جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد انتخابات 2005

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد انتخابات 2005

بقلم: إسرائيل إيلاد ألتمان

الأحد - 16 يوليو 2006


ملحوظة المحرر

برجاء البحث في أسفل عن آخر تحليلات دكتور إسرائيل إيلاد ألتمان حول جماعة الإخوان المسلمون في مصر بعد انتخابات 2005.هذه المقالة سيتم نشرها في الجزء الرابع من "الاتجاهات الحالية في الإيديولوجية الإسلامية" في شهر سبتمبر 2006.

إن النجاح الذي حققته جماعة الإخوان في مصر في الانتخابات البرلمانية المصرية في نوفمبر وديسمبر 2005-والذي أعقبه نجاح ساحق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006-قد دعم موقفها بشكل كبير على الصعيدين المحلي والدولي.

وينظر لجماعة الإخوان الآن باعتبارها بديلاً محتملاً لنظام الحكم الحالي في مصر, وذلك عقب انتهاء عهد الرئيس محمد حسني مبارك ومرور مصر بمرحلة حساسة في مسألة تولي الحكم.وبتتبع الخطوط الرئيسية للخطاب الإيديولوجي للجماعة والمشاركة السياسية التي أعقبت الانتخابات،سنجد أن هذه المقالة تبحث وتتحرى عن كيفية تأثير نتائج الانتخابات في فكر وإستراتيجية الجماعة.

خطة عمل

ولما كان هناك العديد من الخبراء المحليين والأجانب قد أعربوا عن مخاوفهم بشأن احتمالية وصول جماعة الإخوان إلى الحكم , سارع المتحدث باسم الجماعة بتهدئة مثل هذه المخاوف قائلاً أن الجماعة مازالت بعيدة عن الوصول للحكم.

وأكد محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين على أن الأولوية للجماعة الآن ليست الوصول لمنصب الرئيس ولكن أولويتها تكمن في أن تمضي قدما في عملية الإصلاح عن طريق تثقيف الناس.إن هذا التصريح يعكس بعمق الرؤية القوية داخل الجماعة وهي أن الظروف لم تتهيأ بعد ليصلوا للحكم.

إذًا فالسؤال الآن, ما هو برنامج الجماعة؟ بعد أيام قلائل من انتهاء الانتخابات قام رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان بتقديم ما أسماه خطة عمل للجماعة في المرحلة القادمة.

وعلى الصعيد المحلي, قام بسرد أربعة أهداف:

بلورة المشروع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وعرضه على العامة والمثقفين, وتحقيق توازن بين الأنشطة التنظيمية والتعليمية والسياسية والاجتماعية للجماعة, وترجمة الدعم الشعبي المتأجج عند الناس إلى مشاركة فعالة على الصعيد الاجتماعي والسياسي, وتعزيز التعاون وتكوين شراكات مع الجماعات السياسية والفكرية الأخرى.

وعلى الصعيد الدولي, تركز هذه الخطة على ما تشير إليه بالخطر الذي يهدد الأمن المصري والعربي, وهذا الخطر ينبع من استبداد وفردية الصفوة الحاكمة ومن الكيان الصهيوني ومن التدخل الأمريكي في شئون المنطقة.

وكرد فعل لهذه الأمور فقد اقترحت جماعة الإخوان المسلمون تبني خمس خطوات, وهي التعاون مع كبار الشخصيات والقوى السياسية في المجتمع ضد المشروع الأمريكي الصهيوني, وحشد الرأي العام الإسلامي والعربي ضد مخطط الهيمنة ومخطط العولمة البربرية, وتأسيس قوى المقاومة المبنية على أساس التضامن الشعبي والإجماع من كبار الشخصيات في المجتمع وذلك لمجابهة مخططات الهيمنة والمطالبة بإصلاح الحكومات والاقتصاد, والعمل على تحقيق توازن في العلاقات مع الشعب الأمريكي وفتح قنوات الحوار مع الحكومة الأمريكية وذلك لمناقشة - على قدم المساواة – حول انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة, وفتح قنوات حوارية أخرى مع أوروبا التي تقف بجوار الولايات المتحدة لتتجاوز المأزق العسكري وتقوم بتشجيع دولها في تحمل مسئولية "تصدير المشروع الصهيوني إلى منطقتنا".

كما تطالب الخطة التي وضعتها جماعة الإخوان المسلمون بإعادة النظر في موضوع تفخيم مشاكل الأقليات في المنطقة ودعت للتصدي لما أسمته بالجهود الأمريكية الصهيونية التي تحاول أن تستفيد من المعاناة التاريخية للأقليات وذلك لتهديد شعوب ودول المنطقة.

وصرح العريان بأن خطة العمل تندرج تحت العديد من "الخطط الاستراتيجية للجماعة". ويبدأ هذا المشروع الكبير أولاً بإصلاح الذات ثم يتدرج على شكل أوسع حتى يصل إلى إقامة البيت المسلم وتوجيه المجتمع وتحرير المنطقة من أي هيمنة أو حكم أجنبي سواء كان عسكريًا أو سياسيًا أو اقتصاديًا أو روحيًا أو ثقافيًا وإصلاح الحكومات ثم استعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية.

توضيح الرسالة

إن أول بند في الأجندة المحلية هو ما يسمى ببلورة وتوضيح المشروع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ، وذلك ردًا على النقد اللاذع الذي يقول بأن الرسالة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين تتميز بالغموض وغالبا ما تناقض نفسها, وأنها تتجنب اتخاذ موقف واضح ومفصل تجاه القضايا المحلية.

ولقد قام العديد من قادة جماعة الإخوان في أعقاب الانتخابات بالإدلاء بتصريحات حول الإصلاح السياسي والاقتصادي ولكنهم ظلوا يستخدمون عبارات عامة.ولم يتم إصدار أي وثيقة توضح معالم البرنامج السياسي للجماعة،وذلك منذ إصدار الجماعة مبادرة الإصلاح في الثالث من مارس 2004.

ففي شهر فبراير على سبيل المثال, كان هناك مقالة بعنوان "ماذا لو وصل الإخوان إلى الحكم" تناول فيها محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين جوانب الأنظمة الحكومية والانتخابية التي توافق عليها جماعة الإخوان المسلمون.

وبغض النظر عن حديثها حول الدستور الذي يجب أن تكون جميع سلطاته مبنية على التشريع الإسلامي, فإن هذه المقالة لم تناقش ماهية الحكومة التي تريد أن تؤسسها جماعة الإخوان المسلمون وما دور الإسلام في هذه الحكومة. ولم يقم حبيب حتى بالإشارة في هذا السياق إلى الصيغة التي يستخدمها عادة التيار المعتدل في الجماعة والتي دوما تؤكد أن هدف جماعة الإخوان هو إنشاء دولة مدنية يكون الإسلام فيها هو مصدر السلطة.

والإشارة الوحيدة التي تناولها حبيب في المقالة السابقة بشأن هذا الأمر كانت حول أوضاع الأقباط في مصر, حيث أشار حبيب أن الجماعة تعتبر الأقباط مواطنون يتمتعون بكافة حقوق المواطنة وبالتالي فلديهم الحق الكامل في تولي أي مناصب رسمية ما عدا رئاسة الدولة.

إن هذا الاستثناء يعكس بشدة المبدأ الإسلامي الذي يقول بأن غير المسلمين لا يحكمون المسلمين.وهذه الإشارة تطرح التساؤل حول ماهية "كافة حقوق المواطنة" التي يعنيها حبيب, ولكنها تعكس الالتزام بوجهة النظر الإسلامية وهي أن دور الأقباط في الدولة دور ثانوي بوصفهم من "أهل الذمة".

وفي النسخة المترجمة لمقالة حبيب والتي نشرها الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين تقول أن للأقباط الحق في تولي جميع المناصب الرسمية بما فيها رئاسة الدولة.

