تصريح صهيوني وتسريب مبارك و”المجزرة”.. ثلاثية الاتهام بـ”الروضة”!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تصريح صهيوني وتسريب مبارك و"المجزرة".. ثلاثية الاتهام بـ"الروضة"!
تسريب مبارك.jpg

كتب: رانيا قناوي

(28 نوفمبر 2017)

مقدمة

لم تكن إسرائيل بالإصرار الذي أصبحت عليه الآن بالحديث عن توطين الفلسطينيين في سيناء، بقدر ما أصبحت عليه اليوم مع الانقلاب العسكري، حيث تتوالى تصريحات المسئولين والوزراء الصهاينة حول هذه القضية، التي يؤكدون خلالها في أغلب أحاديثهم المتلفزة، بأن سيناء هي وطن للفلسطينيين، الأمر الذي يكشف، مع العلاقة الحميمية بين السيسي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سر هذا الإصرار الإسرائيلي.

ولم تقف تصريحات المسئولين الإسرائيليين، التي دائمًا ما يتجاهلها نظام الانقلاب في مصر، عند مسئول واحد، ولكن تتوالى تصريحات المسئولين في حكومة نتياهو بين الحين والأاخر، في ظل الحديث عن صفقة القرن التي كشفتها إسرائيل، وتضمنت عرضا من عبد الفتاح السيسي للرئيس الأمريكي تقضي بتوطين الفلسطينيين في سيناء.

وهو الأمر الذي كشف عنه مبارك مؤخرَا خلال التسريب الذي تم تداوله في الأيام الماضية، حينما كشف أن قضية توطين الفلسطينيين في سيناء فكرة إسرائيلية تم عرضها في أكثر من مناسبة، على مبارك نفسه، إلا أن مبارك رفضها ورد على نتياهو بأن هذا الأمر لا يجوز التحدث فيه مرة أخرى.

ومع انقلاب السيسي وجد الكيان الصهيوني الفرصة سانحة لتجديد الحديث عن توطين الفلسطينيين في سيناء، خاصة مع تودد السيسي للكيان الصهيوني كوسيط في الضغط باللوبي اليهودي على الولايات المتحدة الأامركيية لدعم نظامه، وبقاءه في الحكم، وغض الطرف عن الانتهاكات الحقوقية والفشل الذي ينذر بثورة جياع.

سيناء للفلسطينيين

قالت وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل:

إن أفضل مكان للفلسطينيين ليقيموا فيه دولتهم هو سيناء، بحسب ما أفادت القناة العبرية الثانية، الاثنين.

وأوضحت جيلا جملئيل:

(الموجودة في مصر للمشاركة في مؤتمر نسائي تابع للأمم المتحدة)، في حوار لمجلة "السيادة" الأسبوع الماضي، أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا في سيناء كما كشفت القناة الثانية الإسرائيلية، أن الخارجية المصرية طلبت توضيحات من الخارجية الإسرائيلية حول تصريحات جملئيل التي قالت فيها إنه "لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا في سيناء".

وبحسب القناة العبرية فإن الخارجية المصرية طلبت بشكل رسمي من نظيرتها الإسرائيلية توضيح تلك التصريحات، مشيرة إلى أن مصر عبرت عن طريق سفيرها في تل أبيب حازم خيرت، عن غضبها الشديد إزاء تلك التصريحات، خلال اتصالات مع كبار المسؤولين بالخارجية الإسرائيلية، في الوقت الذي غضت فيه سلطات الانقلاب الطرف عن تصريحات مماثلة من وزراء أخرون، ولم تقم بالرد على كلمة واحدة في هذا الغطار.

تسريب مبارك وتصريحات الوزيرة الصهيونية اللذين تزامنا مع تفجير "الروضة" تشير لاحتمالية تورط نظام الانقلاب في إجبار السيناوية على ترك سيناء، وهو ما وضع الانقلاب في حرج أجبره على الرد في هذه المرة.

ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي في وزارة الخارجية قوله إن تلك التصريحات لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة، ولا تعكس سياستها، مشيرا إلى أنه تم امتصاص ردة فعل الغضب المصرية، خاصة بعدما ظهر سامح شكري، وزير الخارجية في نظام الانقلاب ، على تصريحات وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، جيلا جملئيل، حول توطين الفلسطينيين بسيناء.

وقال شكري، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كل يوم"، المذاع عبر فضائية "ON E"، مع إعلامي الانقلاب عمرو أديب، أمس الاثنين، "نرفض تناول أي شأن مصري أو الحديث عن الأراضي المصرية من أي جهة ولا نقبل ذلك أبدًا لما فيه من انتقاص من سيادة مصر على أراضيها، وخاصة سيناء، التي ارتوت بدماء المصريين دفاعًا عنها ليس هناك محل ذرة واحدة أن يتم التنازل عنها أو يعتدي عليها أحد".

صفقة القرن

فيما أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل، أن التسريبات التي يتم تداولها بين الحين والأخر تأتي في إطار صفقة القرن بالحديث عن توطين الفلسطنيين في سيناء، موضحًا أن كلام الوزيرة الإسرائيلية ليس تسريب عفوي ولكنه رسائل معروفة مرتبطة بالنواحي الأمنية والسياسية في المنطقة بشكل عام.

وعلق قنديل خلال مداخلة على قناة "الجزيرة مباشر" على رد سلطات الانقلاب على تصريحات الوزيرة الإسرائيلية، بأنه في الدولة التي لها سيادة لا يمكن أن يكون ردها عبارة عن نفي تصريحات، مضيفا أن محاولة التغطية على التصريحات تكشف أن الإسرائيليين يمضون بخطوات ثابتة ومتى يدلون بهذه التصريحات وماهي مدلولها،

كما أن ما قالته الوزيرة الإسرائيلية تعبير عن الإطار الرسمي للمنطقة بشكل عام، خاصة بعدما تم بيع جزيرتي تيران وصنافير، بالتزامن مع الحصار المفروض على غزة، ومحاولات تهجير السيناوية، وكل هذا يأتي ضمن إطار صفقة القرن.

وأشار إلى أن الحل الأمثل لسيناء أن تمتلئ بالمصريين، إلا أن النظام يتجه لمنحى أخر وهو تهجير المواطنين من سيناء، موضحا أنه إذا تم وضع هذا بجوار تصريحات المسئولين الإسرائيليين ستدرك أن سيناء موضوعة على مائدة التسوية الشاملة للشرق الأوسط. فيما أشار التقرير الذي قدمته قناة الجزيرة للبحث الإسرائيلي حول مستقبل المنطقة في توطين الفلسطنيين على مساحة 700 كم من سيناء، مقابل تصدير التكنولوجيا الإسرائيلية لسيناء والتطبيع الكامل بين العرب والكيان الصهيوني.

الأمر الذي علق عليه قنديل، مؤكدًا أن صفقة تيران وصنافير التي تمت بترتيب أمريكي وإسرائيلي بسهولة منقطعة النظير، يشير إلى سعي نظام السيسي بالتعاون مع إسرائيل لتنفيذ صفقة القرن، خاصة أن النظام الانقلابي في مصر صنف تل أبيب باعترافات نتنياهو نفسه وباعترافات السيسي الذي كان يخاطب الشعب الإسرائيلي بأن يقف خلف قائده نتنياهو، وهو ما يؤكد بأن السيسي على استعداد للدخول في أي مغامرة لتأمين بقاءه في السلطة.

المصدر