حوار مع الدكتورة هاجر سعد الدين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حوار مع الدكتورة هاجر سعد الدين

[17/06/2003]

مقدمة

"إذاعة القرآن الكريم" من الإذاعات المتميزة, ليس على مستوى الإعلام المصري فحسب، بل على المستوى العالمي. فهي تقدم القرآن الكريم والثقافة الإسلامية بطريقة جذابة, وتعمق المفاهيم الدينية والقيم الروحية, وتحتل المرتبة الأولى في استطلاعات الآراء حول أفضل المحطات الإذاعية.

احتلفت "إذاعة القرآن الكريم" مؤخرًا بمرور 39 عامًا على إنشائها حيث بدأ إرسالها في 29 مارس 1964.

وتولى رئاستها في ذلك الوقت محمود حسن إسماعيل, وكانت تبثّ على فترتين بواقع 14 ساعة يوميًا.

اقتصرت في البداية على تقديم المصحف المرتل بصوت الشيخ محمود خليل الحصري فقط، ثم انضم إليه عدد من مشاهير القراء "المنشاوي, عبدالباسط, البنا, مصطفى إسماعيل"، ثم تطورت ودخلت فيها البرامج, وزادت ساعات الإرسال حتى وصلت الآن إلى 24 ساعة يوميًا.

وتضم "إذاعة القرآن الكريم" 4 إدارات رئيسية هي:

علوم القرآن, علوم السنة, والأسرة والمجتمع, وإدارة خاصة بالمذيعين، وتقدم الإذاعة برامج تقوم على تفسير القرآن وعلومه وآدابه, والفقه: صوره وأحكامه, والتشريع في الإسلام.

تتولى رئاستها حاليًا الدكتورة هاجر سعد الدين، وهي خريجة كلية البنات جامعة الأزهر, بدأت عملها بالإاذعة من خلال البرنامج العام "الشئون الدينية"، وتولت الإشراف على أحاديث الصباح الدينية التي كان يقدمها عدد من كبار علماء الإسلام في ذلك الوقت.

نص الحوار

توجهنا إليها وحاورناها حول "إذاعة القرآن الكريم" وأسباب احتفاظها بمستواها, وحول مسيرتها في الإذاعة, وكيف تستطيع الإذاعة أداء رسالتها في الفترة القادمة لاسيما مع التطور الكبير في وسائل الإعلام، وفي ظل ثورة الاتصالات والمعلومات التي تجتاح العالم هذه الفترة.

البرامج التي قدمتها

فكان هذا الحوار:

  • ما أول البرامج التي قمت بتقديمها في الإذاعة؟
كانت بدايتي في شبكة البرنامج العام وقدمت برنامج "دنيا ودين"، وكان أول برنامج يوضح الدلالات العلمية الموجودة في الآيات القرآنية, ثم قدمت برنامج "سبحان الله"، وأميل دومًا إلى البرامج التي تدعو للتأمل في ملكوت الله.

والذي شجعني على ذلك هو والدي -رحمه الله- حيث كان يحثنا على التفكر في الكون امتثالاً لأمر الله تعالى.

  • يعد برنامج "رأي الدين" هو أشهر برنامج استمع الناس إليك فيه فما قصته؟
عندما استشعرت حاجة الناس إلى الفتوى الصحيحة قدمت هذا البرنامج الذ حقق شهرة واسعة، وقام فيه كبار العلماء بالرد على أسئلة المستمعين حول جميع القضايا والمشاكل التي تهم المستمع, كما تطرقت في البرنامج إلى موضوعات شائكة مثل نقل الأعضاء وفوائد البنوك.

