جماعة الإخوان المسلمين.. أقوم السبل للنهوض بالأمة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٣:٥٤، ٢٦ مايو ٢٠١٠ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'<center>'''الأستاذ عمر التلمساني : عودة جماعة الإخوان المسلمين .. أقوم السبل للنهوض بالأمة'''</center> …')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ عمر التلمساني : عودة جماعة الإخوان المسلمين .. أقوم السبل للنهوض بالأمة
Ikhwan-logo1.jpg

هذه الانحرافات التي تدعو إلى الإلحاد في بلد مسلم، وهذه الانحرافات التي تنشط فتكفر الموحدين، هذه وتلك لم تطف على سطح المجتمع فجأةً بلا مقدمات ولا أسباب ولا دوافع معروفة أو غير معروفة، ولم تجرؤ على المجاهرة بهذا الفكر، إلا بعد تمهيد طويل مقصود دام عددًا من السنين قاربت العشرين.

في أعقاب الحرب العالمية الأولى اجتاحت الشرق الإسلامي موجة علمانية جارفة وكادت تبلغ الغاية، لولا أن الله- جلت حكمته- قيَّض لدينه الإمام الشهيد حسن البنا، فقام بجمع الشباب حول دينه الصحيح، يبصرهم به، ويوجههم إليه، وإلى ما فيه إصلاح الفرد، وتقويم الأسرة وتقوية الأمة وعدالة الحكم، وأتت دعوته الطيبة ثمرها الشهية، والتف الشباب إلى تلك الدعوة التفاف الهيم العطاش حول النبع الصافي، وتوقفت تلك الموجة العلمانية العارمة، ثم انحسرت تمامًا، ورأينا شبابًا يحني الهام سحرًا بين يدي القوي القاهر، فإذا ما جاء ربيع النهار انطلقوا زينة المحافل مظهرًا ومخبرًا، وصلح حال الشباب ودوت في أرجاء العالم الإسلامي تلك الكلمة الخالدة خلود الزمان، "الله أكبر ولله الحمد"، وقامت بين الشعوب الإسلامية قاطبة روابط من الحب والألفة والمودة والتعاون والتجاوب، دونها بمراحل كل معاهدات التحالف وحسن الجوار التي سرعان ما تتحطم أمام أول بادرة من بوادر المصالح الذاتية للحكام.

وهال خصوم الإسلام هذا السيل المتدفق، وخشوا أن يغتالهم في تهدره وانسياله فأجمعوا أمرهم، على اختلاف مشاربهم، دبروا كيدهم، واصطفوا أحد أبناء هذا الدين من هواة الأمجاد الفارغة فبطش بالدعاة المخلصين، وعاد المد الإسلامي على الجزر، بعد أن فعلوا بالدعاة إلى الله الأفاعيل، وهنا ذرَّ قرن الشيطان من جديد، إثر اغتيال دعاة الله المخلصين وتعذيبهم وتغييبهم في أعماق السجون، وخلا الجو لمزامير الشيطان فزمرت، وانتاب الاضطراب الأفكار، وعميت عليها السبل، وضلت الطريق فنادت بالإلحاد فرقة، وجنحت عن طريق الفهم الصحيح للإسلام فرقة، وقامت لليسار منابر، وعلا صوت تكفير المسلمين، وحرق الأضرحة، والمناداة بالهجرة إلى جبال المنيا أو جبال اليمن، وحار الناس!! ماذا يأخذون وماذا يتركون؟!، كلُّ ذلك نتيجة لغياب الهداة العاملين المخلصين.

ومن المؤسف أن نؤكد أن الأوضاع ستظل على هذه الصورة المؤذية، إن لم تزدد سوءًا وانتشارًا، ما دام الإخوان المسلمون بعيدين عن هذا الميدان الفسيح التزامًا للقانون.

إنَّ الشباب اليوم تتملكه نزعة إسلامية مشرقة، وهنا مكمن الخطورة؛ لأن هذا الاتجاه الديني الخالص لا بدَّ أن يحتويه وجهة يحركها الفهم السليم الذي تمرس به قوم طال عملهم الموفق في هذه الميادين، وتميزوا بمعرفة أسلم الطرق فيه مخلصين له الدين.

هذه الجماعة هي التي تستطيع أن تأخذ بيد الشباب المتفتح إسلاميًّا إلى الصواب والخير بما تقدمه له من شرح وعلم وثقافة وتربية، تهدي الحيارى من الشباب سبل السلام، وتخرجهم من الظلمات إلى نور المعرفة، والتمسك به، والعمل في سبيله عن دقة وخبرة وهدوء ويسر، فتكف عن الأمة كل هذه الويلات التي توشك أن تتردى في مهاويها المظلمة السحيقة.

إنَّ ولاة الأمور اليوم، هم المسئولون أولاً وأخيرًا بين يدي الله- تعالى- يوم يقدمون عليه، ويسألهم: لماذا تقدمون الدعاة إليَّ المحاكمات؟! لماذا تبيحون لكل صاحب رأي أن ينادي برأيه، ويدعو إلى فكرته؟! ولماذا تقفلون الباب الواسع أمام دعاة الهدى والدين والسلام، فلا يقدرون في ظل القانون إلى القيام بدورهم في الإصلاح الذي يدعون إليه عن خبرة وثقة وفهم ودراسة وإخلاص؟

لا سبيل للنهوض بهذه الأمة الإسلامية إلا بعودة الإخوان المسلمين قانونًا؛ حتى ينطلق دعاتهم إلى تأدية رسالتهم، وبث توجيهاتهم الواضحة، وتثبيت دعائم هذا الدين عمليًّا في نفوس المسلمين، ولئن لم يفعلوا وفورًا، لتكونن فتنة وفسادًا كبيرًا من جرَّاء ترك الجو خاليًا من حراسة الأمناء المخلصين.

والأمر بين يدي المسئولين، والتاريخ لا يرحم، ثم قبل التاريخ وبعده فإن الله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها عليهم، فماذا يرى المسئولون؟! والدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: "للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وعامتهم