بمناقشة مشكلات المرأة المسلمة التي تتعرض لها، ومن هذه المشكلات ما بعثت به إحدى الفتيات تقول في رسالتها:" .. أنا طالبة أنفذ كل تعاليم الإسلام وأسس الإسلام ، وأحفظ شيئا من القرآن ، وأتجنب كل ما ينهى عنه الله، ولكن مسألة حجابي تحيرني.. فالمجتمع في طريقه على التطور والتقدم والاختلاط بالأجانب، وقد أصبحت المرأة التي لا تضرب بخمارها على جيبها وتتزين منظرا عاديا ومألوفا، وأصبح منظر المرأة المحجبة هو الذي يلفت النظر، وتجد من التعليقات التي لا ترضاها لنفسها من السخرية من الناس وحدث ذلك بالفعل داخل الجامعة.. فهل إذا كانت المرأة المسلمة تؤدي جميع فرائض الإسلام وأوامره وتخل بأمر الحجاب يعد هذا نقصا في إسلامها برغم ظروف العفة والتصوف والأخلاق ، ولا يكون تطورا وإنما يكون تأخرا أو تهودا، وأن السخرية التي تتعرض لها المرأة المحجبة تدل على سوء التربية التي تلقاها من هؤلاء الساخرين، وهذا أدعى بالمسئولين عن توجيه الشباب وتربيتهم حتى لا يستمرئوا السنة والطيش والتمرد على الآداب والأخلاق، والإسلام لا يتعارض مع التطور طالما أن المسلم فيه يلتزم بآداب وتعاليم الإسلام، ولا زال في الأمة بفضل الله كثير من العقلاء الذين يعجبون بالفتاة المؤدبة المحتشمة".

الاهتمام باللغة العربية:

اهتمت المجلة – اهتماما كبيرا- باللغة العربية حيث مثار الجدل الدائر بينها وبين العامية، وفي إحدى ندوات المجلة الخاصة باللغة العربية ،تحدث الشيخ الغزالي – رحمه الله- بقول :" مما يثير الأسف أن بعض الكتاب يوجه حملة مغرضة إلى اللغة العربية ويريد أن يزهد الناس فيها وأن يصرف القارئين والمتأدبين عن الكتابة والتخاطب.. والواقع أن مخاصمة اللغة العربية فيها جهد استعماري قديم حمل المبشرون كبر الدعوة إليه وكان هدفهم من ورائه أن تنحل الشخصية العربية ، وبانحلال الشخصية ينحل الإسلام ذاته. ونحن نعلم أن العروبة هي وعاء الإسلام، وأن هذا الوعاء إذا انكسر فإن الإيمان نفسه يهدد، والإسلام يتعرض للضياع.. وهذه الدعوة إلى العامية تشعبت وأصبحت ذات أهداف كثيرة وأن الداعين إليها كأنهم موكول إليهم تخليد تلك الدعوة، وبث الحياة فيها مع أن المكان كان سيخلو منها بيقين ويترك للغة العربية كي تحل محل هذه الكلمات أو اللهجات العامية المندثرة.. ومن عجب أن يكون هذا في ظل عنوان القومية العربية.. إن هذه اللهجات العامية هي إلى جانب أنها حرب خفية للإسلام هي كذلك حرب على القومية نفسها".

الاهتمام بالأخلاق ونشر المبادئ والفضائل الدينية:

اهتمت المجلة بنشر المعايير والقيم الدينية ، وذلك باستعراضها الدائم للجانب الخلقي في القرآن الكريم، ولأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأخلاق المؤمنين . فكانت تكتب دائما في كل عدد على الأقل مقالا أو موضوعا عن الأخلاق مثل : جانب من الصفات الخلقية للرسول صلى الله عليه وسلم، أخلاق المسلم، أثر خصال النفاق على النفس ، التقوى هي الطريق الأقوى، الصراحة والمدارة والنفاق..الخ،

وتحت عنوان : من حياة الرسول كتبت المجلة تقول: " .. هناك صلة وثيقة بين القرآن وتعاليمه وبين حياة الرسول صلى الله عليه وسلم التي عاشها والتي دعا الناس إلى أن يتأسوا بها من جانب آخر، فالله يختاره لهذه الرسالة حيث علم مكان نفسه من الطهر والصفاء وعلم تمكن المعاني والمبادئ الإنسانية في نفسه ، وهو نفسه صلى الله عليه وسلم في دعوته وفي تبليغ رسالته إلا لأنه قد تمثلت في نفسه ومباديء تلك الدعوة، إلا أنه سيسلك وفقا لما كان يدعو إليه ، ولما كان يبلغه للناس من ومباديء .. إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ترينا ومباديء عديدة من القيم الإنسانية ، وبتأسينا بالرسول الكريم في حياته نكون قد أحيينا ذكراه في نفوسنا وفي دعوته".

2- تطور الشكل والإخراج الصحفي:

تحرير المجلة:

كان من أهم الأسباب التي ساعدت على إحداث تطور فكري وثقافي للمجلة ما صحبها من كتاب علماء وعلى درجة عالية من الفكر والثقافة بما كان له انعكاسه على محتويات ومضمون المجلة الذي قدم، ومن أهم هؤلاء العلماء والكتاب : الأستاذ/ محمد أبو زهرة عضو مجمد البحوث الإسلامية ، والدكتور/ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف ( 1973- 1978) ، والشيخ الأستاذ/ محمد الغزالي المفكر الإسلامي الكبير، والدكتور/ عبد الجليل شلبي، والأستاذ/ منصور الرفاعي عبيد، الدكتور/ أحمد الشرباصي ، ومحسن حسن التهامي، والأستاذ/ محسن البنا، والأستاذ/ عبد الغني المنشاوي، والدكتور/ مصطفى كمال وصفي، والمستشار/ حسن الحفناوي، والشيخ/ إبراهيم الدسوقي، والأستاذ/ عبد الرحيم فودة، والأستاذ/ محمد كامل البنا( رئيس التحرير في فترة الستينيات) ، والأستاذ محمد على شتا( رئيس التحرير في السبعينيات) ، والأستاذ/ عبد الخالق محمد عبد الوهاب( رئيس التحرير الثمانينات ورئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم في تلك الفترة)، والأستاذ/ إبراهيم الإبياري، والأستاذ/ عبد الرحمن الضبع، ومما يلاحظ على تحرير المجلة حتى بداية الثمانينات ، اختفاء العنصر النسائي في أسرة التحرير مع وجود عرض دائم لقضايا المرأة على صفحات المجلة، وهذا يشير غلى أن صفحة المرأة كان يقوم على تحريرها محررون رجل ، وعرضوا للموضوعات الخاصة من وجهة نظرهم، مع مراعاة المبادئ والتعاليم الإسلامية التي أشاروا لها أثناء العرض.

الإخراج الصحفي للمجلة:

لم يتغير حجم المجلة من حيث الطول أو العرض، أما باقي الجوانب فقد طرأ عليها تغير كبير، فغلاف المجلة الخارجي في نهاية السبعينيات كان من الورق الفاخر، بينما بقين الصفحات الداخلية كما هي ورقة متوسط الجودة ، وكان يكتب على الغلاف الخارجي اسم المجلة في أعلى الصفحة ، وتحتها مباشرة شعارها " مجلة دينية ثقافية اجتماعية " وتحتها اسم صاحب المجلة وفي أسفل الصفحة كان يكتب رقم العدد والسنة الخاصة بصدور المجلة، وتاريخ العدد الهجري والميلادي ، وبعد وفاة الأستاذ/ أحمد حمزة كان يكتب على الغلاف أسسها أحمد حمزة وصاحبة الامتياز فاطمة حمزة،

أما عن أبواب المجلة فتطورت وأصبحت أكثر ثباتا وتبدأ بالافتتاحية، ثم تفسير القرآن الكريم، ثم حديث نبوي، وباب شخصيات إسلامية وبريد لواء الإسلام، أما الجوانب الخاصة بوسائل الإبراز والمعالجة التيبوغرافية فكانت في هذه المرحلة أفضل من المرحلة السابقة، مع أنه لم يستغل غلاف المجلة للكتابة أية عناوين للموضوعات الداخلية ، ولم يكتب عليه إلا في بعض الأعداد" عدد ممتاز" ، مع استخدام أكثر للعناوين الكبيرة الرئيسية، والعناوين الفرعية داخل الموضوعات، واستخدام الرسوم والصور الموضوعية مع انعدام تام في استخدام الصور الشخصية للكتاب أو لفن الكاريكاتير، مع استخدام الأنباط الكبيرة في عناوين الموضوعات، ولم تستخدم المجلة الألوان سوى في صفحة الغلاف فقط، كما كانت كلمات المجلة واضحة ويستطيع الإنسان العادي أن يقرأها بسهولة، وظهرت الإعلانات في المجلة في هذه الفترة أيضا إلا أنها كانت بصورة قليلة.

مجلة لواء الإسلام في الثمانينات:

بدأت المجلة في فترة الثمانينات برئاسة تحرير الأستاذ عبد الخالق محمد عبد الوهاب من الفترة 19801983، ثم انتقلت بعد ذلك رئاسة التحرير إلى الأستاذ جابر رزق ( خريج آداب القاهرة قسم الصحافة عام 1961) ، وتولى رئاسة التحرير من 19841988 ، ثم تولى الأستاذ بدر محمد بدر ( خريج الإعلام – جامعة القاهرة 1980 ) من الفترة 1988 – حتى منتصف 1989 ، ثم تسلم رئاسة التحرير الأستاذ عبد المنعم جبارة منذ 1989 حتى عام 1991.

وسوف نتناول مجلة لواء الإسلام في فترة الثمانينات بالتفصيل والدراسة في الفصل الرابع من الدراسة الحالية.


خصائص الكتابة في مجلة لواء الإسلام

1- الأصالة والتجديد:

وتمثلت الأصالة في الدعوة إلى التمسك بأصول الدين ، والاحتكام إليها بما يساعد في تكوين البناء النفسي والقيمي والفكري والعقدي للأمة الإسلامية، ويبدو ذلك واضحا في تأكيد المجلة الدائم على أن صلاح أحوال المسلمين ، وتحقيق نهضتهم المنشودة لن يكون واقعا إلا بالعودة إلى التمسك بالقرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة ، والفهم الصحيح لهما، كما ظهرت هذه الدعوة في الكتابات المستمرة والمتتابعة حول ( النظام العقدي، النظام الاجتماعي، النظام الخلقي، النظام السياسي، الاقتصادي) كما يقدمه القرآن الكريم والسنة النبوية ، وكما تحقق في التراث الإسلامي.

وظهرت هذه الدعوة التجديدية في كتابات المجلة التي تدعو إلى إدراك الحالة الإسلامية المعاصرة وضرورة تغييرها من حيث كونها تعيش في حالة من العزلة بإلحاقها بالعصر الذي نعيش فيه دون أن يكون في ذلك " تبعية" عقدية أو فكرية، لذلك دعت المجلة إلى ضرورة استيعاب حضارة العصر استيعابا كاملا مع تصحيح النظرة إلى الحضارة المعاصرة ، وتحقيق الانفتاح الفكري مع مراعاة " التحصين الثقافي".

كما تمثلت أيضا هذا التجديد في الدعوة إلى مشروع إسلامي يتم عن طريقه تحديد جوانب النهضة الإسلامية يراعي المقومات الأساسية للأمة الإسلامية من ناحية ، ومراعاة المتغيرات المعاصرة من ناحية أخرى.

2- الرؤية الشاملة في معالجة قضايا العالم الإسلامي:

اتسمت المجلة في معالجة قضايا العالم الإسلامي بالشمولية، وهي تعني أن مضمون المجلة لم يقتصر على معالجة قضية دون أخرى من قضايا الواقع الإسلامي، ولكنها حاولت معالجة هذه القضايا في صورة كلية ومتكاملة، ومن أهم القضايا التي تناولتها المجلة تشخيص الواقع الإسلامي والذي يعني من التفتت والتجزئة لذلك كان على رأس أولويات المجلة هو الدعوة إلى الوحدة الإسلامية ، وتحقيق التقارب الإسلامي، كما رأت المجلة أن من أهم المخاطر التي تهدد الوحدة الإسلامية هو الغزو الفكري المتمثل في التغريب ، والذي يعمل على إعادة صياغة العقل المسلم برؤية غربية تسلبه هويته الإسلامية.


كما عالجت المجلة القضايا الداخلية في العالم الإسلامي، مثل قضايا الاقتصاد ، السياسة، التربية ، الاجتماع، ودعت إلى اتباع القواعد الإسلامية في هذه المجالات للتخلص من المشكلات التي تعاني منها.

3- الابتعاد عن مواطن الخلاف:

ابتعدت المجلة عن إثارة مواطن الخلاف الفكري والمذهبي ، واتسمت بالوسطية في معالجتها للقضايا الخلافية، ولذلك أكدت المجلة على ضرورة تحقيق التوازن والشمول في الرؤية الفكرية للمسلم، وتحديد الثوابت التي لا مجال للاختلاف عليها والمتغيرات التي يكون الاختلاف فيها غير داع إلى الشقاق والنزاع، كما أكدت المجلة على ترشيد الفهم الخاص بالخلافات المذهبية والفكرية بين المسلمين، وضرورة بلورة برامج لتحقيق الوحدة بين المسلمين.

4- التنوع الفكري:

على الرغم من أن الكتابة بمجلة لواء الإسلام كانت ذات صبغة دينية إلا أنها اتسمت بالتنوع الفكري، فكتب بالمجلة من عرف بالمجلة من عرف عنه بأنه صوفيا، وآخر عرف أنه محافظا شديد التمسك بهويته الإسلامية الأصيلة، وآخر عرف أنه داعيا إلى التجديد الإسلامي مراعيا لظروف العصر ومستجداته، لهذا لم تقتصر المجلة على فئة واحدة من الكتاب، ولكنها تنوعت بين فئة " علماء الدين وشيوخه" الأزهريين، وكتاب آخرين ينتمون إلى مدارس فكرية مختلفة.

5- تصحيح المفاهيم الخاطئة:

من أهم أهداف الكتابة بمجلة لواء الإسلام تصحيح المفاهيم الخاطئة ، والتي علقت وارتبطت بالإسلام مثل أن هناك علاقة بين الإسلام وحالة الضعف الإسلامي، وأن لا علاقة بين الإسلام وشئون الدنيا مثل السياسة والاقتصاد والاجتماع ومحاربة البدع التي انتشرت في العالم الإسلامي باسم الدين.

الفصل الخامس الدراسة التحليلية لقضايا التربية في مجلة لواء الإسلام

أولا: خطوات الإجراءات المنهجية للدراسة التحليلية.

ثانيا: تحليل وتفسير نتائج الدراسة التحليلية " فئات المضمون".

ثالثا: تحليل وتفسير نتائج الدراسة التحليلية " فئات الشكل".

تهدف الدراسة التحليلية إلى :

1- تحليل القضايا التي تناولتها مجلة لواء الإسلام في الثمانينات.

2- تفسير تناول القضايا التربوية في مجلة لواء الإسلام في ضوء ومباديء التربية الإسلامية، والمتغيرات المجتمعية والعالمية.

3- إبراز أوجه القوة وعناصر الضعف في المحتوى التربوي الذي قدمته مجلة لواء الإسلام في الثمانينات.

أولا: خطوات الإجراءات المنهجية للدراسة التحليلية وتتضمن ما يأتي:

1- تحديد العينة تشمل:

أ‌- العينة الموضوعية :

استخدمت الدراسة العينة الطبقية المنتظمة وذلك بتقسيم المجتمع الأصلي للبحث ( وهو الموضوعات التربوية في المجلة ) إلى طبقات حسب أهداف الدراسة، بما يضمن تمثيل مختلف الفئات أو الطبقات ، ونسبة العينة التي حددها الباحث هي 30% من المجتمع الأصلي، وتم توزيع العينة على طبقات المجتمع الأصلي حسب نسبة مفردات كل عينة وحجمها إلى مجموع المجتمع الأصلي، واتبع الباحث الخطوات التالية لاختيار العينة.

- تحديد نسبة وعدد الموضوعات في كل طبقة من طبقات العينة.

- وضع رقم لكل مفرده من مفردات كل طبقة على حدة.

- تحديد رقم يكون فاصلا بين الرقم الذي تم اختياره والرقم الآخر في القائمة.

- القيام باختيار كل رقم يقع في نهاية الفاصل الذي تم تحديده، ويكون هذا الرقم ضمن موضوعات العينة.

وقد بلغ عدد الموضوعات العامة بالمجلة 3771 موضوعا صحفيا، أما الموضوعات التربوية التي تمثل المجتمع الأصلي للبحث فقد بلغت 1068 موضوعا تربويا بنسبة 28,3% من الموضوعات العامة اختار منها الباحث نسبة العينة 30% بلغ عدد 320 موضوعا الجدول رقم (7).

جدول رقم (7) يبين تكرار الموضوعات والعينة
والنسبة المئوية لقضايا التربية في مجلة لواء
الإسلام في الفترة من 1980- 1990


دراسة10.jpg


ب‌- العينة الزمنية:

تم تحديد الفترة الزمنية من 19801990 لتحليل الأعداد التي صدرت من مجلة لواء الإسلام في تلك الفترة، وقد لاحظ الباحث أثناء جمعه للأعداد والتي صدرت في تلك الفترة ما يأتي:

- أن المجلة لم تصدر بانتظام ( أي لم تصدر شهريا بانتظام)، بل كان هناك ثلاث سنوات لم يجد فيها الباحث أي أعداد للمجلة وهي 84، 1985، 1986 ، وبمقابلة الباحث مع رؤساء تحرير المجلة في الفترة المحددة أوضحوا أنه كانت هناك عوائق تمنع من صدورها في هذه السنوات، وحتى لا يتم سحب ترخيص المجلة، ولضمان عدم توقفها كانوا يرسلون أعداد قديمة لدار الكتب المجلس الأعلى للصحافة حفاظا على تواجدها القانوني ، وهي أعداد غير قابلة للتحليل وبالتالي فقد استبعدها الباحث.

- تم تجميع كل الأعداد الموجودة – في هذه الفترة- سواء من أرشيف المجلة أو بتصويرها من دار الكتب المصرية أو أماكن أخرى، وبلغت هذه الأعداد اثنين وستين عددا.

- ويلاحظ أن هذه الأعداد كان يحمل بعضها أكثر من رقم للعدد الواحد، فقد مثلت أكثر من اثنين وستين عددا فبلغت اثنان وسبعون عددا تمثل تسعة وستين شهرا.

- ويلاحظ – أيضا- أن توزيع الأعداد كان كالتالي : في الفترة الأولى 1980- 1983 كان فيها 19 عددا فقط أما في الفترة الثانية 1987- 1990 كان فيها 44 عددا ( انظر الجدول رقم 8).

أما الأعداد التي يتم تحليلها فهي كالتالي:

1- السنة الرابعة والثلاثون: العدد الخامس والسادس- ديسمبر- يناير 1980، العدد الثامن – فبرايرمارس 1980، العدد التاسع- مارس – أبريل1980 ، العدد العاشر والحادي عشر- مايويونية1980، العدد الثاني عشر – يونيهيوليه 1980.

2- السنة الخامسة والثلاثون: العدد الأول – أغسطس 1980، العدد الثالث والرابع- أكتوبر- نوفمبر 1980، العدد الخامس والسادس- ديسمبر- يناير 1980، 1981.

3- السنة السادسة والثلاثون: العدد الحادي عشر مايو- 1982، العدد الثاني يونيه 1982، العدد الثالث والرابع سبتمبر- أكتوبر1981، العدد الخامس نوفمبر 1981، العدد السابع والثامن ينايرفبراير 1982.

4- السنة السابعة والثلاثون: العدد الأول يونيهيوليه 1982، العدد الثاني أغسطس 1982، العدد السابع والثامن مايويونيه 1983.

5- السنة الثامنة والثلاثون، العدد الثالث والرابع يناير- فبراير 1983، العدد السادس أبريل 1983، العدد السابع والثامن مايويونيه 1983.

6- السنة الثانية والأربعون: العدد الأول مايو 1987، العدد الثاني مايو 1987، العدد الثالث مارس 1987، العدد الرابع أبريل 1987، العدد الخام أغسطس 1987، العدد السادس سبتمبر 1987، العدد السابع أكتوبر 1987، العدد التاسع ديسمبر 1987، العدد العاشر يناير 1988، العدد الحادي عشر فبراير 1988، العدد الثاني عشر مارس 1988.

7- السنة الثالثة والأربعون: العدد الثالث يونيه 1988، العدد الرابع يوليو 1988، العدد الخامس أغسطس 1988، العدد السادس سبتمبر 1988، العدد السابع أكتوبر 1988، العدد الثامن نوفمبر 1988، العدد التاسع ديسمبر 1988، العدد العاشر ينير 1989، العدد الحادي عشر نوفمبر 1989، العدد الحادي عشر مارس 1989.

8- السنة الرابعة والأربعون: العدد الأول أبريل 1989، العدد الثاني مايو 1989، العدد الثالث يونيه 1989، العدد الرابع يوليه 1989، العدد الخامس أغسطس 1989، العدد السادس سبتمبر 1989، العدد السابع أكتوبر 1989، العدد الثامن نوفمبر 1989، العدد العاشر ديسمبر 1989، العدد الحادي عشر يناير 1990، العدد الحادي عشر فبراير 1990.

9- السنة الخامسة والأربعون: العدد الأول مارس 1990، العدد الثاني أبريل 1990، العدد الثالث مايو 1990، العدد الرابع يونيه 1990، العدد الخامس يوليه 1990، العدد السادس أغسطس 1990، العدد السابع سبتمبر 1990، العدد الثامن أكتوبر 1990، العدد التاسع نوفمبر 1990، العدد العاشر ديسمبر 1990.

2- تحديد وحدة التحليل :

استخدمت الدراسة وحدة الموضوع كوحدة تحليل باعتبارها أكبر وأهم وحدات التحليل للمضمون وأكثر إفادة وملائمة لتحقيق أهداف الدراسة وهي عبارة عن " جملة أو عبارة تتضمن الفكرة التي يدور حولها موضوع التحليل، وتكون عادة جملة مختصرة محددة تتضمن مجموعة الأفكار التي يحتوى عليها موضوع التحليل، وقد أطلق بعض الباحثين والخبراء على هذه الوحدة مجموعة مسميات من أهمها الجملة ، الافتراضية، التصريح، الفكرة، القضية، موضوع النقاش".


جدول رقم (8) يبين توزيع الأعداد والموضوعات التربوية
على سنوات الفترة الزمنية ( 1980- 1990)
دراسة11.jpg

3- تحديد فئات التحليل : ( الشكل والمضمون):

قام الباحث بتحديد فئات تحليل المضمون في ضوء:

القضايا التربوية التي أثيرت في المجتمع المصري في الثمانينات.

القضايا التربوية التي أفرزتها المتغيرات المجتمعية في فترة الثمانينات.

أما بالنسبة لفئات الشكل فقد حددها الباحث في ضوء:

1- المراجع الخاصة بتحليل المضمون.

2- الدراسات والأبحاث السابقة التي استخدمت منهج تحليل المضمون.

وللتعرف على مدى موضوعية تحديد فئات المضمون والشكل، كان لابد من إجراء عملية الصدق والثبات وهي الخطوة التالية:

3- إجراء الصدق والثبات:

يقصد بالصدق: أن تقيس الأداة ما وضعت لقياسه، وقد قام الباحث بتحديد فئات المضمون والشكل ووضعها في استمارة تحليل، وتم عرض الأداة المتمثلة في الاستمارة على مجموعة من الخبراء والمتخصصين للتأكد من صلاحيتها وموضوعيتها، وتعديلها وفقا لآراء الخبراء ، وتم عرض الاستمارة على الأساتذة المتخصصين.

جدول رقم (9) يوضح قياس تثبا تحليل المضمون
دراسة12.jpg

وقد أشار الأساتذة غلى مجموعة من التعديلات في أداة التحليل، وقد عمل لباحث على مراعاة هذه التوجيهات والإرشادات. أما لقياس ثبات الأداة: فهي تعني أنه عند إعادة التحليل يتم الحصول على نفس النتائج، ولقد قام الباحث بإجراء عملية ثبات التحليل لأربعة أعداد من المجلة ، وأعاد التحليل مرة أخرى بعد مرور شهر على التحليل الأول وباستخدام معادلة هولستي حصل الباحث على نسبة ثبات عالية جدا وهي 95% ، حيث كان عدد الموضوعات التي تم تحليلها 23 عددا وكانت نسبة الاتفاق في المرتين في 21 موضوع وبإجراء المعادلة الآتية حصل الباحث على نسبة الاتفاق:

المعادلة ص 94( )

ويرجع ارتفاع نسبة الاتفاق لقيام الباحث نفسه بالتحليل في المرتين ( انظر الجدول رقم 9 ).

الخطوة الخامسة تتمثل في : تصميم الجداول الخاصة بالفئات ( الشكل والمضمون).

الخطوة السادسة تتمثل في : حساب تكرارات القضايا التي تم تحليلها لفئات المضمون.

الخطوة السابعة تتمثل في: حساب تكرارات فئات الشكل.

الخطوة الثامنة تتمثل في: حساب نسبة العينة من حيث تكرار الموضوعات لكل قضية من القضايا الرئيسية والفرعية.

الخطوة التاسعة تتمثل في: حساب تكرار الموضوعات التربوية في كل عام من أعوام التحليل في الفترة الزمنية المخصصة للبحث، وتحديد نسبها المئوية.

ثانيا: تحليل وتفسير نتائج الدراسة التحليلية ( تحليل فئات المضمون):

تم تفسير نتائج الدراسة التحليلية في ضوء:

1- المتغيرات المجتمعية والعالمية- في فترة الثمانينات- وذلك بهدف التعرف على مدى استجابة المجلة لهذه المتغيرات.

2- ومباديء التربية الإسلامية وأهدافها، باعتبار أن مجلة لواء الإسلام تنطلق في محتواها من أسس تعتمد على التربية الإسلامية ومبتدئها، كما أنها موجهة إلى مجتمع ذو ثقافة وطنية إسلامية.

3- المتطلبات التربوية المستقبلية للمجتمع المصري للوقوف على النظرة المستقبلية للمجلة ومدى توافقها مع متطلبات المجتمع.

القضية الأولى : جوانب التربية

احتلت هذه القضية المرتبة الأولى من بين قضايا التربية التي تناولتها المجلة، وجاءت بنسبة 67,2% من حيث تكرار الموضوعات، وتفاوتت نسب الاهتمام داخل هذه القضية بالنسبة لجوانبها الفرعية، وجاء عرضها في صورة مقالات وحوارات تقارير.

جدول رقم (10) : يوضح مجموع التكرارات


والنسبة المئوية والترتيب لفئة " جوانب التربية"


دراسة13.jpg
جدول رقم (11) يبين العينة والنسبة المئوية


للفئات الفرعية لفئة جوانب التربية


دراسة14.jpg

جاءت هذه القضية ( جوانب التربية) في صدر اهتمام المجلة وجوانبها الفرعية بما يفسر أن المجلة كان هدفها الرئيسي هو إعداد وتكوين الشخصية المتكاملة وهو ما يتفق مع متطلبات المجتمع المصري آنذاك، حيث إن المؤسسات والهيئات التربوية رفعت – في الثمانينات- شعار إعداد وتكوين المواطن الصالح، وهو أيضا ما يتفق مع الاهتمام الأول للتربية الإسلامية والذي يتمثل في إعداد وتنمية وبناء الإنسان الصالح في الدنيا والآخرة، وهذا الاهتمام بتكوين وإعداد المواطن الصالح إنما يعكس رغبة المجتمع المستقبلية في المحافظة على ثروته البشرية والمعنوية.

أما تفصيل ذلك الاهتمام فيأتي في عرض وتحليل جوانب التربية التي تناولتها المجلة كما يأتي:

1- التربية الاجتماعية:

جاءت هذه الفئة ( التربية الاجتماعية) في المرتبة الأول- في القضية الرئيسية جوانب التربية- بنسبة 30,7% واحتلت – أيضا- المرتبة الأولى من بين قضايا التربية التي عرضتها المجلة وجاءت بنسبة 20,6%.

جدول رقم (12) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية والترتيب لفئة التربية الاجتماعية


دراسة15.jpg

وقد جاء عرض هذه الفئة من خلال الأبعاد الآتية:

أ‌- المفهوم والأهداف:

يتحدد مفهوم " التربية الاجتماعية" لدى المجلة بأنها تلك العملية التي يقصد بها تربية الأفراد على القيم والمعايير والعادات السلوكية المستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية، والتي تهدف إلى إقامة علاقات اجتماعية على أسس قوية، وكذلك غرس قيم الانتماء للوطن الإسلامي والذي يتعدى حدود الوطن الجغرافي، لذلك سعت المجلة إلى التأكيد على :

- القيم والمعايير السلوكية الضابطة للسلوك الفردي والجماعي.

- قيم الانتماء للوطن الإسلامي.

- قيم الوحدة وإحياء مفهوم " الأمة الإسلامية".

- قيم الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.

ب‌- وسائل التربية الاجتماعية وتتمثل في:

- تنمية العلاقات الأسرية ، حيث أكدت المجلة على أن الأسرة هي المسئول الأول عن تربية النشء، وغرس القيم والتقاليد والمعايير التي تحافظ على هوية المجتمع وشخصيته المتميزة، كما حذرت من مشكلة غياب الآباء وآثاره السلبية على تربية الأبناء نفسيا واجتماعيا وخلقيا.

- تنمية العلاقات المجتمعية، أوضحت المجلة شكل العلاقات المجتمعية والأسس التي يجب أن تقوم عليها مثل المساواة والعدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعاون والإخاء والتسامح.

- كما دعت المجلة إلى إحياء مفهوم " الأمة الإسلامية" والذي يتحقق بالوحدة بين المسلمين - سواء كانت وحدة معنوية أو مادية- ورأت أن ذلك لن يتم إلا بعودة المسلمين إلى تعاليم الإسلام ، والتي تؤكد على نبذ التفرق والتنازع لأنهما سبيل الفشل وتدعو إلى الوحدة باعتبارها طريق النجاح والتقدم.

- كما اهتمت المجلة – أيضا- بالدعوة إلى الانتماء الوطني، والوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، واستنكرت كل الدعاوي التي تؤدي إلى الشقاق والاختلاف، وفي ذلك امتثالا لتعاليم الإسلام وتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم.

ويمكن تفسير هذا التحليل بما يلي:

إن التربية الاجتماعية عملية اجتماعية يهدف بها المجتمع إلى تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي يتطبع بطابع المجتمع الذي يعيش فيه ويتشرب قيمه وعاداته وتقاليده، ويمتثل لمعاييره وهي تبدو من الأهمية بمكان أن تكون هي الاهتمام الأول لأي مجتمع ومن ثم تكون أيضا هي الاهتمام الأول لوسائل إعلامه. والمجلة بذلك إنما تتفق مع الأهداف المجتمعية ، والتي ترى أن عملية التنشئة الاجتماعية للأفراد هي من أهم العمليات التي تتم داخل المجتمع، والتأكيد على دور الأسرة باعتبارها المحضن الأول الذي يتلقى فيه الفرد معايير المجتمع ، ويتم فيها تدريبه على عضوية ذلك المجتمع، كما أن تحذير المجلة من " غياب الآباء" وهي مشكلة تعرضت لها الأسرة المصرية خلال الثمانينات، وهي غياب الآباء عن أبنائهم سواء في السفر للخارج وهو ما عرف في هذه الفترة ب، " الهجرة إلى البلاد النفطية" ، أو للعمل ساعات طويلة، بما كان له آثار سلبية على تربية الأبناء ، ومن ناحية أخرى اهتمت المجلة بتدعيم العلاقات المجتمعية وذلك بدعوتها إلى تحقيق التكافل والمساواة الإخاء بين أفراد المجتمع، وذلك في ظل الفجوة التي خلقها الانفتاح الاقتصادي ، وزيادة الفوارق بين الطبقات فكان لابد من تدعيم العلاقات المجتمعية بهذه القيم للمحافظة على تماسك البناء الاجتماعي.

