تالله ما الدعوات تهزم بالأذى .. أبدًا وفي التاريخ بر يميني!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


تالله ما الدعوات تهزم بالأذى .. أبدًا وفي التاريخ بر يميني !!

  • بقلم / حديبى المدنى

إنكم لن تغلبوا أبدا من قلة عددكم ، ولا من ضعف وسائلكم ولا من كثرة خصومكم ولا من تألب الأعداء عليكم ولو تجمع أهل الأرض جميعا ما استطاعوا أن ينالوا منكم إلا ما كتب الله عليكم ،ولكنكم تغلبون أشد الغلب وتفقدون كل ما يتصل بالنصر والظفر بسبب إذا فسدت قلوبكم ولم يصلح الله أعمالكم أو إذا تفرقت كلمتكم واختلفت آراؤكم ..أما ما دمتم على قلب رجل واحد متجه إلى الله تبارك وتعالى ،آخذ في سبيل طاعته ، سائر نهج مرضاته فلا تهنوا أبدا ولا تحزنوا أبدا وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم..)

-لقد كان لكم آية في فئتين التقتا، فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ترونهم مثليهم رأي العين، والله يؤيد بنصره من يشاء،إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار..

تالله ما الدعوات تهزم بالأذى

أبدًا وفي التاريخ بر يميني

ضع في يدي القيد ألهب أضلعي

بالسوط ضع عنقي على السكين

لن تستطيع حصار فكري ساعة

أو نزع إيماني ونور يقيني

فالنور في قلبي وقلبي في يدي

وربي حافظي ومعيني

سأظل معتصمًا بحبل عقيدتي

وأموت مبتسمًا ليحيا ديني

الربانية و البوارق والهمسات

ما الذي راهنت عليه غزة في دخولها معركة من أشرس المعارك مع أعتى القوى في المنطقة المسنودة من أعظم دولة بل أكبر هيئة أممية في الكون؟؟..

أراهنت على الصواريخ؟ أم على موقعها الجغرافي ؟ أم على عدد سكانها؟ أم على جيرانها؟لا أعتقد أنها راهنت على شيء من ذلك، فصواريخها المحلية الصنع لا تساوي شيئاً من ناحية الأثر المادي مقارنة بالآلة اليهودية الفتاكة . و مساحتها الجغرافية لا تتعادى 40 في 10 كيلو متر محاصرة بالمستوطنات الإسرائيلية شرقاً و شمالاً، و بتضييق عربي جنوباً، و ببارجات بحرية إسرائيلية غرباً تكاد تجعلها في حالة من الاختناق الاستثنائي على مستوى العالم. أما عدد سكانها و الذي تعتبر فيه غزة البقعة الأعلى كثافة سكانية على وجه البسيطة مما يشكل قلقاً شديداً في خوض حروب كهذه. و أما جيرانها فهم أشد عليها من وقع الحسام المهندِ.

الربانية وقوة الصلة بالله

فالرهان لم يكن على المقومات الاعتيادية لانتصار الشعوب، و الذي يؤكد فيه كثير من الكتاب و النقاد و المحللين أن وضعاً كوضع غزة لا يمكن بكل معطياته أن يؤدي إلى انتصار. و لكن الرهان كان على جيل رباني صنع في المساجد. جيل لم يحمل البندقية إلا بعد أن حمل القرآن في قلبه، جيل أسماره الذكر، و زاده الزهد عن الدنيا. فكلما استشهد مجاهد من أبطال غزة ذكرت سيرته الذاتية، فكان من أهمها و أكثرها هي البوارق الإيمانية في حياته، كحفظ القرآن و صوم النوافل و قيام الليل. هذه هي المراهنة الحقيقة و هذا هو التحدي، أن تستطيع في زمن المحن و الفتن و التخذيل أن توجد جيلاً قرآنياً ربانيا، الميزان عنده في الخطأ و الصواب هو الشرع أولاً،جيلاً أخذ الكتاب بقوة، و كما يفسر ذلك ابن كثير " يا يحي خذ الكتاب بقوة" : أي تعلم الكتاب بجد و حرص و اجتهاد، و هذا ما كان في غزة.

ولذلك فنحن لا نعجب من استهداف إسرائيل في حربها الضروس للمساجد، فهي تعلم كم لها من أثر في قوة الأمة و بنائها، وقد أصبحت في غزة المدرسة الأولى التي تخرج هذه الأجيال، مقتدين برسولهم الكريم الذي أول ما بدأ في بناء الدولة الإسلامية في المدينة بدأ بالمسجد، وهكذا فعل من بعده من نشد النصر، فمحمود الدين زنكي ركز على بناء المساجد لإعداد الأجيال حتى أنه بنى في مدينة دمشق وحدها ما يزيد على مائة مسجد.

