حوار مع رئيس تحرير (السبيل) الأردنية أ. عاطف الجولاني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حوار مع رئيس تحرير (السبيل) الأردنية أ. عاطف الجولاني
13-04-2005

حاوره: حبيب أبو محفوظ

- الإعلاميون يتعرضون لضغوطات متواصلة من الحكومات

- المستقبل في العراق هو للمقاومة العراقية الإسلامية الوطنية

- لا حلَّ أمام أمريكا سوى الخروج من العراق وإنهاء احتلالها له بالسرعة الممكنة

أصبح الإعلام اليوم ركيزةً أساسيةً من مكونات المجتمع، وفي ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم أصبحت وسيلة نقل المعلومة بسرعة وبشفافية من ركائز هذا الإعلام الناجح والمقبول لدى الجمهور، وعليه أصبحت الدول والحكومات تحسب لما بات يعرف رسميًا "بالسلطة الرابعة" الشيء الكثير، وأمام تسارع الأحداث في المنطقة وعلى أكثر من صعيد، وفي ظل هذه الزخم الإعلامي "المرئي، والمقروء والمسموع"، وفي ظل ثورة الإعلام من فضائيات وصحف وإنترنت.. كثُرت الأسئلة التي تبحث عن الحقيقة فيما يتعلق بالإسلام الغائب الحاضر، وبالحركات الإسلامية على وجه الخصوص.

وحرصًا منا- كإعلاميين- على توصيل حقيقة هذه المهنة، وللتعرف على خباياها وحيثياتها التقى (إخوان أون لاين) برئيس تحرير صحيفة (السبيل) الأردنية الأستاذ عاطف الجولاني؛ حيث جُلنا معه في أكثر من محور حول الإعلام الإسلامي من جهة والواقع الأردني وتطوراته الإقليمية من جهة أخرى، وفيما يلي نص المقابلة:

