حماس .. ثمرة منهج الاخوان .. ام إبداع منفصل عنها

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حماس .. ثمرة منهج الإخوان .. ام إبداع منفصل عنها


المقدمة

كانت حركة حماس منذ النشأة وحتى الان (2021) هي نموذج تطبيقى لفكر جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا ، تحكمها استراتيجية واحدة وان اختلفت سياستها حسب نوع وطبيعة المواجهة ، فهى في غزة غيرها في الضفة . وبرغم ان البعض وصف بان حماس 2007 بعد سيطرتها على غزة غيرها قبل 2007 ، بل حاول البعض ان يشكك في مدى التزام حماس بفكر وسياسات جماعة الإخوان المسلمين ! الا ان تحليل الواقع يؤكد عكس ذلك كما سنرى ..

ففي هذا البحث بيان لحقيقة هذا الالتزام ، مع الإشارة الى اكثر المغالطات شيوعاً حول مدى ارتباط حماس بجماعة الإخوان المسلمين .

الإخوان المسلمون .. مقدمات فقه التغيير

حدد الإمام البنا في رسائله التي تمثل عند الإخوان المسلمين المرجعية الأساسية ، المقدمات الصحيحة والضرورية لفقه التغيير

  • فيتحدث الإمام حسن البنا في (رسالة المؤتمر الخامس) عن "إن غاية الإخوان تنحصر في تكوين جيل جديد من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح يعمل علي صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية الكاملة في كل مظاهر حياتها .. وأن وسيلتهم في ذلك تنحصر في :
  • تغيير العرف العام
  • وتربية أنصار الدعوة علي هذه التعاليم
  • حتى يكونوا قدوة لغيرهم في التمسك بها والحرص عليها والنزول علي حكمها"

ومن ثم فان الدفع بالشعب في مواجهة مسلحة دون تغيير العرف العام وتربية ، انحراف عن منهج الإسلام كما يفهمه الإخوان المسلمون .

ويتحدث الإمام البنا في (رسالة المؤتمر السادس) عن طبيعة وحجم وشكل الإصلاح الذى يسعى اليه الإخوان فيقول: (ما الإصلاح الذي يريده الإخوان ويهيؤن له أنفسهم .. فهو إصلاح شامل كامل تتعاون عليه قوي الأمة جميعاً وتتجه نحوه الأمة جميعاً ويتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل)

ومن ثم فان انفراد الإخوان دون غيرهم من القوى بدعوة الإصلاح او الاكتفاء بترقيع هنا او هناك ، انحراف عن منهج الإسلام كما يفهمه الإخوان المسلمون .

ثم يحدد في (رسالة بين الأمس واليوم) متى تكون الخطوة التنفيذية فيقول : (بعد عموم الدعاية وكثرة الأنصار ومتانة التكوين) ومن ثم فان اى حركة على الأرض نحو التنفيذ من غير قاعدة صلبة تحتمى بانصار ، انحراف عن منهج الإسلام كما يفهمه الإخوان المسلمون .

ثم يبين الإمام حسن البنا في (رسالة المؤتمر الخامس) درجات القوة المطلوب حيازتها كما يفهمها الإخوان المسلمون فيقول : (أن أول درجة من درجات القوة ، قوة العقيدة والإيمان ، ثم يلي ذلك قوة الوحدة والارتباط ، ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح ، ولا يصح أن تُوصف جماعة بالقوة حتى تتوفر لها هذه المعاني جميعاً ، وأنها إذا استخدمت قوة الساعد والسلاح وهي مُفككة الأوصال مضطربة النظام أو ضعيفة العقيدة خامدة الإيمان فسيكون مصيرها الفناء والهلاك)

ولعل هذا النص بالذات ضابطا تميزت به جماعة الإخوان المسلمين عن غيرها من الجماعات الإسلامية الأخرى التي استخدمت القوة في تغيير الواقع الذى ترفضه ، وسيتضح ذلك بجلاء عند تحليل سياسات جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها في أواسط الاربعينات بفلسطين والى اليوم (2021) (1)