ويرجع اهتمام المجلة بالتربية الاجتماعية إلى اهتمام الإسلام نفسه بالجانب الاجتماعي سواء في حياة الفرد أو المجتمع، فاهتمام التربية الإسلامية بالإنسان اهتمام يشمل حياة الفرد كلها سواء في الدنيا أو في الآخرة ، كما اهتمت بالأسرة والحياة الأسرية والمجتمعية وبالعوامل التي تدعم وتقوي هذه الحياة، وبالوسائل التي تساعد على تربية وتنشئة الأفراد تنشئة إسلامية صحيحة ومنها القدوة، والتأكيد على دور الأب والأم في تلك التربية، وهو ما اهتمت به المجلة اهتماما شاملا ومفصلا،

كما أن التربية الإسلامية تؤكد على غرس قيم الانتماء والوحدة سواء للجماعة الصغيرة التي يعيش فيها الفرد، أو المجتمع الكبير الذي ينتمي إليه جغرافيا ودينيا وتدعيم الوسائل التي تحقق ذلك، مثل الاهتمام بالقضايا، والمشكلات التي تواجه تلك الجماعة أو ذلك المجتمع، بل إن التربية الإسلامية توجه الفرد اجتماعيا إلى أن يصبح عضوا في المجتمع الإنساني كله ، ولعل ذلك البعد الإنساني العام ما لم تهتم بتأكيده المجلة ، كما جاء في حدود العينة ، وكان الاهتمام الغالب التأكيد الدائم على الخصوصية والمحافظة على الذاتية والهوية الوطنية والدينية ومن ثم فإن المجلة بذلك افتقدت عنصرا تربويا مهما من عناصر التربية الإسلامية وهو البعد الإنساني العام للشخصية الوطنية.

وإذا كانت التربية الاجتماعية من أهم أهدافها: المحافظة على كيان المجتمع واستمراريته ، ومن ذلك خلال الإعداد الاجتماعي لأفراده، وذلك الإعداد الذي يتضمن جانبين الأول، يتمثل في تشرب القيم والمعايير المجتمعية الأصيلة. والثاني، هو تنشئة الأفراد على المبادأة بالتغير والمساهمة فيه حيث أن حياة المجتمعات لا تتسم بالثبات ، وأن المجتمعات التي تقف وتثبت عند ذاتيتها فقط تجمد ومن يجمد يموت، وقد أكدت المجلة على الجانب الأول ، وذلك بالدعوة إلى اتباع الأسس الاجتماعية الثابتة في حياة المجتمع المسلم،

أما الجانب الثاني وهو الإعداد المستقبلي والاستعداد للتغير والمساهمة فيه، فإنه يبدو واضحا في جانب واحد هو الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، فنهاية القرن العشرين أثبتت أن القرن القادم هو عصر التكتلات السياسية والاقتصادية، وأنه لا مكان للمجتمعات أو التجمعات الصغيرة ، وهو ما جاء في الخطاب السياسي الإعلامي لنظام الحكم في مصر آنذاك(’ ومما يؤخذ على المجلة في هذا الجانب أنها اقتصرت في الدعوة إليه لأسبابه السياسية والاقتصادية فقط بالرغم من أن هناك أسباب أخرى مثل الأسباب العلمية والمعرفية، فالعولمة التي ظهرت أخيرا. والتي تمثل الرغبة العالمية في التوحيد السياسي والاقتصادي هي أساسا دعوة تقوم على النظريات والأفكار العلمية والمعرفية، وهو ما كان بعيدا عن اهتمام المجلة إلى حد ما.

2- التنمية الثقافية:

جاءت فئة " التنمية الثقافية" في المرتبة الثانية بنسبة 18,2% من حيث تكرار الموضوعات في الفئة الرئيسية -جوانب التربية- كما احتلت أيضا المرتبة الثانية في فئات المضمون " قضايا التربية" بنسبة 12,3% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (13) يوضح مجموع التكرارات


والنسبة المئوية والترتيب لفئة التنمية الثقافية


دراسة16.jpg

وتناولت المجلة هذه الفئة كما يلي:

أ‌- المفهوم والأهداف:

يقصد بالتنمية الثقافية لدى المجلة زيادة وعي الأفراد بمبادئ الإسلام ، وترسيخ الفهم الصحيح للين الإسلامي مع الاهتمام بالتراث الإسلامي، والمحافظة على هوية المجتمع. لذلك هدفت المجلة إلى تحقيق ما يلي:

- استثارة الوعي الثقافي لدى القراء.

- عرض جوانب التراث العربي الإسلامي ( العلمي، الأدبي.. الخ).

- تجديد النظرة إلى التراث.

- تنمية وعي القراء بالتيارات الفكرية المختلفة.

- تأصيل بعض القضايا الثقافية المعاصرة.

ب‌- أبعاد التنمية الثقافية:

وتتمثل أهم أبعاد التنمية الثقافية – كما عرضتها المجلة – كما يلي:

- المحافظة على التراث وتطوره: اهتمت المجلة في هذا الجانب بالدعوة إلى العودة إلى التراث في ضوء تجديد النظرة إليه بتحديد الثوابت التي بنى عليها هذا التراث، والمتغيرات التي تختلف باختلاف الزمان والمكان، ورأت أيضا أن الرجوع إلى التراث حين يكون محاولة لاستعادة فترة تاريخية معينة بتقاليدها الفكرية، ونماذجها السلوكية دون أي تمييز بين الثوابت والمتغيرات، فإنها بداية ستغرقنا في خضم هائل من التفاصيل ، كما أنها ثانيا ضد منطلق الحياة والأحياء، لذلك فإن العودة تكون إلى الأصول القرآنية والنبوية فقط، لا العودة إلى مرحلة تاريخية بعينها ولذاتها ، فهذا فضلا عن أنه غير ممكن يعد نوعا من تقديس وعبادة الآباء والأجداد الذي نهانا عنه الإسلام، فلا قداسة لبشر مهما كان.

- تأصيل بعض القضايا المعاصرة: أكدت المجلة على ضرورة تأصيل المفاهيم الثقافية المعاصرة بصورة إسلامية، فعرضت لمفاهيم مثل الفن ، المسرح، الأدب، وذكرت المجلة أن الأدب الإسلامي مثلا لا ينحصر في الموضوعات التي اصطلح على تسميتها موضوعات دينية ، وإنما يدخل فيه كل ما يقدم بروح إسلامية أيا كان موضوعه، فالأديب يتعامل مع الحياة في كل مجالاتها واهتماماتها ، ولكن بشكل يرتضيه الإسلام، وتعاملت المجلة مع باقي القضايا والمفاهيم بنفس هذا المنطق.

- الموقف من الاتجاهات الفكرية المختلفة:

- عرضت المجلة للاتجاهات الفكرية المختلفة وأوضحت مدى تأثر العقلية بها بما يمثل خطورة على هويتنا الثقافية والوطنية، وليس معنى ذلك أنها رفضت كل الاتجاهات الوافدة حيث فرقت في ذلك بين مصطلحين هما: الغزو الثقافي والاتصال الثقافي، فالأول يعني فرض نمط ثقافي خاص يتعلق بالفنون والعلوم التي يكون موضوعها الإنسان فتشمل المثل والعقائد والقيم والفلسفات، أما الثاني: فتتوافر فيه الفرص وتتكافأ وتتقارب القوى بين المتصلين ، وتتحدد ميادينه بالحرية ، وتكون بين ما هو مشترك إنساني عام مثل ما يتعلق بالمادة والطبيعة.

- كما أشارت المجلة أيضا إلى اتجاهات أخرى مثل الماركسية ، الليبرالية ، الاستشراق ـ وآثارها داخل المجتمعات العربية.

المحافظة على اللغة العربية: من أهم أبعاد التنمية الثقافية التي عرضتها المجلة، المحافظة على اللغة العربية، وعارضت الدعوة إلى العامية ورأت فيها دعوة إلى إضعاف الترابط بين أرجاء العالم العربي والإسلامي.

ويمكن تفسير ذلك الاهتمام كما يلي:

أن المجتمع المصري كان ولا يزال مليء بتيارات فكرة مختلفة، لذلك كان من اللازم أن يكون هناك من يمثل التيار الفكري الذي يحافظ على ثقافة وهوية المجتمع المصري، ومثلت المجلة التيار الوسطي المعتدل الذي يقوم على الجمع بين الأصالة والمعاصرة ، أو الذي يراعي الماضي والحاضر ، وهو ما يتفق تماما مع شخصية الفرد في المجتمع المصري، ومن أهم مظاهر التراث حين يكون محاولة لاستعادة فترة تاريخية معينة بتقاليدها ونماذجها السلوكية ، ووصفت ذلك بأنه ضد منطق الحياة والأحياء، كما رأت فيه نوعا من تقديس وعبادة الآباء والأجداد ، الذي نهانا عنه الإسلام، ومن ناحية أخرى رفضت المجلة الاتجاه الذي يدعو إذابة الشخصية المصرية في هويات أخرى لا تتفق مع العناصر الأصيلة للشخصية المصرية، والمجلة في الوقت نفسه لم ترفض الاستفادة من الإنتاج المادي أو حتى الفكري، الذي يتلاءم مع الهوية الوطنية للحضارة الغربية، ورأت في هذه الاستفادة ضرورة في بعض الأحيان كما أنها يجب أن ترتبط بقياس مدى تأثيرها على الهوية الثقافية للشخصية الوطنية،

كما أكدت على ضرورة التفرقة بين مصطلحين ثقافيين هما الاتصال الثقافي والغزو الثقافي، فالأول يعبر عن التكافؤ والاختيار، وهو ما يبدو في الاحتكاك الثقافي بين الشعوب بعضها وبعض، والذي تتولد عنه أفكار جديدة، أما في الثاني فهو يتسم بالقسر والجبر والإكراه ، وهو ما يرفضه أي مجتمع لثقافته فضلا عن أن المجتمع المصري له هويته الثقافية التي تمتلك القدرة على التفاعل والاحتكاك ، وفي نفس الوقت القدرة على حماية أبنائه ، وثقافتهم وخصوصيتهم الحضارية. والمجلة في ذلك تدعو إلى الأخذ بأسباب المحافظة على التراث وتطويره ، وهي في ذلك تدعو إلى المحافظة على اللغة العربية، كما أنها تضع قاعدة التطوير الثقافي ، والتي تتمثل في الدعوة إلى العودة للأصول القرآنية والنبوية فقط، وليس العودة إلى مرحلة تطبيقية بعينها، كما دعت إلى تأصيل لمفاهيم معاصرة مثل الأدب الإسلامي، المسرح الإسلامي.

والمجلة وفقا لما تقدم فإنه تحاول وضع قواعد تربوية لإعادة البناء الثقافي للشخصية المصرية من خلال توحيد الولاء الثقافي " للثقافة الوسيطة الوطنية" بدلا من تعدد الولاءات التي توجد على الساحة الثقافية، ومن ثم فهي تعمل على تكوين المواطن حاملا لتلك الثقافة وقادرا بها على التفاعل مع الثقافات الأخرى على قدر من التكافؤ الثقافي، وهي بذلك تحاول القضاء على الازدواجية الفكرية التي توجد داخل المجتمع المصري ، والتي أدت إلى حدوث انفصال في الشخصية المصرية، ومن ناحية أخرى فالإسلام يطالبنا دائما بالانفتاح على العالم والتعارف، وهو ما أكدته المجلة أيضا حيث أن التفاعل مع الآخر والاستفادة منه أمر معترف به في ثقافتنا الوطنية إلا أن ذلك يكون فيما يتعلق بالمادة والطبيعة والعلوم والتكنولوجيا وليس فيما هو خاص بتميز الحضارات مثل القيم والفلسفات والعقائد.

وإذا كان المجتمع يعاني من الضعف الثقافي والحضاري بصفة عامة، فإن آمال المجتمع المصري وتطلعاته هي القضاء على أسباب ذلك الضعف ، وهو ما حاولت المجلة القيام به ، وتمثل في تدعيم ثقة الإنسان المصري في نفسه وفي ثقافته التي ترقى في قيمها الأصيلة فوق ثقافات أخرى كثيرة، وأكدت أيضا على أن الحفاظ على الخصوصيات الثقافية الوطنية، ليس فقط حفاظا على الهوية وإنما هو سبب من أسباب النهوض العلمي حيث أنها تمتلك القدرة على توجيه الأفراد نحو العمل والحركة والإبداع.

ومن ثم فإن النهوض الثقافي النابع من الداخل كان وما زال تطلعا مستقبليا للمجتمع المصري في عصر تتفاعل فيه الثقافات بصورة سريعة ، وهذا ما أكدته المجلة إلا أنه مما يؤخذ على المجلة في هذا الجانب أنها لم تتوقع المخاطر أو الآثار الثقافية العالمية والتي بدورها تؤثر محليا فبعد سقوط الاتحاد السوفيتي 1989 ونظامه الشمولي وسيطرة النظام الرأسمالي الغربي، والذي كان له آثار كبيرة على النظام الثقافي العالمي وكذلك المصري، ظهرت العولمة وما تبعها من نتائج ترتبت عليها وكان أوضح هذه النتائج هو النتاج الثقافي ، وما كان لها من تأثير كبير على الساحة الثقافية المصرية بين مؤيد ومعارض ومتحفظ وهكذا ، فالمجلة لم تشر في حدود العينة إلى تلك الآثار المتوقعة والتي حدثت بالفعل.

احتلت فئة " التربية السياسية" المرتبة الثالثة بنسبة 13,5% من حيث تكرار الموضوعات في فئتها الرئيسية ، وجاءت في المرتبة الرابعة بنسبة 9,2% في فئات المضمون:

جدول رقم (14) يوضح مجموع التكرارات
والنسبة المئوية والترتيب لفئة التربية السياسية
دراسة17.jpg

وتناولت المجلة فئة التربية السياسية كما يلي:

المفهوم الأهداف:

يقصد بـ " التربية السياسية" لدى المجلة: بأنها تربية الأفراد على قيم ومباديء النظام السياسي في الإسلام، ولتحقيق هذا الهدف عملت المجلة على تحقيق الأهداف الفرعية الآتية:

- تصحيح المفاهيم الخاطئة الخاصة بعلاقة النظام السياسي في الإسلام.

- إبراز قواعد ومباديء النظام السياسي في الإسلام.

- بيان علاقة الإسلام بالديمقراطية.

ب – أبعاد التربية السياسية:

هدفت المجلة في تناولها لـ " التربية السياسية " نفي المفاهيم الخاطئة خاصة تلك التي تتعلق في أذهاب بعض الأفراد بأنه لا صلة بين الإسلام والسياسة، وأكدت أن الإسلام إنما جاء لصلاح أحوال الناس، وأن الشريعة الإسلامية كما تحتوى على أحكام العبادات، فإنها تتضمن أيضا أحكام المعاملات والحدود، وأحكام القضاء، وشروط الحاكم، وكيف يتولى أمور الناس، ومتى يعزل؟، وعن العلاقة بين الديمقراطية والإسلام، أوضحت المجلة أنه إذا أخذنا المبدأ أو الجوهر الذي تقوم عليه الديمقراطية، فإن الإسلام يتفق معها فيه، وهو الحرية كما كان ذلك في اجتماع المسلمين يوم السقيفة، فلم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته وهو بيده سلطة الدولة أى خليفة أو من ينوب عنه، إلا أنه ترك المبادئ والأسس الواردة في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة التي يجب أن تراعى عند الاختيار.

ويمكن تفسير هذا التناول لفئة " التربية السياسية" بما يلي:

أن المجلة استجابت في هذا الجانب للمتغيرات الإقليمية والمحلية على السواء، خاصة في القضايا السياسية المطروحة على الساحة منذ فترة طويلة، واستمرت حتى فترة البحث، ومن هذه القضايا الجدل الدائر حول المذاهب السياسية، ومدى صلاحيتها للشعوب العربية، وقد أوضحت المجلة في هذا الجانب أن الإسلام يتفق مع جوهر الديمقراطية وهو الحرية، حيث أن الإسلام يقرر حرية العقيدة، كما يكفل حرية الرأي والفكر، كما أوضحت المجلة كيف أن الإسلام وضع شروطا وقواعد لبيان كيف يكون حكم الشعب للشعب ومن أجل الشعب، والمجلة بذلك تكون انفتاحا فكريا، ففي الوقت لذي نجد فيه من يرفضون فكرة " الديمقراطية" زاعمين أنها مخالفة للإسلام نجد المجلة من خلال تقديم الحجج والبراهين ترى أن الإسلام يتفق مع جوهر الديمقراطية ، وهي بذل تقدم رؤية جديرة بالاعتبار والاهتمام، يجب أن توجه إليه فكر الباحثين واقلامهم في مجال السياسة عموما والتربويين خصوصا.

ومن أوجه القصور في هذا الجانب، أن المجلة لم توضح المعالم الرئيسية لمذهب سياسي يمكن أن يتبناه المجتمع المصري في عالم أصبح يحكمه نظام واحد هو النظام العالمي الجديد، فلم تذكر كيفية التعامل مع هذا النظام، وما هي شروط العلاقة بين المجتمع المصري بقيمه ونظمه الخاصة ، وبين ذلك النظام العالمي الجديد، وجاءت الكتابات في هذا الجانب تقليدية تهتم فقط بالناحية التراثية بشكل اكبر من نقل ذلك التراث على الواقع الفعلي أو العملي. كما أنها أهملت مناقشة قضايا هامة مثل التعددية السياسية، وشكل المؤسسات السياسية في النظام السياسي الذي تتبناه.

3- التربية العقدية:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الرابعة بنسبة 12,5% من حيث تكرار الموضوعات في الفئة الرئيسية، بينما احتلت المرتبة الخامسة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 8,4%.

جدول رقم (15) يوضح مجموع التكرارات
والنسبة المئوية والترتيب لفئة " التربية العقدية"
دراسة18.jpg

وتناولت المجلة هذه الفئة كما يلي:

أ – المفهوم والأهداف:

يتحدد مفهوم التربية العقدية كما تناولته المجلة بأنه: تربية الأفراد على الإيمان بالله ، وملائكته، وكتبه، ورسله، وليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وتصحيح المفاهيم الإيمانية لدي الأفراد.

أما أهداف التربية العقدية فهي:

- تعريف الأفراد بخالقهم.

- التأكيد على أهمية العقيدة والإيمان في حياة الأفراد.

- تحقيق التوازن والاعتدال في فهم الدين.

- ربط الإيمان بالعمل.

ب – جوانب التربية العقدية:

تناولت المجلة في عرضها لجوانب التربية العقدية جانبين أساسيين هما:

- أركان الإيمان ( الإيمان بالله ، وملائكته،وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره).

- ربط الإيمان بتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي للفرد والمجتمع.

ويمكن تفسير ذلك الاهتمام بما يلي:

- إن هذا التأخير لهذا الجانب لا يعني أنه يمثل تلك المرتبة مضمونا ، ولكن لأن المجلة تناولت الجوانب والقضايا التربوية جميعا بالصبغة العقيدية ، لذلك فعملية التحليل هنا لاختيار موضوعات التربية العقدية كان يعتمد أساسا على الموضوعات العبادية الخالصة ، مثل الصلاة والزكاة..الخ، أو الأمور الإيمانية ، كالإيمان بالله ورسوله وكتبه .. الخ. ومن ثم فالتربية العقيدية هنا خاصة بالعبادات وأركان الإيمان فقد، وتأثيرهما في حياة الأفراد.

- إن النزعة الإيمانية، نزعة متأصلة في الإنسان المصري، ومن ثم فإن الدين يؤثر في حياه تأثيرا كبيرا ، ومن مظاهر تلك النزعة الإيمانية، الإيمان الشديد بالقدر فهو من أهم سمات الشخصية المصرية، والمجتمع المصري هو مجتمع عقيدي تلعب فيه العقيدة دورا مهما في حياته وأنشطته المختلفة التي تغلب عليها التمسك بمظاهر الإسلام، وفي فترة الثمانينات أفرزت موجات القلق الحادة في أوربا اتجاهات فكرية وسلوكية منحرفة عن الفطرة السوية للإنسان تحاول ملء الفراغ الروحي الذي يعاني منه الإنسان ، إلا أنها لم تفرز لنا إلا مزيدا من الانحرافات والمشكلات النفسية، لذلك كانت المجلة على معي تام بهذه المتغيرات العالمية ، فاهتمت بتدعيم أركان الإيمان لدى الإنسان المصري حتى تكون له حصنا وسدودا أمام موجات الإلحاد العالمي، كما أنها اهتمت بتوضيح وتفسير أهمية الإيمان في حياة الفرد والمجتمع، وكيفية تحقيق التوازن والاعتدال في حياة الإفراد، حيث أن السمة الرئيسية للعقيدة الإسلامية هي الوسطية والاعتدال، كما أن بعض أحداث الفهم الخاطئ للدين التي حدثت في المجتمع المصري في الثمانينات، كانت وراء تأكيد المجلة لهذه الخاصية، كنا أكدت أيضا على العلاقة القوية بين الإيمان والتوافق النفسي للفرد ، وما هو ما يجعله بعيدا عن الأمراض النفسية والقلق والتوتر، كما يدفعه إلى العمل والإنتاج والإبداع بنفس هادئة مطمئنة.

- كما أن تأكيد المجلة على القيم الإيمانية ، وأهمها قيم العبودية لله سبحانه وتعالى يتوافق مع الأهداف العامة للتربية الإسلامية ، وهي تكوين وتنشئة الإنسان الصالح العابد لربه، الذي يشهد بالوحدانية في العبودية والخلق، كما أنه يؤمن ويعتقد أنه محاسب على كل أعماله في الآخرة، وأن ما يضمن له الفوز والسعادة هو الالتزام الكامل بالأوامر والنواهي التي بعثها الله مع رسوله الكريم في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن ناحية أخرى فإن التربية العقدية تحتوي وتشمل كل أنماط التأثير في حياة الإنسان المسلم حيث أنه يرجع إليها كل أحكامه وتقريراته وتقويماته السلوكية والقولية.

- وإذا كانت الحضارة المعاصرة تهتم بالتكوين الجسدي للفرد ، وتلبية مطالبه المادية، مما أدى إلى تجاهل الجانب الروحي والمعنوي للإنسان بما يتوقع عنه انهيار القيمة الإنسانية واستبدالها بالقيمة المادية، ومن ثم فإن المحافظة على قيمة الإنسان وكرامته الإنسانية تتطلب وجود تربية عقدية تحل محل تلك التربية المادية، وهذا ما أكدته المجلة من الإعداد العقيدي المتوازن للفرد بما يضمن رسم شخصية إنسانية متكاملة الجوانب لا يطغى فيها جانب على آخر من خلال منهج تربوي إيماني يتسم بالاعتدال والاستقامة، والبعد عن الميل والانحراف ، وتلك هي الصورة الإنسانية التي يرسمها المنهج الإيماني ، والتي تصلح لكل القرون المقبلة، كما أن هذا المنهج التربوي الإيماني يرى أن التغير والتقدم المنشود للمجتمع ليس خططا اقتصادية ، أو إجراءات سياسية فقط بل يكون إجراء إنسانيا يستهدف الإنسان باعتباره الخلية الأولى في المجتمع.

4- التربية الجهادية:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الخامسة في فئتها الرئيسية بنسبة 11,2% من حيث تكرار الموضوعات، وفي المرتبة السادسة في فئات المضمون بنسبة 7,5% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (16) يوضح مجموع التكرارات


والنسبة المئوية والترتيب لفئة التربية الجهادية


دراسة19.jpg

وقد تناولت المجلة هذه الفئة كما يلي:

أ – المفهوم والأهداف:

رأت المجلة أن التربية الجهادية تعني: استنهاض همم الأفراد لاتباع أوامر الله سبحانه وتعالى في الاستعلاء على الشهوات والنفس والشيطان، كما تعني غرس قيم الجهاد وحب الشهادة في سبيل الله ، أما أهداف التربية الجهادية فهي:

- تربية الأفراد على مخالفة النفس حينما تأمر بالسوء، واتباع الشهوات والشيطان.

- غرس قيم الجهاد وحب الشهادة في نفوس الأفراد.

ب – أبعاد التربية الجهادية:

حددت المجلة ثلاثة أبعاد للتربية الجهادية واهتمت بتناولها على صفحاتها وهي:

- جهاد النفس.

- جهاد الأعداء.

- جهاد الشر والفساد.

ويمكن تفسير تناول المجلة لهذه الفئة كما يلي:

- إن جهاد النفس والهوى يحتاج إليه المسلم بصورة دائمة والتذكير به أمر ضروري، حيث أنه يدخل في باب النصيحة والتذكرة، خاصة للإنسان المعاصر الذي يتعرض كل يوم لإغراءات عديدة قد تدفعه إلى البعد عن تعاليم الإسلام، مما يتطلب منه بذل أقصى ما في وسعه لمخالفة نفسه وهواها في شرهما والاستمرار في طاعة الله سبحانه وتعالى.

ومن ناحية أخرى . فإن اهتمام المجلة بغرس قيم الشهادة والجهاد في سبيل الله باعتباره السبيل الوحيد لتحرير الأراضي والمقدسات الإسلامية قد فاق الاهتمام بالجانب الأول، ويبدو ذلك نتيجة لانطلاق الانتفاضة الفلسطينية في منتصف الثمانينات 1987، إلا أنه مما يؤخذ على المجلة في هذا الجانب أنها أهملت تماما توضيح مفهوم الإسلام المقابل لمفهوم الجهاد إلى درجة تصور فيها المجلة أن السلام يتنافى تماما مع الإسلام مع أن أصل العلاقات الفردية والجماعية في الإسلام هو السلام ، ومن ثم فقد افتقدت المجلة بيان عناصر ذلك المفهوم، وأهميته في حياة البشرية جميعا في الوقت الذي يمتلئ فيه العالم بالحروب والثورات، كما أنها أهملت أيضا توضيح مفهوم الجهاد الذي يعني قتال الأعداء، وتصنيفات هؤلاء الأعداء ووسائل جهادهم، فمن المعروف أن الجهاد في الإسلام على أربعة مستويات بالقلب واللسان والنفس والمال، وجهاد الكفار أخص باليد ، وجهاد المنافقين أخص باللسان، وأهملت أيضا توضيح الفرق الجوهري بين الجهاد في سبيل الله ، وبين العنف والتطرف الذي يدعيه البعض أيضا أنه جهاد، مما قد يجعل المفهوم مختلطا وملتبسا لدى القراء.

- والجهاد قيمة تربوية إسلامية مهمة ، فهو من ناحية تعود الإنسان على طاعة الله واتباع تعاليم الإسلام مهما كانت إغراءات النفس والشيطان بما يحقق للشخصية المسلمة التوازن والاعتدال والاطمئنان، حيث أن الوقوع في المعاصي يؤدي إلى القلق والتوتر والصراع النفسي ،كما أن الجهاد ينمي في الشخصية الاتجاهات النفسية السليمة فتنشأ على تحمل أعباء الجهاد بنفس راضية متحرر من خوف الموت والتعلق بالدنيا، لأنها تربت على التضحية والعبودية لله ، وهو ما يوجد الدوافع الذاتية لدى المسلم لأن يبلغ في شخصيته أعلى مراتب الجهاد بنوعيه السابقين.

- وإذا كانت المجلة قد أكدت على نوعين للجهاد فقط، هما جهاد النفس والأعداء فإنها أهملت ميدانا آخر للجهاد أكثر ما يحتاجه العالم العربي والإسلامي المعاصر، هذا الميدان هو ميدان الجهاد العلمي ، فالواقع المتخلف الذي يعيشه العالم العربي والإسلامي والذي يهتم فيه خصوم الإسلام، الإسلام نفسه بالمسئولية عن ذلك التخلف حيث أنه في زعمهم يشد أتباعه إلى التخلف، ويشكل عائقا أمام الحضارة والرقي والتمدن، إن ذلك الواقع أدعى وألزم على اعتباره ميدانا مهما للجهاد، بل هو في فقه الواقع الميدان الأول للجهاد في الوقت المعاصر الذي لم تعد فيه القوة الحقيقية للشعوب القوة العسكرية بل هي القوة العلمية ، والناظر في التقريرات الدولية السنوية يجد تدني عدد العلماء في العالم الإسلامي مقارنا بغيره من الدول، الأمر الذي يعني ضرورة اعتبار الإعداد العلمي، وتربية الأفراد على قيم المشاركة والإنتاج العلمي والتقني في الحضارة المعاصرة ضرورة لا مناص منها، حيث أن عملية النهضة والتقدم تنبع أساسا من داخل الفرد، ومن ثم فإن مفهوم الجهاد المعاصر يجب أن يكون هو تربية الأفراد على التمكن من حضارة العصر، والإسهام العلمي والمادي فيها، والإنتاج والإبداع الفكري في مجالات النشاط الإنساني ، ويكون كل ذلك مكفولا بتعاليم الإسلام، ومنضبطا بالقيم الإسلامية.

6- التربية الخلقية:

جاءت هذه الفئة في المرتبة السادسة بالنسبة لفئتها الرئيسية بنسبة 10,2% تكرا الموضوعات، واحتلت المرتبة الثامنة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 6,9% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (17) يوضح مجموع التكرارات
والنسبة المئوية والترتيب لفئة التربية الخلقية
دراسة20.jpg

وقد تناولت المجلة هذه الفئة على النحو الآتي:

أ – المفهوم والأهداف:

يقصد بالتربية الخلقية أنها: تربية الأفراد على الأخلاق القرآنية والنبوية، وتعريفهم أهم قيم ومعايير الأخلاق في الإسلام ، وتبني القيم الإيجابية ونبذ القيم السلبية، والمجلة بذلك تهدف إلى:

- غرس وتنمية القيم الإيجابية في تربية الأفراد.

- تعريف الأفراد بالأخلاق الإسلامية في كل شئون حياتهم.

ب – أبعاد التربية الخلقية:

اهتمت المجلة بعرض الجوانب الأخلاقية الآتية:

- الخلق مع الله ويتمثل في التأدب معه في الدعاء ، وأداء العبادات والإخلاص له في سائر الأعمال.

- الخلق مع النفس ، ويتمثل في أن يكون الإنسان حسن الهيئة والمظهر، التواضع، الاعتدال في المأكل والمشرب والملبس وغيرها من الأخلاق الفردية التي حث عليها الإسلام.

- الخلق مع الأسرة، وتتضمن التعاون ، احترام الكبير، العطف على الصغير، وغيرها من الأخلاق الأسرية التي أكد عليها الإسلام.

- الخلق مع المجتمع، عرضت المجلة صورا متعددة للأخلاق الاجتماعية، مثل النهي عن الغيبة والنميمة ، والنهي عن الرياء والغل، كما أكدت أيضا على الأخلاق الإيجابية مثل: التسامح والوفاء بالعهد ، والبر والتراحم والتكافل وغض البصر، ورد السلام وكف الأذى.

