حسن البنا والأقباط

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حسن البنا والأقباط

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)


مقدمة

نشأ الإمام حسن البنا في بيت تربى على الأخلاق والتعاليم الإسلامية، فحفظ القرآن الكريم وهو صغير، كما حفظ الكثير من أحاديث رسول الله، والتي تحض على حسن معاملة الأقباط.

ولقد سار على نهجه في هذا الفهم، غير أن علاقة الإخوان المسلمون بالأقباط تعد موضوع ذو إشكالية ويستخدمها أعداء الوحدة الوطنية ليشيعوا ويؤججوا نار الفتنة الطائفة بين نسيج المجتمع المصري، ولتكن ورقة ضغط على الإخوان في التعامل مع بعض القضايا، فما أن يحدث شيء حتى تخرج الأقلام لتضرم نار الحقد في نفوس أبناء الوطن الواحد بهدف إشاعة الفوضى، وزرع الحقد والبغضاء في نفوس الإخوة الأقباط، وتخويفهم من الإخوان وما يحمله الإخوان من فهم شامل وعادل للإسلام، وخوف هؤلاء على مصالحهم إذا حدثت ألفة ووحدة بين المسلمين والأقباط.

غير أنه إذا نظرنا لم نجد لهذه الإشكالية أية أساس في تاريخ الإخوان منذ نشأتها حتى وقتنا هذا و الإخوان والأقباط كانت الحياة تسير بينهم رغيدة، بل كان كثير من اللجنة السياسية التي كونها الإمام البنا كانت من الأقباط وليس ذلك فحسب بل كان مندوبه في انتخابات عام 1945 م في لجنة سانت كاترين كان احد المسيحيين وهو الخواجة خريستو.

وهى اللجنة الوحيدة التي سلمت من التزوير وفاز فيها الإمام البنا بنسبة 100%، ناهيك عن التعاون بين الإمام البنا و الإخوان من جهة وبين الأقباط في وأد كثير من الفتن الطائفة التي اندلعت، مثل حادث الزقازيق والذي سنتحدث عنه، وحادث الزاوية الحمراء والتي استطاع الأستاذ التلمساني وقت أن كان مرشدا أن يقضي على هذه الفتنة وغيرها من أوجه التعاون التي يشهد عليها التاريخ بين الإخوان والأقباط.

الأقباط في فكر الإمام البنا

كانت علاقة الإخوان بالأقباط تتسم بالتعاون بينهم في وأد الفتن الطائفية التي كان ينفخ فيها المستعمر ليسعر نار الحقد بين الطرفين، ولقد اهتم الإمام البنا بالأقباط في الحديث عنهم ليوضح العلاقة بين الطرفين، وطريقة التخاطب بينهما.

لقد تحدث الأستاذ البنا عن هذه العلاقة في ملخص بسيط، حين قال تحت عنوان (أمة موحدة فى الجهاد).

وسيرى أولئك الشاكون أننا ننهض بهذا العبء جميعا أمة واحدة متراصة الصفوف موحدة الجهود، وها هى ذى بشائر هذه الوحدة تتجلى فى هذا الاجتماع الذى يحضره الآباء الكرام ممثلو غبطة البطريرك ومواطنينا الأعزة الأقباط.

وإنى لأبعث إليهم من هذا المنبر تحية التقدير والإكبار لهذه المشاركة المباركة التى أعادت إلى نفوسنا أجمل الذكريات.

وأسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ على هذا الوطن وحدته ويضاعف قوته حتى يصل إلى حقه كاملا بإذن الله.

ولم يقتصر حديث على ذلك لكن من خلال رسائل الإمام البنا إلى بطريك الكنيسة وأساقفتها وردهم عليها يتضح مدى العلاقة بين الطرفين، ففي إحدى الرسائل التي أرسلها الأستاذ حسن البنا المرشد العام للأنبا "يؤنس" بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر جاء فيها:

ولأن المنكوبين الأحباش كانوا في أغلبهم من المسيحيين الأرثوذكس، وكانت الكنيسة الحبشية تابعة آنذاك للكنيسة المصرية، وكان الأنبا يؤنس بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر وكان هو الرئيس الأول للجنة مساعدة الأحباش، وحرصًا من الإمام البنا على عدم إثارة حساسية دينية.