واجمالا لما سبق ، فان المقدمات الضرورية والصحيحة لحيازة القوة او استخدامها عند الإخوان المسلمين هي :

  1. تكوين النواة الصلبة التي يتجمع حولها الشعب
  2. الانحياز الشعبى الواعى لمشروع الإسلام المقاوم
  3. مدى عافية الامة الإسلامية والتفافها الفاعل حول المقاومة

وسنجد فيما يلى وقائع تثبت ان جماعة الإخوان المسلمين بفلسطين التزمت بتلك المقدمات التزاما صارما ، وان كلفها ذلك انصراف المتعجلين عن صفها ، او ضغوط ومعايرة الانداد ...

شبهات حول حماس .. المنهج والالتزام

ما ذكرنا سابقا كان هو كلام الامام المؤسس حسن البنا ، وقبل ان نبين الى اى مدى التزم الإخوان المسلمون وحماس بتلك السياسات ، نشير الى كلام بعض الباحثين حول (مخالفة) حماس لتلك السياسات ، لتكون محل اختبار عند تحليل السياسات التي اعتمدها الإخوان المسلمون في تنظيم وعمل حركة حماس .. فاحدهم يتحدث عن الشيخ عبد الله عزام والشيخ أحمد ياسين فيقول : (نجاح الشيخين في عملهما هو بمقدار ما فارقا فيه النهج الذي صارت إليه الجماعة الأم في مصر) !

(كان الشيخ ينفصل عمليا عن تنظيم الإخوان القديم في فلسطين ، كان يعرف أنه يبدأ طورا جديدا من الحركة الإسلامية) ! (لم يقبل الشيخ ياسين أن تكون الحركة الإسلامية في أي وقت من الأوقات تحت تحكم السلطة العميلة أو حتى "رفاق الكفاح" (!!) العلمانيين) (2)

(فلا نبعد إذا قلنا إن سيد قطب كان هو الأب الروحي الذي انطلقت حركة حماس من أفكاره) (لو نظرنا إلى مسار التاريخ لوجدنا ثلاثين سنة تفصل بين 1954 حيث بدأت المواجهة الدامية بين عبد الناصر والإخوان ، و1983 – انشاء قسم فلسطين بجماعة الإخوان - هذه الثلاثين سنة أفرزت على الأرض حراكا لم ينشأ ضمن الإخوان المسلمين في فلسطين)

(أن الجيل المهزوم الذي قرر الانتظار إلى حين تتحسن الظروف لم يفعل شيئا حين تحسنت الظروف، بل كان ظرفاً سيئاً ضمن الظروف المعيقة والمضادة لتجربة المقاومة، المقاومة التي بدأها جيل جديد إما تفلت من هذه القيادة القديمة فأسس كيانات أخرى، أو جاء بعدها فأسس كيانات تجاهلت الجيل القديم وجنَّبتْه الحركة) (3)

  • ما حقيقة موقف الشيخ من وجود سلطة (عميلة) او علمانية ؟
  • هل تجاهل الجديد القديم فى تجربة اخوان فلسطين ؟

حماس .. بين التزام المنهج وابداع المقاومة

بقى التزام اخوان فلسطين بالمشروع الاسلامى وبتحرير الأرض وبالشريعة ثوابت منذ نشأة الإخوان المسلمين في أواسط الاربعينات والى حماس اليوم .