ويمكن تفسير هذا التناول كما يلي:

- تمثل الأخلاق في المجتمع المصري عاملا مهما من عوامل التماسك والبناء الاجتماعي، والمجتمع الذي تغلب عليه النزعة الدينية الفطرية مجتمع متمسك بعاداته وقيمه الأصيلة إلى أبعد حدود، إلا أنه وقد طرأت على المجتمع المصري تغيرات في فترة الثمانينات أدت إلى اهتزاز في القيم والمعايير لدى بعض الأفراد داخل المجتمع، فأصبحنا نقرأ على صفحات الجرائد اليومية ما يؤكد هذا التغير ، والذي كان في مجمله تعبيرا عن اهتزاز في المعايير والقيم والأخلاق سواء داخل الأسرة بين الأبناء والآباء ، أو على مستوى العلاقات المجتمعية، فرأينا الصحف انشر العديد من الجرائم الأخلاقية مثل الرشوة، إساءة معاملة الأبناء للإباء، الوساطة وغياب الضمير، مما يدل على ملامح ضعف أخلاقي في المجتمع، والمجلة بذلك في عرضها لهذه الأنواع من الأخلاق تقوم بواجب إعلامي مهم لإعادة تشكيل المجتمع المصري وفق منظومة أخلاقية سليمة، تدعم بها القيم الأصيلة في المجتمع وتثبيتها، وتنبذ القيم الغريبة وتندد بها، لذلك تناولت المجلة أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع نفسه في سلوكه وملبسه، ومع ربه في عبادته، ومع أهله في بيته ومجتمعه.

- والأخلاق قيمة تربوية إسلامية أساسية تعتمد على تربية الوازع الداخلي في الإنسان، أو ما يسمى بالضمير الأخلاقي، والذي يكون بمثابة الرقيب والضابط الداخلي على سلوك الفرد ، حتى في غياب وسائل الضبط الخارجية، والتربية الإسلامية تقوم على منظومة أخلاقية متكاملة توضح فيها جميع مجالات وميادين الخلق ، والقواعد والمبادئ التي يخضع الأفراد لها في سلوكياتهم، وليس ذلك على المستوى النظري فقط بل أيضا على المستوى التطبيقي من خلال القدوة والممارسة العملية، فالتربية الأخلاقية في الإسلام لا تقوم على الوعظ وحده بل تقوم على التدريب العملي حتى تتكون أخلاق الفرد عمليا، ويكون ذلك التدريب العملي من خلال المدرسة، وسائل الإعلام ، مؤسسات المجتمع.

- وإذا كانت أغلب الفلسفات الغربية تضع أخلاقا وقيما خاصة بها، فإن منظومة الأخلاق الإسلامية تعد صالحة لكل مجتمع ، وفي أي زمان لأنها قائمة ومشتقة من الفطرة الإنسانية، وإذا كانت الحضارة المعاصرة بالرغم من لجوئها إلى وضع أشد القوانين صرامة حتى تمنع الانحراف الأخلاقي فإن ذلك لم يمنع من انتشار الجريمة وزيادتها كما ونوعا وهذا ما يميز منظومة الأخلاق الإسلامية ، إذ أنها تعتمد على الضمير الداخلي للإنسان، والذي يرتبط بالدين فيشعر الإنسان دائما بأن أعماله كلها تخضع لعلم الله وقدرته، كما أنه يربط كل أفعاله بجزاء أخروي ثابت فضلا عن الجزاء الدنيوي الذي يقرره العرف أو التقاليد أو القانون، كما تتسم تلك المنظومة الأخلاقية على المستوى الإنساني العام بإمكانية العمل وتنفيذ تلك الأخلاق، واليسر في التكاليف المناطة بها وتدرجها وفقا للطاقات والقدرات الفردية، كما تتسم أيضا بالتنوع بين أخلاق فردية وأسرية واجتماعية ودولية وعبادية، وهنا يبدو دور الإعلام الوطني في الإعلان العالمي للمنظومة الأخلاقية الإسلامية ، والتي يحتاج إليها المجتمع الإنساني بعد فشل الفلسفات المادية في إحراز أي تقدم أخلاقي في السلك الإنساني.

7- التربية العقلية:

جاءت هذه الفئة في المرتبة السابعة بالنسبة لفئتها الرئيسية بنسبة 2,8% كما جاءت في المرتبة الثانية عشر بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 1,9% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (18) يوضح مجموع التكرارات
والنسب المئوية والترتيب لفئة التربية العقلية


دراسة21.jpg

قد تناولت المجلة هذه الفئة كالتالي:

أ – المفهوم والأهداف:

يتحدد مفهوم التربية العقلية لدى المجلة في تنمية الطاقات والقدرات العقلية واستخدامها بما يتوافق مع المنهج العلمي. وتهدف المجلة من خلال تناولها للتربية العقلة إلى ما يلي:

- التأكيد على تميز الإنسان بالعقل دون سائر المخلوقات.

- إيضاح مكانة العقل والتفكير في الإسلام.

- الدعوة إلى استخدام العقل بما يساهم في الإنتاج والإبداع العلمي.

ب – أبعاد التربية العقلية:

- استخدام الأسلوب العلمي في التفكير ، تؤكد المجلة على أنه إذا كان العقل هبة من الله للإنسان ميزه الله عن سائر المخلوقات، فإن المنهج العلمي من أعظم ما أنتجه العقل الإنساني ، حيث حرر الإنسان من الأوهام والأساطير والخرافات، ودفع الإنسان نحو البحث عن الحقيقة في الكون والحياة والإنسان.

- التفكير في سنن الله في الكون والإنسان.

- التفكير في المعاملات، وحيث أكدت المجلة أن التشريعات الإلهية إنما وضعها الله تعالى من أجل تحقيق مقاصد الناس في حياتهم الدنيوية والأخروية.

ويفسر هذا الاهتمام بما يلي:

- إذا كانت اللفظية من أهم مشكلات الشخصية المصرية قديما وحديثا، فإن لها أثارها التربوية السلبية ، والتي تتمثل في أنها تمتص قدرة الشخصية المصرية على الفعل والعمل والتخطيط النابع من التفكير السليم ، وتعقل الأمور والمواقف الحياتية المختلفة، كما أنها تؤدي إلى التبعية الفكرية والتواكل والاتكالية، فاللفظية إذن من العوامل التي تؤثر على الشخصية المصرية، ومن ثم فإن علاجها يكون باستثارة الهمم الفكرية والعقلية والتربية على استخدام أسس ومباديء التخطيط والتفكير العلمي، ولكن المجلة في محتواها في هذا الجانب لم تقدم خاصة من الناحية الكمية ما يناسب ذلك، فلم تنل التربية العقلية ما تستحقه من تكرار وإلحاح وتنوع في عرضها بما يساعد العقل المصري ، وشخصيته الوطنية على أن يكون التفكير العلمي من خصائصها الأصيلة، كما لم تقدم المجلة أي عرض للوسائل التي يمكن أن تحقق ذلك كما أهملت إهمالا تاما في حدود العينة ، الإشارة إلى أهمية التفكير الناقد في حياتنا العلمية ، والمجتمعية على السواء ودوره في النهوض بالمجتمع وإحداث التقدم المنشود.

- والتربية العقلية أحد الجوانب الرئيسية للتربية الإسلامية ، والذي يعني بتنمية طاقات الأفراد العقلية وتنمية قدراتهم غلى التفكير والتخطيط السليم، فالعقل قيمة من القيم العليا التي جاء بها الإسلام وأقام عليها حياة الإنسان المعنوية والمادية، الأخروية والدنيوية وجعله طرق الإيمان وداعي العمل، والنصوص القرآنية تزخر بتعظيم شأن العقل وذكر وظائفه المتعددة، واعتباره سبيلا للمعرفة الحقة وتمييزا للحق عن الباطل، كما أن التربية الإسلامية تفرض على المسلم الانفتاح الفكري على غيره من الثقافات ، والمجتمعات وأوجه الإبداع والإنتاج العقلي، كما توجه الإنسان لاستخدام الحواس كما أمرنا الله سبحانه وتعالى ، فالمنهج العلمي في الإسلام يقوم على حقائق عقلية تنتج عن واقع مشهود، يقول تعالى: " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".

- وبالرغم من هذا الاهتمام بالعقل والتربية العقلية ، إلا أن المجلة أهملت العديد من الموضوعات ، والقضايا العقلية التي كان يمكن أن تدعم بها هذا الجانب مثل استخدام العقل في القرآن الكريم، وظائف العقل في القرآن الكريم، المبادئ التي تقوم عليها التربية العقلية في الإسلام، دور العقل في الفقه الإسلامي، العقل ودوره في الحضارة الإسلامية، المنهج العلمي في القرآن الكريم، أسس ومباديء المنهج التجريبي الإسلامي، العلوم الطبيعية في الحضارة الإسلامية .. الخ ، وغيرها من الموضوعات التي توضح مكانة التربية العقلية في الإسلام ، ودورها في تكوين الشخصية العلمية.

- وإذا كان المجتمع الحديث يطلق عليه " المجتمع التكنولوجي" نظرا للتطورات العلمية والتقنية الكبيرة التي أحدثتها الحضارة المعاصرة بحيث أننا يمكن أن نقول بأن طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه والقيم التي تسيطر عليه تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر ولا زالت بهذه التطورات العلمية، فإننا نقول أن المجلة لم تواكب ذلك التطور العلمي ولم تعرضه على صفحاتها ليكون دليلا للشخصية المصرية المنشودة، وأن يكون أحد توجهاتها المستقبلية ، فالاكتشافات العلمية اليوم ، والإمكانات التكنولوجية التي تتوصل إليها البشرية كل ساعة فاقت كل تصور وما زالت التطورات مستمرة، ومن ثم فإن الذي لا يشارك فيها ولا يوجه إليها عنايته العقلية والعلمية يصاب بالعزلة والتخلف.

8- التربية الجسمية – الجنسية:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الثامنة بالنسبة لفئتها الرئيسية بنسبة 0,9% من حيث تكرار الموضوعات، كما جاءت في المرتبة الخامسة عشرة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 0,6% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (19) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة التربية الجسمية – الجنسية


دراسة22.jpg

وقد تناولت المجلة هذه الفئة كما يلي:

أ – المفهوم والأهداف:

في ضوء هذا الاهتمام الضعيف، حددت المجلة مفهوم التربية الجسمية – الجنسية بأنه : إعداد الفرد إعدادا جسميا يساعده على أداء وظائفه الحيوية.

أما عن أهداف المجلة في هذه الفئة فهو:

أ- المحافظة على الصحة العامة للأفراد.

ب – أبعاد التربية الجسمية- الجنسية:

أكدت المجلة في هذا الجانب، على ضرورة إعداد الفرد إعدادا سليما من الناحية الجسمية، وذكرت في ذلك عدة وسائل أهمها، ضرورة الوقاية ، النظافة المستمرة، سواء كانت نظافة البدن أو الثوب أو المكان ، ونشر الوعي الوقائي.

ويمكن تفسير اهتمام المجلة بهذا الجانب كما يلي:

إن اهتمام المجلة بهذا الجانب جاء ضعيفا للغاية كما وكيفا، خاصة الجانب الجنسي ، فبالرغم من انتشار المشكلات الجنسية داخل المجتمع العالمي... في فترة الثمانينات، والتي أثرت أيضا على المجتمع المصري بظهور العديد من الانحرافات الجنسية والتي نقرأها على صفحات الجرائد، إلا أن المجلة لم تذكر مطلقا ما يؤكد اهتمامها بهذا الجانب مما يدل على أن صفحات الجرائد، إلا أن المجلة لم تذكر مطلقا ما يؤكد اهتمامها بهذا الجانب مما يدل على أن استجابتها كانت صفر لهذا الموضوع المهم والخطير لكل الأفراد في أي مجتمع.

والتربية الإسلامية يتسع مفهومها للجسم فيشمل جميع جوانب الفرد الجسمية التي تمثل الطاقة الحيوية للإنسان، لذلك اهتمت التربية الإسلامية بتلبية مطالب الجسم ، مثل إشباع دافعي الجوع والعطش، وأثر ذلك في تزويد الجسم بالطاقة اللازمة للعمل، وإشباع الحاجة إلى الراحة والنوم وهما لازمان لتجديد الطاقة، وعلاج الجسم من الأمراض التي تطرأ عليه فضلا عن ضرورة الوقاية منها، وكذلك الاهتمام بإشباع الدافع الجنسي الذي يعد من أقوى دوافع الإنسان وأشدها تأثيرا في سلوكه كما أنه ضروري لاستمرار الحياة على الأرض، كما أن التربية الإسلامية حرصت على أن تتعامل مع الحياة الجنسية للفرد على أنها ظاهرة أساسية في حياته لا ينبغي إخفاء مواجهتها أو الإحجام عنها، بل لابد من التعامل معها بالطرق التربوية الصحيحة، والتي قدمتها التربية الإسلامية، بدءا بالتفرقة بين الأولاد في المضاجع إلى الأمر بالزواج للشباب لمن استطاع الباءة ، أو الإعلان والتسامي بهذه الطاقة في حالة عدم القدرة على الزواج بالصيام أو غيره، ومع هذا الاهتمام الكبير بالتربية الجسمية - في التربية الإسلامية- إلا أن المجلة لم تصل إلى أدنى درجات الاهتمام لهذا الجانب الجسمي.

كما أن المجلة في إهمالها لهذا الجانب قد فرطت في الاهتمام المستقبلي بالشخصية الوطنية في عصر التقدم الاتصالي، حيث أصبح البث في الفضاء الغربي والمصري بلا ضوابط وبلا قيم تحافظ على الأفراد من قيم الاستثارة والجنس التي توجد في مجتمعات أخرى لا ترى فيها عائقا أمام نمو أبنائها، ومن ثم فقد تركت المجلة الفرد بلا توجيه أو إرشاد في هذا الجانب الأساسي ليس فقط في حياة الفرد بل في حياة المجتمع، كما أنه في هذه الفترة ظهرت مجموعة من الأمور العالمية الناجمة عن سوء التربية الجنسية ، وكان أهمها مرض " الإيدز" وكان ذلك يحتم على المجلة أن تشير إليه وأسبابه وطرق الوقاية منه.

القضية الثانية: تربية الفئات الاجتماعية

جاءت هذه القضية الرئيسية في المرتبة الثانية من بين القضايا التربوية التي تناولتها بنسبة 18,2% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (20) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية والترتيب
لفئة " تربية الفئات الاجتماعية " بالنسبة لفئات المضمون
دراسة23.jpg
جدول رقم (21) يوضح مجموع التكرارات والنسبةالمئوية
للفئات الفرعية لفئة " تربية الفئات الاجتماعية "
دراسة24.jpg

وقد تناولت المجلة هذه القضية كما يلي:

1- تربية المرأة:

2- جاءت هذه الفئة في المرتبة الأولى في فئتها الرئيسية بنسبة 60,4% من حيث تكرار الموضوعات، وفي المرتبة الثالثة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 10,9% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (22) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " تربية المرأة"
دراسة25.jpg


وتناولت المجلة هذه الفئة كما يلي:

تهدف المجلة في تناولها لهذه الفئة، إلى تربية المرأة على قيم ومباديء الإسلام، في ضوء المتغيرات العالمية المعاصرة، بحيث تتلاءم شخصيتها مع هذه المتغيرات، وبما يتفق مع تعاليم الإسلام.

وقد حددت المجلة مجموعة أدوار للمرأة هي:

- دورها كزوجة وأم.

- دورها في المجتمع ويتمثل في طلب العلم، والمشاركة الاجتماعية والعمل.

- المشاركة السياسية، وقد أشارت المجلة إلى رأي أحد الفقهاء الذين أجازوا الولاية العامة للمرأة ، والقضاء فيما عدا الحدود، كما دعت إلى ضرورة أن يكون هناك من النساء ضابطات شرطة حفاظا على الحياء العام وكرامة المرأة.

- وقد عرضت المجلة لعدة تحديات تواجه المرأة المسلمة منها: التحديات الثقافية والصحية، كما استنكرت استغلال المرأة في الإعلام والذي يعد امتهانا لكرامتها ولا يتناسب مع قيم وتقاليد المجتمع.

ويمكن تفسير ذلك الاهتمام بما يلي:

- استجابت المجلة للجدل الدائر حول المرأة في المجتمع المصري، وحول طبيعة عملها ونوعية الوظائف التي يمكن أن تتولاها، وكانت المجلة في عرضها ملائمة تماما للمستجدات والتطورات المحلية حيث رأت المجلة ضرورة تعليم المرأة، ونظرت إلى ذلك باعتباره فريضة دينية وضرورة حياتية ، إذ أن المرأة لا تمثل نصف المجتمع فقط بل هي التي تقوم بتربية نصفه الآخر ، وهي بذلك تدعو إلى محو أمية المرأة ، والتي تستأثر بنصيب كبير داخل المجتمع من الأمية، كما أن المجلة أجازت عمل المرأة طالما في خروجها وعملها تلتزم بتعاليم الإسلام شكلا ومضمونا.

بل إنها رأت أن تتجه المرأة لمزاولة أدوار وظيفية جديدة يحتاج إليها المجتمع مثل ضابطات الشرطة، بل أجازت أيضا تولي المرأة للولاية العامة والقضاء فيما عدا الحدود، والمجلة بذلك تضع أسس فكر إسلامي مستنير في نظرته للمرأة في القرن الواحد والعشرين مستمد من تعاليم الإسلام ، وقائم على آراء الفقهاء الأوائل ، والمجتهدين المعاصرين، ومن ناحية أخرى نددت المجلة بشكل المرأة في الإعلام ، والذي يظهرها في أدنى صورها مستغلا لها لترويج سلعة أو بضاعة، أو أفلام تحط من كيانها الذي يجب أن يكون محفوظا داخل المجتمع.

- وتمثل رؤية المجلة في مناقشتها لقضايا المرأة تطورا للإعلام الديني في العصر الحديث ، حيث أن البعض كان يرى حالة تأخر وضع المرأة في المجتمع أنه سبب النظرة الإسلامية لها، فأثبتت المجلة خطأ هذا الزعم، كما أن اهتمام المجلة بإبراز أدوار جديدة للمرأة والدعوة إلى تثقيفها يمثلان رؤية مستقبلية لدور المرأة المصرية في العصر الحديث يعتمد على مباديء قيمية دينية تلك التي يعتمد عليها المجتمع المصري ، ويطمئن إليها في سلوكه.

2- تربية الشباب:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الثانية في فئتها الرئيسية بنسبة 20,7% من حيث تكرار الموضوعات، وفي المرتبة التاسعة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 3,8% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (23) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة "تربية الشباب"


دراسة26.jpg

أما تناول المجلة لهذه الفئة فجاء على النحو التالي:

- هدفت المجلة في تناولها لهذه الفئة لإعداد الشباب المصري إعدادا عقديا وثقافيا وخلقيا واجتماعيا بما يساهم في إعداد جيل قادر على النهوض بمجتمعه، فاهتمت المجلة بالبعد العقدي في هذه التربية ، وارتباطه بحياة الشباب العملية داخل المجتمع، كما أكدت على البعد الثقافي والاجتماعي ، والذي يتمثل في تعريف الشباب قضايا وطنهم ، وأولويات هذه القضايا بما يساهم في زيادة وعي الشباب المسئول عن حالة الوطن في المستقبل، واستثارت الجلة همم الشباب في ضرورة مواكبة التطورات العلمية اللاحقة بالتعليم الجاد والإبداع العلمي حتى لا نكون متفرجين ومتلقين فقط وسط هذه المتغيرات.

- كما أشارت المجلة إلى دور الأسرة والمؤسسات التعليمية كوسائل رئيسية في تربية الشباب.

ويمكن تفسير ذلك التناول كما يلي:

- لعبت المتغيرات الثقافية في الثمانينات دورا مهما في التأثير على ا لشباب المصري، والذي خلق مناخا ثقافيا متعدد الأهداف والوسائل، لذلك اهتمت المجلة بالإعداد الثقافي للشباب في ضوء الثقافة الوطنية للمجتمع المصري، والتي يمكن أن يتوحد عليها الشباب المصري باعتبارها سبيلا للخروج من المتناقضات الثقافية، كما اهتمت المجلة بعرض لأهم مشكلات الشباب في المجتمع المصري، وأهمها مشكلة البطالة ، وتأخر سن الزواج، والإدمان وما لهذه المشكلات من آثار اجتماعية خطيرة، إلا أن المجلة لم تعرض حلولا واضحة، ومفصلة لعلاج هذه المشكلات ، والتي تنتج عنها مشكلات أخرى ربما تكون أخطر منها.

- والتربية الإسلامية تهتم اهتماما كبيرا بفئة الشباب ، وتربيتهم فتحرص على الإعداد العقيدي والخلقي والاجتماعي والجسمي لهم، من خلال مجموعة كبيرة من الأسس والمبادئ التي تقوم عليها تربية الشباب في الإسلام، كما أن التربية الإسلامية تؤكد على دور الأسرة كوسيط أساسي من وسائط تربية الشباب ، وتؤكد على أهمية الوسائل التربوية التي تستخدمها الأسرة في تربية الشباب وهي:القدوة ، والتي تعد أعظم وسائل التربية وأكثرها فعالية، والترغيب والترهيب والثواب والعقاب، وجاءت المجلة في هذا التناول متوافقة مع معايير ومباديء التربية الإسلامية في تربية الشباب ، فاهتمت بالإعداد العقيدي والخلقي والاجتماعي لهم.

- كما أكدت المجلة على ضرورة تربية الشباب تربية تراعي للمتغيرات العالمية المستقبلية، ويكون ذلك عن طريق الإعداد العلمي للشباب، باعتباره معقد الآمال لأي مجتمع في إحداث التغيير وتحقيق التقدم.

3 - تربية الطفل:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الثالثة في فئتها الرئيسية بنسبة 18,9% ، وفي المرتبة العاشرة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 3,4% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (24) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " تربية الطفل"


دراسة27.jpg

وقد تناولت المجلة هذه الفئة كما يلي:

- اهتمت المجلة بالفئة العمرية التي تبدأ من مرحلة المهد ، وحتى سن الثامنة أي منتصف مرحلة الطفولة المتأخرة، وعرضت المجلة لأبعاد تربية الطفل ، وأهمها البعد العقدي من خلال كتابة القصص التي تبني العقيدة عند الطفل، أما البعد الجسمي فأكدت المجلة على ضرورة اتباع الأم لتعاليم الإسلام في الرضاعة الطبيعية للطفل بما يعود بالفائدة الطبية على الأم والطفل معا.

- كما أشارت المجلة إلى دور الأسرة والقدوة كوسيط تربوي مهم في تربية الطفل خاصة في مراحل النمو الأولى، وذكرت أنه إذا أردنا أن ننشئ جيلا يحمل الأمانة فعلينا أن تكون أفعالنا وتصرفاتنا قدوة لأبنائنا حتى تنمو شخصياتهم نموا سويا لا يعاني من التناقض بين الأقوال والأفعال.

- كما تناولت المجلة المشكلات التي يعاني منها الطفل المصري خاصة سوء التغذية والأمراض، ومشكلات التسرب التعليمي، وكذلك مشكلة عمالة الطفل ،وذكرت أن هناك حوالي 2 مليون طفل عامل في المجتمع المصري. ويمكن تفسير هذا التناول بما يلي:

استجابت المجلة لوثيقة الطفل التي تم إعلانها في عام 1989 ، خاصة في جانبها التربوي والثقافي، كما استجابت لمطلب ضرورة أن تتضمن كل دورية أو صحيفة ركنا للطفل خاصا بإعداده الثقافي والديني والاجتماعي ، هذا المطلب الذي طالبت به المؤتمرات والندوات الإعلامية الخاصة بالطفل المصري إلا أنه مما يؤخذ على المجلة عدم مشاركتها للأطفال في تحرير صفحتهم ، كما أن الكوادر التحريرية لم تكن كوادر متخصصة في تحرير صحف الأطفال، كما أنها أهملت فترة عمرية هامة من سن التاسعة وحتى نهاية مرحلة الطفولة.

وإذا كانت المجلة اهتمت بتربية الطفل من خلال عناصر التربية الإسلامية، إلا أنها أهملت جانبا مهما في ذلك الإعداد وهو الإعداد المستقبلي للطفل ففي العصر الذي نعيشه تطورت الوسائل العلمية والتكنولوجية التي يستخدمها الإنسان سواء في العمل أو التعليم أو في الترفيه والتسلية ، وأن التدريب على قبول ذلك التغير واستيعابه يبدأ منذ الصغر حيث يجب أن تتم تنشئة الطفل عليه، إلا أن المجلة لم ينل منها ذلك الإعداد أي اهتمام مطلقا وهو ما يدل على وجود قصور في النظرة المستقبلية في تربية الطفل في الوقت الذي تعلن فيه التربية الحديثة أن الأطفال مرآة مجتمعهم وصورتهم الحالية هي صورته المستقبلية.

القضية الثالثة: المشكلات المجتمعية

جاءت هذه الفئة في المرتبة الثالثة من بين فئات المضمون بنسبة 9,1 من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (25) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة "المشكلات المجتمعية"
دراسة28.jpg
جدول رقم (26) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية للفئات
الفرعية لفئة " المشكلات المجتمعية"
دراسة29.jpg

نلاحظ من الجدول السابق أن أهم المشكلات التي تناولتها المجلة هي: المشكلة الاقتصادية، العنف، تبدل القيم، العدل الاجتماعي ، بينما أهملت المجلة مشكلة الأمية التي تعد من أهم العوائق التي تقف في طريق النهوض والتقدم الاجتماعي، كما أنها بذلك لم تواكب المتغيرات المجتمعية، حيث أن الحكومة المصرية أعلنت في بداية الثمانينات الحملة القومية لمحو الأمية ، وتعليم الكبار ، ووضعت لها برنامج خاص ، وخطط تنفيذية على مستوى الجمهورية، كما استمرت الجهود في عمل دراسات وبحوث حول هذه القضية ، والتي أكدت على أهمية دور الإعلام الذي يمكن أن يؤيده للمعاونة في مجال محو الأمية، إلى جانب الجهود الشعبية والرسمية الأخرى، وإهمال المجلة الواضح لهذه القضية لا يتناسب مع معايير ومباديء التربية الإسلامية التي تفرض العلم والتعلم على المسلم ، فعبادة الله لا تكون على جهل، كما أن هذا الإهمال لا يتناسب مطلقا مع التقدم العلمي، والثورات الاتصالية المتوالية في الحضارة المعاصرة، فلا يمكن في ظل الكمبيوتر والإنترنت أن يكون ما يقرب من نصف المجتمع لا يعرف القراءة ولا الكتابة.

أما باقي المشكلات المجتمعية فتناولتها كالتالي:

- المشكلة الاقتصادية:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الأولى في فئتها الرئيسية بنسبة 82,2% من حيث تكرار الموضوع، وفي المرتبة السابعة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 7,2%

جدول رقم (27) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية والترتيب لفئة
" المشكلة الاقتصادية"
دراسة30.jpg

وقد جاء تناول المجلة لهذه الفئة من خلال الأبعاد التالية:

- الأبعاد الاجتماعية للمشكلة الاقتصادية، وكانت أهم الأبعاد هي: ارتفاع نسبة البطالة، ارتفاع السعار، زيادة الفجوة بين الطبقات، أزمة الإسكان.

- حلول المشكلة الاقتصادية، حددت المجلة أهم أسباب المشكلة الاقتصادية كما تراها ، وهي حلول غياب منهج الاقتصاد الإسلامي في المعاملات الاقتصادية، لذلك ترى أن الخروج من الأزمة الاقتصادية يتمثل في اتباع ومباديء النظام الاقتصادي في الإسلام، كما أشرات لاقتراح سداد الديون ، وذلك بوقف التبذير ، وتدخل الدولة لمحاربة الإنفاق الاستفزازي، والإسراف في الاستهلاك، ومطالبة الأغنياء بالاشتراك في هذه الديون، أما التضخم والذي يضر أكثر بالطبقات الفقيرة فتشير المجلة إلى أن الزكاة يمكن أن تعوض هذه الطبقات عن هذه الأضرار ، كما أن الاهتمام بالزكاة يمكن أن يعالج العجز في الموازنة لذلك دعت إلى إنشاء صندوق عام به إدارة لتجميع حصيلة الزكاة الواجبة ، وإدارة لتوزيعها في مصارفها الشرعية ، والاستغناء عن الدعم الذي يكلف الدولة مليار جنيه.

ويمكن تفسير تناول المجلة لهذه الفئة كما يلي:

- استجابت المجلة للمتغيرات الاقتصادية في المجتمع المصري في الثمانينات، حيث ظهرت بوادر أزمة اقتصادية تمثلت في زيادة الديون، التضخم ، زيادة العجز في الموازنة ، وارتفاع نسبة البطالة ، وقد اهتمت المجلة بهذه المشكلة ، وقدمت المجلة حلولا ، والتي تتمثل في النهي عن التعامل بالربا في المصارف ، حيث أن ذلك يؤدي إلى زيادة الفجوة بين الطبقات ، وأضرار أخرى على المجتمع.

- كما رأت ضرورة إحياء فريضة الزكاة ، وتحديد مصارف لجمعها وتوزيعها بما يضمن علاج كثير من المشكلات الاقتصادية ، وأهمها التضخم والبطالة، إلا أنه مما يؤخذ على المجلة، أنها لم تعرض لحلول شاملة ،ومفصلة لهذه المشكلة من وجهة النظر الاقتصادية الإسلامية، فلم توضح إلا ضرورة النهي عن التعامل بالربا، وإحياء فريضة الزكاة ، والنهي عن التبذير ، وكأن منهج الاقتصاد الإسلامي لا يحمل في مضمونه ومحتواه إلا هذين العنصرين فقط، فلم تذكر مثلا الدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به المصارف الإسلامية ، ومت هي برامجها في الودائع والقروض ، وما هي أهم المشروعات الاستثمارية التي يمكن أن تساهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الاقتصاد المصري، ولم تحدد الضوابط التي يمكن أن تضبط عملية الاستيراد ، واكتفت بالإشارة إلى النهي عن التبذير والإسراف، كما لم تشر أيضا إلى علاقة مخرجات التعليم بالسوق المصري كأحد أسباب الأزمة، ولم تهتم بمتابعة آثار الانفتاح الاقتصادي من الناحية العلمية أو البحثية ، بالرغم من كثرة الندوات والمؤتمرات والدراسات والبحوث حول الانفتاح الاقتصادي.

- بينما لك يظهر لدى المجلة أي اهتمام بالرؤية المستقبلية للنظام الاقتصادي المصري في ظل المتغيرات العالمية ، واتجاه الاقتصاد العالمي في نهاية فترة الثمانينات نحو اقتصاد السوق والدعوة إلى الحرية الاقتصادية، وإزالة الحدود الجمركية بين الدول المتقدمة ، والدول النامية، حيث أن الوضع الحالي في بداية الألفية الثالثة مختلف تماما تخطيطا ، وتنفيذا عن الوضع الاقتصادي في الثمانينات ، ومن ثم افتقدت المجلة الرؤية المستقبلية للنظام الاقتصادي المصري في ظل عالم متغير.

مشكلة العنف:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الثانية في فئتها الرئيسية بنسبة 7,1% من حيث تكرار الموضوعات، وفي المرتبة الخامسة عشر " مكرر" بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 0,6% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (28) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " مشكلة العنف"
دراسة31.jpg

وقد عرضت المجلة لهذه المشكلة ، وأكدت على أن العنف - وهي تقصد أعمال العنف السياسي التي حدثت في الثمانينات – تعد تهديدا للتجربة الديمقراطية في مصر، وحذرت من الآثار السلبية التي تعود على المجتمع من وراء أعمال العنف. كما أشارت المجلة إلى أن أهم أسباب العنف ، هي المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعود أغلب أ‘مال العنف إليها، بالإضافة إلى الفهم الخاطئ للدين لدى بعض الفئات مما يجعلها تستخدم السلاح واليد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أنه ليس من اختصاصها.