فقد وجه رسالة – للغرض نفسه – إلى الأنبا يؤنس يخاطب فيها حسه الديني، ويذكر فيها أن ضحايا اليهود في فلسطين إنما هم المسلمون والمسيحيون على حد سواء، فعلى أيدي اليهود خربت ديارهم، وعطلت مصالحهم، وقضي على موارد أرزاقهم، وبيت المقدس هو بيت القصيد من هذا العدوان الصارخ، ويحاول اليهود بعملهم هذا أن يستولوا عليه، وعلى غيره من الأماكن المقدسة التي أجمع المسلمون والمسيحيون على تقديسها وإكبارها والذود عنها"

ثم بين الغرض الأساسي من الرسالة فيقول:".. ونحن في مصر – مع الأسف الشديد – لا نملك إلا أن نقدم ما تسخو به الأكف من مال لمساعدة هؤلاء الأبطال الذين ألمت بهم الفاقة حتى أن لجنة التموين والإغاثة بالقدس تصرف يوميًا مائة وأربعين قنطارًا من الدقيق لإطعام الجائعين..

ومن أجل ذلك توجهنا إلى غبطتكم راجين أن تشملوا هؤلاء المجاهدين الأبطال بعطفكم الأبوي، فتأمروا بإمداد أبناء فلسطين ما تبقى من أموال لجنة مساعدة الأحباش إلى اللجنة العربية العليا بالقدس، ونعتقد أن حضرات أعضاء اللجنة الكرام يسرهم أن يحققوا هذا الرجاء؛ فيكونوا بذلك قد قاموا بخدمة الجارتين العزيزتين في وقت واحد، في محنة متشابهة، وإن رأيتم فضلاً عن ذلك أن تتكرموا بدعوة المحسنين من المصريين بالتبرع لهذا الغرض النبيل فهو العهد بكم، والمأمول فيكم وكان لكم الشكر مضاعفًا.

وفي رسالة أخرى أرسلها إلى غبطة البطريرك

التي جاء فيها:حضرة صاحب الغبطة الأنبا يوساب بطريرك الأقباط الأرثوذكس.

تحية مباركة طيبة.وبعد

فأكتب إلى غبطتكم وأنا معتكف لمرض ألم بي, أذهلني ما يكتب وما يقال اليوم حول وحدة عنصري الأمة المصرية, تلك الوحدة التي فرضتها الأديان السماوية وقدستها العاطفة الوطنية وخلدتها المصلحة القومية ولن تستطيع أن تمتد إليها يد أو لسان،

وكما -يا صاحب الغبطة- أن الإسلام فرض على المؤمنين به أن يؤمنوا بكل نبي سبق, وبكل كتاب نزل, وبكل شريعة مضت, معلنًا أن بعضها يكمل بعضًا, وأنها جميعًا دين الله وشرعته, وأن من واجب المؤمنين أن يتوحدوا عليها وألا يتفرقوا فيها ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا والذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ (الشورى: 13).

كما أنه دعا المسلمين وحثهم أن يبروا مواطنيهم, وأن يقسطوا إليهم, وأن يكون شعار التعامل بين الجميع التعاون والإحسان﴿لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة: 8).

على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اختص قبط مصر بوصيته الطيبة, حين قال:

فاستوصوا بقبطها خيرًا فإن لكم عليهم رحما, وأشار القرآن في صراحة إلى عاطفة المودة المتبادلة بين أهل الدينين في قوله:﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ ]المائدة: 82[.

وما جاء الإنجيل إلا لتقرير روح المحبة والسلام والتعاطف بين الناس, حتى إنه ليدعوهم إلى أن يحبوا أعداءهم, ويباركوا لاعنيهم, ويصلوا من أجل الذين يبغضونهم وبذلك وحده تكون على الأرض المسرة وفى الناس السلام.

هذه الحقائق نؤمن بها ونعمل على أساسها, ويدعو الإخوان المسلمون إليها, وقد بعث مكتب الإرشاد العام إلى شعبه, خلال هذا الأسبوع, بنشرة يذكر فيها الواجب المقدس الذي حتم على كل مسلم أن يعمل ما وسعه العمل على تدعيم هذه الوحدة القومية وتوثيق هذه الرابطة الوطنية.

