حرم الرئيس وبائعات الفجل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

حرم الرئيس وبائعات الفجل

محمود سلطان

حرم الرئيس وبائعات الفجل

أتمنى من السيدة حرم الرئيس، أن تسأل عن بائعات الفجل والبقدونس، اللائي يفترشن الأرصفة بعد الفجر بحثا عن "قروش" قليلة تفي لشراء رغيف خبز وقرص طعمية، ربما يكون ذلك هو طعامهن وطعام أسرهن طوال اليوم.


اتمنى من السيدة حرم الرئيس أن ترسل عيونها، لتسجل عمليات السحل التي يتعرضن له من بلطجية السوق، أو من موظفي البلدية والمرافق، إذا لم يدفعن المعلوم قبل أن تنصب فرشتها صباحا.


غالبيتهن فقيرات ومعدومات وأرامل ومطلقات ينفقن على أسر وأطفال وبنات في سن الزواج.. أتمنى ان تأمر السيدة سوزان مبارك بمراقبة التعامل اليومي معهن، لترى سيارات المرافق هي تشحنهن مثل البهائم إلى مراكز الشرطة، لينالن نصيبا من التعدي الجسدي عليهن، لأنهن تجرأن على "هيبة الدولة" وتاجرن في البقدونس والكرات والفجل بـ"دون ترخيص" في الطريق العام!


لقد شهدت بنفسي "بلطجيا" صاحب كشك، وهو يضرب سيدة منهن، اعرفها جيدا، حيث تنفق على ست فتيات زوجت منهن ثلاثة، بعد أن تركها زوجها الزبال، وهجرها هربا من أعباء الانفاق على بناته.. البلطجي ضربها لأنه اعتقد أنها تعدت ـ بفرشتها البسيطة التي تبيع من خلالها شوية برسيم صباح كل يوم ـ على قطعة أرض مجاورة لكشكه، خصصتها له المحافظة بالرشوة وبالواسطة ليتوسع في تجارته ويضيف أكشاكا أخرى إلى كشكه الأول.


ما يحدث لباعئات الفجل، لا يقارن في قسوته ووحشيته بما يحدث في المستشفيات العامة، لأقرانهن من الفقيرات اللاتي يبحثن عن العلاج المجاني، اتمنى أن تفاجئ السيدة حرم الرئيس، تلك المستشفيات، لترى بنفسها، ما تلين له القلوب القاسية، ولتكتشف أن حكاية "ختان الإناث" عبث، ولا يقارن بالانتهاكات الحقيقية التي تتعرض لها المرأة المصرية في الشارع وفي المستشفيات وفي دواوين الحكومة طالما كانت مصنفة بأنها من أولاد البطة السوداء.


يا سيدتي نريد مشروعا قوميا لمكافحة فيروس سي والجوع والفقر والأمية.. نريد مشروعا قوميا لمناهضة العنوسة، التي خلفت أكثر من 9 مليون فتاة وأمرأة مصرية محطمة.. نريد مشروعا قوميا لمكافحة المبيدات المسرطنة التي نشرت السرطانات بكل أنواعها في أجساد المصريين المنهكة والمتعبة أصلا من الفقر والجوع والعوز.


لا نريد ان نتحدث عن الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة المصرية، فيما يتعلق بحرياتها المدنية والسياسية.. ولا نريد أن نسأل أين كان هوانمكم في أزمة وفاء قسطنيطن وفي محنة جيهان الحلفاوي ومكارم الديري وغيرهن.. نريد فقط أن نسأل: لم تم اختزال الانتهاكات فقط في حكاية "الختان"؟!.


الحقيقة التي لا يتناطح عليها عنزان، هي البحث عن "بطولة" بدون ثمن وبدون تكاليف.. هذا إذا أحسنا الظن أصلا في نية "المصارعين" داخل الحلبة.