إن الغموض الذي يكتنف موقف جماعة الإخوان المسلمين فيما يخص طبيعة الدولة التي يخططون لها وتداعيات هذا الغموض على غير المسلمين أصبح مصدر قلق للأقباط, وهذا القلق أصبح متزايدًا منذ النجاح الذي حققته جماعة الإخوان المسلمون في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وبعد انتهاء الانتخابات مباشرة قام العديد من أعضاء المجلس الأعلى وقيادات أخرى بارزة في الجماعة مثل عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان بالالتقاء بشخصيات قبطية معروفة،وذلك في خطوة منهم لتبديد مخاوف الأقباط من صعود الإخوان المسلمين،وكذلك لتحسين الصورة السلبية المعروفة عن الجماعة على المستوى الدولي.

وأكد ممثلو الإخوان المسلمون أثناء هذه اللقاءات على أن الجماعة أصبحت لا تستند إلى الفتوى التي صدرت عام 1996 والتي تقضي بوجوب دفع الجزية من جانب غير المسلمين والتي أصدرتها جماعة الإخوان المسلمون والمرشد العام آنذاك مصطفى مشهور.

وبالرغم من أن الإصلاحيين الإسلاميين قد رأوا أن مسألة العهد الذمي غير معمول به الآن وأن الأقباط مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات كما هو موجود بالدستور إلا أن جماعة الإخوان لم تتبن حتى الآن هذا الموقف رسميا.

كما أكد ممثلو الإخوان للأقباط أن الجماعة لا تبغي إنشاء دولة إسلامية دينية ولكنها تريد إنشاء دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية،وقالوا أن المرجعية تعني الإسلام كنظام حضاري واجتماعي وسياسي، فهو يتكون من مبادئ عامة يمكن من خلالها حكم الدولة التي يكون غالبيتها من المسلمين.

وتسائل ممثلوا الإخوان:ألم يكن الديمقراطيون يحترمون مرجعية دولهم, فالديموقراطيون الألمان على سبيل المثال يحترمون مرجعية دستورهم ودولتهم في رفض أي أحزاب نازية؟

إن ممثلي الأقباط يجدون غموضًا بالغًا في عبارة "دولة مدنية ذات مرجعية دينية" وقاموا بحث جماعة الإخوان المسلمين بإصدار وثيقة رسمية يوضحون فيها موقفهم منه,وحتى الآن لم تصدر وثيقة في هذا الصدد.

وعندما سئلت الجماعة عن موفقهم تجاه الأقباط رد مهدي عاكف المرشد العام للجماعة أنهم يراعون حقوق الله فيهم وفي التعامل معهم.

كما أن موقف الجماعة تجاه أي أقلية أخرى يعكس نفس النظرة التي ينظرونها للأقباط فعندما قامت المحكمة الإدارية بالإسكندرية بإصدار حكم في الرابع من أبريل 2006 يقضي بحق مواطن في استخراج بطاقة قومية ومدون في خانة الديانة بهائي, أقامت جماعة الإخوان المسلمون الدنيا ولم تقعدها.

وفي مناقشة برلمانية حول هذه القضية في الثالث من مايو 2006 قال نواب الإخوان المسلمون أن البهائيين مرتدون ويجب قتالهم واستشهدوا بحديث للنبي محمد يؤكد وجهة نظرهم, بل وأعلنوا أنهم سيقومون بعمل مشروع قرار يقول بأن اعتناق البهائية جريمة ويصف البهائيين بأنهم مرتدون.

وقال عاكف في رده على النقد الموجه لجماعة الإخوان المسلمين بشأن خلط الدين بالسياسة ومحاولتها إنشاء حكومة ثيوقراطية (خاضعة لمرجعية دينية) إن جماعة الإخوان المسلمون فخورة بأنها تخلط الدين بالسياسة وأنها تدافع من أجل هذا المبدأ وأن أي وجهة نظر تقول أن الإسلام يجب أن ينحصر فقط في العبادات والأخلاق وأنه يجب إقصاؤه عن قيادة وسياسة أمور البشرية فإنها تخالف تمامًا حقيقة الإسلام التي جاء بها النبي محمد وإرادة الله.

وصرح محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة لموقع الجماعة باللغة الإنجليزية ردا على النقد ذاته قائلا أن الإسلام - كما قال الإمام البنا من قبل – برنامج شامل يشمل كل أمور الحياة: فهو دولة ووطن, وحكومة وشعب, وأخلاق وسلطة, ورحمة وعدل, وموارد وثروة, ودفاع ونصرة, وجيش وخطة, وإيمان راسخ وعبادات صحيحة.

خلاف داخلي

إن الانتخابات الأخيرة قد ولدت داخل الجماعة خلافا, وهذه المسألة تأتي في النقطة الثانية من خطة العمل على الصعيد المحلي والتي وضعها العريان،والتي تتعلق بضمان التوازن بين الأبعاد المتعددة لنشاط جماعة الإخوان المسلمين وتتحدث مباشرة عن طبيعة واستراتيجيات الجماعة.

إن الخلاف الآن بين تيارين أيديولوجيين رئيسيين داخل الجماعة:

تيار الدعوة والذي يدعم الموقف التقليدي للجماعة،وهو التأكيد على أهمية العمل الدعوي والتربوي والاجتماعي وإنشاء جماعة ضخمة شبة سرية, والتيار السياسي والذي يرى أن العمل السياسي هو أكثر الطرق الفعالة لتحقيق أهداف الجماعة.وهذا الخلاف ليس بجديد ولكن مكاسب الإخوان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة أعطته مغزى جديد.

ينبني منهج تيار الدعوة على المبادئ الرئيسية التي وضعها مؤسس الجماعة حسن البنا, والذي كان يرى أنه من الواجب أسلمة المجتمع و إنشاء دولة إسلامية ثم التدرج حتى الوصول للخلافة وهو أسمى الأهداف.

وهذه هي المبادئ التي أشار إليها العريان عندما تحدث عن الخطط الاستراتيجية للجماعة, فأول خطوة هي بناء الفرد المسلم وذلك بجعل الفرد يتبنى رؤية الإخوان ثم يأتي بعد ذلك العمل على إنشاء الأسرة المسلمة ثم المجتمع المسلم.

ويكون نشاط الجماعة خلال هذه المراحل دعويا تربويا, وبعد أن يتبنى المجتمع الرسالة الإسلامية لجماعة الإخوان المسلمين تنطلق الجماعة في بدء تنفيذ رؤيتها حول الدولة الإسلامية في الحياة العامة والسياسية. وحينئذ فقط ينبغي على الجماعة أن تحول أنشطتها وطاقاتها من دعوية تربوية إلى العمل السياسي.

وعلى الرغم من أن البنا كان مشاركا في الحياة السياسية،إلا إنه كان دائما يؤكد على دور جماعة الإخوان في التركيز على التربية.

فكان يرى أنه عندما تتم أسلمة الناس سوف تتولد الدولة المسلمة الحقيقية تلقائي.وبالتالي فإن جماعة الإخوان تستطيع أن تمارس مهامها فقط حينما يتم أسلمة الأمة وتبصيرها بمبادئ الدين, ومن ثم ستكون الأمة مهيئة لقبول المبادئ التي تنبني عليها الجماعة.

ويؤيد تيار الدعوة قادة الجماعة سواء كان من الحرس القديم (الذي تأسس إبان الجهاز السري للمنظمة وداخل سجون الرئيس عبد الناصر) مثل محمد مهدي عاكف ، والأعضاء الجدد الذين تنشئوا على النظام التربوي للجماعة.

ويناصر التيار السياسي معظم قادة الجماعة من أبناء الجيل الثاني وهؤلاء كانوا طلابا نشطاء في حقبة السبعينيات و تدرجوا في مناصبهم وهم منفتحون أكثر على السياسة والمفاوضات.

فهؤلاء القادة مثل أبو الفتوح والعريان قد رسموا صورة كبيرة للجماعة في وسائل الإعلام والسياسة.

فكان أبو الفتوح ينادي لسنوات عدة بأن عملية التغيير السياسي لن تتحقق عن طريق الدعوة ولكن عن طريق صناديق الاقتراع، وأنه على جماعة الإخوان أن تتحول من حركة دعوية إلى حزب سياسي.