  • بصفتكم رئيسًا لتحرير صحيفة (السبيل) الأسبوعية، كيف ترون واقع الإعلام في الأردن؟
أشكر لكم بدايةً هذا الاهتمام، وهو ليس بالأمر المستغرب على موقع إعلامي، كرَّس نفسه لخدمة قضايا الأمة ولحمل رسالتها، والذود عن حياضها، وإذا كان المقصود بسؤالكم الإعلام الرسمي فهو لا يختلف عن حاله في بقية الأقطار العربية، هو إعلام حكومات وليس إعلام دولة، إعلام ترويج وتسويق للمواقف الرسمية، يفتقد إلى المصداقية الشعبية؛ لكونه ينحاز إلى مصالح النخب.. أما إذا كان السؤال عن الإعلام الخاص فإنه ليس بأفضل حالاً من الإعلام الرسمي بفعل سقوف الحريات المنخفضة والتدخلات المتواصلة والضغوط التي تزاوج بين استخدام العصا والجزرة، فإلى جانب الضغوط تقدم الإغراءات والمكتسبات للعديد من الإعلاميين المستقلين للتأثير على توجهاتهم.
  • وما هو تأثير ذلك على صحيفتكم (السبيل)؟ وأين هو موقعها على خريطة الصحافة الأردنية؟
اخترنا منذ اللحظة الأولى الانحياز لصالح الشعوب، وأن نقف مع نبض الأمة وقضاياها ومصالحها أيًّا ما كانت ضريبة ذلك وثمنه، وبالتالي لم يكن للضغوط والإغراءات تأثير على توجهاتنا ومواقفنا، وهو ما أكسبنا- بحمد الله- ثقة جمهورنا وتقدير قرائنا، وكسبنا قبل ذلك احترام أنفسنا.
أما موقع (السبيل) على خريطة الصحافة المحلية فهي تحتل مكانةً متقدمةً من حيث حجم الانتشار والتأثير، فعلى صعيد الصحف الأسبوعية (السبيل) ليست الصحيفة الأولى فحسب، بل إن حجم انتشارها ومبيعاتها يفوق مبيعات وانتشار العديد من تلك الصحف مجتمعة، بل إنه يتقدم على انتشار غالبية الصحف اليومية.. أما من حيث التأثير فإن (السبيل) من أكثر الصحف المحلية تأثيرًا على صعيد التوجهات السياسية وعلى صعيد التوعية وتشكيل القناعات وصياغة الرأي العام.
  • في ظل ثورة الإعلام والفضائيات.. برأيكم لماذا تأخر الإسلاميون في هذا المجال؟ لماذا لا يكون لهم محطة فضائية في الوقت الذي استطاع أفراد أن يملكوا مثل هذه المحطات؟
ربما يكون الإسلاميون تأخروا فيما مضى في الدخول بفاعلية إلى مجال الإعلام، وللأمانة فإن هذا عائدٌ إلى الضغوط وعوامل الإعاقة والاستهداف المستمر لهم في مختلف الساحات، لكني أحسب أنهم استطاعوا اختزال المسافات، والتقدم سريعًا في الحقل الإعلامي خلال السنوات الماضية، وهم يشغلون الآن حيزًا مهمًا في مختلف الساحات الإعلامية، سواءٌ على صعيد الإعلام المكتوب أو المرئي أو عبر الإنترنت.
السؤال عن فضائية للإسلاميين يُطرح كلما جرى الحديث عن موضوع الإعلام؛ حيث يرى البعض في تأخر إطلاق الإسلاميين لمثل هذه الفضائية جانبًا من جوانب تقصير الحركة الإسلامية، ومع قناعتي بأهمية مشروع الفضائية لنشر رسالة الحركة الإسلامية وفكرتها أرى أن الحديث ينحو في كثير من الأحيان منحنى رومانسيًا يبتعد قليلاً عن الواقع، ولا يأخذ بعين الاعتبار كثيرًا من المعطيات الواقعية، فإذا كان الحديث يجري عن فضائية إسلامية بالإطار العام هناك العديد من مثل هذه الفضائيات القائمة حاليًا تقوم بإسهامات جليلة في خدمة الفكرة الإسلامية، أما إذا كان الحديث عن فضائية ذات نهج سياسي وفكري واضح، فأظن أن ما تتعرض له بعض الفضائيات، كالمنار مثلاً، من ضغوط بسبب تبنيها لخط سياسي وفكري مباشر هو مؤشر على ما يمكن أن تتعرض له فضائية تنشئها الحركة الإسلامية.
صحيح أن الكثيرين سيشعرون بالنشوة وكثير من الارتياح والرضى النفسي لو تم إنشاء فضائية للحركة الإسلامية، لكني أظن أن ثمة بدائل وخيارات يمكن أن تحقق مصالح وإنجازات كبيرة لو تم الاهتمام بها بصورة أفضل.
  • ماذا تقصد بذلك؟
هناك العديد من العاملين في الفضائيات المختلفة يتبنون قناعات الحركة الإسلامية، ويسعون لخدمة رسالتها، وفي ظني أن الحركة الإسلامية تستطيع إيصال رسالتها بصورة أفضل وأوسع حين تنشرها عبر فضائيات مستقلة لا تصنَّف كفضائية تروِّج فكرة معينة، وتصور لو أن حجم الإسلاميين العاملين في حقل الفضائيات المختلفة زاد على ما هو قائم حاليًا فكم سيكون حضور الحركة الإسلامية في تلك الفضائيات؟ وكم سيكون تواصلها مع قطاعات شعبية واسعة؟ وتصوَّر لو أن الإسلاميين نشطوا في مجال الإنتاج الإعلامي كم سيكون ذلك مؤثرًا..؟! لكن أرجو لا يفهم من كلامي أنني أُقلل من أهمية وجود فضائية ذات خط متميز، فإذا أمكن الجمع بين خيارات متعددة دون أن يكون بينها تناقض فإن هذا سيكون أكثر تأثيرًا.
