تهدئة بالريموت كنترول

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تهدئة بالريموت كنترول
شعار حماس.jpg


بقلم : مصطفى ابراهيم

يبدو ان حركة الجهاد الاسلامي كسرت قواعد اللعبة التي كانت قائمة قبل اسبوع من الان بين حركة حماس واسرائيل، فحركة الجهاد الاسلامي وعلى لسان أكثر من مسؤول فيها لم ترضى ان يكون دور المقاومة هو ارسال رسائل لجهات عدة، أو ان تكون حصريا ل حركة حماس ، وان لا تكون تهدئة مجانية وبالريموت كونترول، وهي تشدد على ان تكون التهدئة "الهدوء مقابل الهدوء".

هذه المرة لم تقبل فصائل المقاومة من حلفاء حماس بان يكون الرد محدوداً، كما فعلت الاخيرة السبت الماضي عندما قامت بإطلاق عشرات قذائف الهاون، هدفها كما فهمها الناس بانها رسالة لمن يحاول اللعب في ساحتها بغزة تحت شعار إنهاء الانقسام، وللرئيس محمود عباس بانه غير مرحب به في غزة، وانه ليس محل ثقة.

حماس فهمت مبادرات الشباب لانهاء الانقسام، ومبادرة الرئيس عباس وزيارته الى غزة التي جاءت استجابة لمبادرة رئيس الوزراء اسماعيل هنية، على انها تقويض لسلطتها واسقاطها.

فقامت بإطلاق قذائف الهاون انتقاما لسقوط اثنين من الشهداء من كتائب القسام يوم الاربعاء 16/3/ 2011 ، جنوب مدينة غزة، الا ان الرد جاء متأخراً، والتصعيد الاسرائيلي ضد قطاع غزة لم يتوقف يوما، ومن حق جميع فصائل المقاومة الرد على العدوان الاسرائيلي المستمر.

إطلاق الصواريخ بهذه الطريقة يوضح مدى الازمة التي تمر بها حركة حماس ، وكلك غياب التوافق الوطني بين الفصائل الفلسطينية على مقاومة الاحتلال، ومواجهة التصعيد الاسرائيلي المستمر والرد على جرائمه، والمأزق الذي نعيشه حماس، والخلاف على كل شيئ، والحال التي وصل إليه الفلسطينيين جراء الانقسام.

حركة حماس على إثر العدوان الاسرائيلي على القطاع في 2008،2009، حاولت ان تعقد اتفاقات مع الفصائل الفلسطينية بما فيها حلفائها على أن يكون إطلاق الصواريخ في إطار الرد على اعتداءات الاحتلال، وان يكون النشاط المقاوم ضد الاحتلال بالإجماع، واستطاعت أحيانا في ضبط الفصائل مرة بالإقناع، ومرات بالقوة سواء بالاعتقال لمطلقي الصواريخ، أو التحريض ضدهم بانهم يعملون لأجندات خارجية، وفشلت اكثر من مرة كما حدث خلال اليومين الماضيين.

حماس لم تستوعب ما قامت به حركة الجهاد الاسلامي، وهي لا ترغب في التصعيد، وشعرت انها تورطت، والواضح انها لم تستطيع اقناع قيادة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة بالتوقف عن اطلاق الصواريخ، فقام رئيس الوزراء اسماعيل هنية بالاتصال بالأمين العام للحركة الدكتور عبد الله شلح في دمشق لحثه على إصدار أوامره لوقف اطلاق الصواريخ، ومن الواضح ايضا انه لم ينجح. واسرائيل حتى اللحظة تقول انها غير معنية بالتصعيد، وذلك ليس كرما منها، فيداها مقيدتان، العالم مشغول بما خلفه تسونامي اليابان والمخاطر القائمة هناك، وما يجري في ليبيا وبعض الدول العربية من ثورات، والجهد الحربي الذي تقوده اوروبا والولايات المتحدة ضد نظام القذافي، لكن ذلك لا يمنعها من توجيه ضربات موجعة ومؤلمة سيدفع ثمنها الناس، وأيضاً فهي لا تستطيع الصبر طويلاً كما جاء على لسان أكثر من مسؤول اسرائيلي في ظل التحريض المستمر خلال العامين الماضيين ضد فصائل المقاومة، وتضخيم قدراتها العسكرية و التسليحية، وتأكل قوة الردع للجيش الاسرائيلي في مواجهة صواريخ المقاومة وتطورها.

إن تغليب المصلحة الوطنية التي تتغنى بها حماس والفصائل الفلسطينية تقتضي إنهاء الانقسام، وضرورة البحث عن الأساليب والوسائل المناسبة لاستمرار مشاركة الشعب الفلسطيني وقواه السياسية في مواجهة التصعيد الاسرائيلي المستمر ضد القطاع،

ومقاومة الاحتلال في الضفة والقدس والتصدي لمشاريعه الاستيطانية من اجل إنهاء الاحتلال ودحره.

ما جرى خلال الاسبوعين الماضيين من تحركات الشباب المطالبين بإنهاء الانقسام، وضيق حركة حماس بهم، والعنف الشديد الذي استخدمته ضد الشباب، وما تلاه من قيامها بإطلاق قذائف الهاون، يعبر عن الازمة التي تعيشها الحركة، وما تلاه من قيام عدد من فصائل المقاومة بالرد على التصعيد الاسرائيلي، يعبر عن الأزمة التي تعيشها حماس خاصة، والفلسطينيون عامة، وجاء الرد السلبي على حماس بعدم العمل مع الفصائل الفلسطينية بمبدأ الشراكة، ونوع من الاحتجاج على الممارسات التي تقوم بها حماس ضد الفصائل، ومؤسسات المجتمع المدني والاعتداء على الحريات العامة.

إرادة التغيير لدى الشياب في التغيير كبيرة وقوية، لكن الارادة السياسية لدى طرفي الصراع غير متوفرة، وعدم الثقة التي تسيطر على الموقف، والشك وسوء الظن بالشباب غير مبرر، وبدل من تخفيف حدة التوتر ازدادت حدته، وعمقت الانقسام، وعلى حركة حماس تغيير الوسائل والاساليب وإعادة تقييم تجربتها في التعامل مع الناس وحلفاؤها بالريموت كونترول، وتغليب المصلحة الوطنية، وذلك لا يتم حسب مقاس حركة حماس وفرض رؤيتها وموقفها على الكل الفلسطيني، بل من خلال التوافق.


المصدر