إن المكاسب التي حققتها جماعة الإخوان المسلمون في الانتخابات البرلمانية الأخيرة قد طرحت تساؤلا: هل حان الوقت لتغير جماعة الإخوان المسلمون اتجاهها؟ ومع هذا التأييد من شرائح المجتمع للنظرة الإخوانية, يبقى السؤال:

ألم يحن الوقت بعد كي تسعى الجماعة لتولي الحكم عن طريق عمل سياسي متكامل؟

وقد أشار عاكف لهذا الموضوع قائلا إن مبشرات النصر للمشروع الإخواني واستعداد المجتمع لتقبل الدولة الإسلامية يأتي الآن من فلسطين ودول إسلامية أخرى.

وقام عاكف باستخدام لفظ التمكين الذي تستخدمه الجماعة، وهو مبدأ رئيسي في تعاليم البنا والتي تتعلق بالمرحلة التي يكون فيها المجتمع مؤهلا تماما لكي تبدأ الجماعة في تطبيق الحكم الإسلامي.

وبالدخول على الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين سنجد أن هناك تساؤلات حول ما إذا تم الوصول إلى المرحلة المشار إليها, فهل تم الوصول إليها فعلا؟ الرد على هذه التساؤلات يقول بأن المكاسب الانتخابية التي حققتها جماعة الإخوان المسلمون ومنظمة حماس لا تشير إلى الوصول إلى هذه المرحلة, وأنه على الرغم من وجود شرائح كبيرة من الناس والمجتمع تطالب الآن بتطبيق النظام الإسلامي في الحياة العامة والسياسية والتشريعية، إلا أن هذا الإنجاز هو ثمرة العمل الدعوي والتربوي والاجتماعي وليس العمل السياسي للجماعة, فالعمل الدعوي هو الذي نقل فكر الجماعة ثم تبناه الناس بعد ذلك.

كما أن النجاح الانتخابي الأخير قد يجعل البعض يتصور أن الجماعة الآن سوف تتجه للعمل السياسي, ولكن العكس صحيح. فالجماعة سوف تركز على العمل التربوي الذي يمهد لمكاسب سياسية أكبر.

وهناك آراء تقول أن حسن البنا قد أنشأ جماعة الإخوان المسلمين لتعكس رسالة الإسلام الشاملة.

فالجماعة قد تأسست على أنها حركة اجتماعية ودعوية واقتصادية وسياسية ولا تقتصر على السياسة فقط. كما أن مبادئ الجماعة الاجتماعية هي التي ضمنت لها البقاء, أما إذا كانت هذه الجماعة قد نشأت سياسية فقط, فما كان قد قدر لها أن تستمر.

قادة الجماعة الذين يفضلون التوجه السياسي يحاولون الضغط على الجماعة كي تتخلى عن ما أسموه بعقلية الحصار والتي ترعرعت بسبب سنوات الاضطهاد وعن طريقتها المتعلقة بأنشطتها التنظيمية.

فهم يريدون للجماعة أن تجذب فاعلين سياسيين آخرين وأن تقوم بصياغة رسالة سياسية محددة تطرح حلولاً محددة لمعالجة الأوجاع التي تعاني منها مصر .

ولكن أنصار التيار المحافظ داخل الجماعة يؤكدون أن التنظيم الداخلي للجماعة ليس قوامه فقط الأساس الاجتماعي والآلية التي تضمن لها البقاء ولكنه - كما رأينا في الانتخابات البرلمانية في مصر و فلسطين - هو المفتاح الذي يعمل على حشد المؤيدين وإحداث التغيير.

وقد عرض الموقع الرسمي للجماعة شرحًا مطولاً لإحدى رسائل الإمام البنا تحت عنوان "أي شيء ندعو الناس إليه" ثم عرض فقرة تقول أن الجماعة لا ينبغي لها أن تسعى لتولي زمام الحكم في هذه المرحلة.

ثم يستشهد الموقع بأقوال البنا قائلا إنه من الخطأ تولي زمام الحكم الآن وأن نجعل الدولة معنية بتربية الناس, تماما كما فعل النبي محمد عندما مكث ثلاثة عشر عاما في مكة يدعو الناس لعبادة الله ويرسخ الإيمان في قلوبهم فلم يكن مهتما بحل المشكلات ولا سن القوانين، وبالتالي فإن الجماعة ملتزمة بإنشاء المجتمع المسلم الصحيح وتأسيسه ومن هنا ستظهر الحكومة الإسلامية.

وفي هذا الصدد قال مسئول إخواني بارز أن الجماعة ينبغي أن تحكم فقط حينما يكون المجتمع مؤهلا لقبول هذا الحكم, وفي الوقت الحالي فإن المجتمع ليس مؤهلا لذلك. كما قال أن هناك العديد من المشكلات من المستحيل التعامل معها الآن مثل فوائد البنوك, والسياحة وبيع الكحوليات وكل ذلك قبل أن يصل المواطنون "للإيمان الكامل بتطبيق شرع الله".

نكون أو لا نكون حزب سياسي

هناك مسألة أخرى تتعلق بالجماعة وهذه المسألة باتت ملحة، ألا وهي فكرة إنشاء حزب سياسي. فمن حيث المبدأ, كان من الممكن أن تعمل جماعة الإخوان المسلمون على ذلك وأن تطلب الترخيص له من قبل الدولة لمزاولة نشاطه.

كما أن أي رفض لطلب إنشاء حزب سياسي بالنسبة لكيان سياسي اكتسح الانتخابات بنسبة عشرين في المائة من المقاعد سيطعن في شرعية الدولة ويحقق للجماعة انتصارًا معنويا, ولكن الجماعة لم تطرق هذا الباب بعد.

وبالنسبة لوضعها الرسمي, فجماعة الإخوان المسلمون تكتسب شرعيتها من التأييد الشعبي لها وليس من اللجنة المعنية بإنشاء الأحزاب السياسية, كما أن الجماعة لن تبدأ في اتخاذ هذه الخطوة حتى ينتهي وجود هذه اللجنة وتسود الحرية الحقيقية في إنشاء الأحزاب السياسية.

إن الذين يعارضون فكرة إنشاء حزب بإمكانهم أن يستشهدوا بتجربة حزب الوسط الجديد الذي أنشئ عام 1996 من قبل أعضاء كانوا من جماعة الإخوان ثم انشقوا عنها ومازالوا حتى الآن يواجهون معارك قضائية للاعتراف بهم كحزب سياسي.

ولكي يتفادوا مسألة المنع الدستوري لإنشاء أحزاب دينية فإن حزب الوسط الجديد قد عرف نفسه على أنه حزب مدني ذو مرجعية إسلامية أو حزب مدني ذو خلفية إسلامية أو حزب مدني ذو سند إسلامي ولكن كل ذلك دون جدوى.

إن معارضة الإخوان لإنشاء حزب سياسي يعكس مسألة الخوف من أن يكون مجرد حزب وسط أحزاب كثيرة ويعبر عن فكرة واحدة وقد يفقد ميزة أنه يمثل كيان واحد ومطلق وهو الحق الإلهي. فيشدد قادة الجماعة على أنه إذا ما تم إنشاء حزب سياسي فإنه لن يحل محل الجماعة –والتي سوف تستمر كجماعة إسلامية عامة - ولكنه سيكون مجرد امتداد لها.

إن مسألة غياب حزب سياسي للجماعة لم يمنعها - تحت مظلة الأحزاب المعترف بها والمستقلين – من أن تقوم بدور كبير وتشارك في الانتخابات البرلمانية في العقدين الأخيرين.

إن هذه المشاركة قد هوجمت بشدة من قبل تنظيم القاعدة في تصريح لأيمن الظواهري. وردا على هذا الهجوم, دافعت الجماعة عن اعترافها بأن الأمة هي مصدر السلطة وعن مساندتها بقوة لانتخابات حرة ونزيهة من خلال التأكيد على أنها ترى أيضا أن القوانين التي يصدرها البرلمان يجب أن تكون مطابقة للشريعة الإسلامية.

