تقرير فرنسي يؤكد تغلغل الإخوان في الشارع المصري

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تقرير فرنسي يؤكد تغلغل الإخوان في الشارع المصري
20-12-2005


مقدمة

أنا من مدونى الاخوان

مقدمة للمترجم: عندما يطالع المرء ما يكتبه أعداءُ الفكرة الإسلامية، بل أعداء الإسلام في حقيقة الأمر، فإنه يعجَب من سذاجة الحُجج التي يسوقها هؤلاء المتهافتون.. من غلاة العلمانية والدنيوية والمنفعية.. لتبرير الفوز الباهر للإخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، فتراهم أحيانًا يقولون إن فوزَهم لا يعدو أن يكون تصويتًا احتجاجيًّا من جانب الناخبين ضد الحزب الوطني الحاكم..!!

فلو كان الأمر هكذا فلماذا لم تذهب هذه الأصوات الاحتجاجية إلى قوى المعارضة الأخرى أو المستقلِّين؟ ولماذا خصَّ بها الناخبون الإخوان المسلمين على وجه التحديد؟! وتراهم أحيانًا أخرى يقولون إن فوزَهم هو بسبب التمويل الضخم الذي حَظِيَت به حملتُهم الانتخابية، بينما يَعرف القاصي والداني أن ما أنفقه الإخوان المسلمون لا يشكِّل سوى نسبة ضئيلة للغاية مما أنفقه الحزب الوطني، وأن ما أنفقه الإخوان على أية حال من جيوبهم الخاصة إنما أنفقوه من حرِّ أموالهم الحلال التي لا تشوبها شائبةٌ.

وعندما يجد المرء أن لدى بعض الكتَّاب والمحللين الغربيين من الإنصاف ما لا يتوفر جزءٌ منه عند هؤلاء الضالين المُضلِّين من الداخل، فإنه لا يملك إلا أن يوجه إلى أولئك الكتَّاب والمحللين الشكرَ والتقديرَ على إنصافهم، وآية الشكر هنا هي نشر كلامهم عسى أن يتعظ أعداءُ الفكرة الإسلامية وأعداء الإخوان في الداخل عندما يطالعون هذا الكلام.

عبد الله عبد الرحمن

محلل سياسي- جينيف


مصر: السلطة باقية في يدي مبارك

باراه ميخائيل (باحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية ومتخصص في شئون الشرق الأوسط والأدنى) يحلل هنا نتائج المرحلة الأخيرة من الانتخابات التشريعية التي جرت توًّا في مصر، من خلال هذا الحوار:

"لامناص من استنتاج أن الإخوان المسلمين لهم قاعدة متينة في صفوف المجتمع المصري"

  • انتهت مصر توًّا من المرحلة الثالثة والأخيرة للانتخابات التشريعية، وقد اتسمت هذه الانتخابات بطفرة كبيرة حققها الإخوان المسلمون في إطار البرلمان.. إلام تُعزي هذا الإنجاز الجديد؟!
لقد نجح الإخوان المسلمون في الواقع في اقتناص 88 مقعدًا من مقاعد البرلمان المطروحة للتصويت في هذه الانتخابات وعددها 444 مقعدًا؛ إذ يعين الرئيس المصري مَن يشغَلون المقاعد العشرة المتبقية، وهذا يشكِّل اختراقًا كبيرًا حققه تنظيمُهم الذي لم يكن له سوى 14 (المقصود 15) نائبًا في البرلمان السابق، فلا مناصَ إذًا من استنتاج أن الإخوان المسلمين لهم قاعدةٌ متينةٌ في صفوف المجتمع المصري، خاصةً وأن المراحل الثلاث لهذه الانتخابات قد أكدت الواحدة تلوَ الأخرى الأهميةَ التي لا يمكن الالتفافُ حولَها لهذا التنظيم على الصعيد الوطني.
وغنيٌّ عن القول أن أوضاع الحياة الاقتصادية والاجتماعية الهشَّة التي تتصف بها الحياة اليومية للمصريين تشكِّل جزءًا لا يتجزأ من تفسير هذا الاقتراع المصري، ولكن يجب أيضًا ملاحظةُ أن هذا التعلُّق من جانب كثير من المصريين :بالإخوان المسلمين ليس بالأمر الجديد؛ لأنهم كانوا ينتظرون هذا التصويت منذ وقت طويل، أما الأمر الجديد فهو حقيقة أن الناخبين قد واتتهم الجرأةُ اليوم على ترجمة أفكارهم إلى أفعال.
وفيما يتعلق بهذا الجانب فالاحتمال القوي هو أن المظاهرات الشعبية المتعددة ضد مبارك التي تخلَّلت عام :2005 قد سمحت بالتأكيد على المواجع التي يشعر بها كثيرٌ من المصريين، ولكن من الملائم أيضًا عدم المبالغة في التغيير الذي جاء به هذا الوضع الجديد على الساحة السياسية المصرية، فمما لا شك فيه أن الإخوان المسلمين قد زادوا من وزنهم البرلماني ست مرات، ولكنَّ الحزب الحاكم لديه أغلبية كبيرة، وهكذا فإن مفاتيح السلطة ما زالت فعلاً في يدي الحزب الوطني الديمقراطي بوجه عام وفي يدي الرئيس مبارك بوجه خاص!!