كما دعت المجلة إلى ضرورة علاج الرأي بالرأي ، وفتح باب الحوار بين كل الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والدينية الموجودة في المجتمع المصري ، وذلك للاتفاق على فلسفة وآليات يمكن من خلالها التغلب على هذه المشكلة ، ويضمن عدم تكرارها في المستقبل.

ويمكن تفسير هذا التناول لفئة " العنف" بما يلي:

- أنه مع ظهور أحدث العنف في المجتمع المصري في الثمانينات كان لابد من تقييم إعلامي لهذه الأحداث، وهو ما قدمت به المجلة ، وانطلقت في معالجتها من افتراض أن الشخصية المصرية ترفض العنف، والخروج على التقاليد التي تحافظ دائما على الاستقرار، كما أكدت المجلة على ضرورة الحوار بين الآراء المتعددة ، لأنه هو الأسلوب الحضاري ، وهو الأسلوب الذي يجب أن يربى عليه أفراد المجتمع المصري جميعا، وذكرت المجلة قولا مهما خاصا بالأقباط ، وهو أن أقباط مصر في ذمة الإسلام إلى يوم القيامة ، وهو ما يدل على اتجاه المجلة المعتدل، والذي يرى أن جميع المصريين أبناء وطن واحد لهم حقوق وعليهم واجبات لا فرق بينهم إلا بالعمل وأداء الواجبات، وهذا التسامح له جذوره التاريخية الضاربة في أعماق الشعب المصري ، ومثل ذروة التعبير عنه في ثورة 1919.

- ومما يؤخذ على المجلة في هذا الجانب أنها لم توضح دور المؤسسات التربوية في علاج ههذ المشكلة ، وذلك بتربية أبناء المجتمع على قيم التسامح والحوار وقبول الآخر، كما أنها أهملت الإشارة إلى الندوات والحوارات التي بدأت منذ أوائل الثمانينات، ونقلتها وسائل الإعلام المختلفة، والتي كان لها آثارها في تصحيح مفاهيم بعض الشباب عن الدين والمجتمع.

- كما أنها أهملت أيضا الحديث عن دور التربية الإسلامية في تحقيق استقرار المجتمع ، وما تقدمه من منظومة قيمية تحافظ على الأمن والاستقرار ، وتتمثل أهم قيم هذه المنظومة فيما يلي:

أولا: أن الإسلام يرفض قتل الناس بغير حق بل إن من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا . يقول تعالى: " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

ثانيا: أن التربية الإسلامية تؤمن بالتعددية. يقول تعالى: لكم دينكم ولي دين" ، " لا إكراه في الدين " . وتؤمن بالحوار الجاد. يقول تبارك وتعالى: " وجادلهم بالتي هي أحسن" ، كل ذلك وغيره ما يجب أن يدعو إليه الإعلام المصري في الحقبة الراهنة والمستقبلية خاصة الإعلام الديني ، والذي يمثل في الغالب مصدرا مهما من مصادر الفكر الديني للشباب خاصة، وللمجتمع عموما.

4- تبدل القيم:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الثانية - مكرر- في فئتها الرئيسية بنسبة 7,1% من حيث تكرار الموضوعات، وفي المرتبة الخامسة عشر – مكرر – بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 0,6% من حيث تكرار الموضوعات.

دراسة32.jpg

تناولت المجلة في فئة " تبدل القيم" مظهرين من مظاهر التبدل القيمي في المجتمع المصري، وهما انتشار جرائم الاغتصاب، وجرائم القذف والسب علنا، ورأت المجلة أن من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار مثل هذه الجرائم هو سوء التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة ،والتي تلعب دورا أساسيا في حياة الفرد والمجتمع.

ويمكن تفسير هذا التناول بما يلي:

إن تطور القيم وتغيرها من سنن الوجود الاجتماعي، فالمجتمعات لا تسير على وتيرة واحدة ، وإنما هي في حالة دائمة من التغير ، و النسق القيمي للمجتمع أحد مظاهر التغير، وقد أثبتت عدة دراسات ذلك التغير القيمي الذي حدث في المجتمع المصري في فترة الثمانينات، وإذا كانت القيم تتغلغل في حياة الناس أفرادا وجماعات ، وتتحكم في سلوكياتهم ، ومجالات أنشطتهم فإنها بذلك تعد أحد عناصر السلوك الإنساني، إلا أن المجلة لم تواكب ذلك الاهتمام بالقدر الكافي كما بالرغم من أن المجتمع المصري تمثل القيمة عنصرا فعالا من عناصر سلوكه، وإذا كان المجتمع المصري في الثمانينات. قد أدت متغيرات عديدة دورا في التأثير على قيمه ومعاييره ، وإنما سلوكه فإن المجلة كانت مطالبة برصد وتحليل هذا التغير القيمي وتقييمه وفقا للنسق القيمي الأصيل للمجتمع المصري،وذلك لتثبيت القيم الايجابية المرغوبة ، ومحاولة تعديل القيم السلبية غير المرغوبة والتي كان من أهمها: اهتزاز قيم ومعايير السلوك داخل الأسرة، اهتزاز قيم ومعايير السلوك بين أفراد المجتمع، الصراع القيمي لدي الشباب.

ومن أول مظاهر تبدل القيم التي يشير إليها أحد فلاسفة المجتمع اللامبالاة ، والأنانية . يقول نجيب محفوظ تحت عنوان " دعوة للأنانية" .. وأن هذه الغريزة التي تهتم بالمغالاة في حب الذات، قد تحولت إلى غريزة أخرى تضمر الكراهية والفناء لصاحبها وذويه ، وينتقل في سخرية لنبدأ بالدعوة للأنانية العاقلة الذكية، التي تقسم بالفطنة والحكمة حتى إذا أنت الأنانية ثمرتها انتقلنا إلى مطلب جديد من مطالب الإنسان العاقل ، وأمكننا أن نتخاطب بلغة الدين والإنسانية.

والقيم في التربية الإسلامية تقوم على دعائم ثابتة حيث أنها تتعامل مع الإنسان باعتباره إنسانا متكاملا فردا ، وفي جماعة فالفردية قيمة تربوية إسلامية ، وكذلك الجماعية، كما تقدم لنا التربية الإسلامية مجموعة من القيم الأخرى مثل قيم الحرية، وقيم السلام وقيم التعاون، وقيم التكافل ، وقيم لصدق والاستقامة، وقيم الإيثار، ولقد أهملت المجلة تقديم صورة متكاملة عن القيم التربوية الإسلامية كبديل عن القيم التي سادت في المجتمع المصري آنذاك، باعتبار أن الإعلام أحد الوسائل الأساسية لتعليم القيم، بما جعل المجتمع نهبا لمنظومات قيمية أخرى نتج عنها الصراع القيمي بين القديم والجديد، أو بين القيم الوافدة والقيم الأصيلة داخل المجتمع المصري.

5- العدل الاجتماعي:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الثالثة في فئتها الرئيسية بنسبة 3,6% من حيث تكرار الموضوعات، وفي المرتبة السادسة عشرة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 0,3% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (30) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " العدل الاجتماعي"
دراسة33.jpg

وفي هذا التناول الضعيف لفئة " العدل الاجتماعي" عرضت المجلة لمشكلة واحدة وهي الظلم الاجتماعي الواقع على الريف في عدم حصوله على الخدمات الأساسية مقارنا بالحضر، وأشارت إلى عدم وجود، ويمكن تفسير هذا التناول كما يلي:

- إذا كان عدم تكافؤ الفرص كان موجودا في القرية المصرية مقارنة بالمدينة، فإن هناك مظاهر أخرى لمبدأ عدم تكافؤ الفرص ظهرت في فترة الانفتاح الاقتصادي، سواء كان ذلك في تولي الوظائف، أو في التعليم( بين التعليم العام، والخاص) أو حتى في تعليم الإناث الذي كان متأخرا عن تعليم الذكور بما ساهم في أمية النساء بصورة أكبر من الرجال، كما عانت بعض الفئات الاجتماعية- أيضا- من الظلم الاجتماعي( سواء ماديا أو معنويا) مثل فئة المعلمين، وهكذا فإن المجلة أهملت عدة جوانب كثيرة لم يتحقق لها العدل الاجتماعي، وكان أدعى أن تعلنه المجلة على صفحاتها للقراء، حيث أنه في عدم الإعلان نفسه يمثل ظلما اجتماعيا.

- والتربية الإسلامية تهتم بقضية العدل الاجتماعي اهتماما كبيرا ، وتقدم في ذلك مجموعة من الأسس التي يقوم عليها العدل الاجتماعي وأهمها: المساواة أو تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، والمساواة في الاسلام لا تعني مساواة اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية فقط، كما أنها لا تعني ضرورة أن يحصل الأفراد في كل هذه المجالات مثل بعضهم البعض، حيث أن ذلك إنما يعتمد على الطاقات والقدرات العقلية والجسمية، ولكن العدل المطلق في المساواة يعني أن يكون هناك تفاوتات وفقا لهذه الفروق مع إتاحة الفرص المتساوية أمام الجميع، فلا يفضل فرد أو يمنع بحسب أو نشأة أو أصل أو جنس.

القضية الرابعة: قضايا التعليم

احتلت هذه القضية المرتبة الرابعة من بين القضايا التربوية – التي تناولتها المجلة وجاءت بنسبة 4,1% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (31) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " قضايا التعليم"
دراسة34.jpg

- يعد هذا الاهتمام ضئيل للغاية إذا ما قورن بأهمية التعليم عموما والمتغيرات التي اثرت عليه في الثمانينات، ففففي تلك الفترة ظهر ما يسمى ب، " ثورة الاستثمار البشري" والذي غير النظرة للتعليم من مجرد استهلاك إلى استثمار في تنمية الطاقات الإنتاجية للموارد الإنسانية والبشرية ، وهو ما تم التعبير عنه في أحد مجالات التربية بـ " اقتصاديات التعليم" حيث أصبحت النظرة إلى التعليم من منظور اقتصادي يساهم في التنمية الاجتماعية والسياسية أو ما يسمى " بالتنمية الشاملة"، وقد وضعت عدة أسس لهذه الرؤية الجديدة – التعليم في الثمانينات في:

أولا: أن التعليم يكشف عن المواهب الكامنة عند الأفراد، وينمي في الفرد القدرة على التفكير والخلق والإبداع والابتكار ، والذي ينتج عنه احتمالية التقدم والتطور.

ثانيا: التعليم يزيد قدرة الناس على التكيف بالنسبة للتوافق مع ظروف العمل الوظائف المترتبة بالنمو الاقتصادي.

ثالثا: التعليم بنظمه ومؤسساته يقوم بتوفير القوى العاملة التي يحتاج إليها الاقتصاد المتطور مع مراعاة احتياجات المستقبل.

رابعا: التعليم يساهم أيضا في رفاهية المجتمع.

خامسا: الأبحاث العلمية في المجال الاقتصادي. أحد الوظائف التقليدية للنظام التربوي والتعليمي ، والذي يقدم إسهامات واضحة للتنمية الاقتصادية.

هذه النظرة الجديدة للتعليم لم توح المجلة موقفها منها من منظورها الخاص، كما أنها لم تستجب للمتغيرات المجتمعية – أيضا- والتي ترى أن هناك انفصالا بين مخرت التعليم ، وبين سوق العمل مما زاد من نسبة البطالة، كما لم تهتم بالحديث عن التعليم الفني الذي اتجه إليه غالبية أفراد المجتمع حسب توجهات المجتمع آنذاك، مما يمثل قصورا واضحا يرجع إلى عدم وجود متخصصين بالمجلة للكتابة حول هذه الموضوعات كما أن المجلة كان اهتمامها الرئيسي هو بناء الإنسان وتربيته تربية متكاملة عقيديا. خلقيا ، ثقافيا،أكثر من الاهتمام بقضايا التعليم ذاته.

أما باقي قضايا التعليم تناولها كالتالي:

جدول رقم (32) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية للفئات
الفرعية لفئة " قضايا التعليم".
دراسة35.jpg

وقد جاء تناول هذه الفئات كما يلي:

1- المناهج الدراسية:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الأولى في فئتها الرئيسية بنسبة 46,1% من حيث تكرار الموضوعات، والمرتبة الحادية عشرة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 2,2% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (33) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " المناهج الدراسية"
دراسة36.jpg

وتناولت المجلة هذه الفئة بعرض موضوعات تتعلق بتطوير التعليم الأزهري ، والتغير الذي طرأ على المناهج الدراسية فيه من حذف وإضافة، كما تناولت مناهج التعليم العام، ورأت أن عملية التطوير يصاحبها بعض المحاذير مثل عدم وضوح فلسفة للتعليم الذي يبنى عليه التطوير، عدم وجود استراتيجية للتعليم المصري، وعدم وجود نظرية تربوية واضحة لعملية التطوير، لذلك جاء التطوير يحتوي على متناقضات أثرت بشكل مباشر على تربية النشء في المجتمع المصر.

كما دعت المجلة إلى ضرورة إدخال مادة التربية الإسلامية في مراحل التعليم الجامعية ، للمحافظة على الشباب وهويته التحليلية.

ويلاحظ أن المجلة في تناولها لهذه الفئة. اقتصرت على توجيه النقد واللوم، ولم تقدم مشروعا أو ملامح مشروع بديل بتطوير المناهج الدراسية ، حيث أنها فعلا تحتاج إلى تغيير وتطوير، فالمتغيرات العالمية، وثورة الانفجار المعرفي والثورة الاتصالية، وظهور علوم جديدة... الخ ، كل ذلك يدعو إلى ضرورة التغيير، فمناهج الأمس لا تصلح اليوم ، فضلا عن أنها لا تصلح للغد، ومن ثم فإن المجلة لم تشر إلى القواعد العامة والمبادئ التي يجب أن تراعيها عملية التطوير، كما لم تهتم المجلة بالحديث عن استراتيجيات التدريس التي يجب أن تلائم المتغيرات الجديدة كالتعليم الذاتي والتعليم من بعد.. الخ.

2- التعليم الجامعي:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الثانية في فئتها الرئيسية بنسبة 23,1 من حيث تكرار الموضوعات، وفي المرتبة الثالثة عشرة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 0,9% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (34) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " التعليم الجامعي.
دراسة37.jpg

أكدت المجلة في تناولها لهذه الفئة على عدة قضايا مهمة وهي:

- استقلال الجامعات ماليا، أكاديميا ، والاهتمام بتطبيق نتائج البحث العلمي في المجتمع .

- وضع آليات وضوابط تحكم إنشاء الجامعات المفتوحة.

- عودة التعليم الجامعي الأزهرية إلى الاهتمام بالمواد الدينية والشرعية الذي انخفض في مقابل الاهتمام بالمواد العلمية التي تعاني هي الأخرى من انخفاض داخل هذا التعليم.

- ويعد هذا الاهتمام متواضعا جدا إذ أن الجامعة في الوقت الحاضر ليست فقط ميدانا للتعليم ، ولكنها فحص لتربية شباب المجتمع تلتقي فيه كل الأفكار وكل بيئات المجتمع ، وهي رائدة للتغير الاجتماعي، وفي الجامعة يتم تعزيز قيم الانتماء والحرية الديمقراطية بما يكون له أكبر الأثر على شكل المجتمع المستقبلي بعد ذلك، كما أنها ملتقى البحث العلمي في المجتمع والذي يتم فيه تحديد احتياجات ، ومتطلبات المجتمع وكيفية إشباعها والوسائل التي تلائم ذلك الإشباع، وبالرغم من هذا القصور إلا أن المجلة قد عرضت لقضية جامعية مهمة هي الجامعة المفتوحة إلا أنها لم تذكر رأيها ، واكتفت بذكر الآراء المؤيدة والمعارضة فقط، وأثارت كذلك قضية استقلال الجامعات عن أي سلطة خارجية، باعتبار أن الجامعة رائدة للتغيير في المجتمع ومحددة لحاجات ومتطلبات المجتمع في ضوء فلسفته وقيمه ومعاييره.

المعلم:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الثالثة في فئتها الرئيسية بنسبة 15,4% من حيث تكرار الموضوعات ، والمرتبة الخامسة عشرة مكرر بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 0,6% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم(35) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية والترتيب لفئة المعلم
دراسة38.jpg

وقد اهتمت المجلة في تناولها لفئة المعلم، بأحوال المعلم وتدني مكانته المادية والمعنوية والأدبية، وكذلك بمشكلاته خارج القطر المصري، ودعت المجلة إلى ضرورة إشراك المعلم في التخطيط للتعليم ورفع راتبه والمحافظة على كرامته خاصة في وسائل الإعلام التي تعمد إلى تشويه صورته.

ويلاحظ أن هذا الاهتمام من جانب المجلة اهتمام ضعيف، حيث أن المعلم هو العنصر العام في العملية التعليمية والذي يتوقف عليه نجاحها أو فشلها مهما توفرت العناصر الأخرى ، ومن ثم فلم تنل هذه الفئة الاهتمام الكافي نظرا لما تمثله من أهمية كبيرة داخل المجتمع المصري.

ومن ناحية أخرى لم تذكر المجلة خصائص عملية إعداد المعلم، والمقصود بالإعداد العلمي والأكاديمي، كما أنها أهملت التربية الإسلامية في إعداد المعلم، كما أن التربية الإسلامية تحدد مهام أخرى للمعلم غير التدريس ، وهي : الإصلاح الاجتماعي، التغير الاجتماعي، تشكيل شخصية المجتمع، كما أنها أهملت توضيح دور المعلم المستقبلي في ظل التغيرات العلمية ، والتكنولوجية الحديثة ، والتي تتطلب من المعلم ممارسة أدوار جديدة تتطلب اكتساب مهارات جديدة.

3- التلميذ:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الرابعة في فئتها الرئيسية بنسبة 7,7% حيث تكرار الموضوعات، والمرتبة السادسة عشرة بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 0,3% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (36) يوضح مجموع التكرارات
والنسبة المئوية والترتيب لفئة التلميذ
دراسة39.jpg

اقتصرت المجلة في تناولها لهذه الفئة على تقديم بعض الخدمات الطلابية ، مثل عرض نماذج امتحانات وحلوها، وأكدت على أهمية تنقية البيئة التربوية ، ودورها في رعاية التلاميذ صحيا وسلوكيا وتربويا وعلميا.

ويلاحظ أن المجلة لم تستجب للتغيرات الحادثة في البيئة المدرسية في فترة الدراسة ، وخاصة تلك العلاقة بين المدرس والتلميذ ، والتي حدث فيها بعض لتغير السلبي، كما لم توضح دور الأنشطة التربوية وأهميتها للتلميذ، ولم تذكر أهمية التوجيه النفسي والاجتماعي للتلميذ وأثره على تشكيل شخصيته ، وأهملت الإشارة إلى ضرورة تحقيق الديمقراطية داخل المدرسة باعتبارها مطلبا تربويا محليا وعالميا.

كما لم توضح المجلة المؤثرات والعوامل التي يجب أن تراعيها المدرسة في عملية إعداد التلميذ في ظل المتغيرات العالمية الحديثة، والتي يجب أن يراعى فيها ما يأتي:

- قيادة المدرسة لحركة التطور من خلال قيامها بمهام واضحة تتعاون فيها مع الآباء والمعلمين، والمشاركة بالمعلومات والآراء وتقديم الحلول السريعة لما يطرأ من مشكلات واتخاذ القرارات الملائمة.

- إحداث تغيرات جوهرية في التنظيم الإداري للمدرسة، وتوجيه التلاميذ والطلاب إلى أنهم في عالم متغير عليهم أن يواجهوا تحديثاته ويعوا مسئولياتهم ويتجهون إلى التطوير والرؤية المستقبلية.

- تنشئ المدرسة في مجتمع اليوم إدارة للتغير داخل هيكلها التنظيمي والإداري، تهدف غلى البناء الجيد للنظام التعليمي ، الذي يستند على تعبئة الجهود والقيم الأخلاقية، والسعي في طلب التميز.

- تهيئة المناخ المدرسي لتحقيق الأهداف التربوية ومن أهمها ترسيخ البعد الأخلاقي.

- أهمية العلاقات الإنسانية مع أطراف العملية التعليمية ، وتعطي المدرسة للقيم والأخلاقيات فاعلية في برامجها ، وأنشطتها نحو تعلم النظام والمسئولية.

5- السياسات التعليمية:

جاءت هذه في المرتبة الرابعة مكرر في فئتها الرئيسية بنسبة 7,7% من حيث تكرار الموضوعات، والمرتبة السادسة عشرة مكرر بالنسبة لفئات المضمون بنسبة 0,3% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (37) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " السياسات التعليمية"
دراسة40.jpg

واهتمت المجلة في تناولها لهذه الفئة بعرض عدة قضايا خاصة بالسياسة التعليمية في الثمانينات وهي:

- خفض السلم التعليمي في مرحلة التعليم الأساسي.

- خفض ميزانية التعليم وتحمل المجتمع عبء كبير نتيجة خفض تمويل التعليم بما يؤثر على حقيقة المجانية التي يكفلها الدستور المصري.

- التدخل الأجنبي في رسم السياسات التعليمية وخطورته على التعليم المصري.

يلاحظ استجابة المجلة لبعض المتغيرات المجتمعية الخاصة بالسياسة التعليمية ، وكان أهمها الحديث عن السلم التعليمي الذي تم تخفيضه عاما واحدا من مرحلة التعليم الأساسي ، ورأت في ذلك خطورة كبيرة على الإعداد العلمي للتلاميذ، الأمر الذي من شأنه أن يترتب عليه ضعف في المستوى التعليمي والثقافي، بالإضافة إلى الضغط على التعليم فيما سمي بمشكلة الدفعة المزدوجة، كما أشارت المجلة إلى الآثار السلبية للمعونات الأجنبية للتعليم في مصر على السياسة التعليمية. ورأت المجلة أنه لكي يكون النظام التعليمي في مر سليما وصحيحا ومحققا للآمال لابد أن يتحرر من أية ضغوط خارجية، وضرورة الاهتمام بإنشاء مراكز البحوث المختلفة وإعادة النظر في مصادر البيانات، كما لابد أن يكون هناك احترام للرأي الآخر عند صناعة القرار، كما يجب أن تراعي السياسة التعليمية ظروف واحتياجات المجتمع أثناء وضع الخطط والبرامج.

- كما أكدت المجلة على ضرورة زيادة الإنفاق على التعليم بما يحقق تكافؤ الفرص ويساير الاتجاهات العالمية في تحقيق ديمقراطية التعليم ، والتي تشمل تعميم التعليم مع مجانيته ، حيث يتاح لكل أفراد المجتمع أن يواصلوا تعليمهم لأقصى ما تمكنهم قدراتهم وإمكانياتهم.

القضية الخامسة: الطبيعة الإنسانية

جاءت هذه الفئة في المرتبة الخامسة بالنسبة لفئات المضمون الرئيسية، بنسبة 0,9% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (38) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة الطبيعة الإنسانية.
دراسة41.jpg

تناولت المجلة هذه الفئة من خلال الجوانب الآتية:

- مكانة الإنسان في الكون باعتباره أفضل الكائنات.

- تكامل الطبيعة الإنسانية للفرد فهو روح ومادة معا.

- التكامل بين الفردية والاجتماعية ولا تعارض بينهما.

ويمكن تفسير هذا التناول كما يلي:

- إذا كانت القيم السلوكية قد تغيرت في المجتمع المصري في فترة الثمانينات ، وطغت المادية والأنانية والفردية على سلوك الأفراد، فإن تعديل هذا السلوك يتطلب فهما صحيحا وشاملا للطبيعة الإنسانية ، وعلاقة الإنسان بغيره في المجتمع ، والمعايير والمبادئ التي يجب أن تحكم تلك العلاقة، ولقد أكدت المجلة على هذا الجانب تأكيدا كبيرا ، وأشارت إلى أن الإنسان ليس فردا فقط ، بل هو فرد في مجتمع ، وهذا المجتمع له أهدافه العليا ، ومصالحه العامة التي يجب على الفرد العمل لتحقيقها في إطار التعاون ، والمعايير الاجتماعية التي يقرها المجتمع، وبذلك عملت المجلة على تأكيد قيم التعاون والإيثار ومراعاة الآخر بما يثبت في نفوس الأفراد الغيرية والاجتماعية.

- والمجلة بهذا العرض لهذه القضية تتفق مع ومباديء التربية الإسلامية، والتي ترى تكامل هذه الطبيعة ، فالإنسان جسد وروح وفرد في مجتمع، وتتحكم عوامل الوراثة والبيئة في سلوكه، إلا أن المجلة أهملت مناقشة قضية الجبر واحتيار ، والخير والشر في السلوك الإنساني ، حيث أن الإسلام أقر الحرية للإنسان في أفعاله التي يحاسب عليها أمام الله تعالى ، كما أن الإنسان أمامه طريقي الخير والشر ، ولديه الحرية يختار طريقه وسلوكه الذي يحاسب عليه أمام المجتمع ، وأمام الله سبحانه وتعالى.

- وحاولت المجلة توضيح أن الجانب المادي في طبيعة الإنسان أحد جوانبه فقط ، وهناك الجانب الآخر وه الجانب الروحي أو المعنوي، الذي يتطلب أيضا إشباعات سوية حتى يتحقق للإنسان شخصية متكاملة سوية في الوقت الذي نجد فيه سيطرة قيم المادية على حياة الإنسان، فالتربية الإسلامية ليس فيها صدام بين الجانب ا لمادي والجانب الروحي، بل تؤكد دائما على التكامل بينهما ، وأن إهمال أحدهما على حساب الآخر يؤدي إلى انحراف في طبيعة الفرد ، ومن ثم يؤدي إلى انحراف سلوكي للفرد والحياة المجتمعية، والتربية الإسلامية في تأكيدها لهذه النظرة المتكاملة تحقق للإنسان الإطمئنان النفسي والأمان الوجداني ، وهو ما تفتقده الحضارة المعاصرة.

القضية السادسة: أهداف التربية

جاءت هذه الفئة في المرتبة ا لسادسة والأخيرة بالنسبة لفئات الممون الرئيسية بنسبة 0,6% من حيث تكرار الموضوعات.

جدول رقم (39) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " أهداف التربية".
دراسة42.jpg

واقتصرت المجلة في تناولها لهذه الفئة على هدف واحد من أهداف التربية ، الهدف العام وهو إعداد وتكوين المواطن الصالح في ضوء متطلبات المجتمع وقيمه، ورأت أن ذلك إنما يكون عن طريق نظام التعليم الذي يحقق هذا لهدف غي إطار القيم الثابتة التي تميز هذا المجتمع عن غيره.

كما ذكرت المجلة ضرورة وجود وحدة ثقافية بين أفراد المجتمع ، ورأت أن ذلك لن يتم عن طريق اللوائح والقوانين ، وإنما يأتي عن طريق تحديد الأهداف التربوية والقيم المرتبطة بتلك الأهداف من خلال المجتمع ككل.

ويلاحظ أن المجلة لم تهتم إلا بالأهداف العامة الغائبة التي تحكم الفلسفة التربوية للمجتمع ، ولم تهتم بالأهداف الفرعية الجزئية، ومن ثم كان اهتمامها الأول هو تكوين شخصية المواطن الصالح للمجتمع ، وأكدت على عدة عوامل هامة تساهم في هذا الإعداد ولتكوين هذه العوامل هي، أولا: القيم الثابتة التي تميز المجتمع المصري عن غيره من المجتمعات. ثانيا: توحيد الاتجاهات الفكرية والثقافية في مؤسسات المجتمع. ثالثا: تحديد الوسائل المثلى لبلوغ تحقيق هذا الهدف، وبالرغم من أن هذا الهدف العام يتفق مع الهدف التربوي العام الذي أعلنه النظام التربوي في مصر في الثمانينات ، إلا أنه لم ينل الاهتمام الكافي ، فلم يتعد الاهتمام به النسبة 0,6% من الاهتمام العام للمجلة ، ويرجع ذلك إلى أن باقي الأهداف الفرعية لتحقيق ذلك الهدف كانت موجودة في قضايا أخرى نالت اهتمام كبيرا هي جوانب التربية حيث أنها تهدف إلى تربية الإنسان تربية متكاملة بحيث يكون صالحا لنفسه ولمجتمعه، ومن ثم فإن التعسف في التحليل في الفصل بين ما هو لجوانب التربية ، وما هو لأهداف التربية يرجع إليه السبب في ضعف النسبة المئوية لهذه القضية، وهذا لا يعني إعفاء المجلة من القصور في عدم عرضها لأهداف العملية التعليمية داخل المجتمع المصري ، والفلسفة التي يجب أن تكون عليها تلك الأهداف ، كما أنها لم توضح المعايير التي يجب أن تستند إليها أهداف النظم التعليمي في المناهج والمقررات والمؤسسات التعليمية بما يحقق أهداف تربية المواطن المصري بحيث يكون مواطنا صالحا.

ثالثا: تحليل وتفسير نتائج الدراسة التحليلية ( فئات الشكل)

الفئة الأولى: قوالب التحرير الصحفي :

جدول رقم (40) يوضح مجموع التكرارات والنسبة
المئوية والترتيب لفئة قوالب التحرير الصحفي.
دراسة43.jpg

ويلاحظ من هذا الجدول ما يلي:

1- المقال:

احتلت " فئة المقال" المرتبة الأولى من بين قوالب التحرير الصحفي بنسبة 66,2% من حيث تكرار الموضوعات ، وقد تنوعت هذه المقالات بين مقالات إرشادية، وتوجيهية ، تاريخية، تثقيفية، علمية، لمعالجة القضايا التربوية المختلفة. إن احتلال المقال المرتبة الأولى في " فئة قالب التحرير الصحفي" يعطي أهمية كبيرة لقضايا التربية ، وخاصة أن المقالات تتميز بوضع خاص في الدوريات عموما حيث أن المقالات تعبر عن سياسة الصحيفة، مما يؤكد اتجاه المجلة الإيجابي نحو قضايا التربية في هذه الفئة من فئات الشكل التحريري.

2- التحقيق:

احتلت فئة " التحقيق " المرتبة الثانية بنسبة 14% من حيث تكرار الموضوعات ، وقد جاءت أغلب هذه التحقيقات في معالجة قضية المشكلات المجتمعية، المشكلة الاقتصادية، العدل الاجتماعي، العنف، تبدل القيم، واتسمت هذه التحقيقات بتفسير الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى هذه المشكلات.

كما قد قامت هذه التحقيقات بدور توجيهي إرشادي للقضايا التي تعرض لها من خلال إجراء مقابلات مع لمهتمين والمتخصصين، وقد جاءت أغلب هذه التحقيقات في صورة قالب العرض والوصف.

3- التقرير:

احتلت " فئة التقرير" المرتبة الثالثة بنسبة 12,1% من حيث تكرار الموضوعات، وجاءت أغلب هذه التقريرات في عرض ندوة أو مؤتمر أو كتاب.

4- الحوار:

احتلت " فئة الحوار"المرتبة الرابعة بنسبة 5,8% من حيث تكرار الموضوعات ، ومن هذه الحوارات، حوار مع وفاء مشهور حول ما تقدمه المرأة المسلمة للحركة الإسلامية، حوار مع صافي نازكاظم حول واجبات المرأة المسلمة في المرحلة الراهنة، حوار مع شيخ الأزهر حول تطبيق الشريعة الإسلامية.

5- رسائل القراء:

احتلت فئة " رسائل القراء" المرتبة الخامسة بنسبة 1% من حيث تكرار الموضوعات، واقتصرت رسائل القراء في معالجة قضية تربية المرأة، وكذلك في باب الفتاوى.

