تصعيد وتحريض..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تصعيد وتحريض..

23 ديسمبر 2009

بقلم: حسن المستكاوي

أرى التصعيد والتحريض والفوضى فيما يسمى بأزمة عيد عبدالملك، وأسمع واقرأ تصريحات توحى بأن الزمالك يخوض حرب تحرير فلسطين.. وأندهش من حال الرياضة ومن حال قادتها.. وكى أكون واضحا كان هذا هو رأيى من البداية:

وقع خطأ من لجنة المسابقات وعليها أن تتحمل هذا الخطأ. وكان الكارت الأحمر الذى أصدره سمير عثمان يعنى الطرد المباشر، وشرحت معنى الطرد المباشر هنا، وهو يعنى الإيقاف مباراتين فى اللائحة الموجودة باستثناء حالتين لاعلاقة لهما بحالة عيد.

حرس الحدود ليس له دخل بالموضوع ولم يقع فى خطأ. الزمالك له حق فى الاعتراض، وجزء من هذا الحق حصل عليه باستقالة لجنة المسابقات أو إقالتها.. ففى مصر تختلط الاستقالة بالإقالة!

إذا كان الزمالك مصمما على الحصول على حقه، فله أن يرفع احتجاجا إلى لجنة التظلمات، وأن يكمل الطريق بالشكوى إلى الفيفا، وإلى المحكمة الرياضية.

لست مع إعادة المباراة.. خاصة أن مشاركة عيد عبدالملك لم تكن وراء هزيمة الزمالك مباشرة فى اللقاء.. كما حدث مثلا مع تيرى هنرى نجم فرنسا فى مباراة أيرلندا، التى شهدت لمسة يد لهنرى كانت سببا مباشرا فى خروج أيرلندا من كأس العالم.. ومع ذلك لم تعد المباراة واعتمدت نتيجتها، ولم تعلن أيرلندا الحرب، وأظن أن خروج بلد من كأس العالم أهم ألف مرة من اشتراك لاعب فى مباراة بالدورى المصرى، وهو كان لايستحق المشاركة.

لست مع تلك التصريحات التى يطلقها الزمالك حول الانسحاب، فستكون عواقب هذا الانسحاب وخيمة على المسابقة وعليه إذا كان هناك قانون أو دستور للكرة المصرية.

بما أن البعض ومنهم حسام حسن يستخدم لو، ويتساءل: ماذا لو تعرض الأهلى للموقف نفسه.. كيف كان اتحاد الكرة سيتصرف؟، فإنى بدورى أستخدم لو، وأسأل حسام حسن: لو كان الزمالك يتصدر الدورى اليوم.. هل كان يطرح كلمة الانسحاب فى السوق؟!

كلما وقعت مشكلة صغيرة أو كبيرة فى ملاعبنا، أتوقف أمام الخطاب المستخدم، وكله لغة صارخة، وزاعقة.. وأتوقف أمام الخطاب الإعلامى نفسه، وأراه يصب البنزين فوق النار، ويكفى أن يسأل مقدم برنامج سؤالا بتلك الصيغة كى يشتعل ضيفه: «هل سيسكتون عن حق الزمالك المنهوب والمظلوم؟!».

أسمع وأشاهد و.. أكلم نفسى، لماذا لا يتحدث هؤلاء عن كرامتهم وحقوقهم فى الحياة اليومية بنفس القوة.. لماذا لا يتحدث هؤلاء عن البهدلة والإهانة فى مواقع حكومية وخدمية عديدة بنفس الحماس.. لماذا لا يتحدث هؤلاء فى شئون الحياة اليومية بمثل هذا الصراخ الذى يتحدثون به.. عن «ركلات الجزاء والفاولات»..؟!

أسمع الآن صوت صفارة حكم قادمة من بعيد.. قادمة من بعيد وهى مخنوقة وطويلة ومريرة..؟!

المصدر