الانفتاح

إن غياب الحزب السياسي لم يمنع جماعة الإخوان المسلمون من تطبيق النقطة الرابعة من خطة العمل التي وضعها العريان على الصعيد المحلي ألا وهي تعزيز التعاون وتكوين شراكات مع الجماعات السياسية والفكرية الأخرى التي تشارك الجماعة نفس المصالح العامة.

فسياسة التقارب التي انتهجتها الجماعة مؤخرا مع الناصريين والحزب العربي الديمقراطي الناصري من الأمور اللافتة للانتباه. وعلى الرغم من أن الحرس القديم للجماعة كان دوما يرى أن جمال عبد الناصر هو العدو اللدود للجماعة الذي تسبب في اضطهاد الجماعة وفي ممارسة ألوان التعذيب والقمع ضدهم في حقبتي الستينات والسبعينات, إلا أن الجيل الثاني من قادة الجماعة الذين لم يمروا بهذه التجربة يرون بأن الناصريين اليوم قوة سياسية وحليف سياسي مهم في معركة النضال ضد نظام مبارك والولايات المتحدة والعولمة وإسرائيل.

فهم يرون أن التحالف مع الجماعات الكبيرة والبارزة ووجودها ضمن الجبهة الوطنية للتغيير التي تأسست في 8 أكتوبر عام 2005 وتضم جماعة الإخوان المسلمون وحزب التجمع اليساري والحزب الناصري والوفد وحركة كفاية وجماعات أخرى صغيرة سوف يزيد من شرعية الجماعة لدى النخبة التي مازالت متخوفة منها ويصبح من الصعب على الحكومة أن تعزلهم. ولقد لاقت سياسة التقارب هذه معارضة داخل الجماعة.

وحينما قام الشيخ محمد هلال وهو من الحرس القديم بمهاجمة عبد الناصر بشخصه قام بعض أعضاء الجماعة ومن ضمنهم مهدي عاكف الذي قضى قرابة العشرين عاما في سجون عبد الناصر بعد اتّخاذ عبد الناصر إجراءات صارمة‏ ضد جماعة الإخوان المسلمين عام 1954 بتقديم الاعتذار عن هذا الهجوم.

هذه الاعتذارات أغضبت الكثيرين من الجماعة مما دفع خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام أن يعلن أن هذا الاعتذار كان تكتيكيا وأن ما قاله هلال كان تعبيرا حقيقيا لما تعتقده الجماعة.

هناك أيضا موقف أثار انشقاق داخل الجماعة ألا وهو محاولة الوفاق مع شخصيات بارزة علمانية وليبرالية. ففي شهر ديسمبر قام أبو الفتوح وهشام حمامي وهو من قيادات الجيل الثاني للجماعة بزيارة غير مسبوقة للكاتب نجيب محفوظ والذي يعتبره الكثيرون من أعضاء الجماعة مرتدا بسبب روايته أولاد حارتنا.

إن هذه الزيارة وما قيل خلالها استنكرها كثير من أعضاء الجماعة بل إن بعضهم قد عد أبو الفتوح منشقا.إن المعارضة لهذه الأمور لم تأت فقط من رجالات الحرس القديم بل جاءت أيضا من أعضاء متوسطي العمر والذين تربوا في مؤسسات الجماعة الدعوية.

وعلق العريان على هذا الموقف قائلا أن المناهج في هذه المؤسسات قد وضعت عندما كان الإخوان مضطهدون ويواجهون شتى أساليب القمع كما أنها مبنية على الراديكالية السلفية والنظر بعين الريبة للآخرين وأن هذه المناهج بحاجة للتغيير.

ووصف أبو الفتوح زيارته لمحفوظ بأنها جاءت في ضوء سياسات الجماعة لطمأنة الفنانين والكتاب والمثقفين ورجال الأدب أن الجماعة ليست ضد حرية الإبداع والثقافة.

وقد أيده إلى حد ما محمد حبيب عندما أعلن أن جماعة الإخوان المسلمون في الأساس ليست ضد الثقافة والفن والإبداع, كما أن الإصلاح السياسي لا بد وأن يشمل حرية الصحافة والنقد والفكر.

ومع ذلك فقد شدد أنه على ممثلي الشعب أن يطالبوا بمحاسبة المؤسسات والجهات التي تشجع الفن الإباحي والشذوذ الجنسي والتفسخ الأخلاقي بدعوى حرية الإبداع. فمن الواجب إخضاع مثل هذه الأعمال المسماة بأعمال إبداعية للمراقبة وأن يعاد النظر فيها من قبل المتخصصين و أهل الخبرة.

التقدم بحذر

من اللافت للنظر أن خطة العمل على الصعيد المحلي التي وضعها العريان تشتمل على خطوات محددة لزيادة تماسك وتفاعل وتأثير الجماعة كحركة سياسية بينما لا تشير إلى أي أهداف محددة على ساحة الإصلاح السياسي.وهذا يعكس بشدة تقديرا حقيقيا بأن وقت الإصلاح لم يحن بعد الآن.

بالإضافة إلى الصعود الإخواني فإن الانتخابات البرلمانية قد جعلت من الجماعة تهديدا للنظام الحاكم. وطبقا لما ورد بالتقارير فإن الناخبين الشباب الذين ولدوا في عام 1983 والذي تمت إضافتهم للقوائم الانتخابية قبيل الانتخابات قد صوتوا في صالح مرشحي جماعة الإخوان المسلمين.

وهذا زاد من شرعية الجماعة في الانتخابات مما سيصعب الأمر على الحكومة أن تبرر تولي جمال مبارك الحكم خلفا لأبيه بأنه لا يوجد تأييد شعبي واسع لبديل سياسي آخر.

وعلى جماعة الإخوان المسلمون أن تضع في الحسبان أن الانتخابات الأخيرة قد تدفع الحكومة لعدم التساهل معهم ومع أنشطتهم.

وبالفعل قامت الحكومة بالتعبير عن ذلك عندما قامت بالتضييق على نواب الإخوان عندما قام بعضهم بتوجيه نقد لأداء الحكومة في عدة موضوعات.

وطبقا لبعض تقارير الجماعة فإن الأمن المصري قد أعاق العديد من أنشطة الجماعة الاجتماعية الخاصة بنواب البرلمان من الإخوان, وحذر الكثير من المسئولين المحليين في الإدارات الإقليمية من التعامل مع نواب الإخوان وبعثت بتعليمات لكثير من رجال القرى بعدم اللجوء لنواب الإخوان لحل مشاكلهم.

كما حاولت الحكومة تحجيم معارضة الإخوان لموضوعين مهمين وهما مد العمل بقانون الطوارئ والموضوع الأكثر أهمية هو تولي جمال مبارك الحكم خلفا لأبيه.

ويذكر أن قانون الطوارئ معمول به منذ عام 1981 وهو القانون الذي يسمح للحكومة باعتقال الأفراد مباشرة دون توجيه أي تهمة وبدون أي محاكمة بالإضافة لمحاكمة المدنين أمام محاكم عسكرية.

وهذا القانون مكن الحكومة من اعتقال ثلاثة آلاف إخواني في موجة المظاهرات التي طالبت بالتغيير في ربيع 2005, وظاهريا فإن هذه الاعتقالات قد أقنعت الإخوان بعقد اتفاق مع السلطات تتخلى فيها عن معارضتها لترشيح مبارك لنفسه في انتخابات سبتمبر مقابل إطلاق سراح المعتقلين.

وصرح مبارك أثناء حملته الانتخابية أنه يريد أن يستبدل تلك القوانين بقوانين مكافحة الإرهاب ولكنه يقول الآن أن هذا التشريع الجديد يحتاج لعامين كي تتم صياغته.

وكنتيجة لذلك صرحت الحكومة أن قوانين الطوارئ والتي كان من المقرر أن تنتهي في شهر مايو بحاجة أن تمتد حتى لا توجد فراغا قضائيا.