يعرّف الشيخ ياسين حركة حماس بأنها (حركة ربانية يوحدها الإسلام والإيمان والجهاد، لا فرق بين داخل وخارج أو ضفة وغزة، فالكل في خندق واحد، الكل ينفذ من جانبه ما أنيط به لتحقيق المشروع الإسلامي، والذي يبدأ بتحرير الإنسان، ثم تحرير الأرض، ثم إقامة نظام الله وتطبيق منهجه وشريعته، وهذا المشروع وحدة واحدة لا يتجزأ) (4)

وتذكيرا بمنهج الإخوان في العمل الجهادى ، والذى تمسك به الإخوان المسلمون في فلسطين ، مما سبب انصراف اعداد من الشباب عنها الى جماعات واتجاهات أخرى :

  1. امتلاك النواة الصلبة التي يتجمع حولها الشعب
  2. الانحياز الشعبى الواعى لمشروع الإسلام المقاوم
  3. مدى استعداد الامة الإسلامية والتفافها الفاعل حول المقاومة

الإخوان والخيار المتعجل .. حركة فتح

كان اول اختبار كاشف لحقيقة التزام (اخوان فلسطين) بمنهج الإخوان وحسن البنا والذى هو بذاته منهج اخوان مصر ، أيام حكم عبد الناصر في الخمسينات حيث توفرت كل المبررات لانفكاك حركة الإخوان في فلسطين عن الالتزام بمنهج الإخوان :

  • فكان في إمكانها التحلل من رفع الراية الإسلامية الى راية أخرى .
  • كان في إمكانها تنخرط في عمل مسلح كما فعل غيرها ارضاءً للجمهور الفلسطيني وكذلك جمهور شبابها .
  • كان في إمكانها ان تنزل بسقف طموحها واحلامها لواقع مفروض عليها .

وكانت الحركة امام خيارين ، اما النزول على رأى الجماهير ، واما انصراف الجماهير عنها . اختارت حركة الإخوان في فلسطين الالتزام بثوابت الإخوان ومنهج حسن البنا ، وعدم النزول على رأى الجمهور . وقد أدى ذلك الى خسارة تنظيم الإخوان حينذاك عدد من انشط شباب الإخوان ..

وذلك حين تقدم احد شباب الإخوان (خليل الوزير) وهو في نفس الوقت احد المنخرطين فى التنظيم العسكري الذى شكلته جماعة الإخوان في فلسطين ، بمذكرة خطية في 1957 لقيادة الإخوان يحدد فيه مخرجا من ازمة الإخوان مع عبد الناصر

ويتلخص ذلك المخرج في :

  1. التخلي عن الراية الإسلامية .
  2. الانخراط في العمل المسلح المباشر . (5)

وعندما رفض اخوان فلسطين ذلك المقترح من الشباب ، انفصل حينها هؤلاء الشباب وهم الشباب الانشط والأكثر مشاركة آنذاك في التشكيلات العسكرية التي شكلها الإخوان ، انفصلوا مكونين النواة الأولى لحركة التحرير الوطني "فتح" ما بين عامي 1958 و1959 . وفي عام 1960 تبنى الإخوان موقفًا معارضًا من قيام حركة فتح متخذين قرارًا رسميًا بعدم تبني مشروعها لأنه يختلف تمامًا عن مشروع الإخوان .

الإخوان والخيار (الثورى) .. حركة الجهاد

تشكلت جماعة الجهاد الاسلامى بعد احتكاك بعض شباب الإخوان بالجامعات المصرية ، وعلى إثر اندلاع الثورة الإيرانية والتي كانت ملهمة لكثير من الشباب الاسلامى ، حتى ان فتحى الشقاقى نفسه وهو مؤسس حركة الجهاد اعلن ان مرجعيته هو الخمينى

والف في ذلك كتاباً أسماه (الخمينى .. الحل الاسلامى البديل) وقد رفض الإخوان المسلمون نشر هذا الكتاب ، لكن فتحى الشقاقى نشره في القاهرة حيث كان يدرس بها ، مما دعى الإخوان الى تجميد فتحى الشقاقى داخل تنظيم الإخوان المسلمين آنذاك . (6)

وقد أدت تلك العوامل مع أخرى بابتعاد فتحى الشقاقى ورفاقه عن جماعة الإخوان المسلمين ، بسبب عدم تبنى الإخوان العمل المسلح وإيثارهم – في ذلك الوقت – العمل وسط المجتمع والعمل التربوى داخل الإخوان على العمل المسلح ، باعتبار ان الأول لازم ومقدمة للثانى . وبسبب الخلاف الفكرى الذى تعاظم خاصة بعد تبنى الشقاقى ورفاقه لفكر الثورة الإيرانية لعى الأقل في البداية .