وإني لشديد الأسف لوقوع مثل هذه الحوادث التي لا يمكن مطلقًا أن تقع من الإخوان المسلمين, أو من أي مسلم أو مسيحي متدين عاقل, غيور على دينه ووطنه وقومه والتي هي ولا شك من تدبير ذوى الأغراض السيئة, الذين يحاولون أن يصطادوا في الماء العكر وأن يسيئوا إلى قضية الوطن في هذه الساعات الحرجة, والظروف الدقيقة من تاريخه.

ومن حسن الحظ أنهم لا يوفقون إلى شيء -ولن يوفقوا بإذن الله- ولم يعد أمر هذه الحوادث الصبيانية التافهة التي نأسف لها جميعًا, والتي أرجو أن نعمل جميعًا متعاونين على عدم تكراراها, صيانة لهذه الوحدة الخالدة بين عنصري الأمة وبهذا التعاون المشترك يرد كيد الكائدين, وتعلوا كلمة الوطنيين العاملين المخلصين, وفق الله الجميع لخير ما يحب ويرضى, وهو نعم المولى ونعم النصير.

وتفضلوا يا صاحب الغبطة بتقبل تحياتي واحترامي.
القاهرة مستشفى الروضة 17 جمادى الأولى 1366، 9 أبريل 1947.

كما أرسل إلى وكيل المجلس الملي برسالة

جاء فيها:- حضرة صاحب السعادة الدكتور إبراهيم فهمي المنياوي باشا وكيل المجلس الملي.

تحية طيبة مباركة."وبعد"

فقد قرأت بأهرام الأمس -وأنا بالمستشفى- بيانكم القيم ونداءكم الحكيم الذي تهيبون فيه بأبناء الأمة أن يعملوا جاهدين على صيانة وحدتهم الخالدة, وإني لأضم صوتي إلى صوتكم في هذا المقصد الكريم راجيًا أن يقدر أبناء أمتنا العزيزة ما يحيط بها من ظروف دقيقة, في هذه الساعة الحرجة من تاريخها, وأن يحولوا بكل جهودهم دون وقوع أمثال هذه الحوادث الصبيانية التي لا يقرها دين ولا تتفق مع مصلحة أحد والتي أؤكد لسعادتكم شدة أسفى لوقوعها واعتقادي أنها ليست إلا من تدبير المغرضين الذين يحيكون المكائد لهذا البلد في الظلام، يريدون أن يصطادوا في الماء العكر.

وأنتهز هذه الفرصة فأعتب على سعادتكم.. العتب محمود عواقبه- في قولكم "وإنهم مهما اشتدت عليهم وطأة المظالم والاضطهادات فلن يقبلوا أن يحميهم أو أن يرفع الغبن عنهم إلا ملك مصر ودستور مصر وحكومة مصر "فإني لا أظن أحدًا من المصريين يدور بخلده أن يكون مواطنه موضع ظلم أو اضطهاد.

ولن يكون هؤلاء المواطنون الفضلاء إلا موضع تكريم وإعزاز وبر إحسان، وأعود فأشكر لسعادتكم ما ختمتم به نداءكم المخلص من قولكم "بأنه يجب على المصريين أن يفهموا أن السيادة الأجنبية أو التحكم الدولي عرض سيزول، أما الشيء الذي سيبقى، فهو أن أبناء مصر على اختلاف عقائدهم سيحيون ويجاهدون دائما جنبا إلى جنب، ثم يرقدون في النهاية جنبا إلى جنب في التربة المصرية".

سائلا الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لخير هذا الوطن العزيز.
ولسعادتكم تحياتي واحترامي!

القاهرة (مستشفى الروضة)

17 جمادى الأولى 1366.19 أبريل 1947م.

ولقد رد غبطة البطريرك على رسالة فضيلة المرشد العام

قال فيها:- حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين

نهدى فضيلتكم أزكى تحية...وبعد

فقد تلقينا كتابكم ومنه علمنا أنكم معتكفون في المستشفى لمرض ألم بكم, شفاكم الله وأسبغ عليكم ثوب العافية.

ولقد قرأنا الكتاب فصادف ارتياحنا ما جاء فيه عن وحدة عنصري الأمة ولعل من الحق أن يقال أن الأمة عنصر واحد، لأن افتراق الدين لا يصح أن يطغى على وحدة الدم واتفاق الصفات الخلقية والاشتراك في العادات والأفكار والمصالح الدنيوية، وقد صدقتم في قولكم:

"إن هذه الوحدة فرضتها الأديان وقدستها العاطفة الوطنية وخلدتها المصلحة القومية، وما عقدته يد الله لا تحل من عروته أيدي الناس"

فإن ذلك من الحقائق التي يدركها الأقباط حق إدراك ويحرصون عليها ويذودون عن هذه الوحدة بأعز ما يمتلكون, لأنهم يذودون بذلك عن شرف وطنهم ومجد أمتهم.