وهناك عقبة أخرى أمام تقدم الإخوان ألا وهي المادة 76 من الدستور المصري والتي تتعلق بالانتخابات الرئاسية, فهذه المادة كانت تقضي فيما سبق أن يكون المرشح فردا واحدا وهذا المرشح يتم ترشيحه من قبل البرلمان ويوافق عليه بنظام الاستفتاء, وقد تم تعديلها في فبراير 2005 فأصبحت تسمح هذه المادة بقبول عدة مرشحين للانتخابات ولكنها وضعت شروطا لترشيح المرشحين تمنع الإخوان من الترشيح.

وكنتيجة لذلك قررت جماعة الإخوان المسلمون أن تستخدم الانتخابات الخاصة بالمجالس المحلية –التي كان مقرر إجراؤها في إبريل 2006 - لتزيد من عدد ممثليها الرسميين المطلوبين طبقا للمادة 76 للتصديق على المرشحين الرئاسيين.

ولكن الحكومة أحبطت هذه الخطة في فبراير 2006 وذلك بتمرير تشريع يقضي بتأجيل الانتخابات المحلية لمدة عامين.

وكان رد فعل جماعة الإخوان عنيفا, فبالرغم من أن الجماعة قد أعربت أنه لا توجد لديها أي نية لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة إلا أن المتحدث باسم الجماعة اتهم الحكومة بتأجيل الانتخابات لتحرم جماعة الإخوان المسلمين من تأييد أي مرشح للرئاسة.

وقامت الجماعة بشن هجوم واحتجاجات واسعة ضد قرار مد العمل بقانون الطوارئ وتمثلت هذه الاحتجاجات في المظاهرات الطلابية في الحرم الجامعي.

وكرد على هذه المظاهرات قامت الحكومة باعتقال العشرات من النشطاء ومن ضمنهم عضو في المجلس الأعلى للإرشاد بالجماعة وهو الذي قاد مظاهرات الطلاب وانتقد الحكومة وخلافة جمال مبارك لأبيه.

وفسر الإخوان هذه الاعتقالات بأنها عملية مساومة حيث تقوم الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين في مقابل تهدئة معارضتها لقانون الطوارئ.

وهناك عدة إجراءات قامت بها الحكومة مثل اتهام الجماعة بأنها تقوم بتدريب متطوعين للذهاب للقتال في مناطق الصراع مثل العراق وفلسطين من أجل تعلم مهارات القتال كما أعلنت في 19 من أبريل الكشف عن خلية تكفيرية, وقد فسرت الجماعة ذلك بأنه حجة لمد قانون الطوارئ وإنكار الوضع الشرعي لجماعة الإخوان المسلمين.

ولمح رئيس تحرير الموقع الرسمي للإخوان أن الحكومة هي التي حبكت عملية الاعتداء على الكنائس القبطية في الإسكندرية في احتفالات عيد القيامة وتسببت في اندلاع أعمال العنف بين المسلمين والأقباط ليكون ذلك مبررا لقوانين الطوارئ .

وأدرك الإخوان أن مد قانون الطوارئ لا يمكن وقفه أو تسويته نتيجة للمعارضة. وتم مد العمل بالقوانين في 29 من إبريل بعد خمس أيام فقط من اعتداءات دهب في سيناء وفي ظل احتجاج ضئيل.

سياسة التوريث

وفيما يخص الموضوع الشائك وهو تولي جمال مبارك الحكم خلفا لأبيه, أصبح موقف الإخوان حياله غير واضح.

فقبل تعديل المادة الدستورية رقم 76 عارضت جماعة الإخوان صراحة وبكل وضوح مسألة خلافة جمال لأبيه, ولكنها مؤخرا أصبحت أقل وضوحا وصراحة.

فعلى مستوى التصريحات, أعلن المتحدث باسم الجماعة رفض عملية التوريث "من حيث المبدأ " مما قد يفسح مجالا للوصول إلى تسوية ولكن "تحت أي ظروف".

وقد أعلن مكتب إرشاد الجماعة عن اختلافهم حول هذه المسألة, فقيل أن عاكف وحلفائه يرون أن الحركة لا بد أن تعارض بشدة مسألة التوريث وإلا ستفقد مصداقيتها لدى العامة وجماعات المعارضة الأخرى, وهناك فريق آخر يرى أن معارضة التوريث قد يجعل الجماعة تتحول عن مواضيع أخرى أكثر أهمية وقد تؤثر على أهداف الجماعة بعيدة المدى.

فبدلا من رفض ومعارضة التوريث, على الجماعة أن تحاول أن تستغل عثرات النظام الحاكم في مسألة التوريث حتى تنهي حالة الطوارئ وتغير المادة 76.

وقد أعلن الشاطر هذا الرأي مؤخرا وهو يقال أنه شخصية جوهرية في تنظيم الجماعة على الرغم من ضعف شهرته الإعلامية.

كانت هناك تكهنات بأن الإخوان قد يعقدون صفقة مع الحكومة للتغلب على عقباتها بشأن تولي جمال مبارك الحكم.

فقد أشاع أعضاء من لجنة سياسات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم والتي يرأسها جمال مبارك أنهم التقوا مع أعضاء من جماعة الإخوان ليضمنوا حياد الإخوان وعدم مشاركتهم في معارضة تولي جمال مبارك الحكم خلفا لأبيه.

ولكن المتحدث باسم الجماعة نفى هذه الشائعات وقال حبيب أن الجماعة تعارض مسألة التوريث وأنه لا يوجد اتصال بينهم وبين الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في هذا الصدد.

وقد ألمح منتصر الزيات وهو خبير مصري في الحركات الإسلامية وكان عضوًا سابقًا في جماعة الجهاد أنه لا يستبعد أن يتعاون الإخوان سرًا مع النظام لمساعدته في تمكين جمال مبارك من تولي الحكم.

وقد أثارت مسألة احتمالية وجود صفقة بين جماعة الإخوان والحكومة جدلا واسعا داخل الجماعة. وذكر الموقع الرسمي للجماعة آراءا عديدة حول هذه الصفقة:

فمثلا يرى البعض أن أي اتفاق سيصبح بلا قيمة لأن فترات الهدوء في علاقات الإخوان مع النظام يعقبها تصاعد في الإجراءات القمعية ضد أنشطة الجماعة السياسية, ويرى آخرون أن النظام ليس لديه ما يعرضه على جماعة الإخوان لأنه يرفض أن يكون للجماعة شرعية ويرفض طلباتها بشأن الإصلاح السياسي, ويقول آخرون أنه حتى لو أعطى النظام ترخيصا للجماعة بإنشاء حزب سياسي, فإنه قد يقدم على سحبه في أي وقت, ويقول آخرون أن الجماعة يجب أن تعارض تولي جمال مبارك الحكم لأنه يتعارض مع مبادئ الإصلاح التي يدعو إليها الإخوان وأيضا لأن قاعدة عريضة من الجماعة يرفضون هذا المبدأ تماما, كما أن عملية التخلي عن معارضة التوريث قد تفقد الجماعة مصداقيتها لدى الشعب المصري.

وهناك آراء تحذر الإخوان من قيادة أي عصيان مدني تجاه معارضة التوريث أو حتى أن تشارك في المظاهرات مع جماعات معارضة أخرى لأن هذا من شأنه أن يضيق الخناق من قبل الحكومة على الإخوان.

إن حملة الحكومة على الإخوان لن تكون بجديدة هذه المرة, ففي العام الماضي بذلت الحكومة جهود مضنية لإضعاف المعارضة ومن ثم منع الاحتجاجات واسعة النطاق ضد تولي جمال مبارك الحكم مما أدى لانهيار حزبين معارضة مهمين وهما الغد والوفد, مما يلمح إلى ما في جعبة الحكومة تجاه الإخوان.

فالحكومة قد دبرت فضيحة كبرى للمرشد العام للإخوان على غرار ما حدث للأحزاب السياسية الأخرى, فقد أدلى عاكف بتصريحات للإعلام تم اعتبارها مهينة لمصر والمصريين الأمر الذي أثار ضجة كبيرة, وقد رأت جماعة الإخوان المسلمون أن هذه إحدى محاولات الحكومة لإضعاف مصداقية الجماعة كمقدمة لعملية التوريث.