  • ننتقل إلى الشأن السياسي وأنتم مهتمون بذلك.. إلى أين وصلت علاقات الحركات الإسلامية مع الجهات الرسمية بعد التصعيد الذي شهدته الأشهر الأخيرة لا سيما في أزمة النقابات؟!
لا شكَّ أن الحركة الإسلامية تعرضت لحملة استهداف شرسة خلال الفترة الماضية، وبصراحة يبدو أن هناك مَن نَظر إلى الحركة الإسلامية كأخطبوط يملك أذرعًا متعددةً، اعتبرها أحد أهم أسباب قوتها، وخطط بالتالي لحرمانها من هذه الأذرع عبر تقطيعها الواحد تلو الآخر، فمن استهداف للإسلاميين في البرلمان عبر قانون الصوت الواحد.. إلى حرمانهم من البلديات عبر قانون التعيين.. ثم حرمانهم من المجالس الطلابية في الجامعات عبر الوصفتين معًا، وصفة التعيين والصوت الواحد، وانتقالاً إلى حرمانهم من منابر المساجد عبر التشدد في تطبيق قانون الوعظ والإرشاد، وشنّ حملة اعتقالات طالت قيادات الصف الأول في الحركة الإسلامية، ثم حرمانهم من الفعاليات الشعبية من خلال قانون الاجتماعات العامة الذي فرض قيودًا صارمةً على أي نشاط جماهيري، ثم جاء استهداف العمل الخيري، من خلال مشروع خاص قانون أعدته وزارة التنمية الاجتماعية يؤدي في المحصلة إلى إخضاع كافة الجمعيات الخيرية التطوعية للإشراف والهيمنة الحكومية، وكانت نهاية المطاف في خوض معركة شرسة ضد النقابات المهنية.
لكنَّ هذه السياسات ضد الحركة الإسلامية التي استهدفت محاصرتها وتحجيمها لم تؤدِّ إلى توتير العلاقات مع الحركة فحسب، بل أدت إلى تأزيم العلاقة بين الحكومة وبين جميع القوى السياسية والشعبية، لا سيما أن هذه التضييقات رافقها رفع للأسعار، وفرض ضرائب جديدة، أو رفع القائم منها، ما تسبب بإحداث احتقانات شديدة.
  • وهل كان هذا برأيكم السبب في إقالة حكومة فيصل الفايز والمجيء بحكومة جديدة؟
أعتقد أن هذا أحد ثلاثة أسباب وقفت وراء ذلك.
  • وما السببان الآخران وراء مجيء حكومة عدنان بدران؟
السبب الثاني يتعلق بالأزمات التي أثارتها الحكومة عبر وزارة خارجيتها مع العديد من الدول العربية المؤثرة، لا سيما في أدائها الاستفزازي أثناء قمة الجزائر الأخيرة، وهو ما وتَّر علاقات الأردن مع هذه الدول وعرَّض الأردن لانتقادات قاسية.. لكن السبب الرئيس الذي أدى إلى سرعة تغيير الحكومة في تقديري يتعلق بمطالبة الحركة الإسلامية بإصلاح ديمقراطي حقيقي.
  • وما علاقة ذلك بتغيير الحكومة؟
هذه المطالبة أحرجت الرسميين، على اعتبار أنهم يصنَّفون كأصدقاء للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، فتصاعد دعوات الحركة الإسلامية بالإصلاح في ظل ممارسات الحكومة ضد الحريات يفقد الادعاءات الأمريكية بالرغبة في دمقرطة المنطقة مصداقيتها.
  • وهل يأتي في هذا السياق الانتقادات التي وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس لوضع الإصلاح والديمقراطية في الأردن ؟
بالتأكيد، وهناك حديث عن أن إصلاحات معينة طُلب من الأردن إحداثها في الفترة القادمة، والرسميون لا يرغبون بالتأكيد أن تسجَّل هذه الإصلاحات كإنجاز للحركة الإسلامية، وأنها جاءت نتيجة ضغوطها من أجل الإصلاح الشامل، بل يريدون أن تظهر الإصلاحات وكأنها جاءت بقرار ذاتي؛ لذلك كانت الأولوية الأولى التي حدُدت للحكومة الجديدة هي الإصلاح، ثم ترميم العلاقات مع الدول العربية ومع القوى السياسية المحلية.
  • لكن ألا تعتقدون أن دعوة الإسلاميين في أكثر من دولة عربية للإصلاح في هذا الوقت يمكن أن يفسر على أنه تساوق مع الولايات المتحدة وتجاوب مع مطالبها؟