الإخوان والخيار (القطبى) .. عدنان مسودى

عندما درس الشباب الفلسطيني في الجامعات المصرية في فترة السبعينات ، واحتكوا بجماعة الإخوان المسلمين هناك ، عادوا محملين بآمال عراض تتجاوز سقف الواقع الفلسطيني في الداخل ، ومن هؤلاء الشباب عدنان مسودى طالب كلية الطب وابن مدينة الخليل بالضفة الغربية ، اذ كون مجموعة تبنت قراءة خاصة لكتابات الشهيد سيد قطب ، مع بعض الغلو والنزوع الى التكفير جرّاء تلك القراءة الخاصة .

رفض الإخوان المسلمون ان ينضم تنظيم عدنان مسودى (الصغير) الى الإخوان المسلمين بالضفة ، الا بعد تخلى عدنان مسودى ورفاقه عن تلك الأفكار والتزامهم بمنهج الإخوان المسلمين ، وقد حدث هذا بالفعل عند تأسيس حركة حماس او بتعبيره انه (تحول من "معالم قطب" (أي كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب) إلى "دعاة الهضيبي" (كتاب "دعاة لا قضاة" لمرشد الإخوان حسن الهضيبي) (7) ، وصار عدنان مسودى هو احد قادة حماس في الضفة الغربية

الإخوان وخيار (التيار) .. الجماعة الإسلامية

تشكلت الجماعة الإسلامية داخل السجون الإسرائيلية بين عامى 1972-1977 ، تكونت تلك الجماعة على خلفية إسلامية لكن دون اتجاه فكرى واضح ومحدد ، وان غلب على افرادها ومنظروها التأثر الكبير بكتابات الشهيد سيد قطب خاصة كتاب الظلال (8)

وكان اغلب افراد الجماعة الإسلامية التي تشكلت في السجون يميلون الى الالتحاق بجماعة الإخوان المسلمين بمجرد خروجهم من السجن ، الا قليل اختاروا ان يكون الخمينى هو اسوتهم ، وهم من شكلوا بعد ذلك جماعة الجهاد مع فتحى الشقاقى . وقد التحق غالب افرادها فعلا بحركة حماس لاحقا ، لكن بعد ان تبنوا بوضوح فكر ومنهج جماعة الإخوان المسلمين . (9)

حماس .. ثمرة الدعوة والحركة

ظلت جماعة الإخوان تعمل بدأب وصبر وإصرار على استكمال عدتها من اجل مشروعها الإسلامي الكبير ، والذى يبدأ بتحرير الانسان أولا ثم بتحرير القرار ثانيا ثم بتحرير الأرض ثالثا ، الى ان جاءت اللحظة الحاسمة بالإعلان عن تشكيل حركة حماس .

من صاحب القرار بتشكيل حركة حماس ؟

صاحب القرار بانشاء حركة حماس كذراع عسكرى لجماعة الإخوان المسلمين هي جماعة الإخوان المسلمين نفسها ، ممثلة في قيادتها على مستوى الضفة والقطاع ، وليس كما تصور البعض بان من شكلها هو الشيخ أحمد ياسين وحده ! . (10)

اجتمع المكتب الادارى العام في بلدة دورا في الخليل في 23 أكتوبر 1987 في بيت احد قيادات الإخوان المسلمين بالضفة (حسن القيق) بقيادة الشيخ عبد الفتاح دخان ، والذى ضم قيادات الإخوان في الضفة وغزة ، حيث تم في هذا الاجتماع تغيير استراتيجية الإخوان من الاقتصار على الدعوة والتربية والاعداد للجهاد الى ممارسة الجهاد المسلح العلنى ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية .. والشيخ حسن القيق (صاحب البيت) هو من اقترح على المجتمعين اسم (حماس) .