و علمت إسرائيل أيضاً أن الخطر عليها قادم ممن يتعهدون الشباب في المساجد فاستهدفتهم بصواريخها. و إلا فما الذي جعل إسرائيل تدفع ثمناً باهضاً بسمعتها في قصف شيخ قعيد لا يملك أن يحرك ساكناً فضلا عن أن يطلق صاروخاً. ذلك أنه مدرسة ربانية تربوية إيمانية..

التراث الجهادي والتربية الشمولية

وتلك طريقة " حماس " من يوم جزمت بهويتها الإسلامية، وضعت كل التراث التجريبي الجهادي منهجاً تربوياً لمجاهديها، بداية بعصر الصحابة الكرام، مروراً بالعصر الأوسط، ومواصلة وتفاعلاً مع أحوال مجاهدي العصر الحاضر.

وسبب نجاحها ونيلها الإتقان : أنها لا تعتمد العمل الجماهيري الكمي ،وإنما العمل التربوي الانتقائي والتقاط الصفوة وتعليمها في الخلوات وتفقيهها قبل تدريبها للمصاولات فتتوافر عناصر: لها مع قوة الشكيمة بعد نظر، ويكون الالتفاف الجماهيري مظهرا لوجود هؤلاء الجنود الفقهاء!!

وفي يوم الحاجة : تتميز معادن الرجال.. وعند المعارك : إنما يَحْمَرّ الباتر إذا هزّه ذو قلبٍ فائر.. كما يُزين الناسُ قُرابَ السيف بذهب وجوهر يلمع، ويتنافسون في ذلك ويتزايدون، لكن الصفائح في الداخل تختلف حداً، وتكون قواطع وعُمياناً : يتجمل الرجال كذلك بالملبس والمنصب واللقب، وبعض القلوب تحت ما ظهر لا عزم لها،ولا رواء فيها، ولا نأمل منها نفعاً ولا حركة، ولا في الخير مساهمة، وإنما هي مثل ثمرة تلفَ لُبّها، وبقيت قشوراً

وممارسات " حماس " قسمت الناس إلى فريقين في العالم كله

الحزام الناسف

فمن الرجال رموز للعزة، قد تزينوا بالحزم، وتصدوا لمنع العدوان على الأمة ونهضوا إلى كل مطلب رفيع، وجعلوا المحور الدعوي مركز الانطلاق المنهجي لكل عمل جهادي ينوون إتقانه..

وبجانبهم عاجز وكسول وفوضوي، ورجعي لا يعيش عصره، وجاهل يزهد بالعلم، وجبان يخاف المصاولة، وأناني يقعد على التل يتفرج على المعركة!..

وهذا هو الذي يجعل لطريقة " حماس " في الجهاد القيمة الكبرى، فالقضية غير متعلقة بزعامة، ولا بانتخابات، وإنما بمنهجية شاملة ومنظومة قـِـيَم وخطط متكاملة، وجدارة حماس فرعٌ لوضوح الطريقة، وإبداع قيادتها إنما هو من نتاج الفكر الذي تؤمن به!!

إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين

1- كهرباء المرابطة :

المنتصر بالله مصطفى، والقاطن على شاطئ بحر غزة، تحاصره من الجو الطائرات، والدبابات لا تبعد عن بيتهم سوى كيلو متر واحد،والبوارج البحرية لا تفتأ قذائفها تنهال على كل متحرك على الشاطئ، كانت بطارية هاتفه المحمول فارغة حين استعان به أحد المرابطين المنتشرين في الجوار، فكانت المفاجأة.. مرددا "سبحان الله" في تعجب لم يفارقه: بطارية هاتفي المحمول كانت فارغة تماما، والكهرباء مقطوعة عن المنزل؛ بسبب الحصار الجائر من قبل العدوان الإسرائيلي الأخير.. أحد المرابطين بجوار البيت طلب هاتفي لاستخدامه فقلت له إنه لن يكفيه لكـلمة واحدة.. فالبطارية أعلنت نفادها وعلامات الدهشة على وجهه تابع: "وما إن أمسك المرابط الهاتف بيده حتى امتلأت البطارية كأنما أضعها على الشاحن منذ أيام، وتحدث من خلاله،و استخدمت الهاتف من بعده لعدة أيام أخر.. سبحان الله.. تلك هي آيات الرباط والجهاد والنصر إن شاء الله، فالله ينزل ملائكته على المجاهدين في سبيله لينصرهم ويثبت خطاهم..