سأتحدث بكل صراحة، لقد كانت أمريكا السبب وراء تفشي الفساد وغياب الإصلاح في المنطقة طوال عقود، هي التي رعت الاستبداد والفساد في المنطقة، وهي التي دعمت الحكومات القمعية؛ لأنها رأت أن ذلك يخدم مصالحها، وهي إذا فكرت الآن بالتصرف بشكل مغاير خدمة لأهدافها ومصالحها أيضًا، فإن هذا شأنها، ولا يعني الحركة الإسلامية التي جهدت منذ وجدت في المطالبة بالإصلاح وتغيير الأوضاع الفاسدة.
حديث الحركة الإسلامية عن الإصلاح حديث قديم، بل هو خط أساس في برامج عملها، وهي أكثر من دفع ثمن الديكتاتوريات المسيطرة في العالم العربي، فهل المطلوب من الحركة الإسلامية أن تتوسل أمريكا للمحافظة على بقاء الاستبداد والفساد في المنطقة؟! الحركة الإسلامية في كافة الدول العربية تريد إصلاحًا وطنيًا ينبع من الداخل وتعارض فرض الإصلاح من القوى الخارجية بالقوة والاحتلال، لكنَّ هذا لا يعني بالطبع أن لا تستفيد الحركة الإسلامية من أية ظروف إقليمية ودولية تتيح لها التقدم ببرامجها إلى الأمام.. البعض يريد أن يحشر الحركة الإسلامية في خانة ضيقة، وأن يُلجِئَها إلى الدفاع عن الاستبداد، والمطالبة باستمراره خشية الاتهام بالوقوف مع توجهات خارجية.
وأحسب أن على الحركة الإسلامية أن لا تقبل حشرها في مثل هذه الخانات الضيقة، هي ليست متهمةً حتى تلجأ للدفاع ونفي التهمة عن نفسها، والذين يحاولون توجيه الاتهامات للحركة الإسلامية هم أكثر الناس ارتماءً في أحضان أمريكا ومن المدافعين عن ارتماء الحكومات في أحضانها، أما الحركة الإسلامية فسجلُّها ناصع ولا يتيح إلا لحاقد أو متحامل أن يوجه لها تهمة التعامل مع أي جهة لا تقف في صف الأمة.
  • البعض يقول إن تحولات جوهرية في مواقف حركة حماس ) حصلت مؤخرًا، فمن الموافقة على التهدئة إلى التوجه للمشاركة في المجلس التشريعي انتهاءً بالاستعداد المبدئي لدخول منظمة التحرير.. من خلال متابعتكم لهذه التطورات هل تعتقدون أن تغييرات حقيقية حصلت بالفعل تغييرات في إستراتيجية (حماس
لا أرى أي تغيير طرأ على إستراتيجية حركة حماس ) وعلى ثوابتها، ما يحصل الآن في رأيي ويدفع البعض لتصور أن تحولات قد حصلت هو أن الحركة بدأت تزاوج بصورة أكبر وباقتدار واضح بين العمل الميداني في ساحات المقاومة والتضحية، وبين العمل السياسي في مساحات أوسع وبمستويات أعلى مما كان عليه الوضع سابقًا، ولنتحدث بصراحة إن أي مقاومة وعمل جهادي لا يرافقه استثمار سياسي بالصورة الصحيحة لن يكون منتجًا، ولن يؤدي للتقدم إلى الأمام، وتجربة خطف الثورات الإسلامية التي لم تكن تملك رؤى وبرامج سياسية واضحة وتم قطف ثمار بطولاتها وتضحياتها من قبل آخرين تسلقوا الركب ما تزال ماثلةً للعيان.
أنا أدرك الصورة السلبية التي تركها أداء منظمة التحرير وكثير من فصائلها على مسألة الاستثمار السياسي للمقاومة؛ حيث فهموا أن الاستثمار السياسي يعني تقديم التنازلات للعدو والتخلي عن الحقوق مقابل الحصول على الفتات؛ لذلك قد يخرج من يحذر من أن حركة حماس ) ربما تكرر مسيرة المنظمة وفتح وعدد من الفصائل الفلسطينية، دون أن يتنبه إلى الفوارق الكبيرة بين هذه الأطراف وبين حركة حماس ) كحركة إسلامية عقائدية تملك رؤيةً فكريةً وسياسيةً واضحةً حافظت عليها طوال السنوات الماضية، رغم ما تعرضت له من استهداف تزول منه الجبال.
ما جرى في الآونة الأخيرة بعد غياب عرفات والتقدم المذهل الذي حققته حركة حماس ) في الانتخابات البلدية، أن الآخرين هم الذين غيروا مواقفهم وبدلوا سياساتهم في التعاطي مع الحركة، فالسلطة هي التي كانت فيما مضى ترفض أن يكون لها شريك في القرار الفلسطيني، وهي التي بدأت بعد فشلها وتراجعها تعترف بالأمر الواقع وتعبر عن استعداد أكبر للتعامل مع حركة (حماس) بصورة مختلفة؛ لذا كان منطقيًّا أن يكون رد (حماس) إيجابيًا لكن دون أن يتضمن تنازلاً أو تراجعًا عن المواقف الجوهرية، فشروطها لدخول المنظمة التي وضعتها بداية التسعينيات لم تتغير، والذي جرى هو أن قيادة السلطة وفتح استعدت في حوارات القاهرة الأخيرة لمناقشة الشرطين اللذين وضعتهما (حماس) لدخول المنظمة فيما يتعلق بإعادة بنائها على أسس وقواعد سليمة واعتماد آليات سليمة للفرز وتمثيل القوى المختلفة داخل مؤسساتها، وهذا يشكل تراجعًا في مواقف