فقرار تغيير استراتيجية عمل الإخوان المسلمين في فلسطين والانطلاق إلى المقاومة قد اُتّخذ في اجتماع للمكتب العام في 23-10-1987 في منزل حسن القيق في دورا الخليل. ولم يكن اجتماع غزة التأسيسي الشهير مجرد استجابة للأحداث، بل كان من ضمن استراتيجية محددة تم تحديدها سلفاً . (11)

ميثاق حركة حماس .. بين القديم والجديد

مع بداية تشكيل حركة حماس ، تم تحديد انتمائها ووجهتها بوضوح وكانت مؤتمرات حماس مناسبة طبيعية لتجديد ذلك الانتماء .. ففي عام 2009 ومع الذكرى الثانية والعشرين لتأسيس الحركة ، يقول إسماعيل هنية ان حماس هي الجناح الجهادى لجماعة الإخوان المسلمين (12)

وهذا قسم جماعى في الذكرى الواحد والعشرين لتأسيس الحركة ، يردده الشيخ عبد الفتاح دخان احد مؤسسى حركة حماس . (13)

ميثاق الحركة عام 1988

وضحت حركة حماس صلتها بجماعة الإخوان المسلمين في المادة الثانية من ميثاق التأسيس بأن (حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين . وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصرالحديث)

الوثيقة السياسية الجديدة عام 2017

ثم بعد تطورات ثورات الربيع العربى وتداعياتها ، عدلت حركة حماس في ميثاقها . فعرفت نفسها في الوثيقة السياسية الجديدة الصادرة في أبريل 2017 في باب التعريفات من الباب الأول والبند الأول بأنها حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية ، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني ، مرجعيتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها السامية . (14)

وبرغم ان حركة حماس لم تحرص في ميثاقها الجديد على ذكر ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين ، الا انهم اعتبروا ان ذلك من البدهيات ، ومن ثم فلم يحتاجوا الى ان يكرروها .

حقيقة علاقة حماس باخوان مصر

برغم الانتماء الفكرى الواضح لحركة حماس لجماعة الإخوان المسلمين ، لكن يظل تنظيم الإخوان في فلسطين شأنه شأن غيره من تنظيمات الإخوان ، تنظيم مستقل في الإدارة والقرار والسياسات عن التنظيم الام في مصر .

من أسس جماعة الإخوان في فلسطين ؟

من أسس جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين هم اخوان مصر ، فاول زيارة كانت الى غزة عام 1935 ، ثم اول تأسيس لجمعية تتبعهم كانت جمعية المكارم في القدس 1943 . لتنتشر بعد ذلك الفروع في كل فلسطين ، حيث وصل عدد الفروع عام 1947 إلى خمسة وعشرين فرعًا. وكانت جميع الفروع تخضع لإشراف الحركة الأم في القاهرة

تبعية الإخوان بين الحكومات والتنظيم

بعد ان وصلت حملة عبد الناصر ضد الإخوان الى ذروتها في 1965 فقام باعتقال الآلاف من قيادات وأنصار الإخوان في مصر والقطاع ومن ضمنهم الشيخ أحمد ياسين، إضافة لإعدام عدد من قادة الإخوان في مصر وعلى رأسهم سيد قطب . لقد اتخذ عمل الإخوان في الضفة منحى تربويًا وسياسيًا، في حين غلب على عمل الإخوان في القطاع الطابع العسكري المقاوم

تبعية الفكرة لا التنظيم

وقادة الحركة ومنهم خالد مشعل يؤكدون على اخوانية الحركة ، لكنهم في ذات الوقت ينفون اى ارتباط تنظيمى مع الإخوان في اى قطر من الأقطار .

