بيان من الإخوان المسلمين حول ما يجري في سوريا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان من الإخوان المسلمين حول ما يجري في سوريا
23 من يونيو 2011م

2011-23-06

إن الإخوان المسلمين وقد هالهم ما يحدث في سوريا من قتلٍ للأبرياء العُزَّل وتعذيب وحشي طال حتى الأطفال، واعتقالات للآلاف واقتحام الدبابات للمدن والقرى، وتشريد للآلاف من أبناء الشعب السوري العظيم الذي خرج في مظاهرات سلمية يطالب بحقه في الحرية والكرامة والعدالة والتعددية والديمقراطية، ليدينون هذه الجرائم التي تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

إن الحكومات إنما أُقيمت لتخدم الشعوب وتحقق إرادتها ومصالحها، وإن الجيوش إنما وُجدت لتحمي البلاد وتحررها، فإذا انقلبت هذه وتلك لتقمع الشعوب وتقتلها وتُدمِّر البلاد وتخرب الديار، وتُؤمِّن حدود الأعداء، وكراسي الحكم، فقد فقدت مبررات وجودها وفقدت الأنظمة شرعيتها، وتحولت إلى جبهة الأعداء.

إن الإفراط في الوعود التي يطلقها المسئولون، والتي يكذبها الواقع الدامي الذي يعيشه الشعب السوري إنما تعمق الهوة وتفاقم أزمة الثقة وتباعد بين الضفتين. إن الإصلاح الحقيقي الجاد والعاجل هو الذي يوحد الجبهة الداخلية، ويحقق الصمود الحقيقي، ويجعل من الشعب صفًّا واحدًا، وذلك يقتضي:

  • سحب الجيش من المدن والقرى إلى مكانه الطبيعي في حماية الحدود.
  • سحب قوات الأمن والشبيحة وإصدار الأوامر لهم بعدم التعرض للمظاهرات السلمية.
  • إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، والإفراج عن المحكومين منهم.
  • إفساح المجال لعودة جميع السوريين المهجرين في المنافي بعد تأمينهم.
  • الإلغاء الفوري لكل القوانين الظالمة والمتعسفة.
  • الإقرار بحق الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعدالة؛ وذلك بإلغاء النصوص الدستورية والقانونية التي تُكرِّس احتكار السلطة، وإقرار قانون عادل لتعدد الأحزاب، وقانون لانتخابات نزيهة ونظيفة.
  • الإسراع بإعداد دستور جديد عادل يتماشى مع مطالب الشعب ومقتضيات العصر، والحق في تداول السلطة، والفصل بين السلطات.
  • محاسبة كل من أمر أو مارس القتل والاعتقال والتعذيب والتدمير.
  • محاسبة كل الفاسدين الذين نهبوا ثروات الأمة، واستعادتها منهم واستخدامها في مصالح الشعب.

إن الإخوان المسلمين، بل والشعوب العربية والإسلامية، لتقف مؤيدة لحقوق الشعب السوري، وترنو بكثيرٍ من القلق على مستقبل سوريا، والأمل في أن تتجاوز هذه المحنة حتى تظل رصيدًا كبيرًا في حساب العرب والمسلمين، وحتى لا تتعرض لمصير دول عربية أخرى قادها الاستبداد والفساد إلى هاوية الضياع ومستنقع الدماء والدمار.

(إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا وإذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)) (النساء).

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 21 من رجب 1432هـ

المصدر