6- الحديث:

احتلت " فئة الحديث" المرتبة السادسة بنسبة 0,6% من حيث تكرار الموضوعات، وهي نسبة ضعيفة جدا بالنسبة إلى أهمية الحديث كفن تحريري صحفي في الدوريات ويرجع ذلك إلى اختلاط فن الحديث الصحفي بالحوار الصحفي.

7- كاريكاتير:

احتلت " فئة الكاريكاتير" المرتبة الأخيرة بنسبة 0,3% من حيث الموضوعات بها ، وجاء الكاريكاتير الوحيد عن موضوع الديمقراطية والانتخابات في معالجة فئة التربية السياسية.

الفئة الثانية: موقع مادة التحليل:

جدول رقم (41) يبين مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة موقع مادة التحليل
دراسة44.jpg

ويلاحظ من هذا الجدول ما يلي:

1- أخرى ( صفحات ليست ذات موضوعات ثابتة وليست صفحتا الوسط):

احتلت فئة " أخرى" المرتبة الأولى بنسبة 55,8% مما يدل على أن قضايا التربية أكثر من نصفها تم عرضه في صفحات أقل أهمية ولعل ذلك هو المهور في المجلات والصحف غير المتخصصة.

2- صفحات ذات موضوعات ثابتة:

احتلت فئة " صفحات ذات موضوعات ثابتة" المرتبة الثانية بنسبة 38,1% ، وهي نسبة إلى حد ما مرتفعة، إذ أنها مجلة غير متخصصة وتنوعت هذه الصفحات ذات الموضوعات الثابتة ، وهي بالمجلة في السنوات العشر كالآتي:

1- الافتتاحية: وكانت تضم موضوعات متعددة أخلاقية، اجتماعية سياسية ، وهي في جملتها تمثل رسالة المجلة التي يراد توصيلها للقارئ أو المتلقي.

2- تحت لواء الإسلام: وكان هذا الباب في الفترة من 19801983 وكان يهتم بموضوعات يغلب عليها الطابع الخلقي والاجتماعي ، ولم يظهر هذا الباب في الفترة من 87- 1990.

3- مقومات رجل العقيدة: ويهتم هذا الباب الذي بدأ في الفترة من 87- 1990 بتوضيح أهم الصفات الخلقية والجسمية والثقافية والسياسية للفرد المسلم، والتي كانت موجهة بالأساس إلى أبناء الحركة الإسلامية " الإخوان المسلمون" وكذلك باقي أفراد المجتمع.

4- مفاهيم تربوية: ويهتم هذا الباب بعرض المفاهيم التربوية في سيرة الرسول صلى الله ع ليه وسلم، وظهر هذا الباب في الفترة 1987- 1990.

5- في واحة النبوة: اهتم هذا الباب بعرض جوانب سيرته صلى الله عليه وسلم، وما فيها من نواحي خلقية واجتماعية.

6- برلمانيات: اهتم هذا الباب بعرض القضايا السياسية المختلفة سواء الداخلية أو الخارجية والمشاركة السياسية، وغيرها من القضايا التي تعالج بالتربية السياسية.

7- نحو اقتصاد إسلامي: اهتم هذا الباب بعرض المشكلة الاقتصادية وأبعادها الاجتماعية، مع تقديم الحلول لها من منظور إسلامي ، وقد ظهر هذا الباب في الفترة من 78- 1990.

8- هموم المسلمين: اهتم هذا الباب بالتعريف بأحوال المسلمين في كل أنحاء العالم وهو ما من شأنه توسيع دائرة انتماء الفرد المسلم من الوطن الجغرافي إلى الوطن العقيدي.

9- رسالة غلى الشباب: اهتم هذا الباب بتقديم موضوعات مختلفة تهتم بتربية الشباب، وتوجيههم وإرشادهم في الجوانب الخلقية الاجتماعية والثقافية، وقد جاء هذا الباب في الفترة من 87- 1990.

10- الأخوات المسلمات: اهتم هذا الباب بتقديم موضوعات مختلفة حول تربية المرأة وما يتعلق بها.

11- أدبيات: اهتم هذا الباب بتقديم جوانب ثقافية مختلفة، مثل تأصيل لبعض المفاهيم الفنية والأدبية، مناقشة قضايا الحداثة والتراث.

12- الفتوى: اهتم هذا الباب بتقديم الفتاوى المختلفة التي يرسل بها القراء في موضوعات متعددة.

13- صفحتا الغلاف:

احتلت فئة " صفحتا الغلاف" المرتبة الثالثة بنسبة 6,1% ، ويلاحظ أن الصفحة الأولى الخارجية فقط هي التي تستخدم الإشارية للموضوعات بالمجلة بينما باقي صفحات الغلاف فكانت للإعلانات كما يلاحظ أيضا عدم استغلال هذه الصفحة الخارجية على الإطلاق في الفترة من 1980- 1984 ، فكانت تأتي عارية تماما من العناوين الإشارية اللهم إلا في حالات نادرة كان يكتب عليها .. عدد خاص.. عدد ممتاز. كما أن ضعف نسبة استخدام صفحة الغلاف للإشارة إلى القضايا التربوية يدل على ضعف الاهتمام، حيث كان يشغل ههذ الصفحات موضوعات أخرى.

4- موضوعات الوسط:

لم تستخدم " صفحتا الوسط" على الإطلاق في عرض القضايا التربوية ، مما يدل أيضا على ضعف اهتمام المجلة وخاصة أن صفحتا الوسط من الصفحات المهمة في الدوريات عموما ، ومركز اهتمام في التحرير الحفي الإعلامي.

الفئة الثالثة: المعالجة التيبوغرافية:

جدول رقم (42) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " المعالجة التيبوغرافية"
دراسة45.jpg

ويلاحظ من الجدول السابق ما يلي:

1- عناوين كبيرة:

احتلت فئة " العناوين الكبيرة" المرتبة الأولى بنسبة 28,5% من بين جوانب المعالجة التيبوغرافية، وقد تم استخدام هذا النوع من العناوين في موضوعات العينة بنسبة 98,8% أي أن كل موضوع تقريبا قد تم عرضه بعنوان رئيسي كبير.

2- إطارات ( براويز):

احتلت فئة " الإطارات – البراويز" المرتبة الثانية بنسبة 21,1% وقد تم استخدامها في موضوعات العينة بنسبة 73,7% ، وهي نسبة عالية تدل على مدى الاهتمام بالمعالجة الفنية لقضايا التربية بالمجلة.

3- عناوين فرعية:

احتلت فئة " العناوين الفرعية" المرتبة الثالثة بنسبة 16,5% وقد تم استخدام هذا النوع من العناوين في موضوعات العينة بنسبة 57,5% ، وكلتا النسبتين ضعيفة للغاية مما يشير إلى قلة الاهتمام بطريقة عرض قضايا التربية بالمجلة نظرا لما تؤديه العناوين الفرعية من إثارة وتشويق ، وعدم ملل للقارئ خاصة وأنها تعرض لموضوعات أكثر تخصصا فكان لزاما عليها أن تزيد من هذا الجانب الفني في المعالجة الفنية.

4- صور شخصية :

احتلت فئة " صور شخصية" المرتبة الرابعة بنسبة 9,7% ، وقد تم استخدام " صور شخصية" بموضوعات العينة بنسبة 33,8% ، وغالبا ما كانت هذه الصور لأصحاب الكتابات أو من يجري معهم الحديث أو الحوار ما عدا النساء لم تنشر لهم صور بالمجلة.

5- ألوان العناوين:

احتلت فئة " ألوان العناوين" المرتبة الخامسة بنسبة 8,1%، وقد تم استخدام موضوعات العينة بنسبة 20% ، وكلتاهما نسبة ضعيفة جدا تدل على عدم الاهتمام ، حيث تلعب الجداول والفاصل دورا أساسيا في عملية التنظيم والترتيب في عرض الموضوع، وتساعد إيقاعات العين على الانتقال بسهولة من فقرة لفقرة أي تسهيل العملية القرائية للقاريء، وبالتالى فضعف وجودها يدل على صعوبة أو عدم التشويق في عرض الموضوعات التربوية.

6-كارتون:

احتلت فئة " كارتون" المرتبة ا لسابعة بنسبة 4,9% ، وقد تم استخدامها كوسيلة أبراز في موضوعات العينة بنسبة 14% ، وكانت توضع غالبا بدلا من صور للنساء كصورة كارتونية أو في الموضوعات التي تتناول تربية الطفل.

7-صور موضوعية:

احتلت هذه الفئة المرتبة الثامنة بنسبة 3,2% ، وقد تم استخدامها في موضوعات العينة بنسبة 11,2% ، وهي نسبة ضئيلة تدل على عدم اهتمام المجلة بعرض صور مكبرة ومصاحبة للقضايا التربوية وإن كان ذلك نظرا لأن الكثير من الموضوعات التربوية لا تحتاج إلى صور موضعية.

8-أخرى:

احتلت فئة " أخرى" المرتبة التاسعة بنسبة 2%، وتمثلت في استخدام الآيات القرآنية بطريقة كتابة بارزة ومميزة عن باقي الكلام ، وكذلك في بعض الأحاديث، وقد تم استخدامها في موضوعات العينة بنسبة 0,1% ، وبالرغم من أنها نسبة ضئيلة إلا أننا يجب أن نشير غلى أهميتها في صحفنا حيث يجب التمييز في الكتابات بين الكلام العادي وكلام الحق تبارك وتعالى.

9-رسوم :

احتلت فئة " رسوم" المرتبة الأخيرة بنسبة 0,1% ، وتم استخدامها في موضوعات العينة بنسبة 0,3%، وهي نسبة ضعيفة لدل على ضعف الاهتمام مع أن هناك موضوعات كانت في حاجة إلى مثل هذه الوسيلة مثل " تربية الطفل".

الفئة الرابعة: مصادر الاستشهاد:

جدول رقم (43) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " مصادر الاستشهاد"
دراسة46.jpg

ويلاحظ من الجدول السابق ترتيب مصادر الاستشهاد كما يلي:

1- القرآن الكريم:

احتلت فئة " الاستشهاد بالقرآن الكريم" المرتبة الأولى بنسبة 26,1% ، وقد تم الاستشهاد بالقرآن الكريم في موضوعات العينة بنسبة 55% .

2- السنة النبوية:

احتلت فئة " الاستشهاد بالسنة" المرتبة الثانية بنسبة 21,7% ، وقد تم الاستشهاد بالسنة في موضوعات العينة بنسبة 45,6%.

3- أكثر من مصدر:

احتلت فئة " أكثر من مصدر" المرتبة الثالثة بنسبة 19,3% ، وقد تم استخدام اكر من مصدر في الاستشهاد في موضوعات العينة بنسبة 48,6% ، مما يدل على التنوع في وسائل الإقناع والاستشهاد، وعدم الاقتصاد على مصدر واحد.

4- تاريخ:

احتلت فئة " تاريخ" المرتبة الرابعة بنسبة 15,1% ، وقد تم الاستشهاد بالتاريخ في موضوعات العينة بنسبة 31,8% ، وهو ما يزيد من مصادر الاستشهاد قوة ودلالة للأحداث والوقائع المختلفة ، كما تنوع الاستشهاد بالتاريخ من تاريخ قبل الإسلام إلى تاريخ الإسلام، وكذلك الشعوب والمجتمعات المختلفة.

5- آراء مهتمين ومسئولين:

احتلت هذه الفئة المرتبة الخامسة بنسبة 14,8% ، وقد تم الاستشهاد بآراء الخبراء والمسئولين في موضوعات العينة بنسبة 31,2% ، وهذا يدل على رجوع المجلة لمهتمين ومسئولين في قضايا التربية وإن كان التنسيق ضعيفا.

6- أخرى:

احتلت فئة " أخرى" المرتبة السادسة بنسبة 1,8% من بين مصادر الاستشهاد ، وقد تم الاستشهاد بها فيى موضوعات العينة بنسبة 3,7% وتمثلت في الاستشهاد بالشعر سواء القديم منه أو الحديث.

7- نظريات تربوية إسلامية:

احتلت هذه الفئة المرتبة السابعة بنسبة 0,9% ، وتم الاستشهاد بها في موضوعات العينة بنسبة 1,8% ، وجاءت في نظرية ابن القيم الجوزية في تربية الصبي، ويلاحظ أن هذه النسبة ضعيفة جدا ، وتدل على عدم اهتمام المجلة بالاستشهاد بنظريات تربوية إسلامية في قضايا التربية ، ويرجع ذلك غلى سببين ، الأول: هو غياب التخصص الأكاديمي لكتاب المجلة. الثانية: يفسر في ضوء جدول تخصص الكاتب إذ لأن أغلب الكتاب في القضايا التربوية غير تربويين.

8- نظريات تربوية غربية:

احتلت هذه الفئة المرتبة الأخيرة بنسبة 0,3% وبنسبة 0,6% من حيث الاستشهاد بها في موضوعات العينة ، وكانت تأتي في صورة تفسير لبعض المشكلات النفسية للأطفال مثل قضم الأظافر ، فتم الاستشهاد بآراء فرويد وإن جاء ذلك في دور النقد لها.

الفئة الخامسة: تخصص الكاتب:

جدول رقم (44) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " تخصص الكاتب"
دراسة47.jpg

ويلاحظ من الجدول السابق ما يلي:

1- غير متخصص:

جاءت فئة غير متخصص في المرتبة الأولى بنسبة 75% ، وجاء توزيعها كالتالي، انظر الجدول رقم (45).

جدول رقم (45) يوضح توزيع فئة غير متخصص ومجموع
التكرارات والنسبة المئوية والترتيب
دراسة48.jpg

ويتضح من هذا الجدول ما يلي:

1- غير متخصص:

احتلت فئة " غير متخصص" المرتبة الأولى بنسبة 75% ، وجاء توزيعها كالتالي على فئاتها الجزئية:

عالم دين:

احتلت المرتبة الأولى في فئتها " غير متخصص" بنسبة 44,0% وهي نسبة عالية جدا نظرا لأن المجلة دينية بالمقام الأول، أو تهتم بتقديم القضايا التربوية من منظور ديني إسلامي ، ومن علماء الدين الذين فتحت لهم المجلة أبوابها: الشيخ حسنين مخلوف، الشيخ محمد الغزالي، الشيخ محمد أبو زهرة، الشيخ متولي الشعراوي، الدكتور محمد سيد أحمد المسير، الدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور عبد العظيم المطعني... الخ.

صحفي:

احتلت هذه الفئة المرتبة الثانية بنسبة 42,4% ، وهي نسبة مرتفعة جدا ولها مدلولين:

الأول: أن الكثير من الذين تعرضوا للكتابة في قضايا التربية غير مؤهلين تربويا مما يعرض الكتابات التربوية بالمجلة إلى القصور في العرض ، وعدم التعمق والنظرة السطحية.

الثاني: أن هؤلاء الصحفيين لهم اهتمامات تربوية ، مما يجعل قضايا التربية في موضع اهتمام لهم ولكتاباتهم الصحفية.

ومن هؤلاء الصحفيين : محمد عبد القدوس، صلاح عبد المقصود، جابر رزق، بدر محمد بدر، عامر شماخ، أحمد جعفر.

أخرى:

احتلت هذه الفئة المرتبة الأخيرة في فئتها " غير متخصص" بنسبة 13,3% ، وقد جاءت فيها : أطباء ، مهندسين، أساتذة جامعات، غير تربويين، د. أحمد الملط (طبيب) ، م. فتحي شهاب( مهندي) ، د. أحمد عبد الرحمن( أستاذ فلسفة إسلامية)، جمال الدين محفوظ ( لواء قوات مسلحة)، عثمان حسين (مستشار)، عبد الجليل عبد الدائم (قاضي) ، ولهذه الفئة دلالتها التي تشير على أن المجلة فتحت أبوابها تقريبا لكل وجهات النظر للكتابة في التربية مما يدل على التنوع والتعدد للرؤى ، وهو مطلوب في معالجة القضايا ، والمشكلات عموما والتربية خصوصا حيث أن التربية تخص كل فرد في المجتمع ، إلا أنه في نفس الوقت يشير إلى غياب عمق التناول والمنهجية لمناقشة القضايا والمشكلات المطروحة.

2- غير معروف:

احتلت فئة " غير معروف" المرتبة الثانية بنسبة 22,2 % ، فلم يتم التعرف على تخصصات إما لعدم التوقيع عليها ، أو لأنهم يوقعون بحروف أولى من أسمائهم ، أو للتوقيع باسم مستعار مثل أبو عمرو، أبو جهاد، أبو زياد.

3- متخصص ( تربوي):

احتلت هذه الفئة المرتبة الأخيرة بنسبة 2,8% ، وهي نسبة ضعيفة جدا تدل على عدم اهتمام المجلة باستقطاب التربويين للكتابة فيها ، ومن ناحية أخرى تدل على عزوف التربويين في الكتابة في المجلات الدينية عموما ربما لأنها ليست أكثر شهرة أو صيت أو غنى.

ومن هؤلاء التربويين: الإمام الشهيد حسن البنا، د. نعمات محمد الهناسي ( أستاذة بكلية البنات)، أحمد محمد صقر ( مدير المدرسة السعيدية الثانوية)، سامي السهم ( مدرس تربية وعلم نفس بمعهد المعلمين بشبرا ) ، محمد محمود رضوان ( نقيب المعلمين).

الفئة السادسة: اللغة المستخدمة:

جدول رقم (46) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " اللغة المستخدمة"
دراسة49.jpg

ويتضح من هذا الجدول ما يلي:

1- الفصحى الصحفية:

احتلت فئة " الفصحى الصحفية" المرتبة الأولى بنسبة 47,6% ، وقد تم استخدامها في موضوعات العينة بنسبة 100% ، وهذا يدل على أن المجلة لم تكن جامدة في لغتها بل عرضت قضايا التربية بلغة سهلة تيسرعلى القارئ عملية القراءة.

2- الفصحى القديمة ( التراث):

احتلت هذه الفئة المرتبة الثانية بنسبة 25,9% ، وقد تم استخدامها في موضوعات العينة بنسبة 54,4% ، وهي نسبة إلى حد ما مناسبة حيث أن المجلة تخاطب مستويات عقلية مختلفة، وإن جاءت اللغة الفصحى القديمة ممزوجا باللغة الفصحى المناسبة (الصحيفة) في أغلب الموضوعات كما سيأتي تفصيله.

3- أكثر من مستوى:

احتلت هذه الفئة المرتبة الثانية مكرر بنسبة 25,9% ، وبالنسبة لاستخدامها في موضوعات العينة فجاءت بنسبة 54,4% ، وهي تدل على التنوع في استخدام اللغة بين الفصحى القديمة والمناسب بما يحافظ على اللغة العربية من جهة ويدعمها ، وكذلك لا يصرف القارئ عن المجلة.

4- عامية:

احتلت فئة العامية المرتبة الأخيرة بنسبة 0,3% وبالنسبة لاستخدامها في موضوعات العينة بنسبة 6% ، ولم تتكرر إلا في موضعين فقط ممزوجا باستخدام اللغة الفصحى المناسبة إلا أن ذلك مما يؤخذ على المجلة فقد استخدمت ألفاظا عامية ما كان يجب استخدامها لأن في ذلك ترويج لها.

الفئة السابعة: اتجاه الكاتب:

جدول رقم (47) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة اتجاه الكاتب
دراسة50.jpg

ويلاحظ من الجدول السابق ما يلي:

1- مؤيد:

احتلت فئة مؤيد المرتبة الأولى ، بنسبة 65,6% وهي نسبة عالية يظهر منها أن المجلة اهتمت بتقديم أفكارها في القضايا التربوية المختلفة أو الأفكار التي تدعم وتتفق مع وجهة نظرها، ومن الأفكار التي أيدتها المجلة، جواز عضوية المرأة في المجالس النيابية، ضرورة إطلاق الحرية السياسية كسبيل للتنمية، ضرورة تأصيل العلوم والمعارف المدرسية ( التعليمية) ، الدعوة إلى تأصيل مفهوم الفن الإسلامي، المسرح الإسلامي، فقد رفعت المجلة لواء المناداة لهذه الأفكار وأيدتها بشدة.

2- معارض:

احتلت فئة معارض المرتبة الثانية بنسبة 29,4% ، ويظهر من ذلك أن المجلة لم تهمل الأفكار المخالفة لها، بل اهتمت بعرضها وإن كان ذلك في صورة معارضة لها، كما أنه يعني أيضا أنها كانت تهتم بتفسير وتفنيد الآراء التي تخالفها ، ولم تكن سلبية تجاهها بالامتناع مثلا عن ذكرها، ومن الأفكار التي عارضتها بشدة التقليل من وضع المرأة وقيمتها في المجتمع، الربا كأحد المعاملات الاقتصادية، استخدام السلاح كأسلوب لفرض الرأي.

3- محايد:

احتلت فئة " محايد" المرتبة الثالثة بنسبة 5%، وكانت غالبا تظهر في بعض التحقيقات حول موضوع معين فيقوم المحرر بطرح الأفكار المتناقضة والمتخلفة بكل حياد دون أن يبدي رأيا مثل استخدام العقوبة في تربية الطفل ، الجامعة المفتوحة.

الفئة الثامنة: الأسلوب المتبع لعرض الفكرة:

جدول رقم (48) يوضح مجموع التكرارات والنسبة المئوية
والترتيب لفئة " الأسلوب المتبع لعرض الفكرة"
دراسة51.jpg

1- نقد فكرة قائمة:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الأولى بنسبة 80,3% وهي نسبة عالية ويظهر منها أن المجلة اهتمت بمناقشة الأفكار والآراء الموجودة والقائمة أكثر من اهتمامها بعرض أفكار جديدة ومن هذه الأفكار التي ناقشتها المجلة : المشاركة السياسية، خلق الإنسان مع المجتمع وأسرته، الغزو الثقافي، تطوير المناهج الدراسية.

2- الدعوة لفكرة قديمة:

جاءت هذه الفئة في المرتبة الثانية بنسبة 16,9% ، ومن الأفكار التي دعت إليها المجلة: عودة الخلافة الإسلامية، الجامعة الإسلامية، الجهاد.

3- طرح فكرة جديدة:

احتلت هذه الفئة المرتبة الأخيرة بنسبة 2,8% ، ومن هذه الأفكار الجديدة التي عرضتها المجلة ضرورة عمل تالمرأة كضابطة شرطة، ضرورة وضع منهج لتأصيل المعارف والعلوم المدرسية.

الفصل السادس نتائج الدراسة والتوصيات والمقترحات

يتضمن هذا الفصل:

أولا: النتائج والتوصيات الخاصة بفئات المضمون.

ثانيا: النتائج والتوصيات الخاصة بفئات الشكل.

ثالثا: التوصيات العامة.

رابعا: مقترحات الدراسة.

أولا: النتائج والتوصيات الخاصة بفئات المضمون

فيما يتعلق بفئة جوانب التربية:

1- انطلقت مجلة لواء الإسلام في محتواها التربوي الذي قدمته، من خلال رؤيتها للإسلام والتي تتمثل في: أن الإسلام دين شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا، ويقدم للفرد والمجتمع منهجا يرسم خطوطه وحدوده ، ويضع قواعده ومعاييره القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بحيث يستطيع كلا من الفرد والمجتمع أن يقيم علاقات دنيوية على أساس ذلك المنهج الإلهي، كما يقدم لهما منهجا يحدد علاقتهما بالله سبحانه وتعالى، وأن هذا المنهج يضمن للإنسان الأمن والاطمئنان والاستقرار والتقدم والإبداع في الدنيا والفوز والفلاح والنجاة في الآخرة.

2- اهتمت مجلة لواء الإسلام بتقديم منهج تربوي يعتمد على الإسلام في عقيدته وأخلاقه وفي نظرياته وتطبيقاته لبناء الشخصية الإنسانية المعاصرة، حيث أن هذا المنهج يلبي نداء الفطرة الإنسانية ( كما خلقها الله تعالى) ، اهتمت في ذلك بإبراز معايير السلوك الإسلامي في شتى مجالات الحياة ، وسمات الشخصية المسلمة المعاصرة المتوازنة ، والتي تستطيع أن تقدم نموذجا للشخصية الإنسانية العالمية ، لذلك كان اهتمامها واسعا بقضية بناء الإنسان المعاصر ، وتربيته تربية متكاملة ومتوازنة، في المرتبة الأولى من بين قضايا التربية التي اهتمت بعرضها وجاءت بنسبة 67,2% من حيث تكرار الموضوعات.

3- وفي الجانب الاجتماعي " التربية الاجتماعية" جاءت في المرتبة الأولى في جوانب التربية بنسبة 20,6% ، واهتمت المجلة في هذه الفئة بغرس قيم ومعايير السلوك الاجتماعي الإسلامي، وغرس قيم الانتماء وحب الوطن، وإحياء مفاهيم الوحدة الإسلامية، كما حددت المجلة وسائط التربية الاجتماعية ، وركزت على دور الأسرة كوسيط تربوي له دور أساسي، وأوضحت أيضا الأسس والمعايير التي يجب أن تحكم العلاقات المجتمعية بين الأفراد داخل المجتمع ومن أهم هذه الأسس:

العدالة ، المساواة والتكافل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما دعت المجلة إلى ضرورة تحقيق الوحدة العربية والإسلامية في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو التكتلات الاقتصادية والسياسية، ومن المبادئ التي حاولت المجلة تثبيتها في الشخصية المصرية هي حب الوطن والانتماء إليه، وعملت على توجيه الفرد إلى أن يصبح عضوا في المجتمع الإنساني كله، كما أكدت المجلة على الدعوة إلى الوحدة الوطنية بين عنصري الأمة والقضاء على بذور الفتن والخلاف بينهما.

4- وفي الجانب الثقافي " التنمية الثقافية" جاءت بنسبة 12,2% ، واهتمت المجلة في عرضها لهذا الجانب بتحقيق التربية الثقافية للشخصية المصرية ، وتمثلت أهم أهدافها في هذا الجانب في: تجديد النظرة للتراث الإسلامي وتطويره ، واستثارة وعي الأفراد للمحافظة والتعرف على التراث الإسلامي، تنمية وعي الأفراد بالتيارات الفكرية المعاصرة، تأصيل القضايا والمفاهيم الثقافية المعاصرة مثل المسرح الإسلامي والفن الإسلامي، الأدب الإسلامي، ولقد استجابت المجلة في هذا الجانب للمتغيرات المختلفة في المجتمع المصري، حيث كان يموج بالتيارات الفكرية المختلفة في فترة الثمانينات ، لذلك اهتمت المجلة بالتوفيق بين اتجاهي الأصالة المتمثل في المحافظة على التراث ، وعوامل البقاء عليه، والمعاصرة وهو مراعاة الحاجات والمتغيرات المعاصرة بما لا يتعارض مع ومباديء وتعاليم الإسلام، وأبرزت المجلة سمة " الوسطية" التي يتسم بها الفكر الإسلامي، وعارضت المجلة بشدة الدعوة إلى العودة إلى الماضي لمجرد تقليد نماذج سلوكية سابقة، كما عارضت أيضا الأخذ بكل مظاهر العصر لمجرد أنها جديدة ووافدة من الدول المتقدمة ، ورأت أن " الوسطية" هي التي تقدم الحل المناسب لهذه القضية والمتمثلة في المحافظة على الهوية الثقافية الوطنية مع عدم التخلف عن الاستفادة والاستيعاب ، والمشاركة في الحضارة المعاصر بما لا يؤثر على عقيدة أو سلوك أو قيم، ومن ثم فقد حاولت المجلة المساهمة بفعالية وفكر مستنير في تكوين الشخصية المصرية في جانبها الثقافي.

5- أما في الجانب السياسي، فقد جاءت التربية السياسية في المرتبة الثالثة بنسبة 9,2% ، واهتمت المجلة في هذا الجانب بتربية الأفراد على القيم ومباديء النظام السياسي في الإسلام مثل : الشورى والعدل والمساواة، لتحقيق هذا الهدف عملت المجلة على تصحيح المفاهيم الخاطئة في أذهان بعض الفئات مثل: انفصال الدين عن شئون المجتمع، وإبراز قواعد ومباديء النظام السياسي في الإسلام، وتوضيح علاقة الإسلام بالديمقراطية حيث إنه يتفق مع جوهر الديمقراطية وهو الحرية، إلا أن المجلة لم توضح المعالم الرئيسية أو المفصلة للمذهب السياسي الذي تتبناه ، والذي تراه مناسبا للتطبيق داخل المجتمع المصري، وجاءت الكتابات في هذا الجانب تهتم بالرؤية التراثية لشروط تولي الحاكم وصفاته وتطبيق الشريعة الإسلامية، كما لم تتعرض المجلة لمفاهيم سياسية معاصرة أهمها: " التعددية السياسية" فلم تذكر المجلة موقف الإسلام من ههذ التعددية وكيف تكون داخل المجتمع المعاصر.

6- " التربية العقدية "أما في لجانب العقدي ، فقد جاء الاهتمام به بنسبة 8,4% ، واهتمت المجلة بتربية الإنسان على الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وعرضت المجلة لأركان الإيمان، والتأكد على أهمية الإيمان والعقيدة الصحيحة في حياة الفرد والمجتمع، ودعت إلى تحقيق التوازن والاعتدال العقدي في حياة الفرد، كما ركزت على قيم العبودية لله سبحانه وتعالى ، حيث أنه تعد الركن الأساسي الذي بدأ به الإسلام في تكوين شخصية المسلم كما أنه العنصر المحرك لعواطفه والموجه لسلوكه وإرادته، كما أوضحت أن الإيمان الذي جاء به الإسلام هو الكفيل بتحقيق الاستقرار وأمان والسعادة في حياة الإنسان ، فالإيمان بالله النابع من علم راسخ يشعر الإنسان دائما بطمأنينة القلب ورضاء بالقدر، هذا في الوقت الذي تجاهلت فيه الحضارة المعاصرة بالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الجانب الروحي والعقدي للإنسان ، ونظرت إليه من جانب واحد هو الجسدي فقط مما أدى إلى سيادة القلق والتوتر في الشخصية الإنسانية المعاصرة، ومن ثم عملت المجلة على سبر أغوار ذلك النقص واستكماله في الشخصية المسلمة وذلك بغرس قيم الإيمان والعبودية والانقياد لقوة عليا تهيمن على الإنسان وكل المخلوقات وهو سبحانه وتعالى.

7- واهتمت المجلة بـ " التربية الجهادية" وجاءت بنسبة 7,5% ، وتحدثت المجلة عن جهاد النفس والهوى وجهاد الأعداء والكفار، وتعد فكرة جهاد النفس من أهم ما يحتاجه الإنسان المعاصر، والذي يتعرض في كل وقت للإغراءات التي تدفعه للبعد عن تعاليم الدين الحنيف، كما أن اهتمام المجلة يغرس قيم الجهاد والشهادة في سبيل الله من الأفكار والمعاني الإسلامية التي بدأت تندثر في الكثير من المجتمعات الإسلامية المعاصرة، إلا أن تعرض " المجلة للتربية الجهادية" جاء بشكل تقليدي، ولم توسع المجلة هذه الفكرة واقتصرت على التصنيف التراثي لها، بالرغم أن هناك في العصر الحاضر ميادين شتى تتطلب الجهاد وغرس قيمه ومبادئه فيها ، ومن أهم هذه الميادين هو " الميدان العلمي" ، فالعالم العربي والإسلامي يعاني من مشكلة التخلف العلمي والتكنولوجي والذي يرى أعداء الإسلام أن ذلك من أسباب ارتباط المسلمين بدينهم مع أن الحقيقة تخالف ذلك، كما أن القوة المعاصرة لم تعد القوة المادية وحدها أو العسكرية وحدها، بل إن السبق العلمي والتقدم التكنولوجي يعدان من أهم أسباب القوة المعاصرة ، ومن ثم كان يجب على المجلة أن تضيف مفهوما جديدا للجهاد، وهو تربية الأفراد على التمكن من حضارة العصر فهما واستيعابها، والمساهمة في الإنتاج المادي ، والإبداع العلمي والفكري في جميع مجالات النشاط الإنساني، ويكون ذلك مكفولا بتعاليم الإسلام ، ومنضبطا بالقيم الدينية.