الإخوان المسلمون والغرب: صراع أم حوار

إن إنجازات جماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية بالتزامن مع تراجع التيار العلماني والليبرالي قد زاد من تساؤلات الغرب حول إشراك جماعة الإخوان في حوار حول مستقبل مصر.

وهذا أيضا قد أثار جدلا داخل الجماعة حول موقفها وعلاقاتها المستقبلية مع الولايات المتحدة.وقد أتهم أيمن الظواهريالإخوان بالتواطؤ مع الولايات المتحدة وذلك بالترويج للأطروحة الأمريكية من أن هجمات تنظيم القاعدة لا فائدة منها وأنها تأتي بعواقب وخيمة.

إن مناقشات الإخوان حول هذا الشأن قد طرح مدخلين رئيسيين تجاه الحوار مع الولايات المتحدة, أحدهما أبيض والآخر أسود, فهناك من يرى حتمية الصراع ورفض أي صيغة حوار وهناك من يرى أنه من الممكن بدأ الحوار ولكن طبقا لشروط وقائية حاسمة.

إن المدخل الأول يعكس بشدة الموقف التقليدي لجماعة الإخوان المسلمين والذي يرفض إفساح أي مجال للحوار مع أمريكا لأن أجندة الإخوان السياسية تختلف كلية عن أجندة الولايات المتحدة.

ويتبنى عاكف هذا الرأي تماما وقد كتب عدة مقالات ورسائل يقول فيها أن الولايات المتحدة تجسد الشر,فعاكف يرى أنه طبقا للتصنيف الأمريكي العالمي ينقسم البشر إلى عشرة أصناف أو طبقات:

الأمريكان والصهاينة في المرتبة الأولى ثم يأتي الأوروبيون في المرتبة الثانية بينما أخيرا يأتي كل من يقطن العالم العربي والإسلامي والآسيوي.

ويرى أن هذا الترتيب أو الكابوس العالمي تديره قوى الشر من أبناء الصهيونية , وعندما رفعت الولايات المتحدة شعارها الحرب على الإرهاب تبعها العالم بأسره وخاصة الغرب وقبل تبريرها السافر, كما أن الحكومة الأمير كية تصر على أنه من ينضم إليها " ديموقراطي" ومن يختلف معها فهو إرهابي أو يساند الإرهاب.

فعاكف يرى أن جماعة الإخوان المسلمون من طلائع الجماعات التي تنظر إلى الدعوة الأمريكية للحرية والديمقراطية بالريبة والشك, فالولايات المتحدة ذات التاريخ الاستعماري الطويل والفاضح مازالت تساند الأنظمة الاستبدادية وتنحاز كلية للمشروع الصهيوني وتمتص مواردنا.

وفي شهر مارس في المؤتمر الرابع للحملة الدولية ضد الاحتلال الأمريكي والصهيوني والذي عقد في القاهرة تحت شعار من أجل المقاومة في فلسطين والعراق:

ضد العولمة والاستعمار والصهيونية, دعا عاكف إلى المقاطعة الاقتصادية الشاملة للدول الاستعمارية.

وقال إن النتاجات الفكرية أيضا يجب أن تدرج مع هذه المقاطعة لأنها صممت لنقل الأفكار والأخلاق والسلوكيات ولتزيد من القابلية للاستعمار.

وبالنظر إلى الرأي الأكثر اعتدالا, فقد أعلن عدد من أعضاء الجماعة من الجيل الثاني أنه من الممكن فتح قنوات حوارية مع أمريكا مع الأخذ في الحسبان المخاطر من الإقدام على هذه الخطوة.

فقد تتهم الحكومة المصرية الإخوان بالتعاون مع قوى أجنبية أخرى, كما أن جماعات ودول أخرى مثل التكفير والجهاد وإيران وحزب الله وحتى الراديكاليون داخل الجماعة قد يتهمون الإخوان المسلمين بالخيانة. كما أنه في النهاية فقد يتلاعب الأمريكان بجماعة الإخوان المسلمين.

وبعد فترة قليلة من الانتخابات قال العريان أن الجماعة رحبت بلغة الحوار على أنه قيمة إنسانية وثقافية ولكن في إطار رؤيتها لإحياء روح الإسلام والتزاما منها بالتدرج والمرونة في تطبيق الشريعة.

وأضاف قائلا أن الجماعة قد رحبت بالفعل بأي حوار مفتوح مع أي شريحة من شرائح المجتمع الأمريكي غير الإدارة الأمريكية, وقد شارك أعضاء من الجماعة في اجتماعات مع أعضاء من الكونجرس ومازالوا مستعدين لتكرار ذلك.

حتى أنه من الممكن مقابلة ممثلين رسميين من الإدارة الأمريكية إذا كان ذلك اللقاء مفتوحا ومعروفا لوزارة الخارجية المصرية ويخدم المصالح المصرية والبيت العربي.

ولكن العريان تسائل عن أهداف الإدارة الأمريكية فهو يرى أن قيمها ومصالحها تؤدي إلى نقص في مواقفها الواضحة, فهل فعلا تساند الولايات المتحدة الديموقراطية لدرجة أن تنقل السلطة لخصومها السياسيين؟

وهل تساند حقا الولايات المتحدة التعددية الثقافية أم أنها تحاول أن تفرض الثقافة والنمط الأمريكي تحت غطاء العولمة؟ وهل مازالت النخبة الأمريكية عازمة على توسيع الهيمنة الأمريكية وإقامة إمبراطورية عالمية كبرى.

إن ما أسماه العريان بالمشروع الأمريكي لبناء إمبراطورية ضخمة يتعارض كلية مع مشروع جماعة الإخوان المسلمين الذي يهدف إلى الصحوة الإسلامية, فقال العريان أن الجماعة تسعى لتحرير العالم الإسلامي من أي هيمنة أجنبية سواء كانت اقتصادية أو عسكرية أو ثقافية أو روحية وأن تصلح من أنظمة الحكم في الدول الإسلامية, ومن هنا ستستطيع أن تخلق وحدة عربية حقيقية وكيانًا دوليًا إسلاميًا.

وقد لعبت الجماعة دور بارزا في مواجهة الهيمنة الغربية فعندما اندلعت أزمة الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد قامت الجماعة بدعوة شاملة لمقاطعة المنتجات الدانمركية والأمريكية على حد السواء ولم تكتف بذلك بل نشرت على موقعها الرسمي أسماء الشركات المطلوب مقاطعتها وعلاماتها التجارية.

فلسطين

تعزو جماعة الإخوان المسلمون جزءا كبيرا من صراعها مع الغرب للقضية الفلسطينية الإسرائيلية.

فهي ترى أن إسرائيل التي زرعها الغرب وسط الأراضي العربية كان سببه الرغبة في التحكم في الدول العربية وتقويض الهوية العربية والإسلامية, إن إسرائيل دولة غربية وذات ثقافة وتاريخ أجنبي عن المنطقة وليس لديها الحق في أن توجد تحت أي قانون دولي لذا يجب إزالتها هي وسكانها من اليهود وأن يحل محلهم أهل فلسطين الذين هم السكان الأصليون.

جدير بالذكر أن الآراء التي ترى عدم الاعتراف بإسرائيل تعكس موقفا وطنيا عربيا قديما وليس خطابا إسلاميا يقول بأن أرض فلسطين وقف للمسلمين من الله.

شعار حماس

لقد احتفلت جماعة الإخوان المسلمون بفوز حماس الساحق في الانتخابات التشريعية الفلسطينية كما لو كان انتصارها, وعلق حبيب قائلا أن جماعة الإخوان المسلمون قد وصلت للسلطة في فلسطين وذلك في تأييد صريح منه للنهج السياسي للجماعة.

ولكن نائب المرشد العام للجماعة شدد على أهمية ألا يتداخل نجاح حماس وتوليها السلطة مع دورها الكبير في المقاومة والصراع المسلح.

