بيان من الإخوان المسلمين بشأن الانتفاضة المباركة المستمرة للشعب المصرى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
بيان من الإخوان المسلمين بشأن الانتفاضة المباركة المستمرة للشعب المصرى



إننا لنقدر كل التقدير دور الشعب المصرى البطل الذى استمرت جولته ومسيراته منذ يوم الثلاثاء 25/1/2011م وكانت أمس المسيرة التى تعد من أعظم المسيرات فى تاريخ العالم والتى بلغ تعداد المشاركين فيها عدة ملايين على مستوى الجمهورية،والتى تجلت فيها ومنها الإرادة الشعبية الحقيقية التى تثبت أن كل الانتخابات التى أجراها النظام إنما هى انتخابات مزورة اغتصب بها مشروعية كاذبة مزيفة.

ورغم هذه الجماهير الثائرة الهادرة التى شقت حناجرها فضاء الأفق ووصلت إلى عنان السماء خرج علينا رأس النظام ليؤكد تمسكه بالسلطة واستمراره فى المنصب بمنتهى الصلف والعناد،ضاربا عرض الحائط بمصلحة الشعب والوطن،غير عابئ بالخسارة والخراب والقتل والدمار الذى قامت به قوات الأمن والبلطجة التابعون لحزبه الفاسد،طالبا فرصة ستة أشهر ليقوم بالإصلاح،فهل يمكن أن يصدقه أحد بعدما قام طيلة ثلاثين عاما مع زمرته بإفساد كل المؤسسات ومرافق الدولة حتى أوصلوها إلى الحضيض فى كل الميادين .

والشعب المصرى يأبى أن يقرر هذا النظام مصيره،كما يأبى أن تتدخل أى قوة دولية أو إقليمية فى شئونه الداخلية،ويهيب بكل الشعوب أن تنحاز إليه وإلى مصالحه لتقرير حقه فى الحرية والديمقراطية والعدالة .

والشعب يرفض كل الإجراءات الجزئية التى طرحها رأس النظام فى حديثه ليلة أمس،ولا يقبل برحيل النظام بديلا .

إننا نحمل رأس النظام ورموزه المسئولية الكاملة عما حدث للشعب من قتل المئات وإصابة الآلاف واعتقال آلاف غيرهم وتخريب الكثير من المؤسسات والمرافق والممتلكات العامة والخاصة التى ينبغى أن يحاكموا عليها .

ومع أن الإخوان المسلمين يعتمدون مبدأ الحوار الحر المتكافئ مع كل الأطراف من أجل تحقيق المصالح العليا للوطن إلا أن إصرار النظام على المضى قدما فى العناد والتصلب فى رفض مطالب الجماهير يجعل الشعب بكل فئاته يرفض التفاوض مع من يريد الالتفاف حول انتفاضته ليجهضها ولا يستجيب لمطالبها، الأمر الذى يجعل مثل هذا الحوار غير جاد وغير منتج،ومن ثم فإننا نرفض التفاوض معه حيث فقد شرعتيه برئيسه وبرلمانه وحزبه وحكومته،خاصة وأنه قام اليوم بتحريك المئات من البلطجية ورجال أمنه للاعتداء على المتظاهرين سلميا فى ميدان التحرير وفى المحافظات،ويصر على إسالة الدماء وإزهاق الأرواح رغم إدعائه لطلب الحوار .

إننا نثمن الدور الوطنى الشريف الذى يقوم به الجيش فهو جيش الشعب ودرع الأمة وحامى الوطن،ونهيب به أن يظل منحازا لمطالب الشعب حتى تتحقق،وأن يمنع الاعتداء الآثم على المتظاهرين .

إن النظام يراهن على الوقت ويسعى إلى تيئيس الشعب من تحقيق أهدافه – حتى ينصرف عن انتفاضته المباركة - ولذلك ينبغى أن نتذرع بالصبر،ونعتصم بالثبات،ونستعين بالله،

ونحذر من المثبطين الذين يدعون الناس إلى الانصراف،ولا يفت فى عضدنا المظاهرات الهزيلة المصنوعة التى يسيرها فلول النظام .

وإذا كان هدير صوت الجماهير لم يصل إلى آذان النظام الصماء،فينبغى أن يتكرر وأن يعلو،وأن تتضاعف الملايين فى المرات القادمة حتى يزول الباطل وينقشع الظلم والظلام،وتعود للشعب سيادته وكرامته وحقوقه .

نصر الله شعبنا، وحقق أهدافنا،وبلغ مصرنا ما تصبو إليه .

أ.د. محمد بديع
المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة : 27 من صفر 1432هـ

الموافق 2 من فبراير 2011م