8- وفي الجانب الخلقي " التربية الخلقية" جاءت بنسبة 6,9% ، واهتمت المجلة بتقديم الأخلاق القرآنية والنبوية التي تساهم في تكوين الجانب الخلقي للشخصية المسلمة، والتعريف بأهم قيم ومعايير وتقاليد السلوك الفردي والاجتماعي في الإسلام، بما يحقق للإنسان الالتزام بالمبادئ والقيم الخلقية الإسلامية، وتنوعت الأخلاق التي عرضتها المجلة: فردية واجتماعية، مع الله والنفس والأسرة والمجتمع ، وأكدت المجلة في رؤيتها للأخلاق على أنها مطلقة وثابتة لأنها تعتمد أساسا على منهج ذو مبادئ ثابتة وشاملة، وكان هذا الاهتمام ضروريا في ظل انتشار كثير من قيم الانحلال والفساد ساء على المستوى العالمي أو المحلي، ومن ثم فقد كانت المنظومة الخلقية التي قدمتها المجلة من الأهمية التي تساعد على تنمية الجانب الأخلاقي في الشخصية المعاصرة، بما يبعدها عن الانحرافات السلوكية ويحقق التزامها بالضبط الأخلاقي.

9- وفي الجانب العقلي فئة " التربية العقلية" جاءت بنسبة 1,9% ، واهتمت المجلة في هذا الجانب بالتأكيد على تميز الإنسان بالعقل من غيره من المخلوقات، وإيضاح مكانة العقل في الإسلام ، والدعوة لاستخدام العقل في الإنتاج والإبداع، وتعد هذه النسبة التي أولتها المجلة للجانب العقلي في بناء الشخصية المسلمة ضئيلة للغاية بما لا يتناسب مع مكانة العقل في الإسلام باعتباره وسلة العلم والمعرفة، كما أن له وظائف محددة وأساسية في المنهج الإسلامي لم تشر إليها المجلة ، ومن أهم هذه الوظائف استكشاف العالم الطبيعي بما في الإنسان من حيث القوانين والقواعد التي يسير عليها وطبيعة أحواله بما يؤكد الصلة الإيمانية بين الخالق والمخلوق، كما يؤكد على البعد العلمي الذي يربط بين الإنسان والكون، استكشاف المقاصد والغايات في خلق الكون ، والمكانة الوجودية للإنسان في الأرض، واستكشاف المناهج والمقاييس العملية التي يقوم عليها السلوك الإنساني، والتفكير في السنن والتشريعات والتعرف على مقاصدها ، وغايتها الإنسانية ، ومن ثم فإن المجلة أهملت ذلك التنوع في وظيفة العقل ، وقد شمل هذا الإهمال الجانب الكمي والكيف على السواء، كما أنها أهملت أيضا إبراز دور العقل في تكوين الحضارة الإسلامية ، وما أنتجته هذه الحضارة من مناهج وقوانين عملية ما زالت الحضارة المعاصرة تعتمد عليها وتجعلها أسسا لتقدمها التقني والعلمي.

10- أما في الجانب الجسمي الجنسي ، فقد جاء ت الفئة بنسبة 0,6%، واهتمت المجلة في محتواها بالدعوة إلى المحافظة على الصحة العامة وممارسة الرياضة، وعلاقة النظافة بالوقاية من الأمراض، ويبدو أن هذا الاهتمام الكمي والكيفي الإهمال الواضح للتربية الجسمية ، خاصة إننا أضفنا إليها في التحليل التربية الجنسية أيضا، والتي لن تتحدث فيها المجلة إطلاقا وكأنها من المحرمات الدينية ، بالرغم الشخصية الإنسانية ، فالجسد هو الأداة التي عن طريقها تترجم الذات الإنسانية الأعمال، فالعبادات والأعمال المختلفة تتطلب جسدا قويا قادرا على القيام بها، كما أن التربية الجنسية من الجوانب الأساسية التي تشكل الشخصية السوية إذا تم توجيهها برؤية دينية سليمة بعيدا عن الانحرافات التوجيهية التي يتلقاها الأفراد في الوقت الحاضر من مصادر غير شرعية وغير مؤتمنة، ومن ثم فإن إهمال الإعلام الديني الحديث والتوجه أو الإرشاد في هذا الجانب يتيح للمصادر غير السوية أن تعمل بلا منافس بما يؤدي إلى تشكيل شخصية غير سوية في غالب الأحيان.

وتوصي الدراسة فيما يتعلق بقضية بناء الإنسان، أن الإعلام الديني يجب أن يتمكن من الأدوات والوسائل الحديثة في بناء الشخصية المسلمة المعاصرة ، وذلك يكون بدراسة وتحليل واقع المجتمع المسلم وتحديد متطلباته وعوامل بناء نهضته، وأول هذه المتطلبات هو الاهتمام " بالإعداد العلمي" لهذه الشخصية التي يبنى عليها المجتمع العربي والإسلامي كل آماله في تحقيق تقدمه المنشود ، هذا يأتي عن طريق إشاعة " قيم الجهاد العلمي" في المجتمع باعتبار أن ذلك من الفروض الدينية التي تتطلبها المتغيرات ، ومصلحة المجتمع المسلم في الوقت الحاضر، كما أن إشاعة " قيم الجهاد العلمي" يرتبط كذلك بتجديد النظرة إلى العالم الآخر ، وكيفية التعامل معه وفي أية حدود وبأية وسائل من خلال عقل متفهم مستنير لمتطلبات النهضة الإسلامية المنشودة.

ومن ثم فإن بناء الشخصية المسلمة يعد أهم وظائف الإعلام الديني المعاصر ، فبناء الأسرة والجماعة والأمة ينطلق أساسا من بناء الشخصية المسلمة.

ويترتب على ما سبق أيضا، إعادة النظر في برامج ومضامين الإعلام الديني بما يتوافق مع المتطلبات الأساسية ، والحاجات الضرورية " لبناء الشخصية المسلمة" وهو ما يعني ضرورة توفير الكوادر الفنية والعناصر اللازمة للعمل في مجالا لإعلام الديني من حيث الإعداد والتكوين الإعلامي، ففي ظل المتغيرات المعاصرة وتسابق أجهزة ووسائل الإعلام في استخدام أعلى التقنيات، يتطلب ذلك من الإعلام الديني أن يكون ذا استراتيجية واضحة ومحددة الأهداف، بما يمكنه من بناء الشخصية المسلمة مواجهة تلك الوسائل ، ولتحقيق ذلك لابد من وجود مؤسسات إعلامية دينية قوية وذلك لتجنب العوائق التي تقف أمام المحاولات الفردية في مجال الإعلام الديني.

فيما يتعلق بفئة ( تربية الفئات الاجتماعية):

1- عرضت المجلة لقضية تربية الفئات الاجتماعية ، وجاءت بنسبة 18,2% ، واهتمت المجلة بفئات ، المرأة، الشباب ،الطفل، كما سيأتي تفصيله ، وأهملت المجلة الفئات ذوي الحاجات الخاصة ، بالرغم من كثرة أعدادهم في المجتمع المصري من ناحية وعناية الإسلام بهم من الناحية أخرى، فالإسلام عرف باتجاهه الإنساني لذوي الحاجات الخاصة على اختلافهم يقول تعالى : " ليس على الضعفاء ، ولا على المرضى ، ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم" ( التوبة : 91) ، ويقول جل شأنه : " ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج وعلى على المريض حرج" ( الفتاح : 7) ، وقال تعالى " فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر" ( الضحى : 9, 10) . ومن ثم فقد أهملت المجلة إهمالا تاما تناول هذه الفئات الخاصة ، والذي كان يجب أن يتم عن طريق التعرف على احتياجاتهم المعاصرة ، ودعوة المؤسسات المختلفة لتلبية هذه الاحتياجات في ضوء النظرة الإنسانية والوطنية لهم، وتقدم أمثلة في نماذج من الشخصيات العربية والإسلامية والعالمية الناجحة ( من ذوي الحاجات الخاصة) حتى تكون هذه الشخصيات بمثابة قدوة لهذه الفئات .

2- اهتمت المجلة " بفئة تربية المرأة" وجاءت بنسبة 10,9% ، وعرضت المجلة لأبعاد تربية المرأة المختلفة، فأكدت على دور المرأة كأم وربة بيت باعتبار أن ذلك هو الدور الرئيسي لها داخل المجتمع وباعتبارها محور الأسرة المصرية ، وأن أي خللا في البناء الاجتماعي، وأبدت المجلة رأيها في تعليم وعمل المرأة ومشاركتها الاجتماعية ، ودعت المجلة إلى تعليم المرأة ومحو أميتها باعتبارها المسئول التربوي الأول عن تربية الأبناء ، وبالنسبة لعمل المرأة أقرت المجلة عمل المرأة في المجتمع ، وممارستها للوظائف بشرط أن تكون ملتزمة بتعاليم الإسلام واستدلت من آراء الفقهاء التراثية على جواز الولاية العامة للمرأة ، وتولي القضاء، والمجلة بذلك تقدم تطورا مهما في نظرة الإعلام الديني للمرأة ، كما دعت المجلة إلى ضرورة وجود ضابطات شرطة داخل المجتمع المصري حفاظا وصونا للمرأة، كما أشارت إلى الصورة السلبية للمرأة في الإعلام المصري، خاصة في مجال الإعلانات الذي أصبح يستغل المرأة أسوأ استغلال.

3- وعرضت المجلة لفئة " تربية الشباب" ، التي جاءت بنسبة 3,8% ، وتمثلت أهداف المجلة في هذه الفئة في ضرورة التربية المتكاملة للشباب والذي يتضمن الإعداد العقيدي والثقافي والخلقي والاجتماعي ، وعرضت المجلة لمشكلات الشباب المصري في فترة الثمانينات ، مثل مشكلة البطالة ، تأخر سن الزواج والمتناقضات الثقافية داخل المجتمع، إلا أن المجلة لم توضح حلولا مفصلة وواضحة لعلاج هذه المشكلات، كما أن المجلة قدمت لوسائط تربية الشباب وأهمها الأسرة القدوة، والتي تعد أعظم وسائل التربية وأكثرها فعالية، كما أكدت على ضرورة تربية الشباب وفقا للمتغيرات العالمية المستقبلية ، وذلك بالإعداد العلمي للشباب. ودعوة المؤسسات العلمية للاهتمام بهذه الفئة داخل المجتمع.

4- عرضت المجلة لفئة " تربية الطفل" وجاءت بنسبة 3,4% ، وحددت المجلة هدفها في إعداد الطفل إعدادا متكاملا عقديا وثقافيا وجسميا واجتماعيا، وعملت المجلة لتحقيق ذلك الهدف من خلال استخدام أسلوب القصص القرآني للأطفال مزودا بالرسوم واللغة المبسطة للطفل، كما قدمت برنامجا أسبوعيا لشغل أوقات الطفل من سن الرابعة حتى ثماني سنوات ، كما عرضت المجلة للمشكلات التي يعاني منها الطفل المصري في فترة الثمانينات ، وأهمها سوء التغذية ، وعمالة الطفل وذكرت المجلة عددا من الإحصائيات التي تؤكد أنه يوجد في مصر أكثر من 2 مليون طفل عامل، بالرغم من أنه في عام 1989 تم إعلان وثيقة الطفل المصري، والتي تؤكد الحقوق الجسمية والتعليمية للطفل المصري ، وتمنع عمالة الأطفال بل وتجرمها أمام القانون، وقد عملت المجلة بصورة دائمة على تخصيص ركنا دائما للطفل التي أعلنت في نهاية الثمانينات ، والتي أكدت على ضرورة أن يكون في كل دورية أو صحيفة مكانا خاصا بالطفل يتضمن أعداده الثقافي والتربوي.

وتوصي الدراسة فيما يتعلق بفئة " تربية الفئات الاجتماعية" توجيه نظر الإعلام الديني إلى الاهتمام بتقديم المضامين التربوية التي تتناسب مع لمتغيرات العالمية الجديدة في ظل العولمة، حيث أن الثقافة الإسلامية والتي يجب أن تكون مرجعا أساسيا في تشكيل سلوك الأفراد، يقابلها عدة تحديات في ظل المتغيرات العالمية الجديدة التي ساهمت في تقريب المسافات الجغرافية ، وكذلك الثقافية بكل مكوناتها المادية والمعنوية، ومن ثم فإن المحافظة على الهوية الثقافية الوطنية يعد من أهم أدوار ووظائف الإعلام الديني في العصر الحديث والذي يتمثل في الاهتمام بالبناء القيمي والأخلاقي للفرد، وتقديم البدائل المناسبة لسد أوقات الفراغ والاستجابة للمشكلات والقضايا التي تهدد الهوية الثقافية الوطنية.

فيما يتعلق بالقضايا المجتمعية:

1- أما القضايا المجتمعية فقد جاء الاهتمام بها بنسبة 9,1% ، وعرضت لقضايا العنف والعدل الاجتماعي والمشكلة الاقتصادية، وأهملت باقي المشكلات التي كان يعاني منها المجتمع المصري في فترة الثمانينات ، وخاصة مشكلة الأمية والتي يعاني منها أكثر من نصف المجتمع تقريبا ، وتعد أهم عائق للتنمية الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع، والمجلة بذلك لم تتوافق مع المتطلبات المجتمعية في هذه الفترة الخاصة بهذه القضية حيث أعلنت الحملة القومية وتعليم الكبار من عام 1985 وحتى 2000، كما أنه لا يتواءم مع أهداف المجلة باعتبارها مجلة دينية ، فالإعلام الديني يجب أن يناهض الظواهر السلبية داخل المجتمع كما أن الإعلام الديني يدعو إلى التعليم دائما ويحارب الجهل والأمية.

2- وبالنسبة للمشكلة الاقتصادية فقد جاء الاهتمام بها بنسبة 7,2% ، وحددت المجلة أهم أسباب تلك المشكلة وهي غياب الاقتصاد الإسلامي ، وغلبة التعامل بالربا، وانتشار الإسراف والتبذير ، والاستهلاك الترفي، ورأت المجلة أن الحلول المناسبة لهذه المشكلة يتمثل في عدم التعامل بالربا وإحياء فريضة الزكاة والتي تحل كثيرا من المشكلات الاقتصادية وأهمها التضخم، إلا أن المجلة لم تعرض من الحلول سوى عدم التعامل بالربا ، وكأن الاقتصاد الإسلامي، لا يوجد فيه سوى هذا العنصر فقط ولم توضح باقي جوانب وعناصر الاقتصاد الإسلامي، أو الدور الذي يمكن أن تمارسه المصارف الإسلامية في عملية التنمية داخل المجتمع، كما لم تدعو غلى ضرورة تدريس الاقتصاد الإسلامي بالمعاهد التجارية أو الجامعات، ولم تذكر المجلة أيضا دور التعليم في علاج هذه المشكلة ، وظاهرة عدم التلاؤم بين مخرجات التعليم وسوق العمل.

3- وبالرغم من تنامي مشكلة العنف إلى حد ما، في الثمانينات إلا أن اهتمام المجلة بهذه المشكلة جاء ضعيفا، فلم تنل سوي 0,6% ، وهي نسبة ضئيلة جدا إذا ما قورنت بحجم هذه الظاهرة، وفي هذا الاهتمام رأت المجلة ضرورة معالجة الرأي بالرأي والفكر بالفكر، ودعت إلى نبذ الخلاف والعنف كسبيل للتعبير السياسي وحذرت من الآثار السلبية التي يمكن أن تعود على المجتمع من ذلك العنف، والمجلة بذلك تقف موقفا معتدلا، وتنبذ التطرف والإرهاب وهذا أيضا ما أكده دعاة الإسلام في تلك الفترة.

4- تعد مشكلة تبدل القيم أهم مشكلات المجتمعات المعاصرة خاصة المجتمعات المحافظة ، ومنها المجتمع المصري إلا أن هذه المشكلة لم تنل إلا اهتماما ضئيلا فجاءت بنسبة 0,6& بالرغم من تعدد مظاهر التبدل القيمي الذي يوجد في المجتمع المصري في فترة الثمانينات ، والتي كشفتها دراسات عديدة وبحوث أكاديمية ، إلا أن المجلة لم تعرض لكل هذه المظاهر متجاهلة الإشارة إلى هذه الأخلاق السلبية وتأثيرها على البناء الاجتماعي ، كما أن الإعلام الديني مطالب دائما بالإشارة إلى الظواهر السلبية وتقديم العلاج الديني لها حتى لا يتركها تنتشر بين الأفراد، أما مشكلة " العدل الاجتماعي" فكانت مثل سابقتها فلم تهتم بها المجلة سوى بنسبة 0,3% وبالرغم أيضا من تعدد مظاهر الظلم الاجتماعي داخل المجتمع إلا أن المجلة لم تهتم إلا بعرض مظهر وهو عدم التكافؤ في الاهتمام بين المدينة والريف ، ومن ثم فإن المجلة تدعو بذلك إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية الريفية حيث ترى أن المجتمع المصري مجتمعا زراعيا بالدرجة الأولي لذلك يجب الاهتمام بالقرية المصرية في ظل التطور العلمي والتقدم التكنولوجي.

وتوصي الدراسة فيما يتعلق بفئة " القضايا الاجتماعي" أن يكون الإعلامي الديني على وعي كامل بقضايا التنمية في المجتمع ، وهذا يتطلب بدوره أن يجعل المواطن العادي يشعر بهذه القضايا وأبعادها الوطنية والقومية، وأن يدرك أيضا علاقة قضاياه المجتمعية ومشكلاته بالظروف والمتغيرات المجتمعية العالمية، والإعلام الديني يجب أن يهتم بمناهضة الظواهر السلبية التي تشيع في المجتمع وتقف عائق أمام عملية التنمية، وهذا يعني على المستوى التنفيذي أن يكون للإعلام الديني مؤسساته التي تقوم بالدراسة ، والبحث من أجل وضع استراتيجية إعلامية قادرة على المساهمة في تحقيق التنمية وحل المشكلات المجتمعية.

فيما يتعلق بفئة قضايا التعليم:

- جاء اهتمام المجلة بـ " قضايا التعليم" اهتماما متواضعا فلم تنل هذه القضية سوى نسبة 4,1% من بين القضايا التي عرضتها المجلة، وتحدثت المجلة عن المناهج الدراسية، تطوير التعليم العام والتعليم الأزهري، ورأت المجلة أن عملية التطوير تتم في ضوء غياب فلسفة واضحة للتعليم وللتطوير على السواء، كما نددت المجلة بخفض السلم التعليمي في مرحلة التعليم الأساسي حيث أنه يضر بالإعداد العلمي للطلاب الذي يتمثل في قلة الثروة اللغوية ،وعدم النضج المعرفي والدفعة المزدوجة التي يترتب عليها إهمال في الاهتمام بالتلاميذ لعدم وجود الإمكانات المناسبة لمقابلة ههذ الدفعة سواء في مراحل التعليم الثانوي ، أو التعليم الجامعي أيضا، بما يساهم في الإعداد الديني لطلبة الجامعة، كما ناقشت المجلة أيضا ، التعليم الجامعي وطرحت عد\ة آراء أهمها ضرورة استقلال الجامعات إداريا وماليا وأكاديميا، ووقفت المجلة موقفا وسطا في قضية الجامعة الأهلية وعرضت لآراء المؤيدين والمعارضين لها، كما دعت إلى الاهتمام بأحوال المعلم المادية والأدبية لما له من مكانة كبيرة في التعليم وفي المجتمع، وطالبت بضرورة إشراك المعلم في عملية التطوير والتغيير في المناهج والمقررات الدراسية ، أما التلميذ فقد أولت المجلة به عناية ضعيفة تمثلت في تقديم بعض الخدمات الامتحانية له ودعت إلى ضرورة الاهتمام ورعايته تربويا.

وتوصي الدراسة فيما يتعلق بفئة " قضايا التعليم" ، أن اهتمام الإعلام الديني لا يجب أن يقف فقط عند عملية النقد للأوضاع القائمة ، ولكن عليه أيضا أن يساهم في عملية " البناء الإيجابي " وهذا يتطلب أن يقوم الإعلام الديني بإبراز الفلسفة التي يجب أن يقوم عليها التعليم في المجتمع في ضوء المبادئ و الأصول التي يقوم عليها بناء المجتمع والمتغيرات التي تطرأ على الواقع العالمي والوطني في نفس الوقت ، وهذا يتطلب أنن يفتح الإعلام قنواته ووسائله لكل الفئات المتخصصة والمختصة بعملية التعليم حتى يكون هناك حد أدنى للاتفاق على بلورة سياسية وفلسفة واضحة للتعليم داخل المجتمع .

فيما يتعلق بفئة الطبيعة الإنسانية

أما قضية "الطبيعة الإنسانية" فقد جاءت بنسبة 0,9% وبالرغم من هذا الاهتمام الضعيف بها ، إلا أن عرض المجلة لها كان متنوعا ، فعرضت المجلة لجوانب متعددة من الطبيعة الإنسانية مثل : مكانة الإنسان في الكون ، تكامل تكوين الإنسان ( الروح والجسد ) ، والفردية والجماعية ، وجاءت في هذا الجانب متوافقة مع وجهة نظر التربية الإسلامية في علاج هذه القضية والتي تجمع بين الأطراف المتناقضة وتقف موقفا وسطا عكس الفلسفات الغربية والتي ت}كد دائما على جانب وتمهل الجانب الآخر ، ومن ثم فقد اهتمت بتحقيق التوازن في الشخصية المصرية والتي يبعدها عن مصادر الانحرافات في الفلسفات الأخرى كالتي تهتم مثلا بالجانب المادي وتمهل الجانب المعنوي أو تهتم بالجانب المعنوي و تهمل الجانب المادي أو تؤثر الفردية على الجماعية أو ترفع من شأن الجماعة وتضحي بالفرد .

فيما يتعلق بفئة أهداف التربية

وجاءت قضية "أهداف التربية " في المرتبة الأخيرة في المضمون التربوي الذي قدمته مجلة لواء الإسلام ، بنسبة 0,6% ،وهو اهتمام ضعيف للغاية وتمثل في دعوة المجلة إلى تكوين شخصية المواطن الصالح في ضوء متطلبات المجتمع ، ورأت أنه لكي يتم لا بد من توحيد المسيرة الثقافية في مؤسسات المجتمع والقضاء على التناقضات الثقافية في المجتمع ويرجع هذا الاهتمام الضعيف لهذه القضية بالرغم من أن اتجاه الجلة الأساسي هو بناء الإنسان وتربيته تربية متكاملة إلى عملية التحليل نفسها، فالأهداف الفرعية للتربية كالأهداف الأخلاقية ، والثقافية والاجتماعية .. الخ، قد تم تحليلها ووضعها في قضية جوانب التربية ولولا وجود هذه القضية لكان من نصيب هذه القضية ما أولته المجلة للقضية الأولى – جوانب التربية- ،ومن ثم فإن ما قدمنه المجلة في قضية " جوانب التربية" يهدف إلى تربية وتكوين المواطن الصالح لنفسه ومجتمعه.


ثانيا: النتائج والتوصيات الخاصة بفئات الشكل:

من النتائج المهمة في تحليل الشكل أن المجلة فتحت صفحاتها للكتاب من جميع الفئات المهنية، والسياسية ، علماء دين ، أطباء، اقتصاديين ، أساتذة جامعات في مناقشة قضايا التربية ، وهو من الأهمية الإشارة إليه حيث أن المجلة بذلك تعتبر منبرا حواريا جمع أغلب فئات المجتمع في مناقشة القضايا التربوية باعتبارها تهم كل أفراد ذلك المجتمع، كما أنه دليل أيضا على التنوع والثراء المعرفي للفكر التربوي المصري في فترة الثمانينات ، حيث اشترك جميع المهتمين بالتربية ومن وجهات نظر مختلفة، كما يعد ذلك أيضا دعوة من المجلة للمساهمة الإيجابية للمفكرين والمثقفين عامة للاشتراك في مناقشة قضايا التربية التي تؤثر في حياتهم الحالية والمستقبلية، ومن ناحية أخرى فلم تهمل المجلة المتخصصين في التربية في الإدلاء بآرائهم باعتبارها آراء متخصصة ومدروسة إلا أن نسبة المتخصصين كانت متنوعة فلم تتعدد 2,8% من بين الكتاب الذين أسهموا في مناقشة فقضايا التربية بالمجلة في فترة الثمانينات.

وتوصي الدراسة فيما يتعلق بفئات الشكل الاهتمام بتقديم المضمون الذي يحتويه الإعلام الديني باستخدام العناصر الإعلامية ( قوالب تحرير- وسائل إبراز .. الخ) التي تجذب إليه القارئ فالتقنيات الحديثة طورت في وسائل وفنون العمل الإعلامي، ولا يجب أن يكون الإعلام الديني بعيدا عن ذلك التطور، ومن ناحية ثانية يجب الاهتمام بلغة المضمون الإعلامي والذي يعتمد بشكل أساسي على اللغة العربية، وهنا توصي الدراسة بالاهتمام باللغة العربية في وسائل الإعلام باعتبارها من عوامل المحافظة على الهوية الوطنية وهذا يتطلب إدراج مادة قواعد اللغة العربية وعلم الدلالات في المقررات الدراسية لمؤسسات التكوين الإعلامي، العمل على ترشيد اللغة العامية واللهجات المحلية. وفى جانب آخر فيما يختص بلغة الإعلام الديني ، توصي الدراسة بالاهتمام عند النقل من اللغات الأخرى والترجمة مراعاة الخصوصيات اللغوية للمصطلحات التي يتم ترجمتها عبر وسائل الإعلام، واقتراح البدائل المناسبة لها في اللغة العربية.

نخلص مما تقدم إلى ما يأتي:

1- أن مجلة لواء الإسلام - موضوع الدراسة – قد حاولت القيام بوظيفتها التربوية في المجالات المختلفة، العقدية والخلقية والاجتماعية والثقافية والجهادية والعقلية، والسياسية ، وقد حاولت المجلة من خلال هذا الاهتمام رسم جوانب الشخصية المسلمة التي حدد ملامحها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، واستطاعت المجلة أن تربط بين الإنسان المسلم وبين عقيدته، وتمثل ذلك في عرض الصورة المثلى والإيجابية للفرد المسلم في المجتمع ودوره في العصر الحديث باعتباره صاحب رسالة مكلف بتبليغها إلى البشرية.

2- كانت المجلة انعكاسا للمتغيرات المجتمعية والعالمية في كثير من جوانب تناولها في فترة الثمانينات بصورة واضحة فقد عرضت لجوانب وأبعاد المشكلة الاقتصادية كالتضخم، وارتفاع الأسعار.. الخ. والمتغيرات السياسية ، المصري، وكذلك الانعكاسات التربوية لهذه لمتغيرات مثل انخفاض قيمة التعليم، وتمويل التعليم وخفض السلم التعليمي، ودعوتها لإصلاح أحوال المعلم ماديا وأدبيا، وتطوير التعليم ، والمجلة بذلك ارتبطت ارتباطا كبيرا بواقع المجتمع المصري وقضاياه ومشكلات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ولم تقتصر المجلة على مناقشة هذه القضايا فقط بل حاولت طرح الحلول من منظور إسلامي يتوافق مع توجهها العقدي، فالتمست حلول المشكلات المختلفة في ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة.

3- أكدت المجلة في عرضها للتربية الإسلامية في صورة متكاملة باعتبارها تتناول مظاهر الحياة جميعا تنظم حياة المسلم لعبادته كما تنظم حياة المسلم الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، والمجلة بذلك كانت من أهم الموجهات الثقافية للشخصية المصرية في فترة الثمانينات فعملت على المحافظة على الهوية الثقافية الوطنية، بالدعوة إلى الاهتمام بالتراث وتجديد النظرة إليه وتطيره في ضوء المتغيرات العالمية ،والأصول القرآنية الثابتة والمجلة بذلك أصبحت وسيلة أساسية من وسائل إعادة الترتيب والتنظيم الثقافي في المجتمع المصري بين العقيدة الإسلامية من ناحية والإنسان والواقع الحياتي له من ناحية أخرى، ومن ثم يمكن القول أن المجلة كانت تعبيرا عن الاتجاه الديني السائد في فترة الثمانينات في المجتمع المصري والذي يتسم بالاعتدال في معالجة القضايا الفكرية والثقافية المختلفة.

4- والمجلة وفقا لمتا تقدم كانت عاملا مهما من عوامل التنوير الإعلامي في الثمانينات فهي لم تقف عند القديم والتمسك به ورفض كل جديد بل إنها عالجت القضايا من المنظور الوسطي الإسلامي الذي لا يميل إلى أحد الطرفين، واهتمت في كل معالجتها الإعلامية بتقديم الرؤية والإطار الشرعي الإسلامي المعاصر، كما وضعت المجلة أيضا الكثير من قواعد الإعلام الديني التربوي وذلك بعرضها للقضايا التربوية الثابتة ، ومراعاتها للمتغيرات المجتمعية وانعكاساتها التربوية من ناحية أخرى في ضوء كلا من معايير التربية الإسلامية والمتغيرات العالمية الحالية والمستقبلية.

ثالثا: التوصيات العامة

من خلال النتائج السابقة، يمكن الإشارة إلى التوصيات العامة التالية:=

1- توجيه نظر الباحثين في التربية الإسلامية إلى مجال البحث والدراسة في الصحافة الذي ما زال يعاني من نقص وقصور شديد بالرغم من أن الصحافة كانت لها أدوارها الوطنية في تاريخ المجتمع المصري.

2- تعديل القوانين المقيدة لحرية الصحافة واستقلالها ومن بينها قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 ( وتعديلاته خاصة بالقانون رقم 92 لسنة 1992، والقانون رقم 199 لسنة 1983، والقانون رقم 97 لسنة 1992 والقانون رقم 93 لسنة 1995، والقانون رقم 95 لسنة 1996) وغيرها من القوانين التي تقيد حرية الصحافة.

3- عودة مجلة لواء الإسلام موضوع الدراسة للصدور مرة أخرى وإزالة العوائق والعقبات التي تقف أمام هذا الصدور حتى يمكنها أن تستكمل أداء دورها والذي بدأته في الأربعينات من القرن الماضي، حيث غنها تعد من معالم الصحافة الإسلامية في العالم الإسلامي.

4- الاهتمام بالدراسات في الصحافة الإسلامية في كلية الإعلام حتى تساعد قسم الصحافة والإعلام بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر في توفير الدراسات والأبحاث اللازمة في هذا المجال.

5- تصوير أعداد المجلات والصحف الإسلامية ووضعها على شرائط ميكرو فيلم وإعادة طباعتها لتقوم بدورها باعتبارها نموذجا ساهم في وضع قواعد الإعلام الديني في العصر الحديث.

6- توجيه نظر الباحثين في مجال الإعلام والتوثيق بالاهتمام بإعداد الكشافات الخاصة بالدوريات الإسلامية، وذلك للتيسير على الباحثين في دراستها وبحثها وكذلك للمحافظة على تراث الصحافة الإسلامية.

رابعا: مقترحات الدراسة

تقترح الدراسة البحوث الآتية:

أ‌- الفكر التربوي لدى مؤسسي الصحافة الإسلامية في مصر ، " جمال الدين الأفغاني ،محمد عبده، محب الدين الخطيب".

ب‌- الفكر التربوي في صحافة الجمعيات الدينية " الشبان المسلمين ، أنصار السنة المحمدية".