الألتحاق بالأذاعة

  • كيف كان إلتحاق بـ"إذاعة القرآن الكريم"؟
انتقلت إلى شبكة القرآن الكريم لأشغل منصب مدير عام برامج الأسرة والمجتمع, وكم كانت سعادتي فائقة حين اقترن اسمي بهذه الإذاعة. لذلك فقد حرصت منذ ذلك الحين على انتقاء الكلمة المذاعة وتمحيصها من أي شائبة، وحينما أصبحت مديرًا للشبكة في عام 1997 طالبت بأن يكون هناك قسم لمراجعة البرامج قبل إذاعتها، وتمت الموافقة على ذلك.
  • وما الجديد الذي شهدته الشبكة منذ ذلك الحين؟
يقيني بأهمية الكلمة المذاعة, وحتى يكون الكتاب في متناول مقدمي البرامج لتنمية زادهم الثقافي أنشأت مكتبة خاصة بشبكة القرآن الكريم غير مكتبة الإذاعة, وتضم أهم الكتب في كافة المجالات، كما قمنا بنقل صلاة العشاء على الهواء مباشرة من المسجد الحرام وصلاة الفجر في نفس الليلة من المسجد الأقصى, وذلك عن طريق مذيعين من الشبكة لتغطية هذا الحدث.
ومنذ فترة... احتفلنا بمرور 14 قرنًا على دخول الإسلام مصر، وذلك على مدى عامين تتبعنا خلالهما مسيرة الفتح بداية من العريش، ثم بورسعيد وبلبيس، وصولاً إلى مسجد عمرو بن العاص. ونقلنا من هذه المدن صلاتي العشاء والتراويح، وفي نفس الإطار نقلناهما العام الماضي من أشهر المساجد العربية مثل الأموي بدمشق, الزيتونة بتونس، والحسن الثاني بالمغرب.

وسائل الحفظ علي تراث "اذاعة القراّن الكريم"

  • ألم تفكروا في وسيلة لحفظ تراث "إذاعة القرآن الكريم"؟
بالفعل قمنا بدعوة المستمعين؛ لمنحنا ما يمتلكون من شرائط نادرة, ولاقت تلك الدعوة استجابة من دول العالم الإسلامي جميعًا. وبدأنا نقدم هذه المواد في برنامج "من التسجيلات النادرة" للحفاظ عليها من الضياع.
  • فيما يتعلق بالقرآن الكريم, هل هناك مساحة لإذاعته بالقراءات المختلفة أم تقتصرون على قراءة "حفص"؟
لاشك أن قراءة "حفص عن عاصم" هي الأساس فيما نذيعه من الكتاب الكريم, ولكننا بدأنا نقدم لأول مرة قراءة "ورش" مع تقدمة لها لتوضيح الفرق بين القراءات, ومنذ عامين قدمنا في رمضان قراءة "قالون" وفي العام الماضي قدمنا قراءة "أبو عمر الدوري".
  • كيف تقيسون مدى التفاعل وحجم المستمعين للشبكة؟
بالرغم من عدم وجود برامج يبدي فيها المستمعون مباشرة آراءهم في الشبكة، إلا أننا نتعرف على هذه الآراء من خلال مئات الرسائل والاتصالات التليفونية التي لا تنقطع سواء للاستفسار عن أمور معينة، أو لإبداء الإعجاب، أو النقد، أو لإسداء النصح لنا.
  • في ضوء ذلك ما موقعكم بين باقي المحطات الإذاعية؟
بفضل الله احتلت شبكة القرآن الكريم مركز الصدارة, حيث حصلت على المركز الأول على مستوى شبكات الإذاعة لعدة سنوات.

أسباب الفوق

  • وما الأسباب التي ترجعون إليها ذلك التفوق؟
المصداقية التي نقدم بها البرامج, والتحقق من كل كلمة, والابتعاد عن الشطحات الفكرية, ولأننا نعمل على تقديم الدين بمفهومه الصحيح بلا إفراط أو تفريط, كما نحرص على التجديد, وتقديم مواد تناسب كافة الفئات العمرية, أي أن الأسرة كلها "الرجل-المرأة-الأبناء" تجد فيها ما يرضيها ويشبعها ثقافيًا وروحيًا.
  • ألا تتفقين معي أن المنافسة أصبحت شرسة بين وسائل الإعلام حول اكتساب المتلقين خاصة بعد ظهور الإنترنت والقنوات الفضائية؟ وكيف تغلبون على ذلك؟
ليس هناك خوف إطلاقًا من المنافسة, فنحن نتميز عن باقي هذه الوسائل جميعًا بالقرآن الكريم الذي يحرص الناس دومًا على الاستماع إليه؛ لأنه يمدهم بزاد روحي كبير, وكذلك بالبرامج المتميزة التي لا توجد في كثير من وسائل الإعلام الأخرى. ثم إن هذه المنافسة هي التي تلزمنا بالتجديد والدأب والتفاني ومواكبة كافة الأحداث ومتابعة كافة القضايا المعاصرة من منظور إسلامي.

المصدر