جيهان الحلفاوي: المجلس القومي للمرأة ديكور للنظام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جيهان الحلفاوي: المجلس القومي للمرأة ديكور للنظام
16-06-2005

كتب- حسام محمود


مقدمة

جيهان الحفاوي هي السيدة الأولى في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين التي تم الدفع بها في انتخابات مجلس الشعب عام 2000م في دائرة الرمل بمحافظة الإسكندرية، والتي لم تُجرَ إلا في عام 2002م؛ نظرًا للتعاطف الكبير معها من الشارع، ولخوف النظام وجهاز الأمن من فوزها في الانتخابات؛ مما يعد حدثًا غير مسبوق في تاريخ البرلمان، وربما أدى هذا إلى تعاطف الكثيرين مع الجماعة، وتمت انتخابات 2002م في ظل تزوير فاضح لصالح مرشح الحزب الوطني.

التقينا بها على هامش مؤتمر نظمته نساء مصريات للتضامن مع الفتيات اللاتي تعرضن لانتهاك العِرض للتعرف على رأيها في هذا الحدث وقضايا أخرى، فكان هذا الحوار:

  • بدايةً.. ما رأيك فيما تم يوم الاستفتاء من هتك عرض المتظاهرين؟
ما حدث سابقةٌ خطيرةٌ بكل المقاييس، وهذا دليل على أن النظام فقَدَ صوابَه ويريد إرهاب المرأة- خاصةً الإسلامية- كي لا تشارك في العمل السياسي، وهذا يفضح ويكذب الدعاوى التي يتشدق بها النظام من الدعاوى ضرورة مشاركة المرأة في العمل العام وما حدث يوم الاستفتاء يتطلب تصعيدَ الأمر لأقصى المستويات؛ حتى تتم إقالة وزير الداخلية المسئول الأول عن الأمن وحماية المواطنين.
  • هل أراد النظام بهذا إرسال رسالة للسيدات الإسلاميات بعدم الاقتراب من العمل العام؟
هي رسالة لكل سيدات مصر بوجه عام وللأخوات بوجه خاص، لكنَّ هذا لن يُرهبَنا.. ففي انتخابات 2002 م حاولوا إرهاب الفتيات، وتم إلقاء القبض على عشر سيدات، وتم وضعهن في معسكر الأمن المركزي، وتم الإفراج عنهن بعد ذلك.. لكنَّ هذه الأمور تقوِّي العزائم.
  • ما رأيك في موقف المجلس القومي للمرأة مما حدث؟
لم يكن له أي موقف، وهذا شيء مُخجِل، وتجربتي معه أثناء خوضي انتخابات مجلس الشعب 2002 م دليل على أن هذا المجلس (ديكور) لتلميع النظام، فهو لم يتحرك، ولم يشجب حتى المضايقات التي تعرضتُ لها وتعرضَت لها السيدات بالإسكندرية، مع أننا أرسلنا له مناشداتٍ نطالبه فيها بالتدخل ولكنه لم يستجِب.
  • البعض يرى أن موقف بوش كان أفضل من موقف المجلس القومي للمرأة؟
الأمور لا تقارَن هكذا.. وتدخُّل بوش ليس لسواد عيون السيدات التي تم انتهاك عِرضهن، ولكنه تدخَل للضغط على النظام لتقديم تنازلات أكثر.

حسبت النظام سوف يعتذر عما اقترفت يداه

  • ما رأيكِ في موقف النظام من الحادث وإعلانه أنها حوادث فردية؟
بصراحة أنا كنت متخيلةً أن النظام سيعتذر للشعب كله عما حدث؛ لأنها سُبَّةٌ في وجهه ووجه مصر كلها.
  • ما رؤيتكِ لظهور بعض التنظيمات النسائية مثل (أمهات مصريات)؟
أنا عضو بـ(أمهات مصريات)، وظهور هذه التنظيمات لها دلالةٌ قويةٌ على أن هناك حراكًا، والناس بدأت تدافع عن حقوقها بكل الوسائل، كما أن فشل الجمعيات الرسمية لحقوق المرأة كان وراء ظهور هذه التنظيمات.
  • هل هذه التنظيمات لها علاقة بكفاية؟
لا أعتقد.
  • كيف ترَين دورَ المرأة المصرية الآن في الحياة العامة؟
المرأة لها أدوارٌ كثيرةٌ يجب أن تقوم بها، ومن المفروض أن تكون صانعةَ قراراتٍ لبلدها.. لكن للأسف دورُها مُهمَّش ومختزَل في دور السيدة سوزان مبارك.
  • ما هي الأسباب التي تقف وراء تهميش دورها؟
الموروثات.. كما أن الأحزاب لا تربي كوادر.
  • من خلال تصدِّيكِ للعمل العام ما هي أهم الصعوبات التي واجهتكِ؟
التعامل مع المنافسين، وخاصةً أعضاء الحزب الوطني وجمعياته؛ لأنه ينافس منافسةً غير شريفة.
  • ماذا كان رد فعل الشارع بالإسكندرية على خوضكِ لتجربة الانتخابات؟!
الشارع كان مرحِّبًا جدًّا، وكان متعاطفًا معنا، ولو كانت هناك نزاهةٌ وشفافيةٌ سوف تنجح كوادر نسائية كثيرة.
  • ما أهم الدروس التي خرجتِ بها من تجربة الانتخابات؟
التجربة تُعتبر إيجابيةً لجماعة الإخوان المسلمين ولي أيضًا، وأهم إيجابياتها أن صورة المرأة الإسلامية قد اتضَحت للجميع ونجحنا في توصيل الصورة الحقيقية للجميع.
  • إذن تفكرين في خوض الانتخابات مرةً أخرى؟
الأمر سابق لأوانه، ولكني أتمنى ذلك إذا وافقت الجماعة.
  • أتعتقدين أن الإخوان سيدفعون بأكثر من مرشحة الانتخابات المقبلة؟!
أعتقد ذلك.
  • هل هناك دور اجتماعي تمارسينه؟
أنا أمارس العمل الجماعي من خلال أنشطة الجماعة، وخارجها في الفعاليات المختلفة، وأنا رئيس قسم المرأة بالمركز المصري للإعلام والثقافة والتنمية.
  • ما رأيكِ فيما حدث أخيرًا من اعتقالات طالت ما يقرب من ألفين من أعضاء جماعة الإخوان المطالِبين بالإصلاح؟
نَيل الحقوق لا بد له من تضحيات، وتقدم الأمة مرهون بذلك؛ لأن الحقوق لا توهَب ولكن تُنتزع.

أقول لزوجات المعتقلين اصبرن ورابطن

  • ماذا تقولين لزوجات المعتقلين؟
أقول لهن: اصبرن ورابطن، وما يحدث لأزواجكن هو ابتلاء من الله، فكنَّ حريصاتٍ على الرضا وإرضاء الله الذي لا يُضيع أجرَ المجاهدين والصابرين، وإنَّ بعد العسر يسرًا، ولا بد لظلام الليل من آخر.
  • كيف ترين مستقبل المرأة؟
أعتقد أنه بدأ يدخل في الحركة الفاعلة، وأصبح للمرأة صوتٌ متواجدٌ من خلال التنظيمات الشعبية التي تكونت لالتفات المرأة- بجميع اتجاهاتها- حول قضايا محددة.

المصدر