جـ- تربية المرأة في الصحافة الدينية في العصر الحديث دراسة تحليلية لمجلة المختار الإسلامي .

د- الدور الثقافي للصحافة الدينية في العصر الحديث " دراسة تحليلية لصحف الأزهر، الوعي الإسلامي".


المراجع

أولا: الكتب العربية:

1- إبراهيم البيومي غانم: الفكر السياسي للإمام حسن البنا ، القاهرة : دار التوزيع والنشر 1992.

2- إبراهيم عبده : تاريخ الوقائع المصرية القاهرة: مؤسسة سجل العرب ط 3, 1983.

3- أحمد حسين الصاوي: فجر الصحافة في مصر دراسة في أعلام الحملة الفرنسية، القاهرة: الهيئة العامة للكتاب 1975.

4- أحمد زايد: المصري المعاصر دراسة نظرية وامبرقية لبعض أبعاد الشخصية القومية ، القاهرة ، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية 1990.

5- أحمد عبد الرحيم السايح: في الغزو الفكري ، كتاب الأمة، العدد 38، يناير 1994، قطر – وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية.

6- أحمد عبد الله : الانتخابات البرلمانية في مصر 1978، القاهرة ، دار سنا للنشر 1990.

7- أحمد فتحي سرور: استراتيجية تطوير التعليم في مصر، القاهرة، مطابع الأهرام التجارية 1989.

8- أماني قنديل: استطلاع رأي المواطن في الأحزاب والممارسة الحزبية ، القاهرة، المركز القوم للبحوث الاجتماعية والجنائية 1991.

9- أماني مسعود الحديني: المهمشون والسياسة في مصر، القاهرة، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية 1999.

10- إميل فهمي شنودة: التعليم مشروع اقتصادي، القاهرة ، الهيئة العامة للكتاب 1982.

11- أنور الجندي: تاريخ الصحافة الإسلامية، القاهرة: دار الأنصار 1983.

12- إبراهيم عبده: تطور الصحافة المصرية 1798- 1951، القاهرة ، مكتبة الآداب ط 3 ، 1951.

13- أسامة الغزالي حرب: مصر تراجع نفسها، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب، 2000.

14- الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء: الكتاب الإحصائي السنوي لجمهورية مصر العربية من 1952- 1986 ، القاهرة يونيو1987.

15- السيد الشحات: الصراع القيمي لدى الشباب ، القاهرة، دار الفكر العربي 1988.

16- جمال حمدان: شخصية مصر ، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب.

17- خليل صابات: الصحافة رسالة واستعداد وعالم وفق القاهرة ، دار المعارف ، ط 2 1967.

18- رجب البنا: البحث عن المستقبل، القاهرة، المكتبة الأكاديمية 1994.

19- رفعت السعيد: الصحافة اليسارية في مصر 1925- 1948 ، القاهرة ، مكتبة مدلولي ط2 ، 1977.

20- رمزي زكي: وداعا للطبقة الوسطى، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب، 1998.

21- زكي نجيب محمود: في مفترق الطرق، القاهرة، دار الشروق 1985.

22- زينب رضوان: التعليم الديني في مصر، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب 1992.

23- سامي عفيفي حاتم: الاقتصاد المصري بين الواقع والطموح، القاهرة، الدار المرية اللبنانية 1988.

24- سعد الدين إبراهيم: مصر تراجع نفسها، القاهرة، دار المستقبل العربي 1983.

25- سعيد إسماعيل على: نظرات في الفكر التربوي، القاهرة، مركز بن خلدون للدراسات الألمانية 1993.

26- سعيد إسماعيل على: محنة التعليم في مصر، كتابة الأهالي (4) ، نوفمبر 1984.

27- سعيد إسماعيل على: تاريخ التربية والتعليم في مصر، القاهرة، عالم الكتب، 1985.

28- سليمان نسيم: صياغة التعليم المصري الحديث، القاهرة ، الهيئة العامة للكتابات 1983.

29- سمير حسين : تحليل المضمون، القاهرة: عالم الكتب ، 1983.

30- رشدي طعيمة: تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية القاهرة: دار الفكر العربي ، 1987.

31- صالح بن حمد العساف: المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية، الكتاب الأول، الرياض، مكتبة العبيكان 1995.

32- طه عبد الباقي سرور: العروة الوثقى والثورة التحريرية الكبرى، القاهرة ، دار العرب 1957.

33- عبد العظيم رمضان: دراسات في تاريخ مصر المعاصر، القاهرة، المركز العربي للبحث والنشر 1981.

34- عبد الله شلبي: الدين والصراع الاجتماعي في مصر ( 1970- 1985) كتاب الأهالي رقم (67) ، القاهرة ، 2000.

35- عبد المنعم المشاط: التربية والسياسة، القاهرة، دار ابن خلدون 1992.

36- على خليل مصطفى : أصول الفكر التربوي الحديث بين الاتجاه الإسلامي والاتجاه التغريبي، القاهرة، دار الفكر العربي 1986.

37- فاروق أبو زيد: الفكر الليبرالي في الصحافة المصرية ، القاهرة، عالم الكتب، ط2، 1980.

38- محمد حسنين هيكل: باب مصر غلى القرن الحادي والعشرين، القاهرة، دار الشروق 1995.

39- محمود الكردي: التخلف ومشكلات المجتمع المصري، القاهرة، دار المعارف، 1979.

40- محمود عبد الفضيل: تأملات في المسألة الاقتصادية ، القاهرة، دار المستقبل العربي 1983.

41- مصطفى المصمودي: النظام الإعلامي الجديد، عالم المعرفة، الكويت، العدد 94، أكتوبر 1985.

42- ميلاد حنا: الإسكان والمصيدة: المشكلة والحل، القاهرة، دار المستقبل العربي للنشر 1988.

43- نبيل على: الثقافة العربية وعصر المعلومات، عالم المعرفة، العدد 65، يناير 2001 ، الكويت.

44- نسمة أحمد البطريق: التلفزيون والمجتمع والهوية الثقافية، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب 1999.

45- وزارة الإعلام : التنمية الاقتصادية في فكر مبارك، القاهرة، الهيئة العامة للاستعلامات يونيو 1999.

46- وزارة الإعلام : السياسة الداخلية في فكر مبارك، القاهرة، الهيئة العامة للاستعلامات 1999.

47- وزارة التربية والتعليم: مائة وستون عاما من التعليم في مصر. وزراء التعليم وأبرز إنجازاتهم 1837- 1997، إعداد : عوض توفيق عوض، القاهرة، قطاع الكتب ، 2000.

ثانيا: الكتب المترجمة إلى العربية

48- بيل جيش : المعلوماتية بعد الإنترنت ، ترجمة عبد السلام رضوان، عالم المعرفة، العدد 231 مارس 1998 الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

49- برنامج الأمم المتحدة للبيئة: حاجات الإنسان الأساسية في الوطن العربي، ترجمة: عبد السلام رضوان ، عالم المعرفة، الكويت، العدد 150، يونيو 1990.

ثالثا: الرسائل العلمية

50- إبراهيم عبد العاطي عبد الحميد: الدروس الخصوصية وأثرها على المجتمع المصري " دراسة حالة على مجتمع القليوبية" ماجستير غير منشورة – كلية التربية ببنها- جامعة الزقازيق 1989.

51- أبو بكر زيدان: السياسة التعليمية في مصر في ضوء المتغيرات المجتمعية، دكتوراه غير منشورة – كلية التربية- جامعة الأزهر 1991.

52- جمال صالح متولي: وسائل الاتصال الجماهيري والتنمية السياسية تحليل سوسيولوجي لدور الصحافة في التنمية السياسية، ماجستير غير منشور، كلية الآداب ، جامعة المنيا، 1990.

53- جمال عبد الحي النجار: صحافة الاتجاه الإسلامي في مصر فيما بين الحربين العالميتين 1914- 1939، دكتوراه جامعة الأزهر- كلية اللغة العربية 1989.

54- حسن عمار مكاوي: تدفق الأفلام الأجنبية في السينما والتلفزيون في جمهورية مصر العربية، ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة، كلية الآداب 1989.

55- رجب عليوه حسن: مدارس اللغات التجريبية في جمهورية مصر العربية دراسة تحليلية تقويمه، ماجستير غير منشورة – كلية التربية، جامع الزقازيق، 1986.

56- سامي عبد العزيز الكومي: الصحافة الإسلامية في مصر في القرن التاسع عشر، دكتوراه منشورة ، المنصورة، دار الوفاء 1992.

57- سهام محمود العرقي: الاتجاه الديني لدى طلبة وطالبات جامعة طنطا، دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة طنطا، 1979.

58- طلعت عبد الحميد فايق: دراسة تحليلية للفكر التربوي في مصر من 1952- 1970، ماجستير ، كلية التربية، جامعة عين شمس، 1974.

59- طه أحمد المستكاوي: العلاقة بين التطرف والاعتدال في الاتجاهات الدينية وبين سمت الشخصية: دراسة مقارنة لطلبة الجامعة بين الريف والحضر من الجنسين، ماجستير غير منشورة، كلية البنات ، جامعة عين شمس 1982.

60- عبد السميع سيد أحمد: ظاهرة الاغتراب بين طلاب الجامعة في مصر، دكتوراه، كلية التربية، جامعة عين شمس 1981.

61- عبد المقصود زكي البابلي: بعض القيم المتضمنة في الصحافة الإسلامية، ماجستير غير منشور، كلية التربية، جامعة الزقازيق 1990.

62- محمد إبراهيم الشطلاوي: اتجاهات الفكر التربوي في الصحافة المصرية من 1919 حتى 1978، دراسة " تاريخية مستقبلية" ، دكتوراه غير منشورة، كلية التربية- جامعة المنصورة- 1982.

63- محمد عبد القوي شبل: اتجاهات الصحافة المصرية نحو قضايا الفكر التربوي الإسلامي ماجستير غير منشورة كلية التربية – جامعة الأزهر 1987 م.

64- محمد منصور محمد هيبة: الصحافة الإسلامية في مصر من عبد الناصر والسادات 1952- 1981 ، ماجستير منشورة، المنصورة، دار الوفاء 199

رابعا: المؤتمرات والندوات

65- جابر طلبة: نحو تربية ثقافية لمواجهة تحديات الغزو الثقافي المعاصر، بحص منشور في : مؤتمر التعليم والإعلام، المؤتمر العلمي السنوي الرابع عشر 1994.

66- جلال عبد الله معوض: أزمة الديمقراطية في الوطن العربي ، بحث منشور في الديمقراطية وحقوق الإنسان في الوطن العربي ، القاهرة: دار المستقبل العربي 1987.

67- حامد عمار: أزمة القيم في مصر، بحث منشور في ندوة أزمة القيم في مصر مجلة القاهرة، العدد 122، يناير 1993.

68- عبد الجبار ولي: دور وسائل الاتصال الجماهيري في تنمية المجتمع العربي، بحث منشور في : ماذا يريد التربويون من الإعلاميين ، مكتب التربية العربي لدول الخليج، ج 3، ط 2، 1982.

69- على الدين هلاب محمر تجربة الديمقراطية في مصر 70- 1981.القاهرة : المركز العربي للنشر 1982.

70- فاتن محمد عدلي: المعونة الأمريكية والسياسة التعليمية في مصر، بحث منشور في هموم مصر وأزمة العقول الشابة، تحرير: أحمد عبد الله، القاهرة دار الجيل 1994.

71- محمد سعيد: مصر تدخل القرن الحادي والعشرون، بحث منشور في محمد السيد سعيد، محرر: حكمة المصريين، القاهرة، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان 1999.

72- محمد سيد حافظ: الملامح الأساسي للنظام الاجتماعي في مصر في ظل الانفتاح الاقتصادي ، بحث منشور في ندور النظام الاجتماعي العربي المعاصر- 1985- القاهرة : مركز البحث الشرق الأوسط ، 1986.

73- مها عبد الباقي جويلي: الدور الأخلاقي للمدرسة في القرن الحادي والعشرين، بحث منشور في: المؤتمر السنوي الخامس عشر بقسم أصول التربية العولمة ونظام التعليم في الوطن العربي، رؤية مستقبلية – جامعة المنصورة- كلية التربية 1998.

74- هبة نصار: بعض الآثار الاجتماعية لبرامج الإصلاح الاقتصادي في مصر : بحث مقدم إلى مؤتمر الإصلاح الاقتصادي وآثاره التوزيعية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة1992.

خامسا: المجلات والدوريات

75- أحمد فتحر سرور: مشكلات ديمقراطية التعليم في مصر، دراسات تربوية المجلد الثاني ، حـ 7، القاهرة، رابطة التربية الحديثة، يونيه 1987.

76- حسن على حسن: المجاراة والمخالفة لمعايير المجتمع في مصر ، العلوم الاجتماعية، الكويت ، المجلد الثامن عشر، العدد الثاني ، صيف 1990.

77- حسين العودات: كيف يمكن أن نجعل القنوات الفضائية العربية أداة للتعريف بالثقافة الإسلامية، المجلة العربية للثقافة، تونس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، السنة 16، العدد 3، سبتمبر 1997.

78- سمير نعيم أحمد: المحددات الاقتصادية والاجتماعية للتطرف الديني، حالة مصر المستقبل العربي، بيروت، العدد 131، يناير 1990.

79- سمير نعيم أحمد: انساق الاجتماعية ، ملامحها وظروف تشكلها وتغيرها في مصر ، العلوم الاجتماعية، الكويت السنة العاشرة، العدد الثاني ، يونيو 1982.

80- صابر سليمان عمران: آثار المواد الإعلامية الوافدة على المنطقة العربية من خلال الأقمار الصناعية مستقبل العالم الإسلامي، السنة السادسة، العدد 17، شتاء 1996.

81- عبد الجواد السيد بكر: تحليل مضمون مقالات جريدة العروة الوثقى رؤية تربوية إسلامية، بحث منشور في مجلة كلية ا لتربية- بنها 1994.

82- عبد الفتاح الجبالي: الآثار الاقتصادية لهجرة العمالة المصرية، السياسة الدولية، العدد 73، يوليو 1983.

83- عنتر لطفي محمد: صناعة القرار التعليمي، دارسات تربوية مج 23 العدد 13 القاهرة: رابطة التربية الحديثة يوليه 1988.

84- كمال نجيب: الجامعة الأمريكية والتبعية الثقافية، التربية المعاصرة، السنة العاشرة، العدد التاسع والعشرون، ديسمبر 1993.

85- محمد عبد الشفيع عيسى: جذور الأزمة الاقتصادية المصرية، الموقف العربي، السنة التاسعة، العدد 62 ، يونيو 1985، القاهرة، دار الموقف العربي.

86- محمد نجيب الصرايرة: الهيمنة الاتصالية: المفهوم والمظاهر، العلوم الاجتماعية، الكويت، المجلد الثامن عشر، العدد الثاني صيف 1990.

87- نادية سالم: السياسة الاقتصادية الإسكان محدودي الدخل، المجلة المصرية للتنمية والتخطيط مج 3 العدد الثاني، ديسمبر 1995.

88- نازلي شكري: ديناميكية الهجرة المعاصرة في الشرق الأوسط، لسياسة الدولية القاهرة ، العدد 73، يوليو 1983، ص : 67.

89- نجيب محفوظ: دعوة للأنانية، الأهرام ، 31 مايو 1990.

90- هالة مصطفى: الديمقراطية والدراسات المقارنة قضايا ومشكلات الديمقراطية، السنة الأولى، العدد الأول شتاء 2001.

سادسا: التقارير والنشرات

91- المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: المسح الاجتماعي الشامل، للمجتمع المصري 1952- 1980، القاهرة 1980.

92- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: تقرير التنمية ا لبشرية العام 1992، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1993.

93- جمهورية مصر العربية: اتحاد الإذاعة والتلفزيون ، الكتاب السنوي 1990.

94- جمهورية مصر العربية: المجالس القومية المتخصصة ، تقرير المجلس القومي للثقافة والعلوم والفنون والأدب والإعلام، رقم 18، الدورة السادسة سبتمبر 1984- يونيو 1985.

95- مجلس الشورى: لجنة الصحة والسكان والبيئة، تقرير مستقبل الرعاية الصحية في مصر والتوجه القومي للتأمين الصحي الاجتماعي، الدورة السادسة عشر- الانعقاد العادي، القاهرة 1992.

96- مركز أمة برس: الأمة في عام: تقرير حولي عن الشئون السياسية والاقتصادية المصرية 90/ 1991، القاهرة 1991.

97- مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، التقرير الاستراتيجي العربي لعام 1990، القاهرة 1991.

98- مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. التقرير الاستراتيجي العربي لعام 1986، القاهرة 1987.

99- مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: التقرير الاستراتيجي العربي لعام 1985، القاهرة: 1986.

100- مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: التقرير الاستراتيجي العربي لعام 1988، القاهرة: 1989.

101- مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، انتخابات 1984، القاهرة: الأهرام 1986.

102- مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية: انتخابات 1987، القاهرة: الأهرام 1988.

103- وزارة الإعلام: نشرة الوثائق العربية، القاهرة: الهيئة العامة للاستعلامات 1983.

104- وزارة التخطيط : خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية 82/ 1983- 86/ 1987، الجزء الثاني، القاهرة 1982.

الملاحق

بيان المقالات التي تم تحليلها

القضية الأولى : جوانب التربية


الفئة الأولى: التربية الاجتماعية

1- عبد الحكيم محمود/ الرسول ووحدة الأمة العربية/ ع 7 ، 8 ، س 36 / ينايرفبراير 1982/ ص 24.

2- الحسيني هاشم/ مسئولية الآباء/ ع9 ، س 34/ [مارس] – أبريل 1980/ ص 28.

3- زكي سويلم / خصائص الرسالة المحمدية / ع 7 ، 8 ، س 36/ يناير 0 فبراير 1982/ ص 38.

4- فاروق عبد السلام/ لماذا التيار الإسلامي/ ع3 ، س 44/ يونيه 1989/ ص 12.

5- عثمان حسين/ الحل الإسلامي/ ع2، س44/ مايو 1989/ ص 60.

6- كمال الشورى/ المنهج الإسلامي في بناء الأمة الإسلامية/ ع11، س36/ مايو1982/ ص 26. أحمد حمزة / تشتت المسلمين / ع1، س37/ يونيهيوليه- 1982/ ص2.

7- أحمد حمزة / تشتت المسلمين / ع 1 ، س 37/ يونيهيوليو1982/ ص 27.

8- عبد الحليم محمود/ التراحم قوام المجتمع المسلم/ ع1، س37/ يونيهيوليه 1982/ ص 27.

9- حامد عبد الماجد/ الطريق الإسلامي لتأسيس دولة العقيدة / ع7، س 43/ أكتوبر1988/ ص 46.

10- يوسف القرضاوي/ التخلف أول هموم أمتنا العربية/ ع 7 ، س 43/ مايو1988/ ص 46.

11- عبد الغفار عبد العزيز/ ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر/ ع 11، س 36/ مايو1982/ ص 12.

12- أبو عمرو / من حقائق الإسلام الثابتة/ ع 12، س 43/ مارس1989/ ص 24.

13- عبد الخالق عبد الوهاب/ الحج من أقوى الروابط الإسلامية/ ع3 ، 4، س 35/ أكتوبر1980/ ص 6.

14- عبد الخالق عبد الوهاب/ مبادئ إنسانية من كفاح الرسول صلى الله عليه وسلم في نشر الدعوة/ ع 7 ، 8 ، س 36/ يناير- فبراير1982، ص 6.

15- عبد الرسول الزرقاني/ المسلمون في فرنسا/ ع2 ، س38/ أبريل1983/ ص 41.

16- أبو طارق/ كرامة المواطن المصري/ ع7، س45/ سبتمبر1990/ ص 66.

17- محمد حامد أبو النصر / في لقاء الحج والاحتفال بعيد الأضحى/ ع4، س 45/ يونية – 1990/ ص 4.

18- محمد عبد الباسط زيدان/ حب مصر في شعر سيد قطب/ ع5، س45/ يوليو 1990، ص 58.

19- عبد المنعم سليم جبارة/ مأساة كل العرب والمسلمين/ ع6، س45/ أغسطس1990 / ص 10.

20- عصام العريان/ علامات على درب العمل/ ع1، س45/ مارس- 1990، ص 30.

21- محمد عبد القدوس/ يا أقباط مصر احذروا العلمانيين / ع2، س 45/ أبريل1990/ س 14.

22- محمد المأمون الهضيبي/ قضايا المستقبل الإسلامي/ ع3، س 4/ مايو1990/ ص 10.

23- ليلى سالم/ هناك خطة لضرب الأسرة المسلمة/ ع8، س 44/ أكتوبر1989/ ص 52.

24- زكي سويلم/ الأخوة/ ع10، س 34/ مايويونيه 1980/ ص 25.

25- أحمد منصور/ هموم المسلمين / ع 11، ص 44/ يناير 1990/ ص 36.

26- عبير حمدي/ ماذا يفقد الأبناء عندما يغيب الآباء/ ع7، س 44/ سبتمبر1989/ ص 49.

27- السيد أحمد فرج/ بناء الأسرة في ضوء الكتاب والسنة/ ع7، س 44/ سبتمبر 19789/ ص 50.

28- يوسف القرضاوي/ الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي/ ع9، س 42/ ديسمبر1987/ ص 50.

29- السيد أبو داود / الإعلام المصري متهم بمسخ الشخصية المسلمة/ ع5، س 44/ يوليه1989/ ص 42.

30- حسن البنا/ متى عيدنا / ع2، س 44/ مايو1989/ ص 14.

31- أحمد منصور / هموم المسلمين / ع4، س 44/ يوليه1989/ ص 36.

32- عبد المنعم سليم جباره/ محنة السودان أم محنة العرب والمسلمين / ع2، س 44/ مايو1989/ ص 10.

33- بدر محمد بدر/ أحوال المسلمين في أمريكا/ ع1، س 43/ أبريل- 1988/ ص 58.

34- أبو عمر/ منهج البنا في الإصلاح/ ع11، س 34/ فبراير1989/ ص 20.

35- سالم نجم/ أمانة المسئولية / ع12، س 43/ مارس1989/ ص 15.

36- أحمد منصور/ حموم المسلمين / ع9، س 43/ مارس- 1989/ ص 36.

37- زينب الغزالي/ صلاح الوالدين وعودة الخلافة/ ع 7 ، س 43/ أكتوبر1987/ ص 48.

38- زينب الغزالي/ وحدة المسلمين ضرورة / ع 8 ، س 43/ نوفمبر1987/ ص 46.

39- أسماء الحسيني/ من يحمي الأسرة من الانهيار/ ع 8 ، س 43/ نوفمبر1987/ ص 50.

40- أسماء الحسيني/ مطلوب حلول جذرية لمشكلة الزواج/ ع 5 ، س 43/ أغسطس1987/ ص 47.

41- عبد المنعم سليم جباره/ محنة السودان أم محنة العرب والمسلمين/ ع 2 ، س 44/ مايو1989/ ص 10.

42- هناء محمد/ الأسرة المسلمة ومحاولات التخريب/ ع 7لا ، س 45/ يوليه1990/ ص 52.

43- مصطفى مشهور/ فليكن الشعار هو الحب والتعاون/ ع 6 ، س 43/ سبتمبر1987/ ص 8.

44- محمد حامد أبو النصر/ أقباط مصر في ذمة الإسلام: ع 7 ، س 43/ أكتوبر1987/ ص 4.

45- مجدي على السيد/ قبضة المسلمين في قبرص/ ع 4 ، س 43/ يوليو1989/ ص 51.

46- مصطفى مشهور/ صفات المسلمين في قبرص/ ع 4 ، س 43/ يوليو1989/ ص 10.

47- مصطفى مشهور/ دعوة لتوحيد الصف/ ع 5 ، س 43/ أغسطس1989/ ص8 .

48- أحمد عبد الرحمن/ الجماعة أداة الفكر/ ع 3، س 43/ مايو- 1989/ ص 26.

49- أسماء الغباشي/ التيار الإسلامي حول شعاراته إلى واقع ملموس/ أ ع 3، س 43/ أبريل- 1989 ص 57.

50- محمد حامد أبو النصر/ الجامعة الإسلامية/ ع 9 ، س 45/ نوفمبر1990/ ص 4.

51- عصام العريان/ الإسلام والمسلمون في شرق أفريقيا/ ع 7 ، س 42/ أكتوبر1987/ ص 34.

52- أنور الجندي/ المؤامرة على الصحوة الإسلامية / ع 4 ، س 42/ مارس- 1987/ ص 14.

53- أحمد عز الدين/ هموم المسلمين/ ع 11، س 42/ فبراير- 1988/ ص 48.

54- محمد عبد الله الخطيب/ زيارة المريض/ ع 9 ، س 42/ ديسمبر- 1987/ ص 25.

55- أنور الجندي/ منهج الإسلام في المجتمع العالمي المعاصر/ ع 4، س 42/ أبريل 1987/ ص 20.

56- أبو أيمن/ صلاح الأمة في صلاح حكامها/ ع 4 ، س 42/ إبريل- 1987/ ص 50.

57- أحمد السيوفي/ القضية الفلسطينية قضية إسلامية/ ع 1 ، س 42/ مارس1987/ ص 12.

58- محمد حامد أبو النصر/ أيها المسلمون هل من يقظة وانتباه/ ع 7 ، س 45/ سبتمبر- 1990/ ص 4.

59- على متولي على/ في واحة النبوة/ ع 8 ، س 45/ أكتوبر- 1990/ ص 22.

60- زينب الغزالي/ قضايانا المنسية/ ع 10، س 45/ ديسمبر1990/ ص 48.

61- أحمد غلوش/ أهمية الدعاة ومدى الحاجة إليهم/ ع 7، س 34/ يناير- فبراير- 1980/ ص 54.

62- زينب الغزالي/ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا/ ع 7، س 45/ سبتمبر- 1990/ ص 48.

63- توفيق الواعي/ دروس وعبر/ ع7 ، س 45/ سبتمبر- 1990/ ص 34.

64- عبده زيدان/ كلمة ( تتداعى عليكم الأمم)/ ع7 ، س 45/ سبتمبر- 1990/ ص 46.

65- أبو طارق / وماذا بعد الكويت / ع 6 ، س 45، أغسطس 1990/ ص 66.

66- عبد الكريم الخطيب/ المرأة والرجل في بيت النبوة/ ع 7 ، 8 ، س 36/ ينايرفبراير- 1982/ ص 46.

67- ليلى سالم/ متابعات: المجتمع الإسلامي واتقالي الغربية / ع 10، س 45 ، ديسمبر/ 1990/ ص 52.

الفئة الثانية: التنمية الثقافية

68- عبد الجليل شلبي/ الإسلام والغرب/ ع 2 ، س 37/ مايو 1982/ ص 31.

69- قطب عبد الرحمن/ صورة اليهود والغرب والمسلمين في الأدب العبري/ ع 8 ، س 43/ نوفمبر1988/ ص 60.

70- محمد أمين توفيق/ الالتزام الإسلامي في أدب القصة والمسرحية/ ع 3، 4، س 38/ يناير- فبراير- 1983/ ص 48.

71- عبد الجليل عبد الدايم/ السنة النبوية المصدر الثاني للتشريع/ ع 6، س 38/ ـأبريل1983/ ص 34.

72- محمد محمود رضوان/ الثقافة الإسلامية وتربية السلوك / ع 6 ، س 38/ إبريل- 1983/ ص 34.

73- أحمد عمر هاشم / كاتب تأويل لشكل الحديث/ ع 3 ، 4، س 35/ أكتوبرنوفمبر- 1980/ ص 68.

74- محمد الغزالي/ مراكز الأحقاد على الإسلام/ ع 11، س 44/ فبراير- 1990/ ص 27.

75- مصطفى مشهور / ثقافة الفكر/ ع 6، س 45، أغسطس 1990/ ص 8.

76- هيئة التحرير/ ندوة الأدب الإسلامي في مصر/ ع 12، س 44/ مارس- 1990/ ص 57.

77- أبو محمد/ سمون فكرية/ ع 7، ص 44/ أكتوبر 1990، ص 46.

78- هيئة التحرير/ مسرح إسلامي/ ع 2، س 44/ مايو 1989/ ص 56.

79- محمد جمال عرفه/ الشيوعية تغير جلدها/ ع 11، س 43/ فبراير 1989/ ص 38.

80- الأصولية مصطلح غربي نصراني/ أبو محمد/ ع 8 ، س 44/ أكتوبر 1999/ ص 48.

81- هيئة التحرير / الأدب الإسلامي/ ع 7 ، س 45/ سبتمبر 1990/ ص 20.

82- محمد الغزالي/ نسيان الأصول والمبالغة في الفروع/ ع 3، س 45/ يونيه 1990/ ص 35.

83- أبو عمرو/ الفقه الإسلامي ( أصالته وخلوده) ع 12، س 44/ مارس1990/ ص 20.

84- محمد الغزالي/ الغزو الثقافي ومجمع اللغة العربية/ ع 1، س 45/ أبريل 1990/ ص 20.

85- محمد سيد بركة/ الالتزام في الأدب الإسلامي/ ع 6 ، س 44/ سبتمبر- 1990/ ص 60.

86- أحمد عبد الرحمن/ طلاء علماني لوجه مصر الإسلامي/ ع 7 ، س 44/ أكتوبر1990/ ص 22.

87- التحرير/ الإسلام هو هوية أمتنا/ ع 8 ، س 44/ نوفمبر- 1990/ ص 34.

88- حامد عبد الماجد/ الإسلام والتراث الإسلامي/ ع 4 ، س 44/ يوليو1989/ ص 26.

89- عبد المنعم سليم جبارة/ هل يتوب الماركسيون إلى الرشد/ ع 6 ، س 44/ سبتمبر1989/ ص 10.

90- عبد السلام حيدر/ الثقافة في مصر إلى أين؟/ ع 12، س 43/ مارس1989/ ص 44.

91- أنور الجندي / التغريب مخطط خطير لهدم الإسلام/ ع 12، س 43/ مارس1989/ ص 52.

92- ابو عمرو/ معنى السلفية والمراد منها/ ع 2، س 44/ مايو 1989/ ص 60.

93- عبد المنعم سليم جباره/ غياب العقل عند الماركسيين العرب/ ع 11، س 43/ فبراير 1989/ ص 10.

94- مصطفى هذارة/ الحداثة تسعى إلى إسقاط التراث/ ع 8 ، س 43/ نوفمبر 1988/ ص 58.

95- محسن راضي / الغزو الفكري في دول الخليج/ ع 9 ، س 43/ ديسمبر 1988/ ص 20.

96- أحمد عبد الرحمن/ العداء للتراث الإسلامي لماذا؟ / ع 10، س 42/ يناير 1988/ ص 44.

97- عبد المنعم سليم حبارة/ إفلاس الماركسية/ ع 5 ، س 43/ أغسطس 1988/ ص 10.

98- عبد العظيم المطعني/ الإسلام في مواجهة الأيديولوجيات المعاصر/ ع 6 ، س 43/ ص 56.

99- التحرير/ أكثر من 30 مركز أبحاث أمريكي في القاهرة/ ع 9 ، س 32/ ص 16.

100- مصطفى مذارة/ الحداثة والتراث/ ع 6 ، س 43/ سبتمبر 1988/ ص 61.

101- أحمد عبد الرحمن/ العداء للتراث الإسلامي لماذا؟ / ع 11، س 34/ فبراير 1989/ ص 62.

102- محمد عمارة / حتى لا يحتل الغرب عقولنا/ ع 4 ، س 43/ يوليه 1988/ ص 40.