قوات الأمن المصرية كانت في منتهى العنف مع مواطنيها

  • يصر الإخوان المسلمون على أن التصويت قد شابتْه مخالفاتٌ عديدةٌ وذلك على الرغم من نجاحهم المبين، هل الحال هو كذلك في واقع الأمر؟!
قامت قوات الحكومة المصرية بحملة قمع شديدة حول كثير من مكاتب الانتخابات، جميع المعلومات التي عُرضت علينا تسير فعلاً في هذا الاتجاه، لقد قامت قوات الحكومة المصرية بحملة قمع شديدة حول كثير من مكاتب الانتخابات، ومن ناحية أخرى ازداد هذا الاتجاه حدةً بصورة خاصة أثناء المرحلتين الأخيرتين من الانتخابات، أي في اللحظة التي خَشِيَت فيها السلطة الحاكمة في مصر من أن ترى هذا الصعود الحادَّ المؤكَّد لصالح الإخوان المسلمين قد تابع مجراه.
ومن جانب آخر تُوفي ثمانية أشخاص من جرَّاء عمليات التدخل هذه من جانب الحكومة، وهو ما يدعم الفكرة القائلة بأن قوات الأمن المصرية كانت في منتهى العنف مع مواطنيها، كذلك فإن 80 قاضيًا قد أُبعِدوا عن مهامهم بسبب تشكيكهم رسميًّا في نزاهة الانتخابات، والمشكلة هي أن الحكومة المصرية قد سمحت فقط للجان مراقبة مصرية بمراقبة سَير عمليات التصويت، موصدةً بذلك الباب أمام أي لجنة مراقبة من خارج البلاد.
وفي هذا السياق يمكن بوضوح التشكيك حتى في الأوضاع التي دارت فيها عمليات فرز بطاقات الاقتراع، و
الإخوان المسلمون أنفسهم يؤكدون أنه لو كانت أوضاع الانتخاب عاديةً لكان بوسعهم الحصول على 130 مقعدًا برلمانيًّا، ومن الواضح فعلاً أنه من الصعب التشكيك في هذا التأكيد، ففي حقيقة الأمر لم تكن شفافيةُ هذه الانتخابات هي القاعدة المتبعة.
  • هل يُتوقع الآن حدوث تحوُّل راديكالي في الحياة السياسية المصرية؟
يتوقف كل شيء على المقصود بهذه العبارة.. الأمر المؤكد هو أن الإخوان المسلمين يعبرون عن تطلعات جانب مهم من السكان المصريين، كذلك فإن الحساب الكمي لهذا الجانب من الصعب استنتاجه مباشرةً من الانتخابات التشريعية التي استطاع أن يشارك فيها 20% فقط من المصريين.. الأمر المؤكد أيضًا هو أنه يبدو أن الرئيس المصري يدرك أن الفخَّ الذي نصبه للإخوان المسلمين إنما يلتف بعض الشيء حول عنق تشكيله السياسي الخاص به وهو الحزب الوطني الديمقراطي!!
فالانتخابات الرئاسية التي وقعت في شهر سبتمبر الماضي قد سبقها في الواقع تعديلٌ للدستور المصري مفادُه أن التشكيلات السياسية التي لديها ما لا يقل عن 5% من نواب البرلمان هي وحدها التي يجوز لها أن تشارك في الانتخابات الرئاسية المقرر لها عام 2011، غير أن هذه النسبة المئوية لا تنطبق الآن إلا على الحزب الوطني الديمقراطي وجماعة الإخوان المسلمين، بالنظر إلى أن باقي جماعات المعارضة لم تنجح إلا في الحصول على ما مجموعه 14 مقعدًا.
ولذلك يدور الآن الاستقطاب في الحياة السياسية حول حزب الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين، ولا ينقص هذه الجماعة الآن سوى وضع رسمي، وهي جماعةٌ مسموحٌ لها بالنشاط ولكن غير معترَف بها مؤسسيًّا، وما لم يحدث تعديل دستوري جديد فمن الصعب أن نرى كيف يمكن للرئيس مبارك أن يتجنَّب رؤيةَ حزبه يواجه بمفرده جماعةَ الإخوان المسلمين أثناء الانتخابات الرئاسية المقبلة.. صحيحٌ أن سلطته بعيدةٌ عن أن تكون قد ضعُفت ولكن سيكون من الصعب سدُّ الشرخ الذي ظهر للعيان.

المصدر