وحث العريان الفلسطينيين لصياغة استراتيجية جديدة لتحرير كل الأرض وأن يؤسسوا دولة ديمقراطية واحدة تنضم لبلاد الشام الواسعة التي تشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين (ولكنه لم يستخدم اللفظ التاريخي " سوريا الكبرى" لوصف هذا الكيان).

تعبير "دولة ديمقراطية واحدة" لفظ إسلامي بديل للدولة العلمانية الديمقراطية والذي قدمته منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن تقبل حركة فتح وجماعات أخرى المبدأين لوجود الدولة.

إن الإشارة لسوريا الكبرى يعكس الأمل في أن تتحد فروع جماعة الإخوان المسلمون المختلفة في الدول الأربعة و أن يكون لها دور قيادي في الكيان الجديد.

وراح العريان ينصح حماس بأن تتعلم من الحركة الصهيونية والدولة اليهودية التي استخدمت الكثير من عبارات السلام لتخفي في طياتها نواياها الحقيقية.

وعلى حماس أن تعمل جاهدة في بناء مجتمع فلسطيني متماسك وموحد قادر على تحقيق هدفه الحقيقي وهو إنشاء الدولة الفلسطينية التي تحل محل إسرائيل.

و نصح العريان حماس بأن تعمل جاهدة على تحقيق هدفها وألا تلهث وراء المفاوضات والحوارات العقيمة وأن لا تطرق أبواب اليهود أو أوروبا أو الولايات المتحدة, ولتجعل الجميع يطرق أبواب الفلسطينيين.وإلى حد كبير فإن هذه النقاط تعكس رؤية الإخوان في مثل تلك المواقف.


الخاتمة

إن وضع جماعة الإخوان المسلمون الجديد لم يحدث أي تغييرا ملحوظا في سياستها وأهدافها. وعن الاختلاف حول كون الجماعة دعوية أو اجتماعية أو دينية أم هي حزب سياسي فإن أنصار الفريقين تتملكهم السعادة ويفخرون بكون الجماعة تشمل التيارين معا.

إن أنصار التيار السياسي داخل الجماعة يعطون واجهة معتدلة للحركة وفي نفس الوقت يشتركون في العمل السياسي بينما المخلصون لتيار الدعوة يستفيدون من التنظيم القوي للجماعة –والذي لا تضاهيه أي جماعة علمانية أخرى – في التأثير في جموع الناس وضمان بقاء الجماعة.

إن المظهر الجديد لجماعة الإخوان والذي يرعاه عدد من الشخصيات الذكية إعلاميا والمشاركة في الساحة السياسية مجرد تمويه ليبين مدى إصرار وثبات الجماعة على أيديولجيتها التقليدية.

ومنذ حقبة الثمانينات, شاع عن الإخوان المسلمون في مصر أنها جماعة تدعي الصحوة الدينية ولكنها في الأصل ذات أيديولوجية محافظة وتميل للجمود ولا تركز سوى على ولاء أعضاء الجماعة لها وأنها دائما تمارس الحجر على عملية الإبداع والفكر الحر.

وقد تأثر بذلك الكثير من مفكريها كما أن مكانتها وصورتها أمام الإخوان المسلمون في جميع أنحاء العالم قد اهتزت بشدة, على الرغم من أنها رسميا مازالت تتولى قيادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.

وهناك العديد من الشخصيات قد أصبحت رموزا دينية وفكرية على مستوى المنظمة الدولي مثل الشيخ يوسف القرضاوي (الذي ترك الجماعة في مصر) ومن غير المصريين رشيد الغنوشي وحسن الترابي وفيصل المولوي.

وترى جماعة الإخوان المسلمون في مصر أن نجاحها منقطع النظير في الانتخابات قد أثبت نجاح تجربتها.

وعلى الرغم من الضغوط الخارجية التي ربما أجبرت الرئيس مبارك على إتاحة إجراء انتخابات حرة إلى حد ما - وهي التي استطاع من خلالها الإخوان إثبات قوتهم الانتخابية للمرة الأولى- إلا أن هذه القوة الانتخابية قد خلقتها جماعة الإخوان المسلمون من خلال أنشطتها الدعوية والاجتماعية.

إذا فإن نجاحها الانتخابي من الممكن أن يقوي شوكة من يرفضون التغيير من داخل الجماعة. فإذا كانت الجماعة ناجحة وتزداد شعبيتها يوما بعد يوم لماذا إذا الخلاف ولماذا تغيير منهج الجماعة وهذا بالطبع دون التطرق للأهداف؟

وإذا كان شعار "الإسلام هو الحل" يجذب مئات الآلاف من الناخبين فلم تغييره بآخر محايد ربما يهدئ الأقباط ولكنه لن يحصد العديد من الأصوات ولماذا المخاطرة الآن بمواجهة نظام شمسه آذنت بالمغيب ومازال يحارب من أجل بقائه بينما تشرق الآن شمس جماعة الإخوان المسلمين ؟

إن النظرة السائدة الآن بين جماعة الإخوان المسلمون هي ألا تسعى لزوال النظام, لان الوقت لم يحن بعد لكي تضطلع الجماعة بمسئوليات الحكم لأن المجتمع غير مؤهل الآن لإقامة الدولة الإسلامية التي ستقوم بتطبيق الشريعة الإسلامية.

إن جماعة الإخوان المسلمين ليس لديها اهتمام حقيقي بمحاربة تولي جمال مبارك الحكم ولكن المسألة تعطي للإخوان ورقة رابحة في الحصول على امتيازات من الحكومة.

وكنتيجة لهذه التقديرات فإنه من غير المحتمل أن تقوم الجماعة بحشد عشرات الآلاف من أعضائها ومؤيديها في الشوارع للتظاهر ضد عملية التوريث ولكنها ستقوم بعمل ما يلزم لضمان بقائها كمعارضة – تماما كما فعلت إبان مد العمل بقانون الطوارئ.

وتعد توجهات الإخوان المعارضة للسياسة الأمريكية ذات فائدة تكتيكية واضحة, فهي تساعد قيادة الجماعة على أن تحتفظ بالشرعية في مواجهة النقد اللاذع.

كما يرفض الجناح المحافظ في الجماعة فتح أي قنوات حوارية مع أي جماعات علمانية وذلك على سبيل المثال.

وتنتقد الجماعات مثل القاعدة والجهاد جماعة الإخوان المسلمين بشدة لمشاركتهم في الانتخابات الديموقراطية والبرلمان الذي يقوم بإصدار قوانين وضعية.

إن النظرة العامة لجماعة الإخوان المسلمين الأصولية ونظرة القوميين العرب والتي دائما تكون معادية لما هو أمريكي تعوق أي حوار مع الأمريكان.

إن الحوار الإخواني-الأمريكي الوحيد الذي يتخيله العريان هو حوار حول مناقشة شروط استسلام الولايات المتحدة .


المصادر

1- رأي حول أيديولوجية الإخوان المسلمون وسياساتهم قبل انتخابات 2005 البرلمانية, انظر ما كتب إسرائيل ألتمان "الديموقراطية والانتخابات وجماعة الإخوان المسلمون في مصر".

2- عصام العريان, "الإخوان المسلمون وحكم مصر ... لا مبرر للقلق" الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمون, 28 يناير 2006 - محمد حبيب " ماذا لو وصل الإخوان إلى الحكم؟" الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمون, 6 فبراير 2006.

3- محمد مهدي عاكف "الاستبداد يقف عائقا", الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمون, 7 مايو 2006

4- الحياة, 11 ديسمبر 2005

5- محمد حبيب, ماذا لو وصل الإخوان إلى الحكم .comwww.ikhwanweb

6- حبيب " ماذا لو وصل الإخوان المسلمون إلى الحكم".

7- 11 سبتمبر 2005.www.asharqalawsat.com

8- أحمد القائد "عصام العريان يعقد تراجع الإخوان".