103- التحرير / رسالة في الطريق إلى ثقافتنا/ ع 9 ، س 42/ ديسمبر 1987/ ص 23.

104- مصطفى مشهور/ ثقافة الفكر والفهم الصحيح للإسلام/ ع 6 ، س 45/ أغسطس 1990/ ص 8.

105- عبده زايد/ الأسماء الأجنبية في بلادنا/ ع 6 ، س 45/ أغسطس 1990/ ص.

106- مكارم محمود الديري/ الأدب الإسلامي/ ع 7 ، س 45/ سبتمبر 1990/ ص.

الفئة الثالثة: التربية السياسية

107- عبد الحليم محمود/ الشورى مبدأ إسلامي/ ع 10، 11، س 34/ مايويونيه- 1980، ص 16.

108- عبد الرحمن النجار/ الأسلوب الأمثل في عرض الرأي/ ع 10، 11، س 34/ مايويونيه- 1980/ ص 36.

109- عبد النعم خلف الله/ الدين والدولة في الإسلام/ ع 7 ، 8 ، س 38/ مايو يونيه1983، ص 11.

110- محمد أبو زهرة/ تكوين الرأي العام في الإسلام/ ع 7 ، 8 ، س 38/ مايويونيه1983/ ص 20.

111- محمد عبد القدوس/ أفكار للنظام الحاكم في حاجة إلى تغييرها/ ع 7 ، س 44/ سبتمبر- 1989، ص 12.

112- محمد حامد أبو النصر/ استقرار الأمن مطلب شعبي/ ع 10، س43، يناير- 1989/ ص 4.

113- محمد عبد القدوس/ العمل بالشريعة أمر/ ع 6 ، س 43/ أغسطس 1989/ ص 12.

114- عبد اللطيف مشتهري/ الإسلام دين ودولة/ ع 6 ، س 83/ أبريل- 1983/ ص 8.

115- أبو محمد/ الحاكمية في الكتابات الإسلامية/ ع 10، س 44/ ديسمبر- 1989/ ص 24.

116- التحرير / سرعة تطبيق الشريعة/ ع 1، س 45/ مارس- 1990/ ص 26.

117- محمد حامد أبو النصر/ الحرية الغالية/ ع 5 ، س 45/ يوليه- 1990/ ص 4.

118- أحمد عبد الرحمن/ سياسة التولية والعزل في الإسلام / أحمد عبد الرحمن/ ع 6 ، س 45/ أغسطس1990/ ص 22.

119- محمد عبد القدوس / مصر في ظل الحزب الحاكم/ ع 10/ س 45/ ديسمبر1990/ ص 18.

120- جابر رزق/ الإسلام والاستقرار والحرية/ ع 1، س 42/ مايو 1987/ ص 4.

121- بدر محمد بدر/ النظام الإسلامي والديمقراطية/ ع 1، س 42/ مايو 1987/ ص 24.

122- التحرير / برنامجنا تطبيق شعار الإسلام هو الحل/ ع 9 ، س 42/ ديسمبر1987/ ص 55.

123- التحرير / تزوير إرادة الشعب أحد أسباب السلبية/ ع 4 ، س 42/ أبريل- 1987/ ص 14.

124- أحمد السيوفي/ وضع غير المسلمين في ظل تطبيق الشريعة/ ع 4 ، س 42/ أبريل- 1987، ص 18.

125- التحرير/ من هم أهل الحل والعقد في المجتمع الإسلامي/ ع 4 ، س 42/ أبريل- 1987/ ص 22.

126- جابر رزق / التيار الإسلامي ولعبة الديمقراطية/ ع 7 ، س 42/ أكتوبر1987، ص 4.

127- مصطفى فرغلي/ في تطبيق الشريعة الإسلامية الأمن والأمان/ ع 7، س 42/ أكتوبر1987/ ص 24.

128- صلاح إسماعيل/ الإسلاميون ومجلس الشعب/ ع 3، س 43/ يونيو1988/ ص 38.

129- إبراهيم البيومي غانم/ محنة الشريعة الإسلامية وسياسات السلطة/ ع 3، س 43،/ يوليه1988/ ص 18.

130- أنور الهواري/ الحرية تحت حبل المشنقة/ ع 4، س 43/ يونيه 1988/ ص 18.

131- محمد حامد أبو النصر/ الحريات بين التطبيق والشعارات/ ع 5 ، س 43/ أغسطس1988/ ص 4.

132- عثمان حسين/ خصائص التشريع الإسلامي/ ع 8 ، س 43/ يوليو1988/ ص 34.

133- إبراهيم البيومي غانم/ أين الإسلام في سياسة مصر الخارجية/ ع 10/ س 43.

134- عبد الوارث سعيد/ الإسلام والسياسة / ع 3، س 44/ يونيه 1989/ ص 45.

135- صفوت منصور/ اختيار الصديق للخلافة نموذج مثالي للانتخابات/ ع 1، س 45/ مارس1990/ ص 45.

الفئة الرابعة : التربية العقدية

136- عبد الغفار عبد العزيز/ فضل الإيمان في سعادة الدنيا والآخرة/ ع 7 ، 8 ، س 36/ ينايرفبراير 1982/ ص 52.

137- جودة أبو زيد/ من أصول الإيمان/ ع 7 ، 8 ، س 36/ ينايرفبراير 1982/ ص 68.

138- موسى شاهين لاشين/ القرآن المعجزة الكبرى/ ع 7 ، س 34/ ينايرفبراير 1980/ ص 12.

139- أحمد عبد الرحيم السايح/ تأملات في العقيدة الإسلامية/ ع 12، س 34/ يونيهيوليه 1980/ ص 20.

140- محمود حمدي زقزوق/ الإيمان بالرسل والكتب السماوية والدار الآخرة/ ع 12، س 34/ يونيهيوليو 1980/ ص 32.

141- أبو عمرو/ من أجل عقيدة راسخة/ ع 6 ، س 45/ أغسطس 1990/ ص 20.

142- حسن البنا / إياك نعبد وإياك نستعين/ ع 10 س 45/ ديسمبر 1990، ص 14.

143- محمد عزت طنطاوي/ التوحيد عقيدة الإسلام/ ع 5، س 42/ مايو 1987، ص 21.

144- يحيى إسماعيل: لع دعوة الحق/ ع 4، س 42/ أبريل 1987/ ص 41.

145- مصطفى مشهور / العقيدة السليمة والإيمان الصادق/ ع 2، س 45/ أبريل 1990/ ص 8.

146- محمد الغزالي/ القرآن هو الوحي المحض/ ع 5، س 43/ أغسطس 1988/ ص 34.

147- محمد الغزالي/ الله الواحد/ ع 7 ، س 43/ أكتوبر 1988، ص 34.

148- موسى شاهين لاشين/ صدق الإيمان وإخلاصه/ ع 9 ، س 34/ أبريل 1980، ص 11.

149- محمد متولي إبراهيم/ عقيدة المسلم هي الثقة بالله/ ع 5 ، 6 ، س 34/ ديسمبر 1980، يناير 1981/ ص 60.

150- محمد عبد الغني شامية/ ما هو الإيمان / ع 5، س 36/ نوفمبر 1981/ ص 52.

151- محمد السعدي فرهود/ فلنذكر الله دائما/ ع 6 ، س 38/ أبريل 1983/ ص 5.

152- محمد الغزالي/ التفسير الموضوعي للقرآن الكريم/ ع 6 ، س 38/ أبريل 1983/ ص 37.

153- عبد الحليم محمود/ إقامة الصلاة، ع 9 ، س 34/ مارسأبريل 1980/ ص 13. 154- محمد شامة/ وجود الله / ع 1، س 37/ يونيهيوليو 1982/ ص 40.

155- محمد الطيب النجار/ الإيمان ومقوماته/ ع 5، س 36/ نوفمبر 1981/ ص 21.

156- محمد حافظ سليمان / هداية الله للمؤمنين/ ع 7 ، 8 ، س 36/ ينايرفبراير 1982/ ص 49.

157- الحسيني هاشم/ المشارك في الطاعة مشارك في الأجر/ ع 12، س 36/ يونيه 1982، ص 25.

158- عبد الجليل شلبي/ الإيمان وثبات العقيدة/ ع 11، س 36/ مايو 1982/ ص 132.

159- حسنين محمد مخلوف/ الإسلام ودعوته الحقة، ع 7 ، س 34/ ينايرفبراير 1980/ ص 45.

160- مصطفى مشهور/ بين الربانية والمادية/ ع 10، س 44/ ديسمبر 1989/ ص 8.

161- محمد حافظ سليمان/ تكامل الرسالات الإلهية/ ع 3، س 36/ سبتمبرأكتوبر 1981/ ص 27.

162- عبد الخالق عبد الوهاب/ الصوم في القرآن الكريم/ ع 1، س 37/ يونيهيوليه1982/ ص 4.

الفئة الخامسة: التربية الجهادية

163- زكي سويلم / الجهاد في سبيل الله / ع1، ص 35، أغسطس 1980/ ص 15.

164- إبراهيم الإبياري/ أدب الزاهدين/ ع 6 ، س 38/ أبريل 1983، ص 72.

165- عبد الجليل شلبي/ من أسرار الصيام وغاياته/ ع 1، س 37/ يونيهيوليو 1982/ ص30.

166- صلاح أحمد الطنوبي/ أثر الصيام في تربية المسلم/ ع 1، س 37/ يونيهيوليو 1982/ ص 58.

167- سيد قطب/ الانطلاق من قيد الأرض/ ع 5، ص 45/ يوليو 1990/ ص 19.

168- مصطفى مشهور/ مجاهدا في سبيل الله/ ع 8 ، س 45/ أكتوبر 1990/ ص 8.

169- أحمد عبد الرحمن/ في سبيل الله وحده يجاهد المسلمون/ ع 10، س 45/ ديسمبر 1990/ ص 24.

170- جابر رزق/ ويبقى الجهاد السبيل الوحيد لتحرير فلسطين/ ع 9 ، س 42/ ديسمبر 1987/ ص 4.

171- محمد حامد أبو النصر/ الحل السلمي طريق الجبناء/ ع 9 ، س 42/ ديسمبر 1987/ ص 10.

172- التحرير / نعم للجهاد/ ع 4، س 42/ ديسمبر 1987/ ص32.

173- فتحي شهاب/ إن القنبلة الذرية الإسلامية/ ع 10، س 43/ يناير 1988/ ص 30.

174- أنور الهواري، عبد الحي محمد/ الاستعداد للجهاد المسلح لتحرير فلسطين/ ع 10، س 43/ يناير 1989/ ص 20.

175- أحمد حمزة/ الجهاد الأكبر/ ع 12، س 36/ يونيه 1982/ ص 17.

176- عبد الحليم محمود/ مجاهدة النفس/ ع 12، س 36/ يونيو 1982/ ص 17.

177- الحسيني عبد المجيد هاشم/ دعوة الرسول حياة النفوس/ ع 7، س 34/ ينايرفبراير1980/ ص 43.

178- محمد أبو زهرة/ في الصوم روحية وتذكرة/ ع 1، س 35/ أغسطس 1980/ ص 34.

179- موسى لاشين/ طهارة الظاهر والباطن/ ع 12، س 34/ يوليو 1980/ ص 10.

180- أبو عمرو/ اجلس بنا نؤمن ساعة/ ع ، س 43/ سبتمبر 1988، ص 20.

181- عزت على عطية/ الزهد كما يصوره الإسلام/ ع 12، س 34/ يوليو 1980/ ص 72.

182- أبو عمرو/ رهبان بالليل فرسان بالنهار/ ع 8 ، س 43/ نوفمبر 1988، ص 12.

183- حسن البنا/ عل تتغير النفوس/ ع 1، س 43/ أبريل 1988/ ص 34.

184- أبو عمرو/ سر حياة القلوب/ ع 3، س 44/ يونيه 1989/ ص 22.

185- الحسيني هاشم/ الصبر والجهاد/ ع 3، 4، س 35/ أكتوبرنوفمبر 1980/ ص 30.

186- محمد كامل البنا/ الصيام وعلاج النفس/ ع 1، س 35/ أغسطس 1980/ ص 38.

الفئة السادسة: التربية الخلقية

187- كامل البوهي/ في روضة الرسول/ ع 12، س 34/ يوليه 1980/ ص 30.

188- محمد متولي الشعراوي/ من الصفات الخلقية للرسول/ ع 7، س 34/ ينايرفبراير1980/ ص 20.

189- محمد البهي/ من حياة الرسول / ع 7، س 34/ ينايرفبراير 1980/ ص 30.

190- الحسيني هاشم/ الاستقامة أمن وطمأنينة / ع 11، س 36/ مايو1982/ ص 24.

191- محمد أبو الفتوح/ البر في الإسلام/ ع 1، س 37/ يونيهيوليه 1982/ ص 62.

192- زكي سويلم/ الوفاء خلق المسلمين الأبرار/ ع 3، 4، س 38/ ينايرفبراير 1983/ ص 42.

193- أبو عمرو/ ففي رحاب النبوة/ ع 5، س 43/ أغسطس 1988/ ص 20.

194- صلاح أحمد الطنوبي/ محمد صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة / ع 3، 4، س 38/ ينايرفبراير 1980/ ص 64.

195- محمد فوزي حمزة/ الجانب الخلقي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم/ ع 9، ص 34/ أبريل 1980/ ص 60.

196- عبد الخالق عبد الوهاب/ مكارم الأخلاق/ ع 7، 8، س 35/ ينايرفبراير 1982/ ص4.

197- السيد عبد الله بن عبد القادر/ الرحمة/ ع 7 ، 8، س 35/ ينايرفبراير 1982/ ص 52.

198- السيد ماضي أبو العزائم / المعاملة/ ع 3، 4، س 35/ أكتوبر- نوفمبر 1981/ ص 38.

199- موسى شاهين لاشين/ تحريم النميمة / ع 10، 11، س 34/ مايويونيه 1980/ ص 10.

200- أبو عمرو/ من أخلاق النبوة/ ع 7 ، س 43/ أكتوبر 1988/ ص 26.

201- أحمد أمين عبد الغفار/ اللسان العف/ ع 1، س 43/ أبريل 1988/ ص 14.

202- أبو عمرو/ من وحي مولده صلى الله عليه وسلم / ع 7 ، س 44/ أكتوبر 1989/ ص 34.

203- زكي سويلم/ من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم/ ع 7 ، س 34/ ينايرفبراير 198/ ص 50.

204- مصطفى مشهور/ الإخلاص والتجرد/ ع 10، س 45/ ديسمبر 1990/ ص 8.

205- أم ذر/ الغل بين الذين آمنوا/ ع 5، س 45/ يوليه 1990/ ص 52.

206- فرحات أحمد خطاب/ حق الطريق/ ع 3، 4، س 35/ أكتوبرنوفمبر 1980/ ص 23.

207- فتحي يوسف/ يا معاذ أنهاك أن تشتم الناس/ ع 7، 8، س 38/ مايويونيه 1983/ ص 26.

208- الحسيني هاشم/ الحياء لا يأتي إلا بخير/ ع 2، س 37/ أغسطس 1982/ ص 9.

الفئة السابعة: التربية العقلية

209- التحرير / الرحلة من التراب إلى سلعة الله الغالية ودعوة للتفكير فيها/ ع 7، 8، س 38/ مايويونيه 1983/ ص 32.

210- موسى محمد على/ الإسلام يرشد العقل ويوجهه إلى الخير/ ع 10، 11، س 34/ مايويوليه 1980/ ص 44.

211- محمود الجوهري/ تقدير الإسلام للعقل/ ع 5، س 43/ أغسطس 1988/ ص 45.

212- محمد فوزي حمزة/ موقف الإسلام من العلم/ ع 10، 11، س 34/ مايويونيه 1980/ ص 53.

213- عمارة نجيب / المنهج العلمي وأدلة وجود الله/ ع 12، س 36/ يونيو 1982، ص 54.

214- محمد متولي الشعراوي/ القرآن والعقل/ ع 9، س 34/ أبريل 1980/ ص 45.

الفئة الثامنة: التربية الجسمية – الجنسية

215- مصطفى مشهور/ قوة البنية والقدرة على الكسب/ ع 7 ، س 45/ سبتمبر1990/ ص 8.

216- أحمد غراب/ أمراض الصيف والوقاية منها/ ع 3، س 44/ يونيه 1989، ص 52.

القضية الثانية : تربية الفئات الاجتماعية:

الفئة الأولى: تربية المرأة:

217- نعمات محمد على الهانسي/ الإسلام والمرأة/ ع 12، س 34/ مايو- يونيه 1980/ ص 58.

218- محمود الجوهري/ نصيحتي إلى ابنتي/ ع 8 ، س 43/ نوفمبر 1988، ص 49.

219- محمد المهدي محمود/ حماية المرأة المسلمة من موجات التحلل الخلقي/ ع 7، 8، س 35/ ينايرفبراير 1981/ ص 40.

220- علية الجعار/ بنت الإسلام / ع 6 ، س 38/ أبريل 1983، ص 44.

221- التحرير / تقصير الزوج هو السبب الأول لتقصير الزوجة/ ع 11، س 44/ يناير 1990/ ص 50.

222- ليلى سالم/ المرأة في فكر حسن البنا/ ع 11، س 44/ يناير 1990/ ص 52.

223- ليلى سالم/ خطة أمريكية لتدمير صحة المرأة المسلمة/ ع 12، س 44/ فبراير 1990/ ص 54.

224- أم ذر / المرأة المسلمة من يتحدث باسمها/ ع 1، س 45/ مارس 1990/ ص 65.

225- السادات إسلام الشربيني/ نساؤنا في ظل الإسلام/ ع 3، 4، س 36/ سبتمبرأكتوبر 1981/ ص 39.

226- صفوت الصاوي/ صورة المرأة بين الإسلام والإعلان/ ع 3، س 45/ مايو 1990/ ص 54.

227- هناء محمد / تربية الأولاد ومسئولية الأم/ ع 5، س 44/ أغسطس 1989، ص 52.

228- زينب الغزالي/ رد على رسالة / ع 8، س 44/ نوفمبر 1989/ ص 50.

229- أم مجاهد/ من مذكرات مسلمة/ ع 12، س 43/ مارس 1989، 52.

230- أسماء الغباشي/ دور المرأة المسلمة في بناء الحاضر والمستقبل/ ع 12، س 43م مارس 1989/ ص 50.

231- هناء محمد/ الزوجة الصالحة ضرورة شرعية/ ع 12، س 43/ مارس 1989/ ص 49.

232- ليلى بيومي/ واجبات المرأة المسلمة في المرحلة الراهنة/ ع 3، س 44/ يونيه 1989/ ص 48.

233- أم مجاهد/ مذكرات مسلمة في يوم الانتخابات/ ع 4، س 44/ يوليه 1989/ ص 49.

234- أسماء الحسيني/ عاجل إلى كل امرأة عاملة/ ع 7، س 43/ أكتوبر 1988، ص 50.

235- هناء محمد/ جواز عضوية المرأة في المجالس النيابية/ ع 10، س 43/ يناير 1989/ ص 52.

236- أم مجاهد / الخروج للدعوة/ ع 8، س 44/ نوفمبر 1989/ ص 53.

237- فاطمة فضل/ مهري ما يحفظه من القرآن / ع 7، س 42/ أكتوبر 1987 / ص 23.

238- زينب الغزالي/ المرأة المسلمة في ركب الجهاد/ ع 11، س 42/ فبراير 1988/ ص 55.

239- أسماء الحسيني / الإسلام ليس شرعا للرجل على حساب المرأة/ ع 4، س 43/ يوليو 1988/ ص 56.

240- ليلى سالم/ هزيمة العلمانية في جمعية تضامن المرأة/ ع 10، س 44/ ديسمبر 1989، ص 19.

241- هناء محمد/ بنات مصر ومسابقة الجمال/ ع 9، س 45/ نوفمبر 1990/ ص 51.

242- نورا البنا/ الإسلام كرم المرأة وبعض الفقهاء حطوا من شأنها/ ع 10، س 45/ ديسمبر 1990/ ص 49.

243- أسماء الحسيني/ ضابطات الشرطة ضرورة للحفاظ على الأخلاق والفضائل / ع 6، س 45/ أغسطس 1990/ ص 50.

244- نهاد الكيلاني، نادية عدلي/ المرأة في سوق الإعلانات / ع 6، س 45/ أغسطس 1990/ ص 52.

245- هناء محمد/ حديث للأخوات/ ع 11، س 43/ فبراير 1989/ ص 56.

246- أم ذر/ المرأة في حقل الدعوة/ ع 7، س 45/ سبتمبر 1990/ ص 52.

247- زينب الغزالي/ مستقبل الأمة في حجور الأمهات/ ع 8، س 45/ أكتوبر 1990/ ص 48.

248- أم ذر/ يوميات مسلمة / ع 7، س 45/ سبتمبر 1990/ ص 57.

249- عبد الكريم الخطيب/ المرأة والرجل في بيت النبوة / ع 7، 8، س 36/ ينايرفبراير 1982/ ص 47.

250- هناء محمد/ إقامة البيت المسلم أهم ما تقدمه المرأة للحركة الإسلامية/ ع 7، س 43/ أكتوبر 1988، ص 50.

251- التحرير / الزوجة الصالحة ضرورة شرعية/ ع 12، س 43/ مارس 1989/ ص 49.

الفئة الثانية : تربية الشباب:

252- أحمد عبد اللطيف بدر/ نداء وتوجيه إلى شباب الإسلام/ ع 9 ، س 34/ مارسأبريل 1980/ ص 64.

253- لواء أ . ح/ محمد جمال الدين/ ع 3، 4، س 36/ أكتوبر 1981/ ص 36.

254- محمد سيد أحمد المسير / الرسول والشباب/ ع 3، 4، س 38/ ينايرفبراير 1983/ ص 50.

255- عبد الغفار مصطفى / مشكلات الشباب/ ع 6 ، س 38/ أبريل 1983/ ص 51.

256- أحمد الملط/ رسالتي إلى الشباب: ماذا يريد بالمسلمين / ع 6، س 45/ أغسطس 1990/ ص 26.

257- أحمد الملط/ رسالتي إلى الشباب / ع7، س 42/ أكتوبر 1987/ ص 16.

258- عامر شماخ/ توظيف طاقات الشباب/ ع 4، س 43/ يوليه 1987، ص 18.

259- محمد عبد القدوس/ واجبات الحكومة تجاه الشباب/ ع 11، س 43/ فبراير 1989/ 35.

260- عامر شماخ، عادل الأنصاري/ الإحباط واقع يعيشه الشباب المصري/ ع 4، س 44/ يولية 1989 / ص 54.

261- أحمد الملط/ رسالتي إلى الشباب: وإنها طريق الهدى/ ع 1، س 45/ مارس 1990، ص 54.

262- أبو أنس/ يا شباب / ع 2، س 43/ مايو 1988/ ص 53.

263- زكي سويلم / الشباب وقيم المجتمع/ ع 2، س 37/ أغسطس 1982/ ص 42.

الفئة الثالثة: تربية الطفل:

264- عبد الحكيم أبو ناصر/ مشكلات الطفل المصري / ع 9 ، س 43/ ديسمبر 1988، ص 46.

265- أسماء الحسيني/ مشاكل الأطفال النفسية/ ع 10، س 43/ يناير 1989/ ص 54.

266- عبد الحكيم أبو ناصر/ كارثة اسمها عمالة الطفل المصري/ ع 11، س 43/ فبراير 1989/ ص 56.

267- هناء محمد/ متى يستخدم العقوبة في تربية أطفالنا/ ع 11، س 44/ فبراير 1989/ ص 53.

268- هناء محمد/ الرضاعة الطبيعية تفيد الأم والطفل معا/ ع 1، س 45/ مارس 1990/ ص 56.

269- ليلى سالم/ كيف نربي أطفالنا في مدارس اللغات/ ع 4، س 45/ يونيه 1990/ص 52.

270- التحرير / برنامج أسبوعي لشغل وقت فراغ الطفل من سن 4: 8 سنوات/ ع 5، س 45/ يونيه 1990، ص 53.

271- ميرال الطحاوي/ القدوة في حياة أطفالنا/ ع 10، س 44/ ديسمبر 1990/ ص 53.

272- التحرير/ المسلمون أخوة ( قطن للطفل) ع 8 ، س 45 / أكتوبر 1990/ ص 55.

273- التحرير / دكان جاسر ( قصة) ع 9، س 45/ نوفمبر 1990/ ص 55.

274- محمد عبد القدوس/ دروس من المحفة لأطفالنا/ ع 9، س 43/ ديسمبر 1988/ ص 53.

القضية الثالثة : المشكلات المجتمعية:

الفئة الأولى: المشكلة الاقتصادية:

275- مجدي عبد الفتاح سليمان/ الفكر الإسلامي وعناصر الإنتاج/ ع 9، س 34/ مارس – أبريل 1980/ س 58.

276- محب المحجري/ التطبيق الفعلي للاقتصاد الإسلامي / ع 5، 6، س 35/ ديسمبريناير 1981/ ص 44.

277- سيد خليل / مواكب الإسراف الحكومي مستمرة/ ع 8، س 44/ نوفمبر 1989/ ص 18.

278- مجدي مصطفى / التعليم ليس سببا للبطالة/ ع 11، س 44/ يناير 1990/ ص 32.

279- أحمد جعفر/ زكاة المال توجد البيئة المناسبة للاستثمار/ ع 12، س 44/ فبراير1990/ ص 30.

280- محمد إبراهيم/ كيف يعالج الإسلام مشكلة ا لتضخم/ ع 1، س 45/ مارس 1990/ ص 46.

281- مجدي مصطفى / المشكلة السكانية/ ع 2، س 45/ أبريل 1990/ ص 30.

282- مجدي مصطفى / ماذا وراء إنتاجية انخفاض العامل المصري/ ع 10، س 43م يناير 1989/ ص 32.

283- محمد عبد القدوس/ إلى متى ستظل الأسعار تواصل ارتفاعها/ ع 12، س 43/ مارس 1989، ص 32.

284- التحرير / البطالة قنبلة موقوتة تهدد النظام/ ع 12، س 43/ مارس 1989/ ص 30.

285- مجدى مصطفى / لدينا إمكانيات التنمية ولكن؟/ ع 1، س 44 / أبريل1989/ ص 32.

286- عبد السميع المصري/ الإسلام وأخلاقيات التجارة/ ع 6، س 43/ سبتمبر 1988/ ص 33.

287- التحرير / الإنسان أساس التنمية الاقتصادية في المنهج الإسلامي/ ع 6 ، س 43/ سبتمبر 1988/ ص 33.

288- أنور الهواري/ البطالة والحل الإسلامي/ ع 8، س 43/ نوفمبر 1988/ ص 32.

289- التحرير / الزكاة ركيزة اقتصادية / ع 8 ، س 43/ نوفمبر 1988، ص 32.

290- فياض عبد المنعم/ صيغ الاستثمار الإسلامي لسد العجز في الميزانية عي الحل/ ع 4، س 43/ يوليو 1988/ ص 30.

291- أنور الهواري/ أبعاد أزمة الإسكان / ع 5، س 43/ سبتمبر 1988، ص 30.

292- التحرير/ المنهج الإسلامي للخروج من الأزمات الاقتصادية/ ع 9، س 42/ ديسمبر 1988/ ص 32.

293- عبد السميع المصري/ المنهج الإسلامي لسداد ديون مصر/ ع 7، س 42/ أكتوبر 1988/ ص 46.

294- سيد خليل / عودة العمالة/ ع 7، س 45/ سبتمبر 1990/ ص 12.

295- محمد عبد القدوس/ المليونير الإسلامي نعمة على مجتمعه/ ع 3/ س 42/ يونيه 1988/ ص 34.

296- صبحي عبد المنعم فوده/ إدارة وتنظيم الوقت ضرورة لتحقيق الاقتصاد الناجح/ ع 7، س 45/ سبتمبر 1990 / ص 32.

297- سيد خليل / الخريجون يهجرون الأراضي الجديدة/ ع 8، س 45/ أكتوبر 1990/ ص 32.

الفئة الثانية: مشكلة العنف:

298- محمد حامد أبو النصر/ علاج الرأي بالرأي / ع 6، س 43/ سبتمبر 1988/ ص 4أ

299- أحمد شعبان / المتطرفون منهم؟ / ع 12، س 43/ مارس 1989/ ص 44.

الفئة الثالثة: تبدل القيم:

300- هناء محمد / الاغتصاب جريمة من؟ / ع 3، س 43/ يونيه 1988/ ص 56.

301- عبد الجليل شلبي/ جريمة الزنا وقذف المحصنات/ ع 7، 8، س 38/ مايويونيه 1983/ ص 71.

الفئة الرابعة: العدل الاجتماعي:

302- سيد خليل / القرية المصرية مظلومة/ ع 6، س 45/ أغسطس1990، ص 26.

القضية الرابعة : قضايا التعليم:

الفئة الأولى/ المناهج الدراسية:

303- زينهم البدوي/ المؤامرة على الفصحى/ ع 1، س 43م مايو 1987/ ص 44.

304- بدر محمد بدر/ مشكلة التعليم في مصر أين الخلل؟ / ع 5، س 42/ أغسطس 1987/ ص 45.

305- أحمد شعبان/ مناهج التعليم الأزهري تشوه عقول الغد/ ع 10، س 44/ يناير 1990/ ص 16.

306- التحرير / دعوة للاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم والتربية الإسلامية في مجال التعليم/ ع 5، س 44/ أغسطس 1989/ ص 48.

307- أحمد عبد الرحمن/ وزير التطوير وأمة المستقبل/ ع 12، س 43/ مارس 1989/ ص 60.

308- أحمد عبد الرحمن/ مشكلة التعليم في مصر/ ع 5، س 43/ أغسطس1988/ ص 40.

الفئة الثانية: التعليم الجامعي:

309- التحرير / الجامعة المفتوحة وهل تصلح بديل عن الجامعة الأهلية/ ع 9، س 43/ ديسمبر 1988/ ص 45.

310- بدر محمد بدر / مطلوب تصحيح الأوضاع في الأزهر الشريف / ع 3، س 43/ يونيه 1988/ ص 24.

311- جهاد الكردي / استقلال الجامعات المصرية عن الحكومة كيف؟ / ع 5، س 45/ يوليه 1990، ص 45.

الفئة الثالثة: المعلم:

312- أحمد عبد الرحمن/ المعلمون بين الوزارة والنقابة/ ع 6، س 45/ ديسمبر 1988/ ص 45.

313- محمد عبد الرحمن طبل/ 700 ألف معلم مصري يستغيثون/ أغسطس 19990/ ص 34.

الفئة الرابعة: السياسات التعليمية:

314- محمد طبل / السياسة التعليمية تخريب أم تعمير/ ع 9، س 43/ أبريل 1989/ ص 52.

الفئة الخامسة: التلميذ:

315- عبد الرسول الزرقاني: السلوك الإسلامي في المدرسة/ ع 3/ س 38/ ينايرفبراير 1983/ ص 66.

القضية الخامسة: الطبيعة الإنسانية:

316- محيي الدين الصافي/ مكانة الإنسان من الكون والوجود/ ع 3، س 43/ ينايرفبراير 1983/ ص 44.

317- محمد شامة/ تكريم الله للإنسان / ع 11، س 37/ أبريل 1983/ ص 31.

318- عبد الرسول الزرقاني/ الإسلام روح ومادة معا/ ع 4، س 37/ أكتوبر 1982/ ص 82.

القضية السادسة: أهداف التربية:

319- أبو عمر/ التربية الإسلامية/ ع 8، س 45/ أكتوبر1990/ ص 24.

320- محمد عبد الرحمن عوض/ التعليم وشخصية المواطن المسلم/ ع 7، 8، س 38/ مايويونيه1983/ ص 69.