ففي حوار لخالد مشعل مع غسان شربل ، فعند سؤاله عن علاقة الحركة بالإخوان في كل من الأردن ومصر وسوريا ولبنان ، أجاب مشعل (بأن الحركة لديها علاقات بالإخوان في كثير من الأقطار، وبغيرها من الحركات الوطنية والقومية والإسلامية، وهي علاقات تواصل وتنسيق وتعاون وليست علاقات تنظيمية، ويضيف مشعل نحن حركة فلسطينية قائمة بذاتها في فلسطين، ولها قضيتها التي تنشغل بها، لكننا منفتحون على أمتنا العربية والإسلامية وعلى مختلف قواها وتنظيماتها بما فيها الإخوان المسلمين) (15)

الانقلاب على حكم الرئيس محمد مرسي

بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي ، بدأ النظام الانقلابى في مصر يتحرش بكل من له صلة بجماعة الإخوان المسلمين ، فكثرت الأسئلة لقادة حماس عن حقيقة انتماء الحركة ..

فقال سامي أبوزهري المتحدث باسم "حماس"، في تصريحات لوكالة "الأناضول"، معقبًا على إعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين "تنظيمًا إرهابيًا"، إن الانتماء الفكري لحركة "حماس" لفكر جماعة الإخوان المسلمين لا يعني انتماءها التنظيمي لها لأن "حماس" حركة تحرر وطني فلسطيني، وليست مصرية (16) بينما يصرح القائد البارز في الحركة صلاح البردويل ان (حركة حماس هي حركة الإخوان بشحمها ولحمها) (17)

في حين أكد فوزي برهوم –الناطق الرسمي باسم الحركة - (أن حماس لا تنسلخ عن جلدها، فهي تنتمي للمدرسة الفكرية لجماعة الإخوان ولا يعيبها هذا الإنتماء) مضيفًا (بأن حماس حركة وطنية فلسطينية إسلامية مقاومة في فلسطين، لا تتدخل في أي شأن عربي أو مصري، وصراعها مع الاحتلال في فلسطين) (18)

وهكذا فان حركة حماس هي الابنة البكر لجماعة الإخوان المسلمين ولفكر الإمام الشهيد حسن البنا ، لها خصوصيتها شأنها شأن جميع التنظيمات القطرية ، لكنها تسير بذات السياسة والاستراتيجية التي تجعل من الإسلام الشامل مرجعية عليا .

المصادر

  1. ضوابط استخدام القوة عند الإمام البنا
  2. دروس من تجربة شيخ المجاهدين أحمد ياسين ساسة بوست – محمد الهامى]
  3. تجربة حماس درس للشيوخ والشباب المعهد المصرى للدراسات - محمد الهامى – 4/10/2016
  4. الشيخ أحمد ياسين (حماس تصر على حقها في المقاومة) مجلة المنطلق - عدد 17 - مايو 2000
  5. حماس – خالد أبو العمرين
  6. نفسه
  7. دور الضفة بـمرحلة تأسيس "حماس" - المركز الفلسطيني للاعلام
  8. حماس – خالد أبو العمرين
  9. الإخوان المسلمون في الأراضي الفلسطينية المحتلة 1967-1987
  10. دروس من تجربة شيخ المجاهدين أحمد ياسين - ساسة بوست – محمد الهامى
  11. دور الضفة بـمرحلة تأسيس "حماس" - المركز الفلسطيني للاعلام
  12. https://bit.ly/3hEgDyX
  13. قسم حماس الجماعي للاخوان المسلمين
  14. الميادين تنشر مسودة وثيقة حماس السياسية الجديدة
  15. غسان شربل (حوارات)، خالد مشعل يتذكر - (حركة حماس وتحرير فلسطين)
  16. قادة «حماس» يخالفون ميثاق الحركة وينفون ارتباطهم تنظيميًا بـ«الإخوان»
  17. البردويل يسخر من دعوات فصائل المنظمة للإنفصال عن الإخوان ويصفهم بـ"الهبل"
  18. تحول العلاقة بين حماس والإخوان