خطيئة المفاوضات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
خطيئة المفاوضات
توقيع اتفاقية أوسلو

استمرار المفاوضات فى ظل الاستيطان خطيئة”، هكذا قال السيد عزام الاحمد لصحيفة الحياة السبت الماضى بتاريخ 15 ايار. وفق هذا المنطق وبنظرة الى الوراء يمكن استنتاج ان كل المسيرة التفاوضية منذ أوسلو حتى الان كانت خطيئة كبرى لم يتم اسخلاص العبر الملائمة منها ولم يتحمل احد المسوؤلية الوطنية والاخلاقية والديموقراطية عما الحقته من اضرار باهظة بحق الشعب الفلسطينى وحقوقه ومقدراته .

طوال الوقت قبلت السلطة الفلسطينية فى الحقيقة بخطيئة التفاوض- وفق تعبير السيد عزام الاحمد- مع استمرار الإستيطان على الارض .

عند توقيع إتفاقية أوسلو كان عدد المستوطنين فى الضفة 130 الفاً اضحوا الان 300 الف مستوطن بالإضافة إلى مائتى الف اخرين فى المستوطنات المحيطة بمدينة القدس و عندما سالت صحيفة هارتس - اوائل اذار مارس الماضى- الرئيس ابو مازن لماذا يطرح الان تجميد الاستيطان كشرط للتفاوض وهو امر لم يفعله فى الماضى قال انه فى ذلك الوقت لم تكن خارطة الطريق وتفاهمات انابوليس قد ابصرتا النور ووضعتا على الطاولة .

نحن هنا امام خطيئة اخرى مركبة تتمثل في التفاوض بشكل ساذج ومعدوم المسوؤلية والتخلى عن طلب ضمانات جدية من الكيان الصهيوني -والرعاة الاخرين للتسوية- بتجميد الاستيطان فى الاراضى المحتلة التى يجرى التفاوض حولها كما تتجلى الخطيئة ايضا في العجز عن رؤية الواقع الحالى، قراءته وفهمه كما ينبغى فخلال عام انابوليس فقط اى عام 2008 زاد الاستيطان بنسبة ستين بالمائة وحسب تقرير نشرته صحيفة هارتس على موقعها الالكترونى الاربعاء 28 يناير 2009 نقلا عن حركة "السلام الان" فان البناء الاستيطانى فى الضفة الغربية ارتفع عام 2008 بنسبة 60 بالمائة مقابل العام الذى سبقه حيث بلغ عدد المبانى التى شيدت فى المستوطنات 1257 منها 748 مبنى ثابتا و509 مبان متنقلة كرفان ,وحسب هارتس فان غالبية اعمال البناء تمت على اراضى فلسطينية خاصة علما ان وزارة الدفاع وصفت محتويات التقرير بانها مواد متفجرة سياسيا و رفضت نشرها بذريعة الخشية من المس بامن الدولة وعلاقاتها الخارجية حسب تعبير الصحيفة العبرية .

خلال سنوات اهود أولمرت-الشريك فى مسيرة انابوليس- الثلاث فى السلطة 2006 الى 2009 زاد عدد المستوطنين خمسين الفا لدرجة ان عنتيل شنتلر احد قادة حزب كديما من المستوطنين تبجح قائلا لم يبن احد مثلما بنينا نحن فى المستوطنات .

السيد صائب عريقات قال منذ أيام ان على الكيان الصهيوني أن يختار بين السلام والاستيطان رغم انه للاسف ساهم شخصيا فى حصولها على الاثنين معا الامر الذى ما زالت حتى الان تتفاخر وتتباهى به تسيبى لفنى "بدون عملية التسوية والمفاوضات مع الفلسطينيين ما كان الكيان الصهيوني لتمتلك كامل الحرية فى محاربة الارهاب " بمعنى اخر، بدون قناع التفاوض الزائف ما كان الكيان الصهيوني لتيرتكب هذا الكم الكبير من الجرائم، جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية خلال حربى لبنان وغزة .

فى مذكراته التى نشرتها صحيفة الحياة- تشرين ثانى نوفمبر 2008 قال السيد ياسر عبد ربه ان الشهيد ياسر عرفات لم يكن مفاوضا بارعا كونه اعطى الاولوية للسلطة ومظاهرها على حساب الارض وانه فطن بشكل متاخر وبالصدفة فى العام 1988 لسرطان الاستيطان ومدى استفحاله فى الضفة الغربية -هبطت طائرته لسوء الاحوال الجوية قرب القدس وواصل الطريق برا الى رام الله وعندما سال عن مدينة صادفها قيل له انها ليست مدينة وانما مستوطنة معاليه ادوميم .

طريقة التفاوض الكارثية استمرت مع تلاميذ ابى عمار وليس ادل على ذلك من شهادة صائب عريقات نفسه عبر تصريحه الشهير "-بعد 18 عاما من التفاوض ما زلت بحاجة الى تصريح اسرائيلى للذهاب من اريحا الى القدس كما ان الرئيس ابو مازن بحاجة الى تصريح مماثل للانتقال من رام الله الى عمان" .

وفق المعطيات والبراهين السابقة فان التفاوض فى ظل الاستيطان هو خطيئة كبرى تجعل المفاوضات عبثية بالمعنى الحقيقى للكلمة رغم ذلك ورغم الحقائق المثبتة فان من ارتكب او بالاحرى ارتكبوا تلك الخطيئة ما زالوا فى اماكنهم فى السلطة لم يستقل احد منهم ولم يرف له جفن والادهى من ذلك انهم الان بصدد مواصلة او الايغال في الخطيئة بينما يدفع الشعب الفلسطينى الثمن .


المصدر: المركز الفلسطيني الإعلامي