2- في غزة قد نطق الحجر :

أما أبو مجاهد المرابط على ثغور شمال مدينة غزة، فقال: "كنت أرصد حركة الدبابات على حدود المدينة، ولم يكن أحد حولي، فإذا بي أسمع صوتا يسبح ويذكر الله ويستغفر.. حاولت مرارًا أن أتأكد من الصوت، ولكنه بالتأكيد لم يكن صادرًا إلا من الحجارة والرمل التي لم يكن سواها حولي في هذا الخلاء!!..

3- سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب :

محمود الريفي واحد من مجموعات "الاستشهاديون الأشباح" رابط ليومين كاملين في مكمنه، يقتات على بعض التمر والماء وبيمينه سلاحه، وعن يساره جهازه اللاسلكي ليتواصل مع رفاقه وقيادته، وينتظر ملاقاة العدو على أحر من الجمر، لسانه يلهج بالدعاء أن يمن الله عليه بالتمكين من جنود الاحتلال الإسرائيلي وإصابتهم في مقتل وأخيرا بعد 48 ساعة من الانتظار وحيدا في خندق لا تزيد مساحته على المترين، استطاع الريفي الالتفاف حول مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي على جبل الريس شرق مدينة غزة، واشتبك معهم وحده، وهو لا يحمل سوى قطعة سلاح واحدة، فقتل اثنين منهم وجرح آخرين.."، بحسب أحد القادة الميدانيين بكتائب القسام.. وأضاف القائد القسامي: "كما أسر الريفي جنديا حمله على كتفيه وأسرع عائدا إلى مكمنه إلا أن طائرات الاستطلاع أطلقت عليه صاروخا أرداه هو والجندي الإسرائيلي، وخلال قتال الريفي معهم أصابهم الرعب وراحوا يبكون ويصرخون وهم يتخبطون فيما بينهم وكأن الملائكة تكبلهم!!..

4- وما يعلم جنود ربك إلا هو :

أبو عبيدة أحد قادة المقاومة الميدانية شرق حي الزيتون في مدينة غزة قال:كنت ومجموعة من المرابطين ننتظر فرصة مناسبة للدخول على الدبابات، وأخذنا ندعو الله أن يهيئ لنا أمرنا، وينزل علينا جندا من السماء يؤازروننا، وفجأة وبدون أي مقدمات نزل ضباب كثيف على المنطقة التي كنا فيها وبعد نزول الضباب استطعنا الدخول بين عشرات الدبابات وزرع العبوات الناسفة قربها والانسحاب بسلام دون أن ترصدنا طائرات الاستطلاع التي تملأ الجو، وتحول الظلام الحالك إلى ضوء نهار، ودون أن يلمحنا أحد من جنود العدو المحتشدين حول الدبابات وعلامات النصر تبدو على وجهه أضاف: "استطعنا تفجير كل العبوات الناسفة في الدبابات الموجودة، ومجموعة من جنود فرق الاحتلال الراجلة، وقُتل خلال ذلك أكثر من خمسة جنود وجُرح العشرات..

5- القيادة الربانية الميدانية :

ها نحن فمن أنتم؟؟!!

انتصرت المقاومة بقيادة حماس لأن القيادة كانت في الصف الأول من المعركة وضحت بكل شيء: بالمناصب والمكاسب والجاه والمطامع والمطامح والأولاد والزوجة ..وفي مقدمة هؤلاء القادة الربانيين الميدانيين:

نزار ريان (عالم الحديث المقاتل): عالم في الحديث النبوي.. رباني يُعرف بورعه وتقواه.. ورغم ذلك كان في مقدمة صفوف المقاتلين يحثهم على الجهاد ضد إسرائيل.. قدم أبناءه شهداء فداء للدين ولتحرير تراب فلسطين.. لم ينصت للتحذيرات التي طالبته بمغادرة المنزل، فكان الموعد الذي لم يخطئه مع الشهادة التي دائما ما تمنّاها إنه نزار عبد القادر ريان (49 عاما)، أستاذ علوم الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية، وأحد كبار علماء حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذي غادر الدنيا شهيدا ، وعشرة من أفراد عائلته بينهم زوجاته وبعض أولاده...

والشهيد الوزير النائب سعيد صيام .. خمسون عاما قضاها في طاعة الله وخدمة الشعب ..!!وآخرون لا نعرفهم الله يعرفهم ويعلم أنسابهم وأحسابهم..!!

إذا جمعتنا يا جرير المجامع أولئك آبائي فجئني بمثلهم....

المراجع

  • آيات النصر: موقع إسلام أون لاين
  • رمزيات حمساوية:الشيخ الراشد
  • موقع ينابيع تربوية
  • نافذة مصر