9- حوار مع عبد المنعم أبو الفتوح رقم 996, 12 من فبراير 2006 www.al-araby.com

10- "عبد الباعث القطبي سمير مرقص يشرح حواجز العقبات من صعود الإخوان" 16 أبريل 2006 الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

11- 22 من فبراير 2006www.alwifaq.net قام بعمل الحوار فجر إسماعيل.

12- مشروع قانون لنواب الإخوان لتجريم البهائية وتكفير معتقديها, 3 مايو 2006 www.ikhwanonline.com

13- محمد مهدي عاكف , "حول المشروع السياسي الإصلاحي للإخوان المسلمين", 8 ديسمبر 2005

www.ikhwanonline.com -14-دكتور محمد حبيب, في الاقتصاد والإصلاح السياسي و إسرائيل, 8

مارس 2006

www.ikhwanweb.comة

15-ريتشارد ب. ميتشل "مجتمع الإخوان المسلمين ( لندن : أكسفورد يونيفرسيتي برس, 1969),.308

16- من نفس الكتاب, 103

17- بتاريخ 16 يناير 2006http://harakamasria.org.م رقم 990 بتاريخ 25 ديسمبر 2005/www.al-araby.com

18- رفيق حبيب," الإخوان وبداية جديدة" بتاريخ 20 من ديسمبر 2005 www.ikhwanonline.com

19- بتاريخ 16 www.ikhwanonline.com فبراير 2006

20- إن هذا المصطلح وجهت له اتهامات عديدة : لأنه كان عنوان الوثيقة الداخلية لجماعة الإخوان المسلمون الذي يحدد خطط الجماعة لاختراق قطاعات حيوية في المجتمع والدولة ومن أجل السيطرة على الحكم. وقد سقطت هذه الوثيقة في يد السلطات وتم الإعلان عنها في عام 1994

21- رفيق حبيب, "الإخوان ومرحلة التمكين" بتاريخ 28 مارس 2006 www.ikhwanonline.com

22- رفيق حبيب, "الإخوان: الرجل والرسالة والتنظيم" بتاريخ 14 من مارس 2006

23- محمد عز العرب, " مطالبون بالتصالح مع النظام" بتاريخ 9 فبراير 2006

24- من نفس المصدر

25- شرح رسالة "إلى أي شيء ندعوا الناس إليه" بتاريخ 18 فبراير 2006 الموقع الرسمي باللغة العربية

26- من نفس المصدر

27- خيرت الشاطر, النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمون, جريدة الحياة , 31 أكتوبر 2005

28- عصام العريان في الشرق الأوسط, 23 نوفمبر 2005: محمد مهدي عاكف في الموقع الرسمي للإخوان باللغة العربية

29- نبذة تاريخية عن حزب الوسط , منشورة بشكل دائم على الموقع الرسمي للحزب www.alwasatparty.com.

30- لماذا الوسط؟ تنشر بشكل دوري على الموقع الرسمي للحزب

31- أبو العلا الماضي, مؤسس حزب الوسط, في حوار معه في نشرة الإصلاح العربية, المجلد 3 تاريخ الإصدار 10 ديسمبر2005 www.CarnegieEndowment.org

32- عصام العريان في الشرق الأوسط 23 من نوفمبر 2005

33- محمد حبيب, "نرفض تصريحات الظواهري" الموقع الرسمي للإخوان بالعربية بتاريخ 7 يناير 2006

34- قادة الإخوان يستنكرون شتائم هلال, بتاريخ 25 ديسمبر 2005 رقم 990 www.al-araby.com

35- حمدي رزق, "حبيب والشاطر يتنافسون على خلافة عاكف" جريدة المصور بتاريخ 10 أبريل 2006

36- " الإخوان المسلمون ونجيب محفوظ" بتاريخ 25 ديسمبر 2005 www.al-araby.com, "تفجير الإخوان من الدخيل" بتاريخ 16 يناير 2006 http://harakamasria.org

37- محمد عز العرب بتاريخ 9 فبراير 2006 http://harakamasria.org

38- , بتاريخ 12 فبراير 2006 www.al-araby.com

39- حوار مع جريدة المجتمع, مقتبس من موقع www.ikwanweb.com بتاريخ 8 مارس 2006

40- محمد جمال عرفة "فوز الإخوان" www.islamonline.net/Arabicبتاريخ 28 نوفمبر 2005

41- من نفس المصدر "لماذا تضطهد الحكومة نواب الإخوان؟" بتاريخ 19 مارس 2006 www.ikhwanonline.com

-42 تصريح للصحافة من نواب الإخوان في البرلمان, في الشرق الأوسط بتاريخ 19 فبراير 2006: محمد حبيب في www.ikhwanonline.com بتاريخ 28 فبراير 2006

43- من نفس المصدر, عصام العريان www.ikhwanonline.com بتاريخ 15 فبراير 2006

44- "لا يا سيد جمال" www.ikhwanonline.com بتاريخ 15 فبراير 2005

45- "الخبراء: التصعيد ضد جماعة الإخوان المسلمون رسالة تحذير" بتاريخ 8 مارس 2006 www.ikhwanweb.com

46- الحياة بتاريخ 8 مارس 2006

47- عصام العريان في www.egyptwindow.netبتاريخ 19 أبريل 2006

48- عبد العزيز محمد "يا مرحب التواريع في بلادنا" www.ikhwanonline.com بتاريخ 17 أبريل 2006 [[ 49-محمد جمال عرفة "فوز الإخوان" www.islamonline.net/Arabic بتاريخ 28نوفمبر 2005]]

50- حوار مع محمد حبيب www.ikhwanonline.com بتاريخ 15 فبراير 2006

51- محمد مهدي عاكف في www.ikhwanonline.com بتاريخ 12 فبراير 2006

52- عاكف يقود تيار الرافضين , www.almesryoon.com 5 أبريل 2005

53- من نفس المصدر

54- من نفس المصدر

55- منتصر الزيات, علاقات الإخوان بالنظام المصري, الحياة 6أبريل 2006

56- رفيق حبيب، الإخوان والتوريث, www.ikhwanonline.com 11 أبريل 2006

57- من نفس المصدر

58- عمر القليوبى، الإخوان يجددون اهتماماتهم www.almesryoon.com 11 أبريل 2006

59- من نفس المصدر، وانظر أيضًا دفاع المرشد العام عن نفسه، "نص حوار المرشد العام للرد على الافتراءات الإعلامية", www.ikhwanonline.com 16 أبريل 2006

60- www.sabeelnet.com 7يناير 2006

61- عاكف، الولايات المتحدة www.ikhwanonline.com 12 فبراير 2006

62- حقوق الإنسان فى عصر الطغيان www.ikhwanonline.com 16 مارس 2006

63- ديمقراطية الإقصاء مصيرها الفناء www.ikhwanonline.com 22ديسمبر 2006

64- من نفس المصدر

65- رسائل عاكف www.ikhwanonline.com 13 أبريل 2006

66- عاكف يطالب بالتصدى للهيمنة الأمريكية www.ikhwanonline.com 23مارس 2006

67 الإخوان المسلمون وأمريكا www.ikhwanonline.com 21 ديسمبر 2005

68- من نفس المصدر

69- من نفس المصدر

70- انظر دعوة عاكف لمقاطعة المنتجات الدانماركية والنرويجية www.ikhwanonline.com 30 يناير 2006، قائمة بالشركات والمنتجات المقاطعة www.ikhwanonline.com 24 فبراير 2006

71- عاكف فى www.ikhwanonline.com 29 ديسمبر 2005 ورفيق حبيب فى www.ikhwanonline.com 14 فبراير 2006

72- انظر www.ikhwanonline.com 16 مارس 2006 وأيضًا رفيق حبيب، حماس والإخوان واستحقاقات الفوز www.ikhwanonline.com 28 يناير 2006

73- أجرى معه الحوار منير عابد www.ikhwanonline.com 22 مارس 2006

74- العريان، تداعيات فوز حماس www.ikhwanonline.com 2 فبراير 2006

75- العريان يكتب عن تداعيات فوز حماس www.ikhwanonline.com 2 فبراير 2006