حركة فتح المهيمنة على المنظمة، لا تغيرًا في مواقف حركة (حماس).

  • وماذا عن حوارات (حماس) مع أطراف أمريكية وأوروبية؟
ينطبق عليها في رأيي ذات الأمر، فحركة (حماس ) كانت تؤكد باستمرار استعدادها للحوار مع الجانب الأمريكي ومع مختلف الأطراف الأوروبية، لكن الآخرين هم الذين كانوا يهربون من الحوار بسبب الضغوط الصهيونية، لكن الأمر اختلف بعد نتائج الانتخابات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة التي أكدت أن :حركة حماس ) هي القوة الأكبر في الساحة الفلسطينية ولا يمكن تجاوزها من أي طرف يريد أن يلعب دورًا سياسيًا مؤثرًا في المنطقة، فحصل التغيير في مواقف الإدارة الأمريكية والأطراف الأوروبية، وباتوا أكثر استعدادًا للحوار مع حركة حماس )، فهل نعتبرها ملومةً لأن الآخرين اضطروا في ظل نجاحاتها لتغيير مواقفهم..؟!!
  • وكيف ترون مستقبل المقاومة العراقية في ظل التطورات السياسية التي شهدها العراق على صعيد إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة مؤقتة جديدة؟
المستقبل في العراق هو للمقاومة العراقية الإسلامية الوطنية الواعية التي تعرف أين توجه فوهات بنادقها، وتحسن قراءة وتقدير الظرف السياسي، وتأخذ بعين الاعتبار مجمل التطورات المحلية والإقليمية والدولية، هذه المقاومة تعمل بقوة وفاعلية كبيرة على الساحة العراقية وتتطور بصورة مستمرة، لكن الولايات المتحدة تستخدم كل قدراتها لتغييب صوت هذه المقاومة لصالح ترويج عمليات خلافية؛ بهدف التشكيك بتلك المقاومة، وإثارة اللغط حولها، واتهامها بأنها إرهاب أعمى يستهدف العراقيين بالدرجة الأولى، لكن الشمس لا تغطَّى بغربال، وورطة أمريكا في المستنقع العراقي لم تعد خافيةً على أحد، وعبثًا تذهب محاولات الولايات المتحدة لتخفيف أزمتها عبر فرض صيغ سياسية معينة، فلا مجلس الحكم الانتقالي استطاع إنقاذ أمريكا من ورطتها، ولا الانتخابات الطائفية التي أفرزت مجلسًا طائفيًا وحكومةً طائفيةً مؤهلةً لإخراج واشنطن من مأزقها العسكري والسياسي في العراق.
  • إذا ما هو الحل المتاح أمام الولايات المتحدة للتعامل مع أزمتها في العراق؟
صدقني لا حل أمام أمريكا سوى الخروج من العراق وإنهاء احتلالها له بالسرعة الممكنة، لكنها تصر حتى الآن على العناد والمكابرة وهو ما سيحمِّلها أثمانًا باهظةً ويكبِّدها خسائر فادحةً.

المصدر