وليس للأقباط من بغية إلا أن يعيشوا مع مواطنيهم على أتم ما يكون من الصفاء والوفاء من جانبهم عملا بوصايا إنجيلهم وأوامر كتابهم, وإذا كانت لهم أمنية أخرى فهي أن تكون العدالة والمساواة واحترام الحريات الدستورية أساسا لكل معاملة لتتم السعادة بذلك لجميع أبناء الأمة ويبسط الأمن والسلام رواقهما على البلاد.

أما ما اقتبسوه من الآيات القرآنية والحديث الشريف فمن شأنه حقا أن ينير الأذهان ويبث مكارم الأخلاق إذا عممت معرفته بين جميع الأوساط, ولاسيما التي تحتاج إلى مزيد من التأدب بهذا الأدب الديني الرفيع وإذا سار هديه الحكام والمحكومون, وبذلك تتوثق عرى علاقات الإخاء والمودة بين المسلمين والأقباط و بذلك فقد أحسنتم صنعا بالنشرة التي قلتم إن مكتب الإرشاد العام بعث بها إلى فروعه.

وبين فيها ما على كل أخ مسلم من واجب مقدس في أن يعمل جهد طاقته لدعم هذه الوحدة القومية وتعزيز أواصر الرابطة الوطنية ففي ذلك عنوان على رقى الأمة, ودليل على نضج تربيتها السياسية.

ولا يسعنا إلا أن نتضرع إلى المولى جلت قدرته أن يرعى الكنانة بعين عنايته ويجنبها مساوئ الخصومات الداخلية الوخيمة العواقب, ويديم على سكان الوادي نعمة المحبة والاتحاد في ظل رعاية المصري الأول جلالة الفاروق الملك العادل, أطال الله عمره وأعز به أمته وبوأها مكانا عاليا بين الأمم في عهد ملكه المبارك.

واقبلوا سلامنا وأطيب تمنياتنا.بابا بطريرك الكرازة المرقسية يوساب الثاني.

ولقد رد غبطة البطريرك على رسالة فضيلة المرشد العام

قال فيها:- حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين

نهدى فضيلتكم أزكى تحية...وبعد

فقد تلقينا كتابكم ومنه علمنا أنكم معتكفون في المستشفى لمرض ألم بكم, شفاكم الله وأسبغ عليكم ثوب العافية.

ولقد قرأنا الكتاب فصادف ارتياحنا ما جاء فيه عن وحدة عنصري الأمة ولعل من الحق أن يقال أن الأمة عنصر واحد، لأن افتراق الدين لا يصح أن يطغى على وحدة الدم واتفاق الصفات الخلقية والاشتراك في العادات والأفكار والمصالح الدنيوية.

وقد صدقتم في قولكم: "إن هذه الوحدة فرضتها الأديان وقدستها العاطفة الوطنية وخلدتها المصلحة القومية، وما عقدته يد الله لا تحل من عروته أيدي الناس" فإن ذلك من الحقائق التي يدركها الأقباط حق إدراك ويحرصون عليها ويذودون عن هذه الوحدة بأعز ما يمتلكون, لأنهم يذودون بذلك عن شرف وطنهم ومجد أمتهم.

وليس للأقباط من بغية إلا أن يعيشوا مع مواطنيهم على أتم ما يكون من الصفاء والوفاء من جانبهم عملا بوصايا إنجيلهم وأوامر كتابهم, وإذا كانت لهم أمنية أخرى فهي أن تكون العدالة والمساواة واحترام الحريات الدستورية أساسا لكل معاملة لتتم السعادة بذلك لجميع أبناء الأمة ويبسط الأمن والسلام رواقهما على البلاد.

