حول تصريحات شيخ الأزهر بخصوص قضية (الحجاب في فرنسا)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حول تصريحات شيخ الأزهر بخصوص قضية (الحجاب في فرنسا)
01-01-2004


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من نواب الكتلة الإسلامية بمجلس الشعب المصري حول تصريحات شيخ الأزهر بخصوص قضية (الحجاب في فرنسا)

يقول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (الأحزاب: 59)، ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ (النور: 31)، ويقول رسولنا محمد- صلى الله عليه وسلم- مخاطبًا نساء المسلمين في شخص "أسماء بنت أبي بكر": ".. إذَا بَلَغَتِ المَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ لَها أنْ يُرَى مِنْهَا إلاَّ هَذَا وَهَذَا (وأشار إلى الوجه والكفين)" (أخرجه أبو داود).

لقد وقعت تصريحات الإمام الأكبر شيخ الأزهر حول قضية (حجاب المرأة المسلمة)، والمثارة الآن في فرنسا كالصاعقة على أبناء الأمة الإسلامية رجالاً ونساءً، وأصابت الكثير من المسلمين بالحزن، وأضرمت في صدورهم الغضب، فلقد تطوع الشيخ بتصريحات مخالفة لصحيح القرآن والسنة وإجماع الأمة؛ فكيف يحدث هذا؟ وما الداعي له؟!

ونحن إذ نبدي اعتراضنا على تصريحاته- إعذارًا إلى الله، وإشفاقًا عليه- فإننا نذكره بتقوى الله: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ (فاطر: 28)، ونذكره أيضًا بخطورة مثل هذه التصريحات على عقيدة الأمة وعلى أمنها وسلامها الاجتماعي، ونذكره كذلك بأن المسئولية عظيمة أمام الله- سبحانه وتعالى- ولا نرى له أو لغيره عذرًا في ذلك.

ولقد كان موقف أساتذة وشيوخ مجمع البحوث الإسلامية طيبًا وجيدًا إثر اللقاء الذي ضمهم وشيخ الأزهر ووزير الداخلية الفرنسي؛ إذ بينما كانت تصريحات الشيخ مهينة ومخالفة لعقائد المسلمين- مجاملة للوزير ولحكومة فرنسا- هاجم علماء المجمع شيخ الأزهر، وقالوا: إن ما أبداه لا يعبر إلا عن رأيه الشخصي، وأنه- للأسف- لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه قبل اللقاء.

نحن ندعو شعوب العالم الإسلامي وعلمائه وحكامه بأن يتحركوا لوقف صدور ذلك القانون الجائر على عقيدة المسلمين، المخالف لثوابت دينهم من البرلمان الفرنسي..

كما نهيب بالشعب الفرنسي وحكمائه وعقلائه أن يقفوا في مواجهة هذا القانون، لما سيترتب عليه من آثار سيئة على العلاقات مع الشعوب العربية والإسلامية، فضلاً عن أنه يتعارض مع الحرية التي تدعو إليها فرنسا.

وندعو الأزهر بعلمائه وأساتذته- الذين يشهد لهم الجميع بالعلم والورع والتقوى- أن يقفوا على قلب رجل واحد ضد هذه التصريحات المريبة، التي تخالف إجماع الأمة وعلمائها، وتمس عقيدتها، ونذكِّر الجميع بقول الحق سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ﴾ (البقرة: 159).

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾

د. محمد مرسي عضو مجلس الشعب وإخوانه من أعضاء المجلس

القاهرة في: 8 من ذي القعدة 1424هـ= 1 من يناير 2004 م.

المصدر