أما ما اقتبسوه من الآيات القرآنية والحديث الشريف فمن شأنه حقا أن ينير الأذهان ويبث مكارم الأخلاق إذا عممت معرفته بين جميع الأوساط, ولاسيما التي تحتاج إلى مزيد من التأدب بهذا الأدب الديني الرفيع وإذا سار هديه الحكام والمحكومون, وبذلك تتوثق عرى علاقات الإخاء والمودة بين المسلمين والأقباط و بذلك فقد أحسنتم صنعا بالنشرة التي قلتم إن مكتب الإرشاد العام بعث بها إلى فروعه.

وبين فيها ما على كل أخ مسلم من واجب مقدس في أن يعمل جهد طاقته لدعم هذه الوحدة القومية وتعزيز أواصر الرابطة الوطنية ففي ذلك عنوان على رقى الأمة, ودليل على نضج تربيتها السياسية.

ولا يسعنا إلا أن نتضرع إلى المولى جلت قدرته أن يرعى الكنانة بعين عنايته ويجنبها مساوئ الخصومات الداخلية الوخيمة العواقب, ويديم على سكان الوادي نعمة المحبة والاتحاد في ظل رعاية المصري الأول جلالة الفاروق الملك العادل, أطال الله عمره وأعز به أمته وبوأها مكانا عاليا بين الأمم في عهد ملكه المبارك.

واقبلوا سلامنا وأطيب تمنياتنا.بابا بطريرك الكرازة المرقسية يوساب الثاني.

ولقد تبادل الإخوان والأقباط التهاني في الأعياد

فقد أرسل فضيلة المرشد العام إلى حبيب المصري باشا رئيس جمعية التوفيق القبطية البرقية التالية" تلقيت بيد الشكر دعوتكم الكريمة لحضور احتفال النيروز المصري اليوم (الأربعاء) وكان يسعدني أن أحضر بنفسي لولا أنى مريض منذ يومين وقد أنبت عنى الأستاذ عبده قاسم سكرتير عام الإخوان المسلمين مع أطيب التمنيات".

فتلقى المرشد العام ردا من حبيب المصري جاء فيه:

" أشكر فضيلتكم كل الشكر لبرقيتكم الرقيقة وانتدابكم سكرتيرا الإخوان لحضور حفل الجمعية داعيا لكم بالصحة الموفورة".

وفى حديث للأستاذ البنا مع مستر سبنسر -المراسل الحربي الأمريكي- وجه له المراسل سؤال حول وضع الأقليات الغير مسلمة في بلد إسلامي وهل يحاربون أو يلزمون بدفع الجزية؟

فأوضح له الأستاذ البنا أن نظرة الإسلام لهذا الموضوع نظرة التسامح الكامل والوحدة فقد قال الله تعالى:" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" هذا إلى جانب الروح العام في الإسلام لتقديس الأديان جميعا يجعلنا لا نشعر بوجود مسلم وغير مسلم بل الجميع يتعاونون على خير الوطن, وأن من يحاول فعل غير ما جاء من الإسلام حول علاقة المسلم بالقبطي فهم ليسوا من الإخوان بأي حال من الأحوال.

ولقد أزاح الأستاذ لويس فانوس -النائب القبطي بمجلس الشيوخ- حقيقة علاقة الأقباط بالإخوان , وطلب من الحكومة التعاون مع جمعية الإخوان المسلمين إذا أنها الهيئة الوحيدة التي تعمل على تنوير الأذهان وإيقاظ الوعي الشعبي في النفوس ونشر المبادئ السليمة والدين الصحيح والأخلاق الفاضلة.

كان ذلك موقف الأمام البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين من الأقباط وكيف انه تعامل معهم على أنهم من نسيج المجتمع وأنهم والمسلمين يشكلون عنصري الأمة.

وفي الحلقات القادمة نلقي الضوء على طبيعة العلاقة بين الطرفين من الجهة العملية وكيف أن الإخوان والأقباط تعاونا ضد المستعمر وضد مؤججي نار الفتنة وسط الأمة.

المصادر

ملفات مهمة للإمام البنا


كتب هامة متعلقة بالإمام البنا

كلمات خالدة للإمام حسن البنا

متعلقات أخرى للإمام البنا

كلمات عن الإمام حسن البنا

مقالات متعلقة بالإمام البنا

وصلات فيديو للامام حسن البنا

  1. سلسلة من تراث الإمام البنا، الكتاب الثالث عشر، الدعوة والحكومات والهيئات، البصائر للبحوث والدراسات، 2006م.
  2. طارق البشري المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية.
  3. جمعة أمين عبد العزيز، أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.